سفر التثنية | 03 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التثنية
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ
١ «ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَصَعِدْنَا فِي طَرِيقِ بَاشَانَ، فَخَرَجَ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِلِقَائِنَا هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ لِلْحَرْبِ فِي إِذْرَعِي».
عدد ٢١: ٣٣ الخ وص ٢٩: ٧ ص ١: ٤
ثُمَّ تَحَوَّلْنَا ذُكر تاريخ التحويل المذكور والسير في (عدد ٢١: ٣٢ و٣٣).
٢ «فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: لاَ تَخَفْ مِنْهُ، لأَنِّي قَدْ دَفَعْتُهُ إِلَى يَدِكَ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلْتَ بِسِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِي كَانَ سَاكِناً فِي حَشْبُونَ».
عدد ٢١: ٣٤
فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ الخ جاءت هذه الآية في (عدد ٢١: ٣٤).
٣ – ٥ «٣ فَدَفَعَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا إِلَى أَيْدِينَا عُوجَ أَيْضاً مَلِكَ بَاشَانَ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ، فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ شَارِدٌ. ٤ وَأَخَذْنَا كُلَّ مُدُنِهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ. لَمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ لَمْ نَأْخُذْهَا مِنْهُمْ. سِتُّونَ مَدِينَةً، كُلُّ كُورَةِ أَرْجُوبَ مَمْلَكَةُ عُوجٍ فِي بَاشَانَ. ٥ كُلُّ هٰذِهِ كَانَتْ مُدُناً مُحَصَّنَةً بِأَسْوَارٍ شَامِخَةٍ، وَأَبْوَابٍ وَمَزَالِيجَ. سِوَى قُرَى ٱلصَّحْرَاءِ ٱلْكَثِيرَةِ جِدّاً».
عدد ٢١: ٣٥ و١ملوك ٤: ١٣
التفصيل الذي في هذه الآيات ليس في سفر العدد. قال الأستاذ بورتر في كلامه على كبار مدن باشان «إن باشان كلها ليست بأكبر من قضاء معتاد من الأقضية الإنكليزية ومدنها الحصينة الستون ما عدا التي ليست بذات أسوار يمكن أن تكون في ولاية صغيرة وهي بعيدة عن البحر ولا أنهار فيها وتجارتها زهيدة. وقد شاهدت هنالك بعيني أطلال مئة مدينة وقرية في الأرض الجبلية وحدها» وفيها مدن كثيرة عامرة.
٦ – ٨ «٦ فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلْنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ، مُحَرِّمِينَ كُلَّ مَدِينَةٍ ٱلرِّجَالَ: وَٱلنِّسَاءَ وَٱلأَطْفَالَ. ٧ لٰكِنَّ كُلَّ ٱلْبَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ ٱلْمُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا. ٨ وَأَخَذْنَا فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ مِنْ يَدِ مَلِكَيِ ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ، مِنْ وَادِي أَرْنُونَ إِلَى جَبَلِ حَرْمُونَ».
لاويين ٢٧: ٢٨ و٢٩ ص ٢: ٢٤ ومزمور ١٣٥: ١٠ و١١ و١٢ و١٣٦: ١٩ و٢٠ و٢١
فَحَرَّمْنَاهَا الخ وقفناها للتدمير كما ذُكر (ص ٢: ٣٤).
٩ «وَٱلصَّيْدُونِيُّونَ يَدْعُونَ حَرْمُونَ سِرْيُونَ، وَٱلأَمُورِيُّونَ يَدْعُونَهُ سَنِيرَ».
ص ٤: ٤٨ ومزمور ٢٩: ٦ و١أيام ٥: ٢٣
سِرْيُونَ (أو شريون) وسنير (أو شنير) يُظن أن معنييهما متماثلان ولكن ترجم شنير في الترجوم بصخرة الثلج. والذي ذهب إليه جيسينيوس أن معنى شريون لامع كالدلاص أو الدرع البراقة. ولا موجب للظن أن هذه الآية أو القول بأن الصيدونيين سموا جبل حرمون بسريون أُضيف إلى السفر بعد استيلاء الإسرائيليين على فلسطين وإن كان ذلك من المحتملات. وسمي ذلك الجبل سيئون أيضاً (انظر ص ٤: ٤٨). وقال بعض مفسري اليهود أنه كان لذلك الجبل أربعة أسماء (أي حرمون وشنير وشريون وسيئون) وذُكرت إعلاناً لمدح أرض إسرائيل التي هي أربع ممالك تتمد به وتقول أنه «سمي باسمي» ومثل ذلك كثير في الأسفار الخمسة (انظر تكوين ٢٣: ٢ و٣١: ٤٧ وعدد ١٣: ٢٢ ويشوع ١٤: ١٥).
١٠ «كُلَّ مُدُنِ ٱلسَّهْلِ وَكُلَّ جِلْعَادَ وَكُلَّ بَاشَانَ إِلَى سَلْخَةَ وَإِذْرَعِي مَدِينَتَيْ مَمْلَكَةِ عُوجٍ فِي بَاشَانَ».
ص ٤: ٤٩ يشوع ١٢: ٥ و١٣: ١١
سَلْخَةَ هي اليوم مدينة كبيرة في شرقي باشان تُعرف بصلخد وصرخد وسلخد (ع ١١) وموقعها عند طرف جبل الدروز الجنوبي أخذها بنو إسرائيل وكانت في نصيب نصف سبط منسى على تخم جاد (يشوع ١٢: ٥ و١٣: ١١ و ١أيام ٥: ١١) وقلعتها مبنية على تل مشرق على السهل يُرى من بعيد كهيئة مخروط مقطوع وبُنيت تلك القلعة في عصر الرومانيين.
١١ «إِنَّ عُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ وَحْدَهُ بَقِيَ مِنْ بَقِيَّةِ ٱلرَّفَائِيِّينَ. هُوَذَا سَرِيرُهُ سَرِيرٌ مِنْ حَدِيدٍ. أَلَيْسَ هُوَ فِي رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ؟ طُولُهُ تِسْعُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ بِذِرَاعِ رَجُلٍ».
عاموس ٢: ٩ تكوين ١٤: ٥ وص ٢: ١١ و٢٠ و٢صموئيل ١٢: ٢٦ وإرميا ٤٩: ٢ وحزقيال ٢١: ٢٠
مِنْ بَقِيَّةِ ٱلرَّفَائِيِّينَ (أي الجبابرة). الرفائيون قبيلة كانت تسكن شرقي الأردن وهي قبيلة قديمة (انظر تكوين ١٤: ٥ والتفسير).
سَرِيرُهُ تعني الكلمة في الأصل العبراني سريراً وتابوتاً ووقع جدال عظيم في ترجيح أحدهما على الآخر والجمهور على أن الأرجح السرير. ورجّح بعضهم أن معنى الكلمة العبرانية هنا أريكة (أي مقعد) كان يجلس عليها أو يتكئ هو والكبراء المقربون إليه. وهذا الموافق لما ذكره من الطول والعرض.
بِذِرَاعِ رَجُلٍ أي من طرف وسطى الكف إلى المرفق. وقيل بذراع الرجل نفسه أي عوج والأول الصحيح.
١٢ «فَهٰذِهِ ٱلأَرْضُ ٱمْتَلَكْنَاهَا فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ مِنْ عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي عَلَى وَادِي أَرْنُونَ وَنِصْفَ جَبَلِ جِلْعَادَ وَمُدُنَهُ أَعْطَيْتُ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَٱلْجَادِيِّينَ».
ص ٢: ٣٦ ويشوع ١٢: ٢ عدد ٣٢: ٣٣ ويشوع ١٢: ٦ و١٣: ٨ الخ
عَرُوعِيرَ الخ تقدم الكلام على عروعير ووادي أرنون في تفسير (ص ٢: ١٣ و٣٦).
١٣ «وَبَقِيَّةَ جِلْعَادَ وَكُلَّ بَاشَانَ مَمْلَكَةَ عُوجٍ أَعْطَيْتُ لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى. كُلَّ كُورَةِ أَرْجُوبَ مَعَ كُلِّ بَاشَانَ، وَهِيَ تُدْعَى أَرْضَ ٱلرَّفَائِيِّينَ».
يشوع ١٣: ٢٩ و٣٠
أَرْضَ ٱلرَّفَائِيِّينَ (انظر تفسير ع ١١).
١٤ «يَائِيرُ بْنُ مَنَسَّى أَخَذَ كُلَّ كُورَةِ أَرْجُوبَ إِلَى تُخُمِ ٱلْجَشُورِيِّينَ وَٱلْمَعْكِيِّينَ، وَدَعَاهَا عَلَى ٱسْمِهِ بَاشَانَ «حَوُّوثَ يَائِيرَ» إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».
١أيام ٢: ٢٢ يشوع ١٣: ١٣ و٢صموئيل ٣: ٣ و١٠: ٦ عدد ٣٢: ٤١
إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ الظاهر إن يشوع زاد هذه العبارة هنا لأنه يكثر مثلها في سفره ولا ريب في أنه أضافها بالإلهام لأنه من كتبة الوحي الملهمين.
ٱلْجَشُورِيِّينَ وَٱلْمَعْكِيِّينَ الجشوريون سكان جشور (٢صموئيل ١٣: ٣٨ و١٥: ٨) وهي قطيعة شرقي الأردن وشمالي باشان قرب جبل حرمون المعروف اليوم بجبل الشيخ وربما عمت الجولان الشمالي واللجاه.
والمعكيون سكان معكة وهي مملكة صغيرة على تخم فلسطين الشمالي الشرقي (٢صموئيل ١٠: ٦ و١أيام ١٩: ٦ و٧) بين أرجوب غرباً والبرية شرقاً (قابل بهذا آبل بيت معكة ٢صموئيل ٢٠: ١٤ و١٥). وكان المعكيون قرب ينابيع الأردن والجشوريون أبعد من هم إلى الشرق. وكان تلماي ملك جشور جد أبشالوم من جهة أمه (٢صموئيل ٣: ٣) ولهذا لجأ إليه يوم قتل أخاه أمنون (٢صموئيل ١٣: ٣٧) فكانت أرجوب أو اللجاة ولا تزال إلى الآن ملجأ القتلة والمجرمين.
١٥ «وَلِمَاكِيرَ أَعْطَيْتُ جِلْعَادَ».
عدد ٣٢: ٣٩
جِلْعَادَ عَلَم منقول معناه رجمة الشهادة (٢ملوك ١٠: ٣٣) وهو مكان شرقي الأردن صخري الأرضين سمي جلعاد للرجمة التي أقامها فيه لابان ويعقوب تذكاراً لمعاهدتهما.
١٦ «وَلِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَٱلْجَادِيِّينَ أَعْطَيْتُ مِنْ جِلْعَادَ إِلَى وَادِي أَرْنُونَ وَسَطَ ٱلْوَادِي تُخُماً. وَإِلَى وَادِي يَبُّوقَ تُخُمِ بَنِي عَمُّونَ».
٢صموئيل ٢٤: ٥ عدد ٢١: ٢٤ ويشوع ١٢: ٢
وَلِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَٱلْجَادِيِّينَ أَعْطَيْتُ مِنْ جِلْعَادَ إِلَى وَادِي أَرْنُونَ (انظر تفسير ص ٢: ٢٤ و٣٦ وص ٣: ١٥). والرأوبينيون والجاديون هما اللذان اختارا تلك الأرض وقد تقدم الكلام على ذلك بالتفصيل (انظر عدد ٣٢: ٢ – ٣٢ والتفسير) واختاراها لأنها كثيرة الكلإ والمراعي.
١٧ «وَٱلْعَرَبَةَ وَٱلأُرْدُنَّ تُخُماً مِنْ كِنَّارَةَ إِلَى بَحْرِ ٱلْعَرَبَةِ (بَحْرِ ٱلْمِلْحِ) تَحْتَ سُفُوحِ ٱلْفِسْجَةِ نَحْوَ ٱلشَّرْقِ».
عدد ٣٤: ١١ عدد ٣٤: ١٢ وص ٤: ٤٩ ويشوع ١٢: ٣ تكوين ١٤: ٣
ٱلْعَرَبَةَ هي واد من جبل الشيخ إلى خليج العقبة طوله ٢٥٠ ميلاً فيه الحولة وبحر الجليل وبحر الملح أو بحر لوط أو بحر الميت. وقد تختص بالغور بين البحر الميت والبحر الأحمر (ص ١: ١ و٢: ٨) وقد يُراد بها الغور شمالي البحر الميت. والظاهر من القرائن أن المقصود بها هنا مكان في جوار الأردن والمقصود ببحر العربة بحر لوط كما هو مبين في الآية.
كِنَّارَةَ بحر طبرية.
ٱلْفِسْجَةِ إحدى مرتفعات جبل نبو المعروف اليوم على ما ظن الأكثرون بجبل نبا.
١٨ – ٢٠ «١٨ وَأَمَرْتُكُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ قَائِلاً: ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ قَدْ أَعْطَاكُمْ هٰذِهِ ٱلأَرْضَ لِتَمْتَلِكُوهَا. مُتَجَرِّدِينَ تَعْبُرُونَ أَمَامَ إِخْوَتِكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كُلُّ ذَوِي بَأْسٍ. ١٩ أَمَّا نِسَاؤُكُمْ وَأَطْفَالُكُمْ وَمَوَاشِيكُمْ. قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ لَكُمْ مَوَاشِيَ كَثِيرَةً فَتَمْكُثُ فِي مُدُنِكُمُ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ، ٢٠ حَتَّى يُرِيحَ ٱلرَّبُّ إِخْوَتَكُمْ مِثْلَكُمْ وَيَمْتَلِكُوا هُمْ أَيْضاً ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ يُعْطِيهِمْ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ. ثُمَّ تَرْجِعُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ ٱلَّذِي أَعْطَيْتُكُمْ».
عدد ٣٢: ٢٠ الخ يشوع ٢٢: ٤
(انظر عدد ٣٢: ٢٠ – ٣٢).
٢١، ٢٢ «٢١ وَأَمَرْتُ يَشُوعَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ قَائِلاً: عَيْنَاكَ قَدْ أَبْصَرَتَا كُلَّ مَا فَعَلَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ بِهٰذَيْنِ ٱلْمَلِكَيْنِ. هٰكَذَا يَفْعَلُ ٱلرَّبُّ بِجَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ ٱلَّتِي أَنْتَ عَابِرٌ إِلَيْهَا. ٢٢ لاَ تَخَافُوا مِنْهُمْ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ هُوَ ٱلْمُحَارِبُ عَنْكُمْ».
عدد ٢٧: ١٨ خروج ١٤: ١٤ وص ١: ٣٠ و٢٠: ٤
أَمَرْتُ يَشُوعَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ قَائِلاً: عَيْنَاكَ قَدْ أَبْصَرَتَا أي اختبرت بالمشاهدة.
هٰذَيْنِ ٱلْمَلِكَيْنِ أي سيحون وعوج. ومن الأمور التي تستحق الاعتبار أن تفصيل الحرب بين الإسرائيليين وسيحون وعوج والاستيلاء على مدنهما لم يرد إلا في سفر يشوع (انظر يشوع ١٢: ١ – ٦).
٢٣ – ٢٥ «٢٣ وَتَضَرَّعْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ قَائِلاً: ٢٤ يَا سَيِّدُ ٱلرَّبُّ، أَنْتَ قَدِ ٱبْتَدَأْتَ تُرِي عَبْدَكَ عَظَمَتَكَ وَيَدَكَ ٱلشَّدِيدَةَ. فَإِنَّهُ أَيُّ إِلٰهٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلأَرْضِ يَعْمَلُ كَأَعْمَالِكَ وَكَجَبَرُوتِكَ؟ ٢٥ دَعْنِي أَعْبُرْ وَأَرَى ٱلأَرْضَ ٱلْجَيِّدَةَ ٱلَّتِي فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ، هٰذَا ٱلْجَبَلَ ٱلْجَيِّدَ وَلُبْنَانَ».
٢كورنثوس ١٢: ٨ و٩ ص ١١: ٢ خروج ١٥: ١١ و٢صموئيل ٧: ٢٢ ومزمور ٧١: ١٩ و٨٦: ٨ و٨٩: ٦ و٨ خروج ٣: ٨ وص ٤: ٢٢
هذا مبتدأ الفصل الثاني بمقتضى تقسيم اليهود.
تَضَرَّعْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ الخ طلب موسى لنفسه أمرين في نبإ الخروج الأول أن يرى مجد الرب وذلك بقوله «أرني مجدك» (خروج ٣٣: ١٨). والثاني رؤية الأرض الجيدة التي في عبر الأردن وذلك بقوله «يا سيد الرب الخ» (ع ٢٤ و٢٥). والظاهر أن مقصود موسى أن يرى بذلك عظمة الرب عبر الأردن كما رآها في الانتصار على عوج وسيحون. وفي قول موسى إشارة إلى طلب رفع الحجاب المسدول على العالم غير المنظور قبل مجيء المسيح الذي أتى بالإنجيل نوراً أعلن به القيامة والحياة الأبدية لأننا نعتقد من القرائن أن موسى كان يتوقع أن يرى عظمة الرب في أرض كنعان ولم يتوقع أن يرى تلك العظمة جلياً في العالم الآخر.
٢٦ «لٰكِنَّ ٱلرَّبَّ غَضِبَ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ وَلَمْ يَسْمَعْ لِي، بَلْ قَالَ لِي ٱلرَّبُّ: كَفَاكَ! لاَ تَعُدْ تُكَلِّمُنِي أَيْضاً فِي هٰذَا ٱلأَمْرِ».
عدد ٢٠: ١٢ و٢٧: ١٤ وص ١: ٣٧ و٣١: ٢ و٣٢: ٥١ و٥٢ و٣٤: ٤ ومزمور ١٠٦: ٣٢
بِسَبَبِكُمْ لأن الرب قال «فِي ٱلْقَرِيبِينَ مِنِّي أَتَقَدَّسُ، وَأَمَامَ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ أَتَمَجَّدُ» (لاويين ١٠: ٣). وقال «لِمُوسَى وَهَارُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِذٰلِكَ لاَ تُدْخِلاَنِ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا. هٰذَا مَاءُ مَرِيبَةَ، حَيْثُ خَاصَمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلرَّبَّ، فَتَقَدَّسَ فِيهِمْ» (عدد ٢٠: ١٢ و١٣). (ولولا بني إسرائيل لم يكن من سبب إلى ما وقع فيه الأخوان). ولأن موت موسى وخلافة يشوع كانا شهادة بالأمور التي سيُتكلم عليها كان موسى آية كحزقيال (حزقيال ٢٤: ١٥ – ٢٤).
كَفَاكَ أي أنك تستحق أكثر من هذا القصاص ولكني رحمتك فكفاك ما كان من إحساني إليه وما يكون. هذا ما جاء في التفاسير اليهودية. وهو حق لأن الله خبأ لموسى خيراً عظيماً فإنه على الجبل المقدس حرمون أو لبنان وقف موسى وإيليا مع المخلص وتكلما معه في الانتصار الذي هو أعظم من انتصار يشوع بما لا يُقدر حتى أنهما «وَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ ٱلَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ» (لوقا ٩: ٣١).
٢٧ «ٱصْعَدْ إِلَى رَأْسِ ٱلْفِسْجَةِ وَٱرْفَعْ عَيْنَيْكَ إِلَى ٱلْغَرْبِ وَٱلشِّمَالِ وَٱلْجَنُوبِ وَٱلشَّرْقِ، وَٱنْظُرْ بِعَيْنَيْكَ، لٰكِنْ لاَ تَعْبُرُ هٰذَا ٱلأُرْدُنَّ!».
عدد ٢٧: ١٢
ٱلشِّمَالِ وَٱلْجَنُوبِ وفي العبرانية التيمن موضع الجنوب وهما بمعنىً واحد والمقصود جنوب فلسطين.
٢٨ «وَأَمَّا يَشُوعُ فَأَوْصِهِ وَشَدِّدْهُ وَشَجِّعْهُ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْبُرُ أَمَامَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ، وَهُوَ يَقْسِمُ لَهُمُ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي تَرَاهَا».
عدد ٢٧: ١٨ و٢٣ وص ١: ٣٨ و٣١: ٣ و٧
يَشُوعُ… هُوَ يَعْبُرُ لا أنت.
٢٩ «فَمَكَثْنَا فِي ٱلْجِوَاءِ مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ».
عدد ٢١: ٢٠ وص ٤: ٤٦ و٣٤: ٦
ٱلْجِوَاءِ وفي العبرانية جيا وهو الوادي. والجواء في العربية ما اتسع من الأودية.
بَيْتِ فَغُورَ مكان في الفسجة تجاه الجواء والفسجة مرتفع على جبل يظن الكثيرون أنه المعروف اليوم بجبل نبا.
السابق |
التالي |