سفر الخروج

سفر الخروج | 24 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الخروج

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

قبول العهد

١، ٢ «١ وَقَالَ لِمُوسَى: ٱصْعَدْ إِلَى ٱلرَّبِّ أَنْتَ وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو، وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَٱسْجُدُوا مِنْ بَعِيدٍ. ٢ وَيَقْتَرِبُ مُوسَى وَحْدَهُ إِلَى ٱلرَّبِّ وَهُمْ لاَ يَقْتَرِبُونَ. وَأَمَّا ٱلشَّعْبُ فَلاَ يَصْعَدْ مَعَهُ».

ص ٢٨: ١ ولاويين ١٠: ١ و٢ ص ١: ٥ وعدد ١١: ١٦ ع ١٣ و١٥ و١٨

وَقَالَ كنا ننتظر أن يقال هنا قال الله أو قال الرب. فالمرجّح أن كتاب العهد كان مستقلاً وأدخله موسى هنا معترضاً بين الآية الحادية والعشرين من الأصحاح العشرين والآية الأولى من هذا الأصحاح فيكون النص على وفق المنتظر ويكون نظم الكلام هكذا «فاقترب إلى الضباب حيث كان الله وقال لموسى الخ».

ٱصْعَدْ صعود هارون وناداب وأبيهو وسبعين من شيوخ إسرائيل مع موسى بمقتضى أمر الله كان لبيان عظيم الاحترام لله ولينوبوا عن إسرائيل في قبول العهد الذي هو الموضوع الأسمى في هذا الفصل. وكان موسى قد قبل التعليم الإلهي المتعلق بالموضوع قبل أن ينزل فأصعدهم معه حسب مشورة الله.

نَادَابُ وَأَبِيهُو هما ابنا هارون الأكبران (ص ٦: ٢٣).

سَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ ليسوا هم القضاة المذكورون في (ص ١٨: ٢١ – ٢٦) لأنهم لم يكونوا قد عيّنوا (انظر تفسير ص ١٨: ٢٤ و٢٥) بل هم رؤساء القبائل الذين كانوا يسودون الإسرائيليين في مصر ويخاطب موسى الشعب بواسطتهم (ص ٣: ١٦ و٤: ٢٩ و١٢: ٢١ و١٧: ٥ و٦).

٣ «فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ ٱلشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ ٱلرَّبِّ وَجَمِيعِ ٱلأَحْكَامِ، فَأَجَابَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ: كُلُّ ٱلأَقْوَالِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا ٱلرَّبُّ نَفْعَلُ».

ع ٧ وص ١٩: ٨ وتثنية ٥: ٢٧

فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ ٱلشَّعْبَ الخ أي أنبأ بني إسرائيل بما قاله الرب وكتبه هو (ع ٤) وضمه إلى كتاب العهد (ع ٧). والظاهر أنه قرأ عليهم ذلك الكتاب والمرجّح أنه تلا عليهم خلاصته. فسروا بالكتاب واعتقدوا أن الشريعة مقدسة صالحة ولم يعلموا صعوبة حفظها والطاعة لها.

٤ «فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ ٱلرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي ٱلصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحاً فِي أَسْفَلِ ٱلْجَبَلِ، وَٱثْنَيْ عَشَرَ عَمُوداً لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ ٱلٱثْنَيْ عَشَرَ».

تثنية ٣١: ٩ تكوين ٢٨: ١٨ و٣١: ٤٥

فَكَتَبَ مُوسَى قابل بهذا (ص ١٧: ١٤). كان موسى يحكم الكتابة وبيّنات ذلك كثيرة في الأسفار الخمسة. وقد شهد الكتاب بأنه تهذب بكل حكمة المصريين (أعمال ٧: ٢٢). وكان ذلك في عصر الدولة التاسعة عشرة من دول مصر القديمة. وكان يعرف كل ديانة المصريين ورسومهم.

أَسْفَلِ ٱلْجَبَلِ أي حضيض رأس الصفصافة.

ٱثْنَيْ عَشَرَ عَمُوداً كما كان المذبح رمزاً إلى حضور الله كان الاثنا عشر عموداً (والمرجّح أنها حجارة طويلة تكوين ٢٨: ١٨) رمزاً إلى حضور الاثني عشر سبطاً. وقد جاء مثل هذا الرمز في موضع آخر من التوراة (انظر يشوع ٤: ٣ و٩ و٢٠).

٥ «وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ ٱلثِّيرَانِ».

ص ١٩: ٢٢

فِتْيَانَ… فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ مما يستحق الالتفات إليه هنا أنه كان لكل إسرائيلي يومئذ وبعده حتى بعد تعيين الكهنوت اللاوي أن يذبح التقدمة ويضع لحمها على المذبح (لاويين ١: ٥ و٦ و١١ و١٢ الخ). ورش الدم وإيقاد النار كان مما يختص بالكهنة (لاويين ١: ٥ و٧ و١١ و١٣). والظاهر أنه أمر الفتيان بالذبح لنشاطهم وقدرتهم على إحكامه.

ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ كانت المحرقات كفّارة وعلامة وقف النفس لله معاً. وذبائح السلامة آية الشكر لله على مراحمه وتقديم النوعين حينئذ كان يدل على أمرين (١) الشكر على العهد. و(٢) وقف النفس لخدمة الله.

٦ «فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ ٱلدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي ٱلطُّسُوسِ. وَنِصْفَ ٱلدَّمِ رَشَّهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ».

عبرانيين ٩: ١٨

فِي ٱلطُّسُوسِ الطسوس جمع طس وهو المعروف بالطشت. ووضع الدم فيها ليحفظ للغاية المذكورة في (ع ٨).

نِصْفَ ٱلدَّمِ رَشَّهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ هذا العمل كان الجزء الأعظم أو الضروري في كل ذبيحة فإن به الذبيحة تصير نائبة عن مقدمها كأنه هو قدم لله. وكان الغالب أن يُرش الدم كله ولكن هنا باقي الدم احتيج إليه لمقصد آخر.

٧ «وَأَخَذَ كِتَابَ ٱلْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ ٱلشَّعْبِ. فَقَالُوا: كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ».

عبرانيين ٩: ١٩ ع ٣

كِتَابَ ٱلْعَهْدِ هو الكتاب الذي كتبه قبلاً وهو يشتمل على الشرائع والمواعيد التي في (ص ٢٠: ٢٢ إلى ص ٢٣: ٣٣).

فِي مَسَامِعِ ٱلشَّعْبِ وفي العبرانية في آذان الشعب. فالمسامع جمع مسمع وهو الأذن.

فَقَالُوا هنا كما قالوا في الآية الثالثة توكيداً للطاعة (وما هو أهون القول وأصعب العمل).

٨ «وَأَخَذَ مُوسَى ٱلدَّمَ وَرَشَّ عَلَى ٱلشَّعْبِ وَقَالَ: هُوَذَا دَمُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ ٱلرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلأَقْوَالِ».

عبرانيين ٩: ٢٠ و١٣: ٢٠ و١بطرس ١: ٢

أَخَذَ مُوسَى ٱلدَّمَ وَرَشَّ كان قد رش نصف الدم على المذبح الذي يشير إلى حضور الله وهنا رش النصف الآخر على الشعب إعلاناً لحضورهم أمام الرب (وقبولهم فداءه ووقفهم أنفسهم له). وكان الشيوخ وغيرهم وقوفاً على القرب من موسى فكان الجميع مرشوشين بالدم الواحد دلالة على الاتحاد. والظاهر أن الدم كان في المشرق آية الارتباط والاتحاد بالعهد. وشهد بهذا كثيرون من المؤرخين ومنهم هوميروس وهيرودوتس ولوسيان.

عَلَى ٱلشَّعْبِ رأى بعضهم أن الدم رُش على الاثني عشر عموداً التي هي رمز إلى الشعب لا على الشعب نفسه ولكن لا قرينة هنا على المجاز. وكاتب رسالة العبرانيين فهم أن الدم رُش على الناس أنفسهم (عبرانيين ٩: ١٩).

٩ «ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ».

ع ١

ثُمَّ صَعِدَ كان قبول العهد قد تم ولم يبق من حاجة إلى شيء آخر. فسّر الله أن ينجز العمل كله بختام مجيد روحي. وكانت الذبيحة حينئذ للطعام (ص ١٨: ١٢). وكان موسى قد عرف أن الله قصد بدعوته هارون وناداب والسبعين شيخاً إلى الجبل (ع ١) أن يُولم لهم هناك. وعلى ذلك صعد على أثر رش الدم بأولئك الرجال المدعويين إلى سيناء وأُعدت الوليمة. وكان تناول طعام الذبيحة يُعد عملاً دينياً وإنه عُمل أمام الله (ص ١٨: ١٢) وشركة معه. وأراد الله وقتئذ أن يظهر تلك الوليمة الذبحية على كل ما سواها بإعلان نفسه بمظاهر وآيات مرئية. ففيما كان موسى قد شرع هو وهارون وابناه ناداب وأبيهو والسبعون شيخاً يأكلون (ع ١١) ظهرت لهم آية عجيبة ومظهر سام فإنهم رأوا إله إسرائيل (ع ١٠). إن الله أظهر نفسه لهم ولم يعلنها لهم بالبروق والرعود وكثيف الضباب والسحاب والنار والزلزال كما فعل قبلا (ص ١٩: ١٦ و١٨) بل بهيئة حبيب كله مشتهيات (نشيد الأناشيد ٥: ١٦) يبهر جماله العيون «وتحت رجليه العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة». رأوا لله بلا ضرر ولا رعب رأوه وهم يأكلون ويشربون. ورأوا أنفسهم ضيوفاً في مسكنه فامتلأت قلوبهم سروراً بنسبتهم إليه وقربهم منه بذلك العهد. فشعروا بأنهم تعاهدوا مع إله محبوب وتعلموا أن يقفوا أنفسهم لخدمته وعبادته مسرورين وأن يتوقعوا حالاً مستقبلة سعيدة فيها يبقون في حضرته دائماً.

١٠ «وَرَأَوْا إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ ٱلْعَقِيقِ ٱلأَزْرَقِ ٱلشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ ٱلسَّمَاءِ فِي ٱلنَّقَاوَة».

تكوين ١٦: ١٣ و٣٢: ٣٠ وص ٣: ٦ و٣٣: ٢٠ و٢٣ وقضاة ١٣: ٢٢ وإشعياء ٦: ١ و٥ ويوحنا ١: ١٨ و١تيموثاوس ٦: ١٦ و١يوحنا ٤: ١٢ حزقيال ١: ٢٦ و١٠: ١ ورؤيا ٤: ٣ متّى ١٧: ٢

رَأَوْا إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ المرجّح أنهم رأوه في صورة إنسان كما رآه إشعياء (إشعياء ٦: ١ – ٥) وحزقيال (حزقيال ١: ٢٦) ونبوخذنصر (دانيال ٣: ٢٥) ولم يرد موسى هذا المنظر بقوله «لم تروا صورة» (تثنية ٤: ١٢) لأن الذي رأوه هنا كان ذا رجلين.

صَنْعَةٍ مِنَ ٱلْعَقِيقِ ٱلأَزْرَقِ ما تُرجم بالعقيق الأزرق هنا هو السفير في العبرانية وذُكر أيضاً في عدة مواضع من الكتاب (انظر ص ٢٨: ١٨ وأيوب ٢٨: ١٦ وحزقيال ٢٨: ١٣ ورؤيا ٢١: ١٩) لكنه تُرجم في بعض تلك المواضع بالياقوت الأزرق. وكيف كان الأمر فإن القرينة تدل على أنه حجر كريم ثمين حسن المنظر. والنص أنه أزرق اللون نقي كالسماء عينها.

١١ «وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا ٱللّٰهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا».

ص ١٩: ٢١ تكوين ١٦: ١٣ وتثنية ٤: ٣٣

أَشْرَافِ تُستعمل هذه الكلمة لأهل النسب الرفيع والمقصود بها هنا شيوخ إسرائيل. ومعنى قوله «لم يمد يده» لم يضر. لأن الاعتقاد العام يومئذ أنه لا أحد يرى الله ويحيا (تكوين ٣٢: ٣٠ وخروج ٣٢: ٢٠ وقضاة ٦: ٢٢ و٢٣ الخ). وهذا صحيح بالنظر إلى ذات الله لأنه «الله لم يره أحد» لكن ابن الله أعلن نفسه في العهد القديم كما أعلنها في العهد الجديد ولم يُرهب أحداً (لأنه إله المصالحة والفداء لا إله الحرب والنقمة.

رَأَوْا ٱللّٰهَ وهم يأكلون ويشربون. والمسيحيون المؤمنون الإيمان الحق يرون الله وهم يأكلون خبز العشاء السري ويشربون خمره ويتحدون في تلك الشركة المقدسة بالله.

صعود موسى إلى سيناء ثانية ع ١٢ إلى ١٨

بقي هنا عمل عظيم. نعم أُعطي العهد وسلم به الشعب لكن بقي ما يحرك الإسرائيليين على العبادة وبيان أسلوبها وتعيين طرقها وما يرشدهم إلى حسن السلوك من السياسية العادلة النافعة وغير ذلك من الرسوم الظاهرة والأشخاص والأماكن المقدسة والوقف والتقديس وسائر ما يقربهم من الله. فدُعي موسى إلى الجبل لمخاطبة الله له وإرشاده إياه وقتاً طويلاً لكي يستطيع أن يعرف مقاصد الله في كل شيء ولذلك بقي معه أربعين يوماً وأربعين ليلة (ع ١٨). نعم إن كتاب العهد كان قسماً عظيماً مما يقوّم سجايا العبرانيين لكن الرسوم كانت القسم الأكبر فكانت تقتضي زماناً طويلاً وهي تتمة كتاب العهد.

١٢ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٱصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى ٱلْجَبَلِ وَكُنْ هُنَاكَ، فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ ٱلْحِجَارَةِ وَٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْوَصِيَّةِ ٱلَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِهِمْ».

ع ٢ و١٥ و١٨ ص ٣١: ١٨ و٣٢: ١٥ و١٦ وتثنية ٥: ٢٢

ٱصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى ٱلْجَبَلِ وَكُنْ هُنَاكَ بعد أن فرغوا من الطعام الذبحي نزل الأربعة والسبعون إلى سهل الراحة وشغلوا بعض الوقت هناك قبل أن دُعي موسى الدعوة الثانية وأُوصي هنا أن لا يصحبه سوى خادمه يشوع (ع ١٣) وأبان له طول الإقامة بقول «وكن هناك».

لَوْحَيِ ٱلْحِجَارَةِ مما يستحق الاعتبار أنه لم يُبن هنا ولا في الأصحاح الحادي والثلاثين أن اللوحين يشتملان على الوصايا العشر لكن أبان ذلك في (تثنية ٥: ٢٢) وصرّح بالعدد في (ص ٣٤: ٢٨).

١٣ «فَقَامَ مُوسَى وَيَشُوعُ خَادِمُهُ. وَصَعِدَ مُوسَى إِلَى جَبَلِ ٱللّٰهِ».

ص ٣٢: ١٧ و٣٣: ١١

فَقَامَ مُوسَى وَيَشُوعُ خَادِمُهُ هنا أول ذكر للعلاقة التي بين موسى ويشوع. وإقامة موسى إياه قائداً في حرب عماليق (ص ١٧: ٩ – ١٣) تدل أنه كان من مهرة قواد العسكر. ومن هذه الآية وما بعدها يتبين أنه كان صاحباً لموسى يعتمد عليه ويثق به في كل أموره وعلى هذا كان خليفته (انظر ص ٣٢: ١٧ و٣٣: ١١ وعدد ١٣: ٨ و١٦ و٢٧: ١٨ – ٢٣ وتثنية ٣٤: ٩). ولم يكن أحد سواه يخالط موسى كما خالطه هو.

وَصَعِدَ مُوسَى إِلَى جَبَلِ ٱللّٰهِ أي صعد إلى أعلى مكان في طور سيناء لا جبل موسى بل رأس الصفصافة الذي استقرت عليه السحابة.

١٤ «وَأَمَّا ٱلشُّيُوخُ فَقَالَ لَهُمُ: ٱجْلِسُوا لَنَا هٰهُنَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكُمْ. وَهُوَذَا هَارُونُ وَحُورُ مَعَكُمْ. فَمَنْ كَانَ صَاحِبَ دَعْوَى فَلْيَتَقَدَّمْ إِلَيْهِمَا».

ص ١٧: ١٠ ص ١٨: ١٦

وَأَمَّا ٱلشُّيُوخُ فَقَالَ لَهُمُ ٱجْلِسُوا كان موسى قد علم أن إقامته بالجبل ستطول (انظر ع ١٢) فكان من الضروري أن يعتني بترتيب الأحكام لتجري على سنن الحق مدة غيبته ويجري الشعب بمقتضاها. وظهر له أن هارون أخاه وحوراً أهل للرئاسة أكثر ممن سواهما فأقامهما لفض المشاكل الكبري.

هُنَا أي في السهل عند حضيض الجبل. وكان الأمر أن يبقى كل الشعب هنالك إلى أن ينزل موسى مهما طالبت غيبته بمقتضى إرادة الله.

١٥ «فَصَعِدَ مُوسَى إِلَى ٱلْجَبَلِ، فَغَطَّى ٱلسَّحَابُ ٱلْجَبَلَ».

ص ١٩: ٩ و١٦ ومتّى ١٧: ٥

فَغَطَّى ٱلسَّحَابُ ٱلْجَبَلَ أي السحابة التي كانت تصحبهم من سكوت (ص ٢٣: ١ – ٢٣).

١٦ «وَحَلَّ مَجْدُ ٱلرَّبِّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ وَغَطَّاهُ ٱلسَّحَابُ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ دُعِيَ مُوسَى مِنْ وَسَطِ ٱلسَّحَابِ».

ص ١٦: ١٠ وعدد ١٤: ١٠

فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ دُعِيَ مُوسَى مِنْ وَسَطِ ٱلسَّحَابِ من الواضح أنه لم يكن لموسى أن يدخل السحاب إلا بدعوة الله واستحسن الله أن يدعوه في اليوم السابع. ولا ريب في أن موسى شغل الأيام الستة بالصلاة والتضرعات استعداداً للقرب من الله.

١٧ «وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ ٱلرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

ص ٣: ٢ و١٩: ١٨ وتثنية ٤: ٣٦ وعبرانيين ١٢: ١٨ و٢٩

مَنْظَرُ مَجْدِ ٱلرَّبِّ كان منظر ذلك المجد للذين في السهل على قنة الجبل «كنار آكلة». فكان النور على قنة رأس الصفصافة كنار تتوقد كل مدة غياب موسى عنهم.

١٨ «وَدَخَلَ مُوسَى فِي وَسَطِ ٱلسَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ. وَكَانَ مُوسَى فِي ٱلْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً».

ص ٣٤: ٢٨ وتثنية ٩: ٩ ومتّى ٤: ٢

كَانَ مُوسَى فِي ٱلْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً ولم يذق في كل تلك المدة شيئاً من الطعام (تثنية ٩: ٩). وكذا صام إيليا (١ملوك ١٩: ٨) وربنا المبارك (متّى ٣: ٢). وأما ما شاع من أنباء صياح بعض المحدثين كل تلك الأيام فإنما هي أنباء عمل خداعي على ما يرجّح.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى