سفر التثنية | 26 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التثنية
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلْعِشْرُونَ
تقديم الباكورة (ع ١ – ١١)
١، ٢ «١ وَمَتَى أَتَيْتَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ نَصِيباً وَٱمْتَلَكْتَهَا وَسَكَنْتَ فِيهَا، ٢ فَتَأْخُذُ مِنْ أَوَّلِ كُلِّ ثَمَرِ ٱلأَرْضِ ٱلَّذِي تُحَصِّلُ مِنْ أَرْضِكَ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ وَتَضَعُهُ فِي سَلَّةٍ وَتَذْهَبُ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي يَخْتَارُهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ لِيُحِلَّ ٱسْمَهُ فِيهِ».
خروج ٢٣: ١٩ و٣٤: ٢٦ وعدد ١٨: ١٣ وص ١٦: ١٠ وأمثال ٣: ٩ ص ١٢: ٥
مَتَى أَتَيْتَ الخ قال راشي المفسر اليهودي «ما كان على الإسرائيليين أن يقوموا بهذه السنّة إلا بعد أن يغلبوا الكنعانيين ويستولوا على الأرض وتُقسم عليهم». وهذا يؤيده ما جاء في سفر يشوع (يشوع ٢١: ٤٣ – ٤٥). ومن قوله «تفرح الخ» أجمع اليهود على أن الشكر أو الاعتراف الذي يقال على الباكورات (ع ٥ – ١٠) يجب أن يقال ما بين نهاية عيد الفطير وهو اليوم الحادي والعشرون من الشهر الأول (احتفال مقدس أو اعتكاف ص ١٦: ٨) وعيد المظال. وإذ كانت الباكورات تقدم بين عيد المظال والفصح عدلوا عن صورة ذلك الاعتراف أو الشكر.
٣ «وَتَأْتِي إِلَى ٱلْكَاهِنِ ٱلَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ وَتَقُولُ لَهُ: أَعْتَرِفُ ٱلْيَوْمَ لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ أَنِّي قَدْ دَخَلْتُ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي حَلَفَ ٱلرَّبُّ لآبَائِنَا أَنْ يُعْطِيَنَا إِيَّاهَا».
ٱلْكَاهِنِ ٱلَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ لم يذكر اللاويين هنا فإن الكهنة مع أنهم من سبط لاوي مُيّزوا في سفر التثنية عن اللاويين كما مُيّزوا في سائر العهد القديم.
تَقُولُ… أَعْتَرِفُ «لتُظهر أنك غير كافر بنعمته» (راشي عن التلمود).
ٱلْيَوْمَ كان هذا الاعتراف على صورته هنا يقال مرة في السنة.
٤ «فَيَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ ٱلسَّلَّةَ مِنْ يَدِكَ وَيَضَعُهَا أَمَامَ مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ».
فَيَأْخُذُ ٱلْكَاهِنُ ٱلسَّلَّةَ ليرددها بأن يضع يده تحت يد صاحب السلة ويرددها.
٥ «ثُمَّ تَقُولُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ: أَرَامِيّاً تَائِهاً كَانَ أَبِي، فَٱنْحَدَرَ إِلَى مِصْرَ وَتَغَرَّبَ هُنَاكَ فِي نَفَرٍ قَلِيلٍ، فَصَارَ هُنَاكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَعَظِيمَةً وَكَثِيرَةً».
هوشع ١٢: ١٢ تكوين ٤٣: ١ و٢ و٤٥: ٧ و١١ تكوين ٤٦: ١ و٦ وأعمال ٧: ١٥ تكوين ٤٦: ٢٧ وص ١٠: ٢٢
أَرَامِيّاً الإشارة هنا أصلاً إلى يعقوب حين لحقه لابان الذي أخذ منه كل شيء سوى رحمة الله ووقايته ولا بد من الإشارة فيها إلى ما كان فيه من الخطر من أخيه عيسو (تكوين ص ٣١ وص ٣٢) ومن أهل شكيم (تكوين ص ٣٤ وص ٣٥) ومن المجاعة إلى أن بلغه نبأ يوسف.
٦، ٧ «٦ فَأَسَاءَ إِلَيْنَا ٱلْمِصْرِيُّونَ وَثَقَّلُوا عَلَيْنَا وَجَعَلُوا عَلَيْنَا عُبُودِيَّةً قَاسِيَةً. ٧ فَلَمَّا صَرَخْنَا إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِنَا سَمِعَ ٱلرَّبُّ صَوْتَنَا، وَرَأَى مَشَقَّتَنَا وَتَعَبَنَا وَضِيقَنَا».
خروج ١: ١١ و١٤ خروج ٢: ٢٣ إلى ٢٥ و٣: ٩ و٤: ٣١
فَلَمَّا صَرَخْنَا إِلَى ٱلرَّبِّ أخذ صموئيل هذه الكلمات يوم تكلّم مع إسرائيل بخطيته المشهورة وذلك قوله «لَمَّا جَاءَ يَعْقُوبُ إِلَى مِصْرَ وَصَرَخَ آبَاؤُكُمْ إِلَى ٱلرَّبِّ، أَرْسَلَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فَأَخْرَجَا آبَاءَكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَسْكَنَاهُمْ فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ» (١صموئيل ١٢: ٨) ويوضح هاتين الآيتين في (خروج ٢: ٢٥ و٣: ٩ و٦: ٥ و٦) وهما موضوعا الاعتراف والشكر.
٨، ٩ «٨ فَأَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ رَفِيعَةٍ وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةٍ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ، ٩ وَأَدْخَلَنَا هٰذَا ٱلْمَكَانَ، وَأَعْطَانَا هٰذِهِ ٱلأَرْضَ، أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً».
خروج ١٢: ٣٧ و٥١ و١٣: ٣ و١٤ و١٦ وص ٥: ١٥ ص ٤: ٣٤ خروج ٣: ٨
(انظر خروج ١٢: ٣٧ و٥١ و١٣: ٣ و١٤ و١٦ و٣: ٨).
١٠، ١١ «١٠ فَٱلآنَ هَئَنَذَا قَدْ أَتَيْتُ بِأَوَّلِ ثَمَرِ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَنِي يَا رَبُّ. ثُمَّ تَضَعُهُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ، وَتَسْجُدُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ. ١١ وَتَفْرَحُ بِجَمِيعِ ٱلْخَيْرِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ لَكَ وَلِبَيْتِكَ، أَنْتَ وَٱللاَّوِيُّ وَٱلْغَرِيبُ ٱلَّذِي فِي وَسْطِكَ».
ص ١٢: ٧ و١٢ و١٨
تَضَعُهُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ الخ أي تأخذه بعد أن يردده الكاهن وأنت تعترف وتردده أنت ثانية وتضعه أمام الرب ليأخذه.
إعلان تأدية العشور (ع ١٢ – ١٥)
١٢ «مَتَى فَرَغْتَ مِنْ تَعْشِيرِ كُلِّ عُشُورِ مَحْصُولِكَ، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ، سَنَةِ ٱلْعُشُورِ، وَأَعْطَيْتَ ٱللاَّوِيَّ وَٱلْغَرِيبَ وَٱلْيَتِيمَ وَٱلأَرْمَلَةَ فَأَكَلُوا فِي أَبْوَابِكَ وَشَبِعُوا».
لاويين ٢٧: ٣٠ وعدد ١٨: ٢٤ ص ١٤: ٢٨ و٢٩
مَتَى فَرَغْتَ كان وقت الاعتراف أو الإعلان الذي من (ع ١٣ – ١٥) على ما عُهد من استعمال اليهود مساء فصح السنة الرابعة أي العيد الأول بعد تأدية العشور والظاهر أنه كان يبقى أن يجمع جنى الأشجار بعد عيد المظال فإذاً كان يبقى شيء من الغلال بلا تعشير في ذلك العيد كل سنة لكن كان يجب تأدية كل عُشر السنة الثالثة قبل فصح السنة الرابعة.
ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ سَنَةِ ٱلْعُشُورِ (انظر ص ١٤: ٢٨ و٢٩) في السنة الثالثة والسنة السادسة العشر الثاني الذي في السنين الأُخر كان أصحابه يأكلونه في أورشليم كان يُعطى اللاوي إياه هو العشر الأول وهو لا يترك ولا يُغفل عنه والذي يُعطاه الغريب واليتيم والأرملة هو عشر الفقراء. وكان ذلك الاعتراف لا يؤتى إلا بعد تأدية العشر الأول والعشر الثاني أي العشر السنوي الذي للاويين والعشر الثاني الذي للفقراء.
فَأَكَلُوا فِي أَبْوَابِكَ وَشَبِعُوا عيّن كتبة اليهود مقدار ما يُشبع على راجح الظن.
١٣ «تَقُولُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ: قَدْ نَزَعْتُ ٱلْمُقَدَّسَ مِنَ ٱلْبَيْتِ، وَأَيْضاً أَعْطَيْتُهُ لِلاَّوِيِّ وَٱلْغَرِيبِ وَٱلْيَتِيمِ وَٱلأَرْمَلَةِ، حَسَبَ كُلِّ وَصِيَّتِكَ ٱلَّتِي أَوْصَيْتَنِي بِهَا. لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصَايَاكَ وَلاَ نَسِيتُهاَ».
مزمور ١١٩: ١٤١ و١٥٣ و١٧٦
تَقُولُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ: قَدْ نَزَعْتُ وفي العبرانية «بعرت» أي أحرقت أو أتلفت وغلب أن يعبر بهذه الكلمة عن نزع الشيء من مكانه في هذا الكتاب وعن نزع الشر ومن هذه الكلمة اسم «تبعيرة» أي احتراق. واتخذها مفسرو اليهود بكل مطلوب مفسد من العشر والباكورة ولكل ما لم يؤت به إلى أورشليم في السنين الثلاث السابقة.
أَعْطَيْتُهُ لِلاَّوِيِّ العشر الأول (راشي).
وَٱلْغَرِيبِ عشر الفقراء (راشي).
حَسَبَ كُلِّ وَصِيَّتِكَ «أي أعطيت كل شيء في وقته على الترتيب» (راشي).
١٤ «لَمْ آكُلْ مِنْهُ فِي حُزْنِي، وَلاَ أَخَذْتُ مِنْهُ فِي نَجَاسَةٍ، وَلاَ أَعْطَيْتُ مِنْهُ لأَجْلِ مَيِّتٍ، بَلْ سَمِعْتُ لِصَوْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِي وَعَمِلْتُ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتَنِي».
لاويين ٧: ٢٠ و٢١: ١ و١١ وهوشع ٩: ٤
لَمْ آكُلْ مِنْهُ فِي حُزْنِي (أي لم آكل من المقدس في زمن الحزن على الميت) كان حضور القبر أو جسد الميت من النجسات (عدد ص ١٩).
وَلاَ أَخَذْتُ مِنْهُ فِي نَجَاسَةٍ (هذا من عطف العام على الخاص فإن النجاسة المطلقة أعمّ من النجاسة الناشئة عن حضور القبر أو الميت).
وَلاَ أَعْطَيْتُ مِنْهُ لأَجْلِ مَيِّتٍ «أي ولا أنفقت من المقدس على ميت من ثمن كفن أو تابوت» (راشي). وقال بعضهم أراد بالميت الصنم إذ لا حياة فيه فكأنه قال لم أقدم شيئاً من أقداس الرب لصنم كما فعل بعض الناس الذين «تَعَلَّقُوا بِبَعْلِ فَغُورَ وَأَكَلُوا ذَبَائِحَ ٱلْمَوْتٰى» (مزمور ١٠٦: ٢٨).
سَمِعْتُ لِصَوْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِي وَعَمِلْتُ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتَنِي أي قمت بكل السنن الظاهرة وإلا فالإنسان عاجز عن أن يقوم بكل مطاليب الناموس. وتلك السنن الظاهرة مثل سنن العشور والقرابين.
١٥ «اِطَّلِعْ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِكَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَبَارِكْ شَعْبَكَ إِسْرَائِيلَ وَٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَنَا، كَمَا حَلَفْتَ لآبَائِنَا، أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً».
إشعياء ٦٣: ١٥ وزكريا ٢: ١٣
اِطَّلِعْ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِكَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ كُرر مثل هذه العبارة في صلاة سليمان. والعبارة نفسها في (٢أيام ٣٠: ٢٧). ولكن مسكنه المذكور في (٢أيام ٣٦: ١٥) قُصد به أورشليم والهيكل بخلاف المسكن في آية التفسير فإنه قُصد به السماء.
بَارِكْ شَعْبَكَ إِسْرَائِيلَ وَٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَنَا «أي قد قمنا بما أوصيتنا ففِ لنا بما وعدتنا» (راشي).
ختام الموعظة (ع ١٦ – ١٩)
١٦ «هٰذَا ٱلْيَوْمَ قَدْ أَمَرَكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ أَنْ تَعْمَلَ بِهٰذِهِ ٱلْفَرَائِضِ وَٱلأَحْكَامِ. فَٱحْفَظْ وَٱعْمَلْ بِهَا مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ».
هٰذَا ٱلْيَوْمَ قَدْ أَمَرَكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ هذه الكلمات ليست جزءاً من الاعتراف والطلبة المذكورة بل من كلمات موسى التي هي ختام موعظته. قال راشي «معنى هذه الآية أن الوصايا جديدة أمام عينيك كل يوم فهي لم تزل كما كانت يوم سمعتها في سيناء».
فَٱحْفَظْ وَٱعْمَلْ (فمجرد الحفظ لا ينفع). «وهذا الأمر كصوت بركة من السماء» (راشي). (انظر ص ٣٠: ٦ و٨).
١٧، ١٨ «١٧ قَدْ وَاعَدْتَ ٱلرَّبَّ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَكُونَ لَكَ إِلٰهاً، وَأَنْ تَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ فَرَائِضَهُ وَوَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَتَسْمَعَ لِصَوْتِهِ. ١٨ وَوَاعَدَكَ ٱلرَّبُّ ٱلْيَوْمَ أَنْ تَكُونَ لَهُ شَعْباً خَاصّاً، كَمَا قَالَ لَكَ، وَتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ».
خروج ٦: ٧ و١٩: ٥ وص ٧: ٦ و١٤: ٢ و٢٨: ٩
قَدْ وَاعَدْتَ… وَوَاعَدَكَ ٱلرَّبُّ وفي الأصل العبراني «قلت للرب… وقال لك الرب» وليس في العبرانية فعل بمعنى واعد فيعبر فيها عن الوعد بالقول. وقول الرب وعد محقق الوفاء «فهل قال قط ولم يفعل» فقوله كاف وعلى ذلك قال «لتكن نعمكم نعم ولاكم لا» أي كونوا صادقين مثله. قال راشي ولم يستعمل هذا الفعل في العهد القديم بغير معناه إلا هنا وفي (مزمور ٩٤: ٤) على ما يظن وهناك يعني الافتخار.
١٩ «وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُسْتَعْلِياً عَلَى جَمِيعِ ٱلْقَبَائِلِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا فِي ٱلثَّنَاءِ وَٱلاسْمِ وَٱلْبَهَاءِ، وَأَنْ تَكُونَ شَعْباً مُقَدَّساً لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ، كَمَا قَالَ».
ص ٤: ٧ و٨ و٢٨: ١ ومزمور ١٤٨: ١٤ خروج ١٩: ٦ وص ١٧: ٦ و٢٨: ٩ و١بطرس ٢: ٩
وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُسْتَعْلِياً وفي العبرانية ويجعلك «عليون» وهو من الأسماء الحسنى في العبرانية (كالعلي في العربية). فأطلق اسم الله هنا وفي (ص ٢٨: ١) على إسرائيل بطريق النبوءة. وكان من شريعة البركة الكهنوتية «فَيَجْعَلُونَ ٱسْمِي عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ» (عدد ٦: ٢٧).
فِي ٱلثَّنَاءِ وَٱلاسْمِ وَٱلْبَهَاءِ أي يجعلك علياً في المدح والصيت والكرامة فتكون شعباً مقدساً للرب. وأُشير إلى هذا في (إرميا ٣٣: ٩) ففيه «فَتَكُونُ لِيَ ٱسْمَ فَرَحٍ لِلتَّسْبِيحِ وَلِلزِّينَةِ لَدَى كُلِّ أُمَمِ ٱلأَرْضِ» وفي (إشعياء ٦٢: ٧) ففيه «لاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي ٱلأَرْضِ». فلو كانت آية التفسير مأخوذة من الأنبياء كما ذهب بعضهم وهم القائلون بأن سفر التثنية ليس مما كتبه موسى فلماذا لم يذكر أورشليم هنا بمجدها كما كانت في عهد إرميا وإشعياء. فإن أورشليم كانت في أيامهم مقر الثناء والاسم والبهاء ومركز كل آمال إسرائيل.
السابق |
التالي |