سفر الخروج

سفر الخروج | 29 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الخروج

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

صورة تقديس الكهنة

١ «وَهٰذَا مَا تَصْنَعُهُ لَهُمْ لِتَقْدِيسِهِمْ لِيَكْهَنُوا لِي: خُذْ ثَوْراً وَاحِداً ٱبْنَ بَقَرٍ، وَكَبْشَيْنِ صَحِيحَيْنِ».

لاويين ٨: ٢

هٰذَا مَا تَصْنَعُهُ لَهُمْ لِتَقْدِيسِهِمْ وكل الله إلى موسى تقديس الكهنة في الأصحاح السابق (ص ٢٨: ٤١). وأبان هنا أنه يشتمل على خمسة أمور:

  1. الغسل (ع ٤).
  2. التقليد أو التنصيب (ع ٥ – ٩).
  3. الدهن أو المسحة (ع ٧).
  4. الذبيحة (ع ١٠ – ٢٣).
  5. الوضع في اليد (ع ٢٤).

وكل هذه الأمور كانت رموزاً وإشارات إلى الروحيات فالغسل يشير إلى طهارة القلب من الإثم أو إلى ترك الآثام التي هي للروح بمنزلة الأدران للجسد والثياب إشارة إلى شمول القداسة ونعمة الله إلى غير ذلك.

ثَوْراً كان أول ما يجب إتيانه الذبائح وإعدادها قبل ذبحها.

صَحِيحَيْنِ أي بلا عيب (انظر تفسير ص ١٢: ٥).

٢، ٣ «٢ وَخُبْزَ فَطِيرٍ، وَأَقْرَاصَ فَطِيرٍ مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ، وَرِقَاقَ فَطِيرٍ مَدْهُونَةً بِزَيْتٍ. مِنْ دَقِيقِ حِنْطَةٍ تَصْنَعُهَا. ٣ وَتَجْعَلُهَا فِي سَلَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَتُقَدِّمُهَا فِي ٱلسَّلَّةِ مَعَ ٱلثَّوْرِ وَٱلْكَبْشَيْنِ».

لاويين ٢: ٤ و٦: ٢٠ إلى ٢٣

خُبْزَ فَطِيرٍ الظاهر أن الخبز الفطير حُسب أقدس من الخمير بالنظر إلى أن الاختمار نوع من الفساد.

أَقْرَاصَ فَطِيرٍ مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ كانت هذه الأقراص غليظة.

رِقَاقَ أقراص رقيقة جداً.

٤ «وَتُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ».

ص ٤٠: ١٢ ولاويين ٨: ٦ وعبرانيين ١٠: ٢٢

تُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ الخ مكان المرحضة لم يكن قد ذُكر لكنه كان مما قصده الله وكانت المرحضة بين مذبح النحاس والخيمة (ص ٣٠: ١٨) فبالضرورة أنها كانت قرب الباب. وفي تقاليد الربانيين أنها لم تكن تجاه الباب تماماً بل كانت مائلة إلى الجنوب شيئاً.

تَغْسِلُهُمْ هذا أول ما ذُكر من الغسل الديني في الكتاب المقدس. والماء رمز طبيعي إلى الطهارة. والغسل من أنسب ما يشير إلى التطهير من الخطية. ولذلك لا نعجب من اتخاذه رمزاً إلى ذلك في كثير من أمور الدين ولا من استنسابه في الإلهيات العبرانية وبقي رمزاً إلى ذلك في الدين المسيحي. ولا ريب في أنه كان كذلك في الأمور الدينية منذ أول أمرها. فإنه كان رمزاً إلى ذلك عند المصريين كما يُفهم من تاريخ هيرودوتس وعند المجوس كما يُفهم من الزندافستا وعند اليونانيين كما يتبين في ما كتبه دولنجر في كتابه المسمى باليهود واليونان وعند غيرهم من الأمم كما يشهد التاريخ. ولا يعترض على إدخال ذلك في شريعة الوحي لأن شريعة طور سيناء لم تكن مضادة للديانة الطبيعية بل جاءت لإيضاحها وتثبيتها.

٥ «وَتَأْخُذُ ٱلثِّيَابَ وَتُلْبِسُ هَارُونَ ٱلْقَمِيصَ وَجُبَّةَ ٱلرِّدَاءِ وَٱلرِّدَاءَ وَٱلصُّدْرَةَ، وَتَشُدُّهُ بِزُنَّارِ ٱلرِّدَاءِ».

ص ٢٨: ٢ ولاويين ٨: ٧ ص ٢٨: ٨

تَأْخُذُ ٱلثِّيَابَ التي ذُكرت في الأصحاح السابق.

ٱلْقَمِيصَ (ص ٢٨: ٣٩) وذكر القميص أولاً لأنه يُلبس كذلك (لاويين ٨: ٧ – ٩) وقد ذُكر إلباس الأثواب في اللاويين وفيه تسعة أعمال:

  1. إلباس القميص.
  2. إلباس المنطقة الداخلية.
  3. إلباس الجبة.
  4. إلباس الرداء.
  5. التنطيق.
  6. إلباس الصدرة.
  7. إلباس الأوريم والتميم.
  8. إلباس العمامة.
  9. وضع الصفيحة الذهبية على مقدم العمامة.

٦ «وَتَضَعُ ٱلْعِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَتَجْعَلُ ٱلإِكْلِيلَ ٱلْمُقَدَّسَ عَلَى ٱلْعِمَامَةِ».

لاويين ٨: ٩ ص ٢٨: ٣٦

ٱلإِكْلِيلَ ٱلْمُقَدَّسَ كانت الصفيحة الذهبية التي كانت تُربط بالخيط الأسمانجوني على مقدم عمامة الكاهن تشبه الإكليل الذي كان يلبسه ملوك المشرق ليكون دليلاً على سلطانهم. وأول ما وُجدت الأكاليل في مصر على ما عُلم إلى اليوم في عصر أمنوفيس الرابع أحد ملوك الدولة الثامنة عشرة وهو تاسع ملوكها. وكان إكليل الحبر الأعظم دليلاً على سمو رتبته وسلطانه الديني أيضاً وبيان أنه نبي وكاهن وملك.

٧ «وَتَأْخُذُ دُهْنَ ٱلْمَسْحَةِ وَتَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَتَمْسَحُهُ».

ص ٢٨: ٤١ و٣٠: ٢٥ ولاويين ٨: ١٢ و١٠: ٧ و٢١: ١٠ وعدد ٣٥: ٢٥

دُهْنَ ٱلْمَسْحَةِ ذُكر هذا الدهن في (ص ٢٥: ٦) وأُشير إليه في (ص ٢٨: ٤١) وذُكر تركيبه في (ص ٣٠: ٢٣ – ٢٥).

تَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ كان سكب الدهن على الرأس رمزاً إلى حلول النعمة الإلهية على الممسوح كما كان الغسل بالماء رمزاً إلى التطهير من الخطية. والمرجّح أن سكب الدهن على رأس هارون كان رمزاً إلى فورة النعمة التي يهبها الله لخدمه (قابل بهذا مزمور ١٣٣: ٢).

٨ «وَتُقَدِّمُ بَنِيهِ وَتُلْبِسُهُمْ أَقْمِصَةً».

ص ٢٨: ٤٠ ولاويين ٨: ١٣

أَقْمِصَةً (انظر تفسير ص ٢٨: ٤٠).

٩ «وَتُنَطِّقُهُمْ بِمَنَاطِقَ هَارُونَ وَبَنِيهِ. وَتَشُدُّ لَهُمْ قَلاَنِسَ. فَيَكُونُ لَهُمْ كَهَنُوتٌ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. وَتَمْلأُ يَدَ هَارُونَ وَأَيْدِيَ بَنِيهِ».

عدد ١٨: ٧ ص ٢٨: ٤١ ولاويين ٨: ٢٥ إلى ٢٧

قَلاَنِسَ (انظر تفسير ص ٢٨: ٤٠).

فَيَكُونُ لَهُمْ كَهَنُوتٌ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً أي لا يقتصر على أنهم يكونون كهنة بل يكون الكهنوت إرثاً دائماً لنسلهم.

وَتَمْلأُ يَدَ هَارُونَ وَأَيْدِيَ بَنِيهِ أي تجعل لهم نصيباً كافياً من الذبائح (ع ٢٤).

١٠، ١١ «١٠ وَتُقَدِّمُ ٱلثَّوْرَ إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، فَيَضَعُ هَارُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ ٱلثَّوْرِ. ١١ فَتَذْبَحُ ٱلثَّوْرَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ».

لاويين ١: ٤ و٨: ١٤

تُقَدِّمُ ٱلثَّوْرَ هو الثور المعد للذبيحة (ع ١).

فَيَضَعُ هَارُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ ٱلثَّوْرِ الخ كذا كانت تقدم كل ذبيحة من الذبائح التي تقدم عن الخطيئة فوضع الأيدي على رأسها إشارة إلى وضع أثم المقدم عليها (لاويين ٤: ٤ و١٥ و٢٤ و٢٩ و٣٣ و١٦ و٢١ الخ). وتشير إلى أن المسيح وضع خطايانا على رأسه (غلاطية ٣: ١٣).

١٢ «وَتَأْخُذُ مِنْ دَمِ ٱلثَّوْرِ وَتَجْعَلُهُ عَلَى قُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ بِإِصْبِعِكَ، وَسَائِرَ ٱلدَّمِ تَصُبُّهُ إِلَى أَسْفَلِ ٱلْمَذْبَحِ».

لاويين ٨: ١٥ ص ٢٧: ٢ و٣٠: ٢

تَأْخُذُ مِنْ دَمِ ٱلثَّوْرِ وَتَجْعَلُهُ عَلَى قُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ هنا يتبين الغرض من قرون المذبح حتى قال بعضهم أن القرون من عمدة أموره. فكان الهارب إليه يتمسك بتلك القرون (١ملوك ١: ٥٠ و٢: ٢٨). وكان في كل ذبيحة عملان (١) إلصاق بعض دمها على قرون المذبح. و(٢) صب ما يبقى من الدم عند قاعدته (لاويين ٤: ٧ و١٨ و٣٠ و٣٤).

١٣ «وَتَأْخُذُ كُلَّ ٱلشَّحْمِ ٱلَّذِي يُغَشِّي ٱلْجَوْفَ وَزِيَادَةَ ٱلْكَبِدِ وَٱلْكُلْيَتَيْنِ وَٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي عَلَيْهِمَا، وَتُوقِدُهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ».

لاويين ٣: ٣

تَأْخُذُ كُلَّ ٱلشَّحْمِ ٱلَّذِي يُغَشِّي ٱلْجَوْفَ قلما ذُكر في تاريخ العالم القديم أن الذبيحة أُحرقت كلها. فإنه كان يُحرق بعض أجزائها على المذبح ومعظمها يأكله الكهنة والعبدة أو يُحرق على مكان آخر غير المذبح. وان أكثر مما يُحرق على المذبح اعتباراً الشحم وعلة ذلك إما أنه ألطف من سائر مواد المحرقة وإما أنه أسرع احتراقاً والتهاباً وإضاءة.

زِيَادَةَ ٱلْكَبِدِ الغشاء الذي يغشي أعلى الكبد.

١٤ «وَأَمَّا لَحْمُ ٱلثَّوْرِ وَجِلْدُهُ وَفَرْثُهُ فَتَحْرِقُهَا بِنَارٍ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ. هُوَ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ».

لاوين ٤: ١١ و١٢ و٢١ وعبرانيين ١٣: ١١

أَمَّا لَحْمُ ٱلثَّوْرِ… فَتَحْرِقُهَا بِنَارٍ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ (قابل بهذا لاويين ٤: ١١ و١٢ و٢١ وعبرانيين ١٣: ١١ – ١٣). هذا كان القاعدة المطردة في محرقات الخطية. فكان الحيوان كله يُحسب غير طاهر ولا يناسب الإنسان أن يأكل منه شيئاً.

١٥ «وَتَأْخُذُ ٱلْكَبْشَ ٱلْوَاحِدَ، فَيَضَعُ هَارُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ ٱلْكَبْشِ».

لاويين ٨: ١٨ لاويين ١: ٤ إلى ٩

ٱلْكَبْشَ ٱلْوَاحِدَ من الكبشين (ع ١).

أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ ٱلْكَبْشِ إشارة إلى أنهم والذبيحة واحد لأنها نائبة عنهم في كونها إيفاء عن الإثم (انظر ع ١٠ وتفسيره) فكأنهم رفعوا الإثم عن أنفسهم ووضعوه على الذبيحة (ع ١٨).

١٦ «فَتَذْبَحُ ٱلْكَبْشَ وَتَأْخُذُ دَمَهُ وَتَرُشُّهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ».

تَأْخُذُ دَمَهُ وَتَرُشُّهُ المعنى أن يُرش من الدم الذي في الإناء أسفل المذبح.

مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ كان يُرش على زاويتين من زوايا المذبح وهما الزاوية في الشمال الشرقي والزاوية في الجنوب الغربي فيبلغ الرش كل جهاته أو جوانبه الأربعة (ميدوث ٣: ٢).

١٧ «وَتَقْطَعُ ٱلْكَبْشَ إِلَى قِطَعِهِ، وَتَغْسِلُ جَوْفَهُ وَأَكَارِعَهُ وَتَجْعَلُهَا عَلَى قِطَعِهِ وَعَلَى رَأْسِهِ».

تَقْطَعُ ٱلْكَبْشَ إِلَى قِطَعِهِ كان ذلك دأب المقربين عند الإسرائيليين والمصريين على ما أبان هيرودوتس المؤرخ وعند اليونانيين والرومانيين على ما قال قدماء المؤرخين. والمرجّح أن الغاية من ذلك تعجيل الاحتراق. وكان المصريون على ما عُرف من تاريخهم يجزئون الذبيحة إلى الكتفين والأفخاذ والرأس والأضلاع والألية والقلب والكليتين ويصفونها على المذبح.

١٨ «وَتُوقِدُ كُلَّ ٱلْكَبْشِ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. هُوَ مُحْرَقَةٌ لِلرَّبِّ. رَائِحَةُ سُرُورٍ. وَقُودٌ هُوَ لِلرَّبِّ».

تكوين ٨: ٢١ ولاويين ١: ١٧ وحزقيال ٢٠: ٤١ و٢كورنثوس ٢: ١٥ وأفسس ٥: ٢

وَتُوقِدُ كُلَّ ٱلْكَبْشِ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ كانت المحرقة التي تمثل ذات مقدم الذبيحة مقبولة عند الله لذلك كان من الواجب أن تُحرق الذبيحة كلها على المذبح. أما غير ذبيحة الإثم فكان يحرق جزء منها (قابل ع ١٤ وانظر لاويين ٤: ١٢ و٢١ الخ).

رَائِحَةُ سُرُورٍ (قابل بهذا تكوين ٨: ٢١). كان اعتقاد الأمم أن آلهتهم تُسر برائحة المحرقات المقدمة لهم. وهذا لم يكن عند العبرانيين حقيقة إنما كان مجازاً.

١٩ «وَتَأْخُذُ ٱلْكَبْشَ ٱلثَّانِيَ. فَيَضَعُ هَارُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ ٱلْكَبْشِ».

ع ١ ولاويين ٨: ٢٢

ٱلْكَبْشَ ٱلثَّانِيَ (قابل بهذا ع ١ و١٥). وسمي هذا الكبش في سفر اللاويين «كبش الملء» (لاويين ٨: ٢٢) وكان يُقدس بدمه هارون وبنوه (ع ٢٠ و٢١) وكان يوضع أقدس الأجزاء في أيديهم ليرددوه أمام الرب (ع ٢٢ – ٢٤).

٢٠ «فَتَذْبَحُ ٱلْكَبْشَ وَتَأْخُذُ مِنْ دَمِهِ وَتَجْعَلُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ هَارُونَ، وَعَلَى شَحْمِ آذَانِ بَنِيهِ ٱلْيُمْنَى، وَعَلَى أَبَاهِمِ أَيْدِيهِمِ ٱلْيُمْنَى، وَعَلَى أَبَاهِمِ أَرْجُلِهِمِ ٱلْيُمْنَى. وَتَرُشُّ ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ».

لاويين ٨: ٢٣ و١٤: ١٤

تَأْخُذُ مِنْ دَمِهِ الخ كان الدم يُعتبر كأنه الحياة (تكوين ٩: ٤). وكانت الحياة توقف لله ويقبلها تعالى وقد وهبها لخدمه حتى يقفوا أنفسهم لخدمته ويكونوا أهلاً لتلك الخدمة. ووضع الدم على شحمة الأذن إشارة إلى وجوب أن تكون الأذن مفتوحة لسمع كلام الله. وعلى إبهام اليد إلى وجوب أن لا يمسوا شيئا غير مقدس. وعلى إبهام الرجل إلى وجوب السير في سنن القداسة.

٢١ «وَتَأْخُذُ مِنَ ٱلدَّمِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْمَذْبَحِ وَمِنْ دُهْنِ ٱلْمَسْحَةِ، وَتَنْضِحُ عَلَى هَارُونَ وَثِيَابِهِ، وَعَلَى بَنِيهِ وَثِيَابِ بَنِيهِ مَعَهُ، فَيَتَقَدَّسُ هُوَ وَثِيَابُهُ وَبَنُوهُ وَثِيَابُ بَنِيهِ مَعَهُ».

ص ٣٠: ٢٥ و٣١ ولاويين ٨: ٣٠ ع ١ وعبرانيين ٩: ٢٢

مِنَ ٱلدَّمِ… وَمِنْ دُهْنِ ٱلْمَسْحَةِ الخ في هذا إشارة إلى أمرين وهما التبرير بدم المسيح والتقديس بالروح القدس. والظاهر أن هذا الدم وهذا الدهن كانا لا يُنضحان إلا على هارون وبنيه (لاويين ٨: ٣٠).

٢٢ «ثُمَّ تَأْخُذُ مِنَ ٱلْكَبْشِ: ٱلشَّحْمَ وَٱلأَلْيَةَ وَٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي يُغَشِّي ٱلْجَوْفَ وَزِيَادَةَ ٱلْكَبِدِ وَٱلْكُلْيَتَيْنِ وَٱلشَّحْمَ ٱلَّذِي عَلَيْهِمَا، وَٱلسَّاقَ ٱلْيُمْنَى. فَإِنَّهُ كَبْشُ مِلْءٍ».

تَأْخُذُ مِنَ ٱلْكَبْشِ: ٱلشَّحْمَ كان هذا الجزء يُحرق على المذبح في محرقات السلامة (انظر لاويين ٣: ٩ – ١١).

زِيَادَةَ ٱلْكَبِدِ (انظر تفسير ع ١٣).

٢٣ «وَرَغِيفاً وَاحِداً مِنَ ٱلْخُبْزِ، وَقُرْصاً وَاحِداً مِنَ ٱلْخُبْزِ بِزَيْتٍ، وَرُقَاقَةً وَاحِدَةً مِنْ سَلَّةِ ٱلْفَطِيرِ ٱلَّتِي أَمَامَ ٱلرَّبِّ».

لاويين ٨: ٢٦

سَلَّةِ ٱلْفَطِيرِ ٱلَّتِي أَمَامَ ٱلرَّبِّ (قابل بهذا ع ٣). هذه الأمور المذكورة هي التقدمة الطعامية التي كانت لا تنفك عن تقدمة السلامة. وما كان يؤخذ من السلة مع ما في الآية والعشرين كان يُحرق على المذبح فوق المحرقة (ع ٢٥).

٢٤ «وَتَضَعُ ٱلْجَمِيعَ فِي يَدَيْ هَارُونَ وَفِي أَيْدِي بَنِيهِ، وَتُرَدِّدُهَا تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ».

لاويين ٧: ٣٠

تَضَعُ ٱلْجَمِيعَ فِي يَدَيْ هَارُونَ وَفِي أَيْدِي بَنِيهِ الخ كان موسى بعد أن يضع التقدمات في يدي أخيه وأيدي بني أخيه يضع يده تحت أيديهم ويرددها في أربع جهات السماء بياناً أنه يقدمها لله الحاضر في كل مكان. وبهذا أتم هارون وبنوه العمل الأول من أعمال التكهين. وكانت أيديهم آلة الترديد في يدي موسى فتمت بذلك كاهنيتهم (وذكر الكلام على الترديد في تفسير لاويين ٧: ٣٠).

٢٥ «ثُمَّ تَأْخُذُهَا مِنْ أَيْدِيهِمْ وَتُوقِدُهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ فَوْقَ ٱلْمُحْرَقَةِ رَائِحَةَ سُرُورٍ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. وَقُودٌ هُوَ لِلرَّبِّ».

لاويين ٨: ٢٨

تَأْخُذُهَا… وَتُوقِدُهَا إن موسى بعد أن عيّن أخاه وأبناء أخيه كهنة وشاركهم في الخدمة لم يتركهم بل ابتدأ العمل وأكمله (قابل بهذا ع ٣١ – ٣٧ ولاويين ٨: ٢٨ – ٣٦).

٢٦ «ثُمَّ تَأْخُذُ ٱلْقَصَّ مِنْ كَبْشِ ٱلْمِلْءِ ٱلَّذِي لِهَارُونَ وَتُرَدِّدُهُ تَرْدِيداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ، فَيَكُونُ لَكَ نَصِيباً».

لاويين ٨: ٢٩

تَأْخُذُ ٱلْقَصَّ إن القص بمقتضى الشريعة كان نصيب الكاهن الذي يقوم بالخدمة (لاويين٧: ٢٩ – ٣١) ولهذا كان هنا لموسى. (والمقصود بالقص هنا الصدر).

شريعة ترديد التقدمات ورفعها والثياب المقدسة

٢٧، ٢٨ «٢٧ وَتُقَدِّسُ قَصَّ ٱلتَّرْدِيدِ وَسَاقَ ٱلرَّفِيعَةِ ٱلَّذِي رُدِّدَ وَٱلَّذِي رُفِعَ مِنْ كَبْشِ ٱلْمِلْءِ مِمَّا لِهَارُونَ وَلِبَنِيهِ، ٢٨ فَيَكُونَانِ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُمَا رَفِيعَةٌ. وَيَكُونَانِ رَفِيعَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ ذَبَائِحِ سَلاَمَتِهِمْ رَفِيعَتَهُمْ لِلرَّبِّ».

لاويين ٧: ٣١ و٣٤ وعدد ١٨: ١١ و١٨ وتثنية ١٨: ٣ لاويين ١٠: ١٥ لاويين ٧: ٣٤

ٱلتَّرْدِيدِ (أي التقدمة المرددة) كان في كل تقدمة القص والكتف اليمنى للكاهن الذي يخدم ويردد التقدمة ويرفعها أمام الرب (لاويين ٧: ٣٢). وكان الرفع حركة واحدة إلى فوق وأما الترديد فحركات مكررة إلى الجهات الأربع وهو طريق عرض الأشياء على الله.

٢٩، ٣٠ «٢٩ وَٱلثِّيَابُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلَّتِي لِهَارُونَ تَكُونُ لِبَنِيهِ بَعْدَهُ، لِيُمْسَحُوا فِيهَا، وَلِتُمْلأَ فِيهَا أَيْدِيهِمْ. ٣٠ سَبْعَةَ أَيَّامٍ يَلْبِسُهَا ٱلْكَاهِنُ ٱلَّذِي هُوَ عِوَضٌ عَنْهُ مِنْ بَنِيهِ، ٱلَّذِي يَدْخُلُ خَيْمَةَ ٱلٱجْتِمَاعِ لِيَخْدِمَ فِي ٱلْقُدْسِ».

عدد ٢٠: ٢٦ و٢٨ عدد ١٨: ٨ و٣٥: ٢٥ لاويين ٨: ٣٥ و٩: ١ عدد ٢٠: ٢٨

وَٱلثِّيَابُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلَّتِي لِهَارُونَ تَكُونُ لِبَنِيهِ بَعْدَهُ الخ قُدس العازار بثياب أبيه المقدسة (عدد ٢٠: ٢٦ – ٢٨) لكن لم نُنبأ بمثل ذلك في من بعده من الأحبار الأعظمين والمظنون أن أمرهم كما ذُكر هنا.

لِيُمْسَحُوا فِيهَا جاء تقليد اليهود في مسح الكاهن الأعظم موافقاً لما أُشير إليه هنا.

وليمة التقدمات المقدسة

٣١ – ٣٤ «٣١ وَأَمَّا كَبْشُ ٱلْمِلْءِ فَتَأْخُذُهُ وَتَطْبُخُ لَحْمَهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ. ٣٢ فَيَأْكُلُ هَارُونُ وَبَنُوهُ لَحْمَ ٱلْكَبْشِ وَٱلْخُبْزَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّلَّةِ عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ. ٣٣ يَأْكُلُهَا ٱلَّذِينَ كُفِّرَ بِهَا عَنْهُمْ لِمِلْءِ أَيْدِيهِمْ لِتَقْدِيسِهِمْ. وَأَمَّا ٱلأَجْنَبِيُّ فَلاَ يَأْكُلُ لأَنَّهَا مُقَدَّسَةٌ. ٣٤ وَإِنْ بَقِيَ شَيْءٌ مِنْ لَحْمِ ٱلْمِلْءِ أَوْ مِنَ ٱلْخُبْزِ إِلَى ٱلصَّبَاحِ، تُحْرِقُ ٱلْبَاقِيَ بِٱلنَّارِ. لاَ يُؤْكَلُ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ».

لاويين ٨: ٣١ متّى ١٢: ٤ لاويين ١٠: ١٤ و١٥ و١٧ لاويين ٢٢: ١٠ لاويين ٨: ٣٢

عدل الكاتب عن موضوعه الأعظم في الآية السابعة والعشرين (وهو من تقديس هارون وبنيه) إلى بعض الشرائع الدائمة التي اقتضاها المقام ثم رجع إلى موضوعه. وهنا يتكلم على الوليمة التقدمية على أثر تقديس التقدمة. فإن بعض الذبيحة لم يكن يحرق على المذبح ولا يُعطى الكاهن الخادم بل كان يُطبخ عند باب الخيمة (لاويين ٨: ٣١) ويأكله هارون وبنوه بخبز فطير وقرص بزيت والرقاق الباقية في سلّة التقديس (لاويين ٨: ٣١) المكذورة في (ع ٣ و٢٣). وما كان للأجنبي (يعني للذي ليس من الكهنة) أن يأكل منها (ع ٣٣). وإذا لم يستطيعوا أن يأكلوا الكل كان عليهم أن يحرقوا ما بقي (انظر الكلام على خروف الفصح في (ص ٢: ١٠ و٢٣: ١٨). وجرى على سنن هذا بعض المسيحيين في أمر العشاء الرباني.

تكرار الاحتفال المقدس سبع مرات

٣٥ «وَتَصْنَعُ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ هٰكَذَا بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرْتُكَ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَمْلأُ أَيْدِيَهِم».

ع ٣٠ ولاويين ٨: ٣٣ إلى ٣٥

سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَمْلأُ أَيْدِيَهِمْ كان العدد السابع عندهم عدداً كاملاً بناء على كون أيام الخليقة ويوم الراحة سبعة (تكوين ص ١ و٢) والأسبوع العهدي مكرر دائماً منذ القدم (لاوين ٤: ٦ و١٧ و٨: ١١ و١٤: ٧ و١٦: ١٤ و١٩: ٤ و١ملوك ١٨: ٤٣ و٢ملوك ٥: ١٠ ومزمور ١١٩: ٦٤ الخ). وهذا يبين علة تكرار الاحتقال المقدس أو التقديس الاحتفالي سبع مرات (انظر لاويين ٨: ٣٣ و٣٤).

٣٦ «وَتُقَدِّمُ ثَوْرَ خَطِيَّةٍ كُلَّ يَوْمٍ لأَجْلِ ٱلْكَفَّارَةِ. وَتُطَهِّرُ ٱلْمَذْبَحَ بِتَكْفِيرِكَ عَلَيْهِ. وَتَمْسَحُهُ لِتَقْدِيسِهِ».

عبرانيين ١٠: ١١ ص ٣٠: ٢٦ و٢٨ و٢٩ و٤٠: ١٠

تُطَهِّرُ ٱلْمَذْبَحَ بِتَكْفِيرِكَ عَلَيْهِ كان تطهير المذبح يقوم بوضع الدم على قرونه (ع ١٢ ولاويين ٨: ١٥).

تَمْسَحُهُ (لاويين ٨: ١١) كان يُمسح المذبح برش الزيت عليه سبع مرات. ولم يظهر لنا متى كان ذلك يُعمل.

٣٧ «سَبْعَةَ أَيَّامٍ تُكَفِّرُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ وَتُقَدِّسُهُ. فَيَكُونُ ٱلْمَذْبَحُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ. كُلُّ مَا مَسَّ ٱلْمَذْبَحَ يَكُونُ مُقَدَّساً».

ص ٤٠: ١٠ ص ٣٠: ٢٩ ومتّى ٢٣: ١٩

قُدْسَ أَقْدَاسٍ (أي بمنزلة قدس الأقداس).

كُلُّ مَا مَسَّ ٱلْمَذْبَحَ يَكُونُ مُقَدَّساً كان ذلك واجباً كالوصايا العشر.

شريعة الذبيحة اليومية ووعد الله بحضوره ع ٣٨ إلى ٤٢

ذُكر على أثر تقديس المذبح الذي كان بعد تقديس الكهنة تقرير الذبيحة اليومية وكانت تلك الذبيحة خروفين كل يوم يُقدم أحدهما في الصباح والآخر بين العشائين (ع ٣٩) (ويعبر عن ذلك الوقت بالعشية). وكان بعض الغاية من ذلك تكفير الخطية اليومية التي يرتكبها الشعب ومعظمها تجديد عهد الشعب يومياً وقف نفسه لله وتقديمها ذبيحة حية مقدسة عقلية له. وكانت التقدمات الطعامية والشرابية التي تصحب تقدمات المحرقة علامة الشكر لله على مراحمه الدائمة والاعتراف بوقايته وعنايته وحبه وإحسانه. وكان البخور يوقد حينئذ على المذبح الذهبي أمام الحجاب رمزاً إلى الصلاة الدائمة الصاعدة من الشعب إلى عرش النعمة بغية استمرار الإحسان الإلهي (انظر ص ٣٠: ٧ و٨).

٣٨ «وَهٰذَا مَا تُقَدِّمُهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ: خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ كُلَّ يَوْمٍ دَائِماً».

عدد ٢٨: ٣ و١أيام ١٦: ٤٠ و٢أيام ٢: ٤ و١٣: ١١ و٣١: ٣ وعزرا ٣: ٣ ودانيال ١٢: ١١

خَرُوفَانِ حَوْلِيَّانِ (انظر تفسير ص ١٢: ٥) وزيد في الترجمة السبعينية ما معناه بلا عيب وهو لا يزيد على المطلوب العام (لاويين ٢٢: ٢٢ و٢٤ و٢٥) إلا في التقدمات الاختيارية (لاويين ٢٢: ٢٣) التي لا حاجة إلى تكرارها.

٣٩ «ٱلْخَرُوفُ ٱلْوَاحِدُ تُقَدِّمُهُ صَبَاحاً، وَٱلْخَرُوفُ ٱلثَّانِي تُقَدِّمُهُ فِي ٱلْعَشِيَّةِ».

٢ملوك ١٦: ١٥ وحزقيال ٤٦: ١٣ إلى ١٥

فِي ٱلْعَشِيَّةِ وفي العبرانية «بين العشائين» (انظر معنى هذه العبارة في تفسير ص ١٢: ٦).

٤٠ «وَعُشْرٌ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتٍ بِرُبْعِ ٱلْهِينِ مِنْ زَيْتِ ٱلرَّضِّ، وَسَكِيبٌ رُبْعُ ٱلْهِينِ مِنَ ٱلْخَمْرِ لِلْخَرُوفِ ٱلْوَاحِدِ».

عُشْرٌ لا نعرف ماذا كان مقدرا العُشر يقيناً لأنه لم يُذكر لكن لنا أن نظنه الإيفة وكان عُشر الإيفة العمر وهو نحو ثلاثة أرباع الغالون.

زَيْتِ ٱلرَّضِّ (انظر تفسير ص ٢٧: ٢٠).

٤١ «وَٱلْخَرُوفُ ٱلثَّانِي تُقَدِّمُهُ فِي ٱلْعَشِيَّةِ. مِثْلَ تَقْدِمَةِ ٱلصَّبَاحِ وَسَكِيبِهِ تَصْنَعُ لَهُ. رَائِحَةُ سُرُورٍ، وَقُودٌ لِلرَّبِّ».

١ملوك ١٨: ٢٩ و٣٦ و٢ملوك ١٦: ١٥ وعزرا ٩: ٤ و٥ ومزمور ١٤١: ٢ ودانيال ٩: ٢١

تَقْدِمَةِ ٱلصَّبَاحِ وَسَكِيبِهِ اي تقدمة الصباح الطعامية والشرابية وكانت توضع قبضة من كل تقدمة طعامية وتُطرح على المذبح وتُحرق (لاويين ٢: ٢) والباقي للكهنة (لاويين ٢: ٣). ولم يذكر الكتاب شيئاً من ترتيب التقدمة الشرابية ولكن قال يوسيفوس أنها كانت تُسكب على المذبح. وقال بعضهم إن جزءاً منه كان للسكب وجزءاً للكهنة وهو الباقي والقول الآخر هو المرجّح.

٤٢ «مُحْرَقَةٌ دَائِمَةٌ فِي أَجْيَالِكُمْ عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ لأُكَلِّمَكَ هُنَاكَ».

ع ٣٨ وص ٣٠: ٨ وعدد ٢٨: ٦ ودانيال ٨: ١١ إلى ١٣ ص ٢٥: ٢٢ و٣٠: ٦ و٣٦ وعدد ١٧: ٤

حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ هذا علة تسمية الخيمة بخيمة الاجتماع. فهو ليس من اجتماع الناس فيها لأنه كان ممنوعاً بل لاجتماع الله بشعبه باجتماعه بالوسيط الذي فيها وهو الحبر الأعظم الذي كان يخاطب الله ويأخذ الجواب منه في كل أمور الشعب ذات الشأن (انظر ص ٢٥: ٢٢ وتفسيره).

٤٣ «وَأَجْتَمِعُ هُنَاكَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَيُقَدَّسُ بِمَجْدِي».

ص ٤٠: ٣٤ و١ملوك ٨: ١١ و٢أيام ٥: ١٤ و٧: ١ إلى ٣ وحزقيال ٤٣: ٥ وحجي ٢: ٧ و٩

فَيُقَدَّسُ بِمَجْدِي أي يقدس المكان الذي هو خيمة الاجتماع (انظر ص ٤٠: ٣٤ و٣٥ وقابل به لاويين ٩: ٢٤ و١ملوك ٨: ١٠ و١١ و٢أيام ٥: ١٣ و١٤ و٧: ٢).

٤٤ «وَأُقَدِّسُ خَيْمَةَ الٱجْتِمَاعِ وَٱلْمَذْبَحَ. وَهَارُونُ وَبَنُوهُ أُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي».

لاويين ٢١: ١٥ و٢٢: ٩ و١٦

هَارُونُ وَبَنُوهُ أُقَدِّسُهُمْ الظاهر إن هذا التقديس غير التقديس الرسمي المذكور آنفاً فإن الله كان دائماً يقدس الكهنوت اللاوي بحضور روحه القدوس عند إتيانهم أعمال الخدمة الإلهية بل في سيرهم يومياً إذا طلبوا خدمته.

٤٥ «وَأَسْكُنُ فِي وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلٰهاً».

ص ٢٥: ٨ ولاويين ٢٦: ١٢ وزكريا ٢: ١٠ ويوحنا ١٤: ١٧ و٢٣ و٢كورنثوس ٦: ١٦ ورؤيا ٢١: ٣

أَسْكُنُ فِي وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تظن أن إتمام هذا الوعد كان بمجرد حضور السكينة في الخيمة بل بعنايته لشعبه ووقايته إياه دائماً في كل أيام تاريخه.

٤٦ «فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُمُ ٱلَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لأَسْكُنَ فِي وَسَطِهِمْ. أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُمْ».

ص ٢٠: ٢

فَيَعْلَمُونَ الخ بعنايتي بهم ومحبتي ومساعدتي إني أنا منقذهم من العبودية المصرية لا بحكمة موسى ولا اجتهاده ولا اجتهادهم لأني أنا الحكيم القادر على كل شيء.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى