سفر التثنية | 21 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التثنية
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ
جهل القاتل (ع ١ – ٩)
١ «إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعاً فِي ٱلْحَقْلِ، لاَ يُعْلَمُ مَنْ قَتَلَهُ».
إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ مما يستحق الاعتبار أنه في هذه الأيام أحسن وسيلة إلى اتقاء الجنايات التي لا يُعرف فيها الجاني إجراء الجزاء على أهل المكان الذي تقع الجناية فيه أو في جواره الأقرب إليه.
٢ «يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلَى ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي حَوْلَ ٱلْقَتِيلِ».
يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ قال راشي المفسر اليهودي كان هؤلاء لجنة تُختار من أعضاء السنهدريم العظيم.
يَقِيسُونَ إِلَى ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي حَوْلَ ٱلْقَتِيلِ (أي يقيسون من موضع القتيل إلى كل مدينة تجاوره).
٣، ٤ «٣ فَٱلْمَدِينَةُ ٱلْقُرْبَى مِنَ ٱلْقَتِيلِ، يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ عِجْلَةً مِنَ ٱلْبَقَرِ لَمْ يُحْرَثْ عَلَيْهَا، لَمْ تَجُرَّ بِٱلنِّيرِ. ٤ وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ بِٱلْعِجْلَةِ إِلَى وَادٍ دَائِمِ ٱلسَّيَلاَنِ لَمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلَمْ يُزْرَعْ، وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ ٱلْعِجْلَةِ فِي ٱلْوَادِي».
عِجْلَةً مِنَ ٱلْبَقَرِ لَمْ يُحْرَثْ عَلَيْهَا،… وَادٍ دَائِمِ ٱلسَّيَلاَنِ لَمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلَمْ يُزْرَعْ قال راشي المفسر اليهودي في هذا «ليتبارك القدوس أن العجلة التي لم تثمر يُكسر عنقها في مكان لا يثمر كفارة عن قاتلي النفس التي لم يحتملوا أنها تثمر». وذهب بعضهم إلى أن المعنى أن ذلك الوادي ما كان ليجوز أن يفلح ويُزرع من ذلك الوقت وصاعداً بناء على أن الفعل هنا في العبرانية ليس بماضٍ فلا ينفع من هذا المعنى. وإذا صح هذا فالمكان أو البلد الذي كان يُقتل فيه من لا يُعرف قاتله يُحرم الناس الانتفاع بزرعه إلى الأبد.
٥ «ثُمَّ يَتَقَدَّمُ ٱلْكَهَنَةُ بَنُو لاَوِي لأَنَّهُ إِيَّاهُمُ ٱخْتَارَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ، وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ».
ص ١٠: ٨ و١أيام ٢٣: ١٣ ص ١٧: ٨ و٩
ٱلْكَهَنَةُ (انظر ع ٨).
٦، ٧ «٦ وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلْقَرِيبِينَ مِنَ ٱلْقَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلَى ٱلْعِجْلَةِ ٱلْمَكْسُورَةِ اْلٰعُنُقِ فِي ٱلْوَادِي، ٧ وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لَمْ تَسْفِكْ هٰذَا ٱلدَّمَ، وَأَعْيُنُنَا لَمْ تُبْصِرْ».
مزمور ١٩: ١٢ و٢٦: ٦ ومتّى ٢٧: ٢٤
أَيْدِينَا لَمْ تَسْفِكْ هٰذَا ٱلدَّمَ، وَأَعْيُنُنَا لَمْ تُبْصِرْ أي لم يتخذوا وسيلة إلى ذلك ولم يسعوا في القتل بواسطة من الوسائط ولم يكن لهم أدنى شركة في سفك ذلك الدم لا أنهم لم يسفكوه بأيديهم حقيقة (راشي). ولا يمكننا تصديق أن هؤلاء الشيوخ والقضاة يأتون هذا الإعلان الرهيب مع علمهم القاتل وإخفاء أمره.
٨، ٩ «٨ اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ، وَلاَ تَجْعَلْ دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ. فَيُغْفَرُ لَهُمُ ٱلدَّمُ. ٩ فَتَنْزِعُ ٱلدَّمَ ٱلْبَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلْتَ ٱلصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ».
يونان ١: ١٤ ص ١٩: ١٣
اِغْفِرْ… يَا رَبُّ أو كفّر أي غطِ ومنه تسمية الغطاء بالغفران والقول بأنه عرش الرحمة أو مجلس الرحمة لأنه كان يقي إسرائيل من العقاب بتغطيته آثامهم وكانت الذبائح كفارة للخاطئ لأنه تكفّر ذنبه وتقيه من العقاب. قال راشي وهذه الكلمات كانت طلبة الكهنة. وهذا مما يرجح إلى حد الاقتناع أنه لا شيء لهم من كل ذلك سوى الطلبة ولهذا كان حضورهم ضرورياً.
فَيُغْفَرُ لَهُمُ ٱلدَّمُ وفي الأصل العبراني يغطّى لهم. وهذا ليس مثل ما في (لاويين ٤: ٢٠ و٢٦ و٣١ و٣٥). ولا تقدر أن نتتبع مفسري اليهود إلى هذه المسئلة وهي أنه إذا وُجد القاتل بعد ذلك فهل يكفر عنه دم العجلة الذي يسُفك حتى يُعفى من العقاب.
التزوج بالسبيّة (ع ١٠ – ١٤).
١٠، ١١ «١٠ إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ إِلَى يَدِكَ، وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً، ١١ وَرَأَيْتَ فِي ٱلسَّبْيِ ٱمْرَأَةً جَمِيلَةَ ٱلصُّورَةِ وَٱلْتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لَكَ زَوْجَةً».
إِذَا خَرَجْتَ… وَرَأَيْتَ فِي ٱلسَّبْيِ ٱمْرَأَةً جَمِيلَةَ ٱلصُّورَةِ هذا لا يمكن أن يكون بين الأمم السبع التي قيل فيها «لا تستبق منها نسمة ما» (ص ٢٠: ١٦). وإنما يصح في جواري المديانيين اللواتي أُخذن جماعة كثيرة (عدد ٣١: ١٥ – ١٨). والظاهر من الآية أن هؤلاء النساء ما كن بمنزلة السراري.
١٢ «فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا».
تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا كان هذا علامة الحزن لأن طول الشعر من الزينة وكذا كان طول الأظفار عند الشرقيين. واختلف قدماء المفسرين في أنه هل يجوز لها بعد ذلك أن تطلق كلاً من شعرها وأفظارها أو لا ومن أمثلة ذلك ما في (٢صموئيل ١٩: ٢٤).
١٣ «وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ ٱلزَّمَانِ، ثُمَّ بَعْدَ ذٰلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا، فَتَكُونُ لَكَ زَوْجَةً».
مزمور ٤٥: ١٠
ثِيَابَ سَبْيِهَا رأى راشي أن هذه الثياب فاخرة حسناء لبستها بغية أن تجذب قلب سابيها (قابل بهذا ما أتته إيزابل لتجذب قلب ياهو إليها (٢ملوك ٩: ٣٠). ومهما يكن من التدقيق في هذا التعليم فمن البيّن أن المقصود التشجيع على الزواج الشرعي الحلال لا غيره من صور الاقتران. وهذا يرفع الإبهام في معاملة الأسرى المديانيين في (عدد ص ٣١).
١٤ «وَإِنْ لَمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لاَ تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ، وَلاَ تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْلَلْتَهَا».
تكوين ٣٤: ٢ وص ٢٢: ٢٩ وقضاة ١٩: ٢٤
لاَ تَبِعْهَا… وَلاَ تَسْتَرِقَّهَا الخ هذا دليل على أنه كان يحل للإسرائيلي إذا لم يتزوج المديانية أن يبيعها وأن يسترقها (لاويين ٢٥: ٤٤ – ٤٦).
البكورية (ع ١٥ – ١٧)
١٥، ١٦ «١٥ إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ٱمْرَأَتَانِ، إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَٱلأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ، فَوَلَدَتَا لَهُ بَنِينَ، ٱلْمَحْبُوبَةُ وَٱلْمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ ٱلابْنُ ٱلْبِكْرُ لِلْمَكْرُوهَةِ، ١٦ فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لَهُ، لاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱبْنَ ٱلْمَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلَى ٱبْنِ ٱلْمَكْرُوهَةِ ٱلْبِكْرِ».
تكوين ٢٩: ٣٣ و١أيام ٥: ٢ و٢٦: ١٠ و٢أيام ١١: ١٩ و٢٢
إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَٱلأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ أي إحداهما مفضلة على الأخرى.
١٧ «بَلْ يَعْرِفُ ٱبْنَ ٱلْمَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ ٱثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ، لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لَهُ حَقُّ ٱلْبَكُورِيَّةِ».
١أيام ٥: ١ تكوين ٤٩: ٣ تكوين ٢٥: ٣١ و٣٣
نَصِيبَ ٱثْنَيْنِ أي يُحسب بمقام اثنين فيأخذ نصيبين فإذا كان الأبناء أربعة قسم المال خمسة أقسام فأخذ البكر الخمسين وكل من الثلاثة بعده خُمساً. وبهذا المعنى قال يعقوب ليوسف «وَهَبْتُ لَكَ سَهْماً وَاحِداً فَوْقَ إِخْوَتِكَ» (تكوين ٤٨: ٢٢). وإن بكورية رأوبين أُخذت منه لسوء عمله وأُعطيت لابني يوسف (١أيام ٥: ١). وبه قال أليشع لإيليا قبل انطلاقه ليكن نصيب اثنين (كنصيب البكر) من روحك عليّ (٢ملوك ٢: ٩).
الابن المعاند المارد (ع ١٨ – ٢١)
١٨، ١٩ «١٨ إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ٱبْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لاَ يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلاَ لِقَوْلِ أُمِّهِ، وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلاَ يَسْمَعُ لَهُمَا. ١٩ يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلَى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلَى بَابِ مَكَانِهِ».
إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ٱبْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ كان قسم من شريعة الرب لإسرائيل سياسياً أو مدنياً على أن الشريعة السياسية هنا مبنية على الوصية الخامسة من الشريعة الأدبية وهي الوصية الأولى من اللوح الثاني وجزاء مخالفها الموت كجزاء من يخالف الوصية الأولى من اللوح الأول. ولا ريب في أن مراعاة هذه الوصية تقي البلاد من الانحطاط والرذائل أحسن وقاية.
٢٠ «وَيَقُولاَنِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ٱبْنُنَا هٰذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لاَ يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا، وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ».
مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ وفي العبرانية «سورر ومُره» وهما مثل يُضرب في أشد التعنيف لفظ بالثانية موسى يوم قال بلا تأمل «ٱسْمَعُوا أَيُّهَا ٱلْمَرَدَةُ! أَمِنْ هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً» (عدد ٢٠: ١٠). (والعناد مخالفة الحق ورده مع معرفته. والمرود والتمرد مجاوزة الإنسان حد مثله في العصيان).
مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ جاءت هاتان الكلمتان في قول الحكيم «لاَ تَكُنْ بَيْنَ شِرِّيبِي ٱلْخَمْرِ، بَيْنَ ٱلْمُتْلِفِينَ أَجْسَادَهُمْ، لأَنَّ ٱلسِّكِّيرَ وَٱلْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ، وَٱلنَّوْمُ يَكْسُو ٱلْخِرَقَ. اِسْمَعْ لأَبِيكَ ٱلَّذِي وَلَدَكَ، وَلاَ تَحْتَقِرْ أُمَّكَ إِذَا شَاخَتْ» (أمثال ٢٣: ٢٠ – ٢٢). (والإسراف في العربية التبذير أو الإنفاق في غير طاعة وكثيراً ما يجيء في كلام الحكماء بمعنى مجاوزة الحد في الإنفاق وهو المناسب هنا).
٢١ «فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ ٱلشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ، وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ».
ص ١٣: ٥ و١٩: ١٩ و٢٠ و٢٢: ٢١ و٢٤ ص ١٣: ١١
فَيَرْجُمُهُ… بِحِجَارَةٍ الخ قال راشي أوجبت الشريعة ذلك لأنه بالقتل ينقطع عن طريق إثمه فلا يبلغ العاقبة المنتظرة لأنه إذا بقي لم يُبق لأبيه شيئاً من المال وحينئذ يؤخذ إلى الشارع ويُشهر باللصيّة فخير له أن يموت ولا يصل إلى تلك العاقبة بارتكابه الآثام. أما نحن فلا نرى ما رأى بل نحكم بأن ذلك عبرة لأمثاله ليتقوا ما أتاه فيقع عليهم ما وقع عليه وهذا هو معنى قول بقية الآية «فتنزع الشر من بينكم ويسمع كل إسرائيل ويخافون».
التعليق (ع ٢٢ و٢٣)
٢٢ «وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا ٱلْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ».
ص ١٩: ٦ و٢٢: ٢٦ وأعمال ٢٣: ٢٩ و٢٥: ١١ و٢٥ و٢٦: ٣١
فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ كان التعليق بعد الموت عند الإسرائيليين (يشوع ١٠: ٢٦ و٢٧).
٢٣ «فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، لأَنَّ ٱلْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ ٱللّٰهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ نَصِيباً».
يشوع ٨: ٢٩ و١٠: ٢٦ و٢٧ ويوحنا ١٩: ٣١ عدد ٢٥: ٤ و٢صموئيل ٢١: ٦ وغلاطية ٣: ١٣ لاويين ١٨: ٢٥ وعدد ٣٥: ٣٤
فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ راعى يشوع هذه السنّة (يشوع ١٠: ٢٧) وأغفلها الجبعونيون (٢صموئيل ٢١: ٩ – ١٤).
بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تمّ هذا بما كان من أمر ربنا يسوع فإنه دُفن في يوم تعليقه ولم يكتب أن اللصين اللذين عُلقا معه دُفنا.
لأَنَّ ٱلْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ ٱللّٰهِ وفي ترجمة السبعين «ملعون من الله كل من عُلق على خشبة». ومن تلك الترجمة أخذ بولس الرسول هذه العبارة (غلاطية ٣: ١٣). لا نعلم لماذا كان من عُلّق على خشبة ملعوناً إلا أنه كان بقصد الله ومشورته المعيّنة وعلمه السابق أن ابنه يسوع المسيح يحمل خطايانا بدمه على الخشبة ويفتدينا من لعنة الموت بأن يصير لعنة من أجلنا.
وما قاله راشي المفسر اليهودي في هذا يبيّن تبييناً عجيباً أن أشعة الحق وقعت أحياناً على ذهن ذلك اليهودي وانعكست عنه لأنظار الناس. قال «كان المعلّق ملعوناً من الله لأنه عار للملك لأن الإنسان خُلق على صورته وشبهه وإن شعب إسرائيل أولاده تعالى وهو توآمان متشابهان صُيّر أحدهما ملكاً والآخر شُهّر في الشارع أنه لص وعُلّق فكل من رآه قال هنا يُعلّق الملك». ومن هذا يتبين جلياً أن راشي عنى في ما قاله أن المعلّق عار لله لأن الإنسان خُلق على صورة الله. ولا مراء في أن المسيح حمل العار بحمله القصاص والهوان عن البشر.
السابق |
التالي |