الملوك الأول

سفر الملوك الأول | 14 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ

١ – ٢٠ «١ فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ مَرِضَ أَبِيَّا بْنُ يَرُبْعَامَ. ٢ فَقَالَ يَرُبْعَامُ لامْرَأَتِهِ: قُومِي غَيِّرِي شَكْلَكِ حَتَّى لاَ يَعْلَمُوا أَنَّكِ ٱمْرَأَةُ يَرُبْعَامَ وَٱذْهَبِي إِلَى شِيلُوهَ. هُوَذَا هُنَاكَ أَخِيَّا ٱلنَّبِيُّ ٱلَّذِي قَالَ عَنِّي إِنِّي أَمْلِكُ عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ. ٣ وَخُذِي بِيَدِكِ عَشَرَةَ أَرْغِفَةٍ وَكَعْكاً وَجَرَّةَ عَسَلٍ، وَسِيرِي إِلَيْهِ وَهُوَ يُخْبِرُكِ مَاذَا يَكُونُ لِلْغُلاَمِ. ٤ فَفَعَلَتِ ٱمْرَأَةُ يَرُبْعَامَ هٰكَذَا، وَقَامَتْ وَذَهَبَتْ إِلَى شِيلُوهَ وَدَخَلَتْ بَيْتَ أَخِيَّا. وَكَانَ أَخِيَّا لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُبْصِرَ لأَنَّهُ قَدْ ضَعُفَتْ عَيْنَاهُ بِسَبَبِ شَيْخُوخَتِهِ. ٥ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لأَخِيَّا: هُوَذَا ٱمْرَأَةُ يَرُبْعَامَ آتِيَةٌ لِتَسْأَلَ مِنْكَ شَيْئاً مِنْ جِهَةِ ٱبْنِهَا لأَنَّهُ مَرِيضٌ. فَقُلْ لَهَا: كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّهَا عِنْدَ دُخُولِهَا تَتَنَكَّرُ. ٦ فَلَمَّا سَمِعَ أَخِيَّا حِسَّ رِجْلَيْهَا وَهِيَ دَاخِلَةٌ فِي ٱلْبَابِ قَالَ: ٱدْخُلِي يَا ٱمْرَأَةَ يَرُبْعَامَ. لِمَاذَا تَتَنَكَّرِينَ وَأَنَا مُرْسَلٌ إِلَيْكِ بِقَوْلٍ قَاسٍ؟ ٧ اِذْهَبِي قُولِي لِيَرُبْعَامَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدْ رَفَعْتُكَ مِنْ وَسَطِ ٱلشَّعْبِ وَجَعَلْتُكَ رَئِيساً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، ٨ وَشَقَقْتُ ٱلْمَمْلَكَةَ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَأَعْطَيْتُكَ إِيَّاهَا، وَلَمْ تَكُنْ كَعَبْدِي دَاوُدَ ٱلَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَٱلَّذِي سَارَ وَرَائِي بِكُلِّ قَلْبِهِ لِيَفْعَلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فَقَطْ فِي عَيْنَيَّ، ٩ وَقَدْ سَاءَ عَمَلُكَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَكَ فَسِرْتَ وَعَمِلْتَ لِنَفْسِكَ آلِهَةً أُخْرَى وَمَسْبُوكَاتٍ لِتُغِيظَنِي وَقَدْ طَرَحْتَنِي وَرَاءَ ظَهْرِكَ، ١٠ لِذٰلِكَ هَئَنَذَا جَالِبٌ شَرّاً عَلَى بَيْتِ يَرُبْعَامَ، وَأَقْطَعُ لِيَرُبْعَامَ كُلَّ ذَكَرٍ مَحْجُوزاً وَمُطْلَقاً فِي إِسْرَائِيلَ. وَأَنْزِعُ آخِرَ بَيْتِ يَرُبْعَامَ كَمَا يُنْزَعُ ٱلْبَعْرُ حَتَّى يَفْنَى. ١١ مَنْ مَاتَ لِيَرُبْعَامَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ ٱلْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ فِي ٱلْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ تَكَلَّمَ. ١٢ وَأَنْتِ فَقُومِي وَٱنْطَلِقِي إِلَى بَيْتِكِ، وَعِنْدَ دُخُولِ رِجْلَيْكِ ٱلْمَدِينَةَ يَمُوتُ ٱلْوَلَدُ. ١٣ وَيَنْدُبُهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَدْفِنُونَهُ، لأَنَّ هٰذَا وَحْدَهُ مِنْ يَرُبْعَامَ يَدْخُلُ ٱلْقَبْرَ لأَنَّهُ وُجِدَ فِيهِ أَمْرٌ صَالِحٌ نَحْوَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ يَرُبْعَامَ. ١٤ وَيُقِيمُ ٱلرَّبُّ لِنَفْسِهِ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ يَقْرِضُ بَيْتَ يَرُبْعَامَ هٰذَا ٱلْيَوْمَ. وَمَاذَا؟ اَلآنَ أَيْضاً! ١٥ وَيَضْرِبُ ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ كَٱهْتِزَازِ ٱلْقَصَبِ فِي ٱلْمَاءِ، وَيَسْتَأْصِلُ إِسْرَائِيلَ عَنْ هٰذِهِ ٱلأَرْضِ ٱلصَّالِحَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لآبَائِهِمْ، وَيُبَدِّدُهُمْ إِلَى عَبْرِ ٱلنَّهْرِ لأَنَّهُمْ عَمِلُوا سَوَارِيَهُمْ وَأَغَاظُوا ٱلرَّبَّ. ١٦ وَيَدْفَعُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ ٱلَّذِي أَخْطَأَ وَجَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. ١٧ فَقَامَتِ ٱمْرَأَةُ يَرُبْعَامَ وَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ إِلَى تِرْصَةَ. وَلَمَّا وَصَلَتْ إِلَى عَتَبَةِ ٱلْبَابِ مَاتَ ٱلْغُلاَمُ، ١٨ فَدَفَنَهُ وَنَدَبَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ أَخِيَّا ٱلنَّبِيِّ. ١٩ وَأَمَّا بَقِيَّةُ أُمُورِ يَرُبْعَامَ، كَيْفَ حَارَبَ وَكَيْفَ مَلَكَ، فَإِنَّهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. ٢٠ وَٱلزَّمَانُ ٱلَّذِي مَلَكَ فِيهِ يَرُبْعَامُ هُوَ ٱثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سَنَةً، ثُمَّ ٱضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ وَمَلَكَ نَادَابُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

١صموئيل ٢٨: ٨ و٢صموئيل ١٤: ٢ و٢أيام ١٨: ٢٩ يشوع ١٨: ١ ص ١١: ٢٩ – ٣١ ص ١٣: ٧ و١صموئيل ٩: ٧ و٨ و٢ملوك ٤: ٤٢ ع ٢ ص ١١: ٢٩ و١صموئيل ٣: ٢ و٤: ١٥ و٢صموئيل ١٤: ٢ ص ١١: ٢٨ – ٣١ و١٦: ٢ ص ١١: ٣٣ و٣٨ ص ١٥: ٥ ص ١٢: ٢٨ و٢أيام ١١: ١٥ خروج ٣٤: ١٧ مزمور ٥٠: ١٧ وحزقيال ٢٣: ٣٥ ص ٢١: ٢١ و٢ملوك ٩: ٨ تثنية ٣٢: ٣٦ و٢ملوك ١٤: ٢٦ ص ١٥: ٢٩ ص ١٦: ٤ و٢١: ٢٤ ع ١٧ ص ١٥: ٢٧ – ٢٩ تثنية ٢٩: ٢٨ و٢ملوك ١٧: ٦ يشوع ٢٣: ١٥ و١٦ و٢ملوك ١٥: ٢٩ خروج ٣٤: ١٣ و١٤ وتثنية ١٢: ٣ و٤ ص ١٢: ٣٠ و١٣: ٣٤ ص ١٥: ٢١ و٣٣ و١٦: ٦ – ٩ و١٥ و٢٣ ع ١٢ ع ١٣ ع ٣٠ و٢أيام ١٣: ٢ – ٢٠

فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ في الأصحاح السابق نبوة بإبادة بيت يربعام وفي هذا الأصحاح نبأ موت ابنه أبيا. ولعله البكر وولي العهد فكان موته بداية إتمام النبوّة.

غَيِّرِي شَكْلَكِ (ع ٢) ظن يربعام أن النبي لا يكلمه لو ذهب هو نفسه لأنه كان قد خالف كلام الرب من أول ملكه إلى آخره ولا يكلم امرأته إذا عرف من هي. وكان يربعام ساكناً في ذلك الوقت في ترصة وهي قريبة من شكيم غير أن موقعها مجهول وكانت معروفة بجمالها (نشيد الأناشيد ٦: ٤) وربما ترك شكيم لأن موقعها في واد بين جبال فلا تقبل التحصين كما يلزم قاعدة مملكة. وشيلوه جنوب شكيم وبينها وبين أورشليم وكانت مسكن أخيا النبي. وفي زمان عالي كانت مقر الخيمة. ونرى في يربعام مناقضة لأنه صدق أن أخيا يقدر أن يخبر ماذا يكون للغلام ومع ذلك ظن أنه لا يقدر أن يعرف من هي المرأة.

وَكَانَ أَخِيَّا لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُبْصِرَ (ع ٤) ومع ذلك عرف من هي المرأة وهي داخلة الباب متنكرة وعرف أيضاً مطلوبها قبلما تكلمت. وهنا برهان على أن الرب تكلم به.

شَعْبِي إِسْرَائِيلَ (ع ٧) لم يزالوا شعبه وإن كانوا قد انشقوا عن يهوذا وتركوا الرب.

أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَكَ (ع ٩) أكثر من الملوك والقضاة الذين كانوا قبل يربعام فإن بعضهم أخطأوا ولكن لا أحد منهم نصب أصناماً وعلم الشعب السجود لها. صنع جدعون أفوداً وزنى كل إسرائيل وراءه فكان لهم فخاً (قضاة ٨: ٢٧) ولكن جدعون لم يقصد تلك النتيجة من عمله.

وَقَدْ طَرَحْتَنِي وَرَاءَ ظَهْرِكَ (حزقيال ٢٣: ٣٥ ومزمور ٥٠: ١٧ ونحميا ٩: ٢٦). وأما القول هنا فيشير إلى الاحتقار الكلي والاحتقار ليس فقط لكلامه أو لأنبيائه بل أيضاً للرب نفسه. وهذا عكس ما عمله داود الذي سار وراء الرب (ع ٨).

مَحْجُوزاً وَمُطْلَقاً (ع ١٠) من التفاسير (١) العبيد والأحرار (٢) سكان المدن وسكان القرى المتفرقة. (٣) المتزوجون والأعزاب (٤) القاصرون أي الأولاد والبالغون وهذا هو الأرجح. والمقصود بالقول جميع الناس.

وَأَنْزِعُ آخِرَ بَيْتِ يَرُبْعَامَ أي لا يبقى منه أحد.

ٱلْبَعْرُ كما كان قد احتقر الرب وطرحه وراء ظهره يحتقره الرب وينزعه كما ينزع البعر.

تَأْكُلُهُ ٱلْكِلاَبُ (ع ١١) إنه لأمر طبيعي أن الإنسان يشتهي لنفسه أن يُدفن بإكرام ويكون له ذكر طيّب بعد موته ومن أعظم المصائب أن تأكله الكلاب أو الطيور (تثنية ٢٨: ٢٦ وإرميا ٧: ٣٣).

وَيَنْدُبُهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ (ع ١٣) ينتج من هذا القول أنه كان صالحاً ومحبوباً. ومن تقاليد اليهود أنه قاوم السجود للأصنام وطلب رجوع الشعب إلى عبادة الرب في أورشليم. أحبه الرب فأدخله لئلا تصيبه المصائب المتنبأ عنها. والموت أحياناً يكون رحمة.

وَيُقِيمُ ٱلرَّبُّ لِنَفْسِهِ مَلِكاً (ع ١٤) أي بعشا (١٥: ٢٧ – ٢٩).

وَمَاذَا؟ اَلآنَ أَيْضاً! أي لماذا أكثر الكلام لأن إتمام النبوة قريب وهو الآن. مات يربعام وخلفه ابنه ناداب وملك سنتين فقط ففتن عليه بعشا وأماته وضرب كل بيت يربعام ولم يُبق له نسمة. وكان بعشا ملكاً شريراً ولكن الرب أقامه واستعمله كآلة بيده ليضرب بها شعبه.

كَٱهْتِزَازِ ٱلْقَصَبِ (ع ١٥) (متى ١١: ٧) القصب علامة الضعف وعدم الثبات. والقصب في الماء أضعف منه في اليابسة.

عَبْرِ ٱلنَّهْرِ نهر الفرات أي في بلاد أشور (٢ملوك ١٧: ٦) وكانت هذه النبوة قبل تتميمها بنحو ٢٣٠ سنة.

سَوَارِيَهُمْ كان في المرتفعات المخصصة لعبادة البعل وغيره من آلهة الكنعانيين (١) مذبح و(٢) عمود أو نَصَب من حجر و(٣) سارية من خشب. والإسرائيليون لما افتتحوا البلاد اتخذوا هذه المذابح والعواميد والسواري وسجدوا بها لآلهة الكنعانيين. وكانت السارية شجرة أو خشبة على شكل شجرة. وأحياناً كانت السارية منقوشة على شكل تمثال. والمظنون أن أصل السجود للسواري هو السجود للأشجار. وربما صارت السواري علامات لآلهة سجدوا لها مع سجودهم للبعل فكان لهم آلهة وإله (تثنية ١٦: ٢١ وقضاة ٦: ٢٥ و٢ملوك ١٧: ١٠ وإرميا ١٧: ٢).

إِلَى تِرْصَةَ (ع ١٧) (انظر ع ٢ وتفسيره). وموت ابنها كما تنبأ النبي كان علامة لإقامة الكلام كله.

كَيْفَ حَارَبَ (ع ١٩) حروبه مع رحبعام مذكورة في (ع ٣٠) وحربه مع أبيا مذكورة في (٢أيام ١٣: ٣ – ٢٠) وفي هذه الحرب سقط قتلى من إسرائيل خمس مئة ألف رجل مختار وأخذ أبيا مدينة بيت إيل وغيرها. ثم ضرب الرب يربعام ومات (٢أيام ١٣: ٢٠) فنستنتج أن موته يدل بعض الدلالة على غضب الرب.

٢١ – ٢٤ «٢١ وَأَمَّا رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَمَلَكَ فِي يَهُوذَا. وَكَانَ رَحُبْعَامُ ٱبْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَارَهَا ٱلرَّبُّ لِوَضْعِ ٱسْمِهِ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ ٱلْعَمُّونِيَّةُ. ٢٢ وَعَمِلَ يَهُوذَا ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَأَغَارُوهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ بِخَطَايَاهُمُ ٱلَّتِي أَخْطَأُوا بِهَا. ٢٣ وَبَنَوْا هُمْ أَيْضاً لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ وَأَنْصَاباً وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ مُرْتَفِعٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. ٢٤ وَكَانَ أَيْضاً مَأْبُونُونَ فِي ٱلأَرْضِ. فَعَلُوا حَسَبَ كُلِّ أَرْجَاسِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

٢أيام ١٢: ١٣ ص ١١: ٣٢ و٣٦ و٢أيام ٢٢: ١ و١٤ تثنية ١٢: ٢ تثنية ١٦: ٢٢ ع ١٥ و٢ملوك ١٧: ١٠ وإشعياء ٥٧: ٥ وإرميا ٢: ٢٠ تثنية ٢٣: ١٧

ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَارَهَا ٱلرَّبُّ أي كان قد اختارها في زمان داود والسبب لذكر هذا الأمر هنا هو أولاً تمييز أورشليم عن بيت إيل ودان وعبادتهما. وثانياً تبيان عظمة خطيئة يهوذا في إقامتهم الأنصاب والسواري وفعلهم حسب أرجاس الأمم.

وَٱسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ ٱلْعَمُّونِيَّةُ كان لرحبعام إحدى وأربعون سنة من العمر حين ملك وملك أبوه أربعين سنة فنستنتج أن سليمان أخذ هذه العمونية قبلما صار ملكاً في حياة أبيه داود وقبلما أخذ ابنة فرعون. وأسماء أمهات ملوك يهوذا مذكورة لأن لأم الملك شهرة وسطوة خصوصية. ولا سيما إذا كان الملك صغيراً في السن أو ضعيفاً في العقل.

وَعَمِلَ يَهُوذَا ٱلشَّرَّ (ع ٢٢) قيل في (٢أيام ١٢: ١) إن رحبعام ترك الرب حينما تثبتت المملكة وتشددت وقيل هنا أن يهوذا عمل الشر فنستنتج أن الملك والشعب عبدوا الرب نحو أربع سنين ثم تقوى ميل الشعب لعبادة الأصنام ولم يقدر الملك أن يمنعهم فترك الرب هو والشعب.

وَأَغَارُوهُ كثيراً ما يشبه الكتاب شعب الله بامرأة وهو رجلها. والمقصود بالتشبيه أنه يجب على شعب الله أن يحبوه من كل قلوبهم ولا يكون لهم إله آخر. ويغيرون الرب بعبادتهم لآلهة أخرى كما تغير المرأة رجلها إذا أحبت غيره.

أَنْصَاب (ع ٢٣) كانت الأنصاب أولاً للتذكار كعواميد يعقوب (تكوين ٢٨: ١٨ و٣١: ٤٥ و٣٥: ١٤) والحجارة التي نصبها يشوع (يشوع ٤: ٩) وكانت أنصاب الكنعانيين من حجر وكانت لعبادة البعل. والسواري من خشب ولعبادة عشتروث. والنهي عن إقامة الأنصاب في (لاويين ٢٦: ١) هو نهي عن إقامتها للعبادة.

سَوَارِيَ (انظر ع ١٥ وتفسيره).

مَأْبُونُونَ (ع ٢٤) هم ذكور مخصصون لعبادة البعل القبيحة كما كانت الزانيات مخصصات لعبادة عشتروث (هوشع ٤: ١٤) والجنسان مذكوران في (تثنية ٢٣: ١٧) «لا تكون زانية… ولا مأبون» وبالعبرانية «قدشه وقدش».

٢٥ – ٣١ «٢٥ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى أُورُشَلِيمَ ٢٦ وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَخَذَ جَمِيعَ أَتْرَاسِ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ. ٢٧ فَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضاً عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ وَسَلَّمَهَا لِيَدِ رُؤَسَاءِ ٱلسُّعَاةِ ٱلْحَافِظِينَ بَابَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ. ٢٨ وَكَانَ إِذَا دَخَلَ ٱلْمَلِكُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ يَحْمِلُهَا ٱلسُّعَاةُ، ثُمَّ يُرْجِعُونَهَا إِلَى غُرْفَةِ ٱلسُّعَاةِ. ٢٩ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ رَحُبْعَامَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. ٣٠ وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. ٣١ ثُمَّ ٱضْطَجَعَ رَحُبْعَامُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ ٱلْعَمُّونِيَّةُ. وَمَلَكَ أَبِيَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

٢أيام ١٢: ٢ و٩ – ١١ ص ١٥: ١٨ ص ١: ١٧ و١صموئيل ٨: ١١ و٢٢: ١٧ و٢أيام ١٢: ١٥ و١٦ ص ١٢: ٢١ – ٢٤ و١٥: ١ ع ٢١

شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ (١: ٤) كان قد قبل يربعام حينما هرب من سليمان وربما بعدما ملك يربعام طلب من شيشق أن يساعده في حربه مع يهوذا بصعوده إليه. وُجدت في مصر كتابة لشيشق فيها ذكر غزوه مع أسماء بعض المدن التي افتتحها ومنها أسماء بعض المدن في المملكة الشمالية. والمظنون أنه كان ضمن مملكة يربعام مدن للاويين ومدن للكنعانيين لم تكن قد سلمت بعد لسلطة يربعام فافتتحها شيشق وأعطاها لحليفه يربعام. والغنيمة التي أخذها من يهوذا كانت عظيمة جداً فزال مجد سليمان وغناه. والخزائن التي افتخر بها هي التي جذبت العدو للنهب والدمار (انظر ٢أيام ١٢: ٣ – ٨).

أَتْرَاسَ نُحَاسٍ (ع ٢٧) صار الذهب نحاساً والمجد هواناً والديانة الحقيقية وثنية نجسة.

إِذَا دَخَلَ ٱلْمَلِكُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ (ع ٢٨) مع أنه كان يعبد الأوثان (ع ٢٢ – ٢٤) لم يترك عبادة الرب الظاهرة.

يُرْجِعُونَهَا إِلَى غُرْفَةِ ٱلسُّعَاةِ كانت أتراس الذهب موضوعة في بيت وعر لبنان (١٠: ١٧).

ٱضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ عبارة تعبّر عن الموت والدفن بغضّ النظر عن حالة الإنسان في الآخرة وهي مستعملة للملوك الصالحين وللأشرار أيضاً كآسا ويهوشافاط وأحاز وغيرهم.

فوائد

  1. ع ٢ «غيري شكلك حتى لا يعلموا أنك امرأة يربعام». التنكر.(١) من جهة الناس. إنه لا يليق بالصالحين الذين لم يعملوا شيئاً يخجلون به (٢) من جهة الله. إنه لا ينفع لأن الله يعرف حتى أفكار القلب السرية (٣) من جهة الإنسان نفسه. فإن الشرير يحب لو أمكن أن يغش نفسه فيظن أنه صالح. فنطلب من الله أن يفتح أعيننا لنرى أنفسنا كما نحن.
  2. ع ٦ «يربعام الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ» مجازاة الأشرار(١) إنه كان له وسائل ورحمة كالتعليم والإنذار والمواعيد وسنين من الحياة (٢) إنه مع هذه الوسائل وهذه الرحمة قسّى قلبه وسلك في طريقه وعلّم غيره أن يخطئ (٣) إن المجازاة كانت مخيفة جداً فإنه ترك للأجيال القادمة اسماً يُخاف منه وهو يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ. وكما ترك الله تركه الله.
السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى