سفر التثنية | 13 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التثنية
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ
١ – ٥ «١ إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْماً، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً ٢ وَلَوْ حَدَثَتِ ٱلآيَةُ أَوِ ٱلأُعْجُوبَةُ ٱلَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا ٣ فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذٰلِكَ ٱلنَّبِيِّ أَوِ ٱلْحَالِمِ ذٰلِكَ ٱلْحُلْمَ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلَمَ هَلْ تُحِبُّونَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. ٤ وَرَاءَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ تَسِيرُونَ، وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ، وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ، وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِهِ تَلْتَصِقُونَ. ٥ وَذٰلِكَ ٱلنَّبِيُّ أَوِ ٱلْحَالِمُ ذٰلِكَ ٱلْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِٱلزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمُ ٱلَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ ٱلْعُبُودِيَّةِ، لِيُطَوِّحَكُمْ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّتِي أَمَرَكُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ ٱلشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ».
زكريا ١٠: ٢ متّى ٢٤: ٢٤ و٢تسالونيكي ٢: ٩ ص ١٨: ٢٢ وإشعياء ٨: ٢٠ وإرميا ٢٨: ٩ ومتّى ٧: ١١ وغلاطية ١: ٨ و١يوحنا ٤: ١ ص ٨: ٢ ومتّى ٢٤: ٢٤ و١كورنثوس ١١: ١٩ و٢تسالونيكي ٢: ١١ ورؤيا ١٣: ١٤ و٢ملوك ٢٣: ٣ و٢أيام ٣٤: ٣١ ص ١٠: ٢٠ و٣٠: ٢٠ ص ١٨: ٢٠ وإرميا ١٤: ١٥ وزكريا ١٣: ٣ ص ١٧: ٧ و٢٢: ٢١ و٢٢ و٢٤ و١كورنثوس ٥: ١٣
إِذَا قَامَ يحذر في هذا الأصحاح من أمور الوثنية وهي هنا ثلاثة:
- النبي الكذاب (ع ١ – ٥).
- الإغواء سراً (ع ٦ – ١١).
- إغراء بعض سكان المدينة الآخر بعبادة الأوثان (ع ١٢ – ١٨).
وكلّ من تلك الأمور الثلاثة جزاؤه القتل بلا رحمة. ومن أمثلة الأول قتل إيليا الأنبياء الكذبة في وادي قيشون وهم أنبياء البعل الإله الباطل.
٦ – ٨ «٦ وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ٱبْنُ أُمِّكَ، أَوِ ٱبْنُكَ أَوِ ٱبْنَتُكَ أَوِ ٱمْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ ٱلَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ ٧ مِنْ آلِهَةِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ حَوْلَكَ، ٱلْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ ٱلْبَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ ٱلأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، ٨ فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ».
ص ١٨: ٢ تكوين ١٦: ٥ وص ٢٨: ٥٤ وأمثال ٥: ٢٠ وميخا ٧: ٥ و١صموئيل ١٨: ١ و٣ و٢٠: ١٧ أمثال ١: ١٠
إِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ هذا يدل على أن بعض الأشخاص من الإسرائيليين يغوون ويعبدون الأوثان ويأخذون في إغواء غيرهم من شعب الله. ومن أمثلة ما جرى على وفق هذه الوصية قتل ياهو جميع الذين بقوا لآخآب لأنهم عبدوا البعل وقتله أنبياء البعل وكسره التماثيل إلى غير ذلك من الأعمال (٢ملوك ١٠: ١٥ – ٣٠). وما كان من العهد في عصر آسا وهو «إِنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَطْلُبُ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ يُقْتَلُ مِنَ ٱلصَّغِيرِ إِلَى ٱلْكَبِيرِ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ» (٢أيام ١٥: ١٣).
وظاهر هذا العهد أنه صعب لكنه أُثبت في العهد الجديد بدليل قوله تعالى «مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي» (متّى ١٠: ٣٧). وقوله «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَٱمْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً» (لوقا ١٤: ٢٦).
ولا يمكننا أن ننفي أن الرب يسوع هو يهوه (أي رب) العهد القديم وهو لا يترك دينونته في الأيدي البشرية دائماً لكنه مع ذلك هو هو إلى الأبد.
٩ – ١١ «٩ بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ أَخِيراً. ١٠ تَرْجُمُهُ بِٱلْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ ٱلْتَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ ٱلَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ ٱلْعُبُودِيَّةِ. ١١ فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هٰذَا ٱلأَمْرِ ٱلشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ».
ص ١٧: ٥ ص ١٧: ٧ وأعمال ٧: ٥٨ ص ١٧: ١٣ و١٩: ٢٠
يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ كان على الشاهد ليُظهر شهادته أن يأخذ في إجراء الجزاء أولاً.
١٢ «إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً».
يشوع ٢٢: ١١ الخ وقضاة ٢٠: ١ و٢
إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ المثال الوحيد لذلك ما كان من أمر جبعة. ولنا أن نفرض أن الرجس الذي جرى فيها كان من متعلقات الوثنية. ويؤيد ذلك ما جاء في سفر هوشع (انظر هوشع ٩: ٩ و١٠: ٩) لكن الفاحشة هي التي أثارت غضب إسرائيل أكثر من الوثنية على ما يظهر (انظر قضاة ٢٠: ٢١). ومما يستحق الاعتبار هنا قول إسرائيل لجماعات بنيامين «سَلِّمُوا ٱلْقَوْمَ بَنِي بَلِيَّعَالَ ٱلَّذِينَ فِي جِبْعَةَ لِنَقْتُلَهُمْ» (قضاة ٢٠: ١٣) وهذا موافق لما مر في (ع ٥ و١١).
١٣، ١٤ «١٣ قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لَئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا. ١٤ وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلْتَ جَيِّداً وَإِذَا ٱلأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ، قَدْ عُمِلَ ذٰلِكَ ٱلرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ».
١يوحنا ٢: ١٩ ويهوذا ١٩ قضاة ١٩: ٢٢ و١صموئيل ٢: ١٢ و٢٥: ١٧ و٢٥ و١ملوك ٢١: ١٠ و١٣ و٢كورنثوس ٦: ١٥ و٢ملوك ١٧: ٢١ ع ٢ و٦
بَنُو لَئِيمٍ وفي الأصل العبراني «بنو بليعال» وهذا مثل ما في (قضاة ٢٠: ١٣) وهو قولهم «سلموا بني بليعال الذين في جبعة». وجاء ذلك أيضاً في (قضاة ١٩: ٢٢).
١٥ «فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ».
خروج ٢٢: ٢٠ ولاويين ٢٧: ٢٨ ويشوع ٦: ١٧ و٢١
مَعَ بَهَائِمِهَا هذا مثل ما في سفر القضاة وهو قوله «وَرَجَعَ رِجَالُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَنِي بِنْيَامِينَ وَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ بِأَسْرِهَا، حَتَّى ٱلْبَهَائِمَ» (قضاة ٢٠: ٤٨).
١٦ «تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِٱلنَّارِ ٱلْمَدِينَةَ وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ فَتَكُونُ تَلًّا إِلَى ٱلأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ».
يشوع ٦: ٢٤ يشوع ٨: ٢٨ وإشعياء ١٧: ١ و٢٥: ٢ وإرميا ٤٩: ٢
تُحْرِقُ بِٱلنَّارِ ٱلْمَدِينَةَ كذا فعلوا بجبعة (قضاة ٢٠: ٤٠).
١٧، ١٨ «١٧ وَلاَ يَلْتَصِقْ بِيَدِكَ شَيْءٌ مِنَ ٱلْمُحَرَّمِ، لِيَرْجِعَ ٱلرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً. يَرْحَمُكَ وَيُكَثِّرُكَ كَمَا حَلَفَ لآبَائِكَ ١٨ إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ لِتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا ٱلْيَوْمَ، لِتَعْمَلَ ٱلْحَقَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ».
ص ٧: ٢٦ ويشوع ٦: ١٨ يشوع ٦: ٢٦ تكوين ٢٢: ١٧ و٢٦: ٤ و٢٤ و٢٨: ١٤ ص ١٢: ٢٥ و٢٨ و٣٢
يذكرنا هذا ما كان من أمر عاخان وقول الكاتب «فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِٱلْحِجَارَةِ… وَأَقَامُوا فَوْقَهُ رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. فَرَجَعَ ٱلرَّبُّ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ» (يشوع ٧: ٢٥ و٢٦).
السابق |
التالي |