سفر التكوين | 29 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التكوين
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ وَٱلْعِشْرُونَ
تزوج يعقوب لليئة ولراحيل
١ «ثُمَّ قَامَ يَعْقُوبُ وَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ».
عدد ٢٣: ٧
قَامَ يَعْقُوبُ وَذَهَبَ أي ذهب مسرعاً والذي جعله يسرع ما كان له من الثقة بتحقيق الله العهد له.
بَنِي ٱلْمَشْرِقِ غلب أن يراد بهذا العرب ولكن المقصود به هنا سكان ما بين النهرين.
٢ – ٤ «٢ وَنَظَرَ وَإِذَا فِي ٱلْحَقْلِ بِئْرٌ وَهُنَاكَ ثَلاَثَةُ قُطْعَانِ غَنَمٍ رَابِضَةٌ عِنْدَهَا، لأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ تِلْكَ ٱلْبِئْرِ يَسْقُونَ ٱلْقُطْعَانَ، وَٱلْحَجَرُ عَلَى فَمِ ٱلْبِئْرِ كَانَ كَبِيراً. ٣ فَكَانَ يَجْتَمِعُ إِلَى هُنَاكَ جَمِيعُ ٱلْقُطْعَانِ فَيُدَحْرِجُونَ ٱلْحَجَرَ عَنْ فَمِ ٱلْبِئْرِ وَيَسْقُونَ ٱلْغَنَمَ، ثُمَّ يَرُدُّونَ ٱلْحَجَرَ عَلَى فَمِ ٱلْبِئْرِ إِلَى مَكَانِهِ. ٤ فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: يَا إِخْوَتِي، مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ مِنْ حَارَانَ».
ص ٢٤: ١١ وخروج ٢: ١٥
بِئْرٌ هذه ليست البئر التي استقت منها رفقة لأنها كانت في الحقل. وكانت البئر التي استقت منها في مرعى خارج المدينة. (ص ٢٤: ١١) وكان ينزل إلى هذه بدرج (ص ٢٤: ١٦).
وَٱلْحَجَرُ عَلَى فَمِ ٱلْبِئْرِ كَانَ كَبِيراً كانوا يضعون ذلك الحجر على البئر لئلا يقع فيها التراب والغبار وليُستقى منها في أوقات معينة. فالمرجّح ان الحجر كان لا يستطيع رفعه إلا رجلان أو ثلاثة رجال. ولا يستلزم ما ذُكر في الآية العاشرة ان يعقوب رفعه بلا مساعدة. ولعل ذلك الحجر كان علامة أن البئر لأناس مخصوصين. وقد رأينا في ما مر من معاهدة إبراهيم وإسحاق لأبيمالك إن البئر المخصوصة كانت من أثمن آثار الآبار. وقد رأينا أن الرعاة صبروا حتى أتت راحيل فلما وصلت دحرجوا الحجر مع أنهم كانوا هنالك قبلها بوقت طويل فالظاهر أن البئر كانت للابان أو كان له الحق الأول بها على الأقل. ولم يكن مثل هذا الإكرام لبنات يثرون (خروج ٢: ١٧).
٥، ٦ «٥ فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ تَعْرِفُونَ لاَبَانَ ٱبْنَ نَاحُورَ؟ فَقَالُوا: نَعْرِفُهُ. ٦ فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ لَهُ سَلاَمَةٌ؟ فَقَالُوا: لَهُ سَلاَمَةٌ. وَهُوَذَا رَاحِيلُ ٱبْنَتُهُ آتِيَةٌ مَعَ ٱلْغَنَمِ».
ص ٤٣: ٢٧
لاَبَانَ ٱبْنَ نَاحُورَ كان لابان في الواقع ابن بتوئيل حفيد ناحور لكن ناحور كان أصل الأسرة كما أنه كان أصل المهاجرين من أور فشغل موضع إبراهيم بعد انطلاقه.
٧ «فَقَالَ: هُوَذَا ٱلنَّهَارُ بَعْدُ طَوِيلٌ. لَيْسَ وَقْتَ ٱجْتِمَاعِ ٱلْمَوَاشِي. اِسْقُوا ٱلْغَنَمَ وَٱذْهَبُوا ٱرْعَوْا».
لَيْسَ وَقْتَ ٱجْتِمَاعِ ٱلْمَوَاشِي لأنه كان باقياً من النهار ساعات كثيرة وقد تعجب من أنهم لم يسقوا الغنم صباحاً عند وصولهم إلى البئر ويطلقوها في المراعي. ولكن إذ كانت البئر للابان ولم يكن لهم أن يسقوا مها إلا بعد مجيء ليئة لم يبق في الأمر ما يحمل على العجب.
٨ «فَقَالُوا: لاَ نَقْدِرُ حَتَّى تَجْتَمِعَ جَمِيعُ ٱلْقُطْعَانِ وَيُدَحْرِجُوا ٱلْحَجَرَ عَنْ فَمِ ٱلْبِئْرِ، ثُمَّ نَسْقِي ٱلْغَنَمَ».
حَتَّى تَجْتَمِعَ ومتى اجتمعت كل القطعان رفعوا الحجر وسقى كل منهم قطيعه في نوبته.
٩ «وَإِذْ هُوَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ أَتَتْ رَاحِيلُ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ تَرْعَى».
خروج ٢: ١٦
أَتَتْ رَاحِيلُ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا (قابل هذا بما في خروج ٢: ١٦) ولم تزل هذه عادة العرب إلى اليوم. فقد رأى المستر مالان ابنة جميلة لأحد شيوخ العرب اسمها لطيفة تسوق قطيع أبيها. وكانت راحيل حينئذ فتاة لأنه مر أربعون سنة بعد ملاقاة يعقوب إياها هنا وولادتها له بنيامين.
١٠ «فَكَانَ لَمَّا أَبْصَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ، وَغَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ ٱلْحَجَرَ عَنْ فَمِ ٱلْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ.
خروج ٢: ١٧
بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ (انظر ص ٢٨: ٥ وتفسيره).
١١ «وَقَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَبَكَى».
ص ٣٣: ٤ و٤٥: ١٥
قَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ… وَبَكَى ساعد يعقوب راحيل أولاً ثم أعلن لها انه ابن عمتها وقبّلها إذ غلبته المسرّة لما لقيه من التوفيق بعد طول سفره وتعبه فبكى وما أحسن قول بعضهم هنا:
طفح السرور عليّ حتى أنه من فرط ما قد سرّني أبكاني
١٢ «وَأَخْبَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ أَنَّهُ أَخُو أَبِيهَا، وَأَنَّهُ ٱبْنُ رِفْقَةَ. فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا».
ص ١٣: ٨ و١٤: ١٤ و١٦ ص ٢٤: ٢٨
أَخُو أَبِيهَا الواقع أنه كان ابن أخت أبيها لكن العبرانيين استعملوا الأخ بمعنى القريب تجوزاً (قابل ع ٥ و١٥ بما في ص ١٣: ٨ الخ).
١٣ «فَكَانَ حِينَ سَمِعَ لاَبَانُ خَبَرَ يَعْقُوبَ ٱبْنِ أُخْتِهِ أَنَّهُ رَكَضَ لِلِقَائِهِ، وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى بَيْتِهِ. فَحَدَّثَ لاَبَانَ بِجَمِيعِ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ».
ص ٢٤: ٢٩
رَكَضَ لِلِقَائِهِ، وَعَانَقَهُ كانت ضيافة القريب أمراً بسيطاً فما كانت تستحق أن تسرع راحيل وتخبر أباها لولا طول النوى ولهذا جرى لابان لملاقاته فإنها كان تقضى عليه سبعون سنة لم ير يوماً منها أخته رفقة.
١٤ «فَقَالَ لَهُ لاَبَانُ: إِنَّمَا أَنْتَ عَظْمِي وَلَحْمِي. فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْراً مِنَ ٱلزَّمَانِ».
ص ٢: ٢٣ وقضاة ٩: ٢ و٢صموئيل ٥: ١ و١٩: ١٢ و١٢
شَهْراً مِنَ ٱلزَّمَانِ أي شهراً كاملاً.
١٥ «ثُمَّ قَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: أَلأَنَّكَ أَخِي تَخْدِمُنِي مَجَّاناً؟ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ».
مَا أُجْرَتُكَ كان يعقوب في مدة ذلك الشهر يخدم لابان خدمة نافعة فلم يرد أن يذهب تعبه باطلاً فاستعد أن يعطيه الأجرة التي يريدها.
١٦، ١٧ «١٦ وَكَانَ لِلاَبَانَ ٱبْنَتَانِ، ٱسْمُ ٱلْكُبْرَى لَيْئَةُ وَٱسْمُ ٱلصُّغْرَى رَاحِيلُ. ١٧ وَكَانَتْ عَيْنَا لَيْئَةَ ضَعِيفَتَيْنِ، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ حَسَنَةَ ٱلصُّورَةِ وَحَسَنَةَ ٱلْمَنْظَرِ».
كَانَتْ عَيْنَا لَيْئَةَ ضَعِيفَتَيْنِ الخ لعل عينيها ضعفتا من خروجها بقطيع أبيها في صحراء تلك البلاد وكانت راحيل جميلة وحسنة العينين صحيحتهما. وكان ضعف العينين في الشرق يُعد عيباً عظيماً وجمال العيون وصحتها من أحسن أنواع الكمال الخلقي (انظر ١صموئيل ١٦: ١٢). لكن راحيل الجميلة المحبوبة لم تكن أم سلف المسيح بل كانت أمه ليئة الضعيفة العينين.
١٨ «وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ، فَقَالَ: أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ٱبْنَتِكَ ٱلصُّغْرَى».
ص ٣١: ٤١ و٢صموئيل ٣: ١٤
أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ٱبْنَتِكَ ٱلصُّغْرَى كانت النساء في الشرق تُشرى (ص ٢٤: ٥٣). فيعقوب لم يأت بهدايا كما أتى عبد إبراهيم يوم أرسله ليختار زوجة لإسحاق فلم يكن له إلا أن يحصل على راحيل بخدمته.
١٩ «فَقَالَ لاَبَانُ: أَنْ أُعْطِيَكَ إِيَّاهَا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ أُعْطِيَهَا لِرَجُلٍ آخَرَ. أَقِمْ عِنْدِي».
أَنْ أُعْطِيَكَ إِيَّاهَا أَحْسَنُ الخ لم تزل عادة العرب إلى الآن إن القريب الأكبر أولى بتزوج القريبة الكبرى والأصغر يتزوج الصغرى. وإذ كان يعقوب أصغر من عيسو طلب الصغرى وعلى هذا قال ربانيو اليهود إن علة ضعف عيني ليئة بكاؤها على أن عيسو لم يخترها زوجة وهذا القول مع عدم صحته يدل على عادة الزواج في تلك الأيام ولهذا قال لابان أن أعطيك الخ.
٢٠ «فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينٍ، وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا».
ص ٣٠: ٢٦ وهوشع ١٢: ١٢
كَأَيَّامٍ قَلِيلَة كان يعقوب ابن نحو سبع وخمسين سنة فتأخر الآباء عن الزواج إلى مثل ذلك السن يدل على بطوء إدراكهم الرجولية الكاملة. وهذه آخر الزيجات المتأخرة بدليل أن أبناء يعقوب تزوجوا وهم أحداث.
٢١ «ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ لِلاَبَانَ: أَعْطِنِي ٱمْرَأَتِي لأَنَّ أَيَّامِي قَدْ كَمَلَتْ، فَأَدْخُلَ عَلَيْهَا».
قضاة ١٥: ١
أَيَّامِي قَدْ كَمَلَتْ أي خدمتك السنين السبع التي اتفقنا عليها فاعطني راحيل.
٢٢ «فَجَمَعَ لاَبَانُ جَمِيعَ أَهْلِ ٱلْمَكَانِ وَصَنَعَ وَلِيمَةً».
قضاة ١٤: ١٠ ويوحنا ٢: ١ و٢
وَلِيمَةً (لم تزل العادة كذا إلى هذا اليوم).
٢٣ «وَكَانَ فِي ٱلْمَسَاءِ أَنَّهُ أَخَذَ لَيْئَةَ ٱبْنَتَهُ وَأَتَى بِهَا إِلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا».
أَخَذَ لَيْئَةَ ٱبْنَتَهُ كانت العروس تُهدى إلى بعلها منقّبة (ص ٢٤: ٦٥). ولعل الشبه بين صوتي الابنتين كان قوياً فكان خداع يعقوب سهلاً. ولا ريب في أن ليئة كانت راضية بهذا الخداع ولذلك لم يكن كره يعقوب لها بلا سبب.
٢٤ «وَأَعْطَى لاَبَانُ زِلْفَةَ جَارِيَتَهُ لِلَيْئَةَ ٱبْنَتِهِ جَارِيَةً».
ص ٢٤: ٦١
وَأَعْطَى لاَبَانُ زِلْفَةَ بتوئيل أعطى بنته رفقة أكثر من ذلك فإنه أعطاها مرضعتها دبورة وعدة فتيات (ص ٢٤: ٦١). فلم يُجد لابان على ابنتيه كما كانتا تتوقعان ولذلك لم تكونا مسرورتين بعمله (ص ٣١: ١٥).
٢٥، ٢٦ «٢٥ وَفِي ٱلصَّبَاحِ إِذَا هِيَ لَيْئَةُ. فَقَالَ لِلاَبَانَ: مَا هٰذَا ٱلَّذِي صَنَعْتَ بِي! أَلَيْسَ بِرَاحِيلَ خَدَمْتُ عِنْدَكَ؟ فَلِمَاذَا خَدَعْتَنِي؟ ٢٦ فَقَالَ لاَبَانُ: لاَ يُفْعَلُ هٰكَذَا فِي مَكَانِنَا أَنْ تُعْطَى ٱلصَّغِيرَةُ قَبْلَ ٱلْبِكْرِ».
لاَ يُفْعَلُ هٰكَذَا الخ كانت العادة أن تُزوج الكبرى قبل الصغرى وإلا كان ذلك عاراً على الكبرى وربما طمع لابان في خدمة يعقوب سبع سنين أُخر لأن خدمته كانت نافعة فأتى الخداع للأمرين.
٢٧ «أَكْمِلْ أُسْبُوعَ هٰذِهِ فَنُعْطِيَكَ تِلْكَ أَيْضاً بِٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي تَخْدِمُنِي أَيْضاً سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ».
قضاة ١٤: ١٢
ِأَكْمِلْ أُسْبُوعَ هٰذِهكان الأسبوع أيام العرس وبقيت هذه العادة إلى بعد ذلك العصر (قضاة ١٤: ١٢).
٢٨ – ٣٠ «٢٨ فَفَعَلَ يَعْقُوبُ هٰكَذَا. فَأَكْمَلَ أُسْبُوعَ هٰذِهِ، فَأَعْطَاهُ رَاحِيلَ ٱبْنَتَهُ زَوْجَةً لَهُ. ٢٩ وَأَعْطَى لاَبَانُ رَاحِيلَ ٱبْنَتَهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهُ جَارِيَةً لَهَا. ٣٠ فَدَخَلَ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضاً. وَأَحَبَّ أَيْضاً رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ. وَعَادَ فَخَدَمَ عِنْدَهُ سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ».
ع ٢٠ وتثنية ٢١: ١٥ ص ٣٠: ٢٦ و٣١: ٤١ وهوشع ١٢: ١٢
فَأَعْطَاهُ رَاحِيلَ ٱبْنَتَهُ الخ هل تزوج يعقوب اثنتين جرياً على سنة إبراهيم وإسحاق وإلا فلماذا.
قال أبرافانل «كان على عيسو أن يتزوج ليئة وعلى يعقوب أن يتزوج راحيل فبأخذ يعقوب ليئة قام مقام أخيه وبقي له أن يتزوج راحيل التي كانت له بمقتضى العادة. ولعل يعقوب رأى ذلك من وسائل كثرة النسل التي وُعد بها (ص ٢٨: ١٤). على أن تعدد الزوجات لم يكن منهياً عنه يومئذ فكان له أن يقترن بمن أحبها. ولم ير أن عيسو مُقت لأنه تزوج غير واحدة بل لأنه تزوج بعض بنات الحثيين الوثنيين على أنه تزوج ليئة خدعة».
ميلاد أحد عشر ابناً وابنة ليعقوب
٣١ «وَرَأَى ٱلرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا. وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِراً».
مزمور ١٢٧: ٣ ص ٣٠: ١
لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ لا يحسن هنا أن نحاول تخفيف هذا الكره فإن يعقوب لم يكن يحب ليئة فلا شك في أنه كان يكرهها عند تزوجه براحيل ولولا أنها كانت ولوداً لأهملها كل الإهمال (ص ٣٠: ١٥).
٣٢ – ٣٥ «٣٢ فَحَبِلَتْ لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ٱبْناً وَدَعَتِ ٱسْمَهُ رَأُوبَيْنَ، لأَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ ٱلآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي. ٣٣ وَحَبِلَتْ أَيْضاً وَوَلَدَتِ ٱبْناً، وَقَالَتْ: إِنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ سَمِعَ أَنِّي مَكْرُوهَةٌ فَأَعْطَانِي هٰذَا أَيْضاً. فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «شَمْعُونَ». ٣٤ وَحَبِلَتْ أَيْضاً وَوَلَدَتِ ٱبْناً، وَقَالَتِ: ٱلآنَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ. لِذٰلِكَ دُعِيَ ٱسْمُهُ «لاَوِيَ». ٣٥ وَحَبِلَتْ أَيْضاً وَوَلَدَتِ ٱبْناً وَقَالَتْ: هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَحْمَدُ ٱلرَّبَّ. لِذٰلِكَ دَعَتِ ٱسْمَهُ «يَهُوذَا». ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ ٱلْوِلاَدَةِ».
خروج ٣: ٧ و٤: ٣١ وتثنية ٢٦: ٧ ومزمور ٢٥: ١٨ و١٠٦: ٤٤ عدد ١٨: ٢ و٤ متّى ١: ٢
رَأُوبَيْنَ الخ في المواليد الأربعة هنا أمور خاصة:
- الأول: إن ليئة فرحت بولادة البكر وسمته رأوبين أي «رَ ابناً» ورجت بذلك أن زوجها يحبها.
- والثاني: إن ليئة كانت تحب يعقوب كثيراً ولكنه لم يكن يحبها.
- والثالث: أنها سمّت ابنها الثاني شمعون أي سمعاً لاعقتادها أن الرب قد سمع أنها مكروهة فوهب لها هذا الابن لينقذها من ذلك.
- والرابع: أنها سمّت ابنها الثالث لاوي أي اقتراناً لتيقنها أن زوجها بهذا يقترن بها أي يكون في خيمتها لكن ذلك لم يتم.
-
والخامس: أنها سمّت ابنها الرابع «يهوذا» أي حمداً فدل ذلك على تقواها في أحوال حزنها ولما لم تجد عزاء من الإنسان وجدته من الرب فقالت هذه المرة أحمد الرب والرب جعل من هذه المكروهة سلف النسل الموعود به.
السابق |
التالي |