سفر الملوك الأول | 01 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الملوك الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ
١ – ٤ «١ وَشَاخَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي ٱلأَيَّامِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَهُ بِٱلثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. ٢ فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا ٱلْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا ٱلْمَلِكُ. ٣ فَفَتَّشُوا عَلَى فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَوَجَدُوا أَبِيشَجَ ٱلشُّونَمِيَّةَ فَجَاءُوا بِهَا إِلَى ٱلْمَلِكِ. ٤ وَكَانَتِ ٱلْفَتَاةُ جَمِيلَةً جِدّاً، فَكَانَتْ حَاضِنَةَ ٱلْمَلِكِ. وَكَانَتْ تَخْدِمُهُ وَلٰكِنَّ ٱلْمَلِكَ لَمْ يَعْرِفْهَا».
يشوع ١٩: ١٨ و١صموئيل ٢٨: ٤
وَشَاخَ واو العطف تعلق ما قيل هنا بآخر سفر صموئيل الثاني. غير أنه لا ينتج من ذلك إن سفري صموئيل وسفري الملوك لمؤلف واحد بل إن مؤلف سفري الملوك كان أمامه سفرا صموئيل وقصد تكملة ما ذُكر فيهما.
وَشَاخَ دَاوُدُ كان له من العمر نحو سبعين سنة. كان ابن ثلاثين سنة حين ملك وملك أربعين سنة.
يُغَطُّونَهُ بِٱلثِّيَابِ تشمل الكلمة الأصلية ثياب اللبس واللحف والحرامات (البطانيات) للفراش. والقرينة تشير إلى ما يختص بالفراش.
عَبِيدُهُ (ع ٢) الذين خدموه وربما المشار إليهم هنا الذين خدموه في المناصب العالية كوزراء.
حَاضِنَةً من آراء الأطباء في القديم إن الجسد الضعيف ينال قوة وتجديد الحياة من الجسد الرخص الحديث السن.
أَبِيشَجَ ٱلشُّونَمِيَّةَ ذُكرت هنا تمهيداً لما يأتي في أمر أدونيا (٢: ١٣ – ٢٥) وشونم قرية من يزرعيل وجبل جلبوع وفيها كان مسكن المرأة التي أضافت أليشع (٢ملوك ٤: ٨) وهي سولم الحالية.
لَمْ يَعْرِفْهَا (ع ٤) فلم يقصد أدونيا أمراً قبيحاً لما طلب أنها تُعطى له امرأة بعدما مات أبوه.
٥ – ١٠ «٥ ثُمَّ إِنَّ أَدُونِيَّا ٱبْنَ حَجِّيثَ تَرَفَّعَ قَائِلاً: أَنَا أَمْلِكُ. وَعَدَّ لِنَفْسِهِ عَجَلاَتٍ وَفُرْسَاناً وَخَمْسِينَ رَجُلاً يَجْرُونَ أَمَامَهُ. ٦ وَلَمْ يُغْضِبْهُ أَبُوهُ قَطُّ قَائِلاً: لِمَاذَا فَعَلْتَ هٰكَذَا؟ وَهُوَ أَيْضاً جَمِيلُ ٱلصُّورَةِ جِدّاً، وَقَدْ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ بَعْدَ أَبْشَالُومَ. ٧ وَكَانَ كَلاَمُهُ مَعَ يُوآبَ ٱبْنِ صَرُويَةَ وَمَعَ أَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنِ، فَأَعَانَا أَدُونِيَّا. ٨ وَأَمَّا صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَنَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ وَشَمْعِي وَرِيعِي وَٱلْجَبَابِرَةُ ٱلَّذِينَ لِدَاوُدَ فَلَمْ يَكُونُوا مَعَ أَدُونِيَّا. ٩ فَذَبَحَ أَدُونِيَّا غَنَماً وَبَقَراً وَمَعْلُوفَاتٍ عِنْدَ حَجَرِ ٱلزَّاحِفَةِ ٱلَّذِي بِجَانِبِ عَيْنِ رُوجَلَ، وَدَعَا جَمِيعَ إِخْوَتِهِ بَنِي ٱلْمَلِكِ وَجَمِيعَ رِجَالِ يَهُوذَا عَبِيدِ ٱلْمَلِكِ. ١٠ وَأَمَّا نَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ وَبَنَايَاهُو وَٱلْجَبَابِرَةُ وَسُلَيْمَانُ أَخُوهُ فَلَمْ يَدْعُهُمْ».
٢صموئيل ٣: ٤ و٢صموئيل ١٥: ١ و٢صموئيل ٣: ٣ و٤ و١أيام ١١: ٦ و١صموئيل ٢٢: ٢٠ و٢٣ و٢صموئيل ٢٠: ٢٥ و١أيام ١٦: ٣٩ و٢صموئيل ٨: ١٨ و٢صموئيل ١٢: ١ و٢صموئيل ٢٣: ٨ – ٣٩ يشوع ١٥: ٧ و١٨: ١٦ و٢صموئيل ١٧: ١٧ و٢صموئيل ١٢: ٢٤
أَدُونِيَّا هو كبير أبناء داود الأحياء. قُتل البكر أمنون. ولم يُذكر الثاني كيلاب بعد ولادته (٢صموئيل ٣: ٣) والمظنون أنه مات في سن الطفولية. وقُتل أبشالوم الثالث وكان أدونيا الرابع. ولا نعرف شيئاً عن أمه حجّيث.
عَجَلاَتٍ وَفُرْسَاناً ليس للحرب بل للتعظيم لأنه كان طالباً الملك لنفسه وعمل كما عمل أخوه أبشالوم.
وَلَمْ يُغْضِبْهُ أَبُوهُ (ع ٦) كما كان قد عامل أبشالوم. ومن لا يغضب ابنه يغضبه ابنه. ومن لا يمنع ابنه عن الشرور يعلّمه فعلها.
جَمِيلُ ٱلصُّورَةِ مثل أبشالوم. فلنا هنا بيّنة أخرى على أن جمال الجسد قد يكون مع بشاعة النفس. وبالقديم كان للجمال الجسدي اعتبار خصوصي وكان من الصفات المرغوبة في الملوك.
وَلَدَتْهُ أُمُّهُ بَعْدَ أَبْشَالُومَ أي وُلد أدونيا بعدما وُلد أبشالوم. ولكن أبشالوم من أم وأدونيا من أم أخرى. وكانت أم أبشالوم معكة بنت تلمي ملك جشور.
وَكَانَ كَلاَمُهُ مَعَ يُوآبَ (ع ٧) كان يوآب أميناً لداود كل حياته ولكن الملك كان قد وصل إلى نهاية حياته فلا بد في وقت قريب من جلوس أحد أبنائه على العرش. فكان ليوآب أن يختار بين أدونيا وسليمان وكان أدونيا الأكبر وكان سليمان ابن الوعد (١أيام ٢٢: ٩). وكان يوآب رجلاً حاذقاً وربما رأى ما يصيبه إذا ملك سليمان (٢: ٥ و٦) وظن أنه إذا ملك أدونيا يقدر أن يستميله كما يريد.
أَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنِ هو ابن أخيمالك الذي وحده خلص عندما قُتل الكهنة بأمر شاول عن يد دواغ (١صموئيل ٢٢: ٢٠). وكان أبياثار أميناً لداود في زمان ضيقاته وفي زمان فتنة أبشالوم (٢صموئيل ١٥: ٢٤) وربما تحزب مع أدونيا حسداً من صادوق الكاهن الآخر. وكان أبياثار كاهناً في أورشليم موضع التابوت وكان صادوق كاهناً في جبعون موضع خيمة الاجتماع (١أيام ١٦: ٣٩) وكان صادوق بن أخيطوب من نسل أليعازار ابن هارون. وأما أبياثار فكان من نسل أيثامار ونسل عالي فعند تملك سليمان صار صادوق رئيساً وحيداً للكهنة وتمت النبوة في بيت عالي (١صموئيل ٣: ١١ – ١٤). وربما ظهر من كلام أدونيا مع يوآب أنه يبقى رئيساً للجيش ومن كلامه مع أبياثار أنه يجعله رئيساً وحيداً للكهنة.
بَنَايَاهُو (ع ٨) رئيس الجلادين والسعاة وأحد جبابرة داود (٢صموئيل ٢٣: ٢٠) وكان لاوي بن يهوباداع الكاهن وهو غير الكاهن المذكور في (٢ملوك ص ١١).
نَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ أرسله الرب لداود بكلام بشأن بناء الهيكل (٢صموئيل ٧: ٤) ووبخ داود على خطيئته (٢صموئيل ١٢: ١) وتكلم بشأن سليمان (٢صموئيل ١٢: ٢٥) وكان معيناً ومشيراً لبثشبع. وشمعي وريعي مجهولان والجبابرة هم المذكورون في (٢صموئيل ٢٣: ٨ – ٣٩ و١أيام ١١: ١٠ – ٤٧).
فَذَبَحَ أَدُونِيَّا (ع ٩) قدم ذبائح للرب شكراً لتبوئه الملك كما ذبح أبشالوم (٢صموئيل ١٥: ١٢) ودعا إخوته وعبيد الملك أي الوزراء والمتنصبين الذين كلمهم سابقاً فعرفهم أنهم متفقون معه. فشاركوه في تقديم الذبائح وأكلوا منها معه (لاويين ٧: ١١ – ٢٠).
عَيْنِ رُوجَلَ (٢صموئيل ١٧: ١٧) ينبوع بقرب أورشليم ويُظن أنها أم الدرج الحالية في وادٍ جنوبي شرقي أورشليم وقريبة منها وقريبة من سلوم الحالية.
١١ – ١٤ «١١ فَقَالَ نَاثَانُ لِبَثْشَبَعَ أُمِّ سُلَيْمَانَ: أَمَا سَمِعْتِ أَنَّ أَدُونِيَّا ٱبْنَ حَجِّيثَ قَدْ مَلَكَ، وَسَيِّدُنَا دَاوُدُ لاَ يَعْلَمُ؟ ١٢ فَٱلآنَ تَعَالَيْ أُشِيرُ عَلَيْكِ مَشُورَةً فَتُنَجِّي نَفْسَكِ وَنَفْسَ ٱبْنِكِ سُلَيْمَانَ. ١٣ اِذْهَبِي وَٱدْخُلِي إِلَى ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ وَقُولِي لَهُ: أَمَا حَلَفْتَ أَنْتَ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ لأَمَتِكَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ٱبْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي، وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي. فَلِمَاذَا مَلَكَ أَدُونِيَّا؟ ١٤ وَفِيمَا أَنْتِ مُتَكَلِّمَةٌ هُنَاكَ مَعَ ٱلْمَلِكِ أَدْخُلُ أَنَا وَرَاءَكِ وَأُكَمِّلُ كَلاَمَكِ».
ع ٣٠ و١أيام ٢٢: ٩ – ١٣
بَثْشَبَعَ التي كانت لأوريا الحثي. وكان ناثان غيوراً لسليمان لأن الوعد له من الرب وكان عن فمه وربما كان ناثان معلمه.
فَتُنَجِّي نَفْسَكِ (ع ١٢) من عادات الملوك في القديم أن الملك الجديد يقتل كل من يُخاف منه أنه يدّعي الملك.
أَمَا حَلَفْتَ (ع ١٣) ليس هذا الحلف مذكوراً في الكتاب وما ذُكر هو وعد الرب لداود (١أيام ٢٨: ٥ و٦). ولا شك كان داود قد حلف لبثشبع بموجب هذا الوعد.
وَأُكَمِّلُ كَلاَمَكِ (ع ١٤) عرف ناثان أن بثشبع تقدر أن تفتتح الكلام وتُلفت نظر الملك إلى الأمر. وأما الملك فربما لا يصدق قولها أن أدونيا قد ملك فيدخل ناثان ويخبر الملك بتدقيق بكل ما حدث.
١٥ – ٢١ «١٥ فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى ٱلْمَلِكِ إِلَى ٱلْمَخْدَعِ. وَكَانَ ٱلْمَلِكُ قَدْ شَاخَ جِدّاً وَكَانَتْ أَبِيشَجُ ٱلشُّونَمِيَّةُ تَخْدِمُ ٱلْمَلِكَ. ١٦ فَخَرَّتْ بَثْشَبَعُ وَسَجَدَتْ لِلْمَلِكِ. فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: مَا لَكِ؟ ١٧ فَقَالَتْ لَهُ: أَنْتَ يَا سَيِّدِي حَلَفْتَ بِٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ لأَمَتِكَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ٱبْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي. ١٨ وَٱلآنَ هُوَذَا أَدُونِيَّا قَدْ مَلَكَ. وَٱلآنَ أَنْتَ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ لاَ تَعْلَمُ ذٰلِكَ. ١٩ وَقَدْ ذَبَحَ ثِيرَاناً وَمَعْلُوفَاتٍ وَغَنَماً بِكَثْرَةٍ، وَدَعَا جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ، وَأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنَ وَيُوآبَ رَئِيسَ ٱلْجَيْشِ، وَلَمْ يَدْعُ سُلَيْمَانَ عَبْدَكَ. ٢٠ وَأَنْتَ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ أَعْيُنُ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ نَحْوَكَ لِتُخْبِرَهُمْ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ بَعْدَهُ. ٢١ فَيَكُونُ إِذَا ٱضْطَجَعَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ مَعَ آبَائِهِ أَنِّي أَنَا وَٱبْنِي سُلَيْمَانَ نُحْسَبُ مُذْنِبَيْنِ».
ع ١ ع ١٣ ع ٩ ص ٣: ١٠ وتثنية ٣١: ١٦ و٢صموئيل ٧: ١٢
لِتُخْبِرَهُمْ مَنْ يَجْلِسُ (ع ٢٠) دليل على أن المُلك لم يكن بالضرورة للبكر بل لمن يختاره الملك (٢أيام ١١: ٢٢).
إِذَا ٱضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ يُدفن عند قبورهم وتستريح نفسه مع أنفسهم.
٢٢ – ٢٧ «٢٢ وَبَيْنَمَا هِيَ مُتَكَلِّمَةٌ مَعَ ٱلْمَلِكِ إِذَا نَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ دَاخِلٌ. ٢٣ فَأَخْبَرُوا ٱلْمَلِكَ: هُوَذَا نَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ. فَدَخَلَ إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ. ٢٤ وَقَالَ نَاثَانُ: يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ، أَأَنْتَ قُلْتَ إِنَّ أَدُونِيَّا يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي؟ ٢٥ لأَنَّهُ نَزَلَ ٱلْيَوْمَ وَذَبَحَ ثِيرَاناً وَمَعْلُوفَاتٍ وَغَنَماً بِكَثْرَةٍ، وَدَعَا جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ وَرُؤَسَاءَ ٱلْجَيْشِ وَأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنَ، وَهَا هُمْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ أَمَامَهُ وَيَقُولُونَ: لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ أَدُونِيَّا. ٢٦ وَأَمَّا أَنَا عَبْدُكَ وَصَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَسُلَيْمَانُ عَبْدُكَ فَلَمْ يَدْعُنَا. ٢٧ هَلْ مِنْ قِبَلِ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ كَانَ هٰذَا ٱلأَمْرُ وَلَمْ تُعْلِمْ عَبْدَكَ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ بَعْدَهُ؟»
ع ٩ و١صموئيل ١٠: ٢٤ ع ٨ و١٠
وَسَجَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ (ع ٢٣) الاعتبار الواجب للملك ولا سيما في القديم. مع أن ناثان هو الذي وبخ داود على خطيئته وقال هل «أنت هو الرجل» (٢صموئيل ١٢: ٧).
أَأَنْتَ قُلْتَ إِنَّ أَدُونِيَّا يَمْلِكُ (ع ٢٤) أي إنه لا يصير شيء بلا علم الملك وإرادته. وقصد ناثان بقوله أن يضطر الملك إلى القول أنه لم يملك بإرادته.
وَلَمْ تُعْلِمْ عَبْدَكَ (ع ٢٧) كان كلام الرب لداود بواسطة ناثان فمن اللياقة أن الملك يخبر ناثان إذا غيّر قصده.
٢٨ – ٤٠ «٢٨ فَأَجَابَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: اُدْعُ لِي بَثْشَبَعَ. فَدَخَلَتْ إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ وَوَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْمَلِكِ. ٢٩ فَحَلَفَ ٱلْمَلِكُ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي فَدَى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقَةٍ ٣٠ إِنَّهُ كَمَا حَلَفْتُ لَكِ بِٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ٱبْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي عِوَضاً عَنِّي، كَذٰلِكَ أَفْعَلُ هٰذَا ٱلْيَوْمَ. ٣١ فَخَرَّتْ بَثْشَبَعُ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى ٱلأَرْضِ وَسَجَدَتْ لِلْمَلِكِ وَقَالَتْ: لِيَحْيَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى ٱلأَبَدِ. ٣٢ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: اُدْعُ لِي صَادُوقَ ٱلْكَاهِنَ وَنَاثَانَ ٱلنَّبِيَّ وَبَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ. فَدَخَلُوا إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ. ٣٣ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لَهُمْ: خُذُوا مَعَكُمْ عَبِيدَ سَيِّدِكُمْ، وَأَرْكِبُوا سُلَيْمَانَ ٱبْنِي عَلَى ٱلْبَغْلَةِ ٱلَّتِي لِي وَٱنْزِلُوا بِهِ إِلَى جِيحُونَ، ٣٤ وَلْيَمْسَحْهُ هُنَاكَ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَنَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَٱضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ وَقُولُوا: لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ. ٣٥ وَتَصْعَدُونَ وَرَاءَهُ فَيَأْتِي وَيَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي وَهُوَ يَمْلِكُ عِوَضاً عَنِّي، وَإِيَّاهُ قَدْ أَوْصَيْتُ أَنْ يَكُونَ رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. ٣٦ فَأَجَابَ بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ ٱلْمَلِكَ: آمِينَ. هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ. ٣٧ كَمَا كَانَ ٱلرَّبُّ مَعَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ كَذٰلِكَ لِيَكُنْ مَعَ سُلَيْمَانَ، وَيَجْعَلْ كُرْسِيَّهُ أَعْظَمَ مِنْ كُرْسِيِّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. ٣٨ فَنَزَلَ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَنَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَٱلْجَلاَّدُونَ وَٱلسُّعَاةُ وَأَرْكَبُوا سُلَيْمَانَ عَلَى بَغْلَةِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى جِيحُونَ. ٣٩ فَأَخَذَ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ قَرْنَ ٱلدُّهْنِ مِنَ ٱلْخَيْمَةِ وَمَسَحَ سُلَيْمَانَ. وَضَرَبُوا بِٱلْبُوقِ، وَقَالَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ: لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ. ٤٠ وَصَعِدَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَرَاءَهُ. وَكَانَ ٱلشَّعْبُ يَضْرِبُونَ بِٱلنَّايِ وَيَفْرَحُونَ فَرَحاً عَظِيماً حَتَّى ٱنْشَقَّتِ ٱلأَرْضُ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ».
٢صموئيل ٤: ٩ ع ١٣ و١٧ دانيال ٢: ٤ و٣: ٩ ع ٨ و٢صموئيل ٢٠: ٦ و٧ و٢أيام ٣٢: ٣٠ و٣٣: ١٤ و١صموئيل ١٠: ١ و١٦: ٣ و١٢ و٢صموئيل ١٥: ١٠ ع ٢٥ يشوع ١: ٥ و١٧ و١صموئيل ٢٠: ١٣ ع ٤٧ ع ٨ و٢صموئيل ٨: ١٨ ع ٣٣ خروج ٣٠: ٢٣ – ٣٢ و١أيام ١٦: ٣٩ ومزمور ٨٩: ٢٠ و١أيام ٢٩: ٢٢ ع ٣٤
اُدْعُ لِي بَثْشَبَعَ كانت قد خرجت حينما دخل ناثان. وكان من تدبيرها أن كل واحد منهما يتكلم وحده وكأنه بلا مفاوضة سابقة.
فَحَلَفَ ٱلْمَلِكُ (ع ٢٩) جدّد حلفه السابق.
حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ الحلف من هذا النوع كثير في الكتاب. هكذا حلف جدعون (قضاة ٨: ١٩) وبوعز (راعوث ٣: ١٣) وشاول (١صموئيل ١٤: ٣٩) ويوناثان وأخيش وإتاي والأنبياء. ومن عادة داود القول «الذي فدى نفسي من كل ضيق» (٢صموئيل ٤: ٩).
لِيَحْيَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى ٱلأَبَدِ (ع ٣١) كي لا يفهم الملك من كلامها بشأن سليمان أنها طالبة سرعة موت الملك.
صَادُوقَ ٱلْكَاهِنَ (ع ٣٢) لأن مسح سليمان ملكاً من خصائص منصبه.
بَنَايَاهُوَ كان رئيس الجلادين والسعاة. والظاهر أنه أخذ جيشه معه. وكلام الملك هذا يدل على جودة عقله وقوة عزمه وإن كان ضعيفاً بالجسد.
خُذُوا مَعَكُمْ عَبِيدَ سَيِّدِكُمْ (٣٣) أي ما يلزمهم من القوة العسكرية (٢صموئيل ٢٠: ٦) فلم ينس أن يوآب مع أدونيا وهو رجل حرب.
وَأَرْكِبُوا سُلَيْمَانَ ٱبْنِي عَلَى ٱلْبَغْلَةِ ٱلَّتِي لِي الركوب على بغلة الملك دليل على أنه صار ملكاً.
إِلَى جِيحُونَ موضعه مجهول إلا أنه ينبوع ماء قرب أورشليم وعين روجل حيث كان أدونيا ورجاله مجتمعين فسمعوا صوت الهتاف من جيحون (ع ٤١). واختاروا جيحون موضعاً لمسحه وليس أورشليم لأنهم قصدوا احتفالاً عظيماً ذهاباً وإياباً أمام جميع الشعب.
وَلْيَمْسَحْهُ هُنَاكَ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ (ع ٣٤) كان المسح علامة حلول النعمة من الله فكان للملوك كشاول (١صموئيل ١٠: ١) وداود (١صموئيل ١٦: ١٣) وياهو (١ملوك ١٩: ١٦) ويواش (٢أيام ٢٣: ١١) وكان أيضاً لرؤساء الكهنة والأنبياء.
وَٱضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ إعلان للشعب أن سليمان قد ملك (٢ملوك ٩: ١٣) وليس في الكتاب خبر بمسح أدونيا ولا بالضرب بالبوق لأجله. فداود ورجاله بسرعتهم وقفوا عمل أدونيا قبلما كمل.
وَتَصْعَدُونَ وَرَاءَهُ (ع ٣٥) بعد مسحه في جيجون يأتون به إلى أورشليم باحتفال. ويسوع وهو ابن داود بالجسد دخل أورشليم باحتفال راكباً على أتان (متّى ٢١: ٤ و٥).
رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا في الاسم رئيساً إشارة إلى المدعو من الله ليقود شعبه. كشاول (١صموئيل ٩: ١٦) وداود (١صموئيل ٢٥: ٣٠) وحزقيال (٢ملوك ٢٠: ٥) والمسيح (دانيال ٩: ٢٥).
آمِينَ (٣٦) بقوله هذا قبل كل ما كان الملك قاله وتعهد بأنه يكون عاملاً مع الملك وتحت أمره. وقال أيضاً هكذا يقول الرب فأشار إلى أن القصد والتدبير والعمل من الإنسان وأما نجاح العمل فمن الرب وحده.
أَعْظَمَ مِنْ كُرْسِيِّ… دَاوُدَ (ع ٣٧) إن الوالد لا يغضب إذا نجح ابنه وتمجد أكثر منه. وكان كرسي سليمان أعظم من كرسي داود بالمجد العالمي ولكن بجميع الصفات الروحية كان داود أعظم منه.
ٱلْجَلاَّدُونَ وَٱلسُّعَاةُ (ع ٣٨) (٢صموئيل ٨: ١٨).
قَرْنَ ٱلدُّهْنِ (ع ٣٩) الدهن المقدس (خروج ٣٠: ٢٥).
مِنَ ٱلْخَيْمَةِ خيمة الاجتماع في جبعون التي كان صادوق خادمها. ويقول بعضهم أنه من خيمة التابوت في أورشليم ويسندون قولهم على بعد جبعون من أورشليم وهو نحو ساعتين.
وَقَالَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ كانوا قد سمعوا خبر مسح سليمان فاجتمع كثيرون وليس فقط عبيد داود (ع ٣٣) فوافق الشعب على تعيين سليمان ملكاً.
٤١ – ٥٣ «٤١ فَسَمِعَ أَدُونِيَّا وَجَمِيعُ ٱلْمَدْعُوِّينَ ٱلَّذِينَ عِنْدَهُ بَعْدَمَا ٱنْتَهُوا مِنَ ٱلأَكْلِ. وَسَمِعَ يُوآبُ صَوْتَ ٱلْبُوقِ فَقَالَ: لِمَاذَا صَوْتُ ٱلْقَرْيَةِ مُضْطَرِبٌ؟ ٤٢ وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا بِيُونَاثَانَ بْنِ أَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنِ قَدْ جَاءَ فَقَالَ أَدُونِيَّا: تَعَالَ لأَنَّكَ ذُو بَأْسٍ وَتُبَشِّرُ بِٱلْخَيْرِ. ٤٣ فَأَجَابَ يُونَاثَانُ: بَلْ سَيِّدُنَا ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ قَدْ مَلَّكَ سُلَيْمَانَ. ٤٤ وَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ مَعَهُ صَادُوقَ ٱلْكَاهِنَ وَنَاثَانَ ٱلنَّبِيَّ وَبَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ وَٱلْجَلاَّدِينَ وَٱلسُّعَاةَ، وَقَدْ أَرْكَبُوهُ عَلَى بَغْلَةِ ٱلْمَلِكِ، ٤٥ وَمَسَحَهُ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَنَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ مَلِكاً فِي جِيحُونَ، وَصَعِدُوا مِنْ هُنَاكَ فَرِحِينَ حَتَّى ٱضْطَرَبَتِ ٱلْقَرْيَةُ. هٰذَا هُوَ ٱلصَّوْتُ ٱلَّذِي سَمِعْتُمُوهُ. ٤٦ وَأَيْضاً قَدْ جَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْمَمْلَكَةِ. ٤٧ وَأَيْضاً جَاءَ عَبِيدُ ٱلْمَلِكِ لِيُبَارِكُوا سَيِّدَنَا ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ قَائِلِينَ: يَجْعَلُ إِلٰهُكَ ٱسْمَ سُلَيْمَانَ أَحْسَنَ مِنِ ٱسْمِكَ، وَكُرْسِيَّهُ أَعْظَمَ مِنْ كُرْسِيِّكَ. فَسَجَدَ ٱلْمَلِكُ عَلَى سَرِيرِهِ. ٤٨ وَأَيْضاً هٰكَذَا قَالَ ٱلْمَلِكُ: مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي أَعْطَانِيَ ٱلْيَوْمَ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي وَعَيْنَايَ تُبْصِرَانِ. ٤٩ فَٱرْتَعَدَ وَقَامَ جَمِيعُ مَدْعُوِّي أَدُونِيَّا وَذَهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ. ٥٠ وَخَافَ أَدُونِيَّا مِنْ سُلَيْمَانَ، وَقَامَ وَٱنْطَلَقَ وَتَمَسَّكَ بِقُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ. ٥١ فَأُخْبِرَ سُلَيْمَانُ: هُوَذَا أَدُونِيَّا خَائِفٌ مِنَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا قَدْ تَمَسَّكَ بِقُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ قَائِلاً: لِيَحْلِفْ لِي ٱلْيَوْمَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ إِنَّهُ لاَ يَقْتُلُ عَبْدَهُ بِٱلسَّيْفِ. ٥٢ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ لاَ يَسْقُطُ مِنْ شَعْرِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ. وَلٰكِنْ إِنْ وُجِدَ بِهِ شَرٌّ فَإِنَّهُ يَمُوتُ. ٥٣ فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ فَأَنْزَلُوهُ عَنِ ٱلْمَذْبَحِ، فَأَتَى وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: ٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ».
٢صموئيل ١٥: ٢٧ و٣٦ و١٧: ١٧ و٢صموئيل ١٨: ٢٧ ع ٤٠ و١أيام ٢٩: ٢٣ ع ٣٧ تكوين ٤٧: ٣١ ص ٣: ٦ و٢صموئيل ٧: ١٢ ص ٢: ٢٨ وخروج ٢٧: ٢ و٣٠: ١٠ و١صموئيل ١٤: ٤٥ و٢صموئيل ١٤: ١١
فَسَمِعَ أَدُونِيَّا لا شك في أنهم كانوا خائفين ومنتظرين حدوث شيء في المدينة. وسمع يوآب وكان هو مسؤولاً أكثر من غيره لأنه رئيس الجيش.
يُونَاثَانَ (ع ٤٢) وهو الذي ذهب وأخبر داود بما حدث في أورشليم من أمر أبشالوم (٢صموئيل ١٧: ١٥ – ٢٢).
ذُو بَأْسٍ وَتُبَشِّرُ بِٱلْخَيْرِ بقوله هذا حاول أدونيا أن يشجع نفسه والذين كانوا معه غير أنه عرف أن الصوت هو صوت الفرح والفرح في أورشليم لا يكون فرحاً له.
بَلْ (ع ٤٣) أي لا أبشركم بالخير بل الخ (تكوين ١٧: ١٩).
وَأَيْضاً قَدْ جَلَسَ سُلَيْمَانُ (ع ٤٦) بعد رجوعه ورجوع الشعب معه من جيحون بفرح عظيم (ع ٤٠).
جَاءَ عَبِيدُ ٱلْمَلِكِ لِيُبَارِكُوا سَيِّدَنَا ٱلْمَلِكَ (ع ٤٧) نستنتج أن الملك استقبل عبيده وإن كان لا يقدر أن يقوم من سريره.
مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ شكر الله لأنه رأى على كرسيه ابنه سليمان المحبوب الذي له الوعد. وذلك من النوادر لأن جلوس الملك يكون بعد موت أبيه. فكان آخر حياة داود مثل نور الشمس في المغرب بعد نهار غيم ومطر.
كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ (ع ٤٩) ملك ساعة من الزمان فقط (ع ٢٥) كانوا جميعهم أصحاب غايات نفسية بلا محبة مخلصة لأدونيا وبلا اتحاد بعضهم مع بعض.
تَمَسَّكَ بِقُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ (ع ٥٠) كان التابوت في أورشليم وكان عنده مذبح (٢صموئيل ٦: ١٧) وكان أبياثار الكاهن خادمه. فالظاهر أن أدونيا التجأ إليه ولعل هذا كان برأي أبياثار. وقرون المذبح موصوفة في (خروج ٢٧: ٢ الخ). كانت القرون من خشب مغشاة بنحاس وحينما كان رئيس الكهنة يقدم الكفارة السنوية كان يجعل من الدم عليها (خروج ٢٩: ١٢ و٣٠: ١٠) فكان المكان مقدساً.
لِيَحْلِفْ لِي ٱلْيَوْمَ (ع ٥١) ظن أنه لا يمكن قتله ما دام متمسكاً بقرون المذبح فلا يتركها حتى يحلف له الملك إنه لا يقتله. غير أن قولاً مثل هذا لم يخلص يوآب (٢: ٢٨ – ٣٤).
إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ (٥٢) أي إن كان أميناً للملك سليمان.
أَنْزَلُوهُ عَنِ ٱلْمَذْبَحِ (ع ٥٣) ليس للمذبح درج (خروج ٢٠: ٢٦) ولكنه في مكان مرتفع.
ٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ أي عفا عنه وأعطاه حرّيته. وهكذا مهّد الطريق لاتباع أدونيا كي يخضعوا للملك.
- ع ١ «وشاخ الملك داود». (١) لحياة الإنسان على الأرض نهاية مهما كان غنياً ومكرماً وعالماً (٢) إن كل مرض وضعف ولا سيما ضعف الشيخوخة تنبيه من الرب للإنسان ليكون مستعداً للانتقال (٣) إن الضعف الجسدي يجب أن يُبلط غرام الإنسان باللذات العالمية ويشوقه إلى الأفراح الأبدية الحقيقية.
- ع ٥ «ترفّع قائلاً أنا أملك». صفات أدونيا يجب الابتعاد عنها (١) اعتاد من صغره العمل بحسب إرادته. (٢) له بركات كثيرة كالجمال الجسدي والغنى والمجد ولم يشكر الله عليها وما اكتفى بها بل اشتهى ما ليس له (٣) نظر إلى ظاهر الأمور كالخيل والمركبات والخدم والهتاف ولم ينظر إلى حقيقتها كخدمة الله والشعب (٤) تعدى على ترتيب الله إذ حاول أن يأخذ بالقوة ما لم يدعه الله إليه.
السابق |
التالي |