صموئيل الأول

سفر صموئيل الأول | 26 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلْعِشْرُونَ

١ – ٤ «١ ثُمَّ جَاءَ ٱلزِّيفِيُّونَ إِلَى شَاوُلَ إِلَى جِبْعَةَ قَائِلِينَ: أَلَيْسَ دَاوُدُ مُخْتَفِياً فِي تَلِّ حَخِيلَةَ ٱلَّذِي مُقَابِلَ ٱلْقَفْرِ؟ ٢ فَقَامَ شَاوُلُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ زِيفٍ وَمَعَهُ ثَلاَثَةُ آلاَفِ رَجُلٍ مُنْتَخَبِي إِسْرَائِيلَ لِيُفَتِّشَ عَلَى دَاوُدَ فِي بَرِّيَّةِ زِيفٍ. ٣ وَنَزَلَ شَاوُلُ فِي تَلِّ حَخِيلَةَ ٱلَّذِي مُقَابِلَ ٱلْقَفْرِ عَلَى ٱلطَّرِيقِ. وَكَانَ دَاوُدُ مُقِيماً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. فَلَمَّا رَأَى أَنَّ شَاوُلَ قَدْ جَاءَ وَرَاءَهُ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ ٤ أَرْسَلَ دَاوُدُ جَوَاسِيسَ وَعَلِمَ بِٱلْيَقِينِ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ جَاءَ».

ص ٢٣: ١٩ وعنوان مزمور ٥٤ ص ١٣: ٢ و٢٤: ٢ ص ٢٤: ٣ ص ٢٣: ١٥

جَاءَ ٱلزِّيفِيُّونَ (انظر مزمور ٥٤) وهذه مرة ثانية جاء الزيفيون بهذا الخبر إلى شاول (انظر ٢٣: ١٩ إلى ٢٤: ٢٢) غير أنه يُظن أن هذا إعادة ما ذُكر سابقاً والحادثة واحدة فقط ولكننا نرى مع أوجه المشابهة أوجه الاختلاف أيضاً (١) مكان الحادثة الأولى عند مغارة عين جدي ومكان الحادثة الثانية محلة شاول في تل حخيلة. (٢) ذُكر هناك قطع جبة شاول وهنا أخذ رمحه. (٣) ذُكر هناك كلام بين داود وشاول وهنا كلم داود الشعب وأبنير أولاً ثم الملك. فالأرجح أنه كان حادثتان وليس حادثة واحدة فقط. وبما أنه بين الحادثتين مشابهة فليس بأمر غريب أن تكون المشابهة بين ألفاظ النبأين أيضاً.

مُقَابِلَ ٱلْقَفْرِ أتى في (٢٣: ١٩) أن حخيلة إلى يمين القفر أي إلى جهة الجنوب منه وقيل هنا أن التل مقابل القفر أي إذا أتى أحد من الشمال على طريق القفر يرى التل مقابله (اطلب حخيلة في قاموس الكتاب).

وَمَعَهُ ثَلاَثَةُ آلاَفِ رَجُلٍ وهذا عدد جيشه الدائم (١٣: ٢ و٢٤: ٢).

وَكَانَ دَاوُدُ مُقِيماً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ لم يهرب. ولعله لم يصدق أن شاول يخالف كلامه السابق (٢٤: ١٦ – ٢٢) فأرسل جواسيس ليعلم يقيناً.

٥ – ٧ «٥ فَقَامَ دَاوُدُ وَجَاءَ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي نَزَلَ فِيهِ شَاوُلُ، وَنَظَرَ دَاوُدُ ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي ٱضْطَجَعَ فِيهِ شَاوُلُ وَأَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ رَئِيسُ جَيْشِهِ. وَكَانَ شَاوُلُ مُضْطَجِعاً عِنْدَ ٱلْمِتْرَاسِ وَٱلشَّعْبُ نُزُولٌ حَوَالَيْهِ. ٦ فَقَالَ دَاوُدُ لأَخِيمَالِكَ ٱلْحِثِّيَّ وَأَبِيشَايَ ٱبْنِ صَرُوِيَةَ أَخِي يُوآبَ: مَنْ يَنْزِلُ مَعِي إِلَى شَاوُلَ إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ؟ فَقَالَ أَبِيشَايُ: أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ. ٧ فَجَاءَ دَاوُدُ وَأَبِيشَايُ إِلَى ٱلشَّعْبِ لَيْلاً وَإِذَا بِشَاوُلَ مُضْطَجِعٌ نَائِمٌ عِنْدَ ٱلْمِتْرَاسِ وَرُمْحُهُ مَرْكُوزٌ فِي ٱلأَرْضِ عِنْدَ رَأْسِهِ وَأَبْنَيْرُ وَٱلشَّعْبُ مُضْطَجِعُونَ حَوَالَيْهِ».

ص ١٤: ٥٠ و٥١ و١٧: ٥٥ تكوين ٢٣: ٣ و٢٦: ٣٤ ويشوع ٣: ١٠ و١ملوك ١٠: ٢٩ و٢ملوك ٧: ٦ و١أيام ٢: ١٥ و١٦ قضاة ٧: ١٠ و١١

كان الجواسيس أخبروا داود عن المكان ودلوه عليه فجاء أولاً هو وأخيمالك وأبيشاي ونظر المكان من بعيد وربما من التل ورأى المتراس وشاول وعبيده مضطجعين ولاحظ أن الجميع نائمون حتى الحراس أيضاً وهو أمر غريب. فخطر على باله ومن طبعه الميل إلى المخاطرة أن ينزل إلى المحلة فنزل هو وأبيشاي. لا نعرف شيئاً عن أخيمالك إلا المذكور هنا أنه حثّي. وبعد ذلك بزمان كان في خدمة داود أوريا الحثي. وكان أبيشاي ابن صروية أخت داود وأخا يوآب وعسائيل. والمظنون أن امرأة يسّى كانت أولاً امرأة ناحاش ملك عمون (٢صموئيل ١٧: ٢٥) وولدت له صروية وأبيجايل ثم أخذها يسّى فولدت له داود وإخوته. فكانت صروية أخت داود من الأم وليست من الأب. ولا نعرف من هو أبو أبيشاي وأخويه. والمتراس هو ما تستتر به الجنود يُبنى من الحجارة أو التراب أو الخشب وكان شاول مستعداً لهجوم عدّو عليه غير أن الحراس كانوا نائمين.

٨ – ١٢ «٨ فَقَالَ أَبِيشَايُ لِدَاوُدَ: قَدْ حَبَسَ ٱللّٰهُ ٱلْيَوْمَ عَدُوَّكَ فِي يَدِكَ. فَدَعْنِيَ ٱلآنَ أَضْرِبْهُ بِٱلرُّمْحِ إِلَى ٱلأَرْضِ دُفْعَةً وَاحِدَةً وَلاَ أُثَنِّي عَلَيْهِ. ٩ فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ: لاَ تُهْلِكْهُ، فَمَنِ ٱلَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ ٱلرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟ ١٠ وَقَالَ دَاوُدُ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ، إِنَّ ٱلرَّبَّ سَوْفَ يَضْرِبُهُ أَوْ يَأْتِي يَوْمُهُ فَيَمُوتُ أَوْ يَنْزِلُ إِلَى ٱلْحَرْبِ وَيَهْلِكُ. ١١ حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ ٱلرَّبِّ! وَٱلآنَ فَخُذِ ٱلرُّمْحَ ٱلَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ وَكُوزَ ٱلْمَاءِ وَهَلُمَّ. ١٢ فَأَخَذَ دَاوُدُ ٱلرُّمْحَ وَكُوزَ ٱلْمَاءِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِ شَاوُلَ وَذَهَبَا، وَلَمْ يَرَ وَلاَ عَلِمَ وَلاَ ٱنْتَبَهَ أَحَدٌ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً كَانُوا نِيَاماً، لأَنَّ سُبَاتَ ٱلرَّبِّ وَقَعَ عَلَيْهِمْ».

ص ٢٤: ٦ و٧ و٢صموئيل ١: ١٤ و١٦ ص ٢٥: ٢٦ و٣٨ تثنية ٣١: ١٤ ص ٣١: ٦ ص ٢٤: ٦ و١٢ تكوين ٢: ٢١ و١٥: ١٢

قَدْ حَبَسَ ٱللّٰهُ ٱلْيَوْمَ عَدُوَّكَ فِي يَدِكَ زعم أبيشاي أن السبات الذي وقع على شاول وجيشه دليل من الرب أنه سمح لداود أن يقتل شاول. ولكن داود ثبت في عزمه أنه لا يقتل شاول لأنه مسيح الرب (٢٤: ٤ – ٧ وتفسيره).

ٱلرَّبَّ سَوْفَ يَضْرِبُهُ كما ضرب نابال أو يأتي يومه ليموت حتف أنفه. أو يُقتل في الحرب ولكن لا تكون يد داود عليه.

خُذِ ٱلرُّمْحَ ليعرف شاول والشعب أنه كان بوسع داود أن يقتل شاول. وقيل أن داود أخذ الرمح (ع ١٢) مع أن أبيشاي أخذه بأمره فيكون ذلك مجازاً من باب «بنى الأمير المدينة».

سُبَاتَ ٱلرَّبِّ وَقَعَ عَلَيْهِمْ كان الأمر غريباً جداً حتى ظنوا أنه عجيبة من الله.

٣ «وَعَبَرَ دَاوُدُ إِلَى ٱلْعَبْرِ وَوَقَفَ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ عَنْ بُعْدٍ، وَٱلْمَسَافَةُ بَيْنَهُمْ كَبِيرَةٌ».

أراد داود أن يبعد عن شاول قبلما أيقظه لأنه لم يأتمنه على نفسه كما في الأول (٢٤: ٨). الجبل الذي وقف داود عليه هو تل حخيلة (ع ١) وهذا المكان أعلى من محل شاول الذي كان على الطريق (ع ٣).

١٤ «وَنَادَى دَاوُدُ ٱلشَّعْبَ وَأَبْنَيْرَ بْنَ نَيْرٍ: أَمَا تُجِيبُ يَا أَبْنَيْرُ؟ فَأَجَابَ أَبْنَيْرُ: مَنْ أَنْتَ ٱلَّذِي يُنَادِي ٱلْمَلِكَ؟».

أَبْنَيْرَ رئيس الجيش والمسؤول عن نفس الملك (١٤: ٥٠ و٥١).

أَمَا تُجِيبُ كانوا مستغرقين في النوم ولم ينتبهوا في بداءة الأمر.

مَنْ أَنْتَ غاظه من تجاسر على مناداة الملك وإزعاجه وربما كان الوقت عند الفجر لأن داود وأبيشاي نزلا إلى المحلة ليلاً.

١٥، ١٦ «١٥ فَقَالَ دَاوُدُ لأَبْنَيْرَ: أَمَا أَنْتَ رَجُلٌ، وَمَنْ مِثْلُكَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَحْرُسْ سَيِّدَكَ ٱلْمَلِكَ؟ لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلشَّعْبِ لِيُهْلِكَ ٱلْمَلِكَ سَيِّدَكَ! ١٦ لَيْسَ حَسَناً هٰذَا ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي عَمِلْتَ! حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِنَّكُمْ أَبْنَاءُ ٱلْمَوْتِ أَنْتُمْ لأَنَّكُمْ لَمْ تُحَافِظُوا عَلَى سَيِّدِكُمْ، عَلَى مَسِيحِ ٱلرَّبِّ. فَٱنْظُرِ ٱلآنَ أَيْنَ هُوَ رُمْحُ ٱلْمَلِكِ وَكُوزُ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ».

ص ٢٠: ٣١

أَمَا أَنْتَ رَجُلٌ كان أبنير جبار بأس (٢صموئيل ٣: ٣١ – ٣٤ و٣٨) وتأثر جداً من تعيير داود. ومعنى قول داود أنت جبان ولست تستحق أن تُدعى رجلاً. ولكن أبنير لم يقدر أن يقول شيئاً لأن الرمح والكوز كانا بيد داود. ولا شك أن أبنير كان متفقاً مع شاول على مطاردة داود وربما كان مع الذين هيجوا شاول عليه (٢٤: ٩).

١٧ – ٢٠ «١٧ وَعَرَفَ شَاوُلُ صَوْتَ دَاوُدَ فَقَالَ: أَهٰذَا هُوَ صَوْتُكَ يَا ٱبْنِي دَاوُدُ؟ فَقَالَ دَاوُدُ: إِنَّهُ صَوْتِي يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ. ١٨ ثُمَّ قَالَ: لِمَاذَا يَسْعَى سَيِّدِي وَرَاءَ عَبْدِهِ، لأَنِّي مَاذَا عَمِلْتُ وَأَيُّ شَرٍّ بِيَدِي؟ ١٩ وَٱلآنَ فَلْيَسْمَعْ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ كَلاَمَ عَبْدِهِ. فَإِنْ كَانَ ٱلرَّبُّ قَدْ أَهَاجَكَ ضِدِّي فَلْيَشْتَمَّ تَقْدِمَةً. وَإِنْ كَانَ بَنُو ٱلنَّاسِ فَلْيَكُونُوا مَلْعُونِينَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لأَنَّهُمْ قَدْ طَرَدُونِي ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلٱنْضِمَامِ إِلَى نَصِيبِ ٱلرَّبِّ قَائِلِينَ: ٱذْهَبِ ٱعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى. ٢٠ وَٱلآنَ لاَ يَسْقُطْ دَمِي إِلَى ٱلأَرْضِ أَمَامَ وَجْهِ ٱلرَّبِّ. لأَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ خَرَجَ لِيُفَتِّشَ عَلَى بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ! كَمَا يُتْبَعُ ٱلْحَجَلُ فِي ٱلْجِبَالِ!».

ص ٢٤: ١٦ ص ٢٤: ٩ و١١ – ١٤ و٢صموئيل ١٦: ١١ تكوين ٨: ٢١ ص ٢٤: ٩ يشوع ٢٢: ٢٥ – ٢٧ ص ٢٤: ١٤

وَعَرَفَ شَاوُلُ صَوْتَ دَاوُدَ لأنه كان متعوداً سماعه من قبل ولكل صوت مميزات يُعرف بها.

يَا ٱبْنِي دَاوُدُ تأثر مما كان داود فعله كما في (٢٤: ١٦).

إِنْ كَانَ ٱلرَّبُّ قَدْ أَهَاجَكَ إن كان داود قد أخطأ فهاج الرب شاول ليجازيه حسب عمله فليتنسم تقدمة أي أن داود مستعد أن يقر بذنبه ويقدّم ذبيحة خطية (لاويين ٤: ٢ و٣). ويظن البعض أن داود أشار إلى الروح الذي بغت شاول من قبل الرب (١٦: ١٤) فعلى شاول أن يقدم ذبيحة خطية فيذهب عنه الروح الردي. والرب سمح للروح الردي أن يبغت شاول لأنه كان ترك الرب.

فَلْيَشْتَمَّ تَقْدِمَةً أي يقبلها ويرتضي بها (تكوين ٨: ٢١). الله روح ولكن الكتاب يصفه كما يصف البشر فيحسبه ذا جوارح كاليد والعين والأذن والأنف. والله لا يوصف إذ ليس كمثله شيء وليس من ألفاظ تصوره للذهن لأنه ليس مادة.

مِنَ ٱلٱنْضِمَامِ إِلَى نَصِيبِ ٱلرَّبِّ (انظر مزمور ٤٢: و٦٣ و٨٤). ومنها نعرف اشتياق داود الشديد إلى الاتحاد مع شعب الله والاشتراك معهم في الصلاة والتسبيح وممارسة فرائض العبادة في بيت الرب. وعمل شاول في طرده داود منسوب إلى الذين هيّجوه عليه.

قَائِلِينَ: ٱذْهَبِ ٱعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى هذا نتيجة عملهم في طرده. ولم يسقط داود في هذه التجربة ولكنها تجربة قوية جداً لأن من مضى عليه زمان بلا وسائل النعمة ومعاشرة المؤمنين فلا عجب إذا فترت غيرته. ومن احتمل الاضطهاد والضيق والظلم من الذين تسمّوا بشعب الله لا عجب إذا ضعف إيمانه بالله.

لاَ يَسْقُطْ دَمِي إذا قتله شاول يصرخ دمه من الأرض شهادة على شاول كدم هابيل (تكوين ٤: ١٠).

بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ (٢٤: ١٤).

ٱلْحَجَلُ فِي ٱلْجِبَالِ مثل البرغوث لا يُمسك وإذا مُسك لا قيمة له عظيمة فلا يليق بملك إسرائيل ومنتخبيه أن يعملوا مثل هذا العمل.

٢١ – ٢٥ «٢١ فَقَالَ شَاوُلُ: قَدْ أَخْطَأْتُ. اِرْجِعْ يَا ٱبْنِي دَاوُدُ لأَنِّي لاَ أُسِيءُ إِلَيْكَ بَعْدُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ نَفْسِي كَانَتْ كَرِيمَةً فِي عَيْنَيْكَ ٱلْيَوْمَ. هُوَذَا قَدْ حَمِقْتُ وَضَلَلْتُ كَثِيراً جِدّاً. ٢٢ فَأَجَابَ دَاوُدُ: هُوَذَا رُمْحُ ٱلْمَلِكِ، فَلْيَعْبُرْ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْغِلْمَانِ وَيَأْخُذْهُ. ٢٣ وَٱلرَّبُّ يَرُدُّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ بِرَّهُ وَأَمَانَتَهُ، لأَنَّهُ قَدْ دَفَعَكَ ٱلرَّبُّ ٱلْيَوْمَ لِيَدِي وَلَمْ أَشَأْ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ ٱلرَّبِّ. ٢٤ وَهُوَذَا كَمَا كَانَتْ نَفْسُكَ عَظِيمَةً ٱلْيَوْمَ فِي عَيْنَيَّ، كَذٰلِكَ لِتَعْظُمْ نَفْسِي فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ فَيَنْقُذْنِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ. ٢٥ فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا ٱبْنِي دَاوُدُ فَإِنَّكَ تَفْعَلُ وَتَقْدِرُ. ثُمَّ ذَهَبَ دَاوُدُ فِي طَرِيقِهِ وَرَجَعَ شَاوُلُ إِلَى مَكَانِهِ».

ص ١٥: ٢٤ و٣٠ و٢٤: ١٧ ص ٢٤: ١٩ ص ٢٤: ١٢ ص ١٨: ٣٠ مزمور ٥٤: ٧ ص ١٤: ١٩ ص ٢٤: ٢٢

حقّر شاول نفسه أمام جنوده إذ اعترف بخطيئته في آذانهم.

اِرْجِعْ يَا ٱبْنِي دَاوُدُ أي إلى بيتك وإلى منصبك. ولكن شاول كان اعطى ابنته ميكال امرأة داود لغيره. وعرف داود جيداً أنه لا يقدر أن يرجع إلى منصبه ما دام شاول حياً.

حَمِقْتُ وَضَلَلْتُ كَثِيراً جِدّاً خجل شاول لأنه كان غلط في تدبيره فوجده عدوه غفلاناً مرة ثانية. كل إنسان يغلط أحياناً ولكن من يغلط نفس الغلط مرتين هو أحمق.

ٱلرَّبُّ يَرُدُّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ بِرَّهُ لم يتكل على شاول أنه يرد عليه حسب عمله الحسن ولم يحكم هو على شاول بل سلّم الحكم للرب. وفارق الواحد الآخر وليس لنا خبر أنهما اجتمعا بعد ذلك.

فوائد

  1. إن عقول الناس كأجسادهم بيد الرب. والأفكار الصالحة والآراء الحسنة والنباهة منه (ع ١٢).
  2. إذا أخطأ أحد إلينا يجب أن نطلب ليس هلاكه أو خسارته بل توبته ورجوعه (ع ١٩).
  3. ما يقصده الإنسان متكلاً على قوة نفسه وعلى التأثرات الوقتية فلا اتكال عليه (ع ٢١).
  4. يرد الرب على كل إنسان حسب بره وإن لم يكن بالجسديات فبالتعزية الروحية. وإن لم يكن في هذا العالم فبالآخرة (ع ٢٣).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى