سفر التكوين | 21 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التكوين
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ
ميلاد إسحاق ورفض إسماعيل
١ «وَٱفْتَقَدَ ٱلرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ ٱلرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ».
ص ٥٠: ٢٤ و١صموئيل ٢: ٢١ ص ١٧: ١٦ و١٩ و١٨: ١٠ و١٤ وغلاطية ٤: ٢٣ و٢٨
وَٱفْتَقَدَ ٱلرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ (ص ١٧: ١٩) وقيل هناك إن الله «إلوهيم» وعده وقيل هنا إن الرب افتقد سارة فهما واحد.
٢ «فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ ٱبْناً فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ ٱللهُ عَنْهُ».
أعمال ٧: ٨ وغلاطية ٤: ٢٢ وعبرانيين ١١: ١١ ص ١٧: ٢١
(المقصود بهذه الآية إن الله لا يخلف الميعاد ولو ظهر للناس إن ما وعد به مستحيل).
٣ «وَدَعَا إِبْرَاهِيمُ ٱسْمَ ٱبْنِهِ ٱلْمَوْلُودِ لَهُ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ سَارَةُ «إِسْحَاقَ».
ص ١٧: ١٩
وَدَعَا إِبْرَاهِيمُ ٱسْمَ ٱبْنِهِ هنا أمران على خلاف العادة الأول إن الأب سمى الولد لا الأم. والثاني إنه سماه عند ولادته ولم يصبر إلى أن يختنه. والجواب على ذلك إن الله سماه قبل أن يخلق (ص ١٧: ١٩). فإبراهيم لم يأت سوى أن اعترف بأن ابنه هو إسحاق ابن الموعد على أنه لم تكن قد وُضعت الشريعة المتعلقة بالأمرين المذكورين.
إِسْحَاقَ أي يضحك ولم يُسم بذلك لمجرد ضحك إبراهيم وسارة بل سُمي به علاوة على ذلك تذكاراً لكون ولادته كانت على خلاف ما يُنتظر طبعاً حتى كانت مما يحمل على الضحك الذي يشير إليه الإنكار.
٤ «وَخَتَنَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ ٱبْنَهُ وَهُوَ ٱبْنُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرَهُ ٱللهُ».
أعمال ٧: ٨ ص ١٧: ١٠ و١٢
(هذه الآية نص على أن الختان لم يكن من وضع الناس دفعاً لبعض الأمراض كما توهم بعض الناس وكان إبراهيم قد ختن إسماعيل وإسماعيل في سن الثالثة عشرة ولكنه ختن إسحاق في اليوم الثامن وصار ذلك بعد هذا سنّة في شريعة موسى وكان كلا الأمرين بأمر الرب).
٥ «وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ٱبْنُهُ».
ص ١٧: ١ و١٧ ورومية ٤: ١٩
(أي إن الله أتم وعده في الوقت المعيّن لم يؤخره ولم يقدّمه).
٦ – ٨ «٦ وَقَالَتْ سَارَةُ: قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ ٱللهُ ضِحْكاً. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي. ٧ وَقَالَتْ: مَنْ قَالَ لإِبْرَاهِيمَ: سَارَةُ تُرْضِعُ بَنِينَ، حَتَّى وَلَدْتُ ٱبْناً فِي شَيْخُوخَتِهِ! ٨ فَكَبِرَ ٱلْوَلَدُ وَفُطِمَ. وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ».
مزمور ١٢٦: ٢ وإشعياء ٥٤: ١ وغلاطية ٤: ٢٧ لوقا ١: ٥٨ ص ١٨: ١٠ ص ١٨: ١١ و١٢ و١صموئيل ١: ٢٤
قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ ٱللهُ ضِحْكاً كان ضحك سارة نتيجة اختلاط الانفعالات فإن الفرح بلغ فيها مبلغاً عظيماً. ولا بد أنها ذكرت حينئذ انفعالاتها يوم سمعت كلام الملاك في شأن حبلها وولادتها وهي تظنه رجلاً من أبناء السبيل (ص ٨: ١٢) ولكنها عرفت حينئذ أنه كان ملاكاً مرسلاً من الله ومع هذا بقيت متعجبة من الأمر وقاست على نفسها سائر الناس وإنهم سيضحكون من أمرها عجباً. والآية السابعة شعر عبراني نطقت به سارة في شدة فرحها.
مَنْ قَالَ لإِبْرَاهِيمَ الخ (أي ذلك مما لم يخطر على بال أحد ولا يُقال لأنه مما لا يتوقع طبعاً).
٩ «وَرَأَتْ سَارَةُ ٱبْنَ هَاجَرَ ٱلْمِصْرِيَّةِ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ».
ص ١٦: ١ ص ١٦: ١٥ غلاطية ٤: ٢٩
يَمْزَحُ (قال بعض المفسرين) الفعل هنا من مادة الضحك في (ع ٦) لكنه مغير الصورة. ولا نعلم ماذا قال إسماعيل لكن نعتزل قول كثيرين من المفسرين أنه يُفهم من سياق الكلام أنه ارتكب شراً فظيعاً لأنه لو كان قد ارتكب مثل ذلك الشر لما كان قول سارة «اطرد هذه الجارية وابنها» يقبح في عيني إبراهيم جداً (ع ١١). على أننا نتيقن إن سارة لم تقل له ذلك إلا لسبب كافٍ فإن القديس بولس شهد بأن إسماعيل اضطهد إسحاق (غلاطية ٤: ١٩). ولا ريب في أن إسماعيل اغتاظ إذ منعه من الميراث وكذلك هاجر لان انحطاط ابنها عن إسحاق وحرمانه الميراث مما يحرك حقدها القديم على سارة ويوقد نيران غيظها وحزنها. وحال الضرائر معروف من دون هذا الحادث.
١٠ «فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: ٱطْرُدْ هٰذِهِ ٱلْجَارِيَةَ وَٱبْنَهَا، لأَنَّ ٱبْنَ هٰذِهِ ٱلْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ٱبْنِي إِسْحَاقَ».
ص ٢٥: ٦ وغلاطية ٤: ٣٠
ٱلْجَارِيَةِ وفي العبرانية الأَمة وبالجارية تُرجمت في (غلاطية ٤: ٢٢ الخ) وهي هنا ضد الحرة.
١١ «فَقَبُحَ ٱلْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ٱبْنِهِ».
ص ١٧: ١٨
فَقَبُحَ لأمرين الأول إن إسماعيل ابنه. والثاني ظنه أن ذلك ظلم من سارة.
١٢ «فَقَالَ ٱللهُ لإِبْرَاهِيمَ: لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ ٱلْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ ٱسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ».
ص ١٧: ٢١ ورومية ٩: ٧ و٨ وعبرانيين ١١: ١٨
بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ أي أن إسحاق هو نسلك الخاص لأن ورثة الموعد منه.
١٣ «وَٱبْنُ ٱلْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».
ص ١٦: ١٠ و١٧: ٢٠ وع ١٨
وَٱبْنُ ٱلْجَارِيَةِ وفي العبرانية «ابن الأَمة». لم تُدع هاجر قط بزوجة إبراهيم ولكن ابنها دُعي ابنه فحصل على موعد سام إكراماً لأبيه.
١٤ «فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ، وَاضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا، وَٱلْوَلَدَ، وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ».
ٱلْوَلَدَ كان إسماعيل يومئذ ابن ست عشرة سنة أو ابن سبع عشرة سنة. فلا يراد بلفظة الولد هنا المعنى المتعارف بين العامة بل معنى الفتى ومعناها الوضعي المولود. وأُطلق على يوسف وهو في نحو سن إسماعيل وعلى الذين هزئوا بأليشع (٢ملوك ٢: ٢٣) ولا ريب في أنهم كانوا فتياناً. ودُعي إسماعيل في (ع ١٨) غلاماً. وبعد قليل صار قادراً أن يقوم بنفسه وبأمه هاجر بقوسه (انظر ع ٢١). وأخذت له أمة زوجة مصرية (ع ٢١). والخلاصة إن النبأ لا يمثل إسماعيل ولداً صغيراً. ولعل العلة في سبق ذهن البعض إلى أنه كان صغيراً توهّم أن إبراهيم وضع إسماعيل على كتفها كما وضع الطعام (والصحيح إن الولد هنا معطوف على الضمير مفعول «أعطى» والمعنى أنه أعطاها الخبز وقربة الماء والولد واضعاً الخبز والقربة على كتفها.
فَمَضَتْ وَتَاهَتْ أتى المصاب على هاجر فجأة فلم تكن قد نظرت إلى أين تذهب فجالت في جهات مختلفة إلى أن فرغت القربة.
بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ هذا الاسم الذي صار لها بعد هذه الحادثة (انظر ع ٣١). وهي على أمد عشرين ميلاً أو أكثر من حبرون في أقصى الجزء الجنوبي من فلسطين ووراءها برية التيه التي كانت بئر سبع جزءاً منها. وكانت جرار التي طرد إبراهيم هاجر منها على الطرف الغربي من بئر سبع غير بعيدة منها (ص ٢١: ٢٢ و٢٦: ٢٦).
١٥، ١٦ «١٥ وَلَمَّا فَرَغَ ٱلْمَاءُ مِنَ ٱلْقِرْبَةِ طَرَحَتِ ٱلْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى ٱلأَشْجَارِ، ١٦ وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيداً نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ، لأَنَّهَا قَالَتْ: لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ ٱلْوَلَدِ. فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ».
لوقا ٢٢: ٤١
طَرَحَتِ ٱلْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى ٱلأَشْجَارِ لم يكن الغلام يقوى على السير لعدم تعوّده المشقة فلما أعيا تركته مطروحاً تحت الأشجار في الظل.
لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ ٱلْوَلَدِ النبأ محزن جداً فإن هذه الوالدة كانت كل يوم تجول من مكان إلى آخر بولدها في البرية التي لا ماء فيها وهي تتوقع أن تجد ينبوعاً ولا معرفة لها في الأرض فنفذ الماء واشتد الظمأ والإعياء فتيقنت أن الولد يموت وبذلت كل ما بقي لها من القوة في سبيل مساعدته فيئست من حياته إذ لم تنل ما يمسك الرمق من الماء فبعدت عنه لأنها لم تستطع أن تسمع أنينه وتشاهد موته وأخذت تبكي فشفق الله عليها لا لنوحها بل لصلاة إسماعيل غير الملفوظة فأتى ملاك الله لإنقاذهما.
١٧ «فَسَمِعَ ٱللهُ صَوْتَ ٱلْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ ٱللهِ هَاجَرَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ ٱللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ ٱلْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ».
خروج ٣: ٧ ص ١٦: ٧ و٢٢: ١١
مَلاَكُ ٱللهِ إن ملاك يهوه ظهر لهاجر قبل هذا الوقت (ص ١٦: ٧) وأما الذي ظهر لهاجر هو الذي دُعي هنا «ملاك إلوهيم». فإن هاجر كانت لم تزل تعد من أهل إبراهيم وأما هنا فلم تعد منه فلم يخلصها الله حينئذ إلا باعتبار أنه الله لا يهوه إله العهد والجنس المختار.
١٨ «قُومِي ٱحْمِلِي ٱلْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ، لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».
ع ١٣
ٱحْمِلِي ٱلْغُلاَمَ أي ارفعيه واسنديه ليمشي.
وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ قال جيروم هذا معنى الحمل أي أن تساعده على السير بكل قوتها لا أن تحمله حقيقة على كتفها (أو ظهرها). قال بين سمث ونزيد على هذا أنه لم يرد مجرد أن تقوده إلى الماء بل لتكون واقية له ومساعدة على قدر الطاقة وقد كانت كذلك.
١٩ «وَفَتَحَ ٱللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ ٱلْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ ٱلْغُلاَمَ».
ص ٣: ٧ وعدد ٢٢: ٣١ و٢ملوك ٦: ١٧ و٢٠ ولوقا ٢٤: ١٦ و٣١
بِئْرَ مَاءٍ لا حوض بل بئر ماء حي. قال بعضهم إن البئر كانت هنالك ولم تنشأ في الحال لكن هاجر لم تكن قد رأتها بدليل قوله إن الله فتح عينيها ولعلها استدلت إليها بنظرها الأشجار أو الأعشاب التي تنمو في البراري عند المياه.
٢٠ « وَكَانَ ٱللهُ مَعَ ٱلْغُلاَمِ فَكَبِرَ، وَسَكَنَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ».
ص ٢٨: ١٥ و٣٩: ٢ و٣ و٢١ ص ١٦: ١٢
فَكَبِرَ أي نما وصار رجلاً.
سَكَنَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ لم يلجأ إلى مصر حيث كان كثيرون من السكان الساميين ولم يسكن في مدينة كنعانية بل اختار عيشة التنقل في البرية كعادة البدو.
رَامِيَ قَوْسٍ يصيد بها البهائم ويدفع عن نفسه.
٢١ «وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ. وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».
ص ١٤: ٦ ص ٢٤: ٤
فَارَانَ (انظر ص ١٤: ٦).
زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مهما كان غرض هاجر من ذلك فإن إسماعيل شدد به المبدأ الأمي الوثني بنفسه وبنسله ولكن تبين لنا بعد ذلك أنه كان صديقاً لإسحاق (ص ٢٥: ٩ و٢٨: ٨ و٩).
محالفة أبيمالك لإبراهيم
٢٢ «وَحَدَثَ فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ أَنَّ أَبِيمَالِكَ وَفِيكُولَ رَئِيسَ جَيْشِهِ قَالاَ لإِبْرَاهِيمَ: ٱللهُ مَعَكَ فِي كُلِّ مَا أَنْتَ صَانِعٌ».
ص ٢٠: ٢ و٢٦: ٢٦ ص ٢٦: ٢٨ و٣٩: ٢ و٣
أَبِيمَالِكَ وَفِيكُولَ معنى أبيمالك «أبو الملك» أو «الملك الأب» وكان ذلك كنية كل ملك من ملوك فلسطين (ص ٢٦: ١ و١صموئيل ٢١: ١٠ وعنوان مزمور ٣٤). ومعنى فيكول «فُو الكل» «أي فم الجميع» والظاهر أنه الوزير الأول وهو لقب لكل وزير هناك على ما يُظن. والظاهر أن زيارة الملك ووزيره شغلت زماناً طويلاً أوله إتيان إبراهيم إلى جرار وهذا يدل على أن إبراهيم كان قوياً حتى طلب الملك محالفته.
٢٣ «فَٱلآنَ ٱحْلِفْ لِي بِٱللهِ هٰهُنَا أَنَّكَ لاَ تَغْدُرُ بِي وَلاَ بِنَسْلِي وَذُرِّيَّتِي. كَٱلْمَعْرُوفِ ٱلَّذِي صَنَعْتُ إِلَيْكَ تَصْنَعُ إِلَيَّ وَإِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي تَغَرَّبْتَ فِيهَا».
يشوع ٢: ١٢ و١صموئيل ٢٤: ٢١
نَسْلِي وَذُرِّيَّتِي (فالمحالفة ليست وقتية).
٢٤، ٢٥ «فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَنَا أَحْلِفُ. ٢٥ وَعَاتَبَ إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ لِسَبَبِ بِئْرِ ٱلْمَاءِ ٱلَّتِي ٱغْتَصَبَهَا عَبِيدُ أَبِيمَالِكَ».
ص ٢٦: ١٥ و١٨ و٢٠ إلى ٢٢
حلف إبراهيم أن لا يغدر وعاتَب على الغدر.
٢٦، ٢٧ «٢٦ فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: لَمْ أَعْلَمْ مَنْ فَعَلَ هٰذَا ٱلأَمْرَ. أَنْتَ لَمْ تُخْبِرْنِي، وَلاَ أَنَا سَمِعْتُ سِوَى ٱلْيَوْمِ. ٢٧ فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ غَنَماً وَبَقَراً وَأَعْطَى أَبِيمَالِكَ، فَقَطَعَا كِلاَهُمَا مِيثَاقاً».
ص ٢٦: ٣١
لَمْ أَعْلَمْ هذا بيان على زيارة أبيمالك إن رعاة الملك اغتصبوا بئر إبراهيم. وكانت الآبار من النفائس التي يدافعون عنها وكان إبراهيم أظهر غيظه من ذلك بطريق من الطرق. وإذ كان أبيمالك صديقاً لإبراهيم لما عرفه من حسن سجاياه أتى وهو آسف على ما حدث من فتور المودة ليعرف العلة ولشد عرى الألفة والآخاء ولم يشكُ ما مضى بل أبان رغبته في دوام الصداقة. فعرف إبراهيم قصد أبيمالك وذكر له العلة. وبعد أن وضح كل شيء تمت المحالفة بقطع العهد.
٢٨ «وَأَقَامَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعَ نِعَاجٍ مِنَ ٱلْغَنَمِ وَحْدَهَا».
سَبْعَ نِعَاجٍ أفرزها من الغنم وجعلها منفردة عنها.
٢٩ «فَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: مَا هِيَ هٰذِهِ ٱلسَّبْعُ ٱلنِّعَاجِ ٱلَّتِي أَقَمْتَهَا وَحْدَهَا؟».
ص ٣٣: ٨
مَا هِيَ هٰذِهِ ٱلسَّبْعُ ٱلنِّعَاجِ أسلوب الحلف على هذه الصورة لم يكن معروفاً عند الفلسطينيين ولذلك سأل أبيمالك هذا السؤال.
٣٠ «فَقَالَ: إِنَّكَ سَبْعَ نِعَاجٍ تَأْخُذُ مِنْ يَدِي، لِكَيْ تَكُونَ لِي شَهَادَةً بِأَنِّي حَفَرْتُ هٰذِهِ ٱلْبِئْرَ.
ص ٣١: ٤٨ و٥٢
لما أفرز إبراهيم النعاج السبع كان مما وجب على أبيمالك أن يسأل عن أمرها فلما عرفه تم القبول.
٣١ «لِذٰلِكَ دَعَا ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعَ بِئْرَ سَبْعٍ. لأَنَّهُمَا هُنَاكَ حَلَفَا كِلاَهُمَا».
ص ٢٦: ٣١ إلى ٣٣
بِئْرَ سَبْعٍ نسبة إلى النعاج السبع المذكورة قال روبنسون موقع هذه البئر في وادٍ يُعرف بوادي السبع ولم تزل البئر تُسمى بئر السبع. وهنالك بئران قطر أحدهما اثنتا عشرة قدماً ونصف قدم والآخرى على بُعد ست مئة قدم إلى الجنوب من الأولى وهي أصغر منها فقطرها خسم أقدام وعند كل منهما أجران من الحجارة لسقي البهائم ينشلون منهما الماء بالدلاء منوطة بالحبال وآثار احتكاك الحبال لم تزل واضحة في حرف البئر.
لأَنَّهُمَا هُنَاكَ حَلَفَا هذا تعليل لتسمية ذلك الموضع ببئر سبع لا لكون الاسم بئر سبع أي سمي ذلك الموضع كذا لأنهما تحالفا فيه وأما علة الاسم فالنعاج السبع.
٣٢ «فَقَطَعَا مِيثَاقاً فِي بِئْرِ سَبْعٍ. ثُمَّ قَامَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ وَرَجَعَا إِلَى أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ».
ص ١٠: ١٤ و٢٦: ١ وخروج ١٣: ١٧ وقضاة ١٠: ٦ وعاموس ٩: ٧
فَقَطَعَا (لم يذكر كيف قطعا الميثاق ولعله كان على أسلوب إبراهيم المعهود).
٣٣ «وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ أَثْلاً فِي بِئْرِ سَبْعٍ، وَدَعَا هُنَاكَ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ «ٱلإِلٰهِ ٱلسَّرْمَدِيِّ».
ص ٢٦: ٢٥ و٤٦: ١ وعاموس ٥: ٥ و٨: ١٤ تثنية ٣٣: ٢٧ وإشعياء ٤٠: ٢٨ ورومية ١٦: ٢٦ و١تيموثاوس ١: ١٧
وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ أَثْلاً فِي بِئْرِ سَبْعٍ الأثل على ما قال داود الضرير الأنطاكي في التذكرة العظيم من الطرفاء يقارب السرو ولكنه أخشن ورقاً مزغب لا زهر له بل ثمر كالحمّص (يُعرف عند العطارين بالعذبة) في أغصانه يضرب إلى صفرة وغيرة ينكسر عن حبوب صغار ملتصق بعضها ببعض ماؤها أحمر. وهذا الشجر يكبر ويرتفع كثيراً في البلاد الحارة. وتحت واحدة من الأثل أقام شاول في جبع وتحت أثلة أخرى دُفنت عظامه وعظام بنيه (صموئيل ٢٢: ٦ و٣١: ١٣).
وَدَعَا هُنَاكَ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ ٱلإِلٰهِ ٱلسَّرْمَدِيِّ وفي العبرانية «باسم يهوه إلوهيم» (قابل هذا بما في ص ٤: ٢٦). دعا إبراهيم يهوه في بعض ما مرّ «بالإله العلي» (ص ١٤: ٢٢). وأظهر الله لنا نفسه باسم «ال شداي» أي الإله القدير (ص ١٧: ١). ودعاه هنا «بالرب الإله الأزلي» وهذا يدل على أنه كان يتقدم في المعرفة لله على قدر تقدمه في الطهارة. ومن هذا عرفنا لماذا دعا العبرانيين الله «إلوهيم» بالجمع لا «ال» بالإفراد اي إنهم أرادوا «بإلوهيم» الله مع جميع صفاته كالعلي والقدير والأزلي.
٣٤ «وَتَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ فِي أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ أَيَّاماً كَثِيرَةً».
أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ قيل في (ع ٣٢) لما رجع أبيمالك إلى جرار أنه رجع إلى أرض الفلسطينيين وكانت بئر سبع في مملكته وسكن إبراهيم هناك بسلام بينه وبين ملك الفلسطينيين.
السابق |
التالي |