صموئيل الأول

سفر صموئيل الأول | 30 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّلاَثُونَ

١، ٢ «١ وَلَمَّا جَاءَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى صِقْلَغَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، كَانَ ٱلْعَمَالِقَةُ قَدْ غَزَوْا ٱلْجَنُوبَ وَصِقْلَغَ، وَضَرَبُوا صِقْلَغَ وَأَحْرَقُوهَا بِٱلنَّارِ، ٢ وَسَبَوْا ٱلنِّسَاءَ ٱللَّوَاتِي فِيهَا. لَمْ يَقْتُلُوا أَحَداً لاَ صَغِيراً وَلاَ كَبِيراً، بَلْ سَاقُوهُمْ وَمَضَوْا فِي طَرِيقِهِمْ».

ص ٢٩: ٤ و١١ ص ١٥: ٧ و٢٧: ٨ – ١٠ ص ٢٧: ٦ و٨ ص ٢٧: ١١

فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ بعدما فارقوا جيش الفلسطينيين الذاهب إلى الحرب (٢٩: ١١).

ٱلْعَمَالِقَةُ (١٥: ٢) لعلهم عرفوا أن داود ورجاله ذهبوا مع جيش الفلسطينيين فاغتنموا الفرصة لينتقموا منه لأنه كان غزاهم سابقاً (٢٧: ٨).

ٱلْجَنُوبَ ما بين جبال يهوذا والقفر. وكان فيه مرعى ولكنه بلا أشجار وكان لبني شمعون الذين كان نصيبهم داخل نصيب يهوذا (يشوع ١٩: ١ – ٩) وكان شمعون مع يهوذا لما حاربوا الكنعانيين (قضاة ١: ٣).

لَمْ يَقْتُلُوا أَحَداً قصد العمالقة استرقاقهم وقصد الله حفظهم لكي يردهم لرجالهم وآبائهم.

٣ – ٦ «٣ فَدَخَلَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ ٱلْمَدِينَةَ وَإِذَا هِيَ مُحْرَقَةٌ بِٱلنَّارِ، وَنِسَاؤُهُمْ وَبَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ قَدْ سُبُوا. ٤ فَرَفَعَ دَاوُدُ وَٱلشَّعْبُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا حَتَّى لَمْ تَبْقَ لَهُمْ قُوَّةٌ لِلْبُكَاءِ. ٥ وَسُبِيَتِ ٱمْرَأَتَا دَاوُدَ: أَخِينُوعَمُ ٱلْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ ٱمْرَأَةُ نَابَالَ ٱلْكَرْمَلِيِّ. ٦ فَتَضَايَقَ دَاوُدُ جِدّاً لأَنَّ ٱلشَّعْبَ قَالُوا بِرَجْمِهِ، لأَنَّ أَنْفُسَ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ كَانَتْ مُرَّةً كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَتَشَدَّدَ بِٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ».

ص ٢٥: ٤٢ و٤٣ خروج ١٧: ٤ ص ٢٣: ١٦ ومزمور ١٨: ٢ و٢٧: ١٤

بَكَوْا ظنوا أنهم خسروا كل شيء. ونساؤهم وأولادهم أثمن من المال. ولكن بكاءهم تحوّل إلى فرح (ع ١٩).

تَضَايَقَ دَاوُدُ جِدّاً إذ سُبيت أمرأتاه وتكلّم رجاله برجمه. ولعلهم لاموه لأنه لم يحسب هذا الحساب ولم يستعد له بإبقائه بعض رجاله في صقلغ. فرأى نفسه متروكاً من كل بني البشر وانقطعت كل آماله. ولكن الرب لم يتركه فتشدد به (مزمور ١٨: ٢ ومزمور ٢٧: ١٤ ومزمور ٣١: ١ وغيرها من المزامير).

٧ – ١٠ «٧ ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنِ ٱبْنِ أَخِيمَالِكَ: قَدِّمْ إِلَيَّ ٱلأَفُودَ. فَقَدَّمَ أَبِيَاثَارُ ٱلأَفُودَ إِلَى دَاوُدَ. ٨ فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ ٱلرَّبِّ: إِذَا لَحِقْتُ هٰؤُلاَءِ ٱلْغُزَاةَ فَهَلْ أُدْرِكُهُمْ؟ فَقَالَ لَهُ: ٱلْحَقْهُمْ فَإِنَّكَ تُدْرِكُ وَتُنْقِذُ. ٩ فَذَهَبَ دَاوُدُ هُوَ وَٱلسِّتُّ مِئَةِ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى وَادِي ٱلْبَسُورِ، وَٱلْمُتَخَلِّفُونَ وَقَفُوا. ١٠ وَأَمَّا دَاوُدُ فَلَحِقَ هُوَ وَأَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ، وَوَقَفَ مِئَتَا رَجُلٍ لأَنَّهُمْ أَعْيَوْا عَنْ أَنْ يَعْبُرُوا وَادِيَ ٱلْبَسُورِ».

ص ٢٣: ٩ ص ٢٣: ٢ و٤ خروج ١٥: ٩ ع ١٨ ص ٢٧: ٢ ع ٩ و٢١

كان أبياثار معه كل أيام جولانه (٢٣: ٦).

ٱلأَفُودَ (٢٣: ٩) ظهر من طلب داود أولاً أنه قصد العمل وهو أفضل من البكاء (يشوع ٧: ١٠) وثانياً أنه توقع الجواب بواسطة الأفود واعتقد أن الكاهن رجل الله فيقدر أن يتكل عليه ويعمل بموجب كلامه. وإيمان داود قوّى إيمان رجاله فذهبوا معه وأقلعوا عن القول برجمه.

ٱلسِّتُّ مِئَةِ كان عنده ست مئة عندما أتى إلى جت (٢٧: ٢) وأتاه كثيرون إلى صقلغ (١أيام ١٢: ١ – ٢٢) ومن رجاله انتخب ست مئة فقط لأن سعيهم وراء العمالقة كان بالعجلة.

وَادِي ٱلْبَسُورِ لم يذكره الكتاب إلا هنا. وكان جنوبي صقلغ وأرض يهوذا ولعله وادي الشريعة الذي يصل إلى البحر جنوبي غزّة.

ٱلْمُتَخَلِّفُونَ يدل على شدة سعيهم لأن ثلثيهم تخلفوا وإن كانوا كلهم جبابرة منتخبين. ولعل النهر كان قوياً فلم يقدر على عبوره إلا الأقوياء. وألقى داود الأمتعة عند هذا الوادي.

١١ – ١٦ «١١ فَصَادَفُوا رَجُلاً مِصْرِيّاً فِي ٱلْحَقْلِ فَأَخَذُوهُ إِلَى دَاوُدَ، وَأَعْطُوهُ خُبْزاً فَأَكَلَ وَسَقَوْهُ مَاءً، ١٢ وَأَعْطُوهُ قُرْصاً مِنَ ٱلتِّينِ وَعُنْقُودَيْنِ مِنَ ٱلزَّبِيبِ، فَأَكَلَ وَرَجَعَتْ رُوحُهُ إِلَيْهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ خُبْزاً وَلاَ شَرِبَ مَاءً فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَثَلاَثِ لَيَالٍ. ١٣ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: لِمَنْ أَنْتَ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا غُلاَمٌ مِصْرِيٌّ عَبْدٌ لِرَجُلٍ عَمَالِيقِيٍّ، وَقَدْ تَرَكَنِي سَيِّدِي لأَنِّي مَرِضْتُ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. ١٤ فَإِنَّنَا قَدْ غَزَوْنَا عَلَى جَنُوبِيِّ ٱلْكِرِيتِيِّينَ، وَعَلَى مَا لِيَهُوذَا وَعَلَى جَنُوبِيِّ كَالِبَ وَأَحْرَقْنَا صِقْلَغَ بِٱلنَّارِ. ١٥ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: هَلْ تَنْزِلُ بِي إِلَى هٰؤُلاَءِ ٱلْغُزَاةِ؟ فَقَالَ: ٱحْلِفْ لِي بِٱللّٰهِ أَنَّكَ لاَ تَقْتُلُنِي وَلاَ تُسَلِّمُنِي لِيَدِ سَيِّدِي فَأَنْزِلَ بِكَ إِلَى هٰؤُلاَءِ ٱلْغُزَاةِ. ١٦ فَنَزَلَ بِهِ وَإِذَا بِهِمْ مُنْتَشِرُونَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلأَرْضِ، يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَرْقُصُونَ بِسَبَبِ جَمِيعِ ٱلْغَنِيمَةِ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي أَخَذُوا مِنْ أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ أَرْضِ يَهُوذَا».

قضاة ١٥: ١٩ ع ١ و١٦ و٢صموئيل ٨: ١٨ وحزقيال ٢٥: ١٦ يشوع ١٤: ١٣ و٢١: ١١ و١٢ ع ١ ع ١٤

أخذوا المصري وأطعموه أولاً رحمة به لأنه كاد يهلك. وثانياً ليستخبروا منه ويستدلوا على طريق العمالقة.

ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ كان قد مضى على نهبهم صقلغ ثلاثة أيام على أقل تقدير.

لِمَنْ أَنْتَ استنتج من منظره أنه عبد لأحد الرجال.

لِرَجُلٍ عَمَالِيقِيٍّ كان سباه في غزوة واستعبده.

تَرَكَنِي سَيِّدِي كان سيده بلا رحمة مطلقاً فترك عبده عندما عجز عن الخدمة فكانت قيمته عنده كقيمة دابة فقط.

ٱلْكِرِيتِيِّينَ قبيلة من الفلسطينيين أرضهم في الجنوب (حزقيال ٢٥: ١٦ صفنيا ٢: ٥) وربما كان أصلهم من جزيرة كريت. (في صموئيل ٨: ١٨) الكلمة جلاّدون في الأصل كريتيون وكلمة سعاة في الأصل فليتيون. ومن المحتمل أن هذين الاسمين من أسماء قبائل الفلسطينيين فيكون معنى القول أن بناياهو كان على الكريتيين والفلينتيين فكان حراس داود من أرض الفلسطينيين. وأحياناً يفضّل الملوك أن يكون حراسهم من الأجانب.

جَنُوبِيِّ كَالِبَ أي أرض حبرون التي أُعطيت لكالب وبعدما أُعطيت مدينة حبرون للكهنة أخذ كالب حقل المدينة أي الأرض التي حولها (يشوع ١٤: ١٣ و٢١: ١١ و١٢).

لاَ تَقْتُلُنِي في الحروب القديمة كانوا أحياناً يستخدمون الدليل ثم يقتلونه لئلا يخونهم.

لاَ تُسَلِّمُنِي لِيَدِ سَيِّدِي خيفة أن يقتله أو يعذّبه إذا عرف أنه ساعد داود.

مُنْتَشِرُونَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلأَرْضِ بلا احتراس لأنهم لم يفتكروا أن داود يرجع ويلحقهم بهذه السرعة.

مِنْ أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ أَرْضِ يَهُوذَا كانوا أعداء الجميع يدهم على كل إنسان (تكوين ١٦: ١٢) وليس لهم قانون ولا شرف ولا يعرفون شيئاً إلا النهب والسلب.

١٧ – ٢٠ «١٧ فَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ مِنَ ٱلْعَتَمَةِ إِلَى مَسَاءِ غَدِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ أَرْبَعَ مِئَةِ غُلاَمٍ ٱلَّذِينَ رَكِبُوا جِمَالاً وَهَرَبُوا. ١٨ وَٱسْتَخْلَصَ دَاوُدُ كُلَّ مَا أَخَذَهُ عَمَالِيقُ، وَأَنْقَذَ دَاوُدُ ٱمْرَأَتَيْهِ. ١٩ وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ لاَ صَغِيرٌ وَلاَ كَبِيرٌ وَلاَ بَنُونَ وَلاَ بَنَاتٌ وَلاَ غَنِيمَةٌ، وَلاَ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا أَخَذُوا لَهُمْ، بَلْ رَدَّ دَاوُدُ ٱلْجَمِيعَ. ٢٠ وَأَخَذَ دَاوُدُ ٱلْغَنَمَ وَٱلْبَقَرَ. سَاقُوهَا أَمَامَ تِلْكَ ٱلْمَاشِيَةِ وَقَالُوا: هٰذِهِ غَنِيمَةُ دَاوُدَ».

ص ١١: ١١ ص ١٥: ٣ وقضاة ٧: ١٢ ع ٨ ع ٢٦ – ٣١

مِنَ ٱلْعَتَمَةِ إِلَى مَسَاءِ غَدِهِمْ والظاهر أن داود وصل إلى محل العمالقة ليلاً ووجدهم يأكلون ويشربون ويرقصون وفي آخر الليل ناموا فهجم عليهم عند سحر الصبح (١١: ١١) وهم نائمون فانتصر عليهم وإن كانوا أكثر عدداً من رجاله. ودام القتال النهار كله من عتمة الصبح إلى المساء وكان شديداً جداً ومع ذلك لم يُفقد أحد من رجال داود واسترجعوا كل ما نُهب من النفوس والبهائم والأمتعة. وما هذا إلا بعناية الله الخاصة ولا شك أنهم فهموا عند ذلك أن الله سمح بكل ما أصابهم كطرد الفلسطينيين إياهم وحرق صقلغ وسبي النساء والأولاد. وعلموا أن هذا لخيرهم وتعلموا الاتكال عليه في أشد الضيقات. ولا شك أن رجال داود تعلّموا الاتكال على قائدهم لأنه اتكل على الرب.

هٰذِهِ غَنِيمَةُ دَاوُدَ كل إنسان استرجع ما كان فقده وفوق ذلك أخذوا من العمالقة غنيمة متنوعة كثيرة (١٦) أخذ داود منها لنفسه الغنم والبقر وساقوا هذه أمام مواشي رجال داود. ونعرف عظمة مقدار هذه الغنيمة من كثرة الأشخاص الذي أُرسل إليه هدايا منها (ع ٢٦ – ٣١).

٢١ – ٢٥ «٢١ وَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى مِئَتَيِ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِينَ أَعْيَوْا عَنِ ٱلذَّهَابِ وَرَاءَ دَاوُدَ، فَأَرْجَعُوهُمْ فِي وَادِي ٱلْبَسُورِ، فَخَرَجُوا لِلِقَاءِ دَاوُدَ وَلِقَاءِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ. فَتَقَدَّمَ دَاوُدُ إِلَى ٱلْقَوْمِ وَسَأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِمْ. ٢٢ فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ شِرِّيرٍ وَلَئِيمٍ مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ سَارُوا مَعَ دَاوُدَ: لأَجْلِ أَنَّهُمْ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَنَا لاَ نُعْطِيهِمْ مِنَ ٱلْغَنِيمَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْلَصْنَاهَا، بَلْ لِكُلِّ رَجُلٍ ٱمْرَأَتَهُ وَبَنِيهِ، فَلْيَقْتَادُوهُمْ وَيَنْطَلِقُوا. ٢٣ فَقَالَ دَاوُدُ: لاَ تَفْعَلُوا هٰكَذَا يَا إِخْوَتِي، لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ أَعْطَانَا وَحَفِظَنَا وَدَفَعَ لِيَدِنَا ٱلْغُزَاةَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا عَلَيْنَا. ٢٤ وَمَنْ يَسْمَعُ لَكُمْ فِي هٰذَا ٱلأَمْرِ؟ لأَنَّهُ كَنَصِيبِ ٱلنَّازِلِ إِلَى ٱلْحَرْبِ نَصِيبُ ٱلَّذِي يُقِيمُ عِنْدَ ٱلأَمْتِعَةِ، فَإِنَّهُمْ يَقْتَسِمُونَ بِٱلسَّوِيَّةِ. ٢٥ وَكَانَ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ فَصَاعِداً أَنَّهُ جَعَلَهَا فَرِيضَةً وَقَضَاءً لإِسْرَائِيلَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».

ع ١٠ عدد ٣١: ٢٧ ويشوع ٢٢: ٨

فَأَرْجَعُوهُمْ فِي وَادِي ٱلْبَسُورِ (ع ٩) أرجعوهم عن السعي وراء العمالقة وتركوهم في وادي البسور فيظهر من هذا القول أنهم وقفوا بأمر داود لأنهم أعيوا عن أن يعبروا الوادي فلم يكن بقاؤهم ناتجاً من خوفهم أو عصيانهم.

فَخَرَجُوا لِلِقَاءِ دَاوُدَ… وَسَأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِمْ رحبوا به و هو رحب بهم.

فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ شِرِّيرٍ وَلَئِيمٍ ظهر شرهم ولؤمهم لأنهم افتخروا بقوتهم ولم يُشفقوا على الضعفاء وبخلوا عليهم ولم يريدوا أن يعطوهم شيئاً من الغنيمة. إن كل شرير ولئيم بين رجال داود كشف ما في قلبه في وقت النجاح لأن النجاح محك الرجال. وامتحان النجاح أشد من امتحان الضيق.

لاَ تَفْعَلُوا هٰكَذَا يَا إِخْوَتِي أظهر داود محبته لجميع رجاله واقتداره في سياستهم إذ قال لهم «يا إخوتي» وأظهر تقواه وتواضعه في وقت الغلبة بقوله «الرب قد أعطانا وحفظنا».

فَرِيضَةً وَقَضَاءً لإِسْرَائِيلَ لم يكن هذا فريضة جديدة لأن الرب سنّ هذا في الغنيمة التي أُخذت من المديانيين (عدد ٣١: ٢٥ – ٢٧ أنظر أيضاً يشوع ٢٢: ٨).

٢٦ – ٣٠ «٢٦ وَلَمَّا جَاءَ دَاوُدُ إِلَى صِقْلَغَ أَرْسَلَ مِنَ ٱلْغَنِيمَةِ إِلَى شُيُوخِ يَهُوذَا إِلَى أَصْحَابِهِ قَائِلاً: هٰذِهِ لَكُمْ بَرَكَةٌ مِنْ غَنِيمَةِ أَعْدَاءِ ٱلرَّبِّ. ٢٧ إِلَى ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ إِيلٍ، وَٱلَّذِينَ فِي رَامُوتَ ٱلْجَنُوبِ، وَٱلَّذِينَ فِي يَتِّيرَ، ٢٨ وَإِلَى ٱلَّذِينَ فِي عَرُوعِيرَ، وَٱلَّذِينَ فِي سِفْمُوثَ، وَٱلَّذِينَ فِي أَشْتَمُوعَ، ٢٩ وَإِلَى ٱلَّذِينَ فِي رَاخَالَ وَٱلَّذِينَ فِي مُدُنِ ٱلْيَرْحَمْئِيلِيِّينَ وَٱلَّذِينَ فِي مُدُنِ ٱلْقِينِيِّينَ ٣٠ وَإِلَى ٱلَّذِينَ فِي حُرْمَةَ وَٱلَّذِينَ فِي كُورَ عَاشَانَ وَٱلَّذِينَ فِي عَتَاكَ ٣١ وَإِلَى ٱلَّذِينَ فِي حَبْرُونَ وَإِلَى جَمِيعِ ٱلأَمَاكِنِ ٱلَّتِي تَرَدَّدَ فِيهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ».

ص ٢٥: ٢٧ ص ١٨: ١٧ و٢٥: ٢٨ يشوع ١٥: ٣٠ و١٩: ٤ يشوع ١٩: ٨ يشوع ١٥: ٤٨ و٢١: ١٤ و١أيام ١١: ٤٤ و١أيام ٢٧: ٢٧ يشوع ١٥: ٥٠ ص ٢٧: ١٠ ص ١٥: ٦ يشوع ١٢: ١٤ و١٥: ٣٠ و١٩: ٤ يشوع ١٥: ٤٢ و١٩: ٧ يشوع ١٤: ١٣ – ١٥ و٢١: ١١ – ١٣ وعدد ١٣: ٢٢ ص ٢٣: ٢٢

قصد داود في إرساله هذه الهدايا أن يزيد الإلفة بينه وبين يهوذا وأن يظهر أنه حارب حروب الرب وحروبهم.

شُيُوخِ يَهُوذَا (٨: ٤) الذين كانوا أصدقاءه.

بَرَكَةٌ أي هدية (٢٥: ٢٧) وفي الكلمة إشارة إلى أنها من الله.

بَيْتِ إِيلٍ ليست بيت إيل بنيامين التي كان يعقوب فيها بل مدينة في يهوذا.

رَامُوتَ ٱلْجَنُوبِ تمييزاً لها عن راموث جلعاد (يشوع ١٩: ٨).

يَتِّيرَ مدينة للكهنة وموقعها مجهول.

عَرُوعِيرَ ليست المدينة التي في موآب على نهر أرنون ولعلها عرعارة الحالية على الطريق من غزة إلى وادي موسى على بعد ١١ ميلاً إلى الجنوب الغربي من بئر سبع.

سِفْمُوثَ موقعها مجهول.

أَشْتَمُوعَ مدينة للكهنة اسمها الحالي سموع على بعد ٧ أميال جنوبي حبرون.

رَاخَالَ موقعها مجهول.

ٱلْيَرْحَمْئِيلِيِّينَ (٢٧: ١٠).

ٱلْقِينِيِّينَ (١٥: ٦).

حُرْمَةَ اسمها الأصلي صفاة (قضاة ١: ١٧) في نصيب شمعون.

كُورَ عَاشَانَ أو عاشان (يشوع ١٥: ٤٢) مدينة في شمعون.

عَتَاكَ لم تذكر إلا هنا ولعلها عاتر في (يشوع ١٥: ٤٢).

حَبْرُونَ الخليل الحالية تبعد نحو ٢٠ ميلاً عن أورشليم جنوباً وسُميت قرية أربع (يشوع ١٤: ١٥) وممرا (تكوين ٢٣: ١٩) دُفن فيها إبراهيم وإسحاق ويعقوب ونساؤهم سارة ورفقة وليئة وصارت مدينة ملجإ وكانت قاعدة مُلك داود في أول ملكه. (اطلب حبرون في قاموس الكتاب) وهكذا داود وثّق رُبط المحبة بينه وبين رجاله وبينه وبين يهوذا. ومن فضائله أنه لم ينسَ أصدقاءه بعدما صار ملكاً.

فوائد

  1. يجب الاتكال على الله وإن خسرنا كل ما نتكل عليه وفقدنا كل من نحبه (حبقوق ٣: ١٧ – ١٩) (ع ٦ و١٩).
  2. يستجيب الرب لكل من يسأله إذا سأله بقصد العمل (ع ٨).
  3. يجب أن نصدق بعد الصلاة أن الله سمع واستجاب (ع ٩).
  4. قد يكون الأكل والشرب والرقص في ليلة يوم الهلاك (ع ١٦).
  5. في خدمة الرب أنواع كثيرة من العمل ولكل عامل وإن كان مجهولاً أجرٌ من الرب ومن لا يقدر أن يعمل شيئاً إلا الصلاة فله أجر كمن يعمل (ع ٢٤).
  6. يجب أن لا نفتخر إذا نجحنا في عمل الرب لأن النجاح منه وليس منا. ولنا شركاء كثيرون في العمل منهم من نعرفهم ومنهم من لا نعرفهم يستحقون الأجر مثلنا أو أكثر منا (ع ٢٣ و٢٤).
  7. إن الكرم والسخاء ليسا من الواجبات فقط بل فيهما أفضل حكمة أيضاً (ع ٢٦).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى