سفر اللاويين | 18 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر اللاويين
للقس . وليم مارش
١ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى».
قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى فأمره أن يكلم بني إسرائيل رأساً أو بواسطة الشيوخ النائبين عنهم وهذا بخلاف أمره له في الرسوم والتطهير فإنه هنالك أمره بأن يكلم هارون وبني إسرائيل. والشريعة هنا تتعلق بالأمور البيتية وما تقوم بها سعادة الإنسان في الهيئة الاجتماعية.
٢ «قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ».
خروج ٦: ٧ وع ٤ وص ١١: ٤٤ و١٩: ٤ و١٠ و٣٤ و٢٠: ٧ وحزقيال ٢٠: ٥ و٧ و١٩ و٢٠
أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ إن الرب هو إلههم وملكهم الوحيد فكان عليهم أن يطيعوه ويتمسكوا بوصاياه ولا يبعدوا عنه باتباعهم الأمم المصرية وغيرها ممن حولهم في الأرض التي وعدهم أن يعطيهم إياها ميراثاً. وكان عليهم فوق ذلك أن يكونوا مقدسين ليمكنهم أن يقتربوا من ذلك الإله القدوس. وتقديسهم يقوم بإطاعتهم شرائعه المقدسة فيشتركون بذلك في صورته التي خلقهم عليها. وهذه العبارة التي كُررت في هذا الأصحاح للتقرير لم تُذكر إلا مرة واحدة في ما قبله من هذا السفر (ع ٤ و٣٠ وص ١١: ٤٤). وقد خُتمت بها كل وصية ذات شأن للترعيب والترهيب (انظر ع ٣٠).
٣ «مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ مِصْرَ ٱلَّتِي سَكَنْتُمْ فِيهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَمِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ ٱلَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَحَسَبَ فَرَائِضِهِمْ لاَ تَسْلُكُوا».
حزقيال ٢٠: ٧ و٨ و٢٣: ٨ خروج ٢٣: ٢٤ وص ٢٠: ٢٣ وتثنية ١٢: ٤ و٣٠ و٣١
مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ مِصْرَ كان الإسرائيليون في مدة غربتهم في مصر قد ألفوا خرافات المصريين واختاروا بعضها فحذّرهم هنا منها.
وَمِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ كان مما اعتاده الكنعانيون في الأرض التي وُعد الإسرائيليون أن يملكوها كثير من مواد الشهوات النجسة. فحذرهم الله من المدنسات السابقة والمدنسات المستقبلة.
حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ لاَ تَسْلُكُوا حذّرهم في العبارة السابقة مما اعتاده الأمم الوثنية وحذرهم في هذه العبارة من فروض شرائع الوثنيين الفاسدة.
٤ «أَحْكَامِي تَعْمَلُونَ وَفَرَائِضِي تَحْفَظُونَ لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ».
تثنية ٤: ١ و٢ و٦: ١ وحزقيال ٢٠: ١٩
أَحْكَامِي تَعْمَلُونَ دون غيرها والمقصود بالأحكام هنا الفروض الواجبة والمعنى أنه يجب عليكم أن تعملوا ما أمرتكم به وتعتزلوا غيره في الدين مما يعمله الكنعانيون (تثنية ٦: ١٣). ويوضح ذلك قول المسيح «لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» (متّى ٤: ١٠).
٥ «فَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، ٱلَّتِي إِذَا فَعَلَهَا ٱلإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا. أَنَا ٱلرَّبُّ».
حزقيال ٢٠: ١١ و١٣ و٢١ ولوقا ١: ٢٨ ورومية ١: ٥ وغلاطية ٣: ١٢ خروج ٦: ٢ و٦ و٢٩ وملاخي ٣: ٦
فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي أي ما فرضه عليهم وحكم بوجوبه.
إِذَا فَعَلَهَا ٱلإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا أي إذا راعاها الإنسان وسار بمقتضاها حيي حياة السعادة والنجاح وإذا خالفها وتعداها كان جزاؤه الهلاك. وفسر هذا رؤساء الدين في عصر الهيكل الثاني بأن من حفظ تلك الفرائض والأحكام حصل على الحياة الأبدية ولذلك جاء في الترجمة الكلدانية «إذا فعلها الإنسان حصل على الحياة الأبدية». وقد اقتبس هذه العبارة بعض كتبة أسفار العهد القديم (حزقيال ٢٠: ١١ و١٣ و٢١ ونحميا ٩: ٢٩) وبولس الرسول (رومية ١٠: ٥ وغلاطية ٣: ١٢) مقابلاً وعد الأعمال بوعد الإيمان.
٦ «لاَ يَقْتَرِبْ إِنْسَانٌ إِلَى قَرِيبِ جَسَدِهِ لِيَكْشِفَ ٱلْعَوْرَةَ. أَنَا ٱلرَّبُّ».
لاَ يَقْتَرِبْ إِنْسَانٌ أي أنهى كل إنسان (انظر ص ١٧: ٣ و٨ و١٣) ولم يذكر مع هذه العبارة قوله «من بيت إسرائيل» كما ذكر في غيرها من أمثالها فاستدل بعضهم أنه نهى بها الإسرائيليين والغرباء الذين بينهم لئلا تتنجس الأرض بمعاصيهم. وكان القصاص على كل من يتعدى هذا رجالاً ونساء كما فهم من أقوال علماء الناموس في عصر المسيح.
قَرِيبِ جَسَدِهِ وفي العبرانية قريب لحمه (انظر مزمور ٧٣: ٢٦ و٧٨: ٢٠ و٢٧ وميخا ٣: ٢ و٣). والمقصود بقريب الجسد هنا الأقرب في النسب (انظر ع ١٧).
لِيَكْشِفَ ٱلْعَوْرَةَ يتوقف على معنى هذه العبارة تفسير الشريعة المبنية هنا وفي الأصحاح العشرين وتحديد أنه هل يُراد تحريم المخالطة المحظورة أو الزيجة بين الأقارب. ومعنى العورة هنا ليس كمعناها في (خروج ٢٠: ٢٦ وفي إشعياء ٤٧: ٣ وفي حزقيال ١٧: ٣٦ و٣٧ و٢٢: ١٠ و١٣: ١٠ و١٨ و٢٩) وقد أتت هنا بمعنى عضو التناسل في الجنسين.
٧ «عَوْرَةَ أَبِيكَ وَعَوْرَةَ أُمِّكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا أُمُّكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا».
ص ٢٠: ١١
عَوْرَةَ أَبِيكَ وَعَوْرَةَ أُمِّكَ (قال بعضهم إن عورة اختك. عبّر هنا بالعورة عن الابنة فكأنه قال «عورة ابنة أبيك وأمك»أو ابنة أبيك من غير أمك وابنة أمك من غير أبيك وهذا ما تتحمله العبارة بحسب القرائن. ولكن هذا ذُكر بعد فليس هو المعنى هنا على ما يرجح). والذي قاله علماء الناموس في مدة الهيكل الثاني (ليوافق باقي الآيات) إن النهي هنا لكل من الابن والابنة فنُهي الابن عن كشف عورة أمه ونُهيت الابنة عن كشف عورة أبيها. وعلى هذا جاء في الترجمة الكلدانية اليونانية «لا تضطجع المرأة مع أبيها ولا يضطجع الرجل مع أمه»كما كان من أمر لوط وبناته (تكوين ١٩: ٣١ – ٣٨). وقال آخر إن عورة الأب هنا هي عورة الأم لأنهما جسد واحد فكأنه قيل لا تكشف عورة أبيك التي هي عورة أمك. وكان بعض الأمم الشرقية ومنهم المجوس يجيزون أن يتزوج الابن أمه.
٨ «عَوْرَةَ ٱمْرَأَةِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَبِيكَ».
تكوين ٤٩: ٤ وص ٢٠: ١١ وتثنية ٢٢: ٣٠ و٢٧: ٢٠ وحزقيال ٢٢: ١٠ وعاموس ٢: ٧ و١كورنثوس ٥: ١
عَوْرَةَ ٱمْرَأَةِ أَبِيكَ أي التي ليست بأمك والمعنى لا تكشف عورة رابّتك والنهي هنا عن الزنى والزواج معاً. والذي عُرف في هذا من علماء الشريعة مدة الهيكل الثاني أن امرأة الأب ممنوع منها إلى الأبد مخطوبة للأب كانت أو متزوجة به مطلقة أو غير مطلقة أرملة أو غير أرملة. فإن اضطجع معها الابن وأبوه حي كان إثمه مضاعفاً لكونها قريبته ولكونها امراة رجل آخر. فيكون من هذا الإثم خطية رأوبين مع بلهة سرية أبيه أو سريته (تكوين ٣٥: ٢٢) وخطية أبيشالوم مع سراري أبيه (٢صموئيل ١٦: ٢ – – ٢٣ و١ملوك ٢: ١٧) ولم يكن ذلك زيجة محرمة بل كان زنى لأن الزواج كان في الحياة والزوجات غير مطلقة. وكانت هذه الخطيئة بين مسيحيي كورنثوس فإنهم كانوا يتزوجون الرابّات المطلقات وآباؤهم أحياء فوبخهم الرسول على ذلك توبيخاً شديداً (١كورنثوس ٥: ١ – ٤). وكان تزوج الرابّة مباحاً عند عرب الجاهلية. ولا يزال ذلك مباحاً عند بعض قبائل أفريقيا فإن الرجل إذا شاخ وكانت أزواجه شابات أعطى ابنه الأكبر إياهم اختياراً. والقرآن منع من ذلك كما منع موسى منه (القرآن سورة ٤ الآية ٢٧).
٩ «عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ بِنْتِ أُمِّكَ، ٱلْمَوْلُودَةِ فِي ٱلْبَيْتِ أَوِ ٱلْمَوْلُودَةِ خَارِجاً، لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا».
ص ٢٠: ١٧ و٢صموئيل ١٣: ١٢ وحزقيال ٢٢: ١١
عَوْرَةَ أُخْتِكَ تزوج آدم عظماً من عظامه ولحماً من لحمه وتزوج أبنائه أخواتهم شجع قدماء العبرانيين على أن يقتدوا بهم ومن ذلك أن إبراهيم أبا المؤمنين تزوج أخته من أبيه دون أمه. وكان هذا جارياً عند غير العبرانيين من قدماء الأمم. وكان رجال أثينا يتزوجون أخواتهم من آبائهم ورجال سبارطة يتزوجون أخواتهم من أمهاتهم. وكان الأشوريون يتزوجون أخواتهم من آبائهم وأمهاتهم. (وظل ذلك في جيرانهم المجوس على ما عُرف من التواريخ العربية قال المتنبي:
يا أخت معتنق الفوارس في الوغى | لأخوك ثم أرق منك وأرحم |
يرنو عليك مع العفاف وعنده | إن المجوس تصيب فيما تحكم |
ومعناه في البيت الثاني إن أخاك يميل إليك كل الميل مع العفاف ويرى لفرط جمالك وحبه لك أن المجوس مصيبون بحكمهم بجواز تزوج الإنسان أخته). وكذلك كانت سنة المصريين القدماء. ولنا من قصة أمنون وأخته ثامار ولا سيما قولها إن الملك لا يمنعها منه وشدة غيظها وحزنها بطرده إياها إن زيجة الأخت كانت باقية عند الإسرائيليين على رغم الوصية (٢صموئيل ١٣: ١٣ – ١٩ قابل بهذا ما في حزقيال ٢٢: ١١).
ٱلْمَوْلُودَةِ فِي ٱلْبَيْتِ أَوِ ٱلْمَوْلُودَةِ خَارِجاً أي أختك من أبيك وأمك أو من أبيك فقط أو من أمك فقط. وهذا ما فهمه وقاله علماء الناموس في مدة الهيكل الثاني. ولهذا جاء في الترجمة الكلدانية «التي ولدها أبوك من امرأة أخرى أو من أمك التي ولدتها أمك من أبيك أو من رجل آخر».
١٠ «عَوْرَةَ ٱبْنَةِ ٱبْنِكَ أَوِ ٱبْنَةِ ٱبْنَتِكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. إِنَّهَا عَوْرَتُكَ».
عَوْرَةَ ٱبْنَةِ ٱبْنِكَ استنتج من هذا المنع تحريم أن يتزوج الأب ابنته لأنه إذا حُرم على الرجل أن يتزوج حفيدته حُرم عليه أن يتزوج ابنته بالأولى لأن الابنة أقرب من الحفيدة. ولهذا كان القانون اليهودي في مدة الهيكل الثاني يحرم على الرجل أن يقترن بابنته ولو ولدت له من امرأة زنى بها وعلى هذا السنن تحرم الأم على ابنها (انظر ع ٧). ومن الغريب السكوت عن الابنة هنا وترك تحريمها صريحاً ليعول به على الاستنتاج ولهذا رأى بعضهم إن أحد الكتبة الأقدمين سها عن بعض الكلمات في هذه الآية ونقل عنه كثيرون. وإن الأصل على ما يرجح كان هكذا «عورة ابنتك وعورة ابنة ابنك الخ».
١١ «عَوْرَةَ ٱبْنَةِ ٱمْرَأَةِ أَبِيكَ ٱلْمَوْلُودَةِ مِنْ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا، إِنَّهَا أُخْتُكَ».
عَوْرَةَ ٱبْنَةِ ٱمْرَأَةِ أَبِيكَ اي أختك التي هي ربيبة أبيك أو ابنة رابتك من غير ابيك. ولنا من ذلك أنه إذا تزوج رجل له ابن امرأة لها بنت حُرم على الابن أن يأخذ البنت مع عدم القرابة الدموية بينهما فالمانع مجرد تسميتها بأخته مجازاً.
ٱلْمَوْلُودَةِ مِنْ أَبِيكَ (أي كالمولودة وتقدير هذه الكاف خلصنا من مشاكل وقع فيها المفسرون هنا مع أن التشبيه بغير أداة كثير جداً في الكتاب المقدس ومن ذلك ما في (مزمور ٢٢: ٦ و٢٨: ٨ وأمثال ١٠: ١١ و١٥ و٢٠ ونشيد الأناشيد ١: ١٣ و١٤ و١٥ و٢: ١ و٤: ١٢ ويوحنا ١٠: ٧ و٩ و١١ و١٤: ٦). فتكون الآية بعبارة أخرى «عورة ابنة رابتك كالمولودة من أبيك لا تكشف عورتها لأنها بمنزلة أختك»).
لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا أي لا تتزوجها (وكان مقتضى الظاهر أن يقول لا تكشفها ولكن أرجع الضمير إلى «بنت» فأظهر في موضع الإضمار).
إِنَّهَا أُخْتُكَ أي كأختك أو بمنزلة أختك (وهذا من الشواهد على حذف أداة التشبيه).
١٢ «عَوْرَةَ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا قَرِيبَةُ أَبِيكَ».
ص ٢٠: ١٩
أُخْتِ أَبِيكَ اي عمتك سواء أكانت أخته لأمه وأبيه أم كانت أخته لأحدهما. وهذا كان مباحاً قبل إعطاء الشريعة على سيناء فإن موسى كانت أمه يوكابد عمة أبيه عمرام (خروج ٦: ٢٠).
١٣ «عَوْرَةَ أُخْتِ أُمِّكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا قَرِيبَةُ أُمِّكَ».
أُخْتِ أُمِّكَ أي خالتك فمنزلتها منزلة العمة في كونها أخت أمه لأبيها وأمها أو لأحدهما. (هذا يستلزم قياساً إن المرأة لا يجوز لها أن تتزوج خالها ولا ابن أخيها وإن الرجل لا يجوز له أن يتزوج ابنة أخته ولا ابنة أخيه) ولكن اليهود أجازوا لعدم النص بل حسبوا ذلك من الزيحة التي يُثاب عليها. وقالوا الوعد في قوله تعالى «حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ ٱلرَّبُّ» (إشعياء ٥٨: ٩) هو لمن لا يتغاضى عن قريبه ولمن يتزوج ابنة أخيه ولمن يقرض المسكين في ساعة حاجته. وكان هذا مباحاً قبل إعطاء الشريعة على سيناء فإن ناحور تزوج ملكة ابنة أخيه هاران (تكوين ١١: ٢٩) وتزوج عثنيئيل بن قناز عكسة ابنة أخيه كالب. ولا يزال اليهود إلى هذا اليوم يزوجون الرجل من ابنة أخته وابنة أخيه.
١٤ «عَوْرَةَ أَخِي أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِلَى ٱمْرَأَتِهِ لاَ تَقْتَرِبْ. إِنَّهَا عَمَّتُكَ».
ص ٢٠: ٢٠
عَوْرَةَ أَخِي أَبِيكَ أي عورة امرأة أخي أبيك أي امرأة عمك. وكان القانون اليهودي يحرّم أن يتزوج الإنسان امرأة عمه في حياة عمه وبعد موته وكانوا يحكمون على متعدي هذه الشريعة بالقتل (انظر ص ٢٠: ٢٠).
١٥ «عَوْرَةَ كَنَّتِكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا ٱمْرَأَةُ ٱبْنِكَ. لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا».
تكوين ٣٨: ١٨ و٢٦ وص ٢٠: ١٢ وحزقيال ٢٢: ١١
كَنَّتِكَ كان اليهود يحرّمون زواج الكنة وخطبتها مطلقة أو أرملة أيضاً وكانوا يعاقبون المتعدي بالقتل (انظر ص ٢٠: ١٢) وبعض الأمم حكموا بكراهة ذلك. وقد حرّمه القرآن كما حرمته التوراة (انظر السورة ٤ الآية ٢٧).
١٦ «عَوْرَةَ ٱمْرَأَةِ أَخِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَخِيكَ».
ص ٢٠: ١٢ وتثنية ٢٥: ٥ ومتّى ١٤: ٤ و٢٢: ٢٤ ومرقس ١٢: ١٩
عَوْرَةَ ٱمْرَأَةِ أَخِيكَ حظر على الإسرائيلي أن يتزوج امرأة أخيه وأخوه حي. والذي فُهم من أقوال رجال الناموس في مدة الهيكل الثاني أنه كان محظوراً على الرجل أن يتزوج امرأة أخيه التي طلقها أخوه ما دام أخوه حياً وإنه إذا تزوجها كان كل من الزوجين أي الرجل وامرأة أخيه التي تزوجها هو عقيمين (انظر ص ٢٠: ١٢) على أن الشريعة نفسها أوجبت على الرجل أن يتزوج امرأة أخيه إذا مات أخوه بلا نسل وإذا أبى أن يتزوجها شهّرته وقبّحته. وعلى هذا جاء في الترجمة الكلدانية «لا تكشف عورة أمرأة أخيك في مدة حياة أخيك أو بعد موته إذا كان له أولاد» وكان على الرجل إذا كان له عدة إخوة ومات كل منهم ولم يترك نسلاً أن يتزوج امرأة كل واحد منهم ليقيم له نسلاً وأن يقوم بأسباب معاش كل تلك الزوجات والأولاد الذين يلدنهم. ولا تزال هذه الشريعة مرعية بين الإسرائيليين المحافظين على كل وصايا الناموس.
١٧ «عَوْرَةَ ٱمْرَأَةٍ وَٱبْنَتِهَا لاَ تَكْشِفْ. وَلاَ تَأْخُذِ ٱبْنَةَ ٱبْنِهَا أَوِ ٱبْنَةَ ٱبْنَتِهَا لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا. إِنَّهُمَا قَرِيبَتَاهَا. إِنَّهُ رَذِيلَةٌ».
ص ٢٠: ١٤
عَوْرَةَ ٱمْرَأَةٍ وَٱبْنَتِهَا لاَ تَكْشِفْ أي إذا كانت أرملة لها بنت من زوجها المتوفى لم يجز لرجل أن يتزوجها ويتزوج بنتها. وفُهم من علماء الناموس مدة الهيكل الثاني الحظر على الرجل أن يتزوج المرأة وابنتها معاً وإنه يحظر عليه أيضاً أن يتزوج إحداهما إذا تزوج واحدة منهما في حياة التي تزوجها أو بعد موتها. وكان متعدي هذه الشريعة يحرق بالنار (ص ٢٠: ١٤).
١٨ «وَلاَ تَأْخُذِ ٱمْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا لِلضِّرِّ لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا مَعَهَا فِي حَيَاتِهَا».
١صموئيل ١: ٦ و٨
لاَ تَأْخُذِ ٱمْرَأَةً عَلَى أُخْتِهَا أي لا تتزوج أختين معاً. كان اليهود يجيزون تعدد الزوجات بشرط أن لا يكن أخوات أو يكون بينهما أختان في الحياة. وعلى ما فُهم من أقوال علماء الشريعة «إن الأخت هنا تُطلق على الأخت من الأب والأم وعلى الأخت من أحدهما». ويحتمل الأصل العبراني معنى «لا تأخذ زوجة على أخرى» وهذا نص في تحريم تعدد الزوجات وهو لا يُفهم من قوله «لا تأخذ امرأة على أختها» ومناف لما عُهد من عادات اليهود الزيجة في توالي عصورهم فإنه كان لقضاة الإسرائيليين وملوكهم زوجات كثيرة (قضاة ٨: ٣٠ و١٠: ٤ و١٢: ٩ و١صموئيل ١: ٢ و٢صموئيل ٣: ٧). وكان لداود مرنم إسرائيل وأحسن ملوك الإسرائيليين الذي كان يقرأ كلمة الله نهاراً وليلاً ويفهم الناموس حسناً أزواج كثيرة وأعطاه الله نفسه نساء سيده (٢صموئيل ١٢: ٨) واستمر اليهود على القول بجواز تعدد الزوجات وكثيرون منهم تزوج امرأتين وجمع بينهن. على أن الناموس نفسه أوجب تعدد الزوجات في مسئلة الأخ الذي يموت بلا نسل (تثنية ٢٥: ٥ – ١٠). نعم إن الشريعة نهت الملك عن إكثار النساء ولكنها لم تنهه عن أن يجمع بين زوجتين (تثنية ١٧: ١٧). وجاء في الترجمة الكلدانية «لا تأخذ امرأة في حياة أختها» أي لا تتزوج امرأة أنت متزوج أختها وأختها التي تزوجتها لا تزال في الحياة. وكذا معنى ما في الترجمة السبعينية والفلغاتا والسريانية وسائر الترجمات القديمة. (ولم يكن ذلك قبل شريعة موسى بدليل أن يعقوب جمع بين الأختين) (تكوين ٢٩: ٣٠).
لِلضِّرِّ لأنه إذا تزوج الثانية وهي الصغرى غارت الكبرى منها وانقلبت المحبة الطبيعية بين الأختين بغضاً وعداوة كما كان بين ليئة وراحيل أختها زوجتي يعقوب (تكوين ٢٩: ٣٠ – ٣٥).
فِي حَيَاتِهَا فإذاً كان يجوز له أن يأخذ أخت زوجته بعد وفاة أختها التي هي زوجته. والذي في أقوال علماء الناموس أنه إذا طلق امرأة لم يجز أن يأخذ أختها ما دامت المطلقة في الحياة فإذا ماتت جاز له أن يتزوج أختها.
١٩ «وَلاَ تَقْتَرِبْ إِلَى ٱمْرَأَةٍ فِي نَجَاسَةِ طَمْثِهَا لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا».
ص ٢٠: ١٨ وحزقيال ١٨: ٦ و٢٢: ١٠
لاَ تَقْتَرِبْ أي لا تخالط.
نَجَاسَةِ طَمْثِهَا ومدة ذلك سبعة أيام (انظر ص ١٥: ١٩) فإن خالطها زوجها في أثناء تلك الأيام كان نجساً سبعة أيام (ص ١٥: ٢٤) هذا إذا أتى ذلك سهواً وإذ أتى ذلك عمداً حُكم عليه وعلى الزوجة بالموت (ص ٢٠: ١٨) وأشار حزقيال إلى تعدي اليهود هذه الشريعة وحسبه من شر الخطايا (حزقيال ١٨: ٦ و٢٢: ١٠).
٢٠ «وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱمْرَأَةِ صَاحِبِكَ مَضْجَعَكَ لِزَرْعٍ، فَتَتَنَجَّسَ بِهَا».
خروج ٢٠: ١٤ وص ٢٠: ١٠ وتثنية ٥: ١٨ و٢٢: ٢٢ وأمثال ٦: ٢٩ و٣٢ وملاخي ٣: ٥ ومتّى ٥: ٢٧ ورومية ٢: ٢٢ و١كورنثوس ٦: ٩ وعبرانيين ١٣: ٤
ٱمْرَأَةِ صَاحِبِكَ أي لا تزن بها. وجزاء ذلك الموت رجماً (انظر ص ٢٠: ١٠ وتثنية ٢٢: ٢٢ وحزقيال ١٦: ٣٨ و٤٠ ويوحنا ٨: ٥). وكان حد الزاني عند المصريين ألف ضربة بالعصا وحد الزانية جدع أنفها. وعرب البادية لا يزالون إلى هذا اليوم يقتلون الزانية بلا رحمة ويأتي ذلك زوجها أو أبوها أو أخوها. وهذا شأن كل الأمم الشرقية.
٢١ «وَلاَ تُعْطِ مِنْ زَرْعِكَ لِلإِجَازَةِ لِمُولَكَ لِئَلاَّ تُدَنِّسَ ٱسْمَ إِلٰهِكَ. أَنَا ٱلرَّبُّ».
ص ٢٠: ٢ و٢ملوك ١٦: ٣ و٢١: ٦ و٢٣: ١٠ وإرميا ١٩: ٥ وحزقيال ٢٠: ٣١ و٢٣: ٣٧ و٣٩ و١ملوك ١١: ٧ و٣٣ وأعمال ٧: ٤٣ ص ١٩: ١٢ و٢٠: ٣ و٢١: ٦ و٢٢: ٢ و٣٢ وحزقيال ٣٦: ٢٠ الخ وملاخي ١: ١٢
لاَ تُعْطِ مِنْ زَرْعِكَ أي لا تتزوج وثنية أو لا تزن بها فتلد منك نسلاً تقدمه محرقة للصنم. (وفي هذا عدة خطايا منها الزيجة الوثنية أو الزنى ومنها دفع إنسان إلى الوثنية ومنها قتل ذلك بتقديمه قرباناً للصنم).
لِلإِجَازَةِ أي لإجازة النسل في النار.
لِمُولَكَ كان هؤلاء الوثنيون يضعون الولد على أيدي صنم مولك بعد إحمائه بالنار ومعنى مولك ملك وهو إله العمونيين وصنمه هائل وهو مما دُعي برجاسات العمونيين وسمي ملكوم أيضاً (١ملوك ١١: ٥ و١١) وجاء في التقليدات المتعلقة بذلك الصنم ما ترجمته قال حكماؤنا المباركو الذكر أنه في أثناء الزمان الذي كان فيه كل الأصنام في هيكل أورشليم كان (مولوك) أو مولك في هيكل خارج أورشليم. وكان ذلك الصنم من النحاس الأجوف وله رأس مثل رأس العجل وكان ممدود اليدين ويداه كأيدي الناس وتانك اليدان مفتوحتان كأنه يبغي أن يأخذ شيئاً ممن يدنو إليه. وكان هيكله سبعة أقسام توزع فيها القرابين المختلفة فالقسم الأول للقرابين من الطير والثاني للقرابين من الكباش. والخامس للقرابين من العجول. والسادس للقرابين من الثيران. والسابع للقرابين من البنين. وكان مقدم القرابين يُقبّل الصنم أولاً وعليه ما جاء في هوشع من قوله «يَقُولُونَ: ذَابِحُو ٱلنَّاسِ يُقَبِّلُونَ ٱلْعُجُولَ» (هوشع ١٣: ٢). وكانوا يحمون ذلك الصنم حتى تحمر يداه من الحرارة وحينئذ يضعون الطفل عليها على ضرب الطبول حتى يمنع فرط الضجيج الوالدين من الانتباه لانفعالات الحنو والشفقة على طفلهما. وكان سليمان قد بنى لهذا الصنم هيكلاً في الجانب الجنوبي من جبل الزيتون (٢ملوك ٢٣: ١٣). وكان حد عابد هذا الصنم القتل رجماً (أنظر ص ٢٠: ٢).
لِئَلاَّ تُدَنِّسَ ٱسْمَ إِلٰهِكَ بأن يقول الأمم أن إله إسرائيل مثل إلههم الدنيء (انظر ص ١٩: ١٢ و٢٠: ٣ و٢١: ٦ و٢٢: ٢ الخ).
٢٢ «وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ ٱمْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ».
ص ٢٠: ١٣ ورومية ١: ٢٧ و١كورنثوس ٦: ٩ و١تيموثاوس ١: ١٠
لاَ تُضَاجِعْ ذَكَراً هذا خطية أهل سدوم (تكوين ١٩: ٥) ولذلك سُمي بالخطية السدومية عند كثيرين من الأمم (وباللواط عند العرب كأنه مشتق من اسم لوط الذي كان من سكان سدوم). وكان حد اللوطي القتل ومع ذلك ارتكب بعضهم الإثم الفظيع (ص ٢٠: ١٣ وقضاة ١٩: ٢٢ و١ملوك ١٤: ٢٤). وكان من مرتكبيه الأمم المحيطة ببني إسرائيل. وكان شائعاً في أيام الرسل (رومية ١: ٢٧ و١كورنثوس ٦: ٩ وغلاطية ٥: ١٩ و١تيموثاوس ١: ١٠). وحد مرتكب هذا الاثم في شريعة المسيح القطع من ملكوت الله (١كورنثوس ٦: ٩ و١٠). والشريعة المدنية تُعاقب مرتكبه عقاباً ثقيلاً.
٢٣ «وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ بَهِيمَةٍ مَضْجَعَكَ فَتَتَنَجَّسَ بِهَا. وَلاَ تَقِفِ ٱمْرَأَةٌ أَمَامَ بَهِيمَةٍ لِنِزَائِهَا. إِنَّهُ فَاحِشَةٌ».
خروج ٢٢: ١٩ وص ٢٠: ١٥ و١٦ ص ٢٠: ١٦
بَهِيمَةٍ هذه الخطية القبيحة التي يكرهها الطبع تدل على أن المصريين كانوا يرتكبونها في عبادة آلهتهم المعزية وحدّها في شريعة موسى القتل (ص ٢٠: ١٥ و١٦ وخروج ٢٢: ١٨)،
٢٤ «بِكُلِّ هٰذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا، لأَنَّهُ بِكُلِّ هٰذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ ٱلشُّعُوبُ ٱلَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ».
ع ٣٠ ومتّى ١٥: ١٨ و١٩ و٢٠ ومرقس ٧: ٢١ و٢٢ و٢٣ و١كورنثوس ٣: ١٧ ص ٢٠: ٢٣ وتثنية ١٨: ١٢
لاَ تَتَنَجَّسُوا لأن شعب الله يجب أن يكون طاهراً. وعاد هنا الشارع إلى مثل ما ابتدأ به (انظر ع ١ – ٥) والخلاصة أنه منعهم من أن يتدنسوا بالخطايا المذكورة في الآية السادسة وما بعدها إلى نهاية الثالثة والعشرين.
٢٥ «فَتَنَجَّسَتِ ٱلأَرْضُ. فَأَجْتَزِي ذَنْبَهَا مِنْهَا، فَتَقْذِفُ ٱلأَرْضُ سُكَّانَهَا».
عدد ٣٥: ٣٤ وإرميا ٢: ٧ و١٦: ١٨ وحزقيال ٣٦: ١٧ مزمور ٨٩: ٣٢ وإشعياء ٢٦: ٢١ وإرميا ٥: ٩ و٢٩ و٩: ٩ و١٤: ١٠ و٢٣: ٢ وهوشع ٢: ١٣ و٨: ١٣ و٩: ٩ ع ٢٨
فَتَقْذِفُ ٱلأَرْضُ سُكَّانَهَا أو فتقيء سكانها. إن الأرض شاركت الإنسان في عقابه على إثمه منذ بدء الخليقة (تكوين ٣: ١٧) ويحسن حال الأرض برد كل شيء (رومية ٨: ١٩ – ٢٢). فحال الأرض الطبيعية متوقفة على أعمال الإنسان الأدبية. فإذا عصى الإنسان الله لم تُعط الأرض أثمارها (تثنية ١١: ١٧) فالأرض تتنجس إذا نجس الإنسان نفسه. وإذا سار في طرق الرب تباركت (ص ٢٥: ١٩ و٢٦: ٤) والله يرحم الأرض وشعبه (تثنية ٣٣: ٤٣). والأرض تنوح إذا أخطأ أهلها (مزمور ٩٦: ١١ – ١٣). ولما كانت مصائب الأرض بخطايا سكانها مُثلت بذات حس وعقل تكره من يجلب عليها البلاء وهم أهلها. وجاء مثل هذا التمثيل في (ع ٢٨ وص ٢٠: ٢٢ ورؤيا ٣: ١٦).
٢٦ «لٰكِنْ تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، وَلاَ تَعْمَلُونَ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلرَّجَاسَاتِ، لاَ ٱلْوَطَنِيُّ وَلاَ ٱلْغَرِيبُ ٱلنَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ».
ع ٥ و٣٠ وص ٢٠: ٢٢ و٢٣
تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ فَرَائِضِي الخ لما كان ارتكاب الآثام المذكورة آنفاً علة نوازل هائلة على الأرض والسكان أوجبت الشريعة الإلهية أن يعتزلها الجميع من وطنيين وغرباء وهم الذين سكنوا بين الإسرائيليين وشاركوهم في العادات أو المعتقدات (انظر ص ١٧: ٨).
٢٧ «لأَنَّ جَمِيعَ هٰذِهِ ٱلرَّجَاسَاتِ قَدْ عَمِلَهَا أَهْلُ ٱلأَرْضِ ٱلَّذِينَ قَبْلَكُمْ فَتَنَجَّسَتِ ٱلأَرْضُ».
ٱلرَّجَاسَاتِ أي الآثام المنجسة (والرجاسة في العربية الفعل القبيح والرجس والرجس القذر والرجس أيضاً المأثم والعمل المؤدي إلى العذاب. وجاء في الكليّات أن الرجس والنجس متقاربان ولكن الرجس أكثر ما يقال في المستقذر طبعاً والنجس أكثر ما يقال في المستعذَر عقلاً وشرعاً). وهذه الآية تتمضن الآية الرابعة والعشرين والآية الخامسة والعشرين فيه مثلهما معنىً والاختلاف في التعبير.
٢٨ «فَلاَ تَقْذِفُكُمُ ٱلأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ ٱلشُّعُوبَ ٱلَّتِي قَبْلَكُمْ».
ص ٢٠: ٢٢ وإرميا ٩: ١٩ وحزقيال ٣٦: ١٣ و١٧
فَلاَ تَقْذِفُكُمُ ٱلأَرْضُ (وتُرجمت في بعض التراجم الأعجمية «فلا تقيئكم الأرض» فشبه الأرض بآكل وشبه المرتكب الرجس بالطعام الخبيث الذي يحمل آكله على القيء. وفي كتب اللغة العربية القذف القيء والرمي وكلا المعنيين صالح هنا والأول هو الأولى والأنسب). وسبق قوله في (ع ٢٥) «فتقذف الأرض سكانها» فانظر التفسير.
٢٩ «بَلْ كُلُّ مَنْ عَمِلَ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلرَّجَاسَاتِ تُقْطَعُ ٱلأَنْفُسُ ٱلَّتِي تَعْمَلُهَا مِنْ شَعْبِهَا».
كُلُّ مَنْ عَمِلَ أي كل من ارتكب الرجس من ذكر أو أنثى.
تُقْطَعُ أي تُقتل والله نفسه يقتلها رأساً أو بواسطة من أقامهم لإجراء العقاب.
٣٠ «فَتَحْفَظُونَ شَعَائِرِي لِكَيْ لاَ تَعْمَلُوا شَيْئاً مِنَ ٱلرُّسُومِ ٱلرَّجِسَةِ ٱلَّتِي عُمِلَتْ قَبْلَكُمْ وَلاَ تَتَنَجَّسُوا بِهَا. أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ».
ع ٣ و٢٦ وص ٢٠: ٢٣ وتثنية ١٨: ٩ ع ٢٤ ع ٢ و٤
شَعَائِرِي المقصود بالشعائر الدين وفرائضه. أمر الله الإسرائيليين بحفظ ذلك وقاية لهم من العقاب.
لِكَيْ لاَ تَعْمَلُوا شَيْئاً مِنَ ٱلرُّسُومِ ٱلرَّجِسَةِ أي من فرائض سكان الأرض الوثنيين المكروهة كره الأقذار وعاداتهم الدينية الضارة للنفس والجسد.
أَنَا ٱلرَّبُّ كُررت هذه العبارة في نهاية كل وصية ذات شأن للترغيب في القيام بالأوامر والترهيب من مخالفة النواهي والأوامر معاً (انظر ع ١ وتفسيره).
السابق |
التالي |