أعمال الرسل | 04 | الكنز الجليل
الكنز الجليل في تفسير الإنجيل
شرح سفر أعمال الرسل
للدكتور . وليم إدي
الأصحاح الرابع
بطرس ويوحنا أمام المجلس ع ١ إلى ٢٢
١ «وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ ٱلشَّعْبَ، أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا ٱلْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ ٱلْهَيْكَلِ وَٱلصَّدُّوقِيُّونَ».
عدد ٤: ٢٣ ولوقا ٢٢: ٤ و٥٢ وص ٥: ٢٤
يُخَاطِبَانِ ٱلشَّعْبَ كانا يخاطبان في دار الأمم حيث اجتمع كثيرون من الشعب (ص ٣: ١١).
ٱلْكَهَنَةُ كان للكهنة سلطان في التعاليم الدينية فكان لهم أن يسمحوا بالتعليم جهراً أو يمنعوه وكانوا أربعاً وعشرين فرقة (١ أيام ٢٤: ١ – ١٩) وكانت كل فرقة تخدم أسبوعاً ويتعين ما لكل منها بالقرعة (لوقا ١: ٩).
وَقَائِدُ جُنْدِ ٱلْهَيْكَلِ كان معظم حرس الهيكل من اللاويين وكان عليهم أن يمنعوا الشغب والهيجان وكان قائدهم لاوياً لا من الرومانيين لأن قائد الجند الروماني لم يحضر الهيكل إلا وقت الفتنة الشديدة (ص ٢١: ٣١).
ٱلصَّدُّوقِيُّونَ أحد أحزاب اليهود الثلاثة المشهورة انظر شرح (متّى ٣: ٧) وكانوا مغتاظين من تعليم الرسل أكثر من سواهم لأن ذلك التعليم كان منافياً كل المنافاة لمبدإ الصدوقيين الخاص وهو أنه لا قيامة فإذا ثبت أن يسوع قام فلا مانع من أن يقوم غيره أيضاً. أما الفريسيون فكانوا أكثر الناس مضادة ليسوع في حياته على الأرض لأنه كان ينفي تقليداتهم التي هي أعظم مبادئهم في مقاومة الرسل. والظاهر أن بعض الشعب الذين شاهدوا المعجزة وسمعوا وعظ الرسولين تحمس وذهب وأنبأ رؤساء الشعب المذكورين بما كان فأتى أولئك الرؤساء لمجرد المقاومة لا لتحقق صحة ما حدث.
٢ «مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا ٱلشَّعْبَ، وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلأَمْوَات».
متّى ٢٢: ٢٣ وص ٢٣: ٨
مُتَضَجِّرِينَ أبغضوا يسوع ودينه وهو حي على الأرض لأنه أبطل بعض تعاليمهم ووبخهم على أعمالهم وحط سلطانهم عن الشعب فتآمروا عليه ليقتلوه وأنقذوا مقاصدهم ثم اجتهدوا أن يخفوا نبأ قيامته برشوة حراس القبر الرومانيين (متّى ٢٨: ١٣). وكانوا يظنون أنهم لاشوا تعليم الناصري بقتلهم إيّاه لكنهم رأوا في تعليم الرسل ما نفى ذلك الظن وأبان لهم خيبتهم في المقاصد والاجتهاد.
مِنْ تَعْلِيمِهِمَا ٱلشَّعْبَ لم يكن همهم للخوف من أن الرسولين يضران الشعب بتعليمهما لأنهما أظهرا بشفاء واحد منهم أن غايتهما النفع لا الضرر إنما كان للخوف من انحطاط سلطانهم هم لأن الكهنة ادّعوا أنهم هم دون غيرهم معلمو الشعب. وغاظهم أن ذينك الجليليين علما بدون استئذانهم. ولم يبحثوا عن صحة المعجزة أو عدمها لكي يقفوا على برهان أنهما رسولا الله أو لا فاكتفوا بأنهما لم يسألاهم الإذن في التعليم.
وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِٱلْقِيَامَةِ الخ غاظهم موضوع المناداة علاوة عن التعليم نفسه. وكان اليهود قد اتفقوا من الفريقين الصدوقيين والفريسيين على يسوع ليقتلوه فحزنوا جميعاً لما سمعوه من تجديد دعواه أنه هو المسيح واغتاظ الصدوقيون أكثر من الجميع لأن مناداة الرسولين بقيامة المسيح كانت تنفي عقيدتهم العظمى فكانت فرقتهم في خطر التلاشي بزيادة تلك المناداة. وعرف الرسولان أن تعليمهما هذا يهيّج عليهما غضب الرؤساء لكنهما صرحا به بكل شجاعة. ومن المحال أن هذين اللذين كانا قبل قليل من الجبناء يصيران الآن من أول الشجعان لو لم يكونا قد شاهدا المسيح عياناً بعد قيامته ونالا قوة من العلاء لكي يشهدا بما شاهدا.
٣ «فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا ٱلأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى ٱلْغَدِ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ ٱلْمَسَاءُ».
كانت المعجزة في الساعة التاسعة (ص ٣: ١) فلم يبق للرؤساء وقت قبل الغروب لالتئام المجلس الكبير بعدما شغل الرسولان سائر النهار بالوعظ.
٤ «وَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا ٱلْكَلِمَةَ آمَنُوا، وَصَارَ عَدَدُ ٱلرِّجَالِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفٍ».
لوقا ١١: ٣١ وص ٢: ٤١ ويعقوب ١: ٢٠
لم تستطع مقاومة الرؤساء للرسولين وحبسهما أن يمنعا تأثير المعجزة والتعليم في قلوب الشعب لأن الروح جعل لها ذلك التأثير العظيم فإذا سُجن أصحاب الحق فالحق نفسه لا يُسجن.
ٱلْكَلِمَةَ التعليم في يسوع المسيح.
وَصَارَ عَدَدُ ٱلرِّجَالِ الخ الأرجح أنه أراد بذلك عدد النفوس كما في (ص ٢: ٤١) وذكر الرجال تغليباًً.
نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفٍ منهم مئة وعشرين آمنوا قبل يوم الخمسين (ص ١: ١٥) ومنهم ثلاثة آلاف آمنوا يوم الخمسين (ص ٢: ٤١) فهذا النمو السريع برهان حضور الروح القدس وقوته.
٥ «وَحَدَثَ فِي ٱلْغَدِ أَنَّ رُؤَسَاءَهُمْ وَشُيُوخَهُمْ وَكَتَبَتَهُمُ ٱجْتَمَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ».
رُؤَسَاءَهُمْ وَشُيُوخَهُمْ وَكَتَبَتَهُمُ هم الفرق الثلاث التي تألف منها مجمع السبعين فالرؤساء هم الكهنة والشيوخ هم رؤساء العشائر والكتبة هم علماء الشعب ومعلموه. وهذا المجلس حكم أعضاؤه على المسيح بالموت بدعوى أنه مجدف وأقنعوا بيلاطس أن يقتلوه فظنوا أنهم لاشوا تعليم يسوع بقتلهم إياه ولكنه بعد ثلاثة أيام من موته هالهم أولاً أنباء جندهم بقيامته فغطوا الخبر بالرشوة وهالهم ثانياً على ما لا ريب فيه نبأ ما حدث يوم الخمسين وهالهم ثالثاً خبر تلك المعجزة وما بُني عليها من الوعظ فرأوا من الواجب أن ينهضوا لمنع تأثيرها فدعوا إليها.
إِلَى أُورُشَلِيمَ حيث المجلس الذي يجتمعون فيه عادة وفي الكلام ما يدل على أن بعض الأعضاء لم يكونوا من سكان أروشليم.
٦ «مَعَ حَنَّانَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَيَافَا وَيُوحَنَّا وَٱلإِسْكَنْدَرِ، وَجَمِيعِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مِنْ عَشِيرَةِ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَة».
لوقا ٣: ٢ ويوحنا ١١: ٤٩ و١٨: ١٣
حَنَّانَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ انظر شرح (يوحنا ١١: ٤٩). كان حنان هو رئيس الأحبار القانوني منذ السنة السابعة للميلاد إلى الخامسة عشرة ثم نُقلت عنه لكن بقي له الاسم والسلطان فذُكر هنا أولاً نظراً إلى سنه وشرفه وبراعته.
قَيَافَا انظر شرح (يوحنا ١٨: ١٣) تولى رئاسة الكهنة من سنة ٢٤ ب. م إلى سنة ٣٦ ب. م وكان حنّان وقيافا مجتهدين في محاكمة يسوع فلا عجب من اجتهادهما في تسكيت اثنين من رسله ومنه انتشار تعليمهما في الشعب لأن إثبات دعوى يسوع إثبات لإثمهما في حكمهما عليه.
يُوحَنَّا وَٱلإِسْكَنْدَرِ لا نعلم من أمرهما شيئاً سوى أنهما من أقرباء حنّان وقيافا على الأرجح وعضوان من أعضاء المجلس الكبير فلزم من ذلك أنهما كانا من أرباب الاعتبار في أورشليم.
عَشِيرَةِ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ مما يدل على أهمية هذه العشيرة ما ذكره يوسيفوس من أن خمسة منها تولى رئاسة الكهنة.
٧ «وَلَمَّا أَقَامُوهُمَا فِي ٱلْوَسَطِ، جَعَلُوا يَسْأَلُونَهُمَا: بِأَيَّةِ قُوَّةٍ وَبِأَيِّ ٱسْمٍ صَنَعْتُمَا أَنْتُمَا هٰذَا؟».
خروج ٢: ١٤ ومتّى ٢١: ٢٣ وص ٧: ٢٧
فِي ٱلْوَسَطِ أي وسط أعضاء المجلس ولعلهم ظنوا أن سجن الرسولين ليلة يخيفهما ويخضعهما للمجلس.
بِأَيَّةِ قُوَّةٍ قد سألوا المسيح قبلاً مثل هذه السؤال (متّى ٢١: ٢٣). لم ينكروا على الرسولين حقيقة الشفاء لأن الإنسان الذي شُفي كان حاضراً (ع ٩).
وَبِأَيِّ ٱسْمٍ أي بسلطان من. لم يسألوهما ذلك بغية الوقوف على الحق إذ لا بد من أنهم سمعوا ممن شاهدوا المعجزة أنهما صنعاها باسم يسوع المسيح (ص ٣: ٦) ورأوا أن كونهما خادعين من الأمور المسلمة عند الجميع ولم يخطر على بالهم أن يبحثوا عن أن ما فعلاه بيّنة على أنهما رسولا الله. والأرجح أنهم قصدوا بسؤالهم تخويف الرسولين لظنهم أنهم لا يتجاسران على الاعتراف بأنهما تلميذا من حُكم عليه وصُلب فينكران اسمه. وإن قالا أنهما فعلا المعجزة باسم يسوع حكموا عليهما بالتجديف أو السحر أو عصيان حكم الرؤساء.
٨ «حِينَئِذٍ ٱمْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَقَالَ لَهُمْ: يَا رُؤَسَاءَ ٱلشَّعْبِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ».
مرقس ١٣: ١١ ولوقا ١٣: ١١ و١٢ و٢١: ١٤ و١٦ وع ٣١ وص ١٣: ٩
ٱمْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ راجع شرح (ص ٢: ٤). كان هذا الامتلاء تقوية له للمحاماة عن الحق أمام المجلس على وفق وعد المسيح وهو قوله «فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ» (متّى ١٠: ١٩ و٢٠) قابل ذلك بما في (مرقس ١٣: ١١ ولوقا ٢١: ١٤ و١٥).
كان ما فعله رؤساء الكهنة والصدوقيون وسيلة إلى تمهيد السبيل لمناداة بطرس بأن يسوع قد قام أمام المجلس الذي حكم عليه كما أنه قد نادى في الهيكل أمام الشعب. ولا ريب في أن بطرس ذكر حينئذ إنكاره ليسوع ثلاث مرات أمام خدم ذلك المجلس فرغب في أنه يصلح ما أفسد على قدر الإمكان بالاعتراف به علانية.
يَا رُؤَسَاءَ ٱلشَّعْبِ خاطبهم بكل احترام كما أمر الإنجيل (متّى ٢٢: ٢١ ورومية ١٣: ٧ و١بطرس ٣: ١٥ – ١٧).
٩، ١٠ «٩ إِنْ كُنَّا نُفْحَصُ ٱلْيَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِنْسَانٍ سَقِيمٍ، بِمَاذَا شُفِيَ هٰذَا، ١٠ فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلنَّاصِرِيِّ، ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، ٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱللّٰهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، بِذَاكَ وَقَفَ هٰذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحاً».
ص ٣: ٦ و١٦ ص ٢: ٤٢
كان خطر عظيم على بطرس من إقراره بالحق وشهادته ليسوع في المجلس فكان سهلاً عليه أن يتخلص من ذلك الخطر بأجوبة ملتبسة لكنه لم يفعل ذلك بل صرح بالحق بشجاعة وأظهر أنه مستحق أن يلقب ببطرس أي صخر كما لقبه المسيح (متّى ١٦: ١٧ و١٨ ويوحنا ١: ٤٢). كان بطرس منذ مدة قصيرة كثير الجبانة أنكر المسيح خوفاً فما كان يمكن أن يحصل على هذا التغير لو لم يشاهد الرب عياناً قد قام ويتحقق صحة دعواه. فلو لم يكن المسيح قد قام ما كان من داع إلى اعتراف بطرس به واستحال أن يعرض نفسه للخسارة والعار والاضطهاد والموت فاحتماله ذلك يظهر أنه كان على يقين من أمر يسوع.
عَنْ إِحْسَانٍ أي شفاء المقعد. أشار المجلس إلى ذلك بقولهم «هذا» فذكره الرسول بما يستحقه. والعادة أن يفحص أرباب المجالس عن الإساءة لا عن الإحسان فأشار بطرس إلى أن ما فعلوه خلاف العادة.
هٰذَا يتضح من هذا أن الذي شُفي كان في الحضرة شاهداً أو مشاهداً.
بِٱسْمِ أي بقوة وسلطان كما في (ص ٣: ٦).
يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ قرن أحد هذين الاسمين بالآخر من أعظم ما يكرهه ذلك المجلس لأنه أنكر أن يسوع هو المسيح وبطرس صرح بأنه هو هو وهذا لا يصدر إلا عن جسارة عظيمة جداً.
ٱلنَّاصِرِيِّ كما كُتب في عنوان صليبه. ونعته بذلك للتقرير ولدفع كل التباس فأبان أن الذي حصل الشفاء باسمه هو الناصري المهان.
ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ وإن كان الذي حكم عليه بالموت بيلاطس لأنكم أنتم العلة أيها الرؤساء أرباب هذا المجلس. كان بطرس قد نسب صلبه إلى الشعب (ص ٢: ٢٣ و٣: ١٤ و١٥) ونسبته إلى المجلس أولى لأنه هو الذي حكم عليه بالموت أولاً ثم هيّج الشعب على طلبه من الحاكم الروماني. ولما حكم عليه أرباب ذلك المجلس لم يتوقعوا أن يسمعوا بعد قليل بيان ذنبهم بذلك.
ٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱللّٰهُ الذي دانوه هم برره الله لأن إقامة الله إيّاه بيّنت فساد حكمهم. فإذا أعلن بطرس ثلاثة أمور هي على غاية الكراهة عندهم الأول أن يسوع هو المسيح والثاني أنهم قتلة المسيح والثالث أن الله أقامه.
بِذَاكَ أي المسيح.
وَقَفَ هٰذَا أَمَامَكُمْ وهذا دليل ثان على أن الذي شُفي كان في الحضرة منظوراً لأنه أشار إليه وأبان أنه واقف أمامهم.
صَحِيحاً أعلن بهذا أن يسوع فضلاً عن أنه قام حاضر يفعل المعجزات ويشفي كما كان يفعل وهو على الأرض في الجسد.
١١ «هٰذَا هُوَ ٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي ٱحْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا ٱلْبَنَّاؤُونَ، ٱلَّذِي صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ».
مزمور ١١٨: ٢٢ وإشعياء ٢٨: ١٦ ومتّى ٢١: ٤٢ و١بطرس ٢: ٦
هذه الآية من المزمور ١١٨: ٢٢ واقتبسها المسيح قبلاً وأوضح أنها قيلت فيه (متّى ٢١: ٤٢ ولوقا ٢٠: ١٧) راجع الشرح هناك وانظر أيضاً (إشعياء ٢٨: ١٦ ورومية ٩: ٣٣ وأفسس ٢: ٢٠).
ٱحْتَقَرْتُمُوهُ هذا على وفق الأصل معنىً لا لفظاً.
أَيُّهَا ٱلْبَنَّاؤُونَ أراد بهم رؤساء اليهود الذين صاروا بوظيفتهم حفظة بيت الله الروحي الذي هو كنيسة إسرائيل فكانوا لذلك بمنزلة البنائين لكنيسة الله فلهذا كان عليهم أن يكونوا أول الفاحصين عن صحة دعوى يسوع والمعترفين بأنه المسيح والمجتهدين في توطيد مملكته وتوسيعها لكنهم جاءوا خلاف ذلك ولكن الله تم مقاصده على رغمهم. وما قاله بطرس وقتئذ شفاهاً كرره كتابة بعد نحو ثلاثين سنة من ذلك (١بطرس ٢: ٦ – ٨).
رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ هي أهم ما يكون في البناء وأوضح بطرس في الآية التالية بأي معنىً كان المسيح رأس الزاوية في بناء الله الروحي وذلك أنه هو ركن الخلاص يبني عليه المؤمنون رجاءهم النجاة من جهنم ونوال السماء.
أثبت بطرس من الكتب الإلهية أن يسوع هو المسيح لأنها أنبأت بأن الرؤساء يفعلون بالمسيح عين ما فعلوه بيسوع فرفضهم إيّاه ثبت بصحة دعواه أنه مختار الله أو رأس الزاوية.
١٢ «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ ٱلْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».
متّى ١: ٢١ وص ١٠: ٤٣ و١تيموثاوس ٢: ٥ و٦
عدل بطرس من هنا عن الكلام في شفاء الأعرج إلى موضوع أسمى وهو بيان خلاص أعظم من خلاص الجسد من المرض وهو خلاص النفس من الخطيئة خلاصاً أبدياً وهو موضوع الإنجيل كله وغاية كل من العهدين. فما ذُكر في الآية السابقة على سبيل المجاز ذُكر على سبيل الحقيقة وزيد عليه أن يسوع هو المخلص الوحيد.
وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ أي به وليس إلا به لا كما اعتقد اليهود أنهم يخلصون بتسلسلهم من إبراهيم أو بطاعتهم لشريعة موسى أو ببرهم الذاتي فإنهم بدون المسيح هالكون وبه الخلاص الكامل.
ٱلْخَلاَصُ من الخطيئة وعواقبها (متّى ١: ١٢ ولوقا ٤: ١٨ وأعمال ٥: ٣١ ورومية ٨: ٢١ وغلاطية ٥: ١). فبطرس بعدما أنذر أرباب المجلس على ما ارتكبوه ما صلب المسيح أخذ يبشرهم بالخلاص بواسطته.
لأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ الخ هذه العبارة تعليل الذي قبلها أي بيان سبب عدم الخلاص بغير المسيح والسبب أن الله لم يعدّ مخلصاً للخطاة غيره لأنه هو الذي أُعطي ولم يُعط آخر. ومعنى قوله «أعطي بين الناس» أنه أُعلن من السماء للبشر وعُرف بينهم. والمراد «بالاسم» هنا الذات التي يدل هو عليها. والخلاص الذي أعده الله للناس إنما أعده بابنه لا بملاك ولا بغيره من المخلوقات وهذا كقول بولس «لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلٰهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ: ٱلإِنْسَانُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ» (١تيموثاوس ٢: ٥). وهذا الاسم كافٍ وإن يكن وحيداً لأنه يهب الرجاء والسرور للأثمة الآيسين ودمه فدية عن ديننا وتطهير لنا من الدنس وشفاعته تأتينا بالنعمة في هذه الدار والقبول والمجد في دار الآخرة حتى أن الأطفال الذين يموتون قبل أن يعرفوا هذا الاسم أو يستطيعوا لفظه به يخلصون. وأشار بقوله «ينبغي» إلى قضاء الله الذي عيّن ذلك الاسم للخلاص. وجعل بقوله «نخلص» الرسل والرؤساء والشيوخ بمنزلة واحدة في الحاجة إلى الخلاص وفي إمكان أن يجدوه بيسوع وحده فيسوع المصلوب كان مخلصاً لصالبيه كما كان مخلصاً لمن وقفوا تحت الصليب يبكونه.
١٣ «فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا ٱلْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ، تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ».
متّى ١١: ٢٥ و١كورنثوس ١: ٢٧
فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ خاب رجاء المجلس في أنه يخيف الرسولين بوقوفهما أمامه وسؤالهم إيّاهما لينكرا ما فعلاه أو يقولا ما يوجب عليهما الحكم.
بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا لم يذكر الكاتب شيئاً من كلام يوحنا ولكن من المحتمل أن يوحنا صدّق كلام بطرس بالقول أو بشهادة إمارات وجهه فحكموا بمجاهرته كمجاهرة بطرس.
إِنْسَانَانِ عَدِيمَا ٱلْعِلْمِ لم يتعلما في المدارس اليهودية كالكتبة ولم يجلسا عند أقدام الربانيين لتعلم الشريعة.
وَعَامِّيَّانِ أي من سفلة الناس أصلاً وبلا رتبة حالاً واستنتجوا ذلك من هيئتهما ولهجتهما فكان كلامهما وجراءتهما مما لا يتوقع من أمثالهما. وكان معظم انتصار الإنجيل منذ أول عهده إلى اليوم على أيدي مثل ذينك الرجلين (١كورنثوس ١: ٢٧).
فَعَرَفُوهُمَا الخ ذكروا ما نسوه وهو أنهم عهدوهما من تلاميذ يسوع والذي نبههم على ذلك تعجبهم مما فعلاه. ولا بد من أن كثيرين من أولئك الرؤساء شاهدوا مراراً أعمال يسوع وسمعوا تعليمه حين كان تلاميذه معه (متّى ٢١: ٢٣ ولوقا ١٨: ١٨ ويوحنا ١٢: ٤٢) وقيل أن يوحنا كان معروفاً عند رئيس الكهنة (يوحنا ١٨: ١٥). فذانك الرسولان وإن لم يكونا قد تعلما من الربانيين كانا قد تعلما من الرب يسوع شفاهاً ومن الروح القدس إلهاماً وكانا أيضاً واثقين بما تكلما به فهذا جعل لكلامهما قوة عظيمة. والسامعون اقتصروا على التعجب فلم يستفيدوا سواه.
الذي تكلم في هذا اليوم هو الذي تكلم في مساء اليوم الذي قبله في الهيكل وأقام في هذا عين الأدلة التي أقامها في ذاك ولكن آمن في اليوم السابق ألفان ولم يؤمن في هذا اليوم أحد وعلة قبول الحق في الأول الاستعداد وعلة عدمهِ عدمهُ.
١٤ «وَلٰكِنْ إِذْ نَظَرُوا ٱلإِنْسَانَ ٱلَّذِي شُفِيَ وَاقِفاً مَعَهُمَا، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شَيْءٌ يُنَاقِضُونَ بِهِ».
ص ٣: ١١
لم يمكنهم أن ينكروا حقيقة المعجزة ولا نفعها كما أنهم لم يستطيعوا إنكار أن يسوع فتح عيني الأعمى (يوحنا ٩: ٢٤) ولم يجدوا شيئاً يشتكون به على الرسولين ولا ريب في أنهم امتلأوا غيظاً من خطاب بطرس فلو وجدوا في كلامه علة لعاقبوهما على قدر ما يستطيعون لكن قوة الحق أفحمتهم فصار الشاكون مشكوّين والقضاة بمنزلة المتهمين واللذان أسكتا مجلس اليهود المتكبر صيادا سمك من الجليل.
١٥ «فَأَمَرُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا إِلَى خَارِجِ ٱلْمَجْمَعِ، وَتَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ».
ٱلْمَجْمَعِ أي المجلس. وجدوا أنه لا يليق بشرفهم أن يعترفوا بمغلوبيتهم أمام الرسولين المتهمين ولا أن يبقوا ساكتين وأخرجوهما لكي يتحاوروا للتوصل إلى ما يتخلصون به من تعربسهم. ولا عجب من أن لوقا عرف ما حدث في المجلس بعد خروج الرسولين لأن كثيرين من الكهنة آمنوا بتعليمهما فيمكن أنهم أخبروا بما صار (ص ٦: ٧) إن لم يكن قد ألهمه الروح القدس بلا واسطة.
١٦ «قَائِلِينَ: مَاذَا نَفْعَلُ بِهٰذَيْنِ ٱلرَّجُلَيْنِ؟ لأَنَّهُ ظَاهِرٌ لِجَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ أَنَّ آيَةً مَعْلُومَةً قَدْ جَرَتْ بِأَيْدِيهِمَا، وَلاَ نَقْدِرُ أَنْ نُنْكِرَ».
يوحنا ١١: ٤٧ ص ٣: ٩ و١٠
مَاذَا نَفْعَلُ كان يجب عليهم أن يقروا بخطيئتهم بقتل يسوع ويتشاوروا في ما يمكنهم من الإصلاح ويتخلصوا من عاقبة معصيتهم لأن المعجزة كانت برهاناً قاطعاً على صحة ما قاله الرسولان. والظاهر أنه لا أحد من أعضاء المجلس السبعين انتصر للحق أو أقر ببطلان مقاومة يسوع إنما اتفقوا جميعاً على التخلص من لوم الناس ومنع الديانة الجديدة من الانتشار.
بِهٰذَيْنِ ٱلرَّجُلَيْنِ كان مجلسهم معيناً للحكم بمقتضى البراهين فكان عليهم أن يطلقوا الرسولين المتهمين ولكن سؤالهم لم يكن عما يجب عليهم عدلاً أن يفعلوه عما كان موافقاً لهم.
آيَةً مَعْلُومَةً لم يمكنهم أن ينكروا تلك الآية أي شفاء المقعد لظهورها للجميع ولعدم كل ريب في صحتها.
وَلاَ نَقْدِرُ أَنْ نُنْكِرَ أي لو كان لنا من سبيل إلى الإنكار أنكرنا ولو كذبنا كما فعلنا بإنكار قيامة يسوع برشوة العسكر (متّى ٢٨: ١٣).
١٧ «وَلٰكِنْ لِئَلاَّ تَشِيعَ أَكْثَرَ فِي ٱلشَّعْبِ، لِنُهَدِّدْهُمَا تَهْدِيداً أَنْ لاَ يُكَلِّمَا أَحَداً مِنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا بَعْدُ بِهٰذَا ٱلٱسْمِ».
لِئَلاَّ تَشِيعَ هذا الذي خافوه أكثر من كل شيء لأن بطرس قد قال لهم «… ليكن معلوماً عند … جميع شعب إسرائيل أنه باسم يسوع الناصري الخ».
لِنُهَدِّدْهُمَ اعتاد أعداء الحق أن يسكتوا بالتهديدات والظلم من لم يستطيعوا أن يسكتوه بالبراهين واكتفوا حينئذ بالتهديد على رغمهم لأنهم خافوا من الشعب لميله إلى الرسولين.
بِهٰذَا ٱلٱسْمِ أنف أعضاء المجلس فيما بينهم أن يذكروا اسم يسوع.
١٨ «فَدَعَوْهُمَا وَأَوْصَوْهُمَا أَنْ لاَ يَنْطِقَا ٱلْبَتَّةَ، وَلاَ يُعَلِّمَا بِٱسْمِ يَسُوعَ».
ص ٥: ٤٠
هذا أمر المجلس على وفق الحكم الذي اتفقوا عليه وهو يتضمن التهديد إذا خالفوه.
١٩ «فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا: إِنْ كَانَ حَقّاً أَمَامَ ٱللّٰهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ ٱللّٰهِ، فَٱحْكُمُوا».
ص ٥: ٢٩
أظهر بطرس ويوحنا في جوابهما المجاهرة التي أظهراها في الخطاب وتيقنهما صحة ما شاهداه وأنهما مكلفان بالشهادة. ثم سألا القضاة أنفسهم أن يحكموا بأن الحق معهما بعصيان أمرهم.
أَمَامَ ٱللّٰهِ قابل الرسولان حكم المجلس بحكم الله وأشار إلى أنه حكم الله هو الحق والطاعة له الأولى وأن السؤال المهم عندهما ما استصوبه الله لا ما استصوبه المجلس أو غيره من الناس وأن لا حق إلا ما كان أمام الله.
أَنْ نَسْمَعَ أي نطيعكم.
أَكْثَرَ مِنَ ٱللّٰهِ هذا يستلزم أنهما لم يتكلما بسلطانهما فكأنهما قالا أمرنا الله أن نتكلم وأنتم تأمروننا بأن نسكت فأيّ يجب أن نطيعه فلو كان أعضاء المجلس خالين من الهوى لحكموا بإطاعة الله لكنهم ادعوا أنهم هم نواب الله يتكلمون بسلطانه نظراً لرتبتهم. لكنه كان للرسولين برهان أنهما هما المتكلمان بسلطان الله وهو المعجزة.
هذا المثال الأول لما جرى كثيراً في الكنيسة المسيحية من الاختلاف بين أوامر الرؤساء دينيين وسياسيين وحرية الضمير. وجواب بطرس هنا كجوابه وسائر الرسل بعد قليل وهو قولهم «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلنَّاسِ» (ص ٥: ٢٩).
والمبدأ الذي وضعه بطرس حينئذ هو أن كلام الله في الكتاب أو الضمير هو المعول عليه في الأمور الدينية فوق كل ما سواه فالإنسان مسؤول لله وحده في الإيمان فلا سلطان لأحد سواه على قلب الإنسان والداً كان أم كنيسة أم مجمعاً أم غير ذلك من المخلوقات. وهذا المبدأ هو ركن إصلاح الكنيسة في القرن السادس عشر. والخلاف الذي وقع بين الرسولين وأعضاء مجلس السبعين لا يزال إلى الآن فالله يأمر بشيء والناس يأمرون بما ينافيه.
٢٠ «لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا».
ص ١: ٨ و٢: ٣٢ و٢٢: ١٥ و١يوحنا ١: ١ و٣
لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ لعدة أسباب وهي أنهما تيقنا حق ما تكلما به وأن محبة الحق تجبر صاحبها على المناداة به وأنهما أُمرا من الله أن يتكلما بما تحققا (مرقس ١٦: ١٥ وأعمال ١: ٨). وقولهما هنا كقول بولس لأهل كورنثوس «ٱلضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ» (١كورنثوس ٩: ١٦).
بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا من أفعال يسوع وأقواله ولا سيما قيامته.
٢١ «وَبَعْدَمَا هَدَّدُوهُمَا أَيْضاً أَطْلَقُوهُمَا، إِذْ لَمْ يَجِدُوا ٱلْبَتَّةَ كَيْفَ يُعَاقِبُونَهُمَا بِسَبَبِ ٱلشَّعْبِ، لأَنَّ ٱلْجَمِيعَ كَانُوا يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ عَلَى مَا جَرَى».
متّى ٢١: ٢٦ ولوقا ٢٠: ٦ و١٩ و٢٢: ٢ وص ٥: ٢٦ ص ٣: ٧ و٨
كرروا التهديد الذي في ع ١٨ ولولا خوفهم من الشعب لعذبوهما ولو وجدوا علّة شرعية لعاقبوهما بالضرب أو السجن.
ٱلْجَمِيعَ أي الأكثر.
يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ على ما جرى لأنهم تحققوا صحة الشفاء لمعرفتهم الذي شُفي منذ سنين أنه أعرج وأنه كان حينئذ أمامهم صحيحاً وأنهم اعتبروا شفاءه بقوة الله لا بالسحر وأنه كان نعمة للمصاب وإعلاناً لهم أن تعليم الرسولين حق وهذا كله كان تمجيداً لله.
٢٢ «لأَنَّ ٱلإِنْسَانَ ٱلَّذِي صَارَتْ فِيهِ آيَةُ ٱلشِّفَاءِ هٰذِهِ كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً».
ذكر الكاتب ذلك إظهاراً لعظمة المعجزة لأنه كلما طال المرض عسر شفاؤه وأن الوسائط البشرية عاجزة عن شفاء مثله وأنه لا وسيلة في ذلك إلى الخداع.
نتيجة شفاء الأعرج ونمو الكنيسة ع ٢٣ إلى ٣٧
٢٣ «وَلَمَّا أُطْلِقَا أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخ».
ص ١٢: ١٢
رُفَقَائِهِمَا أي الرسل وسائر المسيحيين (ص ٢: ٤٤ و٤٥).
أَخْبَرَاهُمْ لكي يبهجاهم بعجز المجلس عن أضرارهما وليتحدوا معهما في الصلاة لله بغية الثبات إلى النهاية.
رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ أي أعضاء المجلس.
٢٤ «فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتاً إِلَى ٱللّٰهِ وَقَالُوا: أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ ٱلإِلٰهُ ٱلصَّانِعُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلأَرْضَ وَٱلْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا».
لوقا ٢: ٢٩ و٢ملوك ١٩: ١٥
رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتاً في الصلاة وهذا خير ملجإ للمتهدّدين والمضطهدين. فيجب أن لا تهمل الصلاة مهما كان لنا من المساعدة البشرية. ونحن نلجأ إليه تعالى لقدرته ومحبته ومواعيده. وكانت تلك الصلاة كأنها خارجة من قلب واحد مملوء غيرة لله ومحبة لأخيه.
أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ الخ هذه العبارة من (مزمور ١٤٦: ٦) وفيها تعظيم لله باعتبار قدرته على كل شيء وحقه أن يتصرف بهم كما يشاء بدليل أنه خلق العالمين ولهذا جعلوا ذلك مقدمة لصلاتهم تقوية لإيمانهم به. فمقدمتهم في هذه الصلاة كمقدمة نحميا في صلاته (نحميا ٩: ٦) ومقدمة حزقيا في صلاته (٢ملوك ١٩: ١٥) ومقدمة إرميا في صلاته (إرميا ٣٢: ١٧). فكون قدرة الله غير محدودة يحقق لنا أنه يجري كل مقاصده ويتم كل مواعيده ويحقق أيضاً بطلان مقاومة الأشرار إيّاه وأن الذين مع الله والله معهم ينتصرون لا محالة.
٢٥ «ٱلْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا ٱرْتَجَّتِ ٱلأُمَمُ وَتَفَكَّرَ ٱلشُّعُوبُ بِٱلْبَاطِلِ؟».
مزمور ٢: ١ و٢
هذا من (مزمور ٢: ١ و٢).
ٱلْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ هذا برهان على أن داود كاتب هذا المزمور وأنه تكلم به بالوحي. واتخاذهم هذا الكلام في صلاتهم دليل على ثقتهم أنهم ينجحون في تبشيرهم وينتصرون على مضطهديهم لأن غاية هذا المزمور إعلان نصرة الحق على كل أعدائه. وفيه طلب إلى الله أن يكمل ما وعد به فيه من نصر ملكوت ابنه.
لِمَاذَا ٱرْتَجَّتِ ٱلأُمَمُ على المسيح والاستفهام هنا لتعجّب المتكلم وتوبيخ المعتدين لأن ارتجاجهم عبث ومهلك إيّاهم. فكل اجتهاد أعداء المسيح كان باطلاً لأن الله قصد أن يقيم مملكة ابنه ويؤيدها وهو أقوى منهم وأحكم وقادر أن يجعل مقاومتهم له وسيلة إلى تقدمه.
وَتَفَكَّرَ ٱلشُّعُوبُ بِٱلْبَاطِلِ يعمّ الأمم والشعوب كل صنوف الناس يهوداً وغيرهم والأمر الذي تفكروا به بالباطل منع تقدّم المسيح.
٢٦ «قَامَتْ مُلُوكُ ٱلأَرْضِ، وَٱجْتَمَعَ ٱلرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى ٱلرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِه».
ما أنبأ به داود من جهة مقاومة الملوك والرؤساء كان قد تم حينئذ بمقاومة رؤساء اليهود.
قَامَتْ أشار بذلك إلى استعدادهم لمقاومة دعوى المسيح بعنف.
عَلَى ٱلرَّبِّ أي الآب الذي أرسل المسيح على الوجه الذي اختاره وهو خلاف الفكر الذي أراده الرؤساء.
عَلَى مَسِيحِهِ أي ممسوحه لأن الروح القدس مسحه لعمل الفداء (لوقا ٤: ١٨). والمقاومة للمسيح هي مقاومة للآب واحد ولأن إهانة الرسول إهانة الرسول إهانة للمرسل.
٢٧ «لأَنَّهُ بِٱلْحَقِيقَةِ ٱجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ ٱلْقُدُّوسِ يَسُوعَ، ٱلَّذِي مَسَحْتَهُ، هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ ٱلْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ».
متّى ٢٦: ٣ ولوقا ٢٢: ٢ و٢٣: ١ و٨ لوقا ١: ٣٥ و٤: ١٨ ويوحنا ١٠: ٣٦
هذا بيان أن نبوءة داود تمت بالمسيح.
فَتَاكَ ٱلْقُدُّوسِ انظر شرح (ص ٣: ١٣ و٣٦).
هِيرُودُسُ انظر شرح (لوقا ٢٣: ١ – ١٢) وهو ملك من ملوك الذين قاموا على المسيح ونائب عن الباقين.
وَبِيلاَطُسُ ٱلْبُنْطِيُّ (متّى ٢٧: ٢٦ ولوقا ٢٣: ٢٤ ويوحنا ١٩: ١٦) وهو من الرؤساء المشار إليهم في النبؤة.
مَعَ أُمَمٍ أي العسكر الروماني الوثني الذي سخر بالمسيح وصلبه (متى ٢٧: ٢٧ – ٣٥).
وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ (متّى ٢٧: ٢٠) وهم بعض الشعوب المشار إليهم في النبؤة ونواب عن سائر الشعوب.
٢٨ «لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ».
ص ٢: ٢٣ و٣: ١٨
انظر شرح (ص ٢: ٢٣ و٣: ١٨).
لِيَفْعَلُوا أي ليقتلوا المسيح وذلك غاية اجتماعهم لكنهم لم يريدوا أو يقصدوا أن يتمموا مشورة الله بل أرادوا وقصدوا خلافه ففعلوا ما فعلوه حسداً وبغضاً وإجابة لإلحاح البعض وأتوا ذلك اختياراً ولهذا أجرموا وإن كانوا قد أنفذوا ما عيّنه الله.
يَدُكَ أي قوتك في إقامة ملكوت المسيح.
مَشُورَتُكَ أي حكمتك في عمل الفداء (ص ٣: ١٨).
٢٩ «وَٱلآنَ يَا رَبُّ، ٱنْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَٱمْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ».
ع ١٣ و٣١ وص ٩: ٢٧ و١٣: ٤٦ و١٤: ٣ و١٩: ٨ و٢٦: ٢٦ و٢٨: ٣١ وأفسس ٦: ١٩
ٱنْظُرْ أي التفت. اقتصروا على هذا الطلب وتركوا الفعل لإرادته وحكمته ولم يطلبوا إهلاك أعدائهم ولا الحماية مما هددوهم به.
وَٱمْنَحْ عَبِيدَكَ أي امنحنا نحن عبيدك نعمة وشجاعة.
أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ قصدوا أن يتكلموا بدون التفات إلى تهديدات الناس وتوقعوا الخطر في ذلك السبيل ولم يسألوا الحماية بل النعمة والجرأة. نعم كان لهم شيء من الشجاعة ع ١٣ لكنهم أرادوا زيادتها ودوامها لأنهم عرفوا ضعف طبيعتهم.
٣٠ «بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِٱسْمِ فَتَاكَ ٱلْقُدُّوسِ يَسُوعَ».
ص ٢: ٤٣ و٥: ١٢ ص ٣: ٦ و١٦ وع ٢٧
بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ هذا أمر ثان مما طلبوه ومعنى «مد اليد» هنا إعلان القوة. وسألوه قوة عمل المعجزات لا للوقاية من أعدائهم بل لخدمة المسيح ولتكون بيّنة على صحة تعليمهم ووسيلة لإقناع الناس بأن يسوع هو المسيح.
آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كشفاء الأعرج.
بِٱسْمِ… يَسُوعَ ذلك الاسم الذي نهاهم الرؤساء عن التلفظ به (ع ١٩) وقصدوا هم أن ينادوا به.
٣١ «وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَٱمْتَلأَ ٱلْجَمِيعُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ ٱللّٰهِ بِمُجَاهَرَة».
ص ٢: ٢ و٤ و١٦: ٢٦ ع ٢٩
تَزَعْزَعَ ٱلْمَكَانُ كان ذلك علامة حسية لإجابة الله صلاتهم ولم يكن ذلك اتفاقاً لأنه حدث عند نهاية الصلاة. وما ذُكر دليل على فاعلية الصلاة باتحاد وحرارة. سألوا الله إعلان قوته فأعلنها بهز المكان وذلك مما لا يستطيعه إلا الله. وحدث مثل هذا يوم كان بولس وسيلا يترنمان ويصليان (ص ١٦: ٢٦).
وَٱمْتَلأَ ٱلْجَمِيعُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ سألوا الله المجاهرة بدينه فوهب لهم علة المجاهرة والفصاحة وكل الفضائل.
وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ… بِمُجَاهَرَةٍ كما طلبوا وهذا نتيجة امتلائهم من الروح القدس. وما أتوه في أورشليم بعد ذلك على رغم تهديدات الرؤساء وأوامرهم دليل على أن تلك المجاهرة دامت لهم إجابة لتلك الصلاة.
٣٢ «وَكَانَ لِجُمْهُورِ ٱلَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكا».
ص ٥: ١٢ ورومية ١٥: ٥ و٦ و٢كورنثوس ١٣: ١١ وفيلبي ١: ٢٧ و٢: ٢ و١بطرس ٣: ١٨ ص ٢: ٤٤
لِجُمْهُورِ زاد عدد المؤمنين كثيراً وكانوا قبل ذلك نحو خمسة آلاف ع ٤ وما قيل فيهم سابقاً لم يزل جارياً فعلاً (ص ٢: ٤١ و٤٢ و٤٤).
قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ أي كانوا كثيراً وكانوا قبل ذلك نحو خمسة آلاف كذلك إلا أن يقال «كان لهم قلب واحد ونفس واحدة». ودليل ذلك الاتحاد مواظبتهم على سمع تعليم الرسل والصلاة معاً وإظهار السخاء وعدم الانشغاف وطلب الترأوس.
وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ الخ أي ما دام غيره محتاجاً فأنكروا حب الذات قولاً وفعلاً وحسبوا ما لهم لنفع الجميع لا نفع صاحب المال خاصة أنظر شرح (ص ٢: ٤٤). والمحتاجون في الكنيسة دائماً فيجب عليها أن تعتني بهم بسخاء وإنكار الذات كما كان في الكنيسة الأولى.
٣٣ «وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ ٱلرُّسُلُ يُؤَدُّونَ ٱلشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ».
ص ١: ٨ و٢٢ و٢: ٤٧
هذا على وفق وعد المسيح للرسل بقوله «لكنكم ستنالون قوة» (ص ١: ٨). وكانت لهم قوة على قلوب الناس للإقناع بواسطة كلامهم والمعجزات التي صنعوها لإثباته ونالوا تلك القوة من الروح القدس.
ٱلشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ ٱلرَّبِّ قيامة الرب هو جوهر شهادتهم لبيان أن يسوع هو المسيح ولإرشاد الناس إلى الإيمان به لخلاص نفوسهم.
وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ الخ أي نعمة الله وهي رضاه عنهم وهذه النعمة مصدر تأثير كلامهم في غيرهم لا لفصاحتهم أو بلاغتهم. وهي تشتمل أيضاً على مسرة الناس بهم كما في (ص ٢: ٤٧) والأول علة للثاني لأن رضى الله عنهم قدرهم على فعل المعجزة لمنفعة الشعب فأكسبهم النعمة لديه. وتلك النعمة جذبت قلوب الناس إليهم على وفق قول الحكيم «إِذَا أَرْضَتِ ٱلرَّبَّ طُرُقُ إِنْسَانٍ جَعَلَ أَعْدَاءَهُ أَيْضاً يُسَالِمُونَهُ» (أمثال ١٦: ٧). ونوال تلك النعمة نتيجة الاتحاد والمحبة على ما سلف ذكره.
٣٤ «إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجاً، لأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُولٍ أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ ٱلْمَبِيعَاتِ».
ص ٢: ٤٥
ما ذُكر هنا آية تلك النعمة.
لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجاً لأن الأغنياء منهم قاموا بحاجات الفقراء الذين لا بد من وجود مثلهم في مثل ذلك الجمهور.
لأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُولٍ الخ هذا علة أنه لم يبق المحتاجون منهم في احتياجهم. فكانت محبتهم للمسيح وللإخوة لأجله فوق حب المال. ولا يلزم مما قيل هنا أن أصحاب المال باعوا كل مقتنياتهم ولعل بعضهم فعل كذلك ولكن كلاً منهم فعل على قدر الحاجة وكان مستعداً أن ينفق كل ما له إذا اقتضت الحال انظر شرح (ص ٢: ٤٥). ولنا من هذا أن ديانة المسيح تعلم الإنسان السخاء وتنزع من قلبه حب المال الطبيعي المهلك وتجعل المؤمنين أهل بيت واحد وتحمل الإنسان على رحمة الفقراء والمصابين اقتداء برئيسها الذي «افتقر لأجلنا وهو الغني».
٣٥ «وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ ٱلرُّسُلِ، فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ ٱحْتِيَاجٌ».
ع ٣٧ وص ٥: ٢ ص ٢: ٤٥ و٦: ١
وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ ٱلرُّسُلِ هذا مجاز والحقيقة أنهم كانوا يعطون الرسل أثمان ما باعوه لكي ينفقوا على المحتاجين في الكنيسة فاستطاع الرسل على القيام بذلك مدة كانت الكنيسة صغيرة لكنهم لما كبرت ثقل الحمل عليهم حتى لم يستطيعوا أن يحملوه (ص ٦: ١ و٢).
فَكَانَ يُوزَّعُ… كَمَا يَكُونُ لَهُ ٱحْتِيَاجٌ يتضح من هذا أنهم لم يجروا القسمة العامة دفعة ولم يشتركوا في كل الأموال بل أنفق الأغنياء على الفقراء على قدر الحاجة.
٣٦ «وَيُوسُفُ ٱلَّذِي دُعِيَ مِنَ ٱلرُّسُلِ بَرْنَابَا، ٱلَّذِي يُتَرْجَمُ ٱبْنَ ٱلْوَعْظِ، وَهُوَ لاَوِيٌّ قُبْرُسِيُّ ٱلْجِنْسِ».
ص ١١: ٢٣
أُورد يوسف مثلاً لما ذُكر من الموزعين ولعل تخصيصه بالذكر لأنه أجنبي الوطن ولأنه فاق غيره بالسخاء ولأنه اشتهر بعد ذلك بأنه مبشر.
ص ١١: ٢٢ و٢٤ و٣٠ و١٢: ٢٥ و١٣: ١ و٢ و٥٠ و١٤: ١٢ و١٥: ١٢ و١كورنثوس ٩: ٦ وغلاطية ٢: ١ و٩
دُعِيَ نظراً لما ظهر من صفاته كما دُعي أندراوس ويوحنا بابني الرعد (مرقس ٣: ١٧) وكما دُعي سمعان بطرس أي صخراً (يوحنا ١: ٤٢).
ٱبْنَ ٱلْوَعْظ ينتج من هذا أنه كان فصيح اللسان بليغاً قوي الحجة يعجب السامعين.
لاَوِيٌّ أي من سبط لاوي المعيّن من الله للخدمة الدينية وكان رجاله كهنة ولاويين فالكهنة هرون ونسله وسائرهم لاويون يساعدون الكهنة (عدد ص ٣ وتثنية ١٢: ١٨ و١٩ و١٨: ٦ – ٨ و١ايام ٢٣: ٢٤). ولم يكن لهذا السبط نصيب في أرض الميعاد كبقية الأسباط (عدد ١٨: ٢٠) لكن لم يُمنعوا من اشتراء أرضٍ إذا شاؤوا كما فعل إرميا وهو لاوي (إرميا ٣٢: ٧ – ١٢) وأخت برنابا كان لها بيت في أورشليم (أعمال ١٢: ٢٥) وكان التلاميذ يجتمعون فيه للصلاة (ص ١٢: ٢٥).
قُبْرُسِيُّ أي من قبرس وهي جزيرة كبيرة مخصبة في بحر الروم غربي سورية وسُميت قديماً كتّيم (تكوين ١٠: ٤ و٥ وعدد ٢٤: ٢٤) وكان فيها كثير من اليهود في عصر الرسل.
٣٧ «إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ بَاعَهُ، وَأَتَى بِٱلدَّرَاهِمِ وَوَضَعَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ ٱلرُّسُلِ».
ع ٣٤ و٣٥ وص ٥: ١ و٢
أعلن ما أظهره من السخاء وإنكار الذات أهليته لأن يكون مبشراً بالإنجيل.
السابق |
التالي |