سفر صموئيل الثاني | 12 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر صموئيل الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ
١ – ٦ «١ فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: كَانَ رَجُلاَنِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا غَنِيٌّ وَٱلآخَرُ فَقِيرٌ. ٢ وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدّاً. ٣ وَأَمَّا ٱلْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ إِلاَّ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ صَغِيرَةٌ قَدِ ٱقْتَنَاهَا وَرَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعاً. تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ وَتَنَامُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَٱبْنَةٍ. ٤ فَجَاءَ ضَيْفٌ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْغَنِيِّ فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَمِنْ بَقَرِهِ لِيُهَيِّئَ لِلضَّيْفِ ٱلَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ نَعْجَةَ ٱلرَّجُلِ ٱلْفَقِيرِ وَهَيَّأَ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ. ٥ فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى ٱلرَّجُلِ جِدّاً، وَقَالَ لِنَاثَانَ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِنَّهُ يُقْتَلُ ٱلرَّجُلُ ٱلْفَاعِلُ ذٰلِكَ، ٦ وَيَرُدُّ ٱلنَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هٰذَا ٱلأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ».
ص ٧: ٢ و٤ و١٧ عنوان مزمور ٥١ ص ١٤: ٤ – ٧ و١ملوك ٢٠: ٣٥ – ٤١ ص ١١: ٣ و١ملوك ٢٠: ٣٩ و٤٠ و١صموئيل ٢٦: ١٦ خروج ٢٢: ١
فَجَاءَ إِلَيْهِ بعد قتل أوريا بنحو سنة وفي هذه المدة الطويلة لم ينتبه داود كما يجب إلى عظمة خطيئته ومن فوائد الأمثال أن السامع يسمعها ولا يعرف أن المثل عليه حتى نهاية الكلام (متّى ٢١: ٤٥) وليس من الضرورة أن تكون الحادثة المذكورة حقيقية. وملك مطلق كداود هو بمقام قاضٍ كان يسمع بعض الدعاوي إذا أراد ويحكم فيها.
نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ (ع ٣) أشار إلى بثشبع امرأة أوريا الوحيدة المحبوبة ولعلها كانت صغيرة السن وعروساً.
فَجَاءَ ضَيْفٌ (ع ٤) أشار إلى حاجة وقتية. فكانت شهوة داود وقتية بخلاف المحبة الحقيقية محبة الرجل لإمرأته الشرعية الوحيدة. فلإشباع شهوة وقتية أخرب داود بيت قريبه وقتله. كان داود يحب العدل والإنصاف فلما سمع المثل غضب.
يُقْتَلُ ٱلرَّجُلُ (ع ٥) بالعبراني ابن موت والمعنى أنه مستحق الموت (١صموئيل ٢٠: ٣١ و٢٦: ١٦) وبحسب الشريعة على السارق أن يرد أربعة أضعاف لا أن يُقتل (خروج ٢: ١ لوقا ١٩: ٨).
٧ – ٩ «٧ فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ! هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ ٨ وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذٰلِكَ قَلِيلاً كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. ٩ لِمَاذَا ٱحْتَقَرْتَ كَلاَمَ ٱلرَّبِّ لِتَعْمَلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيَّ بِٱلسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ ٱمْرَأَتَهُ لَكَ ٱمْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ».
١ملوك ٢٠: ٤٢ و١صموئيل ١٦: ١٣ ص ٩: ٧ و١صموئيل ١٥: ٢٣ و٢٦ ص ١١: ١٤ – ١٧ و٢٧ ص ١١: ٢٧
أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ خاطر ناثان بنفسه بهذا القول. بعد أيامه طلب آخاب قتل إيليا الذي كان قد وبّخه (١ملوك ١٩: ١٠) وقتل يوآش زكريا النبي (٢أيام ٢٤: ٢٠ – ٢٢) وقتل هيرودس يوحنا المعمدان (متى ١٤: ١ – ١٢) وأما داود فقال قد أخطأت إلى الرب.
مَسَحْتُكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ أخذه الرب من وراء الغنم ليكون رئيساً على إسرائيل وأنقذه من شاول ونصره على أعدائه وأعطاه الغنى والكرامة وكلّمه وأحبّه ووعده مواعيد عظيمة ثمينة. وداود عندما أخطأ كان عديم الشكر إذ عمل ما يغيظ الرب الذي أحسن إليه.
بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ (ع ٩) وداود هو الفاعل لأنه هو الآمر. وهنا الدناءة أنه استخدم أولئك الوثنيين ليقتلوا عبده الأمين.
١٠ – ١٢ «١٠ وَٱلآنَ لاَ يُفَارِقُ ٱلسَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى ٱلأَبَدِ، لأَنَّكَ ٱحْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ ٱمْرَأَةَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ ٱمْرَأَةً. ١١ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ ٱلشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هٰذِهِ ٱلشَّمْسِ. ١٢ لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِٱلسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هٰذَا ٱلأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ ٱلشَّمْسِ».
ص ١٣: ٢٨ و١٨: ١٤ و١ملوك ٢: ٢٥ ص ١٦: ٢١ و٢٢ ص ١١: ٤ – ١٥ ص ١٦: ٢٢
تم هذا الوعيد إذ مات ابنه الذي ولدته بثشبع وتم أيضاً إذ قهر أمنون أخته ثامار (١٣: ١ – ٢٢) فقتله أخوه أبشالوم (١٣: ٢٣ – ٣٨) وإذ قام أبشالوم على أبيه واضطجع مع نسائه أمام جميع إسرائيل (١٦: ٢٢) وطلب قتله (١٧: ٢) فقُتل هو (١٨: ١٤ و١٥) وقُتل أدونيا بأمر أخيه سليمان (١ملوك ٢: ٢٥) وهذه المصائب هي عمل الرب للتأديب وهي نتيجة طبيعية أيضاً لأن الأبناء عملوا ما كانوا قد رأوه في أبيهم وزادوا.
١٣، ١٤ «١٣ فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ. فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: ٱلرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ. ١٤ غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهٰذَا ٱلأَمْرِ أَعْدَاءَ ٱلرَّبِّ يَشْمَتُونَ فَٱلابْنُ ٱلْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ».
ص ٢٤: ١٠ و١صموئيل ١٥: ٢٤ و٣٠ ولوقا ١٨: ١٣ أمثال ٢٨: ١٣ ولاويين ٢٠: ١٠ و٢٤: ١٧ وميخا ٧: ١٨ إشعياء ٥٢: ٥ ورومية ٢: ٢٤
قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ كان داود ملكاً عظيماً ورئيساً دينياً ألف مزامير ونظم أمور العبادة ومع ذلك اتّضع وقال أخطأت. وقوله المختصر كقول العشار (لوقا ١٨: ١٣) أفاد أكثر من الكلام المطول لأنه به اعترف بأنه بلا عذر مطلقاً. ولم يقل أخطأت إلى بثشبع وإلى أوريا بل إلى الرب لأنه أخطأ إلى الرب أولاً. ومن المزمور الحادي والخمسين نعرف توبة داود القلبية.
قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ بحسب الشريعة يُقتل الزاني (لاويين ٢٠: ١٠) وقول الرب إنه لا يموت داود بل يموت المولود له لأنه قد نقل عن داود خطيئته. وبمعنى آخر لا يموت داود الموت الثاني أي العذاب الأبدي لأن خطيئته غُفرت له. ولكنه لم يخلص من عواقب خطيئته الجسدية الزمنية.
أَعْدَاءَ ٱلرَّبِّ (ع ١٤) الوثنيين الذين قالوا إن دِين إسرائيل ليس بأفضل من دينهم والأردياء في إسرائيل الذين قالوا لا نفع من الإيمان بالرب و الاتكال عليه. فعلموا عندما رأوا تأديب الرب لداود إن عمله لم يرضِ الرب ولم يكن نتيجة إيمانه بل نتيجة ضعف إيمانه وتركه الرب. فلم تكن خطيئة داود كخطايا الوثنيين الذين لم يعرفوا الرب ولا كخطيئة أحد أفراد الشعب التي لا ينتبه إليها إلا القليلون بل كانت عظمة خطيئته كعظمة مقامه لأن من أُعطي كثيراً يُطلب منه كثير.
١٥ – ١٩ «١٥ وَذَهَبَ نَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ. وَضَرَبَ ٱلرَّبُّ ٱلْوَلَدَ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ ٱمْرَأَةُ أُورِيَّا لِدَاوُدَ فَثَقِلَ. ١٦ فَسَأَلَ دَاوُدُ ٱللّٰهَ مِنْ أَجْلِ ٱلصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْماً، وَدَخَلَ وَبَاتَ مُضْطَجِعاً عَلَى ٱلأَرْضِ. ١٧ فَقَامَ شُيُوخُ بَيْتِهِ عَلَيْهِ لِيُقِيمُوهُ عَنِ ٱلأَرْضِ فَلَمْ يَشَأْ، وَلَمْ يَأْكُلْ مَعَهُمْ خُبْزاً. ١٨ وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ أَنَّ ٱلْوَلَدَ مَاتَ، فَخَافَ عَبِيدُ دَاوُدَ أَنْ يُخْبِرُوهُ بِأَنَّ ٱلْوَلَدَ قَدْ مَاتَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: هُوَذَا لَمَّا كَانَ ٱلْوَلَدُ حَيّاً كَلَّمْنَاهُ فَلَمْ يَسْمَعْ لِصَوْتِنَا. فَكَيْفَ نَقُولُ لَهُ قَدْ مَاتَ ٱلْوَلَدُ؟ يَعْمَلُ أَشَرَّ!. ١٩ وَرَأَى دَاوُدُ عَبِيدَهُ يَتَنَاجَوْنَ، فَفَطِنَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلْوَلَدَ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِعَبِيدِهِ: هَلْ مَاتَ ٱلْوَلَدُ؟ فَقَالُوا: مَاتَ».
١صموئيل ٢٥: ٣٨ ص ١٣: ٣١ ونحميا ١: ٤ تكوين ٢٤: ٢
تذلّل داود أولاً حباً للولد وثانياً لأن موت المولود علامة غضب الله على والديه. قال له ناثان بالأول إن الولد سيموت ولكن وعيد الله كوعده له شروط (إشعياء ٣٨: ١) فكان له رجاء بأن الله ينظر إلى تذلّله ويسمع صلاته فيُشفق على الولد ووالديه فتكون حياة الولد علامة رضاء الله.
فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ (ع ١٨) من ولادة الولد أو من مرضه.
٢٠ – ٢٣ «٢٠ فَقَامَ دَاوُدُ عَنِ ٱلأَرْضِ وَٱغْتَسَلَ وَٱدَّهَنَ وَبَدَّلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ وَسَجَدَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ وَطَلَبَ فَوَضَعُوا لَهُ خُبْزاً فَأَكَلَ. ٢١ فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: مَا هٰذَا ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي فَعَلْتَ؟ لَمَّا كَانَ ٱلْوَلَدُ حَيّاً صُمْتَ وَبَكَيْتَ، وَلَمَّا مَاتَ ٱلْوَلَدُ قُمْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزاً. ٢٢ فَقَالَ: لَمَّا كَانَ ٱلْوَلَدُ حَيّاً صُمْتُ وَبَكَيْتُ لأَنِّي قُلْتُ: مَنْ يَعْلَمُ؟ رُبَّمَا يَرْحَمُنِي ٱلرَّبُّ وَيَحْيَا ٱلْوَلَدُ. ٢٣ وَٱلآنَ قَدْ مَاتَ، فَلِمَاذَا أَصُومُ؟ هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَرُدَّهُ بَعْدُ؟ أَنَا ذَاهِبٌ إِلَيْهِ وَأَمَّا هُوَ فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيَّ».
متّى ٦: ١٧ إشعياء ٣٨: ١ – ٣ يونان ٣: ٩ تكوين ٣٧: ٣٥ أيوب ٧: ٨ – ١٠
وَٱغْتَسَلَ وَٱدَّهَنَ وَبَدَّلَ ثِيَابَهُ كأن سبب الحزن قد زال وهكذا كان عمل لو صح الولد. فتعجب عبيده من الأمر لأنه كان خلاف العادة. وداود بجوابه أظهر تسليمه لإرادة الله. لأن الحزن المفرط على موت الأحباء نوع من التمرد والعصيان على الله. وأظهر داود أيضاً إيمانه بالآخرة وقيامة الأموات ووجود الطفل في مكان المفديين وإنه هو أيضاً سيكون في ذلك المكان لأن الله قد غفر له خطيئته وإن أدبه في الحاضر.
٢٤، ٢٥ «٢٤ وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ ٱمْرَأَتَهُ وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَٱضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ٱبْناً، فَدَعَا ٱسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَٱلرَّبُّ أَحَبَّهُ، ٢٥ وَأَرْسَلَ بِيَدِ نَاثَانَ ٱلنَّبِيِّ وَدَعَا ٱسْمَهُ «يَدِيدِيَّا» مِنْ أَجْلِ ٱلرَّبِّ» .
أيوب ٢٠: ١ – ٣
وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ لم يطردها ولم يغضب عليها كأنها سبب سقوطه وخطيئته وجميع الأحزان التي ألمت به.
سُلَيْمَانَ ومعنى الاسم سليم لأنه في أيامه استراحت المملكة من الحروب (١أيام ٢٢: ٩) وربما أشار أبوه أيضاً إلى السلام مع الله بمغفرة خطيئته.
وَأَرْسَلَ بِيَدِ نَاثَانَ أي الرب أرسل النبي ناثان إلى داود.
يَدِيدِيَّا محبوب الله. كان الرب ضرب الولد الأول ولكنه سمى الولد الثاني بهذا الاسم ليعرف والداه أن خطيئتهما مغفورة وابنهما هذا محبوب. ولم يُذكر الاسم إلا هنا. في (١أيام ٣: ٥) سليمان هو رابع أولاد بثشبع ولكننا نفهم مما قيل هنا أنه أول الأربعة وخلف سليمان أباه في الملك وتسلسل منه المسيح رئيس السلام.
٢٦ – ٣١ «٢٦ وَحَارَبَ يُوآبُ رَبَّةَ بَنِي عَمُّونَ وَأَخَذَ مَدِينَةَ ٱلْمَمْلَكَةِ. ٢٧ وَأَرْسَلَ يُوآبُ رُسُلاً إِلَى دَاوُدَ يَقُولُ: قَدْ حَارَبْتُ رَبَّةَ وَأَخَذْتُ أَيْضاً مَدِينَةَ ٱلْمِيَاهِ. ٢٨ فَٱلآنَ ٱجْمَعْ بَقِيَّةَ ٱلشَّعْبِ وَٱنْزِلْ عَلَى ٱلْمَدِينَةِ وَخُذْهَا لِئَلاَّ آخُذَ أَنَا ٱلْمَدِينَةَ فَيُدْعَى بِٱسْمِي عَلَيْهَا. ٢٩ فَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ ٱلشَّعْبِ وَذَهَبَ إِلَى رَبَّةَ وَحَارَبَهَا وَأَخَذَهَا. ٣٠ وَأَخَذَ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ وَوَزْنُهُ وَزْنَةٌ مِنَ ٱلذَّهَبِ مَعَ حَجَرٍ كَرِيمٍ، وَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ. وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ ٱلْمَدِينَةِ كَثِيرَةً جِدّاً. ٣١ وَأَخْرَجَ ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ ٱلآجُرِّ، وَهٰكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ».
١أيام ٢٠: ١ – ٣ عبرانيين ١١: ٣٧
في هذه الآيات رجع المؤرخ إلى نبإ الحرب مع بني عمون الذي ابتدأ في إيضاحه في (ص ١١: ١) وتركه لكي يكمل قصة داود وبثشبع. وكانت تلك الحروب قبل ولادة سليمان بسنتين وبضعة أشهر.
مَدِينَةَ ٱلْمَمْلَكَةِ المدينة هي ربّة وهي عمان الحالية. ومدينة المملكة هي القلعة العالية المحصنة.
مَدِينَةَ ٱلْمِيَاهِ (ع ٢٧) أي المدينة السفلى التي كانت بجانب المياه فمن الضروري أن مدينة المملكة تسقط بعد انقطاع الماء عنها.
لِئَلاَّ آخُذَ أَنَا ٱلْمَدِينَةَ كان يوآب أميناً لسيده الملك. وربما في قوله معنى مستتر أي على من يريد أن يتتوّج أن يتقلد السيف أولاً.
وَزْنُهُ وَزْنَةٌ مِنَ ٱلذَّهَبِ (ع ٣٠) أي نحو ١٨ رطلاً أو ٤٨ كليو فلم يقدر داود ولا غيره أن يحمله على رأسه. والمظنون أن اثنين من العظماء مسكا التاج ورفعاه فوق رأسه هنيهة من الزمان للدلالة على تسلطه على مملكة بني عمون. والكلمة العبرانية المترجمة هنا بملكهم هي ملكوم أو ملكام ومن المحتمل أنها اسم علم. وملكوم هو إله العمونيين (١ملوك ١١: ٥) فيُظن أن التاج المذكور هنا هو التاج الموضوع على رأس الصنم ووضعه على رأس داود إشارة إلى سقوط عبدة ملكوم وانتصار عبدة الرب.
وَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ الخ (ع ٣١) قال بعضهم إن الإشارة هنا إلى أعمال شاقة وضعها داود على العمونيين أي استخدم بعضهم بنشر الأخشاب وبعضهم بالدراس وبعضهم بتشقيق الحطب وبعضهم بعمل الكلس. ولكن المعنى البسيط الواضح أنه عذبهم وأماتهم. ونرى في ذلك قساوة مفرطة. الكتاب يخبر بأعمال داود كلها الصالحة والسيئة فلا نقدر أن نستحسن كل ما عمله داود ولا غيره من الأفاضل في القديم. وما أعظم الشرور والمصائب والآلام الناتجة عن الحروب.
- إن ظلم الفقراء والضعفاء خطيئة عظيمة عند الرب (ع ١ – ٤).
- على المدعو لتوبيخ الملوك والعظماء أن يتذكر أنه عبد لملك الملوك فيتكلم بأمانة بلا خوف (ع ١).
- على الواعظ أن يكلم الخطأة بأسلوب حسن حتى يحكموا على نفوسهم (ع ٥).
- إننا نرى في غيرنا خطايا لا نقدر أن نراها في أنفسنا مع أنها فينا (ع ٥).
- من صفات كل تقي حقيقي أن يسمع ويقبل التوبيخ.
- لا ننجو من العواقب الطبيعية لخطايانا وإن غُفرت.
- للذين يحزنون على موت أطفالهم أعظم تعزية في تعليم الكتاب المقدس (ع ٢٠ – ٢٢).
-
أمر العهد الجديد بتبشير الوثنيين وهو أفضل من قتلهم.
السابق |
التالي |