أعمال الرسل

أعمال الرسل | 22 | الكنز الجليل

الكنز الجليل في تفسير الإنجيل

شرح سفر أعمال الرسل 

للدكتور . وليم إدي

الأصحاح الثاني والعشرون

خطاب بولس على درج القلعة ع ١ إلى ٢١

١ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَةُ وَٱلآبَاءُ، ٱسْمَعُوا ٱحْتِجَاجِي ٱلآنَ لَدَيْكُمْ».

ص ٧: ٢

ٱلإِخْوَةُ وَٱلآبَاءُ خاطبهم بولس بالكلمات التي خاطب بها استفانوس أعضاء مجلس السبعين (ص ٧: ٢) فبنعته إياهم «بالإخوة» أظهر لهم أنه وإياهم من أصل واحد وبنعته إياهم «بالآباء» أعلن إكرامه واحترامه لمن بينهم من الشيوخ والكهنة وأعضاء مجلس السبعين. ولعله كان بينهم من عرفوه قبل أن تنصر.

ٱحْتِجَاجِي غاية احتجاجه مما ظهر من كلامه إلى أن قطعوه بصراخهم أمران:

الأول: أن يريهم أنه ليس عدواً لشعب اليهود ولا لشريعتهم ولا لهيكلهم ولذلك قال أنه مولود يهودياً وأنه هذبه أفضل لاهوتيي اليهود وأنه كان غيوراً للناموس حتى اضطهد أتباع يسوع أشد الاضطهاد (ع ٣ – ٥).

الثاني: علة تحوله عن كونه مضطهداً لأتباع يسوع إلى كونه تابعاً له ومبشراً به وهي إعلان سماوي (ع ٥ – ١٦). وهذا بيّنه ثم أخذ في بيان سبب توجهه إلى الأمم (ع ١٧ – ٢٠) وحينئذ منعوه من التكلم بعد.

٢ «فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ يُنَادِي لَهُمْ بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ أَعْطُوا سُكُوتاً أَحْرَى. فَقَالَ».

ما في هذه الآية يبرهن صحة ما ذكرناه من أنهم توقعوا أن يخاطبهم باليونانية وأنه لو خاطبهم بها لفهموا ولا بد من أنهم تلطفوا من ذلك شيئاً.

٣ «أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ، وَلٰكِنْ رَبَيْتُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ مُؤَدَّباً عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ ٱلنَّامُوسِ ٱلأَبَوِيِّ. وَكُنْتُ غَيُوراً لِلّٰهِ كَمَا أَنْتُمْ جَمِيعُكُمُ ٱلْيَوْمَ».

ص ٢١: ٣٩ و٢كورنثوس ١١: ٢٢ وفيلبي ٣: ٥ تثنية ٣٣: ٣ و٢ملوك ٤: ٢٨ ولوقا ١٠: ٣٩ وص ٥: ٣٤ ص ٢٦: ٥ ص ٢١: ٢٠ وغلاطية ١: ١٤ رومية ١٠: ٢

هذه الأية دفع لتهمة أنه عدو لشعب اليهود.

وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ لا شيء بولادته في طرسوس ما ينفي شيئاً من حقوقه اليهودية لأنه كان لليهود المولودين خارج اليهودية كل الحقوق اليهودية ما لم يقترنوا بأزواج من الأمم.

رَبَيْتُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ أي أورشليم. فإن ظن أحد أن ولادته في طرسوس تنقص شيئاً من كونه يهودياً فتربيته في المدينة المقدسة تدفع ذلك الظن.

عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ أي أنه تلميذه تعلم منه فهم الشريعة وإكرامها. وقيل أنه «أُدب عند رجليه» لأنه كانت عادة المعلمين أن يجلسوا على كراسي عالية ويجلس التلاميذ على الأرض قدامهم. وكان غمالائيل فريسياً مشهوراً وعضواً من أعضاء مجلس السبعين (انظر شرح ص ٥: ٣٤ – ٤٠). ولولا خطاب بولس هنا ما عرفنا أنه تلميذ ذلك اللاهوتي المشهور.

عَلَى تَحْقِيقِ ٱلنَّامُوسِ أشار بذلك إلى أنه كان متمسكاً بالناموس كتابة وتقليداً أشد التمسك كما يُعهد من فريسي هذّبه عالِم فريسيّ بخلاف الصدوقيين الذين استخفوا بفرائض الناموس اعتقاداً وعملاً. وهذا على وفق قول بولس في نفسه «كُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي» (غلاطية ١: ١٤). وقوله في خطابه أمام أغريباس «إَنِّي حَسَبَ مَذْهَبِ عِبَادَتِنَا ٱلأَضْيَقِ عِشْتُ فَرِّيسِيّاً» (ص ٢٦: ٥).

غَيُوراً لِلّٰهِ أي لاسمه ولخدمته تعالى على قدر معرفته وقتئذ لا بمجرد كتاب الناموس. وأظهر غيرته بحفظ الشريعة واضطهاد كل من لم يحفظها.

كَمَا أَنْتُمْ جَمِيعُكُمُ ٱلْيَوْمَ أي غيرتهم الظاهرة من هياجهم وصراخهم لم تزد على غيرته قبلاً بل أنها كانت أعظم من غيرتهم كما بيّن في كلامه بعد.

٤ «وَٱضْطَهَدْتُ هٰذَا ٱلطَّرِيقَ حَتَّى ٱلْمَوْتِ، مُقَيِّداً وَمُسَلِّماً إِلَى ٱلسُّجُونِ رِجَالاً وَنِسَاءً».

ص ٨: ٣ و٢٦: ٩ الخ وفيلبي ٣: ٦ و١تيموثاوس ١: ١٣

ٱضْطَهَدْتُ فأظهرت بذلك إخلاصي وشدة تمسكي بدين آبائي.

هٰذَا ٱلطَّرِيقَ أي الديانة النصرانية الجديدة كما سبق الكلام في (شرح ص ٩: ٢ و١٩: ٩ و٢٣). وسمى المسيحيون ديانتهم «بالطريق» إظهاراً لانه وجدوها سبيلاً إلى الحياة الأبدية وسماها الأعداء بذلك بمعنى أن المسيحيين اختاروا السير فيها فأوجبوا على أنفسهم ما فيها من النوازل.

حَتَّى ٱلْمَوْتِ أي بلغت غاية ما يمكن من الاضطهاد.

مُقَيِّداً الخ (ص ٩: ١).

٥ «كَمَا يَشْهَدُ لِي أَيْضاً رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ ٱلْمَشْيَخَةِ، ٱلَّذِينَ إِذْ أَخَذْتُ أَيْضاً مِنْهُمْ رَسَائِلَ لِلإِخْوَةِ إِلَى دِمَشْقَ، ذَهَبْتُ لآتِيَ بِٱلَّذِينَ هُنَاكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدِينَ لِكَيْ يُعَاقَبُوا».

لوقا ٢٢: ٦٦ وص ٤: ٥ ص ٩: ٢ و٢٦: ١٠ و١٢

كَمَا يَشْهَدُ أي أن ذلك أمر مشهور يمكن أن يشهد به كثيرون من الأحياء اليوم.

رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يحتمل معناه أن رئيس الكهنة نفسه الذي أعطاه الكتابة إلى دمشق ليضطهد أتباع يسوع كان بينهم حينئذ. فإن كان هذا معناه كان رئيس الكهنة المشار إليه ثيوفيلوس لأنه كان متولياً الرئاسة في ذلك الوقت أي سنة ٣٧ ب. م (انظر شرح ص ٤: ٦) وعزله الرومانيون لكن بقي عليه الاسم كما كان يبقى على كل من تولوا هذه الرئاسة بعد عزلهم. وإن كان مراد بولس بذلك الرئيس حنانيا الرئيس الحالي فمعناه أن عنده كل سجلات أسلافه ومكتوباتهم فيمكنه أن يراجعها ويشهد بما كُتب.

ٱلْمَشْيَخَةِ أي أعضاء مجلس السبعين (ص ٤: ٥ و٩: ١ و٢). ولا ريب في أن بعضهم لم يزل حياً يذكر شاول الطرسوسي الغيور الذي منذ خمس وعشرين سنة قبل هذا كان عضواً من ذلك المجلس.

أَخَذْتُ أَيْضاً مِنْهُمْ رَسَائِلَ أي من أعضاء المجلس الذين يحكمون حكماً نهائياً في المسائل الدينية. وما هنا تفصيل وإيضاح لما قيل في (ص ٩: ٨).

لِلإِخْوَةِ إِلَى دِمَشْقَ أي ليهود دمشق والمراد أن الرسائل أُرسلت إلى شيوخ المجمع في تلك المدينة. وما يستحق الالتفات إليه هنا أن تسمية المسيحيين بعضهم بعضاً «بالإخوة» أخذوها عن مصطلح اليهود كما أخذوا غيره كثيراً من مجمعهم واصطلحوا عليه في كنيستهم.

لِكَيْ يُعَاقَبُوا بالسجن أو الجلد أو القتل.

٦ «فَحَدَثَ لِي وَأَنَا ذَاهِبٌ وَمُتَقَرِّبٌ إِلَى دِمَشْقَ أَنَّهُ نَحْوَ نِصْفِ ٱلنَّهَارِ، بَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلِي مِنَ ٱلسَّمَاءِ نُورٌ عَظِيمٌ».

ص ٩: ٣ و٢٦: ١٢ و١٣

أخذ الرسول هنا يتكلم على علة تغيّر كل أسلوب حياته وأنها ليست إلا إعلاناً إلهياً. وما ذكره بولس في خطابه يختلف قليلاً في اللفظ عما ذكره لوقا في (ص ٩:١٣ – ١٧) فراجع الشرح هناك. ونلتفت هنا إلى تفسير ما لم يُذكر هناك. وما في هذه الآية كما في الآية الثالثة من الأصحاح التاسع. والفرق أن ما قال أنه «نور هناك» قال أنه «نور عظيم هنا» وزاد أن وقت ظهوره كان في «نصف النهار».

٧ «فَسَقَطْتُ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: شَاوُلُ شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟».

هذه الآية كالآية الرابعة من الأصحاح التاسع إلا أن فيها ضمير التكلم بدل ضمير الغيبة.

٨، ٩ «٨ فَأَجَبْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ لِي: أَنَا يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. ٩ وَٱلَّذِينَ كَانُوا مَعِي نَظَرُوا ٱلنُّورَ وَٱرْتَعَبُوا، وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ ٱلَّذِي كَلَّمَنِي».

دانيال ١: ٧ وص ٩: ٧

الآية الثامنة هنا كالآية الخامسة في الأصحاح التاسع لكن زيد هنا «الناصري» وهو لقب يسوع المشهور عند العامة. والآية التاسعة كالآية السابعة هناك إلا انه ترك لفظة «المسافرون» وبدل فيها الصمت بما هو علته وهو الرعب. وفي السابعة من التاسع «يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً» وهنا «نظروا النور وارتعبوا ولكن لم يسمعوا الصوت الذي كلمني» والفرق بينهما لفظي لا معنوي. «فالصوت» في الأصحاح التاسع هو الصوت البسيط غير المشتمل على الكلمات وهنا لفظ يدل على معنى والمعنى واحد وهو أنهم لم يفهموا ما قال الذي كلم بولس. وما هنا مثل ما جاء في (يوحنا ١٢: ٢٨ – ٣٠) فإن البشير ذكر الألفاظ بعينها وبعض السامعين حسبها رعداً وبعضهم حسبها تكليم ملاك فالذين حسبوها رعداً سمعوا الصوت بمعنى سمعه في (ص ٩: ٧) ولم يسمعوه بمعنى عدم سمعه في (ص ٢٢: ٩).

١٠ «فَقُلْتُ: مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟ فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: قُمْ وَٱذْهَبْ إِلَى دِمَشْقَ، وَهُنَاكَ يُقَالُ لَكَ عَنْ جَمِيعِ مَا تَرَتَّبَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ».

هذه الآية كالآية ٦ من ص ٩ باختلاف لا طائل تحته.

١١ «وَإِذْ كُنْتُ لاَ أُبْصِرُ مِنْ أَجْلِ بَهَاءِ ذٰلِكَ ٱلنُّورِ، ٱقْتَادَنِي بِيَدِي ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعِي، فَجِئْتُ إِلَى دِمَشْقَ».

هذه الآية كالآية ٨ من ص ٩ إلا أنه زاد هنا على العمى علته وهي «بهاء ذلك النور».

١٢ «ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ ٱلنَّامُوسِ، وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلسُّكَّان»

ص ٩: ١٧ ص ١٠: ٢٢ و١تيموثاوس ٣: ٧

ترك موسى في خطابه هنا ما ذُكر في (ص ٩: ١٠ – ١٦) وهو ما كان بين الرب وحنانيا من الحديث. وبسط الكلام في وصف حنانيا ليبيّن أنه من مشهوري يهود دمشق ومعتبريها وأن هذا اليهودي نفسه هو الذي أرسله المسيح إليه ليفتح عينيه ويدخله الكنيسة المسيحية. ووصفه بأنه «رجل تقي حسب الناموس وبأنه مشهود له من جميع اليهود السكان» إيماء إلى أن مثل هذا لا يقبله أخاً يهودياً لو كان مجدفاً وعدواً للناموس. وأنه لم يقبله أخاً مسيحياً إلا بأوضح البراهين على تغيره.

١٣ «أَتَى إِلَيَّ، وَوَقَفَ وَقَالَ لِي: أَيُّهَا ٱلأَخُ شَاوُلُ، أَبْصِرْ! فَفِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ نَظَرْتُ إِلَيْهِ».

هذا كما في (ص ٩: ١٨) إلا بالألفاظ التي عبّر بها عن عود بصره.

١٤ «فَقَالَ: إِلٰهُ آبَائِنَا ٱنْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ، وَتُبْصِرَ ٱلْبَارَّ، وَتَسْمَعَ صَوْتاً مِنْ فَمِهِ».

ص ٣: ١٣ و٥: ٣٠ و٧: ٣٢ ص ٩: ١٥ و٢٦: ١٦ و١كورنثوس ٩: ١ و١٥: ٨ ص ٣: ١٤ و٧: ٥٢ و١كورنثوس ١١: ٢٣ وغلاطية ١: ١٢

هذه الآية كما في (ص ٩: ١٧) إلا أن بولس ذكر ما لم يذكره لوقا ولوقا ذكر ما لم يذكره بولس فأتى كلاهما الاختصار.

إِلٰهُ آبَائِنَا هذا تصريح بأن حنانيا وبولس يهوديان أصلاً كالذين كان يخاطبهم وقال ذلك ليرضيهم كما فعل استفانوس في خطابه لمجلس السبعين (ص ٧: ٢).

لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ بإعلان خاص.

وَتُبْصِرَ ٱلْبَارَّ أي المسيح كما في (ص ٣: ١٤ و٧: ٥٢) وكذا دعته امرأة بيلاطس (متّى ٢٧: ١٩). والبصر هنا حقيقي لا مجازي كما هو أيضاً في (ص ٩: ١٧) وهو على وفق قوله «أَمَا رَأَيْتُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ رَبَّنَا» (١كورنثوس ٩: ١). وقوله «وَآخِرَ ٱلْكُلِّ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا» (١كورنثوس ١٥: ٨).

مِنْ فَمِهِ رأساً بلا وساطة الناس أو الملائكة وهذا جعل بولس مساوياً لكل من الاثني عشر رسولاً (انظر ص ١٣: ٢ وقابل به غلاطية ١: ١).

١٥ «لأَنَّكَ سَتَكُونُ لَهُ شَاهِداً لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ».

ص ٢٣: ١١ ص ٤: ٢٠ و٢٦: ١٦

شَاهِداً كواحد من الاثني عشر الذين عيّنوا ليكونوا شهود عين (أعمال ١: ٨) فلزم أنه يعاين الرب بعد قيامته (ص ٢: ٣٢) وأن الرب نفسه يرسله.

لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ يهوداً وأمماً علماء وجهلاء عبيداً وأحراراً أغنياء وفقراء بقطع النظر عما بينهم من الامتياز على اختلاف أنواعه من أميّ وشعبي وشخصي (انظر رومية ١: ١٤ وكولوسي ٣: ١١).

بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ من الرب نفسه (وذلك لا بد منه ليكون رسولاً) ومن الرؤى والوحي أيضاً وهذا لا يمنع أن يعرف بوسائل أخرى كسائر الناس.

١٦ «وَٱلآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَٱعْتَمِدْ وَٱغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ».

ص ٢: ٣٨ و١كورنثوس ٦: ١١ وعبرانيين ١٠: ٢٢ ص ٩: ١٤ ورومية ١٠: ١٣

ذكر لوقا في (ص ٩: ١٨) أن بولس اعتمد لكن لم يذكر ما ذكره بولس من أن حنانيا دعاه إلى المعمودية.

وَٱغْسِلْ خَطَايَاكَ الاعتماد رمز وتطهير القلب من الخطيئة مرموز إليه والأول عمل الإنسان والثاني عمل الروح القدس وكلا الأمرين واجبان.

دَاعِياً بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ اي يسوع المسيح وهذا إقرار بلاهوته وأنه ملك ومخلص وأنه الآن يعبده بهذا الاعتبار. وجعل حنانيا ذلك شرطاً واستعداداً لمعموديته.

١٧ «وَحَدَثَ لِي بَعْدَ مَا رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَكُنْتُ أُصَلِّي فِي ٱلْهَيْكَلِ، أَنِّي حَصَلْتُ فِي غَيْبَةٍ».

ص ٩: ٢٦ و٢كورنثوس ١٢: ٢

لم يذكر بولس ما حدث له في ثلاث سنين بعد معموديته لأنه لم يحتج إليه في ذلك الخطاب فوصل إلى حديث الرؤيا التي رآها في أورشليم وقد ذُكرت في (ص ٩: ٢٦ – ٢٩ وغلاطية ١: ١٧ و١٨). وأوصله هذا إلى أصعب ما في خطابه وهو أن يبيّن بأي واسطة صار مبشراً للأمم. فاهتم أن يبيّن لهم أن ذلك التغيير متعلق بالأماكن المقدسة التي اتهمه البعض بتدنيسها وأنه لم يأت ذلك التبشير إلا بأمر الله الذي أُعلن له وهو في المدينة المقدسة وفي نفس ذلك الهيكل المقدس.

رَجَعْتُ… وَكُنْتُ أُصَلِّي فِي ٱلْهَيْكَلِ ذكر أنه فعل ذلك حين وصوله إلى أورشليم كأمر اعتاده فكأنه قال لا تظنوا أني بعد تنصري تركت الهيكل وعدلت عن الصلاة فيه. واعلموا أن كل ما أقصه عليكم حدث لي وأنا أعبد الله في الهيكل نفسه فإذاً مما يبعد عني قطع علاقاتي بالآباء والعهد القديم ومواعيد إسرائيل والناموس وهذا المكان المقدس.

أَنِّي حَصَلْتُ فِي غَيْبَةٍ الغيبة هنا حال موافقة للرؤيا الإلهية (انظر شرح ص ١٠: ١٠).

١٨ «فَرَأَيْتُهُ قَائِلاً لِي: أَسْرِعْ وَٱخْرُجْ عَاجِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ لاَ يَقْبَلُونَ شَهَادَتَكَ عَنِّي».

ع ١٤ متّى ١٠: ١٤

فَرَأَيْتُهُ أي رأيت الذي رأيته قبلاً وأنا سائر إلى دمشق (ع ١٤) وهو البارّ أي المسيح وهي أحد المناظر والإعلانات التي ذكرها بولس (٢كورنثوس ١٢: ١).

أَسْرِعْ وَٱخْرُجْ عَاجِلاً هذا يستلزم أنه أقام بأورشليم أكثر مما يجب وأنه لا فائدة من بقائه فيها.

لاَ يَقْبَلُونَ أي لا يصدق أهل أورشليم.

شَهَادَتَكَ عَنِّي كانت تأدية الشهادة من الأمور المختصة بالرسل وبهذا القول صرّح الرب له أنه ليس رسولاً إلى أورشليم واليهود كبطرس وسائر الاثني عشر وأنه علم شدة رغبته في الإقامة بأورشليم وتبشير اليهود فيها.

١٩ «فَقُلْتُ: يَا رَبُّ، هُمْ يَعْلَمُونَ أَنِّي كُنْتُ أَحْبِسُ وَأَضْرِبُ فِي كُلِّ مَجْمَعٍ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِكَ».

متّى ١٠: ١٧ وص ٨: ٣ وع ٤

فَقُلْتُ إيضاحاً لفكري وهو أن ما أتيته سابقاً من المقاومة للديانة المسيحية والاضطهاد لأتباعها يؤهلني لإقناع اليهود بصحة تلك الديانة لأني أستطيع أن أقنعهم بما أقنعني فإنهم يصدقون أني لم أتنصر إلا لأسباب كافية.

يُؤْمِنُونَ بِكَ أظهر بهذا أن الذي خاطبه هو المسيح.

٢٠ «وَحِينَ سُفِكَ دَمُ ٱسْتِفَانُوسَ شَهِيدِكَ كُنْتُ أَنَا وَاقِفاً وَرَاضِياً بِقَتْلِهِ، وَحَافِظاً ثِيَابَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوهُ».

ص ٧: ٥٨ لوقا ١١: ٤٨ وص ٨: ١ ورومية ١: ٣٢

ما جاء في هذه الآية ذُكر في (ص ٧: ٥٨) وذكرها بولس مثلاً من أمثلة كثيرة يمكنه أن يذكرها لليهود ليبيّن لهم غيرته السابقة للناموس لكي لا يشكوا في خلوصه وهو يبشر بأن يسوع المسيح ولكي يقتنعوا بصحة شهادته.

٢١ «فَقَالَ لِي: ٱذْهَبْ، فَإِنِّي سَأُرْسِلُكَ إِلَى ٱلأُمَمِ بَعِيداً».

ص ٩: ١٥ و١٣: ٢ و٤٦ و٤٧ و١٨: ٦ و٢٦: ١٧ ورومية ١: ٥ و١١: ١٣ و١٥: ١٦ وغلاطية ١: ١٥ و١٦ و٢: ٧ وأفسس ٣: ٧ و٨ و١تيموثاوس ٢: ٧ و٢تيموثاوس ١: ١١

قَالَ لِي: ٱذْهَبْ لم يكن جواب المسيح له سوى تكرير الأمر. ولا بد من أنه كان صعباً على بولس أن يخبر اليهود بهذا الجواب لما فيه من التوبيخ له فلم يذكره إلا ليبيّن شدة رغبته في بذل حياته نفعاً لأمته اليهودية وأنه لم يعدل عنهم إلى الأمم إلا بأمر الرب الذي لا مردّ له. وليس في هذا ما ينافي قول لوقا أن «ٱلإِخْوَةُ أَحْدَرُوهُ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ» (ص ٩: ٣٠) إذ المحقّق أنه لولا أمر الرب ما ترك أورشليم إجابة لإلحاح الإخوة. والبرهان على ذلك ما قيل في (ص ١٥: ١ – ٤).

سَأُرْسِلُكَ إِلَى ٱلأُمَمِ دُعي مثل هذه الدعوة ثانية في أنطاكية بإعلان الروح القدس لكنيستها (ص ١٣: ٢). وهنا أوضح بولس لليهود أنه أمر من السماء وهو في الهيكل بفعله ما اشتكوا عليه به وطلبوا قتله من أجله.

قطع خطاب بولس وأمر الأمير بجلده ونجاته من ذلك بكونه رومانياً وإقامته في المجلس ع ٢٢ إلى ٣٠

٢٢ «فَسَمِعُوا لَهُ حَتَّى هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةِ، ثُمَّ صَرَخُوا قَائِلِينَ: خُذْ مِثْلَ هٰذَا مِنَ ٱلأَرْضِ، لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَعِيشَ».

ص ٢١: ٣٦ ص ٢٥: ٢٤

هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةِ أي لفظة «الأمم» أو الجملة الأخيرة التي صرّح بها أن المسيح الموعود به أمر في هيكل بولس أن يعدل عن شعبه المختار إلى تبشير الأمم الغلف المبغضين مساوياً إيّاهم بأبناء إبراهيم. فمع أن الأنبياء أنبأوا بمثل هذا لم يعتقد اليهود إمكانه فذكر بولس إياه يومئذ ملأ قلوبهم حسداً وغيظاً كالجنون.

ثُمَّ صَرَخُوا قَائِلِينَ كمن فم واحد.

خُذْ إلى الموت. وصرخوا بمثل ذلك على ربه (لوقا ٢٣: ٢٨ ويوحنا ١٩: ١٥) وعلى استفانوس (ص ٧: ٥٧) ولولا العساكر فعلوا به ما فعلوه باستفانوس.

لاَ يَجُوزُ أَنْ يَعِيشَ كما حكمنا وأردنا أن نجري الحكم لو لم يخطفه العكسر من أيدينا. فهم اتخذوا ما قاله بولس من جهة إرساله إلى الأمم دليلاً قاطعاً على صحة كل ما اتهموه به في (ص ٢١: ٢٨) وهو أنه مرتد عن الدين اليهودي ومجدف ومدنّس الهيكل.

٢٣ «وَإِذْ كَانُوا يَصِيحُونَ وَيَطْرَحُونَ ثِيَابَهُمْ وَيَرْمُونَ غُبَاراً إِلَى ٱلْجَوِّ».

كل ذلك علامة لشدة غيظهم.

يَصِيحُونَ يصرخون بغاية ما يستطيعون.

يَطْرَحُونَ ثِيَابَهُمْ إظهاراً لغيظهم. هذا ما نعلمه ولكن لا نعلم لماذا جعلوا طرحها دليلاً على ذلك ولعلهم أتوا ذلك إشارة إلى أنهم مستعدون لرجمه لو أمكنهم. أو أنهم طرحوها عنهم ليليحوا بها تشفياً لشدة انفعالهم.

يَرْمُونَ غُبَاراً إِلَى ٱلْجَوِّ كما يفعل بعض الثيران استعداداً لمقاتلة غيره ويأتي ذلك الناس علامة للنفار (ص ١٨: ٦ ومتّى ٨: ١٤). واكتفوا برمي الغبار لمنع العساكر إياهم من رمي الحجارة. وهذا لم يترك لبولس فرصة للتكلم بعد.

كان خراب أورشليم قد حان ولم يبق لها أن تبقى عامرة سوى ١٢ سنة وحينئذ أتى إليها من هو أفضل أولادها علماً وتقوى وهو معلم ملهم مملوء قلبه حباً لها حتى ودّ أن يكون «محروماً من المسيح لأجلها» فعاملته كأنه نفاية العالم ولولا حماية أسلحة الجنود الرومانيين له سفكت دمه.

٢٤ «أَمَرَ ٱلأَمِيرُ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى ٱلْمُعَسْكَرِ، قَائِلاً أَنْ يُفْحَصَ بِضَرَبَاتٍ، لِيَعْلَمَ لأَيِّ سَبَبٍ كَانُوا يَصْرُخُونَ عَلَيْهِ هٰكَذَا».

لم يفهم الأمير شيئاً من خطاب بولس لأنه بالعبرانية ولم ينل ما أمل من أن يعرف ماذا كان ذنب بولس من خطابه فتصلّب في رأيه لما رآه من غيظ الشعب وسمعه من صراخهم واعتقد أن بولس ارتكب ذنباً عظيماً وقصد أن يعذبه ليقف على حقيقة أمره بإقراره وهو تحت العذاب.

أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى ٱلْمُعَسْكَرِ كما قصد أولاً بغية أن يحميه من الشاغبين (ص ٢١: ٣٤).

يُفْحَصَ بِضَرَبَاتٍ كان الجلد أحد الطرق التي اتخذها الظالمون قديماً ليجبروا المسجونين على الإقرار بذنوبهم أي الشكوى على أنفسهم ليستريحوا من ألم الضرب فأمر الأمير به بناء على كونه من الأمور المعتادة.

٢٥ «فَلَمَّا مَدُّوهُ لِلسِّيَاطِ، قَالَ بُولُسُ لِقَائِدِ ٱلْمِئَةِ ٱلْوَاقِفِ: «أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَاناً رُومَانِيّاً غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟».

ص ١٦: ٣٧

مَدُّوهُ لِلسِّيَاطِ استعداداً للجلد بالسياط المضفورة من الجلد.

لِقَائِدِ ٱلْمِئَةِ ٱلْوَاقِفِ الذي وكل إليه الأمير أن يُجري أمره بضرب بولس ويشاهد إجراءه. ومثله كان الذي وُكل إليه مشاهدة صلب المسيح (متّى ٢٧: ٥٤ ولوقا ٢٣: ٤٧.

أَيَجُوزُ صرّح بولس هنا بحقوقه باعتبار أنه روماني كما صرح في فيلبي (ص ١٦: ٣٧) فانظر الشرح هناك. وقصد بسؤاله أن يبيّن عدم جواز ما كان قد قصد أن يفعله لأنه كان من أعظم الذنوب في الشريعة الرومانية على ما هو المعلوم عند الجميع.

لَكُمْ يا عساكر الرومانيين المعيّنين لحراسة الحقوق الرومانية.

غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ هذا يعظّم جرم الذين ضربوه وسجنوه كما صرّح بولس في (ص ١٦: ٣٧).

٢٦ «فَإِذْ سَمِعَ قَائِدُ ٱلْمِئَةِ ذَهَبَ إِلَى ٱلأَمِيرِ، وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً: ٱنْظُرْ مَاذَا أَنْتَ مُزْمِعٌ أَنْ تَفْعَلَ! لأَنَّ هٰذَا ٱلرَّجُلَ رُومَانِيٌّ».

رُومَانِيٌّ ممن لهم حقوق الرومانين لا أنهم من رومية (انظر ص ١٦: ٣٧ و٣٨).

٢٧ «فَجَاءَ ٱلأَمِيرُ وَقَالَ لَهُ: قُلْ لِي. أَأَنْتَ رُومَانِيٌّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ».

هذا استفهام تعجب ومعناه. أيمكن أن تكون رومانياً وأنت يهودي رفضته أمته. لم يشك القائد ولا الأمير في صحة قول بولس أنه روماني لمعرفتهما أن الذي يدّعي ذلك كذباً يعرض نفسه للموت العاجل لكن الأمير تعجب أن مثله ينال ذلك الامتياز.

٢٨ «فَأَجَابَ ٱلأَمِيرُ: أَمَّا أَنَا فَبِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ ٱقْتَنَيْتُ هٰذِهِ ٱلرَّعَوِيَّةَ. فَقَالَ بُولُسُ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ وُلِدْتُ فِيهَا».

ينتج من ذلك أن الأمير سرياني الأصل أو يوناني وأن كونه في منصب عال في الجيش الروماني لا يوجب له الحقوق الرومانية وأن الحصول على تلك الحقوق كان عسيراً جداً لم يكن لأحد أن يمنحها سوى الأمبراطور نفسه. نعم أنه في أيام كلوديوس حين هذه المحاورة كانت امرأته ميسلينا تأخذ أوراق الرعوية منه وتبيعها بأثمان بخسة لمن تريد ولكن ذلك كان بعد أن حصل الأمير على تلك الرعوية. ولم يمكن أحد الحصول عليها قبل ذلك إلا بتأدية ثمن وافر كما قال الأمير. وقول الأمير «أنا بمبلغ اقتنيت هذه الرعوية» يتضمن قوله كيف اقتنيتها أنت.

وُلِدْتُ فِيهَا ورثها عن أبيه أو غيره من أسلافه وكونه من طرسوس لا يمنحه تلك الرعوية وإلا كان قوله سابقاً «أنا طرسوسي» (ص ٢١: ٣٩) وافياً ببيان ذلك فصرّح بحقه شيئاً ليدفع عن نفسه ألم الجلد وإهانته وليكون له فرصة أن يخاطب المجلس كما خاطب الشعب.

٢٩ «وَلِلْوَقْتِ تَنَحَّى عَنْهُ ٱلَّذِينَ كَانُوا مُزْمِعِينَ أَنْ يَفْحَصُوهُ. وَٱخْتَشَى ٱلأَمِيرُ لَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ رُومَانِيٌّ، وَلأَنَّهُ قَدْ قَيَّدَهُ».

ٱلَّذِينَ… يَفْحَصُوهُ أي العسكر حين عرفوا أنه روماني وأتوا ذلك غير متوقعين أمر الأمير كأنه مما لا بدّ منه.

ٱخْتَشَى ٱلأَمِيرُ لأن جلد الروماني جرم يوجب على مرتكبه الموت بل مده للضرب يوجب ذلك.

لأَنَّهُ قَدْ قَيَّدَهُ ليمدّه للضرب (ع ٢٥) لا بقيده الأول (ص ٢١: ٣٣) لأن ذاك كان لمنعه من الهرب ولم يزل باقياً عليه (ع ٣٠).

٣٠ «وَفِي ٱلْغَدِ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ ٱلْيَقِينَ: لِمَاذَا يَشْتَكِي ٱلْيَهُودُ عَلَيْهِ؟ حَلَّهُ مِنَ ٱلرِّبَاطِ، وَأَمَرَ أَنْ يَحْضُرَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَكُلُّ مَجْمَعِهِمْ. فَأَحْضَرَ بُولُسَ وَأَقَامَهُ لَدَيْهِمْ».

فِي ٱلْغَدِ أي غد يوم إمساكه.

يَعْلَمَ ٱلْيَقِينَ مع اقتناعه عن تقرير بولس بالضرب. وكان هذا العلم من واجبات مأموريته للحكم بمقتضى العدل والمحاماة عن بولس إذا وجده بريئاً ومعاقبته إذا وجده مذنباً.

أَمَرَ أَنْ يَحْضُرَ قصد أن يسأل اليهود أنفسهم لأنه لم يعلم شيئاً من صراخ الشاغبين ولا من خطاب بولس بالعبرانية.

رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَكُلُّ مَجْمَعِهِمْ ذكر لوقا رؤساء الكهنة مع أنهم من أعضاء المجمع المذكور بعدهم لأنهم أهم الأعضاء والمجمع هنا هو مجمع السبعين.

حَلَّهُ مِنَ ٱلرِّبَاطِ أي السلسلتين المذكورتين في (ص ٢١: ٣٣) اللتين رُبط بهما منعاً له من الهرب.

فَأَحْضَرَ بُولُسَ من القلعة إلى المجلس في غير الهيكل وإلا ما أمكن الأمير أن يدخله ويأتي ببولس إليه. والظاهر أنه ترك العكسر خارجاً على مرأى منه ومسمع بدليل ما في (ص ٢٣: ١٠). وكان استفانوس قد وقف للمحاكمة أمام السبعين وبولس الذي وقف حينئذ أمامهم أسيراً كان قبلاً يجلس كواحد منهم. جعل الله رغبة الأمير في أن يعلم اليقين من أمر بولس وسيلة إلى مناداة ذلك الرسول بالحقائق أمام أعظم رؤساء اليهود المجتمعين في مجلسهم.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى