سفر صموئيل الأول | 18 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر صموئيل الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ
مضمونه: محبة يوناثان لداود. حسد شاول من داود. عرضه عليه ابنته امرأة بشرط أن يقدم مئة غلفة من الفلسطينيين. قبول داود ذلك. محبة ميكال ابنة شاول وازدياد خوف شاول منه.
١ – ٥ «١ وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ ٱلْكَلاَمِ مَعَ شَاوُلَ أَنَّ نَفْسَ يُونَاثَانَ تَعَلَّقَتْ بِنَفْسِ دَاوُدَ، وَأَحَبَّهُ يُونَاثَانُ كَنَفْسِهِ. ٢ فَأَخَذَهُ شَاوُلُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ وَلَمْ يَدَعْهُ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ. ٣ وَقَطَعَ يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ عَهْداً لأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ. ٤ وَخَلَعَ يُونَاثَانُ ٱلْجُبَّةَ ٱلَّتِي عَلَيْهِ وَأَعْطَاهَا لِدَاوُدَ مَعَ ثِيَابِهِ وَسَيْفِهِ وَقَوْسِهِ وَمِنْطَقَتِهِ. ٥ وَكَانَ دَاوُدُ يَخْرُجُ إِلَى حَيْثُمَا أَرْسَلَهُ شَاوُلُ. كَانَ يُفْلِحُ. فَجَعَلَهُ شَاوُلُ عَلَى رِجَالِ ٱلْحَرْبِ. وَحَسُنَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ وَفِي أَعْيُنِ عَبِيدِ شَاوُلَ أَيْضاً».
تكوين ٤٤: ٣٠ ص ٢٠: ١٧ وتثنية ١٣: ٦ و٢صموئيل ١: ٢٦ ص ١٧: ١٥ ص ٢٠: ٨ – ١٧ ص ١٧: ٣٨ وتكوين ٤١: ٤٢ وأستير ٦: ٨
نَفْسَ يُونَاثَانَ تَعَلَّقَتْ كان الملك وعد بأن يعطي بنته زوجة لمن يقتل جليات (١٧: ٢٥) ولم يفٍ بهذا الوعد لأنه أعطى بنته الكبيرة لغير داود وأعطى بنته ميكال لداود بشرط جديد ولكن داود نال ما لم يقدر الملك أن يعطيه إياه ولا أن يمسكه عنه أي محبة ابنه يوناثان وليس في التواريخ ولا في الروايات نبأ صداقة أشرف وأجمل من صداقة يوناثان وداود لاحظ (١) إن يوناثان كان شجاعاً ومقتدراً في الحرب ومكرماً ومعتبراً عند الشعب (١٤: ١ – ١٥) (٢) إنه كان ولي العهد ومع ذلك فرح بتقدم داود وطلب نجاته من الملك لأنه أحب داود كنفسه وخلع جبته وثيابه وأعطاها لداود مع سيفه وقوسه ومنطقته أي أعطاه أعزّ ما عنده. ولاحظ أيضاً أن تلك المحبة الشديدة بين يوناثان وداود كانت مؤسسة على إيمانهما بالله واتكالهما عليه وكان كل منهما مستعداً للخدمة المعينة له من الرب ملكاً كان أو عامياً بالحياة أو الموت. و «الجبة» ما كان يلبسه يوناثان اعتيادياً و «ثيابه» هي لباسه استعداداً للقتال والسيف والقوس معلقان بهما.
جَعَلَهُ عَلَى رِجَالِ ٱلْحَرْبِ كان داود أولاً عند شاول ثم أبعده شاول إذ بدأ يخافه ويحسده وجعله رئيس ألف (ع ١٣) فكان يخرج ويدخل والظاهر أنه كان أولاً في منصب أعلى من رئاسة ألف وكان عمله في ديوان الملك. وسلك داود بالتواضع والحكمة وإلا لكان رجال الحرب حسدوه ولم يرضوا أن يكونوا تحت أمر رئيس حديث السن وحديث الاختبار.
٦، ٧ «٦ وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِمْ حِينَ رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ أَنَّ ٱلنِّسَاءَ خَرَجَتْ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِٱلْغِنَاءِ وَٱلرَّقْصِ لِلِقَاءِ شَاوُلَ ٱلْمَلِكِ بِدُفُوفٍ وَبِفَرَحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ. ٧ فَغَنَّتِ ٱلنِّسَاءُ ٱللَّاعِبَاتُ وَقُلْنَ: ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رَبَوَاتِهِ».
خروج ١٥: ٢٠ و٢١ وقضاة ١١: ٢٤ ومزمور ٦٨: ٢٥ و١٤٩: ٣ ص ٢١: ١١ و٢٨: ٥ وخروج ١٥: ٢١ ص ٢١: ١١ و٢صموئيل ١٨: ٣
قَتْلِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ أي جليات وكان مجيئهم بعد قتل كثيرين من الفلسطينيين فضلاً عن جليات الذي ذكر لأنه كان جبارهم وكان قتله بداءة هزيمتهم.
بِدُفُوفٍ آلة موسيقية وهي قطعة من الجلد الرقيق تشد على إطار من الخشب وحوله أجراس صغيرة معلقة به ترجّ باليد الواحدة ويُضرب الجلد بأصابع الأخرى.
مُثَلَّثَاتٍ شريط معدن مثني على هيئة مثلث يُدقّ عليه بقضيب من حديد أو معدن آخر فيُعطي صوتاً رناناً.
وَقُلْنَ كان بعضهنّ يقلنّ بيتاً والبعض الآخر يجاوبن ببيت آخر أو بقرار. أو إن النساء كنّ ينشدن بيتاً والعازفات يجبن بما هو كالقرار. والعادة اليوم أن المغني أو الراقص ينشد بيتاً والجمهور يردّد القرار.
وَدَاوُدُ رَبَوَاتِهِ ربما لم يقتل ربوات تماماً ولكن ما فعله بقتله جليات يعادل قتل ربوات (٢صموئيل ١٨: ٣) والربوة عند أهل الحساب عشرة آلاف.
٨، ٩ «٨ فَغَضِبَ شَاوُلُ جِدّاً وَسَاءَ هٰذَا ٱلْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: أَعْطَيْنَ دَاوُدَ رَبَوَاتٍ وَأَمَّا أَنَا فَأَعْطَيْنَنِي ٱلأُلُوفَ! وَبَعْدُ فَقَطْ تَبْقَى لَهُ ٱلْمَمْلَكَةُ! ٩ فَكَانَ شَاوُلُ يُعَايِنُ دَاوُدَ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ فَصَاعِداً».
ص ١٥: ٢٨
فاحتمى (فَغَضِبَ) شَاوُلُ كان يجب أن يفرح بنجاح خادمه الأمين لأن نجاح الخادم نجاح سيده ولو اشترك شاول في فرح شعبه لما وقع اختلاف بينه وبينهم ولا بينه وبين داود ولكن بغيظه أظهر جلياً أمام الشعب أنه لم يطلب أولاً نجاتهم ومجد المملكة بل مجد نفسه.
يُعَايِنُ دَاوُدَ كان يلاحظه ويظن فيه السوء وهذه الأفكار الرديئة كثرت ونمت فيه ومررت كل حياته إلى يوم هلاكه.
١٠ – ١٢ «١٠ وَكَانَ فِي ٱلْغَدِ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلرَّدِيءَ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ ٱقْتَحَمَ شَاوُلَ وَجُنَّ فِي وَسَطِ ٱلْبَيْتِ. وَكَانَ دَاوُدُ يَضْرِبُ بِيَدِهِ كَمَا فِي يَوْمٍ فَيَوْمٍ، وَكَانَ ٱلرُّمْحُ بِيَدِ شَاوُلَ. ١١ فَأَشْرَعَ شَاوُلُ ٱلرُّمْحَ وَقَالَ: أَضْرِبُ دَاوُدَ حَتَّى إِلَى ٱلْحَائِطِ. فَتَحَوَّلَ دَاوُدُ مِنْ أَمَامِهِ مَرَّتَيْنِ. ١٢ وَكَانَ شَاوُلُ يَخَافُ دَاوُدَ لأَنَّ ٱلرَّبَّ كَانَ مَعَهُ وَقَدْ فَارَقَ شَاوُلَ».
ص ١٦: ١٤ ص ١٩: ٢٣ و٢٤ ص ١٦: ٢٣ ص ١٩: ٩ ص ١٩: ١٠ و٢٠: ٣٣ ع ١٥ و٢٩ ص ١٦: ١٣ و١٨ ص ١٦: ١٤ و٢٨: ١٥
ٱلرُّوحَ ٱلرَّدِيءَ (١٦: ١٤).
كَمَا فِي يَوْمٍ فَيَوْمٍ (١٦: ١٤ – ٢٣).
كَانَ ٱلرُّمْحُ بِيَدِ شَاوُلَ كصولجان أو علامة السلطة (١٩: ٩ و٢٠: ٣٣ و٢٢: ٦ و٢٦: ٧).
فَأَشْرَعَ شَاوُلُ ٱلرُّمْحَ سدده قاصداً الضرب ولكن داود تحوّل من أمامه وحدث هذا مرتين.
يَخَافُ دَاوُدَ لم يقصد داود ضرره ولكنّ شاول خافه كما يخاف كل شرير من الصالح. وربما تذكر قول الرب بفم صموئيل (١٣: ١٤ و١٥: ٢٨) إنه ينزع مملكة إسرائيل عنه ويعطيها لصاحبه الذي هو خير منه فخاف شاول لما رأى من نجاحه وما يدل على أن الرب معه وإنه هو الصاحب الذي سيخلفه في المملكة.
١٣ – ١٦ «١٣ فَأَبْعَدَهُ شَاوُلُ عَنْهُ وَجَعَلَهُ لَهُ رَئِيسَ أَلْفٍ، فَكَانَ يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ أَمَامَ ٱلشَّعْبِ. ١٤ وَكَانَ دَاوُدُ مُفْلِحاً فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَٱلرَّبُّ مَعَهُ. ١٥ فَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ أَنَّهُ مُفْلِحٌ جِدّاً فَزِعَ مِنْهُ. ١٦ وَكَانَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا يُحِبُّونَ دَاوُدَ لأَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ».
ع ١٦ و٢صموئيل ٥: ٢ ص ١٦: ١٨ ع ٥
فَأَبْعَدَهُ كان داود محبوباً ومعتبراً عند الشعب فلم يستحسن شاول أن يقتله في ذلك الوقت ولا أن يعزله تمام العزل فأبعده عن بلاطه ولكن النتيجة كانت عكس مقصوده لأن داود أفلح في جميع طرقه في القرب والبعد وازدادت محبة الشعب له.
لأَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ والشعب في كل عصر يحبون القائد الذي يسير أمامهم ويعمل العمل الذي يأمر به ويتجرب ويتألم ويخاطر بنفسه فيقتدون به. وهكذا الرب يسوع المسيح رئيس خلاصنا فإنه تجسّد وتجرّب وتألم وسار أمامنا قدوة لنا ليأتي بنا إلى المجد.
١٧ – ١٩ «١٧ وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: هُوَذَا ٱبْنَتِي ٱلْكَبِيرَةُ مَيْرَبُ أُعْطِيكَ إِيَّاهَا ٱمْرَأَةً. إِنَّمَا كُنْ لِي ذَا بَأْسٍ وَحَارِبْ حُرُوبَ ٱلرَّبِّ. فَإِنَّ شَاوُلَ قَالَ: لاَ تَكُنْ يَدِي عَلَيْهِ، بَلْ لِتَكُنْ عَلَيْهِ يَدُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ١٨ فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: مَنْ أَنَا وَمَا هِيَ حَيَاتِي وَعَشِيرَةُ أَبِي فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أَكُونَ صِهْرَ ٱلْمَلِكِ! ١٩ وَكَانَ فِي وَقْتِ إِعْطَاءِ مَيْرَبَ ٱبْنَةِ شَاوُلَ لِدَاوُدَ أَنَّهَا أُعْطِيَتْ لِعَدْرِيئِيلَ ٱلْمَحُولِيِّ ٱمْرَأَةً».
ص ١٧: ٢٥ ص ١٧: ٣٦ و٤٧ و٢٥: ٢٨ وعدد ٢١: ١٤ ع ٢١ و٢٥ ع ٢٣ وص ٩: ٢١ و٢صموئيل ٧: ١٨ و٢صموئيل ٢١: ٨ قضاة ٧: ٢٢ و١ملوك ١٩: ١٦
حسب وعد الملك كان لداود حق أن يخطب ابنته (١٧: ٢٥) ولكن لم تكن غاية شاول أن يفي بوعده بل أن يضع لداود شركاً فيقتله الفلسطينيون.
وطلب شاول قتل داود بهذه الطريقة يُحسب على شاول جريمة كأنه قتله بيده (٢صموئيل ١٢: ٩).
حُرُوبَ ٱلرَّبِّ وهي الحروب التي أمر الرب بها وغايتها خلاص شعبه من أعدائهم (١٧: ٤٧ و٢٥: ٢٨) وكانت حروب شاول حروب الرب لأنه كان مسيح الرب وحارب بأمره ليخلّص شعبه غير أنه لم يطعه كل الإطاعة كما أطاعه داود.
وأظهر داود حكمته وتواضعه بجوابه. ولو أراد أن يفتخر فله كل ما كان لشاول فإنه ابن يسّى كما كان شاول ابن قيس وكان قد نجح بحروبه كما نجح شاول بحروبه وكان مسيح الرب ولم يزل مسيحه. فضلاً عن أن شاول كان مرفوضاً من الرب. ولكن داود لم يمدح نفسه.
ولم يُذكر لأي سبب زف شاول ابنته لعدريئيل وربما لأنه أعطى للملك مهراً عظيماً أو لأن شاول لم يرد أن يعطيها لداود وأن أمهرها. وقيل في ٢صموئيل ٢١: ٨ أن ميكال ابنة شاول ولدت لعدريئيل خمسة بنين وسلّمهم الملك داود للجبعونيين فصلبوهم لأن الرب قال لداود إن الجوع الذي حدث سببه شاول الذي كان قد قتل بعض الجبعونيين ونقض العهد (يشوع ص ٩) وربما غلط الناسخ فكتب ميكال عوضاً عن ميرب. وعدريئيل تسمى المحولي نسبة إلى آبل محول في سهم منسّى غربي الأردن.
٢٠ – ٣٠ «٢٠ وَمِيكَالُ ٱبْنَةُ شَاوُلَ أَحَبَّتْ دَاوُدَ، فَأَخْبَرُوا شَاوُلَ، فَحَسُنَ ٱلأَمْرُ فِي عَيْنَيْهِ. ٢١ وَقَالَ شَاوُلُ: أُعْطِيهِ إِيَّاهَا فَتَكُونُ لَهُ شَرَكاً وَتَكُونُ يَدُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ عَلَيْهِ. وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ ثَانِيَةً: تُصَاهِرُنِي ٱلْيَوْمَ. ٢٢ وَأَمَرَ شَاوُلُ عَبِيدَهُ: تَكَلَّمُوا مَعَ دَاوُدَ سِرّاً قَائِلِينَ: هُوَذَا قَدْ سُرَّ بِكَ ٱلْمَلِكُ، وَجَمِيعُ عَبِيدِهِ قَدْ أَحَبُّوكَ. فَٱلآنَ صَاهِرِ ٱلْمَلِكَ. ٢٣ فَتَكَلَّمَ عَبِيدُ شَاوُلَ فِي أُذُنَيْ دَاوُدَ بِهٰذَا ٱلْكَلاَمِ. فَقَالَ دَاوُدُ: هَلْ هُوَ مُسْتَخَفٌّ فِي أَعْيُنِكُمْ مُصَاهَرَةُ ٱلْمَلِكِ وَأَنَا رَجُلٌ مَسْكِينٌ وَحَقِيرٌ؟ ٢٤ فَأَخْبَرَ شَاوُلَ عَبِيدُهُ: بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ تَكَلَّمَ دَاوُدُ. ٢٥ فَقَالَ شَاوُلُ: هٰكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ ٱلْمَلِكِ بِٱلْمَهْرِ، بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلٱِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ ٱلْمَلِكِ. وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ٢٦ فَأَخْبَرَ عَبِيدُهُ دَاوُدَ بِهٰذَا ٱلْكَلاَمِ، فَحَسُنَ ٱلْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ دَاوُدَ أَنْ يُصَاهِرَ ٱلْمَلِكَ. وَلَمْ تَكْمُلِ ٱلأَيَّامُ ٢٧ حَتَّى قَامَ دَاوُدُ وَذَهَبَ هُوَ وَرِجَالُهُ وَقَتَلَ مِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ مِئَتَيْ رَجُلٍ، وَأَتَى دَاوُدُ بِغُلَفِهِمْ فَأَكْمَلُوهَا لِلْمَلِكِ لِمُصَاهَرَةِ ٱلْمَلِكِ. فَأَعْطَاهُ شَاوُلُ مِيكَالَ ٱبْنَتَهُ ٱمْرَأَةً. ٢٨ فَرَأَى شَاوُلُ وَعَلِمَ أَنَّ ٱلرَّبَّ مَعَ دَاوُدَ. وَمِيكَالُ ٱبْنَةُ شَاوُلَ كَانَتْ تُحِبُّهُ. ٢٩ وَعَادَ شَاوُلُ يَخَافُ دَاوُدَ بَعْدُ، وَصَارَ شَاوُلُ عَدُوّاً لِدَاوُدَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. ٣٠ وَخَرَجَ أَقْطَابُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَمِنْ حِينِ خُرُوجِهِمْ كَانَ دَاوُدُ يُفْلِحُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ عَبِيدِ شَاوُلَ، فَتَوَقَّرَ ٱسْمُهُ جِدّاً».
ع ٢٨ ع ١٧ ع ٢٦ تكوين ٣٤: ١٢ و٢٩: ٢٠ خروج ٢٢: ١٧ ص ١٤: ٢٤ ع ١٧ ع ٢١ ع ١٧ و٢صموئيل ٣: ١٤ ع ٥
مِيكَالُ ٱبْنَةُ شَاوُلَ أَحَبَّتْ دَاوُدَ كما أحبه أخوها يوناثان. استحسنت جمال داود وشجاعته وحكمته ولكن لم تكن محبتها مخلصة كمحبة أخيها لداود. وسنرى أن داود أخذها ثم أعطاها شاول لفلطي أو فلطيئل (٢٥: ٤٤) وبعدما ما ملك داود استرجعها (٢صموئيل ٣: ١٢ – ١٦) وبالآخر عاتبت رجلها داود لأنها رأته يطفر ويرقص أمام الرب حينما أصعد التابوت فجاوبها داود بالقساوة. ولم يكن لها ولد (٢صموئيل ٦: ٢٠ – ٢٣). إن ميكال وإن أحبت داود في الأول لم تتفق معه على الغيرة للرب.
وَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ ثَانِيَةً قصد أولاً أن يوقع داود في شرك بواسطة ابنته ميرب فلم ينجح في رأيه ففرح لسنوح الفرصة ثانية. ورجا أن يوقعه بواسطة ابنته الثانية. ويظهر مما سيأتي أن شاول لم يكلم داود وجهاً لوجه بل بواسطة وزرائه كعادة الملوك.
تَكَلَّمُوا مَعَ دَاوُدَ سِرّاً الكلام السرّي دليل على مكر شاول وخبثه. وبه قصد أن يحمل داود على الظن أن الكلام بشأن الزيجة هو من العبيد وليس من الملك.
أَنَا رَجُلٌ مَسْكِينٌ وَحَقِيرٌ دليل على تواضع داود وفي هذا إشارة إلى فقره لأن العادة القديمة الشرقية أن الخاطب يعطي كمية من الدراهم أو العقار أو الأنعام مهراً لأبي العروس ومن الضرورة أن مهر بنت الملك يكون عظيماً.
فَحَسُنَ ٱلْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ دَاوُدَ لا يعرف الإنسان مستقبله. وهكذا لم يعرف داود ما سيصيبه من الحزن والتعب والخجل بسبب امرأته ميكال وأبيها الملك.
وَلَمْ تَكْمُلِ ٱلأَيَّامُ نستنتج أن الملك قد عيّن أجلاً ولم يأت الأجل المعيّن حتى أكمل داود الشرط المطلوب وزاد عليه. وقتله مئتين من الفلسطينيين لكي يتزوج ميكال دليل على قساوة الحروب القديمة.
فلم ينتفع شاول من جميع مكايده التي كادها لداود بل كل ما عمله لإهلاك داود تحوّل إلى خير بعناية الله.
- لنا مثال الصداقة المخلصة من هذا الأصحاح (ع ١ – ٤). ومن شروط الصداقة أن الصديق يفضل صديقه على نفسه وأن الواحد يخدم الآخر وأن كلا منهما يداوم على محبته للآخر إلى النهاية مهما حدث وأن كليهما يكونان مؤمنان بالمسيح.
- لنا عبرة الحسد (٦ – ٢٩) والحسود لا يحب أن يسمع مدح الناس لغيره (٦ – ٩) ويطلب قتل من هو أفضل منه (١٠ و١١) ويستخدم المكر والحيل (١٧) ويزداد حسداً وبعداً عن الله. ومن أمثلة الحسد إخوة يوسف والفريسيون.
- من يخاف الرب يكون الرب معه. ومن يكون معه الرب يُفلح (ع ١٤).
- إن الشرير يخاف الصالح لأن أعماله الشريرة تظهر بالمقابلة بأعمال الصالح ولأنه يرى فيه قوة روحية لا يقدر أن يفهمها أو يقاومها (ع ١٢).
- إن الزيجة من الله وهي مكرّمة ومقدّسة ولكن بسبب الخطية تصير شركاً فتتحول إلى أعظم الشرور (ع ٢٠).
- يجب أن نحترز ممن يحب أن يعمل سراً (ع ٢٢).
-
إن الله يحفظ عبيده فلا يموتون حتى تكمل مشيئته فيهم.
السابق |
التالي |