صموئيل الثاني

سفر صموئيل الثاني | 04 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

١ «وَلَمَّا سَمِعَ ٱبْنُ شَاوُلَ أَنَّ أَبْنَيْرَ قَدْ مَاتَ فِي حَبْرُونَ ٱرْتَخَتْ يَدَاهُ، وَٱرْتَاعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ».

ص ٣: ٢٧ عزرا ٤: ٤

ٱبْنُ شَاوُلَ وهو إيشبوشث وعدم ذكر اسمه نوع من الاحتقار.

ٱرْتَخَتْ يَدَاهُ لأن أبنير كان رئيس جيشه وقائداً مقتدراً. وارتخت يداه أيضاً لظهور خيانة أبنير فصار يخاف من كل قواد جيشه وشعبه.

وَٱرْتَاعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ لأن قائدهم تركهم وانحاز إلى داود ثم قُتل ولم يعرفوا بعد ماذا يعمل داود.

٢، ٣ «٢ وَكَانَ لابْنِ شَاوُلَ رَجُلاَنِ رَئِيسَا غُزَاةٍ، ٱسْمُ ٱلْوَاحِدِ بَعْنَةُ وَٱسْمُ ٱلآخَرِ رَكَابُ، ٱبْنَا رِمُّونَ ٱلْبَئِيرُوتِيِّ مِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ (لأَنَّ بَئِيرُوتَ حُسِبَتْ لِبِنْيَامِينَ. ٣ وَهَرَبَ ٱلْبَئِيرُوتِيُّونَ إِلَى جَتَّايِمَ وَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ)».

يشوع ٩: ١٧ يشوع ١٨: ٢٥ نحميا ١١: ٣٣

كانت بئيروت للجبعونيين الذين غشوا يشوع فقطع لهم عهداً (يشوع ص ٩) وأُعطيت مدنهم لبنيامين (يشوع ١٨: ٢٥) والمظنون أن البئيروتيين هربوا إلى جتّايم لما قتل شاول أناساً من الجبعونيين (٢صموئيل ٢١: ١). والمظنون أيضاً أن غايته في قتلهم أن يعطي أملاكهم للبنياميين (١صموئيل ٢٢: ٧) وبعنة وركاب وإن كانا في خدمة إيشبوشث ربما أرادا قتله لينتقموا من بيت شاول. ولا نعرف موقع جتّايم.

والخلاصة أن بعنة وأخاه ركاب كانا من نسل الكنعانيين وأصلهما من بئيروت إحدى مدن الجبعونيين ومسكنهما في جتّايم.

٤ «وَكَانَ لِيُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ ٱبْنٌ مَضْرُوبُ ٱلرِّجْلَيْنِ، كَانَ ٱبْنَ خَمْسِ سِنِينٍ عِنْدَ مَجِيءِ خَبَرِ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ مِنْ يَزْرَعِيلَ، فَحَمَلَتْهُ مُرَبِّيَتُهُ وَهَرَبَتْ. وَلَمَّا كَانَتْ مُسْرِعَةً لِتَهْرُبَ وَقَعَ وَصَارَ أَعْرَجَ. وَٱسْمُهُ مَفِيبُوشَثُ».

ص ٩: ٣ و٦ و١صموئيل ٣: ١ – ٤

ذكر مفيبوشث هنا لبيان أنه لم يبق من نسل شاول إلا إيشبوشث الذي سيأتي نبأ قتله ومفيبوشث الذي كان أعرج فلم يقدر أن يكون ملكاً.

خَبَرِ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ مِنْ يَزْرَعِيلَ (١صموئيل ص ٣١).

وَصَارَ أَعْرَجَ صارت مصيبته رحمة لأنه لولاها لعُدّ وارثاً للملك وقُتل.

مَفِيبُوشَثُ في (١أيام ٨: ٣٤) مريبعل.

٥ – ٨ «٥ وَسَارَ ٱبْنَا رِمُّونَ ٱلْبَئِيرُوتِيِّ، رَكَابُ وَبَعْنَةُ، وَدَخَلاَ عِنْدَ حَرِّ ٱلنَّهَارِ إِلَى بَيْتِ إِيشْبُوشَثَ وَهُوَ نَائِمٌ نَوْمَةَ ٱلظَّهِيرَةِ. ٦ فَدَخَلاَ إِلَى وَسَطِ ٱلْبَيْتِ لِيَأْخُذَا حِنْطَةً، وَضَرَبَاهُ فِي بَطْنِهِ. ثُمَّ أَفْلَتَ رَكَابُ وَبَعْنَةُ أَخُوهُ. ٧ فَعِنْدَ دُخُولِهِمَا ٱلْبَيْتَ كَانَ هُوَ مُضْطَجِعاً عَلَى سَرِيرِهِ فِي مِخْدَعِ نَوْمِهِ فَضَرَبَاهُ وَقَتَلاَهُ وَقَطَعَا رَأْسَهُ، وَأَخَذَا رَأْسَهُ وَسَارَا فِي طَرِيقِ ٱلْعَرَبَةِ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ. ٨ وَأَتَيَا بِرَأْسِ إِيشْبُوشَثَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ، وَقَالاَ لِلْمَلِكِ: هُوَذَا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ عَدُوِّكَ ٱلَّذِي كَانَ يَطْلُبُ نَفْسَكَ. وَقَدْ أَعْطَى ٱلرَّبُّ لِسَيِّدِي ٱلْمَلِكِ ٱنْتِقَاماً فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ مِنْ شَاوُلَ وَمِنْ نَسْلِهِ».

ص ٢: ٨ ص ٢: ٢٣ ص ٢: ٢٩ و١صموئيل ٢٤: ٤ و٢٥: ٢٩

وَهُوَ نَائِمٌ نَوْمَةَ ٱلظَّهِيرَةِ استغنما الفرصة إذ كان إيشبوشث نائماً وليس عنده أحد ولا شك أنه كان لمسكن إيشبوشث بوّاب وحارس ولكن بعنة وركاب كانا معروفين وحينما زعما أنهما بحاجة إلى الحنطة من البيت لم يتعرّض لهما أحد.

ٱلْعَرَبَةِ (٢: ٢٩).

إِلَى حَبْرُونَ والمسافة كلها نحو ٧٥ ميلاً.

كَانَ يَطْلُبُ نَفْسَكَ كان أبوه شاول يطلب نفس داود ولو انتصر إيشبوشث في حروبه ربما كان قتل داود.

قَدْ أَعْطَى ٱلرَّبُّ كثيراً ما يلفظ الأشرار ألفاظ التقوى.

٩ – ١٢ «٩ فَأَجَابَ دَاوُدُ رَكَابَ وَبَعْنَةَ أَخَاهُ، ٱبْنَيْ رِمُّونَ ٱلْبَئِيرُوتِيِّ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي فَدَى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ ١٠ إِنَّ ٱلَّذِي أَخْبَرَنِي قَائِلاً: هُوَذَا قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَكَانَ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ كَمُبَشِّرٍ قَبَضْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ فِي صِقْلَغَ. ذٰلِكَ أَعْطَيْتُهُ بِشَارَةً. ١١ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ إِذَا كَانَ رَجُلاَنِ بَاغِيَانِ يَقْتُلاَنِ رَجُلاً صِدِّيقاً فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرِهِ! فَٱلآنَ أَمَا أَطْلُبُ دَمَهُ مِنْ أَيْدِيكُمَا وَأَنْزِعُكُمَا مِنَ ٱلأَرْضِ؟ ١٢ وَأَمَرَ دَاوُدُ ٱلْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى ٱلْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ. وَأَمَّا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ فَأَخَذُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبْنَيْرَ فِي حَبْرُونَ».

١ملوك ١: ٢٩ ص ١: ٢ و٤ و١٥ تكوين ٩: ٥ ومزمور ٩: ١٢ ص ١: ١٥ ص ٣: ٣٢

ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي فَدَى نَفْسِي كان اتكال داود على الرب فلا يلزمه مساعدة أشرار كبعنة وأخيه. فلم يستحسن قتل شاول ولا قتل أبنير ولا قتل إيشبوشث بل صدق أن الرب يقدر أن يجعله ملكاً حسب وعده بلا وسائل كهذه.

قَتَلْتُهُ فِي صِقْلَغَ (١: ١٥).

رَجُلاً صِدِّيقاً أي إيشبوشث وهو رجل صدّيق بمعنى أنه لم يعمل شيئاً مع بعنة وأخيه يستوجب قتله بل ائتمنهما وهما تظاهرا بالأمانة له.

قَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا الأيدي التي بها قتلا إيشبوشث والأرجل التي بها هربا وأتيا إلى حبرون.

وَعَلَّقُوهُمَا في الأصل «علقوا» من غير مفعول به فمن المحتمل أنهم علقوا أيديهما وأرجلهما أو أنهم علقوا الجثتين.

عَلَى ٱلْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ المكان الذي كان كل أهل المدينة يأتونه ليستقوا ماء لكي يرى هؤلاء ويعرفوا أن داود لم يُسر بما فعله بعنة وأخوه.

وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبْنَيْرَ أي عملوا له كل ما يقدرون أن يعملوه من الإكرام.

فوائد

  1. كثيرون يحبون السلطة والملك وقليلون يعرفون أتعاب الملوك وأحزانهم (ع١).
  2. لا اتكال على أصحاب الغايات النفسية ولا صداقة حقيقية إلا في الذين يخافون الله (ع ٢).
  3. بعض الأولاد تصيبهم مصائب عظيمة ولا ذنب لهم (ع ٤) وأحياناً تتحول هذه المصائب إلى الخير (ص ٩).
  4. لا يجوز لمن يعمل مشيئة نفسه أن يدّعي التقوى ويقول أنه عمل مشيئة الله (ع ٨).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى