صموئيل الأول

سفر صموئيل الأول | 17 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ

مضمونه: اصطفاف الفلسطينيين وإسرائيل للمحاربة. طلب جليات الجبار من يبرز إليه للمحاربة. إرسال يسّى داود ليفتقد إخوته الذين في الجيش. توبيخ أليآب إياه. إقامته أمام شاول. بروزه للفلسطيني. قتله إياه بحجر ومقلاع. استفهام شاول عنه.

١ – ٣ «١ وَجَمَعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِلْحَرْبِ فَٱجْتَمَعُوا فِي سُوكُوهَ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا، وَنَزَلُوا بَيْنَ سُوكُوهَ وَعَزِيقَةَ فِي أَفَسِ دَمِّيمَ. ٢ وَٱجْتَمَعَ شَاوُلُ وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي ٱلْبُطْمِ، وَٱصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ٣ وَكَانَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ وُقُوفاً عَلَى جَبَلٍ مِنْ هُنَا وَإِسْرَائِيلُ وُقُوفاً عَلَى جَبَلٍ مِنْ هُنَاكَ، وَٱلْوَادِي بَيْنَهُمْ».

ص ١٣: ٥ و٢أيام ٢٨: ١٨ يشوع ١٠: ١٠ و١أيام ١١: ١٣ ص ٢١: ٩

وَجَمَعَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ رجع سياق الكلام إلى ١٤: ٥٢ لأنه «كَانَتْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ عَلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ كُلَّ أَيَّامِ شَاوُلَ».

سُوكُوهَ السويكة الحالية وهي وعِزيفة وأفَس دمّيم في وادي البطم أي وادي السنط الحالي على حدود يهوذا إلى جهة الغرب والجنوب من أورشليم وعلى بعد نحو ١٦ ميلاً منها.

جَبَلٍ مِنْ هُنَا… جَبَلٍ مِنْ هُنَاكَ (ع ٣) ليست جبالاً عالية بل تلال وبينهما وادٍ فيه مزروعات وأشجار السنط وفي منتصف الوادي ساقية تجري في فصل الشتاء منحدرة وكانت فاصلة بين الجيشين.

٤ – ١١ «٤ فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ ٱسْمُهُ جُلْيَاتُ، مِنْ جَتَّ، طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ، ٥ وَعَلَى رَأْسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَكَانَ لاَبِساً دِرْعاً حَرْشَفِيّاً وَزْنُهُ خَمْسَةُ آلاَفِ شَاقِلِ نُحَاسٍ. ٦ وَجُرْمُوقَا نُحَاسٍ عَلَى رِجْلَيْهِ، وَحَرْبَةُ نُحَاسٍ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. ٧ وَقَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ ٱلنَّسَّاجِينَ، وَسِنَانُ رُمْحِهِ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلِ حَدِيدٍ، وَحَامِلُ ٱلتُّرْسِ كَانَ يَمْشِي قُدَّامَهُ. ٨ فَوَقَفَ وَنَادَى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ: لِمَاذَا تَخْرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ؟ أَمَا أَنَا ٱلْفِلِسْطِينِيُّ، وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ لِشَاوُلَ؟ ٱخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلْيَنْزِلْ إِلَيَّ. ٩ فَإِنْ قَدِرَ أَنْ يُحَارِبَنِي وَيَقْتُلَنِي نَصِيرُ لَكُمْ عَبِيداً. وَإِنْ قَدِرْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ تَصِيرُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيداً وَتَخْدِمُونَنَا. ١٠ وَقَالَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّ: أَنَا عَيَّرْتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هٰذَا ٱلْيَوْمَ. أَعْطُونِي رَجُلاً فَنَتَحَارَبَ مَعاً. ١١ وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ هٰذَا ٱرْتَاعُوا وَخَافُوا جِدّاً».

٢صموئيل ٢١: ١٩ يشوع ١١: ٢١ و٢٢ ع ٤٥ و٢صموئيل ٢١: ١٩ و١أيام ١١: ٢٣ ع ٤١ ص ٨: ١٧ و٢صموئيل ٢: ١٢ – ١٦ ع ٢٦ و٣٦ و٤٥

رَجُلٌ مُبَارِزٌ لم يحارب مع الجيش بل خرج وحده ودعا إسرائيل للمبارزة (انظر ع ٨ و٩).

سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ الذراع العبرانية نحو قدم ونصف فكانت قامة جليات نحو تسع أقدام وثلاثة أرباع القدم. والأرجح أن قامة القدماء كانت كقامة الناس في هذه الأيام والجبابرة في القديم كانوا من النوادر كما في أيامنا. وكما كان جبابرة في القديم في بعض الأماكن كعوج والعمالقة والرفائيين هكذا نجد اليوم في بعض الأماكن كشمالي الهند أُناساً طولهم بطول جليات تقريباً. والقول في (عدد ١٣: ٣٣) «رَأَيْنَا هُنَاكَ ٱلْجَبَابِرَةَ (بَنِي عَنَاقٍ مِنَ ٱلْجَبَابِرَةِ). فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَٱلْجَرَادِ» كالقول في تثنية ١: ٢٨ «مُدُنٌ عَظِيمَةٌ مُحَصَّنَةٌ إِلَى ٱلسَّمَاءِ» فيه مبالغة تدل على خوف الإسرائيليين. وذوو القامة العظيمة يكونون غالباً أضعف من غيرهم في قواهم العقلية.

دِرْعاً حَرْشَفِيّاً (ع ٥) هو قميص يخيطون عليه قطعاً نحاسية ويجعلونها كحراشف السمك.

خَمْسَةُ آلاَفِ شَاقِلِ لا نعرف تماماً مقدار الشاقل والمظنون أن خمسة آلاف شاقل تزن نحو ٣٣ رطلاً بيروتياً.

وَحَرْبَةُ (مزراق) (ع ٦) الرمح القصير.

سِتُّ مِئَةِ شَاقِلِ (ع ٧) نحو خمسة أرطال فكانت عدة حرب جليات ثقيلة جداً وكان هو كقلعة منيعة ولكنه لم يقدر أن يتحرك بسرعة. وداود لاحظ ذلك وفهم أن ذلك الجبار خيال للتخويف فقط لا يقدر أن يعمل شيئاً لشاب مثل داود بلا سلاح خفيف الحركة ومتيقظ العقل.

أَنَا عَيَّرْتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ (ع ١٠) لم يتقدم الإسرائيليون لمحاربة الفلسطينيين ولا الفلسطينيون لمحاربة الإسرائيليين بسبب الساقية بينهما (ع ٣) فإنه إذا حاول الجيش الواحد عبور الساقية ونزلوا فيها فالجيش الآخر وهم في مكان أعلى يقدرون أن يردوهم ويكسروهم بسهولة. فطلب جليات حل المشكلة بواسطة المبارزة الشخصية (ع ٩) ومضى أربعون يوماً ولم يتقدم أحدٌ من الإسرائيليين لمبارزة جليات فعيّرهم.

١٢ – ١٦ «١٢ وَدَاوُدُ هُوَ ٱبْنُ ذٰلِكَ ٱلرَّجُلِ ٱلأَفْرَاتِيِّ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا ٱلَّذِي ٱسْمُهُ يَسَّى وَلَهُ ثَمَانِيَةُ بَنِينَ. وَكَانَ ٱلرَّجُلُ فِي أَيَّامِ شَاوُلَ قَدْ شَاخَ وَكَبِرَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ. ١٣ وَذَهَبَ بَنُو يَسَّى ٱلثَّلاَثَةُ ٱلْكِبَارُ وَتَبِعُوا شَاوُلَ إِلَى ٱلْحَرْبِ وَأَسْمَاءُ بَنِيهِ ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ ذَهَبُوا إِلَى ٱلْحَرْبِ: أَلِيآبُ ٱلْبِكْرُ، وَأَبِينَادَابُ ثَانِيهِ، وَشَمَّةُ ثَالِثُهُمَا. ١٤ وَدَاوُدُ هُوَ ٱلصَّغِيرُ وَٱلثَّلاَثَةُ ٱلْكِبَارُ ذَهَبُوا وَرَاءَ شَاوُلَ. ١٥ وَأَمَّا دَاوُدُ فَكَانَ يَذْهَبُ وَيَرْجِعُ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ لِيَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ . ١٦ وَكَانَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّ يَتَقَدَّمُ وَيَقِفُ صَبَاحاً وَمَسَاءً أَرْبَعِينَ يَوْماً».

ص ١٦: ١٨ وراعوث ٤: ٢٢ تكوين ٣٥: ١٩ ص ١٦: ١١ ص ١٦: ٢١ – ٢٣

(انظر ١٦: ٦ – ١٣) وتكرار الكلام هو لأجل الإيضاح كما يحدث كثيراً في المؤلفات القديمة. والقول «ذلك الرجل الأفراتي» يشير إلى كلام سابق بشأن يسى.

١٧ – ١٩ «١٧ فَقَالَ يَسَّى لِدَاوُدَ ٱبْنِهِ: خُذْ لِإِخْوَتِكَ إِيفَةً مِنْ هٰذَا ٱلْفَرِيكِ، وَهٰذِهِ ٱلْعَشَرَ ٱلْخُبْزَاتِ وَٱرْكُضْ إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ إِلَى إِخْوَتِكَ. ١٨ وَهٰذِهِ ٱلْعَشَرَ ٱلْقِطْعَاتِ مِنَ ٱلْجُبْنِ قَدِّمْهَا لِرَئِيسِ ٱلأَلْفِ، وَٱفْتَقِدْ سَلاَمَةَ إِخْوَتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَرْبُوناً. ١٩ وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي ٱلْبُطْمِ يُحَارِبُونَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ».

ص ٢٥: ١٨ ص ١٦: ٢٠ تكوين ٣٧: ١٣ و١٤

إِيفَةً مِنْ هٰذَا ٱلْفَرِيكِ نحو سبعة أرطال فإن طعام العسكر كان من أهلهم وليس من الملك.

ٱلْجُبْنِ (ع ١٨) هدية لرئيس الفرقة ليرضى عن إخوة داود.

عَرْبُوناً لعلّ يسى لم يعرف الكتابة فطلب شيئاً من بنيه يحمله على الطمأنينة من جهة أحوالهم ووصول الطعام بيد داود.

٢٠ – ٢٧ «٢٠ فَبَكَّرَ دَاوُدُ صَبَاحاً وَتَرَكَ ٱلْغَنَمَ مَعَ حَارِسٍ وَحَمَّلَ وَذَهَبَ كَمَا أَمَرَهُ يَسَّى، وَأَتَى إِلَى ٱلْمِتْرَاسِ وَٱلْجَيْشُ خَارِجٌ إِلَى ٱلٱصْطِفَافِ وَهَتَفُوا لِلْحَرْبِ. ٢١ وَٱصْطَفَّ إِسْرَائِيلُ وَٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ صَفّاً مُقَابِلَ صَفٍّ. ٢٢ فَتَرَكَ دَاوُدُ ٱلأَمْتِعَةَ ٱلَّتِي مَعَهُ بِيَدِ حَافِظِ ٱلأَمْتِعَةِ وَرَكَضَ إِلَى ٱلصَّفِّ وَأَتَى وَسَأَلَ عَنْ سَلاَمَةِ إِخْوَتِهِ. ٢٣ وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ إِذَا بِرَجُلٍ مُبَارِزٍ ٱسْمُهُ جُلْيَاتُ ٱلْفِلِسْطِينِيُّ مِنْ جَتَّ صَاعِدٌ مِنْ صُفُوفِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ، فَسَمِعَ دَاوُدُ. ٢٤ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ لَمَّا رَأَوُا ٱلرَّجُلَ هَرَبُوا مِنْهُ وَخَافُوا جِدّاً. ٢٥ فَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ: أَرَأَيْتُمْ هٰذَا ٱلرَّجُلَ ٱلصَّاعِدَ؟ لِيُعَيِّرَ إِسْرَائِيلَ هُوَ صَاعِدٌ! فَيَكُونُ أَنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي يَقْتُلُهُ يُغْنِيهِ ٱلْمَلِكُ غِنىً جَزِيلاً، وَيُعْطِيهِ ٱبْنَتَهُ، وَيَجْعَلُ بَيْتَ أَبِيهِ حُرّاً فِي إِسْرَائِيلَ. ٢٦ فَسَأَلَ دَاوُدُ ٱلرِّجَالَ ٱلْوَاقِفِينَ مَعَهُ: مَاذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَقْتُلُ ذٰلِكَ ٱلْفِلِسْطِينِيَّ وَيُزِيلُ ٱلْعَارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ؟ لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هٰذَا ٱلْفِلِسْطِينِيُّ ٱلأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ؟ ٢٧ فَكَلَّمَهُ ٱلشَّعْبُ بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ قَائِلِينَ: كَذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَقْتُلُهُ».

ص ٢٦: ٥ و٧ قضاة ١٨: ٢١ وإشعياء ١٠: ٢٨ ع ٨ – ١٠ يشوع ١٥: ١٦ ص ٨: ١١ ص ١١: ٢ ع ٣٦ وص ١٤: ٦ وإرميا ٩: ٢٥ و٢٦ ع ١٠ تثنية ٥: ٢٦ و ملاخي ١٩: ٤ ع ٢٥

بَكَّرَ صَبَاحاً كان وادي البطم على بعد نحو أربع ساعات من بيت لحم.

ٱلْمِتْرَاسِ بالعبرانية «محل العجلات» ولعلهم كانوا جمعوا عجلاتهم لتصير سوراً أو استحكاماً (انظر ٢٦: ٥ و٧).

حُرّاً فِي إِسْرَائِيلَ (ع ٢٥) معفىً من الخدمة العكسرية.

مَاذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ (ع ٢٦) كان الأجر الموعود من الملك عظيماً ولا سيما لشاب مثل داود ولعله صوّر في قلبه الغنى والشرف لنفسه ولبيت أبيه ولكن كان لتلك الأفكار هنيهة من الزمان فقط وبعدها امتلأ داود غيرة لاسم الله الحي وخلاص شعبه المختار من العار ولعله سأل نفسه قائلاً أين إخوتي وغيرهم من جبابرة إسرائيل وأين ملك إسرائيل الطويل القامة والمنتصر في حرب العمالقة فخجل وقال من هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يعيّر صفوف الله الحي (انظر مزمور ٦٩: ٩) «غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي، وَتَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ».

٢٨ – ٣٠ ٢٨ وَسَمِعَ أَخُوهُ ٱلأَكْبَرُ أَلِيآبُ كَلاَمَهُ مَعَ ٱلرِّجَالِ، فَحَمِيَ غَضَبُ أَلِيآبَ عَلَى دَاوُدَ وَقَالَ: لِمَاذَا نَزَلْتَ، وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ ٱلْغُنَيْمَاتِ ٱلْقَلِيلَةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ؟ أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِتَرَى ٱلْحَرْبَ. ٢٩ فَقَالَ دَاوُدُ: مَاذَا عَمِلْتُ ٱلآنَ؟ أَمَا هُوَ كَلاَمٌ؟ ٣٠ وَتَحَوَّلَ مِنْ عِنْدِهِ نَحْوَ آخَرَ وَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ، فَرَدَّ لَهُ ٱلشَّعْبُ جَوَاباً كَٱلْجَوَابِ ٱلأَوَّلِ».

تكوين ٣٧: ٤ و٨ – ٣٦ ع ١٧ ع ٢٦ و٢٧

وَسَمِعَ أَخُوهُ ٱلأَكْبَرُ أَلِيآبُ وهو الذي كان صموئيل اختاره أولاً ليكون ملكاً عوضاً عن شاول (١٦: ٦) ولكن كلامه هنا يدل على الحسد والكبرياء وعدم الشعور بالروحيات واحتقر أخاه الصغير بقوله أنه ليس لراعي الغنيمات القليلة في البرية أن يسأل عن الحرب وأمور الملك.

تَحَوَّلَ مِنْ عِنْدِهِ (ع ٣٠) قيل في الأمثال (أمثال ١٦: ٣٢) «اَلْبَطِيءُ ٱلْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ ٱلْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً» فداود انتصر أولاً على نفسه ثم على الجبار.

٣١ – ٤٠ «٣١ وَسُمِعَ ٱلْكَلاَمُ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ دَاوُدُ وَأَخْبَرُوا بِهِ أَمَامَ شَاوُلَ. فَٱسْتَحْضَرَهُ. ٣٢ فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: لاَ يَسْقُطْ قَلْبُ أَحَدٍ بِسَبَبِهِ. عَبْدُكَ يَذْهَبُ وَيُحَارِبُ هٰذَا ٱلْفِلِسْطِينِيَّ. ٣٣ فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هٰذَا ٱلْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحَارِبَهُ لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ. ٣٤ فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَماً، فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ ٱلْقَطِيعِ. ٣٥ فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فَمِهِ. وَلَمَّا قَامَ عَلَيَّ أَمْسَكْتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. ٣٦ قَتَلَ عَبْدُكَ ٱلأَسَدَ وَٱلدُّبَّ جَمِيعاً. وَهٰذَا ٱلْفِلِسْطِينِيُّ ٱلأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا لأَنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. ٣٧ وَقَالَ دَاوُدُ: ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ ٱلأَسَدِ وَمِنْ يَدِ ٱلدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هٰذَا ٱلْفِلِسْطِينِيِّ. فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: ٱذْهَبْ وَلْيَكُنِ ٱلرَّبُّ مَعَكَ. ٣٨ وَأَلْبَسَ شَاوُلُ دَاوُدَ ثِيَابَهُ، وَجَعَلَ خُوذَةً مِنْ نُحَاسٍ عَلَى رَأْسِهِ وَأَلْبَسَهُ دِرْعاً. ٣٩ فَتَقَلَّدَ دَاوُدُ بِسَيْفِهِ فَوْقَ ثِيَابِهِ وَعَزَمَ أَنْ يَمْشِيَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ جَرَّبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِهٰذِهِ لأَنِّي لَمْ أُجَرِّبْهَا. وَنَزَعَهَا دَاوُدُ عَنْهُ. ٤٠ وَأَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ، وَٱنْتَخَبَ لَهُ خَمْسَةَ حِجَارَةٍ مُلْسٍ مِنَ ٱلْوَادِي وَجَعَلَهَا فِي كِنْفِ ٱلرُّعَاةِ ٱلَّذِي لَهُ (أَيْ فِي ٱلْجِرَابِ) وَمِقْلاَعَهُ بِيَدِهِ وَتَقَدَّمَ نَحْوَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ».

تثنية ٢: ١ – ٤ ص ١٦: ١٨ عاموس ٣: ١٢ و٢تيموثاوس ٤: ١٧ ص ٢٠: ١٣ قضاة ٢٠: ١٦

فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ (ع ٣٤) جاوب داود شاول من اختباره لأنه كان قد حارب أسداً ودباً وقتلهما لأن الرب أنقذه وله الآن إيمان بأن الرب ينقذه من يد الفلسطيني الذي هو كوحش مثل الأسد والدب. ولا نفهم أن الأسد والدب كانا معاً بل أن داود ذكر الحادثتين معاً. وكان أُسود في فلسطين على عهد داود أما اليوم فليس لها وجود.

فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ (ع ٣٧) لم يحتقر داود ولا حسده كما احتقره اليآب أخوه بل وثق به وباركه وأكرمه إذ أراد أن يلبسه عدة حربه. وشاول كان رجلاً متقلباً وكان أحياناً عاقلاً وأحياناً مجنوناً.

لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِهٰذِهِ (ع ٣٩) لو لبسها كان كجليات ولكن داود رأى أنه امتاز عن جليات بسرعة الحركة ولا يقدر جليات أن يضربه برمحه أو بسيفه لأن داود يقدر أن يحيد عنه بسهولة.

مِقْلاَعَهُ بِيَدِهِ (ع ٤٠) اختار داود ما كان اعتاده وكان بعض الإسرائيليين «يَرْمُونَ ٱلْحَجَرَ بِٱلْمِقْلاَعِ عَلَى ٱلشَّعْرَةِ وَلاَ يُخْطِئُونَ» (قضاة ٢٠: ١٦).

٤١ – ٤٩ «٤١ وَٱقْتَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّ إِلَى دَاوُدَ وَحَامِلُ ٱلتُّرْسِ أَمَامَهُ. ٤٢ وَلَمَّا رَأَى دَاوُدَ ٱسْتَحْقَرَهُ لأَنَّهُ كَانَ غُلاَماً وَأَشْقَرَ جَمِيلَ ٱلْمَنْظَرِ. ٤٣ فَقَالَ لِدَاوُدَ: أَلَعَلِّي أَنَا كَلْبٌ حَتَّى تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ؟ وَلَعَنَ دَاوُدَ بِآلِهَتِهِ. ٤٤ وَقَالَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: تَعَالَ إِلَيَّ فَأُعْطِيَ لَحْمَكَ لِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ وَوُحُوشِ ٱلْبَرِّيَّةِ. ٤٥ فَقَالَ دَاوُدُ: أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ. وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِٱسْمِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ إِلٰهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. ٤٦ هٰذَا ٱلْيَوْمَ يَحْبِسُكَ ٱلرَّبُّ فِي يَدِي فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ هٰذَا ٱلْيَوْمَ لِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ ٱلأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ ٱلأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلٰهٌ لِإِسْرَائِيلَ. ٤٧ وَتَعْلَمُ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ ٱلرَّبُّ، لأَنَّ ٱلْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا. ٤٨ وَرَكَضَ نَحْوَ ٱلصَّفِّ لِلِقَاءِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ. ٤٩ وَمَدَّ دَاوُدُ يَدَهُ إِلَى ٱلْكِنْفِ وَأَخَذَ مِنْهُ حَجَراً وَرَمَاهُ بِٱلْمِقْلاَعِ، وَضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيَّ فِي جِبْهَتِهِ، فَٱنْغَرَزَ ٱلْحَجَرُ فِي جِبْهَتِهِ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ».

أمثال ١٦: ١٨ ص ١٦: ١٢ ص ٢٤: ١٤ و٢صموئيل ٣: ٨ و١ملوك ٢٠: ١٠ ع ٤٦ و٢أيام ٣٢: ٨ ومزمور ١٢٤: ٨ وعبرانيين ١١: ٣٤ و١ملوك ١٨: ٣٦ و٢ملوك ١٩: ١٩ وإشعياء ٣٧: ٢٠ ص ١٤: ٦ و٢أيام ١٤: ١١ و٢٠: ١٥ ومزمور ٤٤: ٦ مزمور ٢٧: ٣

ٱسْتَحْقَرَهُ (ع ٤٢) لأنه كان شاباً وكان لونه ومنظره الجميل دليلين على ذلك.

فَقَالَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّ (ع ٤٤) كان عادة قديمة عند القتال أن المقاتَلين يخاطبان الواحد الآخر أولاً ويحاول كلٌّ منهما أن يبين أن الحق معه وإنه يحتقر الآخر (٢أيام ١٣: ٤ وانظر منظومات هوميروس) وأما داود فصرّح بكلامه أن الحرب للرب وهو آت إلى جليات باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيّرهم جليات.

لما قام ٱلْفِلِسْطِينِيِّ (ع ٤٨) كان الفلسطيني من ثقل سلاحه لا يجلس إلا في وقت القتال.

ضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيَّ فِي جِبْهَتِهِ (ع ٤٩) كان داود قد لاحظ أنه لا يقدر أن يضربه إلا في جبهته لأنه كان لابساً الدرع الكامل (ع ٥ و٦) غير أن جبهته كانت مكشوفة حتى يتمكن من النظر ولم يتوقع جليات إلا ضربة سيف أو رمح. ولكن الضربة على الجبهة ولو كانت بحجر صغير تؤثر أكثر من الضربة في مكان آخر في الجسم ولعل الحجر الذي رماه داود لم يقتل الفلسطيني بل سبب له دواراً (دوَّخه) فوقع فأسرع داود وقطع رأسه.

٥٠ – ٥٤ «٥٠ فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ بِٱلْمِقْلاَعِ وَٱلْحَجَرِ، وَضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ. ٥١ فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَٱخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا. ٥٢ فَقَامَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا وَهَتَفُوا وَلَحِقُوا ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى ٱلْوَادِي وَحَتَّى أَبْوَابِ عَقْرُونَ. فَسَقَطَتْ قَتْلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي طَرِيقِ شَعَرَايِمَ إِلَى جَتَّ وَإِلَى عَقْرُونَ. ٥٣ ثُمَّ رَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ ٱلٱحْتِمَاءِ وَرَاءَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَنَهَبُوا مَحَلَّتَهُمْ. ٥٤ وَأَخَذَ دَاوُدُ رَأْسَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَضَعَ أَدَوَاتِهِ فِي خَيْمَتِهِ».

ص ٢١: ٩ و٢صموئيل ٢٣: ٢١ عبرانيين ١١: ٣٤ يشوع ١٥: ١١ يشوع ١٥: ٣٦

ٱلْوَادِي (ع ٥٢) بالعبرانية «حي» بلا أداة التعريف والأرجح أن الكلمة الأصلية «جت» اسم مدينة من مدن الفلسطينيين كما ورد في الترجمة السبعينية. وهكذا تطابق العبارة آخر الآية وهو «إلى جت وعقرون وشعاريم». وشعاريم وجت وعقرون مدن للفلسطينيين إلى جهة الغرب من يهوذا.

وَأَخَذَ دَاوُدُ رَأْسَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ (ع ٥٤) لم يتعوّد الإسرائيليون قطع رؤوس الذين يقتلونهم في الحرب وأما حادثة جليات فكانت غير اعتيادية والظاهر أن داود وضع في بيته أي بيت أبيه في بيت لحم أدوات جليات وأما الرأس فوضعه أولاً في بيته ثم أخذه إلى أورشليم بعدما استولى عليها. وعرفنا من ٢١: ٩ أن سيف جليات كان في المقدس في نوب ولعل داود كان قدمه هو والباقي من أدوات جليات إلى الرب الذي نصره.

٥٥ – ٥٨ «٥٥ وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ دَاوُدَ خَارِجاً لِلِقَاءِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ قَالَ لأَبْنَيْرَ رَئِيسِ ٱلْجَيْشِ: ٱبْنُ مَنْ هٰذَا ٱلْغُلاَمُ يَا أَبْنَيْرُ؟ فَقَالَ أَبْنَيْرُ: وَحَيَاتِكَ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ لَسْتُ أَعْلَمُ! ٥٦ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: ٱسْأَلِ ٱبْنُ مَنْ هٰذَا ٱلْغُلاَمُ. ٥٧ وَلَمَّا رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ أَخَذَهُ أَبْنَيْرُ وَأَحْضَرَهُ أَمَامَ شَاوُلَ وَرَأْسُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّ بِيَدِهِ. ٥٨ فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ: ٱبْنُ مَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ؟ فَقَالَ دَاوُدُ: ٱبْنُ عَبْدِكَ يَسَّى ٱلْبَيْتَلَحْمِيِّ».

ص ١٦: ١٢ و٢١ و٢٢ ع ٥٤ ع ١٢

ٱبْنُ مَنْ هٰذَا ٱلْغُلاَمُ الظاهر أن شاول لم يعرفه مع أنه كان يضرب له بالعود (١٦: ٢٢ و٢٣ انظر تفسيره) ولعل الملك كان قد نسيه (١) لأن داود كان قد تغيّر في هيئته كما يتغيّر الشاب عندما يبلغ سن الرشد. (٢) لأن الملك لم يبال كثيراً بداود وهو واحد فقط من خدامه الكثيرين. (٣) لأن الملك كان يختلّ أحياناً فنسي من كان يضرب له بالعود في وقت اختلاله. ويظن بعضهم أن شاول عرفه ولكنه سأل عن أهله ليعرف من أي بيت هو. ويظن غيرهم أن شاول تظاهر بعدم المعرفة بداود لأنه حسده لما رأى عمله العجيب فقصد مراقبته.

اعتقد اليهود أن المسيح يكون ابن داود (متّى ٢٢: ٤١ – ٤٥) وفي أمور كثيرة كان داود رمزاً إلى المسيح فمن المشار إليه في هذا الأصحاح نذكر (١) أن جليات عيّر داود وهكذا «قَامَ مُلُوكُ ٱلأَرْضِ… عَلَى ٱلرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ» (مزمور ٢: ٢). (٢) إن جليات احتقر داود وكان المسيح «مُحْتَقَراً وَمَخْذُولاً مِنَ ٱلنَّاسِ» (إشعياء ٥٣: ٣). (٣) إن داود اتكل على الرب ويسوع فعل كذلك كما شاهد أعداؤه «قَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللّٰهِ» (متّى ٢٧: ٤٣). (٤) إن داود ملك عواطفه ولم يحتد ويسوع لا يخاصم ولا يصيح… قصبة مرضوضة لا يقصف (متّى ١٢: ١٩ و٢٠). (٥) إن داود قتل جليات بسيف جليات ويسوع «يُبِيدَ بِٱلْمَوْتِ ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَانُ ٱلْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ» (عبرانيين ٢: ١٤). (٦) إن داود حارب وانتصر بالنيابة عن الشعب. والله يقودنا في موكب نصرته في المسيح (٢كورنثوس ٢: ١٤). (٧) إن الإسرائيليين هتفوا لما سقط جليات وهكذا هتاف المخلصين بالمسيح «سَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً قَائِلاً فِي ٱلسَّمَاءِ: ٱلآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلٰهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ ٱلْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا» (رؤيا ١٢: ١٠).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى