سفر اللاويين

سفر اللاويين | 09 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر اللاويين

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ

١ «وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ دَعَا مُوسَى هَارُونَ وَبَنِيهِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ».

حزقيال ٤٣: ٢٧

وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ أي اليوم الذي يلي اليوم السابع من سبعة أيام التقديس (انظر ص ٨: ٣٣ و٣٥).

دَعَا مُوسَى هَارُونَ وَبَنِيهِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ أي الشيوخ الذين ينوبون عن الأمة كلها الذين شهدوا احتفال التقديس (انظر ص ٨: ٣) ودُعوا هنا ليشاهدوا دخول الكهنة في طريق خدمتهم. فكان مثل الكهنة هنا مثل الطفل المولود حديثاً في أنه يبقى سبعة أيام غير طاهر ويطهر في اليوم الثامن (انظر ص ١٢: ٢ و٣) كذلك كان الكاهن الجديد يدخل الخدمة في اليوم الثامن بعد يوم تعيينه.

٢ «وَقَالَ لِهَارُونَ: خُذْ لَكَ عِجْلاً ٱبْنَ بَقَرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشاً لِمُحْرَقَةٍ صَحِيحَيْنِ. وَقَدِّمْهُمَا أَمَامَ ٱلرَّبِّ».

خروج ٢٩: ١ وص ٤: ٣ و٨: ١٤ ص ٨: ١٨

عِجْلاً ٱبْنَ بَقَرٍ وكان يجب بمقتضى القانون أن يكون ابن سنتين وفي بعض التراجم «ثوراً حديثاً» فيكون قد بلغ السنة الثالثة أو استوفاها (انظر ص ٤: ٢). وكان على هارون وبنيه قبل أن يتوسطوا للشعب بالمغفرة أن يقربوا عن أنفسهم ذبيحة الخطيئة ولعل ذلك كان وسيلة لمنعهم من التكبر بكونهم في درجة عالية ووسطاء بين الله والشعب. فإن هذه الذبيحة كانت تعلن للحبر الأعظم أنه مع كونه في هذه المنزلة نجس بالخطية محتاج إلى المغفرة والتطهير بالكفارة الدموية كالشعب الذي ينوب هو عنه. وكان هذا العجل يقدم على ما في تقاليد اليهود إشارة إلى عبادة بني إسرائيل العجل في البرية (خروج ٣٢: ٤ – ٦).

أَمَامَ ٱلرَّبِّ اي أمام مسكن الرب تجاه خيمة الاجتماع (انظر ص ١: ٥ و١١) على مذبح المحرقة.

٣ «وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: خُذُوا تَيْساً مِنَ ٱلْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَعِجْلاً وَخَرُوفاً حَوْلِيَّيْنِ صَحِيحَيْنِ لِمُحْرَقَةٍ».

ص ٤: ٢٣ وعزرا ٦: ١٧ و١٠: ١٩

قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ كان الآن على هارون الذي صار كاهناً أن يأمر بالذبائح. والمقصود ببني إسرائيل هنا الشيوخ الذين هم نوابهم (انظر ص ٨: ٢) وعلى هذا جاء في الترجمة اليونانية الشيوخ بدل بني إسرائيل.

تَيْساً… وَعِجْلاً (انظر ص ٢: ٢٣ الخ).

٤ «وَثَوْراً وَكَبْشاً لِذَبِيحَةِ سَلاَمَةٍ لِلذَّبْحِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَتَقْدِمَةً مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ. لأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱلْيَوْمَ يَتَرَاءَى لَكُمْ».

ص ٢: ٤ خروج ٢٩: ٤٣ وع ٦ و٢٣

ثَوْراً وَكَبْشاً كان على الشيوخ أن يأتوا نيابة عن الشعب أولاً بتيس ذبيحة خطية وثانياً بعجل وحمل تقدمة محرقة وثالثاً بثور وكبش تقدمة سلامة.

تَقْدِمَةً مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ كان يلتّ بزيت ما سوى الجزء المعيّن للرب وكان الملتوت نصيب الكاهن القائم بالخدمة (انظر ص ٢: ١).

لأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱلْيَوْمَ يَتَرَاءَى لَكُمْ اي أعدوا أنفسكم وقدّسوها بالذبائح لأن الرب يُعلن لكم اليوم نفسه على نوع خاص دلالة على استحسانه تعيين هارون وأولاده للخدمة الكهنوتية.

٥ «فَأَخَذُوا مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. وَتَقَدَّمَ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ وَوَقَفُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ».

فَأَخَذُوا أي هارون وبنوع بمقتضى أمر موسى وكان الشيوخ يأتون بالذبائح نيابة عن الشعب.

كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ أي الشيوخ نوّاب الشعب الذين دعاهم موسى (ع ١) وغيرهم من الشعب الذين يمكنهم أن يجتمعوا أمام القدس في دار الخيمة ليشاهدوا الكهنة الجدد يقومون بأول خدمتهم.

٦ «فَقَالَ مُوسَى: هٰذَا مَا أَمَرَ بِهِ ٱلرَّبُّ. تَعْمَلُونَهُ فَيَتَرَاءَى لَكُمْ مَجْدُ ٱلرَّبِّ».

خروج ٢٤: ١٦ وع ٢٣

فَقَالَ مُوسَى والناس وقوف في الدار وحولها ليبين لهم أصل هذا الرسم الذي يشاهدونه أمام الرب.

٧ «ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: تَقَدَّمْ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ وَٱعْمَلْ ذَبِيحَةَ خَطِيَّتِكَ وَمُحْرَقَتَكَ، وَكَفِّرْ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنِ ٱلشَّعْبِ. وَٱعْمَلْ قُرْبَانَ ٱلشَّعْبِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ».

ص ٤: ٣ و١صموئيل ٣: ١٤ وعبرانيين ٥: ٣ و٧: ٢٧ و٩: ٧ ص ٤: ١٦ و٢٠ و عبرانيين ٥: ١

قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ مع أن هارون كان حينئذ كاهناً بل الحبر الأعظم يقترب إلى المذبح حتى دعاه موسى إليه ليبين للشعب أن هارون لم يدع الكهنوت لنفسه بل تولاه بأمر الرب لموسى. وعلى هذا قول الرسول «لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هٰذِهِ ٱلْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ ٱلْمَدْعُوُّ مِنَ ٱللّٰهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضاً. كَذٰلِكَ ٱلْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ ٱلَّذِي قَالَ لَهُ: أَنْتَ ٱبْنِي أَنَا ٱلْيَوْمَ وَلَدْتُكَ» (عبرانيين ٥: ٤ و٥ الخ).

كَفِّرْ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنِ ٱلشَّعْبِ هذه الذبيحة التي قدمها هارون عن نفسه وعن الشعب تثبت المتواتر من التفاسير القديمة إنها كانت تقدمة عن الخطية التي ارتكبها هو والشعب بعبادتهم العجل الذهبي (انظر تفسير ع ٢). ويقوي هذا القول أنهم «صَنَعُوا ٱلْعِجْلَ ٱلَّذِي صَنَعَهُ هَارُونُ» (خروج ٣٢: ٣٥) فمشاركتهم لهارون في الخطية أوجبت مشاركتهم له في التقدمة عنها لأنهم هم أجبروه على صنع العجل (خروج ٣٢: ١).

٨ «فَتَقَدَّمَ هَارُونُ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ وَذَبَحَ عِجْلَ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلَّذِي لَهُ».

ذَبَحَ عِجْلَ ٱلْخَطِيَّةِ ذبحه هارون نفسه على وفق قانون التقدمات الدموية (انظر ص ١: ٥) على الجانب الشمالي من المذبح (انظر ص ١: ١١).

٩ «وَقَدَّمَ بَنُو هَارُونَ إِلَيْهِ ٱلدَّمَ، فَغَمَسَ إِصْبِعَهُ فِي ٱلدَّمِ وَجَعَلَ عَلَى قُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ. ثُمَّ صَبَّ ٱلدَّمَ إِلَى أَسْفَلِ ٱلْمَذْبَحِ».

ص ٨: ١٥ ص ٤: ٧

قَدَّمَ بَنُو هَارُونَ إِلَيْهِ ٱلدَّمَ لأن الذبيحة كانت عنهم أيضاً فساعدوه بأن أخذوا الدم في إناء (انظر ص ١: ٥) وأتوا به إلى هارون وهو اقف عند المذبح ينتظره. وكان هذا بخلاف ذبيحة الخطيئة العادية المقدمة عن الحبر الأعظم والشعب التي كان يؤخذ دمها إلى الخيمة (انظر ص ٤: ٧ و١٦ – ١٨) وهنا هارون يضع بعض الدم على قرون مذبح النحاس الأربعة كا فعل موسى بدم ذبيحة التقديس الكهنوتي (انظر ص ٨: ١٥).

١٠ «وَٱلشَّحْمَ وَٱلْكُلْيَتَيْنِ وَزِيَادَةَ ٱلْكَبِدِ مِنْ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ أَوْقَدَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى».

ص ٤: ١١ و١٢ و٨: ١٧

وَٱلشَّحْمَ… أَوْقَدَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ كان على هارون أن يحرق شحم هذه الذبيحة كما فعل موسى قبلاً (انظر ٨: ١٤ و٢١ و٢٨) لأن نار الله لا تخرج حتى تقدم تقدمة المحرقة عن الشعب (انظر ع ٢٤).

١١ «وَأَمَّا ٱللَّحْمُ وَٱلْجِلْدُ فَأَحْرَقَهُمَا بِنَارٍ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ».

ص ٤: ١١ و١٢ و٨: ١٧

وَأَمَّا ٱللَّحْمُ وَٱلْجِلْدُ فَأَحْرَقَهُمَا كان اللحم والجلد من نصيب الكاهن إلا في هذه الذبيحة (انظر ص ٦: ٢٦) لأن الكاهن كان محظوراً عليه الاشتراك في ذبيحة الخطية التي تقدم عن نفسه (انظر ص ٤: ٣٥).

١٢ «ثُمَّ ذَبَحَ ٱلْمُحْرَقَةَ، فَنَاوَلَهُ بَنُو هَارُونَ ٱلدَّمَ، فَرَشَّهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ مُسْتَدِيراً».

ص ١: ٥ و٨: ١٩

ذَبَحَ ٱلْمُحْرَقَةَ حسب قانون الذبائح الذي أُمر به موسى (انظر ص ٨: ١٨ – ٢١) وكبش هذه المحرقة (ع ٢) ذبحه هارون على الجانب الشمالي من المذبح (انظر ص ١: ١١). وبعد أن جمع بنو هارون الدم في الإناء مساعدة له أعطوه إياه فرشّه حول المذبح على أسلوب ما فعله موسى قبلاً (انظر ص ٨: ١٩).

١٣ «ثُمَّ نَاوَلُوهُ ٱلْمُحْرَقَةَ بِقِطَعِهَا وَٱلرَّأْسَ، فَأَوْقَدَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ».

ص ٨: ٢٠

بِقِطَعِهَا أي بعد أن قطّع الذبيحة على ما في (ص ١: ٦) لأن الذبيحة ذبيحة المحرقة التي قدمها موسى كانت قد قطّعت (انظر ص ٨: ٢٠) وأعطاه بنوه القِطع قطعة فقطعة. وطريق التقطيع لم تُذكر هنا لأنها كانت مثل الطريق التي قطّع فيها موسى.

١٤ «وَغَسَّلَ ٱلأَحْشَاءَ وَٱلأَكَارِعَ وَأَوْقَدَهَا فَوْقَ ٱلْمُحْرَقَةِ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ».

ص ٨: ٢١

أَوْقَدَهَا فَوْقَ ٱلْمُحْرَقَةِ كانت نار هذه العلاوة القِطع المحترقة تحتها (انظر ص ٤: ٣٥).

١٥ «ثُمَّ قَدَّمَ قُرْبَانَ ٱلشَّعْبِ، وَأَخَذَ تَيْسَ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلَّذِي لِلشَّعْبِ وَذَبَحَهُ وَعَمِلَهُ لِلْخَطِيَّةِ كَٱلأَوَّلِ».

ع ٣ وإشعياء ٥٣: ١٠ وعبرانيين ٢: ١٧ و٥: ٣

قَدَّمَ قُرْبَانَ ٱلشَّعْبِ لما صالح هارون الله بذبيحة الكفارة التي قدّمها عن نفسه صار أهلاً لأن يقدم ذبيحة الخطية عن الشعب.

كَٱلأَوَّلِ أي كما قدم الذبيحة عن نفسه (انظر ع ٨) فأحرق اللحم خارج المحلة كما أمر موسى.

١٦ «ثُمَّ قَدَّمَ ٱلْمُحْرَقَةَ وَعَمِلَهَا كَٱلْعَادَةِ».

ص ١: ٣ و١٠

قَدَّمَ ٱلْمُحْرَقَةَ أي عجلاً ابن سنة وحملاً (انظر ع ٣) وقدمها على الرسم الذي تقدّم (ص ١: ٣). ومثل هذا كان في (ص ٥: ١٠).

١٧ «ثُمَّ قَدَّمَ ٱلتَّقْدِمَةَ وَمَلأَ كَفَّهُ مِنْهَا، وَأَوْقَدَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، عَدَا مُحْرَقَةِ ٱلصَّبَاحِ».

ص ٢: ١ و٢ وع ٤ خروج ٢٩: ٣٨

قَدَّمَ ٱلتَّقْدِمَةَ (وفي بعض التراجم الذبيحة الطعامية أو ذبيحة الملء وفي العبرانية «المنحة» ومعناها (الهدية والقربان) وقدمها هارون على القاعدة في (ص ٢: ١ – ٣).

عَدَا مُحْرَقَةِ ٱلصَّبَاحِ هذه كانت علاوة على الحمَل المقدم ذبيحة محرقة كل يوم وكان مصحوباً بتقدمة المنحة أو الملء أو التقدمة الطعامية (خروج ٢٩: ٣ – و٤٠). وابتدأ هاورن عمله الكهنوتي بتقدمة الصباح كل يوم وكانت متقدمة على كل الذبائح.

١٨ – ٢١ «١٨ ثُمَّ ذَبَحَ ٱلثَّوْرَ وَٱلْكَبْشَ ذَبِيحَةَ ٱلسَّلاَمَةِ ٱلَّتِي لِلشَّعْبِ. وَنَاوَلَهُ بَنُو هَارُونَ ٱلدَّمَ فَرَشَّهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ مُسْتَدِيراً. ١٩ وَٱلشَّحْمَ مِنَ ٱلثَّوْرِ وَمِنَ ٱلْكَبْشِ: ٱلأَلْيَةَ وَمَا يُغَشِّي وَٱلْكُلْيَتَيْنِ وَزِيَادَةَ ٱلْكَبِدِ. ٢٠ وَوَضَعُوا ٱلشَّحْمَ عَلَى ٱلصَّدْرَيْنِ، فَأَوْقَدَ ٱلشَّحْمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. ٢١ وَأَمَّا ٱلصَّدْرَانِ وَٱلسَّاقُ ٱلْيُمْنَى فَرَدَّدَهَا هَارُونُ تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ كَمَا أَمَرَ مُوسَى».

ص ٣: ١ الخ ص ٣: ٥ و١٦ خروج ٢٩: ٢٤ و٢٦ وص ٧: ٣٠ إلى ٣٤

ثُمَّ ذَبَحَ ٱلثَّوْرَ الخ كانت هذه ذبيحة السلامة قُدمت على الأسلوب المذكور في (ص ٣: ١ الخ)

٢٢ «ثُمَّ رَفَعَ هَارُونُ يَدَهُ نَحْوَ ٱلشَّعْبِ وَبَارَكَهُمْ، وَٱنْحَدَرَ مِنْ عَمَلِ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمُحْرَقَةِ وَذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ».

عدد ٦: ٢٣ وتثنية ٢١: ٥ ولوقا ٢٤: ٥٠

رَفَعَ هَارُونُ يَدَهُ… وَبَارَكَهُمْ أتى ذلك في نهاية الخدمة وتُعرف هذه البركة بالبركة الحبرية أو الكاهنية. وكلمات هذه البركة في (ع ٦: ٢٤ – ٢٦) لأن الرب اختار بني لاوي ليباركوا شعبه باسمه (تثنية ١٠: ٨ و٢١: ٥). وما زال بنو هارون أي سلالته يباركون الشعب في المجامع في وقت معيّن من السنة. ويُستفاد من الآية أن هارون كان عند البركة موجهاً وجهه إلى الشعب فكان نسله يفعل كذلك وكان يرفع يديه فوق كتفيه ويحفظهما فوق الرؤوس ويجمع بين يديه بالإبهامين والسبابتين حتى يجعل يديه ثلاثة أقسام (انظر ص ٦: ٢٤ الخ).

وَٱنْحَدَرَ مِنْ عَمَلِ ذَبِيحَةِ أي نزل من موقفه على جانب المذبح الذي كان يصعد إليه بطريق مائلة إذ كان الدرج ممنوعاً (انظر خروج ٢٠: ٢٦) وكان علو المذبح في عصر الهيكل الثاني ثلاث أذرع.

٢٣ «وَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، ثُمَّ خَرَجَا وَبَارَكَا ٱلشَّعْبَ. فَتَرَاءَى مَجْدُ ٱلرَّبِّ لِكُلِّ ٱلشَّعْبِ».

عدد ٦ وعدد ١٤: ١٠ و١٦: ١٩ و٤٢

دَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ كانوا بعد الفراغ من الذبائح يوقدون البخور على المذبح الذهبي. وهنا ترك هارون دار الخيمة حيث كان مذبح المحرقة ودخل المكان المقدس حيث مذبح البخور ليجري آخر الرسوم (انظر خروج ٣٠: ٧ الخ). وعلى أثر النبإ تُرك لهارون كل ما يتعلق بالذبائح وأدخله موسى القدس ليبين له كيف يوقد البخور ويرتب خبز الوجوه على المائدة وكيف يوقد سرج المنارة وكيف يتصرف بسائر القدس.

فَتَرَاءَى مَجْدُ ٱلرَّبِّ الخ ليرى الشعب أنه قبل تعيين الكهنة وكل ما أتوه من الخدمة. وكان الله يظهر مجده بعمود من السحاب منير كلهيب النار.

٢٤ «وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ ٱلْمُحْرَقَةَ وَٱلشَّحْمَ. فَرَأَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَهَتَفُوا وَسَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ».

تكوين ٤: ٤ وقضاة ٦: ٢١ و١ملوك ١٨: ٣٨ و٢أيام ٧: ١ ومزمور ٢٠: ٣ و١ملوك ١٨: ٣٩ و٢أيام ٧: ٣ وعزرا ٣: ١١

وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ ٱلْمُحْرَقَةَ كان هذا علامة قبول الله للذبيحة ويمثل هذا قبل ذبيحة جدعون (قضاة ٦: ٢٠ و٢١). وذبيحة إيليا (١ملوك ١٨: ٢٨). وذبائح سليمان يوم وقف الهيكل للرب (٢أيام ٧: ١ و٢). وفي تقاليد اليهود إن نار الذبيحة التي خرجت من حضرة الله قد حُفظت بالوقود دائماً (انظر ص ٦: ١٣).

هَتَفُوا وَسَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ عندما رأى الشعب آية قبول الله الخدمة أعلنوا شكرهم بآيات إكرامهم إياه واحترامهم له واعترافهم بإحسانه فقد جاء في سفر الأيام الثاني «وَكَانَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَنْظُرُونَ عِنْدَ نُزُولِ ٱلنَّارِ وَمَجْدِ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلْبَيْتِ، وَخَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى ٱلأَرْضِ عَلَى ٱلْبَلاَطِ ٱلْمُجَزَّعِ، وَسَجَدُوا وَحَمَدُوا ٱلرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ وَإِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتُهُ» (٢أيام ٧: ٣).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى