سفر اللاويين

سفر اللاويين | 24 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر اللاويين

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

١ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى»

وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى (هذا مقدمة فريضة جديدة كعادة الكاتب في هذا السفر) فإنه بعدما فرغ من الكلام على الأعياد السنوية والرسوم المتعلقة بها شرع في الكلام على الخدمة اليومية الدينية وما يتصل بها من الرسوم.

٢ «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيْكَ زَيْتَ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ نَقِيّاً لِلضَّوْءِ لإِيقَادِ ٱلسُّرُجِ دَائِماً».

خروج ٢٧: ٢ و٢١

أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أمره الله في ما مرّ أن يوصي الكهنة (ص ٦: ٩) وأمره هنا أن يوصي بني إسرائيل وهذا مثل ما جاء في (تكوين ٢٧: ٢٠ و٢١).

٣ «خَارِجَ حِجَابِ ٱلشَّهَادَةِ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ يُرَتِّبُهَا هَارُونُ مِنَ ٱلْمَسَاءِ إِلَى ٱلصَّبَاحِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ دَائِماً فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ».

خَارِجَ حِجَابِ ٱلشَّهَادَةِ أي الحجاب الثاني الفاصل بين القدس وقدس الأقداس (خروج ٢٧: ٢١).

فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ أي يقوم بها أعقابكم على توالي الأيام (انظر ص ٣: ١٧).

٤ «عَلَى ٱلْمَنَارَةِ ٱلطَّاهِرَةِ يُرَتِّبُ ٱلسُّرُجَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ دَائِماً».

خروج ٣١: ٨ و٣٩: ٣٧

عَلَى ٱلْمَنَارَةِ ٱلطَّاهِرَةِ يُرَتِّبُ ٱلسُّرُجَ يظهر من سفر الخروج (خروج ٢٥: ٣١) إن هذه المنارة وُصفت بالطهارة لأنها كانت مصنوعة من ذهب نقي. ولكن على ما ظهر من رؤساء الدين اليهودي مدة الهيكل الثاني إن معنى هذه العبارة وجوب أن تُرتب السُرُج بعد تطهيرها وتنظيف المنارة وإزالة كل الرماد أو قراضات الفتائل.

٥ «وَتَأْخُذُ دَقِيقاً وَتَخْبِزُهُ ٱثْنَيْ عَشَرَ قُرْصاً. عُشْرَيْنِ يَكُونُ ٱلْقُرْصُ ٱلْوَاحِدُ».

خروج ٢٥: ٣٠

تَخْبِزُهُ ٱثْنَيْ عَشَرَ قُرْصاً هذه الأقراص هي خبز الوجوه وكانت تُصنع على الأسلوب الآتي كانوا يضربون الأربع والعشرين كيلة الحنطة التي يؤتى بها تقدمة طعام ويطحنونها وبعد أن ينخلوها باثني عشر منخلاً مختلفة الخروب خروب كل منها أضيق من خروب ما قبله حتى يكون منخوله أنعم كذلك ويأخذون الدقيق الأنعم ويعجنونه خارج الدار ويجعلون العجين أقراصاً بقالب من الذهب على القدر المعيّن ويرجعون بها إلى الدار ويخبزونه بقالب آخر من ذهب ومتى خبزوه رفعوه ووضعوه بقالب ثالث من الذهب أيضاً. وكان طول القرص عشرة أجماع أو عروض كفيّة وعرضه خمسة أجماع وسمكه اصبعاً فكان كل قرص من عمرين من الحنطة أو عُشري الإيفة (انظر ص ١٤: ١٠). وكان العُمر قدر ما يُشبع الرجل الواحد في اليوم حسب الترتيب الإلهي (خروج ١٦: ١٦ – ١٩). فكان كل من تلك الأقراص طعام رجل وجاره وكانت الأقراص الاثنا عشر على وفق عدد أسباط إسرائيل الاثني عشر. وعلى هذا جاء في الترجمة الكلدانية القديمة «تخبزه اثني عشر قرصاً كعدد أسباط إسرائيل». وكانت هذه الأقراص تُخبز كل يوم جمعة بعد الظهر أو يوم الثلاثاء إذا وقع يوم الجمعة يوم راحة عيد وكانت هذه الأقراص على قول شهود العين فطيراً.

٦ «وَتَجْعَلُهَا صَفَّيْنِ، كُلَّ صَفٍّ سِتَّةً عَلَى ٱلْمَائِدَةِ ٱلطَّاهِرَةِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ».

١ملوك ٧: ٤٨ و٢أيام ٤: ١٩ و١٣: ١١ وعبرانيين ٩: ٢

تَجْعَلُهَا صَفَّيْنِ، كُلَّ صَفٍّ سِتَّةً كانت المائدة التي توضع عليها هذه الأقراص طولاً في الشمال أي الجانب الأقدس من القدس كسائر الأشياء المقدسة إلا تابوت العهد وكان علوها ذراعاً ونصف ذراع عبرانية أو تسعة أجماع وطولها ذراعين أو اثني عشر جمعاً وعرضها ذراعاً أو ست أجماع. وكانت تلك الأقراص صفين كل صف ستة أقراص أحدها فوق الآخر. وإذ كان طول كل قرص عشرة أجماع وعرض المائدة لا يزيد على ستة أجماع كان البارز من القرص جُمعين على كل من جانبي المائدة.

عَلَى ٱلْمَائِدَةِ ٱلطَّاهِرَةِ كانت الأقراص توضع على ما عُرف مدة الهيكل الثاني على المائدة نفسها على عصي جوفاء من الذهب على المائدة بغية أن يمر الهواء بها ليمنع من العفن مدة الأسبوع بل كانت تلك العصي توضع بين الأقراص والأقراص توضع على المائدة.

أَمَامَ ٱلرَّبِّ أي في القدس المقابل لمظهر آيات حضور الرب.

٧ «وَتَجْعَلُ عَلَى كُلِّ صَفٍّ لُبَاناً نَقِيّاً فَيَكُونُ لِلْخُبْزِ تِذْكَاراً وَقُوداً لِلرَّبِّ».

وَتَجْعَلُ عَلَى كُلِّ صَفٍّ لُبَاناً نَقِيّاً ترجم بعضهم ذلك بقوله «تجعل عند كل صنف الخ». إذ كان عرض صفي الأقراص عشرة أجماع في العرض كان يبقى بين الصفين فراغ جُمعين لأن طول المائدة كان اثني عشر جُمعاً فكانوا يشغلون ذلك الفراع بإناءين فيهما اللبان. وكان هذا الفراغ يقسم بين الصفين فيكون لكل صف جُمعٌ ويشغلون كل جُمع منها بإباء اللبان ويحتمل أنهم كانوا يضعون الإناءين قدام صف واحد من الصفين أو يضعون قرب كل من الصفين واحداً من ذينك الإناءين وهذا الأخير هو الذي عُرف مدة الهيكل الثاني.

فَيَكُونُ لِلْخُبْزِ تِذْكَاراً اي يكون للخبز آية تذكار أي يكون اللبان نصيب الله كما يكون الخبز نصيب الكهنة فيُذكر إحسان الرب في ذلك ويقدم الشكر له تعالى (انظر ص ٢: ٢).

٨ «فِي كُلِّ يَوْمِ سَبْتٍ يُرَتِّبُهُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ دَائِماً مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِيثَاقاً دَهْرِيّاً».

عدد ٤: ٧ و١أيام ٩: ٣٢ و٢أيام ٢: ٤

فِي كُلِّ يَوْمِ سَبْتٍ يُرَتِّبُهُ أي يقوم هارون بترتيبه بواسطة الكهنة الذين يعملون بمقتضى وصيته معه (ع ٣) ويأتي ذلك في كل سبت في السنة. والأسلوب الذي كان فيه خبز الوجوه أو «خبز الحضرة» كما يسمى لأنه كان يوضع أمام الرب أي في حضرته يجدّد كل سبت كما يأتي يدخل أربعة من الكهنة القدس يحمل اثنان منهم الخبز على الأيدي كل يحمل ستة أقراص والاثنان الآخران يحملان إناءي اللبان كل يحمل إناء ويمشي قدام الكهنة الأربعة أربعة كهنة آخرون واثنان يأخذان الخبز واثنان يأخذان إناءي اللبان ويقفون في الجنوب وأوجههم إلى الشمال وحالما يرفعون الخبز واللبان القديم يضعون الخبز واللبان الجديدين وأيدي أحد الفريقين فوق أيدي الفريق الأول لأنه مكتوب «تَجْعَلُ عَلَى ٱلْمَائِدَةِ خُبْزَ ٱلْوُجُوهِ أَمَامِي دَائِماً» (خروج ٢٥: ٣٠). وكان رؤساء الدين اليهودي يفسرون قوله «دائماً بأنه يجب أن لا تخلو المائدة من ذلك الخبز دقيقة واحدة» ولهذا كان الخبز الجديد محمولاً فوق الخبز القديم لكي لا تخلو المائدة منه لحظة.

مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أي من الشعوب كغيره من التقدمات الشعبية كملح الذبائح وحطب المذبح والبخور والعمر (انظر ص ٣٢: ١٠ و١١) وأرغفة الترديد (ص ٢٣: ١٧) والتيسين من المعز (ص ١٦: ٥ الخ) والبقرة الحمراء (عدد ١٩: ١ – ٢٢) وخبز الوجوه أو «خبز الحضرة» على مقتضى القانون الذي عُرف مدة الهيكل الثاني كان يُشترى من أنصاف الشاقل التي كان بنو إسرائيل يقدمونها للهيكل كل سنة (انظر خروج ٣٠: ١١ – ١٦).

٩ «فَيَكُونُ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ، فَيَأْكُلُونَهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، لأَنَّهُ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لَهُ مِنْ وَقَائِدِ ٱلرَّبِّ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً».

١صموئيل ٢١: ٦ ومتّى ١٢: ٤ ومرقس ٢: ٢٦ ولوقا ٦: ٤ خروج ٢٩: ٣٣ وص ٨: ٣١ و٢١: ٢٢

فَيَكُونُ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ الذي عُرف مدة الهيكل الثاني إن الأقراص الاثني عشر كانت تُقسم بين الكاهن الأعظم والكهنة الخادمين أي القائمين بالخدمة الهيكلية فيأخذ هو ستة ويأخذون هم ستة.

فَيَأْكُلُونَهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ هذا من الأمور الكثيرة التي تتعلق بالخدمة الشعبية التي تصير أجرة الكاهن غير العادية وهي ثمانية:

  1. بقية التقدمة الطعامية (ص ٢: ٣ و١٠).
  2. لحم تقدمة الخطية (ص ٦: ٢٦).
  3. لحم ذبيحة الإثم (ص ٧: ٦).
  4. لج الزيت الذي يقدمه الأبرص (ص ١٤: ١٠).
  5. بقية العُمر (ص ٢٣: ١٠ و ١١).
  6. تقدمة الشعب السلامية.
  7. الرغيفان (ص ١٣: ١٩ و٢٠).
  8. خبز الوجوه.

مِنْ وَقَائِدِ ٱلرَّبِّ أي الجزء السابق من التقدمة كالبخور الذي كان الجزء الآخر منه يوقد للرب.

١٠ «وَخَرَجَ ٱبْنُ ٱمْرَأَةٍ إِسْرَائِيلِيَّةٍ، وَهُوَ ٱبْنُ رَجُلٍ مِصْرِيٍّ، فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَتَخَاصَمَ فِي ٱلْمَحَلَّةِ ٱبْنُ ٱلإِسْرَائِيلِيَّةِ وَرَجُلٌ إِسْرَائِيلِيٌّ».

خَرَجَ ٱبْنُ ٱمْرَأَةٍ إِسْرَائِيلِيَّةٍ، وَهُوَ ٱبْنُ رَجُلٍ مِصْرِيٍّ كان اسم هذه المرأة التي ابنها موضوع هذا الخبر شلومية كانت قد تزوجت رجلاً مصرياً وبنو إسرائيل في مصر والظاهر أن أباه بقي في مصر وهو هرب مع بني إسرائيل في الإخلاط الذين جاءوا مع الإسرائيليين من مصر (خروج ١٢: ٣٨). وهذه الحادثة التي يصعب علينا بيان ارتباطها بالكلام على الفرائض المذكورة تبين لنا صورة حياة الإسرائيليين في المحلة وهم في البرية. وعلى ما وقفنا عليه في التقليد اليهودي إن أبا هذا المجدف كان من المسخرين وكان زوج شولمية من المسخرين الذين يتسلط عليهم (خروج ٢: ١١) فكان ذلك المصري من الظالمين فأضر الرجل وزوجته شولمية وإن زوجها هو الإسرائيلي الذي قتله هذا المصري. وهذا المصري هو الرجل الذي قتله موسى فانتقم موسى للمرأة ولزوجها ولهذا جاء في الترجمة الكلدانية «رجل شرير عاص لإله السماء خرج من مصر ابن المصري الذي قتل إسرائيلياً في مصر واغتصب زوجته فحبلت وولدت ابناً بين أولاد إسرائيل». وقوله «خرج» يدل على أنه كان ساكناً خارج المحلة فما كان له حق أن يدخلها.

تَخَاصَمَ فِي ٱلْمَحَلَّةِ ٱبْنُ ٱلإِسْرَائِيلِيَّةِ وَرَجُلٌ إِسْرَائِيلِيٌّ لم يذكر علة الخصام ولا أسلوبه والذي وصل إلينا من تقليد اليهود إن الرجل الإسرائيلي كان من سبط دان وفي الآية الآتية إن المراة الإسرائيلية أم الابن المصري كانت من سبط دان فقال ابنها للرجل الدانّي إن له حق أن يدخل المحلة لأن أمه من سبط دان. فخاصمه الدانّي وأوجب عليه أن يكون في الخيام المختصة بمن هم مثل أبيه (عدد ٢: ٢). وحدث هذا الخصام أمام رؤساء نظروا في أمره. ولهذا جاء في الترجمة الكلدانية القديمة «وحين كان الإسرائيليون ساكنين في وسط أولاد دان فلم يدعوه لأنه حسب قانون الإسرائليين كل إنسان يسكن مع أهله تحت راية بيت أبيه فتخاصما في المحلة وذهب الإسرائيلي الذي من سبط دان وابن الإسرائيلية إلى بيت القضاء» (أي المحكمة).

١١ «فَجَدَّفَ ٱبْنُ ٱلإِسْرَائِيلِيَّةِ عَلَى ٱلٱسْمِ وَسَبَّ. فَأَتَوْا بِهِ إِلَى مُوسَى. (وَكَانَ ٱسْمُ أُمِّهِ شَلُومِيَةَ بِنْتَ دِبْرِي مِنْ سِبْطِ دَانٍ)».

ع ١٦ أيوب ١: ٥ و١١ و٢٢ و٢: ٥ و٩ و١٠ وإشعياء ٨: ٢١ خروج ١٨: ٢٢ و٢٦

فَجَدَّفَ ٱبْنُ ٱلإِسْرَائِيلِيَّةِ عَلَى ٱلٱسْمِ وَسَبَّ (التجديف الإهانة لله تعالى بالشتيمة والكفر والسب هنا الشتم للإنسان). ومعنى العبارة على ما ذُكر في الآية العاشرة إن ابن الإسرائيلية من الرجل المصري لما حكم عليه القضاة بأن لا حق له أن يسكن المحلة اغتاظ من الله وشتمه على الشريعة التي حرم بها عليه أن يسكن في سبط أمه وسب القضاة الذين حكموا عليه.

والمقصود بالاسم في الآية اسم الله الأعظم وهو يهوه وعبروا عنه بالاسم تنزيهاً له عن أن يلفظوه بأفواههم فكانوا حين يقرأون الكتاب ويصلون إلى ذلك الاسم يلفظون بدلاً منه «أدوناي» أي السيد أو «اللوهيم» أي الله ولكنهم لم يغيروا رسمه بالكتابة فكانوا يكتبونه يهوه. وكان يقول علماء الناموس مدة الهيكل الثاني في قص نبإ ذلك المجدف «تلفظ بالاسم ولعنه» على خلاف ما فسرناه. ولهذا كان مجرد التلفظ بذلك الاسم الأعظم يعد إثماً. وتُرجم ما ذكر في الكلدانية بما معناه «ولما خرجوا من بيت القضاء وقد حُكم على ابن المرأة الإسرائيلية تلفظ بالاسم المجيد العظيم الذي سُمع في سيناء وشتمه».

فَأَتَوْا بِهِ إِلَى مُوسَى لأن التجديف على الله سبحانه وتعالى من الأمور الكبيرة فجروا بذلك عل ما رتبه موسى بنصح يثرون له أن يقيم رؤساء يقضون للشعب بالدعاوي الصغيرة ويجيئون إليه بكل الدعاوي الكبيرة (خروج ١٨: ١٧ – ٢٣).

ٱسْمُ أُمِّهِ شَلُومِيَةَ إن صحّ التقليد إنها غُصبت أو صح أنها تزوجت المصري اختياراً لم يغير شيئاً من المعنى الذي قصده الكاتب فقد ذكر اسمها واسم سبطها ليبين أن ذلك الابن كان نسلاً نجساً ويحذر النساء العبرانيات من الاقتران بالوثنيين.

١٢ «فَوَضَعُوهُ فِي ٱلْمَحْرَسِ لِيُعْلَنَ لَهُمْ عَنْ فَمِ ٱلرَّبِّ».

عدد ١٥: ٣٤ خروج ١٨: ١٥ و١٦ وعدد ٢٧: ٥ و٣٦: ٥ و٦

فَوَضَعُوهُ فِي ٱلْمَحْرَسِ أي سجنوه إلى أن يُحاكم لا إنهم سجنوه قصاصاً له على إثمه لأن سجن المذنب مدة معيّنة على الذنب لم يُفرض في الشريعة الموسوية ولم يُذكر أحد أنه وُضع فيها.

لِيُعْلَنَ لَهُمْ عَنْ فَمِ ٱلرَّبِّ أي ليُعلن لهم الرب القصاص الذي يستحقه المجدف على «الاسم» فإن الله نهى عن التجديف على اسمه ضمناً أو التزاماً في الوصية الثالثة وصراحة في (تكوين ٢٢: ٢٨). وأبان في موضع آخر وجوب قتل من يسب والده الأرضي ولكنه لم يُعلن نوع القصاص لمن يسب الآب السماوي (انظر تكوين ٢٠: ٧ ولاويين ٢٠: ٩). ولم يُذكر إن المجدف يُترك لله فيقاصه هو ولهذا حُرس المجدف ليسأل موسى ربه عن عقابه. وقد كان مثل هذا في أمر الرجل الذي احتطب يوم السبت فوضعوه في المحرس لأنه لم يُعلن ماذا يُفعل به (عدد ١٥: ٣٤).

١٣ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى».

فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى لم يذكر هنا كيف سأل الرب موسى حتى كلمه أبواسطة الأوريم والتميم سأله أو بغيرها والمرجّح أنه سأله في القدس لأن الله وعد موسى أن يظهر له على الغطاء من بين الكروبين (خروج ٢٥: ٢٢).

١٤ «أَخْرِجِ ٱلَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ فَيَضَعَ جَمِيعُ ٱلسَّامِعِينَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَرْجُمَهُ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ».

تثنية ١٣: ٩ و١٧: ٧

أَخْرِجِ ٱلَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ أمر بإخراج المجدف من سجنه إلى خارج المحلة لأن الخارج مقام النجسين (عدد ٥: ٢ و٣) وهو ما يعاقب فيه المذنبون (عبرانيين ١٣: ١٢ و١٣).

فَيَضَعَ جَمِيعُ ٱلسَّامِعِينَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ أي جميع الشهود الذين سمعوه يجدف والذين كان عقابه يجري على شهادتهم. والقضاة الذين حكموا عليه كانوا يضعون أيديهم أيضاً على رأسه. وعلى هذا جاء في الترجمة الكلدانية «ليضع الشهود أيديهم على رأس المجدف وليضع القضاة أيديهم على رأسه». وهذا ما جرى عليه علماء الناموس. فكان الشهود والقضاة يضعون أيديهم على رأس المجدف ويقولون «دمك على رأسك فإنك أنت جنيت هذا على نفسك».

وَيَرْجُمَهُ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ فيرجمه الشهود أولاً ثم كل المشاهدين (انظر ص ٢٠: ٢).

١٥ «وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ مَنْ سَبَّ إِلٰهَهُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ».

ص ٥: ١ و٢٠: ١٧ وعدد ٩: ١٣

مَنْ سَبَّ إِلٰهَهُ إن الله لما سأله موسى عن عقاب المجدّف لم يكتف بإجابته على ذلك بل وضع شريعة عامة لعقاب كل المجدفين من العبرانيين والنزلاء.

يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ القرينة تدل على أن هذا العقاب على الغرباء الذين ينزلون على الإسرائيليين وقتياً ويبقون على دينهم أي الذين ينزلون عليهم ولا يتهودون فإن الوثني الذي كان ينزل عليهم كان يعاقب على سبه إلهه بالنظر لأنه يعتقد أنه الله ولأنه إذا تُرك بلا عقاب يكون عثرة للإسرائيليين فيقتدي بعضهم به.

١٦ «وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱسْمِ ٱلرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ رَجْماً. ٱلْغَرِيبُ كَٱلْوَطَنِيِّ عِنْدَمَا يُجَدِّفُ عَلَى ٱلٱسْمِ يُقْتَلُ».

١ملوك ٢١: ١٠ و١٣ ومزمور ٧٤: ١٠ و١٨ ومتّى ١٢: ٣١ ومرقس ٣: ٢٨ و٢٩ ويعقوب ٢: ٧

وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱسْمِ ٱلرَّبِّ أي يهوه (انظر ع ١١ والتفسير).

فَإِنَّهُ يُقْتَلُ أصيلاً أو دخيلاً قريباً أو غريباً.

١٧ «وَإِذَا أَمَاتَ أَحَدٌ إِنْسَاناً فَإِنَّهُ يُقْتَلُ».

خروج ٢١: ١٢ وعدد ٣٥: ٣١ وتثنية ١٩: ١١ و١٢

وَإِذَا أَمَاتَ أَحَدٌ إِنْسَاناً بعد أن أبان وجوب قتل المجدف من أصيل ودخيل ووطني وغريب أبان هنا أن قاتل الإنسان يُقتل بلا فرق بين ما ذُكر. وقد ذُكرت هذه الشريعة ببعض التفصيل في سفر الخروج (خروج ٢١: ١٢ الخ).

١٨ «وَمَنْ أَمَاتَ بَهِيمَةً يُعَوِّضُ عَنْهَا نَفْساً بِنَفْسٍ».

ع ٢١

مَنْ أَمَاتَ بَهِيمَةً لغيره يجب أن يعطيه بهيمة بدلاً منها. ولا منافاة بين ما ذُكر هنا وما ذُكر في سفر الخروج (خروج ٢١: ٣٣ و٣٤) لأن القتل هنا صادر عن غير ما صدر منه هناك فالشريعة هنا غير الشريعة هناك.

١٩، ٢٠ «١٩ وَإِذَا أَحْدَثَ إِنْسَانٌ فِي قَرِيبِهِ عَيْباً، فَكَمَا فَعَلَ كَذٰلِكَ يُفْعَلُ بِهِ. ٢٠ كَسْرٌ بِكَسْرٍ وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. كَمَا أَحْدَثَ عَيْباً فِي ٱلإِنْسَانِ كَذٰلِكَ يُحْدَثُ فِيهِ».

خروج ٢١: ٢٤ وتثنية ١٩: ٢١ ومتّى ٥: ٣٨ و٧: ٢

إِذَا أَحْدَث الخ (انظر خروج ٢١: ٢٤ و٢٥).

٢١ «مَنْ قَتَلَ بَهِيمَةً يُعَوِّضُ عَنْهَا، وَمَنْ قَتَلَ إِنْسَاناً يُقْتَلْ».

خروج ٢١: ٣٣ و٣٤ وع ١٨ ع ١٧

مَنْ قَتَلَ بَهِيمَةً هذا مكرر (ع ١٧ و١٨) كرر للتقرير والتوكيد.

٢٢ «حُكْمٌ وَاحِدٌ يَكُونُ لَكُمْ. ٱلْغَرِيبُ يَكُونُ كَٱلْوَطَنِيِّ. إِنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ».

خروج ١٢: ٤٩ وص ١٩: ٣٤ وعدد ١٥: ١٦

حُكْمٌ وَاحِدٌ يَكُونُ لَكُمْ في كل ما ذُكر لا في مسئلة التجديف وحدها. (وهذا هو الحق والسواء).

٢٣ «فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا ٱلَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَحَلَّةِ وَيَرْجُمُوهُ بِٱلْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».

ع ١٤

فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ الخ بعدما أبان لهم موسى ما أعلنه الله من الشرائع أمرهم بإجراء الحكم على المجدف بمقتضى الإعلان.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى