إنجيل مرقس | 10 | الكنز الجليل
الكنز الجليل في تفسير الإنجيل
شرح إنجيل مرقس
للدكتور . وليم إدي
الأصحاح العاشر
بداءة خدمة المسيح في بيرية وتعليمه في الطلاق ع ١ إلى ١٢ (سنة ٢٩ ب. م)
١ «وَقَامَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ، فَٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ أَيْضاً، وَكَعَادَتِهِ كَانَ أَيْضاً يُعَلِّمُهُمْ».
متّى ١٩: ١ ويوحنا ١٠: ٤٠ و١١: ٧
وَقَامَ مِنْ هُنَاكَ أي من الجليل ولم يرجع إلى تلك البلاد إلا بعد قيامته.
وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ ليس في الطريق المستقيمة التي تمرّ في السامرة بل في طريق تدور شرقي الأردن في أرض بيريّة. وشغل في هذا السفر من الجليل إلى أورشليم نحو ستة أشهر. وما جاء في هذا الأصحاح بعض الحوادث التي جرت وهو في بيرية. وذكرها لوقا بالتفصيل من الأصحاح العاشر من إنجيله إلى الأصحاح الثامن عشر.
يُعَلِّمُهُمْ وزاد متّى على ذلك أن المسيح شفاهم (متّى ١٩: ٢) فجمع بين علاجهم الروحي وعلاجهم الجسدي. وذكر لوقا بعض ذلك التعليم ومنه مثل القاضي الظالم ومثل الفريسي والعشار ومثل الابن الضال.
٢ – ١٢ «٢ فَتَقَدَّمَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَسَأَلُوهُ: هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ ٱمْرَأَتَهُ؟ لِيُجَرِّبُوهُ. ٣ فَأَجَابَ: بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟ ٤ فَقَالُوا: مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَقٍ، فَتُطَلَّقُ. ٥ فَأَجَابَ يَسُوعُ: مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ، ٦ وَلٰكِنْ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا ٱللّٰهُ. ٧ مِنْ أَجْلِ هٰذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ، ٨ وَيَكُونُ ٱلاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. ٩ فَٱلَّذِي جَمَعَهُ ٱللّٰهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ. ١٠ ثُمَّ فِي ٱلْبَيْتِ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً عَنْ ذٰلِكَ، ١١ فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ وَتَزَّوَجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا. ١٢ وَإِنْ طَلَّقَتِ ٱمْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَّوَجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».
متّى ٩: ٣، تثنية ٢٤: ١ ومتّى ٥: ٣١ و١٩: ٧، تكوين ١: ٢٧ و٥: ٢، تكوين ٢: ٢٤ و١كورنثوس ٦: ١٦ وأفسس ٥: ٣١، متّى ٥: ٣٢ و١٩: ٩ ولوقا ١٦: ١٨ ورومية ٧: ٣ وكولوسي ٧: ١٠ و١١
مرّ الكلام على سؤال الفريسيين ليسوع في شأن الطلاق وجوابه لهم عليه في الشرح (متّى ١٩: ٣ – ١٢). وضمن متّى في جواب المسيح للفريسيين ما ذكره مرقس في ع ١١ و١٢ من أنه قاله للتلاميذ خاصة.
مِنْ أَجْلِ هٰذَا الخ (ع ٧) جاء هذا القول في سفر التكوين بلسان آدم تكوين ٢: ٢٤. وجاء في بشارة متّى أنه كلام الله (متّى ١٩: ٤) وهو هنا أنه كلام يسوع ولا تناقض لأن آدم تكلم بذلك بإلهام من الله ولأن يسوع هو الله.
وَإِنْ طَلَّقَتِ ٱمْرَأَةٌ زَوْجَهَا (ع ١٢) لم يذكر متّى هذه العبارة وليس في شريعة موسى ما يؤذن في ذلك (تثنية ٢٤: ١ – ٤). وليس هو من الأمور التي اعتادها اليهود سوى أن هيروديا طلقت زوجها فيلبس وتزوجت هيرودس أنتيباس (متّى ١٤: ٤). إنما أذنت في ذلك الشريعة اليونانية والشريعة الرومانية (١كورنثوس ٧: ١٣) وخلاصة تعليم المسيح في ما ذكره متّى ومرقس واحدة وهي:
(١) إن رباط الزيجة لا ينفك إلاَّ لعلة واحدة وهي الزنى.
(٢) إن أذن موسى للإسرائليين في الطلاق لم يكن إلا لقساوة قلوبهم ولاجتناب شرّ أعظم مع أنه لم يكن إلا إلى حين.
تقديم أولاد إلى المسيح ومباركته إياهم ع ١٣ إلى ١٦
١٣ – ١٦ «١٣ وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا ٱلتَّلاَمِيذُ فَٱنْتَهَرُوا ٱلَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. ١٤ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذٰلِكَ ٱغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: دَعُوا ٱلأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هٰؤُلاَءِ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. ١٥ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ. ١٦ فَٱحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ».
متّى ١٩: ١٣ ولوقا ١٨: ١٥، ١كورنثوس ١٤: ٢٠ و١بطرس ٢: ٢، متّى ١٨: ٣
استوفى الكلام على ذلك في الشرح (متّى ١٩: ١٣ – ١٥).
لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ أي يضع يده عليهم علامة للبركة كما فعل يعقوب عندما بارك ولدي يوسف (تكوين ٤٨: ٤).
ٱغْتَاظَ ربما ظهرت علامة الغيظ على وجهه. ولم يذكر متّى ذلك. وما اغتاظ يسوع من منع الأولاد عنه إلا لشدة رغبته في إتيانهم إليه. فالذين يمنعونهم الآن عن ذلك الإتيان يغيظونه والذين يأتون بهم إليه ينالون رضاه.
مَنْ لاَ يَقْبَلُ الخ لم يذكر متّى هذه العبارة في إنبائه بهذه الحادثة لأنه ذكرها قبل ذلك (متّى ١٨: ٣ و٤) وقد بينا هنالك في أي الصفات ينبغي أن يماثل المسيحيون الأولاد الصغار. ونستفيد من ذلك علاوة على وجوب تقديم الأولاد إلى المسيح أنه يجب على البالغين أن يكونوا كالأولاد لكي يدخلوا ملكوت الله.
فَٱحْتَضَنَهُمْ زاد مرقس هذا على ما قاله متّى. والمسيح أظهر بهذا رقة قلبه ومحبته للأولاد وهو يدل على أن الأولاد كانوا صغاراً أو أطفالاً (لوقا ١٨: ١٥).
الشاب الغني ع ١٧ إلى ٢٢
١٧ – ٢٢ «١٧ وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى ٱلطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلأَبَدِيَّةَ؟ ١٨ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ. ١٩ أَنْتَ تَعْرِفُ ٱلْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِٱلّزُورِ. لاَ تَسْلِبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ. ٢٠ فَأَجَابَ: يَا مُعَلِّمُ، هٰذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. ٢١ فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ ٱلْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي حَامِلاً ٱلصَّلِيبَ. ٢٢ فَٱغْتَمَّ عَلَى ٱلْقَوْلِ وَمَضَى حَزِيناً، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ».
متّى ١٩: ١٦ ولوقا ١٨: ١٨، خروج ٢٠ ورومية ١٣: ٩، متّى ٦: ١٩ و٢٠، ١٩: ٢١ ولوقا ١٢: ٣٣ و١٦: ٩
تكلمنا بالتفصيل على نبإ ذلك الشاب في الشرح (متّى ١٩: ١٦ – ٢٢). وأظهر مرقس ميله إلى تدقيق البيان بأنه وحده ذكر أن ذلك الشاب أتى راكضاً للاهتمام بمقصده ورغبته في إصابته. وأنه جثا ليسوع اعتباراً له. وأنه فعل ذلك في الطريق أمام المجمع فكان ذلك دليلاً على تواضعه. وأن يسوع حين نظر إليه أحبه. وأنه اغتم من جواب المسيح له ومضى حزيناً.
لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً (ع ١٨) أبى يسوع أن يقبل ذلك اللّقب من الشاب بناء على اعتقاد ذلك الشاب أن المسيح ليس سوى إنسان أفضل من سائر الناس بالحكمة والتقى.
لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ هذا كأنه قال إذا كنت صالحاً فأنا الله وإن كنت لست الله فأنا لست بصالح.
نحن نعلم أن يسوع صالح فإذاً هو والآب واحد.
لاَ تَسْلِبْ (١٩) هذا مقتبس من سفر اللاويين (لاويين ١٩: ١٣) وهو مختصر الوصية التاسعة والوصية العاشرة لأن اشتهاء مال الغير يقود طبعاً لبذل الجهد في نواله بواسطة الكذب والغش.
فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ (ع ٢١) ربما ظهرت على وجه يسوع إمارات الشفقة على الشاب والرغبة في تخليصه. ولكن يسوع لم يحبه كمحبته لشعبه الخاص بل كالمحبة المعتادة للمتخلقين بالآداب والتقوى ظاهراً في السيرة وممارسة فروض الدين بدليل أنه لم يحب المسيح كما أحب المال ولم يتبعه.
يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ هذا جواب المسيح للشاب على سؤاله إياه وهو قوله «مَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ» (متّى ١٩: ٢٠) وكان الذي يعوزه ما يدل على أنه يحب الله أكثر من المال وأن طاعته لله ليست خارجية طقسية بل داخلية حقيقية. أما هو فظن أنه مستعد أن يفعل كل ما يقتضيه خلاص نفسه فامتحنه يسوع بأن أمره بتوزيع ماله على الفقراء فظهر له أنه كان معبوده المال لا الله.
ٱتْبَعْنِي حَامِلاً ٱلصَّلِيبَ لم يذكر هذه العبارة في هذا النبإ سوى مرقس وقد مرّ الكلام على معناه في شرح ص ٨: ٣٤.
فَٱغْتَمَّ أظهر ذلك بإمارات وجهه عند سمعه من يسوع جواباً لم يتوقعه ولم يستعد أن يقبله. والذي أباه ذلك الشاب وقتئذ أتاه كثيرون بعد بضعة أشهر «لأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُولٍ أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا» (أعمال ٤: ٣٤ – ٣٧).
خطاب في الغنى ع ٢٣ إلى ٢٧
٢٣ – ٢٧ «٢٣ فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي ٱلأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ! ٢٤ فَتَحَيَّرَ ٱلتَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ أَيْضاً: يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَى ٱلأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ! ٢٥ مُرُورُ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ! ٢٦ فَبُهِتُوا إِلَى ٱلْغَايَةِ قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟ ٢٧ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: عِنْدَ ٱلنَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلٰكِنْ لَيْسَ عِنْدَ ٱللّٰهِ، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ».
متّى ١٩: ٢٣ ولوقا ١٨: ٢٤، أيوب ٣١: ٢٤ ومزمور ٥٢: ٧ و٦٢: ١٠ واتيموثاوس ٦: ١٧، إرميا ٣٢: ١٧ ومتّى ١٩: ٢٦ ولوقا ١: ٣٧
سبق شرح هذا الخطاب في تفسير بشارة متّى (متّى ١٩: ٢٣ – ٢٦).
فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ لا ريب في أنه عندما نظر تلك النظرة كانت على وجهه علامات الأسف لذهاب الشاب بلا فائدة.
يَا بَنِيَّ (ع ٢٤) هذا لفظ يشير إلى المودة والإعزاز قاله المسيح دفعاً لحيرة التلاميذ من كلامه وتلطيفاً لما كان من الصرامة في ظاهر معناه. ولعله أراد بذلك شيئاً من التوبيخ لهم على عدم إدراكهم معنى قوله «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذوي ٱلأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ» فأنزلهم بذلك منزلة الأولاد في الفهم.
ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَى ٱلأَمْوَالِ هذا الكلام يدفع كل ريب في معنى قول المسيح في الآية السابقة وفي ما ذكره متّى بقوله ذلك (متّى ١٩: ٢٣ و٢٤). ولنا مما ذُكر أنه ليس الإثم الحصول على المال بل الاتكال عليه. ولكنا كثيراً ما نرى الأمرين مقترنين أي كثرة المال مقترنة بالاتكال عليه.
فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ (ع ٢٧) هذا النظر الثالث المذكور في هذا الخبر. الأول نظر الرضى إلى الشاب. والثاني نظر الحزن إلى ما حوله عند ذهاب ذلك الشاب عنه بلا فائدة. والثالث المذكور هنا. وأتاه يسوع تعزية لتلاميذه وتقوية لآمالهم إذ أبان لهم بالخطاب أنه يمكنهم الانتصار بقدرة الله ونعمته غير المتناهية على كل الموانع من دخول الملكوت السماوي. ونحن كلنا محتاجون إلى تلك النعمة للوقاية من الاتكال على الأمور الدنيوية التي تمنعنا من الدخول إلى ذلك الملكوت.
الثواب على إنكار الذات لأجل المسيح ع ٢٨ إلى ٣١
٢٨ – ٣١ «٢٨ وَٱبْتَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. ٢٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ: ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ، لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ ٱمْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ ٱلإِنْجِيلِ، ٣٠ إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ ٱلآنَ فِي هٰذَا ٱلّزَمَانِ، بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَاتٍ، وَفِي ٱلدَّهْرِ ٱلآتِي ٱلْحَيَاةَ ٱلأَبَدِيَّةَ. ٣١ وَلٰكِنْ كَثِيرُونَ أَّوَلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَٱلآخِرُونَ أَّوَلِينَ».
متّى ١٩: ٢٧ ولوقا ١٨: ٢٨، متّى ٢٣: ٩ ورومية ١٦: ١٣، ٢أيام ٢٥: ٩ ومتّى ٦: ٣٣ ولوقا ١٨: ٢٩ و٣٠، متّى ١٩: ٣٠ و٢٠: ١٦
انظر الشرح متّى ١٩: ٢٧ – ٣٠.
وَلأَجْلِ ٱلإِنْجِيلِ (ع ٢٩) هذا زيادة على ما ذكره متّى من قوله «لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً… لأَجْلِي» والاثنان بمعنى واحد. لأن ما يُترك من أجل إنجيل المسيح كالذي يُترك لأجل المسيح لأنه هو غاية الإنجيل كله.
مِئَةَ ضِعْفٍ (ع ٣٠) لا يراد بذلك العوض المثلي حقيقة بل العوض الروحي الذي يزيد على ما بُذل من أجل المسيح مئة ضعف (١كورنثوس ٣: ٢١ – ٢٣). هذا مع أن «ٱلتَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَاضِرَةِ وَٱلْعَتِيدَةِ» (١تيموثاوس ٤: ٨).
بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ الخ هذا التكرار في ذكر العوض لم يأته غير مرقس وذلك بغية التبيين أن لا خسارة لأجل المسيح إلا يقابلها ربح. وترك ذكر الآباء في العوض عما ذكر من المتروك لأن العوض من ذلك الآب السماوي (متّى ٢٣: ٩) وترك ذكر الزوجات كذلك لأن كل أنساب الإنسان في السماء روحية لا جسدية. ولم يعد المسيح بهذه البركات من يتبعه رغبة في الثواب بل الذين يفعلون ذلك لأجله ولأجل إنجيله.
ٱلآنَ فِي هٰذَا ٱلّزَمَانِ لم يذكره متّى صريحاً بل ضمناً. والذي لتلاميذ المسيح الآن من الثواب هو مغفرة الخطيئة وراحة الضمير والتعزية في الضيق والاطمئنان في ساعة الموت ولهم أيضاً إخوة مسيحيون وأصدقاء بدلاً من الذين يخسرونهم من أجل المسيح.
مَعَ ٱضْطِهَادَاتٍ لم يخفِ المسيح عن تلاميذه شيئاً من النوازل التي تدركهم وهم يتبعونه فوجب أن يتوقعوا احتقار العالم إياهم والآلام الجسدية منه لأجل ديانتهم ولكنّ تعزيات الله ومواعيده تمكنهم أن يحتملوا بالصبر هذه الاضطهادات وأن يسروا بها أيضاً (متّى ٥: ١٢ وأعمال ٥: ٤١ و١بطرس ٤: ١٢ و١٣). وأوضح متّى ع ٣١ من هذا الأصحاح بمثل الفعلة في الكرم (متّى ٢٠: ١ – ١٦).
إنباء المسيح الثالث بموته وقيامته ع ٣٢ إلى ٣٤
٣٢ – ٣٤ «٣٢ وَكَانُوا فِي ٱلطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوعُ، وَكَانُوا يَتَحَيَّرُونَ. وَفِيمَا هُمْ يَتْبَعُونَ كَانُوا يَخَافُونَ. فَأَخَذَ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ أَيْضاً وَٱبْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ عَمَّا سَيَحْدُثُ لَهُ: ٣٣ هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى ٱلأُمَمِ، ٣٤ فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ».
متّى ٢٠: ١٧ ولوقا ١٨: ٣١، ص ٨: ٣١ و٩: ٣١ ولوقا ٩: ٢٢ و١٨: ٣١
فِي ٱلطَّرِيقِ أي الطريق العامة من شرقي الأردن إلى أورشليم. والأرجح أن المسيح رافق الجموع السائرين فيها حينئذ إلى أورشليم ليحضروا العيد بعد أن تقضى عليه نحو خمسة أو ستة أشهر في بيرية وكان وقت موته قد قرب.
صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ أي مسافرين إليها في بيريّة. وما قاله المسيح هنا من جهة آلامه وموته وقيامته مرّ تفسيره في شرح بشارة متّى (متّى ١٠: ١٧ – ١٩).
يَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوعُ كرئيس أو قائد جيش يعرّض نفسه إلى الخطر والموت دون تلاميذه. والأرجح أنه كان يظهر شجاعة غير عادية. ورغبة زائدة في مسيره وعزماً شديداً على ملاقاة ما أعد له. ولعلّ علامات ذلك ظهرت على وجهه. وكانوا يتحيرون من رغبته في الإسراع إلى أورشليم لعلمهم بالمخاطر التي تتوقعه هناك (يوحنا ٧: ١ و١٩ و٣٢ و٨: ٥٩ و١٠: ٣١ و٣٩) ولتحققهم زيادة عداوة الفريسيين له بإقامته أليعازر من الموت (يوحنا ١١: ٥٣).
كَانُوا يَخَافُونَ لتوقعهم بلية شديدة من أن الفريسيين ينفذون مقصدهم بقتل المسيح. هذا مع أن مرقس لم يبيّن أسباب ما ذكره من خوفهم وحيرتهم واكتفى بأن يمثل للقراء الأمر الغريب وهو تقدم المسيح بسرعة واجتهاد إلى الموت وتلاميذه يكادون لا يتجاسرون على أن يتبعوه.
ِوَيَتْفُلُونَ عَلَيْه (ع ٣٤) هذا لم يذكره متّى. وقد تمت هذه النبوة عل ما ذكره صاحب هذه البشارة (ص ١٥: ١٩).
فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ قال متّى في هذا النبأ «بعد ثلاثة أيام» ومعنى القولين واحد. واعتاد اليهود استعمال أحدهما في مكان الآخر (قابل ص ٨: ٣١ مع ص ٩: ٣١) وهذا إنباء المسيح الثالث بموته. وأعلنه للاثني عشر على انفراد (متّى ٢٠: ١٨ و١٩). وقال لوقا أنهم «لَمْ يَفْهَمُوا مِنْ ذٰلِكَ شَيْئاً، وَكَانَ هٰذَا ٱلأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ، وَلَمْ يَعْلَمُوا مَا قِيلَ» (لوقا ١٨: ٣٤). والأرجح أنهم حسبوا كلام المسيح على ذلك مجازاً. ويؤكد عدم إدراكهم معناه طلب ابني زبدي على أثر ذلك الرتبة السامية في ملكوته الأرض.
طلب ابني زبدي مرتبتي الشرف وتبيين يسوع الشرف الحقيقي ع ٣٥ إلى ٤٥
٣٥ – ٤٠ «٣٥ وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ٱبْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ: يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا. ٣٦ فَسَأَلَهُمَا: مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟ ٣٧ فَقَالاَ لَهُ: أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَٱلآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ. ٣٨ فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا ٱلْكَأْسَ ٱلَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِٱلصِّبْغَةِ ٱلَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا؟ فَقَالاَ لَهُ: نَسْتَطِيعُ. ٣٩ فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: أَمَّا ٱلْكَأْسُ ٱلَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا فَتَشْرَبَانِهَا، وَبَالصِّبْغَةِ ٱلَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. ٤٠ وَأَمَّا ٱلْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ».
متّى ٢٠: ٢٠ الخ
تقدم الكلام على هذه الطلبة في شرح بشارة متّى (متّى ٢٠: ٢٠ – ٢٣).
وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا قال متّى أن أمهما سالومي أتت معهما وطلبت إلى يسوع ما أراداه وهي جاثية أمامه ولا بد من أن أصل الطلب كان منهما لا منها وتكلم مرقس بما وافق الأصل.
عَنْ يَمِينِكَ… عَنْ يَسَارِكَ يمين الملك ويساره محلا الشرف الأسمى ولكن المسيح لم يعد تلاميذه بالشرف الدنيوي كما طلبوا.
٤١ – ٤٥ «٤١ وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْعَشَرَةُ ٱبْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. ٤٢ فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ ٱلأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. ٤٣ فَلاَ يَكُونُ هٰكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيماً يَكُونُ لَكُمْ خَادِماً، ٤٤ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَّوَلاً يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْداً. ٤٥ لأَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».
متّى ٢٠: ٢٤، لوقا ٢٢: ٢٥، متّى ٢٠: ٢٦ و٢٨ وص ٩: ٣٥ ولوقا ٩: ٤٨، يوحنا ١٣: ١٤ وفيلبي ٢: ٧، متّى ٢٠: ٢٨ و١تيموثاوس ٢: ٦ وتيطس ٢: ١٤
راجع بشارة متّى (متّى ٢٠: ٢٤ – ٢٨).
إبراء يسوع بارتيماوس من العمى ع ٤٦ إلى ٥٢
٤٦، ٤٧ «٤٦ وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ، كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ ٱلأَعْمَى ٱبْنُ تِيمَاوُسَ جَالِساً عَلَى ٱلطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. ٤٧ فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ، ٱبْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ، ٱرْحَمْنِي!».
متّى ٢٠: ٢٩ ولوقا ١٨: ٣٥
ذُكر إبراء هذا الأعمى بالتفصيل في شرح إنجيل متّى (متّى ٢٠: ٢٩ – ٣٤).
وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا الأرجح أن ذلك كان مساء يوم الخميس في السابع من نيسان على الحساب اليهودي.
بَارْتِيمَاوُسُ ومعنى بار في السريانية ابن وكثر استعماله عند اليهود في إعلام الناس كبارتلماوس وباراباس وباريونا وباريشوع وبرنابا.
وذكر متّى في هذه الحادثة أعميين ولم يسم أحداً منهما واقتصر مرقس على ذكر أحدهما. والأرجح أن سبب ذلك أنه أشهر من ذاك إمّا قبل شفائه أو بعده. وذكره الواحد لا ينفي الآخر فلا منافاة بين خبري البشيرين.
وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ اتفق مرقس مع متّى على تعيين وقت هذه المعجزة وهو أنه وقت خروج المسيح وتلاميذه من أريحا والأرجح أن ذلك كان في صباح الجمعة.
يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ ذكر متّى قولهم «يسوع» فقط ولعله خاطبه غير واحد. فقال البعض «يسوع» وقال الآخر «يسوع الناصري» ولربما زاد قوله الناصري للتعيين فكأنه قال نبي الناصرة المعروف. ولربما زاد ذلك للإهانة كأنه قال الذي هو من أصغر قرية في الجليل. والفرق عظيم بين جواب الجموع وصراخ بارتيماوس يا ابن داود.
٤٨، ٤٩ «٤٨ فَٱنْتَهَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ، فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: يَا ٱبْنَ دَاوُدَ، ٱرْحَمْنِي. ٤٩ فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى. فَنَادَوُا ٱلأَعْمَى قَائِلِينَ لَهُ: ثِقْ. قُمْ. هُوَذَا يُنَادِيكَ».
فَنَادَوُا كان الذين نادوا من الجموع ولعلهم هم الذين انتهروه في أول الأمر لظنهم ان صراخه عائق من خطاب المسيح ولكنهم غيّروا كلامهم عندما رأوا المسيح سأل عنه وأمر بأن ينادى وبذلك انتهر منتهريه.
ثِقْ قُمْ لم يذكر خطاب الذين نادوه سوى مرقس.
٥٠ – ٥٢ «٥٠ فَطَرَحَ رِدَاءَهُ وَقَامَ وَجَاءَ إِلَى يَسُوعَ. ٥١ فَسَأَلَهُ يَسُوعُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟ فَقَالَ لَهُ ٱلأَعْمَى: يَا سَيِّدِي، أَنْ أُبْصِرَ. ٥٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: ٱذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ. فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ، وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي ٱلطَّرِيقِ».
متّى ٩: ٢٢ وص ٥: ٣٤
طَرَحَ رِدَاءَهُ هذا كلام شاهد عين وبعض الأدلة على أن مرقس أخذ بشارته عن بطرس. وفعل بارتيماوس كذلك ابتهاجاً برجائه البرء. فطرح الرداء لئلا يعيقه عن سرعة ذهابه إلى يسوع. وفعلت مثل فعله المرأة السامرية بأن تركت جرتها عند البئر رغبة في أن تخبر أهل مدينتها بأمر يسوع.
يَا سَيِّدِي وفي الأصل «ربوني» كما في يوحنا ٢٠: ١٦ وهو أشرف الألقاب الثلاثة التي هي رب وربي وربوني (متّى ٢٣: ٧).
وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي ٱلطَّرِيقِ والأرجح أنه رافق يسوع والسائرين إلى أورشليم ليحضروا العيد. وكان يسوع ضيف زكّا العشار مدة إقامته في أريحا (لوقا ١٩: ١ – ١٠). وهناك ضرب مثل الأمناء وغايته إزالة أوهام تلاميذه أن ملكوته يظهر حالاً في المجد التام (لوقا ١٩: ١١ – ٢٧). وبعد ذهاب يسوع من أريحا وصل إلى بيت عنيا مساء يوم الجمعة «قَبْلَ ٱلْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ» (يوحنا ١٢: ١).
السابق |
التالي |