سفر الخروج | 06 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الخروج
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ
تجديد الله عهوده لموسى وتوسيعها
١ «فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ٱلآنَ تَنْظُرُ مَا أَنَا أَفْعَلُ بِفِرْعَوْنَ. فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ يُطْلِقُهُمْ وَبِيَدٍ قَوِيَّةٍ يَطْرُدُهُمْ مِنْ أَرْضِهِ».
ص ٣: ١٩ ص ١١: ١ و١٢: ٣١ و٣٣ و٣٩
ٱلآنَ تَنْظُرُ كان مضمون شكوى موسى ان الله أبطأ عن القيام بما وعد واستنتج من ذلك إمكان أن لا يفرج عن شعبه وما حمله على ذلك إلى شدة ألمه وضعف الطبيعة البشرية فقال له «الآن تنظر» أي آخذ في التفريج عن شعبي في الحال بلا تأخر فترى وتخلص من الشك.
بِيَدٍ قَوِيَّةٍ يُطْلِقُهُمْ أي يطلقهم بقوة يدي عليه أي أجبره على إطلاقهم بقدرتي.
يَطْرُدُهُمْ قابل هذا بما في (ص ١٢: ٣١ – ٣٣).
٢ «ثُمَّ قَالَ ٱللّٰهُ لِمُوسَى: أَنَا ٱلرَّبُّ».
أَنَا ٱلرَّبُّ (أي أن المتكلم معك يا موسى هو يهوه إله العهد الذي لا يكذب بوعده ويقدر على وفاء كل ما يعد به).
٣ «وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي ٱلإِلٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِٱسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ».
تكوين ١٧: ١ و٣٥: ١١ و٤٨: ٣ ص ٣: ١٤ ومزمور ٦٨: ٤ و٨٣: ١٨
ظَهَرْتُ… بِأَنِّي ٱلإِلٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أي أعلن نفسه باسم «إل شداي» أي الله القدير. وأول ما أعلن نفسه بأنه الإله القدير إعلانه إياها لإبراهيم (تكوين ١٧: ١) ثم إعلانه إياها ليعقوب (تكوين ٣٥: ١١). وكان من أول الأمور الضرورية أن يعرف الباري تعالى بأنه على كل شيء قدير (انظر تفسير تكوين ١٧: ١). ومعنى «يهوه» الكائن بلا شرط الأزلي الأبدي المستقل بصفاته. والاسمان قديمان جداً وعُرفا بين قبائل سام واشتهرا كثيراً لكن في أماكن مختلفة وأزمنة مختلفة وكان لإعلان كل منهما قوة خاصة في مكانه وزمانه. فأعلن الله نفسه للآباء الأولين باسم «إل شداي» أي الله القدير لأنه أراد أن يقرر في أذهانهم قدرته على الوفاء بعهوده التي عهدها إليهم. وأعلن نفسه لموسى ولسائر الإسرائيليين في الخروج باسمه يهوه غالباً لأنهم مخالطين للمشركين أي القائلين بغير إله واحد ولأنهم كانوا يقعون في هاوية الشرك أحياناً (يشوع ٢٤: ١٤) مع إعلان ذلك الاسم الذي يفيد التوحيد لأن جوهر معناه الواحد الواجب الوجود لذات بدليل قوله «إِنَّ ٱلرَّبَّ (وفي العبرانية يهوه) هُوَ ٱلإِلٰهُ فِي ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى ٱلأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. لَيْسَ سِوَاهُ» (تثنية ٤: ٣٩).
وَأَمَّا بِٱسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ أي لم أعلن لهم نفسي بهذا الاسم فلم يفهموا معناه تمام الفهم. وإن كان الآباء عرفوا لفظه لقدمه فلم يعرفوا سوى بعض معناه. وبيّنات قدم هذا الاسم كثيرة نذكر ثلاثاً منها:
- الأول: اشتقاقه من فعل ممات وهو «هوه» وصار في أيام موسى «هيه».
- الثاني: وجوده في أقدم المكتوبات (تكوين ٢: ٤ و٣: ١ و٤: ١ – ٩).
- الثالث: استعمال إبراهيم إياه (تكوين ٢٢: ١٤).
٤ «وَأَيْضاً أَقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي: أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَرْضَ غُرْبَتِهِمِ ٱلَّتِي تَغَرَّبُوا فِيهَا».
تكوين ١٥: ١٨ و١٧: ٤ و٧ تكوين ١٧: ٨ و٢٨: ٤
عَهْدِي (انظر تكوين ١٥: ١٨ – ٢١ و١٧: ٧ و٨ و٢٦: ٣ و٤ و٣٥: ١٢ الخ).
أَرْضَ كَنْعَانَ أي البلاد التي بين صيدون ( أي صيداء) وغزة (تكوين ١٠: ١٩). وكانت هذه الأرض للإسرائيليين في عصر داود وسليمان (١ملوك ٤: ١٢ – ٢٣).
أَرْضَ غُرْبَتِهِمِ ٱلَّتِي تَغَرَّبُوا فِيهَا (قابل هذا بما في تكوين ١٧: ٨ و٢٣: ٤ و٢٨: ٤). لم يسكن إبراهيم وإسحاق ويعقوب في أرض كنعان إلا بأن سمح لهم أربابها وسمحوا لهم بأن يسكنوها لأن نصفها حينئذ لم يكن مشغولاً بالسكان وكان أربابها من الأمم الكنعانية كالحثيين وغيرهم (تكوين ٢٠: ١٥ و٢٣: ٣ – ٢٠ الخ).
٥ «وَأَنَا أَيْضاً قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ يَسْتَعْبِدُهُمُ ٱلْمِصْرِيُّونَ، وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي».
ص ٢: ٢٤
سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (أي علمت أنهم يتألمون وشفقت عليهم واستجبت دعاءهم إليّ).
٦ «لِذٰلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا ٱلرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ».
ع ٢ و٨ و٢٩ وص ٣: ١٧ و٧: ٤ وتثنية ٢٦: ٨ ومزمور ١٣٦: ١١ و١٢ ص ١٥: ١٣ وتثنية ٧: ٨ و١أيام ١٧: ٢١ ونحميا ١: ١٠
وَأُخَلِّصُكُمْ كان تخليص الله للإسرائيليين من فرعون وعبودية المصريين رمزاً إلى تخليص المسيح المؤمنين من الشيطان وعبودية الخطية. وخلص الله الإسرائيليين بطريقين عجيبين جداً (١) المعجزات المتوالية والضربات العشر و(٢) أن قادهم وأجازهم في البحر الأحمر سالمين (ص ١٥: ١٣ – ١٦).
بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ (انظر تفسير ص ٣: ٢٠).
بِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ أي بمعجزات هي أحكام عليهم أي دينونة بطريق عجيب. ذكرها هنا تصريحاً واكتفى في (ص ٣: ٢٠ و٤: ٢٣) بالإشارة إليها. وسبق فقال في سفر التكوين «ٱلأُمَّةُ ٱلَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا» فصرّح بالدينونة ولم يبين أنها تكون بالعجائب والمعجزات (تكوين ١٥: ١٤).
٧ «وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْباً وَأَكُونُ لَكُمْ إِلٰهاً. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمُ ٱلَّذِي يُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ ٱلْمِصْرِيِّينَ».
تثنية ٤: ٢٠ و٧: ٦ و١٤: ٢ و٢٦: ١٨ و٢صموئيل ٧: ٢٤ تكوين ١٧: ٧ و٨ وص ٢٩: ٤٥ و٣٦ وتثنية ٢٩: ١٣ ورؤيا ٢١: ٧ ص ٥: ٤ و٥ ومزمور ٨١: ٦
وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْباً قابل هذا بما في (ص ١٩: ٥ و٦ وتثنية ٧: ٦). لم يستلزم اختيار إسرائيل شعباً خاصاً ترك سائر الأمم بدليل ما عُرف من أمر بلعام وراعوث وأيوب ونبوخذنصر وداريوس المادي وقورش وغيرهم. فالله ما فتئ يهدي أمم الأرض (مزمور ٦٧: ٤). وإنه «فِي كُلِّ أُمَّةٍ ٱلَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ ٱلْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ» (أعمال ١٠: ٣٥). وعلى هذا المبدإ جرى المسيح والرسل في زمن الإنجيل (متّى ٨: ٥ – ١٣ وأعمال ١٠: ١ – ٣٣).
وَأَكُونُ لَكُمْ إِلٰهاً (انظر تكوين ٧: ٨).
٨ «وَأُدْخِلُكُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي رَفَعْتُ يَدِي أَنْ أُعْطِيَهَا لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. وَأُعْطِيَكُمْ إِيَّاهَا مِيرَاثاً. أَنَا ٱلرَّبُّ».
تكوين ١٤: ٢٢ وعدد ١٤: ٣٠ وتثنية ٣٢: ٤٠ ونحميا ٩: ١٥ وحزقيال ٢٠: ٥ و٦ تكوين ١٥: ١٨ و٢٦: ٣ و٢٨: ١٣ و٣٥: ١٢
وَأُعْطِيَكُمْ إِيَّاهَا مِيرَاثاً أَنَا ٱلرَّبُّ أي لأني أنا الرب (وفي العبرانية يهوه) إله العهد الوثيق الأزلي الأبدي الذي لا يتغير والقدير الذي لا يعجزه شيء احفظ عهدي وأفي به فأعطكيم الأرض التي وعدت بها ميراثاً.
٩ «فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هٰكَذَا، وَلٰكِنْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ ٱلنَّفْسِ، وَمِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلْقَاسِيَةِ».
ص ٥: ٢١
لَمْ يَسْمَعُوا أي لم يصدقوا موسى ولم يلتفتوا إلى كلامه فتغيروا عما كانوا عليه في أول الأمر بدليل قوله قبلاً «فَآمَنَ ٱلشَّعْبُ… خَرُّوا وَسَجَدُوا» (ص ٤: ٣١). ولم يكن ذلك من الأمور العجيبة لظهور سببه (وإذا ظهر السبب بطل العجب) وذلك «صغر النفس والعبودية القاسية» فإنهم توقعوا الفرج فزادوا ضيقاً.
صِغَرِ ٱلنَّفْسِ (صغر النفس كناية عن وهنها وقلّة صبرها وعجزها عن الاحتمال لأن الصغير لا يصبر ولا يقوى على الشدائد).
الرسالة الثانية إلى فرعون
١٠، ١١ «١٠ ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: ١١ اُدْخُلْ قُلْ لِفِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ أَنْ يُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِهِ».
قُلْ لِفِرْعَوْنَ كانت الرسالة الثانية مقرونة بالقيام بما هو أشد مما اقترنت به الرسالة الأولى فإن في الرسالة الأولى مجرد طلب الخروج إلى البرية التي كان معظمها داخل الحدود المصرية وإن في الثانية الأمر بذلك الطلب وبيان وجوب الخروج إلى البرية. وهذا هو المعهود من طريق عناية الله فإنا إذا أبينا حمل صليب خفيف حُكم علينا بحمل صليب أثقل منه.
١٢ «فَتَكَلَّمَ مُوسَى أَمَامَ ٱلرَّبِّ قَائِلاً: هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَسْمَعُوا لِي، فَكَيْفَ يَسْمَعُنِي فِرْعَوْنُ وَأَنَا أَغْلَفُ ٱلشَّفَتَيْنِ؟».
ع ٩ ص ٤: ١٠ وع ٣٠ وإرميا ١: ٦
فَكَيْفَ يَسْمَعُنِي فِرْعَوْنُ قال موسى هذا لأمرين رفض فرعون كلامه وعدم اكتراث الشعب به. فرأى إنه إذا كان الشعب الذي هو عرّض نفسه للأخطار لكي ينقذه لم يلتفت إلى كلامه فمن الضرورة أن عدوه فرعون وعدو كل الإسرائيليين لا يلتفت إليه. ولا شك في أن ما سبق له مع فرعون وآل إسرائيل حمله على الجبن واليأس (ص ١٥: ١ – ٤ وص ٦: ٩). (ولا ريب في أن ذلك من نتائج ضعف الإيمان الذي هو من شأن الطبيعة البشرية الضعيفة).
أَغْلَفُ ٱلشَّفَتَيْنِ كان الإسرائيليون يريدون بالأغلف الناقص عما يقتضيه الأمر. فمعناه هنا مثل معناه في قوله «أعقد اللسان» و «بطيء الكلام». فاللسان الأغلف هو اللسان العاجز عن البيان ومثله أغلف الشفتين. وجاء في نبوءة إرميا الأذن الغلفاء أريد بها العاجزة عن السمع (إرميا ٦: ١٥). وفي سفر اللاويين القلوب الغلف وأُريد بها القلوب التي لا تستطيع الفهم (لاويين ٢٦: ٤١ وأعمال ٧: ٥١).
١٣ «فَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ، وَأَوْصَى مَعَهُمَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَإِلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ فِي إِخْرَاجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».
وَأَوْصَى مَعَهُمَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فكان على موسى وهارون أن يبلغا بني إسرائيل وصايا الرب (وهذا معنى قوله «أوصى» الخ أي أنهى بما أوصاهما الوصية إلى بني إسرائيل) وتفصيل ذلك في (ص ٧: ١ – ٩). والمرجّح أن الآية الأولى من ص ٧ متعلقة بالآية الثانية عشرة من هذا الأصحاح فإنه قصد تقرير الكلام فختم هذا الأصحاح بمكرّر الآية الثانية عشرة ليفيد تعلقها بالآية الأولى من الأصحاح السابع.
عشيرة موسى
١٤، ١٥ «١٤ هٰؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ بُيُوتِ آبَائِهِمْ: بَنُو رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. هٰذِهِ عَشَائِرُ رَأُوبَيْنَ. ١٥ وَبَنُو شَمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ٱبْنُ ٱلْكَنْعَانِيَّةِ. هٰذِهِ عَشَائِرُ شَمْعُونَ».
تكوين ٤٦: ٩ و١أيام ٥: ٣ تكوين ٤٦: ١٠ و١أيام ٤: ٢٤
هٰؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ بُيُوتِ آبَائِهِمْ أي مقدمو عشائرهم (انظر عدد ١: ٢ و١٨). كان النسل السامي يلذ ببيان الأنساب ولا يزال إلى اليوم كذلك كما يظهر من التواريخ العبرانية والعربية. وكان النسب المتصل مما يزيد الرؤساء اعتباراً في عيون المرؤوسين.
رَأُوبَيْنَ… شَمْعُونَ أراد الكاتب بيان أن سبط لاوي من آل يعقوب فابتدأ الكلام بذكر ابني يعقوب الأكبرين ولم يذكر نسليهما لأن غرضه هنا بيان نسب اللاويين خاصة.
١٦ «وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي لاَوِي بِحَسَبِ مَوَالِيدِهِمْ: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ لاَوِي مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً».
تكوين ٤٦: ١١ وعدد ٣: ١٧ و١أيام ٦: ١ و١٦
جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي وُلد هؤلاء قبل أن ذهب لاوي إلى مصر (تكوين ٥٦: ٨ و١١ و٢٧) وكان حينئذ في سن الأربعين أو الخمسين ولا يرجح أن الثلاثة هنا كانوا حينئذ كباراً. «عاش لاوي مئة وسبعاً وثلاثين سنة» فالمرجّح أنه شاهد أولاد الجيل الخامس من أولاده. وتبين من هذا النسب أن موسى ابن حفيد لاوي. وفي سفر الأيام أن يهوشع (أو يوشع) بينه وبين يعقوب نحو عشرة أجيال (١أيام ٧: ٢٣ – ٢٧) فلا ريب في أنه ترك في هذا النسب بعض الأشخاص. وهذا كان من عادة العبرانيين فإنهم كثيراً ما كانوا يقتصرون على ذكر المشاهير لأمرين الاختصار وكون المذكور وافياً بالغرض كما يظهر من مقابلة النسب في سفر عزرا وإنجيل متّى (عزرا ٧: ١ – ٥ ومتّى ١: ٨). فالمرجّح أنه تُرك في النسب اللاوي في هذا الأصحاح أربعة أشخاص أو خمسة أو ستة بين عمرام بن قهات وعمرام أبي موسى كما يظهر من الجدول الآتي لنسب يشوع أو يهوشع ونسب موسى.
لاوي | يوسف |
قهات | أفرايم |
عمرام | بريعة |
. . . | رفح |
. . . | تلح |
. . . | تاحن |
. . . | لعدان |
. . . | عميهود |
. . . | أليشمع |
عمرام | نون |
موسى | يشوع أو يهوشع |
١٧ – ١٩ «١٧ اِبْنَا جَرْشُونَ: لِبْنِي وَشَمْعِي بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمَا. ١٨ وَبَنُو قَهَاتَ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ قَهَاتَ مِئَةً وَثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً. ١٩ وَٱبْنَا مَرَارِي: مَحْلِي وَمُوشِي. هٰذِهِ عَشَائِرُ ٱللاَّوِيِّينَ بِحَسَبِ مَوَالِيدِهِمْ».
١أيام ٦: ١٧ و٢٣: ٧ عدد ٢٦: ٥٧ و١أيام ٦: ٢ و١٨ و١أيام ٦: ١٩ و٢٣: ٢١
اِبْنَا جَرْشُونَ الخ من هنا إلى أخر هذا السفر لم يجئ بيان هذا النسب ثانية لكن الركن في هذا النسب ما في سفر العدد (عدد ٣: ١٨ – ٣٣) وسفر الأيام الأول (١أيام ٦: ١٧ – ١٩). ومما يجب الالتفات إليه أنه لم يكن لجرشون سوى ابنين وقهات لم يكن له سوى أربعة ومراري لم يكن له سوى اثنين مع أن عدد اللاويين الذكور كان في السنة التي بعد الخروج ٢٢٣٠٠ (عدد ٣: ٢٢ و٢٨ و٣٤) وهذه الزيادة لا تكون إلا في نهاية الجيل العاشر أو الحادي عشر.
٢٠ – ٢٢ «٢٠ وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً. ٢١ وَبَنُو يِصْهَارَ: قُورَحُ وَنَافَجُ وَذِكْرِي. ٢٢ وَبَنُو عُزِّيئِيلَ: مِيشَائِيلُ وَأَلْصَافَانُ وَسِتْرِي».
ص ٢: ١ و٢ وعدد ٢٦: ٥٩ عدد ١٦: ١ و١أيام ٦: ٣٧ و ٣٨ لاويين ١٠: ٤ وعدد ٣: ٣٠
أَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ كان الاقتران بالعمّات وبنات الأخ جائزاً قبل إعطاء الشريعة. وكان ذلك شائعاً في الشرق وغيره على ما أبان هيرودوتس المؤرخ.
سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ لم يُقصد من ذكر طول حياة لاوي وقهات وعمرام سوى بيان أن الله بارك بيت لاوي بركة خاصة حتى أن تلك البركة كانت قبل أن صار سبطاً كهنوتياً. فإن سني الحياة في مصر لم تكن تزيد على المئة والعشرين لكن لاوي عاش ١٣٧ سنة وقهات ١٣٣ سنة وعمرام ١٣٧ سنة ومن المحتمل أن عمرام أبا موسى عاش كذلك.
٢٣ «وَأَخَذَ هَارُونُ أَلِيشَابَعَ بِنْتَ عَمِّينَادَابَ أُخْتَ نَحْشُونَ زَوْجَةً لَهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ نَادَابَ وَأَبِيهُوَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ».
راعوث ٤: ١٩ و٢٠ و١أيام ٢: ١٠ ومتّى ١: ٤ لاويين ١٠: ١ وعدد ٣: ٢ و٢٦: ٦٠ و١أيام ٦: ٣ و٢٤: ١
أَلِيشَابَعَ بِنْتَ عَمِّينَادَابَ أُخْتَ نَحْشُونَ كان عميناداب ونحشون من أسلاف داود (راعوث ٤: ١٩ و ٢٠ و١أيام ٢: ١٠ – ١٥) وأسماهما في نسب ربنا يسوع المسيح لأنه من نسل داود من جهة الجسد (متّى ١: ٤ ولوقا ٣: ٣٢ و٣٣). وكان نحشون «أمير يهوذا» في زمن الخروج (عدد ١: ٧ و١٦).
٢٤ «وَبَنُو قُورَحَ أَسِّيرُ وَأَلْقَانَةُ وَأَبِيَاسَافُ. هٰذِهِ عَشَائِرُ ٱلْقُورَحِيِّينَ».
عدد ١٦: ١ و٢٦: ٩ إلى ١١
وَبَنُو قُورَحَ هؤلاء البنون لم يشاركوا قورح في إثمه ولذلك لم يُقتلوا بل صاروا رؤساء عشائر ذوات شأن.
٢٥ « وَأَلِعَازَارُ بْنُ هَارُونَ أَخَذَ لِنَفْسِهِ مِنْ بَنَاتِ فُوطِيئِيلَ زَوْجَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ فِينَحَاسَ. هٰؤُلاَءِ هُمْ رُؤَسَاءُ آبَاءِ ٱللاَّوِيِّينَ بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ».
عدد ٢٥: ٧ و١١ ويشوع ٢٤: ٣٣
بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمْ انتهت هنا النسبة الخاصة ولكن الكاتب أنفق فيها كل الجهد على أن موسى وهارون المذكورين فيها (ع ٢٠ و٢٣) هما أنفسهما اللذان عيّنهما الله ليخرجا الإسرائيليين من مصر ويقوداهم وأنهما اللذان أرسلهما الله إلى فرعون (ع ٢٦ و٢٧).
٢٦ «هٰذَانِ هُمَا هَارُونُ وَمُوسَى ٱللَّذَانِ قَالَ ٱلرَّبُّ لَهُمَا: أَخْرِجَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ أَجْنَادِهِمْ».
ع ١٣ ص ٧: ٤ و١٢: ١٧ و٥١ وعدد ٣٣: ١
أَجْنَادِهِمْ سماهم أجناداً لأنهم كانوا بمنزلة العسكر تحت قيادة موسى وترتيبه في محاربته العجيبة لفرعون. وهذه أول مرار تسمية الإسرائيليين بالأجناد فإنهم صعدوا من مصر بعدة الحرب (ص ١٣: ١٨). ودُعوا أجناداً أيضاً في (ص ٧: ٤ و١٢: ١٧ و٥١).
٢٧ «هُمَا ٱللَّذَانِ كَلَّمَا فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ فِي إِخْرَاجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ. هٰذَانِ هُمَا مُوسَى وَهَارُونُ».
ع ١٣ وص ٣٢: ٧ و٣٣: ١ ومزمور ٧٧: ٢٠
هذه الأية تأكيد للتي قبلها مع زيادة بيان.
الرسالة الثانية إلى فرعون
٢٨ – ٣٠ «٢٨ وَكَانَ يَوْمَ كَلَّمَ ٱلرَّبُّ مُوسَى فِي أَرْضِ مِصْرَ ٢٩ أَنَّ ٱلرَّبَّ قَالَ لَهُ: أَنَا ٱلرَّبُّ. كَلِّمْ فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ بِكُلِّ مَا أَنَا أُكَلِّمُكَ بِهِ. ٣٠ فَقَالَ مُوسَى أَمَامَ ٱلرَّبِّ: هَا أَنَا أَغْلَفُ ٱلشَّفَتَيْنِ. فَكَيْفَ يَسْمَعُ لِي فِرْعَوْنُ?».
ع ٢ ع ١١ وص ٧: ٢ ص ٤: ١٠ وع ١٢
هذه الآيات متعلقة كل التعلق بالأصحاح السابع وهما تكرار وتقرير لبعض ما سبق من الأصحاح السادس فكانت الآيات من الرابعة عشرة إلى السابعة والعشرين كلاماً معترضاً. وذُكرت هذه الآيات لبيان ارتباط الأصحاح السابع بالخبر السابق وليس فيها نبأ جديد.
السابق |
التالي |