صموئيل الأول

سفر صموئيل الأول | 10 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ

مضمونه: مسح صموئيل شاول (ع ١). جعله له ثلاث علامات (ع ٢). إعطاء الرب له قلباً آخر وتنبؤه (ع ٥). إخفاؤه أمر الملك عن عمه (ع ١٤). انتخاب شاول بالقرعة في المصفاة (ع ١٧). اختلاف الناس من جهته (ع ٢٦).

١ «فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قِنِّينَةَ ٱلدُّهْنِ وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقَبَّلَهُ وَقَالَ: أَلَيْسَ لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ مَسَحَكَ عَلَى مِيرَاثِهِ رَئِيساً؟».

١٦: ١٣ وخروج ٣٠: ٢٣ – ٣٣ و٢ملوك ٩: ٣ و٦ مزمور ٢: ١٢ ع ٩ و١٠ وص ١٦: ١٣ و٢٦: ٩ و٢صموئيل ١: ١٤ تثنية ٣٢: ٩ ومزمور ٧٨: ٧١

قِنِّينَةَ ٱلدُّهْنِ ربما إن أل التعريف تشير إلى الدهن المخصص لتقديس الكهنة (خروج ٣٠: ٢٣ – ٣٣).

وَقَبَّلَهُ علامة الاحترام والخضوع للمك الجديد (مزمور ٢: ١٢).

ٱلرَّبَّ قَدْ مَسَحَكَ المسيح يشير (١) إلى أن الملك مقدس للرب. (٢) إلى نيل الروح القدس ليؤهل الممسوح لمنصبه. (٣) إلى أنه مستحق الاحترام (ص ٢٦: ٩ و٢صموئيل ١: ١٤). وتسمّى الملك «مسيح الرب» كثيراً في سفري صموئيل والمزامير وليس كذلك في سفري الملوك لأن القرون المتأخرة نسبت أن الملك من الرب وإنه خادم الرب في ملكه على الشعب. والمسيح للكهنة والأنبياء والملوك الذين هم رمز إلى يسوع المسيح الذي اجتمعت فيه المناصب الثلاثة.

مِيرَاثِهِ الأرض كلها للرب ولكنه سمّى إسرائيل «ميراثه وقِسمه وحبل نصيبه» (تثنية ٣٢: ٩ ومزمور ١٠٥: ١١) أي اختار إسرائيل واعتنى بهم بعض الاعتناء كاعتناء الإنسان بأرضه وبيته.

٢ «فِي ذَهَابِكَ ٱلْيَوْمَ مِنْ عِنْدِي تُصَادِفُ رَجُلَيْنِ عِنْدَ قَبْرِ رَاحِيلَ فِي تُخُمِ بِنْيَامِينَ فِي صَلْصَحَ، فَيَقُولاَنِ لَكَ: قَدْ وُجِدَتِ ٱلأُتُنُ ٱلَّتِي ذَهَبْتَ تُفَتِّشُ عَلَيْهَا، وَهُوَذَا أَبُوكَ قَدْ تَرَكَ أَمْرَ ٱلأُتُنِ وَٱهْتَمَّ بِكُمَا قَائِلاً: مَاذَا أَصْنَعُ لٱبْنِي؟».

تكوين ٣٥: ١٦ – ٢٠ و٤٨: ٧ ص ٩: ٣ – ٥

لعلّ شاول لم يصدق أنه قد صار ملكاً فأعطاه صموئيل ثلاث آيات بها يعلم حقيقة الأمر (١) مصادفته رجلين. (٢) مصادفته ثلاث رجال. (٣) مصادفته زمرة من الأنبياء وحلول الروح عليه.

قَبْرِ رَاحِيلَ (تكوين ٣٥: ١٦ – ٢٠) قرب بيت لحم والأرجح أنه المكان المسمى قبر راحيل اليوم وهو على بُعد ميل من بيت لحم إلى الشمال وأربعة أميال من تخم بنيامين الجنوبي. وصلصح مجهولة والظاهر أنها بين قبر راحيل وتخم بنيامين الجنوبي. ولم يرسل صموئيل شاول إلى بيته رأساً.

٣، ٤ «٣ وَتَعْدُو مِنْ هُنَاكَ ذَاهِباً حَتَّى تَأْتِيَ إِلَى بَلُّوطَةِ تَابُورَ، فَيُصَادِفُكَ هُنَاكَ ثَلاَثَةُ رِجَالٍ صَاعِدُونَ إِلَى ٱللّٰهِ إِلَى بَيْتِ إِيلٍ، وَاحِدٌ حَامِلٌ ثَلاَثَةَ جِدَاءٍ، وَوَاحِدٌ حَامِلٌ ثَلاَثَةَ أَرْغِفَةِ خُبْزٍ، وَوَاحِدٌ حَامِلٌ زِقَّ خَمْرٍ. ٤ فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ وَيُعْطُونَكَ رَغِيفَيْ خُبْزٍ، فَتَأْخُذُ مِنْ يَدِهِمْ».

تثنية ٣٥: ٨ تكوين ٢٨: ١٦ و٢٢ و٣٥: ١ و٣ و٧

بَلُّوطَةِ تَابُورَ مكان هذه البلوطة مجهول ولا علاقة بينهما وبين جبل تابور.

صَاعِدُونَ إِلَى ٱللّٰهِ إِلَى بَيْتِ إِيلٍ لم يعرفوا كما يجب أن الله موجود في كل مكان بل كانوا يعتبرون أن بعض الأماكن هي مساكنه الخاصة (انظر ص ٧: ١٦ وتكوين ٢٨: ١٦). وتقديم رغيفين لشاول علامة اعتبارهم لملكهم دون أن يفهموا معنى ما عملوه. وكان على شاول أن يقبل منهم الرغيفين لأنه ملكهم.

٥ «بَعْدَ ذٰلِكَ تَأْتِي إِلَى جِبْعَةِ ٱللّٰهِ حَيْثُ أَنْصَابُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَيَكُونُ عِنْدَ مَجِيئِكَ إِلَى هُنَاكَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ أَنَّكَ تُصَادِفُ زُمْرَةً مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ نَازِلِينَ مِنَ ٱلْمُرْتَفَعَةِ وَأَمَامَهُمْ رَبَابٌ وَدُفٌّ وَنَايٌ وَعُودٌ وَهُمْ يَتَنَبَّأُونَ».

ص ١٣: ٢ و٣ ص ١٩: ٢٠ و٢ملوك ٢: ٣ و٥ و١٥ و٢ملوك ٣: ١٥ و١أيام ٢٥: ١ – ٦

جِبْعَةِ ٱللّٰهِ هي جبعة المذكورة في (قضاة ص ١٩ و٢٠) اشتهر أهلها بعملهم القبيح وهي مدينة شاول بعد ما تبوّأ عرش الملك. والمظنون أنها تُليل الفول الحالية على بُعد ثلاثة أميال شمالي أورشليم أو رام الله. وتسمّت «جبعة الله» لوجود مرتفعة فيها.

أَنْصَابُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ أي معسكر الفلسطينيين ويظهر من القول أن الفلسطينيين كانوا متسلطين على إسرائيل في الوقت المذكور.

تُصَادِفُ (انظر ع ٢ و٣) وما سماه الناس صدفة كان قضاء الله بعلمه السابق وأُعلن قضاؤه لنبيه صموئيل فأظهره لشاول كي يصدقه في كل ما قاله له من جهة الملك.

زُمْرَةً مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ كانوا تعلموا في مدارس الأنبياء التي أسسها صموئيل. انظر المقدمة في فوائد صموئيل لإسرائيل (٢).

رَبَابٌ آلة موسيقية شكلها مثلث ذات أربعة أوتار تعزف بمرّ الأصابع عليها.

دُفٌّ قطعة من الجلد الرقيق ممدودة على إطار من الخشب وحوله أجراس صغيرة معلقة به ترجّ الآلة باليد الواحدة ويُضرب الجلد بأصابع اليد الأخرى.

نَايٌ الزمارة وهي أنبوبة ذات ثقوب جانبية ويُنفخ بها إما من ثقب بقرب طرفها أو من طرفها وتُفتح الثقوب أو تُسد حسب المراد. وكان يُصنع من القصب أو النحاس أو غيرهما. وكانوا ينفخون به في المحافل والولائم والمآتم.

وَعُودٌ آلة موسيقية ذات سبعة أوتار وأحياناً أربعة أو ثلاثة أو عشرة يُضرب عليها باليد.

وَهُمْ يَتَنَبَّأُونَ معنى التنبوء هنا التسبيح والعبادة وليس من الضرورة أنه يكون دائماً الإخبار بأمور مستقبلة (١أيام ٢٥: ١ – ٣). وتعلموا استعمال الآلات الموسيقية والترنم وعلم العروض في مدارس الأنبياء ولعلّ داود تعلّم فيها (ص ١٩: ١٨).

٦ «فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ ٱلرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ».

عدد ١١: ٢٥ و٢٩ وقضاة ١٤: ٦ ع ١٠ وص ١٩: ٢٣ و٢٤

فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ ٱلرَّبِّ مما ينتج من حلول روح الرب الحذاقة في الصنائع (خروج ٣٥: ٢٠ – ٣٥) والقوّة الجسدية (قضاة ١٤: ٦) والتجديد الروحي (يوحنا ٣: ٥). والظاهر إن شاول لم يتجدد تجدداً روحياً ولكنه تقوى في قواه العقلية وتشجّع.

فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ أي تشترك معهم في الحمد والتسبيح.

وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ كان فلاحاً وراعياً رجلاً بسيطاً في المعرفة فتحوّل إلى ملك مقتدر شجاع ولم يهتم بعد بالأُتن والبقر وقطعة صغيرة من الأرض بل اهتم بأمور ألوف إسرائيل. ولما حدثت الآيات التي تنبأ صموئيل عنها شعر بأن الله اقترب إليه. وكلام صموئيل هو كلام الله الذي اختاره وعيّنه ملكاً على إسرائيل.

٧ «وَإِذَا أَتَتْ هٰذِهِ ٱلآيَاتُ عَلَيْكَ فَٱفْعَلْ مَا وَجَدَتْهُ يَدُكَ لأَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكَ».

جامعة ٩: ١٠ يشوع ١: ٥

ٱللّٰهَ مَعَكَ الوعد (١) بأنه يعلّمه ما هو العمل المطلوب منه وذلك بعنايته فلما صعد ناحاش العموني على يابيش جلعاد (ص ١١) عرف شاول أنه مدعو من الله لمحاربته. (٢) بأنه يحفظه ويقويّه وينصره.

مَا وَجَدَتْهُ يَدُكَ أي كل ما تقدر عليه من العمل.

٨ «وَتَنْزِلُ قُدَّامِي إِلَى ٱلْجِلْجَالِ، وَهُوَذَا أَنَا أَنْزِلُ إِلَيْكَ لِأُصْعِدَ مُحْرَقَاتٍ وَأَذْبَحَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَلْبَثُ حَتَّى آتِيَ إِلَيْكَ وَأُعَلِّمَكَ مَاذَا تَفْعَلُ».

ص ١٣: ٨ ص ١١: ١٥ ص ١٣: ٨

إِلَى ٱلْجِلْجَالِ (انظر تفسير ص ٧: ١٦). يظن بعضهم أن وصية صموئيل هذه كانت متوقفة على حدوث حوادث لم تحدث إلا بعد مرور سنتين حينما تجمّع الفلسطينيون لمحاربة شاول (ص ١٣: ١ – ٨). والأرجح أن شاول نزل إلى الجلجال كما قيل هنا. وبعد محاربة ناحاش (ص ١١) اجتمع كل الشعب في الجلجال وملكوا شاول هناك وبعد سنتين (ص ١٣: ١ – ٨) عندما تجمّع الفلسطينيون ذهب شاول أيضاً إلى الجلجال وقال له صموئيل هذه المرة الأخيرة كما كان قال له أول مرة أي أن يستنظره سبعة أيام.

٩ – ١٣ «٩ وَكَانَ عِنْدَمَا أَدَارَ كَتِفَهُ لِيَذْهَبَ مِنْ عِنْدِ صَمُوئِيلَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَعْطَاهُ قَلْباً آخَرَ. وَأَتَتْ جَمِيعُ هٰذِهِ ٱلآيَاتِ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ. ١٠ وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى هُنَاكَ إِلَى جِبْعَةَ، إِذَا بِزُمْرَةٍ مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ لَقِيَتْهُ، فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱللّٰهِ فَتَنَبَّأَ فِي وَسَطِهِمْ. ١١ وَلَمَّا رَآهُ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ عَرَفُوهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ أَنَّهُ يَتَنَبَّأُ مَعَ ٱلأَنْبِيَاءِ، قَالَ ٱلشَّعْبُ ٱلْوَاحِدُ لِصَاحِبِهِ: مَاذَا صَارَ لٱبْنِ قَيْسٍ؟ أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ ٱلأَنْبِيَاءِ؟ ١٢ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ هُنَاكَ: وَمَنْ هُوَ أَبُوهُمْ؟ وَلِذٰلِكَ ذَهَبَ مَثَلاً: أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ ٱلأَنْبِيَاءِ؟ ١٣ وَلَمَّا ٱنْتَهَى مِنَ ٱلتَّنَبِّي جَاءَ إِلَى ٱلْمُرْتَفَعَةِ».

ع ٦ ع ٥ و٦ ص ١٩: ٢٤ وعاموس ٧: ١٤ و١٥ متّى ١٣: ٥٤ – ٥٧

أتت جميع الآيات المذكورة في (ع ٢ – ٦).

أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ ٱلأَنْبِيَاءِ الذين قالوا هذا القول كانوا من أهل مدينته جبعة تعجبوا لأنهم كانوا يعرفونه حق المعرفة ولم يسمعوه يتنبأ أي يترنّم ويسبّح. وأهل الناصرة تعجبوا من كلام يسوع (لوقا ٤: ١٦ – ٣٠).

وَمَنْ هُوَ أَبُوهُمْ التنبوء من الله وهو يعطي المواهب لمن يريد (عاموس ٧: ١٤ و١٥). وربما لم تكن سابقاً في شاول الصفات التي كانت في أبناء الأنبياء فلم يتوقعوا منه ما توقعوه من غيره.

ذَهَبَ مَثَلاً إن القول «أشاول أيضاً بين الأنبياء» صار مثلاً لكل من يعمل شيئاً ليس من خصائص منصبه (ص ١٩: ٢٤).

جَاءَ إِلَى ٱلْمُرْتَفَعَةِ في جبعة (ع ٥) ليسجد فيها.

١٤ – ١٦ «١٤ فَقَالَ عَمُّ شَاوُلَ لَهُ وَلِغُلاَمِهِ: إِلَى أَيْنَ ذَهَبْتُمَا؟ فَقَالَ: لِكَيْ نُفَتِّشَ عَلَى ٱلأُتُنِ. وَلَمَّا رَأَيْنَا أَنَّهَا لَمْ تُوجَدْ جِئْنَا إِلَى صَمُوئِيلَ. ١٥ فَقَالَ عَمُّ شَاوُلَ: أَخْبِرْنِي مَاذَا قَالَ لَكُمَا صَمُوئِيلُ. ١٦ فَقَالَ شَاوُلُ لِعَمِّهِ: أَخْبَرَنَا بِأَنَّ ٱلأُتُنَ قَدْ وُجِدَتْ. وَلٰكِنَّهُ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَمْرِ ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ صَمُوئِيلُ».

ص ١٤: ٥٠ ص ٩: ٤ – ٦ ص ١٩: ٢٠

عَمُّ شَاوُلَ ربما كان نير (ص ١٤: ٥٠). كان في المرتفعة أو كان الحديث بعدما رجع شاول إلى البيت.

لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَمْرِ ٱلْمَمْلَكَةِ لأن الكلام بينه وبين صموئيل كان كلاماً سرياً ولا يليق به أن يظهر الأمر قبل تعيّنه ملكاً على طريقة قانونية.

١٧ «وَٱسْتَدْعَى صَمُوئِيلُ ٱلشَّعْبَ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلَى ٱلْمِصْفَاةِ»

ص ٧: ٥

الشعب هم جميع الذكور من ابن عشرين سنة فصاعداً ومن أعمال الشعب المذكورة في الكتاب (١) أنهم تعاهدوا على حفظ شريعة الرب (خروج ١٩: ٣ – ٩).

(٢) إنهم قبلوا القوّاد والملوك الذين عيّنهم الرب ومنهم يشوع (عدد ٢٧: ٨ – ٢٣) وداود (٢صموئيل ٥: ١) وسليمان (١أيام ٢٩: ٢٢).

(٣) إنهم انتخبوا ملوكاً ومنهم يربعام (١ملوك ١٢: ٢٠) ويهوآش (٢ملوك ١١: ١٩) ويوشيا (٢ملوك ٢١: ٢٤) ويهوآحاز (٢ملوك ٢٣: ٣٠).

إِلَى ٱلرَّبِّ غاية اجتماعهم تعيين ملك ولكنهم فهموا أن التعيين يكون من الرب وليس منهم.

إِلَى ٱلْمِصْفَاةِ (ص ٧: ٥) وعلاقة الكلام هنا مع الأصحاح السابع.

١٨، ١٩ «١٨ وَقَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي أَصْعَدْتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ يَدِ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ ٱلَّتِي ضَايَقَتْكُمْ. ١٩ وَأَنْتُمْ قَدْ رَفَضْتُمُ ٱلْيَوْمَ إِلٰهَكُمُ ٱلَّذِي هُوَ مُخَلِّصُكُمْ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيُضَايِقُونَكُمْ، وَقُلْتُمْ لَهُ: بَلْ تَجْعَلُ عَلَيْنَا مَلِكاً. فَٱلآنَ ٱمْثُلُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ وَأُلُوفِكُمْ».

قضاة ٦: ٨ و٩ ص ٨: ٦ و٧ يشوع ٧: ١٤ – ١٧ و٢٤: ١ وأمثال ١٦: ٣٣

هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ وبّخ الشعب ثانية على خطيئتهم في رفضهم الرب وطلبهم ملكاً (انظر ص ٨: ٦ وتفسيره). وكلام التوبيخ هذا الثقيل هو من الرب وليس من صموئيل. وذكّرهم الرب بكلامه هذا بأعماله العجيبة لأجل شعبه وبمحبته لهم وأمانته وبكُنُودهم وكفرهم.

وَقُلْتُمْ لَهُ كلامهم لصموئيل (ص ٨: ٤) هو بالحقيقة للرب.

حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ وَأُلُوفِكُمْ قسم موسى الشعب إلى ألوف ومئات وخماسين وعشرات (خروج ١٨: ٢٥) فالألف كان قسماً من سبط وهو أحياناً بمعنى عشيرة. قال جدعون (قضاة ٦: ١٥) عشيرتي (ألفي حسب الأصل العبراني) هي الذلّى في منسى.

٢٠، ٢١ «٢٠ فَقَدَّمَ صَمُوئِيلُ جَمِيعَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ فَأُخِذَ سِبْطُ بِنْيَامِينَ. ٢١ ثُمَّ قَدَّمَ سِبْطَ بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِ فَأُخِذَتْ عَشِيرَةُ مَطْرِي، وَأُخِذَ شَاوُلُ بْنُ قَيْسَ. فَفَتَّشُوا عَلَيْهِ فَلَمْ يُوجَدْ».

أُخِذَ سِبْطُ بِنْيَامِينَ الأرجح أنه أُخذ بالقرعة كما أُخذ عخان (يشوع ٧: ١٤ – ١٨) فعيّن الرب شاول ملكاً وقبل الشعب المعيّن لهم.

عَشِيرَةُ مَطْرِي ليس لهذا ذكر إلا هنا والمظنون أنه باكر المذكور في (١أيام ٧: ٦)

فَلَمْ يُوجَدْ اختبأ شاول من تواضعه لأنه وإن عرف سابقاً أنه معيّن ملكاً لم يرد أن يظهر كأنه طالب للمنصب. ولعله فهم أن هذا المنصب ليس لنفسه لكي يأكل ويشرب ويتمجّد ويُخدَم بل إنه مدعو لخدمة الشعب وفي هذه الخدمة تعب وخطر ومسوؤلية عظيمة. وربما لاحظ أيضاً أن الشعب رفضوا الرب بطلبهم ملكاً فخاف أن يجعل نفسه في مكان الرب.

٢٢ «فَسَأَلُوا أَيْضاً مِنَ ٱلرَّبِّ: هَلْ يَأْتِي ٱلرَّجُلُ إِلَى هُنَا؟ فَقَالَ ٱلرَّبُّ: هُوَذَا قَدِ ٱخْتَبَأَ بَيْنَ ٱلأَمْتِعَةِ».

ص ٢٣: ٢ و٤ و٩ – ١١ وخروج ٢٨: ٣٠ وعدد ٢٧: ٢١

ربما سألوا الرب بواسطة الأوريم والتميم (خروج ٢٨: ٣٠ وعدد ٢٧: ٢١ و١صموئيل ١٤: ٣ و٢٢: ١٠ و٢٣: ٩ و٢٨: ٦ و٣٠: ٧). و «الأمتعة» هي من حاجات المسافر لأن بعض الحاضرين كانوا أتوا من أماكن بعيدة.

٢٣، ٢٤ «٢٣ فَرَكَضُوا وَأَخَذُوهُ مِنْ هُنَاكَ، فَوَقَفَ بَيْنَ ٱلشَّعْبِ، فَكَانَ أَطْوَلَ مِنْ كُلِّ ٱلشَّعْبِ مِنْ كَتِفِهِ فَمَا فَوْقُ. ٢٤ فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَرَأَيْتُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ ٱلرَّبُّ أَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ؟ فَهَتَفَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ وَقَالُوا: لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ!».

ص ٩: ٢ تثنية ١٧: ١٥ و٢صموئيل ٢١: ٦ و١ملوك ١: ٢٥ و٣٤ و٣٩

لعله خجل لما أخذوه من بين الأمتعة ووقّفوه بين الشعب وتفرّس الجميع فيه ولكنه تشجّع لما سمع هتاف الجمهور العظيم «ليحي الملك» وذُكر هنا أيضاً طول قامته وإن الرب اختار لهم ملكاً حسب مطلوبهم فيه كل الصفات الجسدية المرغوبة. وكانت هذه الصفات مرغوبة بعض الرغبة في القديم.

٢٥ «فَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ ٱلشَّعْبَ بِقَضَاءِ ٱلْمَمْلَكَةِ وَكَتَبَهُ فِي ٱلسِّفْرِ وَوَضَعَهُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. ثُمَّ أَطْلَقَ صَمُوئِيلُ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ».

ص ٨: ١١ – ١٨ وتثنية ١٧: ١٤ – ٢٠ تثنية ٣١: ٢٦

كان قضاء المملكة دستورها وذُكر فيه نسبة الملك إلى الرب وإلى الشعب فلا يكون مطلقاً في أحكامه بل مقيّداً بواجباته للرب وللشعب. وجوهره ما ذُكر في (تثنية ١٧: ١٤ – ٢٠).

وَكَتَبَهُ فِي ٱلسِّفْرِ كان موسى كتب كلام الرب في كتاب وأمر اللاويين أن يضعوه بجانب التابوت (تثنية ٣١: ٢٦) ويشوع زاد عليه (يشوع ٢٤: ٢٦) وربما صموئيل زاد عليه ما كتبه عن قضاء المملكة. وحفظ هذا السفر من الأمور الجوهرية لحفظ حقوق الشعب الدينية والسياسية.

٢٦، ٢٧ «٢٦ وَشَاوُلُ أَيْضاً ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ إِلَى جِبْعَةَ، وَذَهَبَ مَعَهُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلَّتِي مَسَّ ٱللّٰهُ قَلْبَهَا. ٢٧ وَأَمَّا بَنُو بَلِيَّعَالَ فَقَالُوا: كَيْفَ يُخَلِّصُنَا هٰذَا؟ فَٱحْتَقَرُوهُ وَلَمْ يُقَدِّمُوا لَهُ هَدِيَّةً. فَكَانَ كَأَصَمَّ».

ص ١١: ٤ و١٥: ٣٤ و١ملوك ١٠: ٢٥ و٢أيام ١٧: ٥

الجماعة التي مسّ الله قلبها هي الذين سمعوا كلام صموئيل وشاهدوا تعيين شاول بالقرعة وإظهاره بعد ما اختبأ بواسطة الأوريم والتميم فقبلوا ما عيّنه الرب وخضعوا لملكهم وأكرموه وشيّعوه إلى بيته. وأما بنو بليعال أو بنو البطل فهم الذين لم يخضعوا للرب ولا للملك. ولعلهم رفضوا شاول لكونه من سبط صغير وهو فلاّح وليس ابن ملك أو لأنهم طلبوا ملكاً من سبطهم ومن حزبهم لكي يراعيهم وينفعهم. إن كلام الله لجميع الناس وروح الله لا يرفض أحداً ولكنه يحل في الذين يقبلونه ويسلمون ذواتهم له (يوحنا ١: ١٢ و١٣) والهدية علامة الخضوع. وأظهر شاول حكمته وتسلطه على عواطفه بسكوته فإنه لو تكلم وطلب حقه لأُضرمت نيران الحرب الأهلية.

فوائد

  1. إن جميع المواهب جسدية كانت أو روحية من الله فعلى من ينالها التواضع واستعمالها حسب إرادة الله (ع ١ و٦ و٩ و١٠).
  2. إنه لا يحدث شيء إلا ما كان الله عرفه سابقاً وأمر به (ع ٢ – ٦).
  3. إن الإنسان حرّ ومسؤول عن كل ما يعمله (ع ٧).
  4. إن الآيات لتقوية الإيمان الضعيف والطوبى لمن يؤمن بلا آيات (يوحنا ٤: ٤٨ و٢٠: ٢٩).
  5. ليس كل من يسبّح الله بلسانه يحبه من كل قلبه. وليس كل من ينال مواهب من الله ينال موهبته العظمى القلب المتجدد (ع ١٠).
  6. إن الله يُعلن إرادته بأنواع وطرق مختلفة (ع ٢٠ و٢١) وأفضلها كتابه (ع ٢٥).
  7. إذا دعا الله إنساناً لعمل ما يعطيه ما يحتاجه من المواهب لإتمام العمل (ع ٩ و١٠).
  8. إنه يجب الصلاة لأجل الملوك والصلاة الخاصة من كل شعب لأجل ملكهم (ع ٢٤).
  9. إن في قصة شاول ما يُرمز إلى المسيح مع أن شاول لم يتبع الرب تماماً (١) إنه مدعو من الله كمسيحه ليملك على شعبه. (٢) بعضهم يقبلونه وبعضهم يرفضونه. (٣) فيه ما يحمل غير المؤمنين على التنكيت والمقاومة الشديدة. (٤) سكوته عند المقاومة.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى