سفر يشوع | 18 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر يشوع
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ
١ «وَٱجْتَمَعَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي شِيلُوهَ وَنَصَبُوا هُنَاكَ خَيْمَةَ ٱلاجْتِمَاعِ. وَأُخْضِعَتِ ٱلأَرْضُ قُدَّامَهُمْ».
ص ١٩: ٥١ و٢١: ٢ و٢٢: ٩ وإرميا ٧: ١٢ قضاة ١٨: ٣١ و١صموئيل ١: ٣ و٢٤ و٤: ٣ و٤
وَٱجْتَمَعَ أخذ بنو يهوذا نصيبهم في الجنوب وأخذ بنو يوسف نصيبهم في الشمال. وذُكر (ص ١٧: ١٤ – ١٧) تذمُّر بني يوسف وذلك مما أشار إلى الانشقاق المزمع أن يحدث بينهما. وكان ظهر من بني يوسف روح الحسد والافتخار مع رفض العمل المعيّن لهم من الله فكان من الضرورة أن الشعب كلهم يتحدون في طلب بركة الله.
كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ معنى الكلمة الأصلية المدعوون لأجل الوقوف أمام الرب والشهادة له ولشريعته وحفظ الرجاء بالفداء والسلوك بالبرّ والتقوى والقدوة لغيرهم من شعوب الأرض. فكانت جماعة إسرائيل في العهد القديم كالكنيسة في العهد الجديد.
شِيلُوهَ مدينة جنوبي نابلس وعلى غاية عشرة أميال منها وبينها وبين بيت إيل المعروفة اليوم ببيتين وتُسمى اليوم سيلون ولعلهم اختاروها لينصبوا فيها خيمة الاجتماع أولاً لأنها في وسط البلاد وثانياً لأنها أقل من غيرها عرضة لتعديات الكنعانيين. وكانت بيت إيل حينئذ بيد الكنعانيين (قضاة ١: ٢٣ – ٢٧).
وَنَصَبُوا هُنَاكَ خَيْمَةَ ٱلاجْتِمَاعِ وتسمت الخيمة «خيمة الاجتماع» لأن فيها اجتمع الله مع شعبه (خروج ٢٩: ٤٢ و٤٣) «وَأَجْتَمِعُ هُنَاكَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَيُقَدَّسُ بِمَجْدِي». وبقيت هذه الخيمة في شيلوه ثلاث مئة سنة ثم أخذ تابوتها الفلسطينيون (١صموئيل ص ٣ و٤) ولم يُعد إليها إذ أصعده داود إلى أورشليم ثم نُقلت الخيمة إليها (٢أيام ١: ٣ و٤). وهذا يستلزم أن الإسرائيليين انتقلوا من جلعاد إلى شيلوه.
أُخْضِعَتِ ٱلأَرْضُ قُدَّامَهُمْ إذ لم يبق للكنعانيين الباقين من قدرة على مقاومتهم. ويظهر أنهم قصدوا نصب الخيمة أول ما يمكن بعد دخولهم إلى أرض كنعان ولكن كان من الضرورة أنهم أولاً يخضعون الأرض ويُعطى السبط الذي تكون الخيمة فيه نصيبه ولا شك أنهم احتفوا احتفاء مقدساً عظيماً بنصب الخيمة وجددوا خدمتها بعد انقطاعها مدة الحروب.
٢ «وَبَقِيَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِمَّنْ لَمْ يَقْسِمُوا نَصِيبَهُمْ، سَبْعَةُ أَسْبَاطٍ».
وَبَقِيَ… مِمَّنْ لَمْ يَقْسِمُوا نَصِيبَهُمْ أو لم يأخذوا أنصبتهم وسبب هذا التأخر مجهول والمرجّح أنه الخلاف بين سبط يهوذا وسبطي يوسف فإن يهوذا أخذ الكافي من الميراث وأما سبطا يوسف فكان نصيبهما غير كاف وتعب الإسرائيليين من الحرب على أثر ما كان لهم من الراحة واللذة بها وحب التراخي.
سَبْعَةُ أَسْبَاطٍ وهم شمعون ويسّاكر وزبولون وأشير وبنيامين ودان ونفتالي.
٣ «فَقَالَ يَشُوعُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: حَتَّى مَتَى أَنْتُمْ مُتَرَاخُونَ عَنِ ٱلدُّخُولِ لامْتِلاَكِ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاكُمْ إِيَّاهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُ آبَائِكُمْ؟».
قضاة ١٨: ٩
فَقَالَ يَشُوعُ قال ما يأتي وهو لم يأخذ نصيبه حتى حصل كل الأسباط على أنصبتهم فآثر غيره على نفسه ولم يؤثر نفسه على غيره كأكثر أهل الأرض. الإسرائيليون استراحوا وتراخوا وهو لم يسترح حتى أتم ما كان عليه من العمل حسب أمر الرب لموسى.
حَتَّى مَتَى أَنْتُمْ مُتَرَاخُونَ أي متقاعدون. والاستفهام هنا إنكاري يراد به الاستبطاء والتوبيخ فكأنه قال لهم لقد أبطأتم عن إتمام ما يجب عليكم وأوجبتم على أنفسكم الملامة. فكأن الإسرائيليين حسبوا أن الله يعطيهم الأرض بلا حرب ولا أقل تعب لأنه وعدهم بذلك وهو أمين لا يخلف الميعاد ونسوا شروط ذلك الوعد وإن كل مواعيد الله بشروط لا تتم بدونها فهم كمن يريد السعادة السماوية بدون أن يهتم بها.
إِلٰهُ آبَائِكُمْ إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
٤ «هَاتُوا ثَلاَثَةَ رِجَالٍ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ فَأُرْسِلَهُمْ فَيَقُومُوا وَيَسِيرُوا فِي ٱلأَرْضِ وَيَكْتُبُوهَا بِحَسَبِ أَنْصِبَتِهِمْ، ثُمَّ يَأْتُوا إِلَيَّ».
هَاتُوا وفي العبراني «هبو لكم» أي هبوا لأنفسكم أي عيّنوا لأنفسكم أو اختاروا وقدّموا.
ثَلاَثَةَ رِجَالٍ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ من الأسباط السبعة فيكون الرجال المختارون واحداً وعشرين.
وَيَسِيرُوا فِي ٱلأَرْضِ الباقية والظاهر من هذا أن الكنعانيين لم يكونوا حينئذ يقاومون أحداً من الإسرائيليين وإلا استحال على واحد وعشرين رجلاً أن يسيروا في تلك الأرض ويقسموها أو أن هؤلاء ساروا مع جيش يحرسهم.
وَيَكْتُبُوهَا بِحَسَبِ أَنْصِبَتِهِمْ ذُكرت الكتابة بحسب الأنصبة في (ع ٩).
٥ «وَلْيَقْسِمُوهَا إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ، فَيُقِيمُ يَهُوذَا عَلَى تُخُمِهِ مِنَ ٱلْجَنُوبِ، وَيُقِيمُ بَيْتُ يُوسُفَ عَلَى تُخُمِهِمْ مِنَ ٱلشِّمَالِ».
ص ١٥: ١ ص ١٦: ١ و٤
إِلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ ما كان لكل سبط أن يختار نصيبه ففي سفر العدد ما نصه «لِهٰؤُلاَءِ تُقْسَمُ ٱلأَرْضُ نَصِيباً عَلَى عَدَدِ ٱلأَسْمَاءِ. اَلْكَثِيرُ تُكَثِّرُ لَهُ نَصِيبَهُ، وَٱلْقَلِيلُ تُقَلِّلُ لَهُ نَصِيبَهُ… إِنَّمَا بِٱلْقُرْعَةِ تُقْسَمُ ٱلأَرْضُ» (عدد ٢٦: ٥٣ – ٥٥). وهذا يستلزم أن الأنصبة لم تكن متساوية فالأقسام السبعة مختلفة الأقدار فلا تكون القرعة بعد القسمة فهي قبلها والغاية منها بيان جهة نصيب كل سبط ووضع نصيبه ثم تكون القسمة على نسبة العدد ولعل قسمة الأرض شرقي الأردن بين السبطين ونصف السبط كانت على هذه الصورة.
٦ «وَأَنْتُمْ تَكْتُبُونَ ٱلأَرْضَ سَبْعَةَ أَقْسَامٍ، ثُمَّ تَأْتُونَ إِلَيَّ هُنَا فَأُلْقِي لَكُمْ قُرْعَةً هٰهُنَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا».
ص ١٤: ٢ وع ١٠
تَكْتُبُونَ ٱلأَرْضَ سَبْعَةَ أَقْسَامٍ معيّنة الجهات دون المقدار وإلا فما كانت من حاجة إلى القرعة بعد ذلك كما يأتي.
فَأُلْقِي لَكُمْ قُرْعَةً تعيّن لكل شخص جهات نصيبه.
أَمَامَ ٱلرَّبِّ أي أمام مسكن الرب وهو التابوت الذي كان في قدس الأقداس من خيمة الشهادة ليكون الرب شاهداً على القاسم وليحفظ القاسم نفسه من الجور في إلقاء القرعة. وأعظم غايات يشوع من ذلك أن يبين لبني إسرائيل أن تعيين أنصبتهم من الرب لا منه فلا يتذمرون عليه ولا يختلفون.
٧، ٨ «٧ لأَنَّهُ لَيْسَ لِلاَّوِيِّينَ قِسْمٌ فِي وَسَطِكُمْ، لأَنَّ كَهَنُوتَ ٱلرَّبِّ هُوَ نَصِيبُهُمْ. وَجَادُ وَرَأُوبَيْنُ وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى قَدْ أَخَذُوا نَصِيبَهُمْ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ، ٱلَّذِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهُ مُوسَى عَبْدُ ٱلرَّبِّ. ٨ فَقَامَ ٱلرِّجَالُ وَذَهَبُوا. وَأَوْصَى يَشُوعُ ٱلذَّاهِبِينَ لِكِتَابَةِ ٱلأَرْضِ: اِذْهَبُوا وَسِيرُوا فِي ٱلأَرْضِ وَٱكْتُبُوهَا، ثُمَّ ٱرْجِعُوا إِلَيَّ فَأُلْقِي لَكُمْ هُنَا قُرْعَةً أَمَامَ ٱلرَّبِّ فِي شِيلُوهَ».
ص ١٣: ٢٣ ص ١٣: ٨
لأَنَّهُ لَيْسَ لِلاَّوِيِّينَ قِسْمٌ الخ هذا تعليل لكتابة الأرض سبعة أقسام لا إلى أحد عشر قسماً لكنها قُسمت إلى سبعة أقسام لأن سبط منسى لا نصيب له فيها كسائر إخوته وكان لا بد من ذلك كهنوت الرب ولأن جاد ورأوبين ونصف سبط منسى أخذوا نصيبهم في عبر الأردن الخ وشيلوه ذُكر بيانها في تفسير (ع ١).
٩ «فَسَارَ ٱلرِّجَالُ وَعَبَرُوا فِي ٱلأَرْضِ وَكَتَبُوهَا حَسَبَ ٱلْمُدُنِ سَبْعَةَ أَقْسَامٍ فِي سِفْرٍ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى يَشُوعَ إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ فِي شِيلُوهَ».
كَتَبُوهَا سَبْعَةَ أَقْسَامٍ فِي سِفْرٍ أي أبانوا الجهات والأقسام وأسماء المدن والقرى وصفات الأرض كالخصب والمحل وأنواعها كالتلال والسهول وهل هي أرض محروثة أو سبخة وهل فيها ماء أو لا وما أشبه ذلك وكتبوا كل شيء في كتاب مخصوص ولا نعرف كم من الزمان تقضّى بهذا العمل.
عرف المصريون القدماء علم الهندسة وتخطيط الأرض ولا شك أن الإسرائيليين تعلموا ذلك منهم.
حَسَبَ ٱلْمُدُنِ أي قسموا الأرض اعتباراً للمدن فتكون مدن في كل قسم.
١٠ «فَأَلْقَى لَهُمْ يَشُوعُ قُرْعَةً فِي شِيلُوهَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَهُنَاكَ قَسَمَ يَشُوعُ ٱلأَرْضَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ فِرَقِهِمْ».
فَأَلْقَى الخ قام بما تكفل به ووفى بما وعد وفي قسمة الأرض بالقرعة بالعدل. فإن الأرض لا تُقسم حسب إرادة يشوع ولا غيره ولا بحسب القوة فيكون القسم الأفضل للسبط الأقوى بالقرعة فكان جميع الأسباط متساوين.
والظاهر أن الرجال المرسلين وجدوا أن يهوذا وأفرايم كانا أخذا أكثر مما لهم بالنسبة إلى أنصبة الأسباط الباقين فجعلوا النصيب الذي وقع لشمعون من أرض يهوذا الجنوبية وجعلوا في النصيب الذي وقع لدان مدناً من يهوذا ومن أفرايم.
١١ «وَطَلَعَتْ قُرْعَةُ سِبْطِ بَنِي بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. وَخَرَجَ تُخُمُ قُرْعَتِهِمْ بَيْنَ بَنِي يَهُوذَا وَبَنِي يُوسُفَ».
بَيْنَ بَنِي يَهُوذَا وَبَنِي يُوسُفَ كان من أحسن ما تقتضيه الحكمة أن يكون سبط بنيامين حلقة الاتحاد الإسرائيلي بين ذينك السبطين القويين المتباريين. وكان على ما في قصة يوسف في سفر التكوين أن يهوذا ويوسف عطفا على بنيامين لأنه أصغر أبناء أبيهم وأحبهم إليه.
١٢ «وَكَانَ تُخُمُهُمْ مِنْ جِهَةِ ٱلشِّمَالِ مِنَ ٱلأُرْدُنِّ. وَصَعِدَ ٱلتُّخُمُ إِلَى جَانِبِ أَرِيحَا مِنَ ٱلشِّمَالِ وَصَعِدَ فِي ٱلْجَبَلِ غَرْباً، وَكَانَتْ مَخَارِجُهُ عِنْدَ بَرِّيَّةِ بَيْتِ آوِنَ».
ص ١٦: ١
أَرِيحَا… بَرِّيَّةِ بَيْتِ آوِنَ (انظر تفسير ص ٢: ١ وتفسير ص ٧: ٢).
١٣ «وَعَبَرَ ٱلتُّخُمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى لُوزَ إِلَى جَانِبِ لُوزَ ٱلْجَنُوبِيِّ. (هِيَ بَيْتُ إِيلَ) وَنَزَلَ ٱلتُّخُمُ إِلَى عَطَارُوتِ أَدَّارَ عَلَى ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي إِلَى جَنُوبِ بَيْتِ حُورُونَ ٱلسُّفْلَى».
تكوين ٢٨: ١٩ وقضاة ١: ٢٣ ص ١٦: ٣
لُوزَ (انظر تفسير ص ١٦: ١ و٢).
هِيَ بَيْتُ إِيلَ أي لوز هي بيت إيل (انظر تفسير ص ١٦: ١ وتكوين ٢٨: ١٩).
عَطَارُوتِ أَدَّارَ (انظر تفسير ص ١٦: ٢ و٥).
بَيْتِ حُورُونَ (انظر تفسير ص ١٠: ١٠).
١٤ «وَٱمْتَدَّ ٱلتُّخُمُ وَدَارَ إِلَى جِهَةِ ٱلْغَرْبِ جَنُوباً مِنَ ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي مُقَابِلَ بَيْتِ حُورُونَ جَنُوباً. وَكَانَتْ مَخَارِجُهُ عِنْدَ قَرْيَةِ بَعْلٍ. (هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ) مَدِينَةٌ لِبَنِي يَهُوذَا. هٰذِهِ هِيَ جِهَةُ ٱلْغَرْبِ».
ص ١٥: ٩
قَرْيَةِ بَعْلٍ وتُسمى بعلة (انظر تفسير ص ١٥: ٩).
١٥ «وَجِهَةُ ٱلْجَنُوبِ هِيَ أَقْصَى قَرْيَةِ يَعَارِيمَ. وَخَرَجَ ٱلتُّخُمُ غَرْباً وَخَرَجَ إِلَى مَنْبَعِ مِيَاهِ نَفْتُوحَ».
ص ١٥: ٩
مِيَاهِ نَفْتُوحَ (انظر تفسير ص ١٥: ١٩).
١٦ – ٢٠ «١٦ وَنَزَلَ ٱلتُّخُمُ إِلَى طَرَفِ ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي مُقَابِلَ وَادِي ٱبْنِ هِنُّومَ ٱلَّذِي فِي وَادِي ٱلرَّفَائِيِّينَ شِمَالاً، وَنَزَلَ إِلَى وَادِي هِنُّومَ إِلَى جَانِبِ ٱلْيَبُوسِيِّينَ مِنَ ٱلْجَنُوبِ، وَنَزَلَ إِلَى عَيْنِ رُوجَلَ. ١٧ وَٱمْتَدَّ مِنَ ٱلشِّمَالِ وَخَرَجَ إِلَى عَيْنِ شَمْسٍ، وَخَرَجَ إِلَى جَلِيلُوتَ ٱلَّتِي مُقَابِلَ عَقَبَةِ أَدُمِّيمَ، وَنَزَلَ إِلَى حَجَرِ بُوهَنَ بْنِ رَأُوبَيْنَ، ١٨ وَعَبَرَ إِلَى ٱلْكَتِفِ مُقَابِلَ ٱلْعَرَبَةِ شِمَالاً، وَنَزَلَ إِلَى ٱلْعَرَبَةِ. ١٩ وَعَبَرَ ٱلتُّخُمُ إِلَى جَانِبِ بَيْتِ حُجْلَةَ شِمَالاً. وَكَانَتْ مَخَارِجُ ٱلتُّخُمِ عِنْدَ لِسَانِ بَحْرِ ٱلْمِلْحِ شِمَالاً إِلَى طَرَفِ ٱلأُرْدُنِّ جَنُوباً. هٰذَا هُوَ تُخُمُ ٱلْجَنُوبِ. ٢٠ وَٱلأُرْدُنُّ يَتْخُمُهُ مِنْ جِهَةِ ٱلشَّرْقِ. فَهٰذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي بِنْيَامِينَ مَعَ تُخُومِهِ مُسْتَدِيراً حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ».
ص ١٥: ٧ ص ١٥: ٦
(انظر تفسير ص ١٥: ٥ – ٩).
جَلِيلُوتَ هي الجلجال (ص ١٥: ٧).
٢١ – ٢٨ «٢١ وَكَانَتْ مُدُنُ سِبْطِ بَنِي بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: أَرِيحَا وَبَيْتَ حُجْلَةَ وَوَادِي قَصِيصَ ٢٢ وَبَيْتَ ٱلْعَرَبَةِ وَصَمَارَايِمَ وَبَيْتَ إِيلَ ٢٣ وَٱلْعَوِّيمَ وَٱلْفَارَةَ وَعَفْرَةَ ٢٤ وَكَفْرَ ٱلْعَمُّونِيِّ وَٱلْعُفْنِي وَجَبَعَ، سِتَّ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. ٢٥ جِبْعُونَ وَٱلرَّامَةَ وَبَئِيرُوتَ ٢٦ وَٱلْمِصْفَاةَ وَٱلْكَفِيرَةَ وَٱلْمُوصَةَ ٢٧ وَرَاقَمَ وَيَرَفْئِيلَ وَتَرَالَةَ ٢٨ وَصَيْلَعَ وَآلَفَ وَٱلْيَبُوسِيَّ. (هِيَ أُورُشَلِيمُ) وَجِبْعَةَ وَقِرْيَةَ. أَرْبَعَ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. هٰذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ».
٢صموئيل ٢١: ١٤ ص ١٥: ٨
ذُكر في هذه الآيات عدد المدن ذات الشأن واقتصر على ذكر أسماء بعضها (انظر تفسير ص ١٥: ٢٦). وقد وُصفت المدن المذكورة في ما مرّ من تفسير هذا السفر فارجع إليه.
وكان نصيب بنيامين صغيراً بالنسبة إلى غيره ولكن فيه منافع تعوّضه من ذلك الصغر منها أنه مرتفع عن سطح بحر الروم نحو ٢٠٠٠ قدم وعن وادي الأردن ٣٠٠٠ قدم وحوله تلال كثيرة كجبعة ورامة ومصفاة جميعها ملائمة للتحصين وقابلة للمدافعة. ولا دخول إلى أرض بنيامين من السواحل إلا بأودية ضيقة وشقوق في الجبال. فاشتهر البنيامينيون في الحروب ولا سيما استعمال المقلاع (٢صموئيل ١: ٢٢ وقضاة ٣: ١٥ و٢٠: ١٦) وحاربوا وحدهم الباقين من بني إسرائيل (قضاة ص ٢٠ و٢١) وكان الملك الأول منهم.
فوائد
إن الأسباط اجتمعوا في شيلوه للصلاة في خيمة الشهادة وبعد الصلاة حثّهم يشوع على العمل بالنشاط وعرض عليهم قسمة الأرض ولنا من ذلك ما يأتي من الفوائد:
- إنه يجب قبل الشروع في المطلوب أن نصلي لله ونطلب إرشاده ومعونته.
- إن شعب الله يشتركون في عبادة الله كما يشتركون في نعمه ومواهبه.
- إن يشوع كان رمزاً إلى يسوع فكما قسم لهم يشوع الأرض يقسم لنا يسوع السماء ويهب لنا الميراث الأبدي.
- إن اجتماع الأسباط كلهم في بيت الله للعبادة يذكرنا بالمزمور الذي أوله «هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ ٱلْإِخْوَةُ مَعاً» (مزمور ١٣٣: ١).
- إن في ذلك إشارة إلى الراحة بالله أو مع الله. إن معنى «شيلوه» موضع الراحة أو السلام. ولا شيء يجلب الراحة والسلام مثل القرب من الله.
-
إنه يجب أن نسير من الصلاة إلى العمل فالصلاة بلا عمل عبادة ناقصة أو باطلة وإلا لكفى أن نصلي ونلهو ونعرض عن كل عمل وذلك شرٌّ عُرف بالاختبار. إن يشوع خاطب الإسرائيليين في أمر ميراثهم على أثر خروجهم من المعبد.
السابق |
التالي |