سفر الخروج | 34 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الخروج
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلثَّلاَثُونَ
الاستعداد لتجديد العهد ع ١ إلى ٤
كان قبل إثبات العهد ووضع بني إسرائيل في حال الوقاية من العبادة الوثنية والسجود للعجل الذهبي من الضرورة أن يجدد الله عهده لهم. فإن موسى سأل الله رد الشعب إلى كرامته لكنه لم يتكلم على شيء من الشروط لأنه كان الله أن يضعها أو يفرضها. وأول تلك الشروط حفظ الشريعة الأدبية ولذلك أمره بأن ينحت لوحين من الحجر فبذلك وضع لهم تلك الشريعة ثانية وأبانها تمام البيان (ع ١) لما اقتضته أحوالهم. وحذرهم من كل ما يؤدي إلى تعدي الشريعة الأدبية ببعض السنن الرسمية (المعروفة عند الأكثرين بالطقسية) (ع ١٢ – ١٦) وإلا لم يمكن أن يرجعوا إلى كرامتهم. ولهذا عينه دعا الله موسى أن يصعد إلى سيناء أيضاً فيجدد له نص الشريعة وأمره بأن يأخذ إلى هنالك اللوحين الجديدين ليكتب الله عليهما ما كانت إصبع الله قد كتبته على اللوحين الأولين اللذين كسرهما موسى عند غيظه من مشاهدة الإسرائيليين يعبدون العجل.
١ «ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٱنْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ ٱلأَوَّلَيْنِ، فَأَكْتُبَ أَنَا عَلَى ٱللَّوْحَيْنِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَى ٱللَّوْحَيْنِ ٱلأَوَّلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ كَسَرْتَهُمَا».
ص ٣٢: ١٦ و١٩ وتثنية ١٠: ١ ع ٢٨ وتثنية ١٠: ٢ و٤
ٱنْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ بعض الأشياء يفقد بالخطيئة ولو غُفرت. فإن اللوحين كانا «صنعة الله» وأما اللوحان الآخران فكانا صنعة يد موسى.
مِنْ حَجَرٍ هذا لم يُقل في اللوحين الأولين ولم يذكر طريق صنع الله لهما.
مِثْلَ ٱلأَوَّلَيْنِ هذا يدل على أن الأولين كانا من حجر.
فَأَكْتُبَ أَنَا هذا دليل على أن إصبع الله كتبت اللوحين الآخرين كما كتبت الأولين فلم يجسر الإسرائيليون بهذا إلا صنع الله لهذين اللوحين كما صنع اللوحين الأولين (قابل بهذا تثنية ٤: ١٣ و١٠: ٢ و٤). ومن جلي الأمور أنه كتب على هذين ما كتب على ذينك.
٢ «وَكُنْ مُسْتَعِدّاً لِلصَّبَاحِ. وَٱصْعَدْ فِي ٱلصَّبَاحِ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَقِفْ عِنْدِي هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ».
ص ١٩: ٢٠ و٢٤: ١٢
كُنْ مُسْتَعِدّاً لِلصَّبَاحِ كان من الضروري أن يشغل وقتاً بنحت اللوحين.
رَأْسِ ٱلْجَبَلِ أي المكان الأول نفسه (قابل هذا بما في ص ١٩: ٢٠ و٢٤: ١٢ و١٨).
٣، ٤ «٣ وَلاَ يَصْعَدْ أَحَدٌ مَعَكَ، وَأَيْضاً لاَ يُرَ أَحَدٌ فِي كُلِّ ٱلْجَبَلِ. ٱلْغَنَمُ أَيْضاً وَٱلْبَقَرُ لاَ تَرْعَ إِلَى جِهَةِ ذٰلِكَ ٱلْجَبَلِ. ٤ فَنَحَتَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ كَٱلأَوَّلَيْنِ. وَبَكَّرَ مُوسَى فِي ٱلصَّبَاحِ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ كَمَا أَمَرَهُ ٱلرَّبُّ، وَأَخَذَ فِي يَدِهِ لَوْحَيِ ٱلْحَجَرِ».
ص ١٩: ١٢ و١٣ و٢١
لاَ يَصْعَدْ أَحَدٌ مَعَكَ هذه الوصية جديدة فإنه في ما سبق صعد معه هارون وحور والشيوخ (ص ٢٤: ٩ – ١١) ورافقه يشوع إلى قنة الجبل تقريباً (ص ٢٤: ١٣). وانتظره في بعض المواضع هنالك كل مدة إقامته (ص ٣٢: ١٧). فموسى هنا صعد وحده ولم يكن سواه في كل تلك المواضع. وكان هذا مقروناً بالوعد أن يريه مجده (ص ٢٣: ٢١ – ٢٣).
سماح الله لموسى أن يرى مجده ع ٥ إلى ٨
كان لصعود موسى رأس الجبل غايتان:
- تعويض الخسارة من كسر اللوحين الأولين.
- رؤيا مجد الله حسب الوعد. وكان هذا مقروناً بوعد إعلان الله له اسمه على ما في (ع ٦ و٧) وإظهار مجده له على ما في (ع ٥). ولم يذكر الكتاب أسلوب إعلان مجده أو معنى مرور مجده قدامه (قابل بهذا تفسير ص ٣٣: ١٩).
٥ «فَنَزَلَ ٱلرَّبُّ فِي ٱلسَّحَابِ، فَوَقَفَ عِنْدَهُ هُنَاكَ وَنَادَى بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ».
فَنَزَلَ ٱلرَّبُّ فِي ٱلسَّحَابِ حين كان موسى يفرغ من خطاب الله ويخرج من خيمة الاجتماع كان السحاب يرتفع عن باب الخيمة يظهر أنه زال ولما بلغ موسى رأس الجبل ظهر السحاب ونزل إليه.
نَادَى بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ (قابل بهذا ص ٣٣: ١٩). أي نادى الرب باسمه أي بصفاته التي أعلم بها موسى جديداً على ما سترى في (ع ٦ و٧).
٦، ٧ «٦ فَٱجْتَازَ ٱلرَّبُّ قُدَّامَهُ. وَنَادَى ٱلرَّبُّ: ٱلرَّبُّ إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَكَثِيرُ ٱلإِحْسَانِ وَٱلْوَفَاءِ. ٧ حَافِظُ ٱلإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ ٱلإِثْمِ وَٱلْمَعْصِيَةِ وَٱلْخَطِيَّةِ. وَلٰكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ ٱلآبَاءِ فِي ٱلأَبْنَاءِ وَفِي أَبْنَاءِ ٱلأَبْنَاءِ، فِي ٱلْجِيلِ ٱلثَّالِثِ وَٱلرَّابِعِ».
ص ٣٣: ١٩ وعدد ١٤: ١٧ و١٨ و٢أيام ٣٠: ٩ ونحميا ٩: ١٧ ومزمور ٨٦: ١٥ و١٠٣: ٨ و١١١: ٤ و١١٢: ٤ و١١٦: ٥ و١٤٥: ٨ ويوئيل ٢: ١٣ مزمور ٥٧: ١٠ و١٠٨: ٤ ص ٢٠: ٦ وتثنية ٥: ١٠ ومزمور ٣١: ١٩ و٨٦: ١٥ وإرميا ٣٢: ١٨ ودانيال ٩: ٤ ورومية ٢: ٤ مزمور ١٠٣: ٣ و٤ ودانيال ٩: ٩ وأفسس ٤: ٣٢ و١يوحنا ١: ٩ ص ٢٣: ٧ و٢١ ويشوع ٢٤: ١٩ وأيوب ١٠: ١٤ وميخا ٦: ١١ وناحوم ١: ٣
فَٱجْتَازَ ٱلرَّبُّ قُدَّامَهُ هذه العبارة تاريخ مختصر لإظهار الله مجده لموسى وتفصيله في كلمات الموعد (ص ٣٣: ٢١ – ٢٣). نعم إن ذلك التفصيل مختصر أيضاً ولكن فيه زيادة على ما هنا. وكان موسى تغطيه يد الله وهو في شق صخرة حين اجتاز مجد الرب قدامه. وما كان يسمح له أن يرى من مخبإه إلا أثر مجد الله المجتاز قدامه. على أن ذلك الأثر كان كافياً لأن يجعل بهاء وجهه مما لا يستطيع الإسرائيليون أن يروه بلا برقع (ع ٢٩ – ٣٥).
ٱلرَّبُّ ٱلرَّبُّ إِلٰهٌ هذا الاسم الجديد ليس بالاسم العلم كما يتبادر إلى الذهن بل وصف الله بعدة صفات متوالية. فإنه تعالى أعلن لموسى من العليقة الملتهبة أنه أبدي واجب الوجود. وفي نزوله على سيناء أبان له وللشعب أنه مرهوب جداً. وفي صفحه عن شعبه الإسرائيليين ومع هذا كله يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء (انظر ص ٢٠: ٥ والتفسير).
٨ «فَأَسْرَعَ مُوسَى وَخَرَّ إِلَى ٱلأَرْضِ وَسَجَدَ».
ص ١٤: ٣١
سَجَدَ عندما رأى موسى أثر مجد الرب سجد له عبادة ورهبة حتى أنه لم يجسر أن يرفع رأسه حتى اجتاز به مجد الرب.
٩ «وَقَالَ: إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ فَلْيَسِرِ ٱلسَّيِّدُ فِي وَسَطِنَا، فَإِنَّهُ شَعْبٌ صُلْبُ ٱلرَّقَبَةِ. وَٱغْفِرْ إِثْمَنَا وَخَطِيَّتَنَا وَاتَّخِذْنَا مُلْكاً».
ص ٣٣: ١٥ ص ٣٣: ٣ تثنية ٣٢: ٩ ومزمور ٢٨: ٩ و٣٣: ١٢ و٧٨: ٦٢ و٩٤: ١٤ وإرميا ١٠: ١٦ وزكريا ٢: ١٢
إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ والأرجح أن يترجم الأصل بقوله «لأني وجدت الخ» إكرام الله لموسى هنا جرّأه على أن يسأل شيئاً جديداً في شأن شعبه. فإن الله وعد بأن يصعد في وسط شعبه الإسرائيليين فزاد موسى على ذلك أن سأله تعالى أن يغفر ما سوف يرتكبونه من الآثام في الطريق لجهلهم وقسوتهم وعنادهم وأن يجعلهم ملكه وميراثه فالله لم يجبه على ذلك رأساً بل بما يُعرف من الآثام الناشئة عنهم لما تمكن بهم من العادات والخصال المذمومة وهو أنه وعد بأن يجدد عهده لهم (ع ١٠ و٢٧).
١٠ «فَقَالَ: هَا أَنَا قَاطِعٌ عَهْداً. قُدَّامَ جَمِيعِ شَعْبِكَ أَفْعَلُ عَجَائِبَ لَمْ تُخْلَقْ فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ وَفِي جَمِيعِ ٱلأُمَمِ، فَيَرَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي أَنْتَ فِي وَسَطِهِ فِعْلَ ٱلرَّبِّ. إِنَّ ٱلَّذِي أَنَا فَاعِلُهُ مَعَكَ رَهِيبٌ».
تثنية ٥: ٢ و٢٩: ١٢ و١٤ وتثنية ٤: ٣٢ و٣٤ و٢صموئيل ٧: ٢٣ ومزمور ٧٧: ١٤ و٧٨: ١٢ و١٤٧: ٢٠ تثنية ١٠: ٢١ ومزمور ١٤٥: ٦ وإشعياء ٦٤: ٣
قَاطِعٌ عَهْداً أي مجدد لهم العهد فاذهب معهم وأطرد الأمم من قدامهم (ع ١١) وأصنع معجزات غريبة (ع ١٠) وأوسع ميراثهم (ع ٢٤) وأمنعه من الأمم بشرط أن يحفظوا كتاب العهد.
عَجَائِبَ لَمْ تُخْلَقْ فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ كجعل الأردن ينشف (يشوع ٣: ١٦ و١٧). وإهلاك جيوش الملوك الخمسة بالبرد (يشوع ١٠: ١١) وهدم أسوار أريحا (يشوع ٦: ٢٠) وغير ذلك.
رَهِيبٌ (قابل بهذا تثنية ١٠: ٢١ ومزمور ١٠٦: ٢٢ و١١٤: ٦) إن الله رهبه أعداء شعبه.
١١ «اِحْفَظْ مَا أَنَا مُوصِيكَ ٱلْيَوْمَ. هَا أَنَا طَارِدٌ مِنْ قُدَّامِكَ ٱلأَمُورِيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْحِثِّيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ وَٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ».
تثنية ٥: ٣٢ و٦: ٣ و٢٥ و١٢: ٢٨ و٢٨: ١ ص ٣٣: ٢
ٱلأَمُورِيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ الخ هنا ست أمم ذُكرت أيضاً في (ص ٣: ٨ و١٧ وص ٢٣: ٢٣ وص ٣٣: ٢ وتثنية ٧: ١ ويشوع ٣: ١٠ و٢٤: ١١) وزيد في الموضع الآخر الجرجاشيون فصار بهم عدد أمم الأرض المقدسة سبعة.
١٢ «اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَقْطَعَ عَهْداً مَعَ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتَ آتٍ إِلَيْهَا لِئَلاَّ يَصِيرُوا فَخّاً فِي وَسَطِكَ».
ص ٢٣: ٣٢ وثتنية ٧: ٢ وقضاة ٢: ٢ ص ٢٣: ٣٣
ما في هذه الآية وما بعدها إلى الآية السادسة عشرة بسط لما في (ص ٢٣: ٢٤ و٢٥ و٣٢ و٣٣).
فَخّاً بُيّن معنى هذا الفخ في (ع ١٥ و١٦) قابل بذلك ص ٢٣: ٣٣).
١٣ «بَلْ تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتَقْطَعُونَ سَوَارِيَهُمْ».
ص ٢٣: ٢٤ وتثنية ١٢: ٣ وقضاة ٢: ٢ ص ٢٣: ٢٤ وتثنية ٧: ٥ و١٢: ٢ وقضاة ٦: ٢٥ و٢ملوك ١٨: ٤ و٢٣: ١٤ و٢أيام ٣١: ١ و٣٤: ٣ و٤
تَهْدِمُونَ الخ جاء في «كتاب العهد» ما نصه «تكسر أنصابهم» (ص ٢٣: ٢٤) وزاد هنا لما كان منهم من عبادة العجل أن يهدموا «مذابحهم» وأن يقطعوا «سواريهم». وكانت المذابح كثيرة عند الأمم الوثنية كلها وكثيراً ما كانت تتصل بالهياكل (١ملوك ١٦: ٣٢ و٢ملوك ٢١: ٤ و٥). وكانت أحياناً منفصلة عنها (عدد ٢٣: ١ و٢٩ و٢ملوك ١٦: ١٠ و١١). وكانوا يتخذونها للغاية التي يتخذها العبرانيون لها أي للذبائح الدموية وغير الدموية ولإيقاد البخور. وأما السواري فهنا أول مواضع ذكرها في الكتاب المقدس وكانت عند بعض الأمم كالأشوريين والبابليين والفينيقيين والسوريين وقليلين ممن سواهم. والظاهر أنها كانت من مصنوعات أيدي البشر وإنها مصنوعة من الخشب أو الحجارة أو من كليهما على هيئة النبات. والمرجّح أنهم أرادوا بها الرمز إلى أعمال القوى الطبيعية. (والسواري في العربية الأعمدة). والكلمة العبرانية التي فُسرت بالسواري «اشريو» ظن بعضهم أن هذه الكلمة عينها حُرّفت فصارت عشتروت (ومما يستحق التأمل هنا أن الله لم يأمر بهدم هياكل يومئذ هذا عينه دليل قاطع على أن سفر الخروج قديم جداً).
١٤ «فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلٰهٍ آخَرَ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱسْمُهُ غَيُورٌ. إِلٰهٌ غَيُورٌ هُوَ».
ص ٢٠: ٣ و٥ ص ٢٠: ٥
فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلٰهٍ آخَرَ أي أنك بهدمك مذابحهم وكسرك أنصابهم وقطعك سورايهم تزيل العثرات التي يمكن أن تؤدي بك إلى عبادة الأوثان.
ٱلرَّبَّ ٱسْمُهُ غَيُورٌ (قابل بهذا ص ٢٠: ٥ والتفسير). رأى كثيرون أن الغيرة لا تليق بالحقيقة الإلهية وطبيعة الله الأزلية. ودُفع قولهم بأن الله إله واحد وإذا كان الأزلي ليس إلا إلهاً واحداً فلا يرضى أن يُعبد معه سواه لأن كرامته لا يعطيها غيره وهذا هو المقصود بالغيرة هنا. وفوق ذلك أن تلك الغيرة نافعة للإنسان كثيراً ولولاها لترك الله الشعب يعبد الأوثان ويهبط إلى أدنى دركات الشقاء وأين رحمته وعنايته حينئذ.
١٥، ١٦ «١٥ اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَقْطَعَ عَهْداً مَعَ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ فَيَزْنُونَ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ وَيَذْبَحُونَ لِآلِهَتِهِمْ، فَتُدْعَى وَتَأْكُلُ مِنْ ذَبِيحَتِهِمْ، ١٦ وَتَأْخُذُ مِنْ بَنَاتِهِمْ لِبَنِيكَ، فَتَزْنِي بَنَاتُهُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ، وَيَجْعَلْنَ بَنِيكَ يَزْنُونَ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ».
ع ١٢ تثنية ٣١: ١٦ وقضاة ٢: ١٧ وإرميا ٣: ٩ وحزقيال ٦: ٩ عدد ٢٥: ٢ و١كورنثوس ١٠: ٢٧ مزمور ١٠٦: ٢٨ و١كورنثوس ٨: ٤ و٧ و١٠ تثنية ٧: ٣ و١ملوك ١١: ٢ وعزرا ٩: ٢ ونحميا ١٣: ٢٥ عدد ٢٥: ١ و٢ و١ملوك ١١: ٤
اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَقْطَعَ عَهْداً مَعَ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ كان يُخشى على الإسرائيليين أن يخالطوا الوثنيين في ولائمهم ويتزوجون نساء منهم فيقدن أولادهن إلى عبادة الأصنام. وكفاك دليلاً على هذا الخطر ما جاء في نبإ سليمان (١ملوك ١١: ١ – ٨).
١٧ «لاَ تَصْنَعْ لِنَفْسِكَ آلِهَةً مَسْبُوكَةً».
ص ٣٢: ٨ ولاويين ١٩: ٤
آلِهَةً مَسْبُوكَةً لا يبعد أن الإسرائيليين يوم عبدوا العجل ظنوا أنهم لم يخالفوا الوصية الثانية لأنها تنهي عن عبادة الأوثان المنحوتة وهم عبدوا العجل مسبوكاً من الذهب فنهاهم الله عن اتخاذ المسبوكات آلهة.
١٨ «تَحْفَظُ عِيدَ ٱلْفَطِيرِ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيراً كَمَا أَمَرْتُكَ فِي وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ، لأَنَّكَ فِي شَهْرِ أَبِيبَ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ».
ص ١٢: ١٥ و٢٣: ١٥ ص ١٣: ٤
تَحْفَظُ عِيدَ ٱلْفَطِيرِ (ص ١٢: ١٥ – ٢٠ و١٣: ٣ – ١٠ و٢٣: ١٥).
أَبِيبَ (انظر تفسير ص ١٣: ٤).
١٩ «لِي كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ، وَكُلُّ مَا يُولَدُ ذَكَراً مِنْ مَوَاشِيكَ بِكْراً مِنْ ثَوْرٍ وَشَاةٍ».
ص ١٣: ٢ و١٢ و٢٢: ٢٩ وعدد ١٨: ١٥ ولوقا ٢: ٢٣
لِي كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ أي بكر (ص ١٣: ١٢). والكلام على تقديس الأبكار وفدائهم في (ص ١٣: ١٢ وفي عدد ١٨: ١٥ و١٦) وهو مفصّل هناك.
٢٠ «وَأَمَّا بِكْرُ ٱلْحِمَارِ فَتَفْدِيهِ بِشَاةٍ. وَإِنْ لَمْ تَفْدِهِ تَكْسِرُ عُنُقَهُ. كُلُّ بِكْرٍ مِنْ بَنِيكَ تَفْدِيهِ، وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ».
ص ٢٣: ١٥ وتثنية ١٦: ١٦ و١صموئيل ٩: ٧ و٨ و٢صموئيل ٢٤: ٢٤
بِكْرُ ٱلْحِمَارِ (انظر تفسير ص ١٣: ١٣).
٢١ «سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ، وَأَمَّا ٱلْيَوْمُ ٱلسَّابِعُ فَتَسْتَرِيحُ فِيهِ. فِي ٱلْفِلاَحَةِ وَفِي ٱلْحَصَادِ تَسْتَرِيحُ».
ص ٢٠: ٩ و٢٣: ١٢ و٣٥: ٢ وتثنية ٥: ١٢ و١٣ ولوقا ١٣: ١٤
تكررت الوصية في حفظ السبت في هذا السفر وفي كثير من أسفار الكتاب المقدس وهي من أركان النظام الموسوي وقد تشعبت في كل أجزائه. فقد عهدناها (١) في جمع المن (٢) ص ١٦: ٢٢ – ٣٠). و(٢) في الوصايا العشر وذُكرت الرابعة منها (ص ٢٠: ٨ – ١١). و(٣) في كتاب العهد (ص ٢٣: ١٢). و(٤) في الكلام على بناء خيمة الاجتماع (ص ٣١: ١٣ – ١٧).
فِي ٱلْفِلاَحَةِ وَفِي ٱلْحَصَادِ أي في أيام الحرث والاستغلال وذكر هذين الوقتين لأن الناس يكونون فيها عرضة لتدنيس السبت لكثرة الحاجة إلى العمل.
٢٢ «وَتَصْنَعُ لِنَفْسِكَ عِيدَ ٱلأَسَابِيعِ أَبْكَارِ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ. وَعِيدَ ٱلْجَمْعِ فِي آخِرِ ٱلسَّنَةِ».
ص ٢٣: ١٦ وتثنية ١٦: ١٠ و١٣
عِيدَ ٱلأَسَابِيعِ وسُمّي عيد الحصاد أيضاً (ص ٢٣: ١٦)، وسُمّي في العهد الجديد يوم الخمسين وهو آخر سبعة أسابيع بعد اليوم الأول من أيام الفطير (انظر تفسير ص ٢٣: ١٦). وكانت التقدمة الخاصة في هذا العيد «رَغِيفَيْنِ عُشْرَيْنِ يَكُونَانِ مِنْ دَقِيقٍ، وَيُخْبَزَانِ خَمِيراً» (لاويين ٢٣: ١٧) وكان ذلك الدقيق من باكورة حصاد الحنطة.
عِيدَ ٱلْجَمْعِ وسُمّي عيد المظال أيضاً (لاويين ٢٣: ٣٤ وتثنية ١٦: ١٣ و١٦: ٣١: ١٠ الخ). وكانوا مأمورين أن يسكنوا في تلك المظال سبعة أيام (لاويين ٢٣: ٤٢). (راجع تفسير ص ٢٣: ١٦).
٢٣، ٢٤ «٢٣ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ، ٢٤ فَإِنِّي أَطْرُدُ ٱلأُمَمَ مِنْ قُدَّامِكَ وَأُوَسِّعُ تُخُومَكَ، وَلاَ يَشْتَهِي أَحَدٌ أَرْضَكَ حِينَ تَصْعَدُ لِتَظْهَرَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ».
ص ٣٣: ١٤ و١٧ وتثنية ١٦: ١٦ ص ٣٣: ٢ ولاويين ١٨: ٢٤ وتثنية ٧: ١ ومزمور ٧٨: ٥٥ و٨٠: ٨ تثنية ١٢: ٢٠ و١٩: ٨ تكوين ٣٥: ٥ و٢أيام ١٧: ١٠ وأمثال ١٦: ٧ وأعمال ١٨: ١٠
أُوَسِّعُ تُخُومَكَ زاد الله في الوعد لإسرائيل الأرض الموعود بها فإن الله وعد إبراهيم بأرض كنعان وحدها (تكوين ١٢: ٥ – ٧) ولكنه وعد بعد ذلك بأكثر منها وهي البلاد بين «نهر مصر» أي النيل «والنهر الكبير نهر الفرات» (تكوين ١٥: ١٨) ففي ذلك وعدان تما تمامين فالأول الاستيلاء على أرض كنعان وحدها والثاني اتساع المملكة في أيام داود وسليمان. فإن سليمان ملك كل الممالك التي من نهر الفرات إلى أرض فلسطين وإلى تخوم مصر (١ملوك ٤: ٢١). وصغرت المملكة ورجعت إلى عهدها الأول بعصيان يربعام و إنشاء مملكة إسرائيل. ثم أن منحنيم افتتح البلاد ثانية وجعل المملكة إلى نهر الفرات كما كانت (٢ملوك ١٥: ١٦).
لاَ يَشْتَهِي أَحَدٌ أَرْضَكَ أي لا يطمع أحد بالاستيلاء عليها بعنايته تعالى.
٢٥ «لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي. وَلاَ تَبِتْ إِلَى ٱلْغَدِ ذَبِيحَةُ عِيدِ ٱلْفِصْحِ».
ص ٢٣: ١٨ ص ١٢: ١٠
لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي أي لا تسفك بالذبح دم الذبيحة التي تقدم لي على خميم (قابل بهذا ص ٢٣: ١٨ وانظر التفسير).
٢٦ «أَوَّلُ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْياً بِلَبَنِ أُمِّهِ».
ص ٢٣: ١٩ وتثنية ٢٦: ٢ و١٠ ص ٢٣: ١٩ وتثنية ١٤: ٢١
أَوَّلُ أَبْكَارِ أَرْضِكَ (انظر ص ٢٣: ١٩).
لاَ تَطْبُخْ جَدْياً بِلَبَنِ أُمِّهِ (انظر تفسير ٢٣: ١٩).
٢٧ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٱكْتُبْ لِنَفْسِكَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، لأَنَّنِي بِحَسَبِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ قَطَعْتُ عَهْداً مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ».
ص ٢٤: ٤ وتثنية ٣١: ٩ ع ١٠ وتثنية ٤: ١٣
ٱكْتُبْ لِنَفْسِكَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ اكتبها لنفع نسلك ونفع شعبك. وتكرار هذا الأمر في الكتاب دليل على شدّة أهميته (فإن هذه الشريعة كانت من أحسن نافعات الإسرائيليين) واجتهاد في تقريره وتمكينه في الأذهان.
حَسَبِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أي الوصايا العشر وما أُلحق بها (ع ١٢ – ٢٦) وما غيّر الملحق شيئاً من كتاب العهد بل ثبّته وقرّره وجدّده.
٢٨ «وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ ٱلرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزاً وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَكَتَبَ عَلَى ٱللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ ٱلْعَهْدِ، ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْعَشَرَ».
ص ٢٤: ١٨ وتثنية ٩: ٩ و١٨ ع ١ وص ٣١: ١٨ و٣٢: ١٦ وتثنية ٤: ١٣ و١٠: ٢ و٤
وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ ٱلرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً كما كان في ما سبق من أمر كتابة الشريعة (ص ٢٤: ١٨). وطول هذا الوقت يظهر في بادئ الأمر غريباً لأنه لم يكن موسى حينئذ يسمع تعاليم جديدة ولكن إذا تأملنا قليلاً وطالعنا سفر تثنية الاشتراع علمنا أنه كان هنالك ما يشغل وقتاً طويلاً من بسط موسى أمور إسرائيل أمام الله وسؤاله إياه أن يغفر لشعبه ويصرف غضبه ويرضى عنه (تثنية ٩: ١٨ و١٩).
لَمْ يَأْكُلْ خُبْزاً وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً كان من موسى مثل هذا في ما سبق من أمر اللوحين الأولين (تثنية ٩: ٩) وإن لم يُذكر في سفر الخروج. ولم يُذكر أن أحداً أتى مثل هذا الصوم إلا موسى وإيليا (١ملوك ١٩: ٨) وربنا يسوع المسيح (متّى ٤: ٢). ولا شك في أن كلا من الأصوام الثلاثة معجزة. وقد حاول بعض المحدثين إتيان مثل ذلك فما نجحوا وكانوا من الخادعين.
فَكَتَبَ عَلَى ٱللَّوْحَيْنِ استدل بعضهم من هذا أن موسى عينه هو الذي رسم الكلمات على هذين اللوحين لا الله ولكن لنا في ما سبق أن الله كتبها بإصبعه ويوفق بين القولين بأن الكتابة أُسندت إلى موسى مجازاً لأنه وهو كان الساعي فيها أو لأنها كانت بواسطته (انظر ص ٣٤: ١ وتثنية ١٠: ٢ و٤) فاللوحان الآخران كتاب بإصبع الله كالأولين (ص ٣١: ١٨ و٣٢: ١٦).
نزول موسى من طور سيناء باللوحين الآخرين
٢٩ «وَلَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ، وَلَوْحَا ٱلشَّهَادَةِ فِي يَدِهِ، عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ ٱلْجَبَلِ، لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ مِنْ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ مَعَهُ».
ص ٣٢: ١٥ متّى ١٧: ٢ و٢كورنثوس ٣: ٧ و١٣
جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ يظهر أن هذا اللمعان كان من منشآت الله الطبيعية كما يستفاد من كلام بولس على هذه الحادثة (٢كورنثوس ٣: ٧ – ١٨). ورأى بعض المفسرين أن اللمعان المذكور هنا كان هو اللمعان الأصلي الذي خُلق عليه الإنسان وفقده بالمعصية (تكوين ١: ٢٧) ولا يُرد هذا المجد إلى الإنسان إلا في وقت رد كل شيء لكن الله رده بعض الأحيان إلى بعض رجاله المقدسين إيماء إلى مجد القداسة الباطنة كما رده هنا إلى موسى ثم إلى إيليا على طور التجلي (لوقا ٩: ٣١) وإلى القديس استفانوس وهو يُحاكم في مجمع اليهود (أعمال ٦: ١٥). وكان هذا المجد بكل عظمته لربنا يسوع عند التجلي وصار له عند الصعود ولكنه لم يكن وقتياً كمجد الطور بل أبدياً (رؤيا ١: ٦ و١٠: ١ و٢١: ٢٣ و٢٢: ٥). والمرجّح أن ما وهبه الله لموسى يومئذ كان ضرورياً لتأييد سلطته على الشعب الإسرائيلي الذي كانت تؤثر فيه الآيات المادية أكثر من الآيات الروحية.
مِنْ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ مَعَهُ أي مع الله فلمعان وجه موسى كان لأشعة منعكسة عليه من أشعة المجد الأبدي الذي شهد له موسى ولو من وراء البرقع (ص ٣٣: ٢٣ و٣٤: ٥ و٦) ولم يكن قد سبق له أن يشاهد مثله.
٣٠ «فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ، فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ».
فَخَافُوا لأنهم رأوا ذلك مما هو فوق الطبيعة وكل ما شأنه كذلك يخيف الإنسان. وقد خاف من مثله حزقيال (حزقيال ١: ١٨). والقديس يوحنا (رؤيا ١: ١٧).
٣١ – ٣٥ «٣١ فَدَعَاهُمْ مُوسَى. فَرَجَعَ إِلَيْهِ هَارُونُ وَجَمِيعُ ٱلرُّؤَسَاءِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَكَلَّمَهُمْ مُوسَى. ٣٢ وَبَعْدَ ذٰلِكَ ٱقْتَرَبَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَوْصَاهُمْ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ. ٣٣ وَلَمَّا فَرَغَ مُوسَى مِنَ ٱلْكَلاَمِ مَعَهُمْ جَعَلَ عَلَى وَجْهِهِ بُرْقُعاً. ٣٤ وَكَانَ مُوسَى عِنْدَ دُخُولِهِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ يَنْزِعُ ٱلْبُرْقُعَ حَتَّى يَخْرُجَ. ثُمَّ يَخْرُجُ وَيُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا يُوصَى. ٣٥ فَإِذَا رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَجْهَ مُوسَى أَنَّ جِلْدَهُ يَلْمَعُ كَانَ مُوسَى يَرُدُّ ٱلْبُرْقُعَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى يَدْخُلَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ».
>ص ٢٤: ٣ ٢كورنثوس ٣: ١٣ و٢كورنثوس ٣: ١٦
جَعَلَ عَلَى وَجْهِهِ بُرْقُعاً ظل موسى يضع ذلك البرقع إلا في وقتين
(١) وقت انفراده بالرب في خيمة الاجتماع الوقتية أو في خيمة الاجتماع الدائمة فإنه في هذا الوقت كان يرفع البرقع ويخاطب الله وجهاً لوجه. و
(٢) وقت إرسال الله إياه إلى بني إسرائيل بأوامره ومناهيه نائباً عنه فكان في هذا الوقت يبلغهم رسالة الله بوجه مكشوف ويريهم مجد وجهه ولكنه كان في غير هذا الوقت لا ينفك في مخاطبته إياهم مبرقعاً.
السابق |
التالي |