صموئيل الثاني

سفر صموئيل الثاني | 05 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

١ – ٥ «١ وَجَاءَ جَمِيعُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ قَائِلِينَ: هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. ٢ وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ، حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكاً عَلَيْنَا، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ قَالَ لَكَ ٱلرَّبُّ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ. ٣ وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ إِلَى حَبْرُونَ، فَقَطَعَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ مَعَهُمْ عَهْداً فِي حَبْرُونَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. وَمَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ. ٤ كَانَ دَاوُدُ ٱبْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. ٥ فِي حَبْرُونَ مَلَكَ عَلَى يَهُوذَا سَبْعَ سِنِينٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. وَفِي أُورُشَلِيمَ مَلَكَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا».

١أيام ١١: ١ – ٣ ص ١٩: ١٣ و١صموئيل ١٨: ٥ و١٣ و١٦ ص ٧: ٧ وتكوين ٤٩: ٢٤ و١صموئيل ٢٥: ٣٠ ص ٣: ٢١ ص ٢: ٤ و١صموئيل ١٦: ١٣ تكوين ٤١: ٤٦ وعدد ٤: ٣ ولوقا ٣: ٢٣ و١ملوك ٢: ١١ و١أيام ٢٦: ٣١ ص ٢: ١١

قُتل إيشبوشث بن شاول فلم يبق أحدٌ من نسل شاول إلا مفيبوشث وهو ولد عمره نحو ١٢ سنة وأعرج. فالتفت جميع إسرائيل إلى داود واتفقوا على إقامته ملكاً عليهم. وما حملهم على ذلك أولاً أنه أحدهم وليس غريباً. ثانياً أنه كان قائدهم في الحرب ونجح. ثالثاً أن الرب كان عيّنه وانتخبه الشيوخ نواب إسرائيل. وحضر كثيرون من الشعب (١أيام ١٢: ٢٣ – ٤٠) عددهم نحو ٣٥٠٠٠٠ ومن فوائد هذ الاجتماع العظيم. أولاً زيادة المحبة الأخوية فإنهم أكلوا وشربوا معاً وأضافوا بعضهم بعضاً. ثانياً زيادة الثقة بالرب وبالملك وبنفوسهم لأنهم رأوا أنهم كثيرون ولهم سلاح ونشاط واستعداد للحرب. وأما في القديم فكان سبط أو بعض الأسباط يحاربون وبقية الأسباط يتقاعدون ولكن في اجتماعهم في حبرون صاروا شعباً واحداً ومملكة واحدة. ثالثاً تعيين داود ملكاً بطريقة رسمية فصار ملكاً بتعيين الرب وبالانتخاب من جميع الشعب أيضاً.

ٱبْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً وهو عمر يوسف عندما تسلّط على أرض مصر (تكوين ٤١: ٤٦) وعمر اللاوي حين كان يشرع في الخدمة وعمر يسوع حين اعتمد وابتدأ في التبشير.

٦ – ١٠ «٦ وَذَهَبَ ٱلْمَلِكُ وَرِجَالُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى ٱلْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ. فَقَالُوا لِدَاوُدَ: لاَ تَدْخُلْ إِلَى هُنَا مَا لَمْ تَنْزِعِ ٱلْعُمْيَانَ وَٱلْعُرْجَ. (أَيْ لاَ يَدْخُلُ دَاوُدُ إِلَى هُنَا). ٧ وَأَخَذَ دَاوُدُ حِصْنَ صِهْيَوْنَ (هِيَ مَدِينَةُ دَاوُدَ). ٨ وَقَالَ دَاوُدُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ: إِنَّ ٱلَّذِي يَضْرِبُ ٱلْيَبُوسِيِّينَ وَيَبْلُغُ إِلَى ٱلْقَنَاةِ (وَٱلْعُرْجِ وَٱلْعُمْيِ ٱلْمُبْغَضِينَ مِنْ نَفْسِ دَاوُدَ) لِذٰلِكَ يَقُولُونَ: لاَ يَدْخُلِ ٱلْبَيْتَ أَعْمَى أَوْ أَعْرَجُ. ٩ وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي ٱلْحِصْنِ وَسَمَّاهُ «مَدِينَةَ دَاوُدَ». وَبَنَى دَاوُدُ مُسْتَدِيراً مِنَ ٱلْقَلْعَةِ فَدَاخِلاً. ١٠ وَكَانَ دَاوُدُ يَتَزَايَدُ مُتَعَظِّماً وَٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ مَعَهُ» .

١أيام ١١: ١٤ – ٩ يشوع ١٥: ٦٣ و١٨: ٢٨ وقضاة ١: ٢١ ص ٦: ١٢ و١٦ و١ملوك ٢: ١٠ و٩: ٢٤ ع ٧ و١ملوك ٩: ١٥ و٢٤ ص ٣: ١

أُورُشَلِيمَ لأن حبرون وإن كانت قاعدة موافقة ليهوذا ليست موافقة لتكون قصبة مملكة إسرائيل ويهوذا معاً. وأما أورشليم فكانت موافقة من كل الوجوه لأنها على تخم يهوذا وبنيامين وكان موقعها منيعاً جداً وهي مرتفعة (مزمور ٤٨: ٢) وحولها جبال (مزمور ١٢٥: ٢) (اطلب أورشليم في قاموس الكتاب).

ٱلْيَبُوسِيِّينَ قبيلة من الكنعانيين قُتل ملكهم أدوني صادق في زمان يشوع ولكنهم لم يُطردوا من أورشليم بل سكنوا مع بني يهوذا والبنيامينيين (يشوع ١٥: ٦٣ وقضاة ١: ٢١) وبقوا في أورشليم حتى بعدما أخذ داود حصنهم (٢٤: ١٦ – ١٨ و٢أيام ٣: ١).

مَا لَمْ تَنْزِعِ ٱلْعُمْيَانَ وَٱلْعُرْجَ كان الحصن منيعاً جداً وحوله أودية عمق بعضها ٨٠٠ قدم وصخورها شامخة فاتكل اليبوسيون على حصنهم وازدروا بداود ورجاله قائلين ولو كان المدافعون عميان وعرج لا يقدر داود أن يدخل.

وَيَبْلُغُ إِلَى ٱلْقَنَاةِ ربما كان نفق تحت الأرض من الوادي إلى فوق فعرف داود هذا ورأى أنه إذا سار أناس في النفق يمكنهم أن يصلوا إلى داخل الحصن. وقال الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة. وهنا لم تكمل الجملة ولم يذكر جزاء المنتصر ولكننا نرى تكملة الجملة في (١أيام ١١: ٦) «يَكُونُ رَأْساً وَقَائِداً. فَصَعِدَ أَوَّلاً يُوآبُ ٱبْنُ صَرُويَةَ، فَصَارَ رَأْساً».

لاَ يَدْخُلِ ٱلْبَيْتَ أَعْمَى أَوْ أَعْرَجُ يُظن أنه لم يكن عميان وعرج في حصن اليبوسيين ومعنى قولهم ولو كان المدافعون عمياناً وعرجاً الخ. ولعل داود عرف أنه ليس في الحصن عمي وعرج وهو لم يُبغض العمي والعرج بل قال المبغضين من نفس داود وبناء على قول اليبوسيين السابق. والمثل المذكور هنا يفسر على هذا النمط. كان الشعب يحبون داود وأحبوا أن يضربوا الأمثال في أقواله وأعماله فأخذوا يقولون كل ما رأوا أعمى أو أعرج يدخل بيتاً لا يدخل البيت أعمى أو أعرج تذكاراً لقول داود أنهم المبغضون من نفسه. ولا نستنتج من هذا وضع قانون يمنع الأعمى أو الأعرج عن الدخول إلى بيت الرب أو غيره.

ٱلْقَلْعَةِ وهي قلعة أو سور أو حصون مبنية قبل زمان داود غايتها حفظ الحصن (٢أيام ٣٢: ٥). وداود بنى مساكن داخل القلعة وعند الحصن وسكن هو ورجاله فيها. وقيل في (١أيام ١١: ٨) أن يوآب جدّد سائر المدينة وقد صالح داود بعد قتله أبنير.

وَٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ مَعَهُ إله الجنود في السماء وعلى الأرض والقادر على كل شيء والضابط الكل فكل من معه إله الجنود ينجح أعظم نجاح ملكاً كان أو صعلوكاً. وعلى كل من يريد أن يكون الرب معه أن يكون هو مع الرب ويعرف إرادته ويطيع أوامره ويطلب مجده فوق كل شيء.

١١ «وَأَرْسَلَ حِيرَامُ مَلِكُ صُورَ رُسُلاً إِلَى دَاوُدَ وَخَشَبَ أَرْزٍ وَنَجَّارِينَ وَبَنَّائِينَ فَبَنُوا لِدَاوُدَ بَيْتاً».

١أيام ١٤: ١ و١ملوك ٥: ٢ و١٠ و١٩ عنوان مزمور ٣

حِيرَامُ كان معاصراً لداود وسليمان وصديقاً لهما وفي زمانه بلغت صور أوج الفخر والفلاح وبلغ غناها غايته. وما أرسله حيرام يدل على ما حصل داود عليه من الاعتبار من الممالك المجاورة. وكان بين المملكتين علاقة طبيعية لأن كلا منهما كانت بحاجة إلى الأخرى لأن صور وموقعها على شط البحر تحتاج إلى الحنطة والزيت وما أشبه من غلال الأرض وتحتاج أيضاً طريقاً لتجارتها إلى الشرق البعيد ومملكة إسرائيل احتاجت إلى واردات البحر والمصنوعات. وفي زمان النبي عاموس كانت قد زالت هذه الصداقة (عاموس ١: ٩) (اطلب صور في قاموس الكتاب).

خَشَبَ أَرْزٍ أرز لبنان الشهير وهو أصفر اللون وإذا مرّت عليه الأيام احمرّ وهو مرّ المذاق لا يأكله السوس فيبقى مدة طويلة دون أن تعتريه آفة. يوافق للبنايات الفخمة. والظاهر أنه كان لصور جزء من جبل لبنان الذي فيه الأرز. ولا شك أنه كان في القديم أرز بكثرة في أماكن مختلفة في لبنان (اطلب أرز في قاموس الكتاب) والأرجح أن بعثة حيرام كانت بعد محاربة الفلسطينيين المذكورة في (١٧ – ٢٠).

١٢ «وَعَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ أَثْبَتَهُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَّهُ قَدْ رَفَّعَ مُلْكَهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ».

عَلِمَ دَاوُدُ كان قد مضى عليه نحو من عشرين سنة بعد مسحه في بيت لحم ونحو عشر سنين بعد مسحه في حبرون وفي هذه المدة الطويلة انتظر بصبر وإيمان نيل وعد الرب.

مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ علم داود أن الرب رفعه ليس لأجل نفسه بل لأجل الشعب لأن الملك الحقيقي هو خادم أولاً للرب ثم لشعبه.

١٣ – ١٦ «١٣ وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضاً سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضاً لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. ١٤ وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ ٱلَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي أُورُشَلِيمَ: شَمُّوعُ وَشُوبَابُ وَنَاثَانُ وَسُلَيْمَانُ ١٥ وَيِبْحَارُ وَأَلِيشُوعُ وَنَافَجُ وَيَافِيعُ ١٦ وَأَلِيشَمَعُ وَأَلِيدَاعُ وَأَلِيفَلَطُ».

تثنية ١٧: ١٧ و١أيام ٣: ٩ و١أيام ٣: ٥ – ٨

البنون المذكورن هنا هم ما عدا بني السراري (١أيام ٣: ٩) كان شموع وشوباب وناثان وسليمان أولاد بثشبع (١أيام ٣: ٥) وناثان مذكور بين أسلاف يسوع في (لوقا ٣: ٣١) وسليمان في (متّى ١: ٦) والأسماء في (١أيام ٣: ١ – ٩) بعض حروفها متغيرة وذلك من عدم الضبط في كتابة الأسماء قديماً.

١٧ – ٢١ «١٧ وَسَمِعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ مَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَصَعِدَ جَمِيعُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيُفَتِّشُوا عَلَى دَاوُدَ. وَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ نَزَلَ إِلَى ٱلْحِصْنِ. ١٨ وَجَاءَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ وَٱنْتَشَرُوا فِي وَادِي ٱلرَّفَائِيِّينَ. ١٩ وَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ ٱلرَّبِّ: أَأَصْعَدُ إِلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِي؟ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ: ٱصْعَدْ لأَنِّي دَفْعاً أَدْفَعُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَدِكَ. ٢٠ فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى بَعْلِ فَرَاصِيمَ وَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ هُنَاكَ، وَقَالَ: قَدِ ٱقْتَحَمَ ٱلرَّبُّ أَعْدَائِي أَمَامِي كَٱقْتِحَامِ ٱلْمِيَاهِ. لِذٰلِكَ دَعَا ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعِ «بَعْلَ فَرَاصِيمَ». ٢١ وَتَرَكُوا هُنَاكَ أَصْنَامَهُمْ فَنَزَعَهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ».

١صموئيل ٢٩: ١ ص ٢٣: ١٤ و١أيام ١١: ١٦ تكوين ١٤: ٥ ويشوع ١٥: ٨ و١٧: ١٥ و١٨: ١٦ و١صموئيل ٢٣: ٢ ص ٢: ١ إشعياء ٢٨: ٢١ و١أيام ١٤: ١٢

صَعِدَ جَمِيعُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ رأوا في مسح داود ملكاً على جميع إسرائيل خطراً جديداً عليهم لأن جميع إسرائيل اتحدوا به واقتداره في الحرب معروف عندهم. وربما أن داود حينما كان في حبرون كان خاضعاً للفلسطينيين وعندما صار ملكاً في أورشليم عصاهم.

لِيُفَتِّشُوا عَلَى دَاوُدَ… نَزَلَ إِلَى ٱلْحِصْنِ نستنتج أن الجماعة العظيمة من بني إسرائيل الذين مسحوه ملكاً في حبرون (١أيام ١٢: ٢٣ – ٤٠) رجعوا إلى أماكنهم إلا أن بعضهم صعدوا معه حين هجم على أورشليم وأخذ حصن اليبوسيين. ولما سمع خبر قدوم الفلسطينيين لم يكن مع داود إلا حرسه الخاص فإذ لم يقدر أن يقاوم الفلسطينيين نزل إلى عدلام حصنه القديم. وفتش الفلسطينيون عن داود لأنه لم يكن في عاصمته الجديدة أورشليم.

وَادِي ٱلرَّفَائِيِّينَ موقعه مجهول إلا أنه كان بين بيت لحم وأورشليم (يشوع ١٥: ٨) وكان مشهوراً بالخصب (إشعياء ١٧: ٥) وحل الفلسطينيون بين داود وبين أورشليم. وبينما كان داود في حصن عدلام انحاز إليه الجاديون (١أيام ١٢: ٨ – ١٥) ومن عدلام خرج الثلاثة إلى حفظة الفلسطينيين في بيت لحم وشقوا محلتهم واستقوا ماء لداود من بئر بيت لحم (١أيام ١١: ١٥ الخ). وكان رجاله قليلين جداً بالنسبة إلى جيش الفلسطينيين وهو كان هارباً من عاصمته. وذلك كله بعد مسحه باحتفاء في حبرون وأخذه حصن اليبوسيين وعلمه أن الرب قد ثبّته ملكاً على إسرائيل.

وَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ ٱلرَّبِّ كعادته في زمان الضيق وربما كان أبياثار الكاهن الأمين معه (١صموئيل ٢٣: ١١ و٣٠: ٧ و٨).

بَعْلِ فَرَاصِيمَ أي إله الهزيمات وهو مكان مرتفع شمالي وادي الرفائيين وهو جبل فراصيم المذكور في (إشعياء ٢٨: ٢١).

وَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ أظهر إيمانه بالرب لأنه هجم على جيش أعظم جداً من جيشه إطاعة لأمر الرب واقتحمهم كاقتحام المياه والرب جعل الخوف في قلوبهم.

تَرَكُوا هُنَاكَ أَصْنَامَهُمْ كانوا يأخذون أصنامهم معهم إلى الحرب كما كان الإسرائيليون يأخذون التابوت في أيام عالي (١صموئيل ٤: ٤) وتركوها لأنهم هربوا بالعجل. فنزعها داود ورجاله أي أخذوها علامة الظفر كما أخذ الفلسطينيون التابوت في زمان عالي ولكنهم بعدئذ أحرقوها (١أيام ١٤: ١٢).

٢٢ – ٢٥ «٢٢ ثُمَّ عَادَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ فَصَعِدُوا أَيْضاً وَٱنْتَشَرُوا فِي وَادِي ٱلرَّفَائِيِّينَ. ٢٣ فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ ٱلرَّبِّ فَقَالَ: لاَ تَصْعَدْ، بَلْ دُرْ مِنْ وَرَائِهِمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ ٱلْبُكَا ٢٤ وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خُطُوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ ٱلْبُكَا حِينَئِذٍ ٱحْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُجُ ٱلرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ٢٥ فَفَعَلَ دَاوُدُ كَذٰلِكَ كَمَا أَمَرَهُ ٱلرَّبُّ، وَضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ جَبْعَ إِلَى مَدْخَلِ جَازَرَ».

ع ١٨ ع ١٩ و٢ملوك ٧: ٦ قضاة ٤: ١٤ إشعياء ٢٨: ٢١ يشوع ١٢: ١٢ و٢١: ٢١

ثُمَّ عَادَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ والظاهر أنهم هربوا من أمام داود وابتعدوا قليلاً ثم جمعوا جيوشهم المشتتة وعادوا إلى المحاربة في نفس المكان.

فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ ٱلرَّبِّ كما في الأول إذ لم يتكل على نفسه وإن كان قد غلبهم سابقاً. واعترف بأن الرب هو الذي علم يديه القتال (٢٢: ٣٥).

أَشْجَارِ ٱلْبُكَا يُظن أنها أشجار الحور أو البلسان أو التوت. والكلمة العبرانية تفيد نوعاً من الأشجار اسمه البكاء وتفيد أيضاً البكاء أي سيل الدموع (مزمور ٨٤: ٦).

صَوْتَ خُطُوَاتٍ أي صوت كصوت ريح في رؤوس الأشجار ليعلم داود أن الرب قد حضر فيخرج أمامه لضرب أعدائه.

حِينَئِذٍ ٱحْتَرِصْ عليه أن يكون منتبهاً فيعمل بكل وقته عندما يسمع الصوت ولا يعمل قبلما يسمعه ولا يتأخر ولا يخاف. فأطاعه داود وانتصر.

مِنْ جَبْعَ (١صموئيل ١٣: ٣) في بنيامين مقابل مخماس شمالي أورشليم وعلى بُعد نحو عشرة أميال منها والفلسطينيون هربوا إلى جهة الشمال وليس إلى جهة أرضهم التي كانت إلى الغرب. ولعله كان لهم محرس منيع في جبع (١صموئيل ١٣: ٣). وكان لهم أمل بأنهم يقدرون أن يقفوا عنده ويوقفوا مطارديهم.

إِلَى مَدْخَلِ جَازَرَ وإذ لم يقدروا أن يوقفوا الإسرائيليين في جبع ساروا إلى أرضهم فوصلوا إلى جبعون (١أيام ١٤: ١٦) ومنها ساروا في طريق عقبة بيت حورون (يشوع ١٠: ١٠) إلى مدخل جازر أي طريق جازر وهي على تخم أرضهم على بعد ١٨ ميلاً عن أورشليم و٦ أميال عن عقرون واسمها اليوم تل جازر.

فوائد

  1. يجب أن لا نشك في مواعيد الله وإن طال زمن إيفائها (ع ١ – ٥).
  2. من أراد أن يكون رئيساً فعليه أن يكون خادماً وأن يبقى خادماً بعد نيل الرئاسة كالراعي لغنمه. وأحسن مثال لهذا الرب يسوع المسيح الراعي الصالح (ع ٢).
  3. من صفات الراعي الحقيقي (١) الاتحاد برعيته لأنه خاطئ وطالب الخلاص بالمسيح ومجرب مثلهم (ب) الاختبار في الحرب الروحية فإذا غلب التجارب يقدر أن يعلمهم أن يغلبوا (ج) أن يكون مدعواً من الله (ع ٢).
  4. إن صهيون رمز للكنيسة وداود رمز للمسيح (١) أخرج داود من صهيون الوثنيين النجسين (ب) سكن فيها (ج) بناها (ع ٦ – ٩).
  5. ما نزعم أنه لمجدنا قد يكون للضعف والخجل (ع ١٣ و١٤).
  6. كل من يرتفع عرضة للمقاومة. والشيطان يهجم على المؤمنين عندما يراهم متقدمين وناجحين في حياتهم وخدمتهم (ع ١٧).
  7. لا ينجو المؤمن من مقاومة إبليس ما دام في هذا العالم وإذا انتصر اليوم فليستعد لهجومه غداً (ع ٢٢).
  8. علينا أن ننتظر إعلان مشيئة الرب قبل العمل ومتى أُعلنت لنا فلنعمل بكل قوتنا. إننا ننال قوة متى حل الروح القدس علينا (ع ٢٤).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى