سفر صموئيل الثاني | 24 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر صموئيل الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ
١ – ٤ «١ وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: ٱمْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. ٢ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِيُوآبَ رَئِيسِ ٱلْجَيْشِ ٱلَّذِي عِنْدَهُ: طُفْ فِي جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ وَعُدُّوا ٱلشَّعْبَ، فَأَعْلَمَ عَدَدَ ٱلشَّعْبِ. ٣ فَقَالَ يُوآبُ لِلْمَلِكِ: لِيَزِدِ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ ٱلشَّعْبَ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَعَيْنَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ نَاظِرَتَانِ. وَلٰكِنْ لِمَاذَا يُسَرُّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ بِهٰذَا ٱلأَمْرِ؟ ٤ فَٱشْتَدَّ كَلاَمُ ٱلْمَلِكِ عَلَى يُوآبَ وَعَلَى رُؤَسَاءِ ٱلْجَيْشِ، فَخَرَجَ يُوآبُ وَرُؤَسَاءُ ٱلْجَيْشِ مِنْ عِنْدِ ٱلْمَلِكِ لِيَعُدُّوا إِسْرَائِيلَ».
ص ٢١: ١ و٢ و١أيام ٢١ و١أيام ٢٧: ٢٣ و٢٤ ص ٣: ١٠ وقضاة ٢٠: ١ تثنية ١: ١١
وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ في سني ملك داود الأخيرة لأنه كان بعد الجوع المذكور في (٢١: ١) المشار إليه بكلمة عاد وبعدما انتهت الحروب أولاً فلم يكن قضاء تسعة أشهر وعشرين يوماً في إحصاء الشعب. وفي زمان الاستعداد لبناء الهيكل (١أيام ٢١: ٢٨ و٢٢: ١ الخ).
وأما خطيئة داود فلم تكن مجرد إحصاء الشعب لأن ذلك كان بحسب الشريعة (خروج ٣٠: ١٢) وموسى أحصاهم ثلاث مرات أو أكثر (خروج ٣٨: ٢٦ عدد ١: ٢ و٣ عدد ٢٦: ١ الخ). ولم تكن بإهمال دفع نصف الشاقل فقط (خروج ٣٠: ١٢ و١٣) على رأي يوسيفوس. بل كانت الخطية في غاية داود لأنه ربما قصد حروباً جديدة وقهر شعوب لتوسيع مملكته وازدياد مجده. أو قصد تسخير الشعب وظلمهم بوضعه جزية مالية ثقيلة. فدخل فيه روح الطمع والاتكال على عظمة الجيش دون الاتكال على الرب. فصار كملوك مصر وأشور. ولا شك أن هذا الروح كان في الشعب كلهم فكانت الخطيئة خطيئتهم وليس خطيئة داود وحده.
فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ أي الرب أهاج داود. لعله كان في داود وفي عموم الشعب خطيئة سابقة أي خطيئة الكبرياء والطمع والافتخار بالقوة الجسدية وترك الرب. فحمي غضب الرب على هذه الخطيئة المستترة فعقاباً لخطيئتهم هذه تركهم زماناً وسمح للشيطان أن يُغوي داود (١أيام ٢١: ١) فظهرت بالفعل الخطيئة التي كانت مستترة في قلبه. فالرب إذاً لا يهيج الناس على الخطيئة ولكنه يسلّمهم أحياناً تسليماً وقتياً ليغويهم الشيطان لكي تظهر بالفعل خطيئتهم السرية كما يهيج الصياد الأسد لكي يخرج من عرّيسه فيُقتل.
إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا كانت الحوادث المذكورة قبل انقسام المملكة ولكن تأليف هذا السفر كان بعده. وكان في أيام داود استعداد للانقسام. والقول جميع أسباط إسرائيل (ع ٢) يشمل إسرائيل ويهوذا معاً كشعب واحد. كان دان في الشمال وبئر سبع في أقصى الجنوب. فابتدأوا (ع ٥ – ٨) من الجنوب في شرقي الأردن وتقدموا إلى الشمال إلى جهات دان ثم داروا إلى الغرب إلى جهات صيدا ثم داروا إلى الجنوب ووصلوا إلى بئر سبع ثم رجعوا إلى أورشليم.
وَعُدُّوا ٱلشَّعْبَ الأمر هنا بالجمع. قيل في (١أيام ٢١: ٢) إن الأمر كان ليوآب ولرؤساء الشعب ولعلهم اجتمعوا ليتفاوضوا في الأمر واتفقوا على عدم موافقته. ولكن اشتد كلام الملك عليهم وهنا دليل على أن حكم داود كان حكماً مطلقاً.
فَقَالَ يُوآبُ لِلْمَلِكِ (ع ٣). لم يكن يوآب رجلاً دينياً فيحذر الملك من أن يخطي إلى الرب. ولا شك أنه اعترض على أمر الملك لأسباب سياسية منها خوفه من تهييج الشعب على الملك ومقاومتهم لمقاصده أو تهييج أعداء إسرائيل من الخارج إذا رأوا في إسرائيل استعداداً للحرب.
٥ – ٩ «٥ فَعَبَرُوا ٱلأُرْدُنَّ وَنَزَلُوا فِي عَرُوعِيرَ عَنْ يَمِينِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ وَادِي جَادَ وَتُجَاهَ يَعْزِيرَ، ٦ وَأَتَوْا إِلَى جِلْعَادَ وَإِلَى أَرْضِ تَحْتِيمَ إِلَى حُدْشِي، ثُمَّ أَتَوْا إِلَى دَانِ يَعَنَ وَٱسْتَدَارُوا إِلَى صَيْدُونَ، ٧ ثُمَّ أَتَوْا إِلَى حِصْنِ صُورٍ وَجَمِيعِ مُدُنِ ٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ، ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى جَنُوبِيِّ يَهُوذَا إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ ٨ وَطَافُوا كُلَّ ٱلأَرْضِ، وَجَاءُوا فِي نِهَايَةِ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ يَوْماً إِلَى أُورُشَلِيمَ. ٩ فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ ٱلشَّعْبِ إِلَى ٱلْمَلِكِ، فَكَانَ إِسْرَائِيلُ ثَمَانَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ ذِي بَأْسٍ مُسْتَلِّ ٱلسَّيْفِ، وَرِجَالُ يَهُوذَا خَمْسَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ».
تثنية ٢: ٣٦ ويشوع ١٣: ٩ و١٦ عدد ٢١: ٣٢ و٣٢: ٣٥ يشوع ١٩: ٢٨ وقضاة ١: ٣١ يشوع ١٩: ٢٩ يشوع ١١: ٣ وقضاة ٣: ٣ تكوين ٢١: ٢٢ – ٢٣ عدد ١: ٤٤ – ٤٦ ١أيام ٢١: ٥
عَرُوعِيرَ مدينة أمام ربّة أي إلى جهة الشرق منها بناها بنو جاد (يشوع ١٣: ٢٥) وربّة هي عمان الحالية.
عَنْ يَمِينِ ٱلْمَدِينَةِ أي كانت محلة يوآب عن يمين مدينة عروعير أي إلى جهة الجنوب منها.
وَتُجَاهَ يَعْزِيرَ كانت يعزير إلى جهة الغرب من ربة وعلى بُعد أربعة أميال منها وإلى جهة الشمال والغرب من محلة يوآب. ووادي جاد هو وادي النهر في جاد الذي بُنيت عروعير عليه. فكان موقعه محلاً موافقاً لأجل إحصاء الشعب الساكن في الشرق. وموقع تحتيم وحُدشي ودان يَعَن مجهول ويظهر من القرينة أنه إلى جهة الشمال من عروعير. كانت صيدا وصور ومدن الحويين والكنعانيين تؤدي الجزية والخدمة. قيل في (٢أيام ٢: ١٧) إن عدد الأجانب في أرض إسرائيل في أيام سليمان كان ١٥٣٦٠٠ وجعلهم سليمان حمّالين وقطّاعين على الجبل ووكلاء لأجل بناء الهيكل. ووصلوا إلى بئر سبع في أقصى الجنوب وكملوا الدوران ورجعوا إلى أورشليم.
وكان عدد الشعب ثمان مئة ألف في إسرائيل وخمس مئة ألف في يهوذا من رجال الحرب. وهذا يدل على أن السكان لم يكونوا أقل من سبعة ملايين من النفوس. وهذا العدد أكثر جداً من عدد السكان في أرض فلسطين اليوم. ولكن الآثار القديمة تثبت أقوال الكتاب. وقيل في (١أيام ٢١: ٥) إن عدد إسرائيل كان ألف ألف ومئة ألف وعدد يهوذا أربع مئة وسبعين ألفاً. قيل أيضاً إنهم لم يعدوا لاوي وبنيامين لأن كلام الملك كان مكروهاً عند يوآب. وفي (١أيام ٢٧: ١ – ٥) ذكر جيش دائم عدد رجاله ٢٨٨٠٠٠. وكان لداود جيش فيه ثلاثون ألفاً (٦: ١) فنرى من هذه الأقوال المختلفة أن كاتب سفر صموئيل عمل حسابه على طريقة ما وحسابه صحيح وكاتب سفر أخبار الأيام عمل حسابه على طريقة أخرى وحسابه صحيح أيضاً. والحكومة لم تقيّد العدد في سجلاتها الرسمية (١أيام ٢٧: ٢٤) وهكذا وقع الاختلاف.
١٠ – ١٤ «١٠ وَضَرَبَ دَاوُدَ قَلْبُهُ بَعْدَمَا عَدَّ ٱلشَّعْبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّبِّ: لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدّاً فِي مَا فَعَلْتُ، وَٱلآنَ يَا رَبُّ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي ٱنْحَمَقْتُ جِدّاً. ١١ وَلَمَّا قَامَ دَاوُدُ صَبَاحاً كَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى جَادٍ ٱلنَّبِيِّ رَائِي دَاوُدَ: ١٢ اِذْهَبْ وَقُلْ لِدَاوُدَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: ثَلاَثَةً أَنَا عَارِضٌ عَلَيْكَ، فَٱخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَاحِداً مِنْهَا فَأَفْعَلَهُ بِكَ. ١٣ فَأَتَى جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: أَتَأْتِي عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي جُوعٍ فِي أَرْضِكَ، أَمْ تَهْرُبُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ أَمَامَ أَعْدَائِكَ وَهُمْ يَتْبَعُونَكَ، أَمْ يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَبَأٌ فِي أَرْضِكَ؟ فَٱلآنَ ٱعْرِفْ وَٱنْظُرْ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً عَلَى مُرْسِلِي. ١٤ فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ: قَدْ ضَاقَ بِيَ ٱلأَمْرُ جِدّاً. فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ ٱلرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ وَلاَ أَسْقُطْ فِي يَدِ إِنْسَانٍ».
١صموئيل ٢٤: ٥ ص ١٢: ١٣ و١صموئيل ١٣: ١٣ و٢أيام ١٦: ٩ و١صموئيل ٢٢: ٥ و١أيام ٢٩: ٢٩ و١صموئيل ٩: ٩ و١أيام ٢١: ١٢ وحزقيال ١٤: ٢١ مزمور ٥١: ١ و١٣٠: ٤ و٧
وَضَرَبَ دَاوُدَ قَلْبُهُ تأمل وانتبه وعرف خطيئته واعترف بها للرب. وكان كلام الرب إليه بواسطة جاد النبي في الغد جواباً له وجاد هو الذي قال لداود وهو في مصفاة موآب أن يذهب إلى أرض يهوذا (١صموئيل ٢٢: ٥) وربما كان مع داود نبياً ومشيراً من الأول إلى آخر حياته وربما أن الكلام هنا كلام جاد (١أيام ٢٩: ٢٩).
سَبْعُ سِنِي جُوعٍ (ع ١٣) وفي (١أيام ٢١: ١٢) ثلاث سنين. وأكثر المفسرين يذهبون إلى أنه وقع الناسخ في الغلط سهواً والصواب ثلاث سنين كما هو في أخبار الأيام. وبعضهم يقولون إنه دخل في الحساب ثلاث سني الجوع بسبب الجبعونيين (٢١: ١) وسنة بعده وثلاث سنين هنا. وقول الرب أما ثلاث سني جوع في أخبار الأيام فهي زيادة عما مضى. وقوله هنا هو المجموع أي سبع سنين.
فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ ٱلرَّبِّ (ع ١٤) اختار الوبأ لأنهم إذا انكسروا في الحرب وقعوا في يد الإنسان وإذا أصابهم جوع كذلك وقعوا في يد المحتكرين وتجار الحبوب. والرب تنازل وأظهر لطفه ورحمته إذ سمح لداود أن يختار وداود أظهر ثقته بالرب حينما اختار الوبأ.
١٥ – ١٧ «١٥ فَجَعَلَ ٱلرَّبُّ وَبَأً فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلْمِيعَادِ، فَمَاتَ مِنَ ٱلشَّعْبِ مِنْ دَانٍ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ سَبْعُونَ أَلْفَ رَجُلٍ. ١٦ وَبَسَطَ ٱلْمَلاَكُ يَدَهُ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِيُهْلِكَهَا، فَنَدِمَ ٱلرَّبُّ عَنِ ٱلشَّرِّ وَقَالَ لِلْمَلاَكِ ٱلْمُهْلِكِ ٱلشَّعْبَ: كَفَى! ٱلآنَ رُدَّ يَدَكَ. وَكَانَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ عِنْدَ بَيْدَرِ أَرُونَةَ ٱلْيَبُوسِيِّ. ١٧ فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّبَّ عِنْدَمَا رَأَى ٱلْمَلاَكَ ٱلضَّارِبَ ٱلشَّعْبَ: هَا أَنَا أَخْطَأْتُ وَأَنَا أَذْنَبْتُ، وَأَمَّا هٰؤُلاَءِ ٱلْخِرَافُ فَمَاذَا فَعَلُوا؟ فَلْتَكُنْ يَدُكَ عَلَيَّ وَعَلَى بَيْتِ أَبِي».
١أيام ٢١: ١٤ و٢٧: ٢٤ ع ٢ خروج ١٢: ٢٣ و٢ملوك ١٩: ٣٥ وأعمال ١٢: ٢٣ خروج ٣٢: ١٤ و١صموئيل ١٥: ١١ ع ١٠ ص ٧: ٨ ومزمور ٧٤: ١
مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلْمِيعَادِ وفي ع ١٦ قال للملاك المهلك الشعب كفى أي من رحمته توقف الوبأ قبل نهاية الثلاثة الأيام. والمظنون أن الميعاد هنا لا يشير إلى الوقت المعين للوبإ أي ثلاثة أيام بل إلى وقت إصعاد التقدمة اليومية (١ملوك ١٨: ٢٩ و٣٦ ودانيال ٩: ٢١ وأعمال ٣: ١) فكان دوام الوباء من الصباح إلى المساء يوماً واحداً فقط والملائكة هم خدام الله في إجراء التأديب في الزمان الحاضر والدينونة في الآخرة (خروج ١٢: ٢٣ ومزمور ٧٨: ٤٩ و٢ملوك ١٩: ٣٥ وأعمال ١٢: ٢٣ ومتّى ١٣: ٤١).
فَنَدِمَ ٱلرَّبُّ (ع ١٦) إذا تغيّر الإنسان وتاب عن خطيئته وهجرها يصفح عنه الرب أو يخفف له ما أوعده به من البلايا. وإذا تغيّر الرجل الصالح وسقط في خطيئته يعدل الرب عن منحه البركات الموعود بها. أي إن الرب لا يتغيّر ولكن معاملته للإنسان تتغيّر إذا تغيّر الإنسان (حزقيال ٣٣: ١٠ – ١٩).
بَيْدَرِ أَرُونَةَ ٱلْيَبُوسِيِّ في جبل المريا عند أورشليم إلى جهة الشرق (٢أيام ٣: ١) وموقع الهيكل. ويقول اليهود إنه المكان الذي فيه وقف إبراهيم لإصعاد ابنه إسحاق محرقة (تكوين ٢٢: ٢ الخ) ولكن هذا القول لا يُثبت. وأرونة هو أرنان في (١أيام ٢١: ١٥) والاسم اسم يبوسي. ونرى إن بعض اليبوسيين الأصليين بقوا في أورشليم وتملكوا الأملاك.
عِنْدَمَا رَأَى ٱلْمَلاَكَ (ع ١٧) وفي (١أيام ٢١: ١٦) رأى ملاك الرب واقفاً بين الأرض والسماء وسيفه مسلول بيده وممدود على أورشليم فسقط داود والشيوخ على وجوههم مكتسين بالمسوح.
أَنَا أَخْطَأْتُ وَأَنَا أَذْنَبْتُ أخذ داود على نفسه المسؤولية وذلك من عزة نفسه ومن علامات التوبة الحقيقية.
هٰؤُلاَءِ ٱلْخِرَافُ الشعب مشبهون بالخراف والرب راعيهم والملك راعيهم بقيادة الرب. والخروف حيوان أليف مسالم لا ضرر منه. غير أن خطيئة الكبرياء والطمع والاتكال على القوة الجسدية كانت عند الشعب أيضاً.
١٨ – ٢٥ «١٨ فَجَاءَ جَادُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: ٱصْعَدْ وَأَقِمْ لِلرَّبِّ مَذْبَحاً فِي بَيْدَرِ أَرُونَةَ ٱلْيَبُوسِيِّ. ١٩ فَصَعِدَ دَاوُدُ حَسَبَ كَلاَمِ جَادَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ. ٢٠ فَتَطَلَّعَ أَرُونَةُ وَرَأَى ٱلْمَلِكَ وَعَبِيدَهُ يُقْبِلُونَ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ أَرُونَةُ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ. ٢١ وَقَالَ أَرُونَةُ: لِمَاذَا جَاءَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ إِلَى عَبْدِهِ؟ فَقَالَ دَاوُدُ: لأَشْتَرِيَ مِنْكَ ٱلْبَيْدَرَ لأَبْنِيَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ فَتَكُفَّ ٱلضَّرْبَةُ عَنِ ٱلشَّعْبِ. ٢٢ فَقَالَ أَرُونَةُ لِدَاوُدَ: فَلْيَأْخُذْهُ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ وَيُصْعِدْ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ. اُنْظُرْ. اَلْبَقَرُ لِلْمُحْرَقَةِ، وَٱلنَّوَارِجُ وَأَدَوَاتُ ٱلْبَقَرِ حَطَباً. ٢٣ اَلْكُلُّ دَفَعَهُ أَرُونَةُ ٱلْمَالِكُ إِلَى ٱلْمَلِكِ. وَقَالَ أَرُونَةُ لِلْمَلِكِ: ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ يَرْضَى عَنْكَ. ٢٤ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لأَرُونَةَ: لاَ. بَلْ أَشْتَرِي مِنْكَ بِثَمَنٍ وَلاَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ إِلٰهِي مُحْرَقَاتٍ مَجَّانِيَّةً. فَٱشْتَرَى دَاوُدُ ٱلْبَيْدَرَ وَٱلْبَقَرَ بِخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنَ ٱلْفِضَّةِ. ٢٥ وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَٱسْتَجَابَ ٱلرَّبُّ مِنْ أَجْلِ ٱلأَرْضِ، فَكَفَّتِ ٱلضَّرْبَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ».
٢أيام ٣: ١ عدد ١٦: ٤٤ – ٥٠ و١صموئيل ٦: ١٤ و١ملوك ١٩: ٢ تكوين ٢٣: ٨ – ١٦ حزقيال ٢٠: ٤٠ و٤١ ملاخي ١: ١٣ و١٤ و١أيام ٢١: ٢٤ و٢٥ ص ٢١: ١٤
فَجَاءَ جَادُ أرسله الرب (١ايام ٢١: ١٨) استجابة لصلاة داود. وكان داود في أورشليم حيث كان قد رأى الملاك بين الأرض والسماء فوق بيدر أرونة ويده مبسوطة على أورشليم لإهلاكها.
فَتَطَلَّعَ أَرُونَةُ وَرَأَى ٱلْمَلِكَ (ع ٢٠) وفي (١أيام ٢١: ٢٠) إنه كان قد رأى الملاك فاختبأ هو وبنوه الأربعة ثم جاء الملك وعبيده وخرج أرونة من البيدر وسجد على وجهه إلى الأرض لأنه خاف أولاً من الملاك وثانياً من مجيء الملك لأنه لم يعرف مقصوده. وكان أرونة أجنبياً عن شعب اليهود.
اَلْكُلُّ دَفَعَهُ أَرُونَةُ ٱلْمَالِكُ إِلَى ٱلْمَلِكِ (ع ٢٣) بالعبرانية أرونة الملك إلى الملك. ولكن ليس لنا خبر أن أرونة كان ملكاً. فالبعض يترجمون الكل أدفعه أنا أرونة أيها الملك إلى الملك.
ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ يَرْضَى عَنْكَ إشارة إلى أنه أجنبي.
لاَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ إِلٰهِي مُحْرَقَاتٍ مَجَّانِيَّةً (ع ٢٤) كان يقدر ان يأخذ الكل بلا ثمن لكونه ملكاً أو لأن مطلوبه هو للرب ولنفع عموم الشعب. ولكنه أراد أن التقدمة تكون منه وليس من أرونة فتعبّر عن توبته وإيمانه ورجوعه إلى الرب. وما لا يكلفنا شيئاً لا ينفعنا شيئاً في عبادة الرب وخدمته.
خَمْسِينَ شَاقِلاً مِنَ ٱلْفِضَّةِ أي نحو ست ليرات إنكليزية ونصف ليرة. وفي (١أيام ٢١: ٢٥) ست مئة شاقل من الذهب أي نحو ١٥٠٠ ليرة إنكليزية أي دفع أولاً خمسين شاقلاً لأنه افتكر في الحاجة الوقتية فقط أي إصعاد المحرقة والتعويض عن النوارج والبقر وأدواتها واستعمال البيدر. وبعد ذلك لما قصد بناء الهيكل في نفس المكان اشتراه بثمنه الكامل فصار ملكاً دائماً للملك وللشعب لأجل عبادة الله.
وفي (١أيام ٢١: ٢٦ – ٢٩ و٢٢: ١) إن الرب أجاب داود بنار من السماء على مذبح المحرقة فعلم داود أن ذلك المكان هو بيت الرب أي إنه المكان المعيّن من الله ليكون بيته فيه. وذبح هناك أي ابتدأ من ذلك الوقت أن يقدم ذبائح في ذلك المكان ولم يستطع أن يذهب إلى المسكن في جبعون خوفاً من سيف ملاك الرب أي خوفاً من أن يغيظ الرب إذا ذهب عنه وقدّم ذبائح في مكان آخر.
- ع ١ «أهاج… داود».
(١) الإهاجة التي لا تلزمنا. إهاجة الشهوات والكبرياء والطمع والحسد بواسطة الأفكار والكلام ومطالعة الكتب غير اللائقة. (٢) الإهاجة التي تلزمنا. إهاجة المحبة والغيرة والسخاء بواسطة المعاشرات الصالحة والاجتماعات الدينية ومطالعة الكتب المفيدة (٣) العمل المطلوب منا وهو فتح أبواب قلوبنا للروح وإغلاقها في وجه الشيطان (٤) العمل الذي نخاف مه إغواء الشيطان.
- ع ٣ «قال يوآب للملك» المشورة
(١) من شخص غير مقبول أي من يوآب. مع ذلك يجب قبول المشورة الصالحة لأننا نستفيد من العدو كما من الصديق (٢) مشورة غير مطلوبة. أي ما يُلزمنا أن نترك ما كنا اعتمدنا عليه من وضع أنفسنا (٣) مشورة مرفوضة. إن رفض المشورة الصالحة وإن كانت من عدو أو ممن هو أصغر منا فهو استعداد للسقوط،
- ع ١٠ «أخطأت» الاعتراف بالخطيئة.
(١) بلا عذر وبلا استخفاف (٢) بلا استذناب غيرنا (٣) للرب مع الرجوع إليه بالمسيح.
-
ع ٢٤ «محرقات مجانية»
(١) هدايا المال التي هي كالفتات الساقط من مائدة الغني. أي ما يفضل عنا بعد الشبع (٢) الخدمة التي ليس فيها تعب كالوعظ بلا استعداد عقلي وروحي (٣) العبادة التي لا تكلف العبدة كالعبادة في الكنائس التي نفقاتها من الوقف أو من غير أعضائها (٤) عدم اللياقة في تقديم المحرقات المجانية للرب الذي قدم نفسه لأجلنا.
السابق |