الرسالة إلى رومية | 16 | الكنز الجليل
الكنز الجليل في تفسير الإنجيل
شرح الرسالة إلى رومية
للدكتور . وليم إدي
الأصحاح السادس عشر
في هذا الأصحاح توصية بفيبي ع ١ و٢ وتحيات بولس للمسيحين في رومية ع ٣ إلى ١٦. ونصائح وبركة ع ١٧ إلى ٢١. وتحيات من رفقاء الرسول ع ٢٢ إلى ٢٤. وتسبيح لله ع ٢٥ إلى ٢٧
١ «أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، ٱلَّتِي هِيَ خَادِمَةُ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّتِي فِي كَنْخَرِيَا».
أعمال ١٨: ١٨
بِأُخْتِنَا أي المؤمنة معنا. وهذا علّة توصيته بها وطلبه قبولهم إياها.
فِيبِي حاملة هذه الرسالة على ما يفيد ذيل هذه الرسالة. واسمها مشتق من فيبس أحد آلهة الوثنيين وهذا يدل على أنها من متنصري الأمم.
خَادِمَةُ ٱلْكَنِيسَةِ أي المعتنية بفقيراتها ومريضاتها فكانت في النساء بمنزلة الشماس في الرجال وأشار بولس إلى أمثالها في (١تيموثاوس ٣: ١١). والأرجح أنها كانت أرملة لعدم ذكر زوج لها ولاستقلالها بالسفر لأن عوائد ذلك العصر كانت تمنع العذارء وذات البعل دون زوجها من مثل هذا السفر.
كَنْخَرِيَا مدينة في أخائية هي فرضة كورنثوس الشرقية وبينهما تسعة أميال.
٢ «كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي ٱلرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ، وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ ٱحْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ، لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً».
فيلبي ٢: ٢٩ و٣يوحنا ٥ و٦
تَقْبَلُوهَا فِي ٱلرَّبِّ أي اعتبروها مؤمنة وترحبوا بها لإيمانها بالمسيح وخدمتها للكنيسة.
كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ أي كما يليق بأن يعامل المسيحيون بعضهم بعضاً.
فِي أَيِّ شَيْءٍ ٱحْتَاجَتْهُ لنفهسا أو للكنيسة فإن رومية لكونها قصبة المملكة قصدها الناس من جميع الجهات لاستئناف دعاويهم.
صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ بخدمتها الشماسية وما أنفقته من مالها وأتته من اللطف.
وَلِي أَنَا أَيْضاً لعل بولس كان مريضاً وخدمته يوم زار كنخريا (أعمال ١٨: ١٨) أو لعله كان في بيتها هنالك ضيفاً كما كان في بيت ليدية في فيلبي (أعمال ١٦: ١٥).
٣ «سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ ٱلْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».
أعمال ١٨: ٢ و١٨ و٢٦ و٢تيموثاوس ٤: ١٩
بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ ذُكرا في (أعمال ١٨: ٢) وقيل أنهما تركا رومية لأمر كلوديوس قيصر بنفي اليهود منها فكانا مع بولس في كورنثوس سنة ونصف سنة ورافقاه إلى أفسس (أعمال ١٨: ١٨) ثم رجعا إلى رومية حين إلغاء أمر كلوديوس أو عدم الالتفات إليه كما يظهر من ذكرهما هنا ثم رجعا إلى أفسس (أعمال ١٨: ٢٦ و١كورنثوس ١٦: ١٩ و٢تيموثاوس ٤: ١٩).
ٱلْعَامِلَيْنِ مَعِي الخ في التبشير بدليل ما في (أعمال ١٨: ٢٦) هذا فضلاً عن عملهما معه في صناعة الخيام (أعمال ١٨: ٣).
٤ «ٱللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي، ٱللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ ٱلأُمَمِ».
ٱللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي أي عرّضا أنفسهما لأشد الأخطار بغية حمايتي. ولا نعلم نبأ هذا الحادث ولعله كان من متعلقات الشغب الذي حدث في كورنثوس (أعمال ١٨: ٦ – ١٠) أو الذي حدث في أفسس (أعمال ١٩: ٣١ و٣٢) فإنه كان في كل من المدينتين عرضة للخطر.
أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ ٱلأُمَمِ لأنها عرفت شجاعتهما واجتهادهما في وقاية رسولها فكانت ممنونة لهما لأنها كانت تحب بولس كثيراً وتعتبر حياته كريمة جداً.
٥ «وَعَلَى ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي ٱلَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ».
١كورنثوس ١٦: ١٩ وكولوسي ٤: ١٥ وفليمون ٢ و١كورنثوس ١٦: ١٥
وَعَلَى ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّتِي فِي بَيْتِهِمَا أي سلموا على الذين يجتمعون في بيتهما للعبادة. لم يكن للمسيحيين في أول أمرهم معابد مخصوصة فاضطروا أن يعبدوا الله في بيوت بعضهم (١كورنثوس ١٦: ١٩ وكولوسي ٤: ١٥ وفليمون ٢) واضطروا في المدن الكبيرة كرومية أن ينقسموا جماعات تجتمع في أماكن مختلفة. فالظاهر من (ع ١٤ و١٥) أنه كان في رومية بيتان للاجتماع الديني غير بيت أكيلا وبريسكلا.
أَبَيْنِتُوسَ اسم يوناني لم يُذكر إلا هنا.
ٱلَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ أي أول المؤمنين بالمسيح فيها فهو من بيت استفانوس بدليل قوله «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ بَيْتَ ٱسْتِفَانَاسَ أَنَّهُمْ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ» (١كورنثوس ١٦: ١٥). وقُرئ في بعض النسخ أسيا بدل أخائية.
ومن الغريب أن بولس يسلم على ستة وعشرين بأسمائهم في مدينة لم يدخلها قط ومن هذه الأسماء واحد عبراني وهو مريم وأربعة لاتينية وهي أمبلياس وأوربانوس وجوليا ونيريوس والباقية يونانية. ولنا من ذلك أن أكثر مسيحي رومية من الأجانب أتوا لأغراض وقتية أو للتوطن ولعل بولس عرفهم قبل أن ذهبوا إليها وهو في آسيا أو في بلاد اليونان. وعرف اليهود منهم على أثر نفي كلوديوس إياهم من رومية لمجيئهم إلى الأماكن التي كان بولس فيها وهؤلاء رجعوا إلى رومية بعد إلغاء الأمر بنفي اليهود ولعله عرف بعضهم بالسمع.
٦ «سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ ٱلَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً».
مَرْيَمَ لا نعلم من أمرها غير ما ذُكر هنا ونستنتج من اسمها أنها من متنصري اليهود ومن قول الرسول أنها «تعبت من أجلنا» أنه عرفها قبلاً في سورية أو غيرها من بلاد آسيا أو اليونان وأنها اجتهدت في خدمة الكنيسة وعمل الخير وأن بولس انتفع بخدمتها.
٧ «سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ ٱلْمَأْسُورَيْنِ مَعِي، ٱللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ ٱلرُّسُلِ، وَقَدْ كَانَا فِي ٱلْمَسِيحِ قَبْلِي».
غلاطية ١: ٢٢ و٢٣
نَسِيبَيَّ الظاهر أنهما من طرسوس مولد بولس (أعمال ٢١: ٣٩) أو بعض ضواحيها أو من أورشليم حيث كان ابن اخته (أعمال ٢٣: ١٦).
ٱلْمَأْسُورَيْنِ مَعِي لا نعلم أين أُسرا معه. قال في (٢كورنثوس ٦: ٥ و١١: ٢٣) ما يفيد أنه سُجن مراراً كثيرة ولا عجب من أن سُجن معه كثيرون من أتباعه لأن مسيحيي ذلك العصر كانوا عرضة لكثرة الشدائد من أجل الإنجيل.
ٱللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ ٱلرُّسُلِ ينتج من هذا أنهما كانا سابقاً في اليهودية فعرفهم الرسل عياناً ووثقوا بهما أو أن اسميهما اشتهرا بين الرسل لكثرة ما تعبا أو احتملا من أجل المسيح.
وَقَدْ كَانَا فِي ٱلْمَسِيحِ قَبْلِي أي أنهما آمنا بالمسيح قبل أن آمن هو ولعلهما من جملة الثلاثة الآلاف الذين آمنوا في أورشليم يوم الخمسين.
٨ «سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي ٱلرَّبِّ».
أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي ٱلرَّبِّ لنسبته إلى الرب.
٩ «سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ ٱلْعَامِلِ مَعَنَا فِي ٱلْمَسِيحِ، وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي».
أُورْبَانُوسَ اسم روماني.
إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي نعته بكونه حبيبه لأنه حبيب المسيح.
١٠ «سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ ٱلْمُزَكَّى فِي ٱلْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ».
أَبَلِّسَ ٱلْمُزَكَّى فِي ٱلْمَسِيحِ أي الذي امتُحن إيمانه فوُجد ثابتاً.
مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ المرجح أن أرستوبولوس كان غنياً من الوثنيين ولذلك لم يسلّم عليه وأن المراد بمن سلّم عليهم هم المؤمنون من عبيد بيته أو أولاده.
١١ «سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ ٱلْكَائِنِينَ فِي ٱلرَّبِّ».
هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي كمن ذُكرا في (ع ٧).
مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ المرجّح أن هذا وثني كارستوبولوس وأن المؤمنين من بيته كالمؤمنين من بيت ذاك انظر تفسير (ع ١٠).
١٢ «سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا ٱلتَّاعِبَتَيْنِ فِي ٱلرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ ٱلْمَحْبُوبَةِ ٱلَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي ٱلرَّبِّ».
في هذه الآية ذكر ثلاث نسوة اشتهرن بغيرتهن للمسيح ونشاطهن في المناداة به.
١٣ «سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ ٱلْمُخْتَارِ فِي ٱلرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي».
مرقس ١٥: ٢١ ٢يوحنا ١
ٱلْمُخْتَارِ فِي ٱلرَّبِّ أي الممتاز على غيره من المسيحيين بالتقوى أو الكريم في عيني الرب كما جاء في (١بطرس ٢: ٤ و٢يوحنا ١٣) فليس معنى المختار هنا المنتخب للخلاص لأن كل المسيحيين الحقيقيين كذلك.
ومما يستحق التأمل هنا أنه لم يُذكر أحد لشهرته بالمقام أو بالغنى أو بالعلم بل بما عمله أو احتمله في خدمة الرب.
عَلَى أُمِّهِ أُمِّي هي أم روفس حقيقة وأم بولس مجازاً. واعتبرها الرسول بأن دعاها أمه بناء على عنايتها به في وقت من الأوقات لكونه خادم المسيح. ظن بعضهم روفس المذكور هنا ابن سمعان القيرواني المذكور في (مرقس ١٥: ٢١).
١٤، ١٥ «١٤ سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ وَفِلِيغُونَ وَهَرْمَاسَ وَبَتْرُوبَاسَ وَهَرْمِيسَ، وَعَلَى ٱلإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ مَعَهُمْ. ١٥ سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا، وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ، وَأُولُمْبَاسَ، وَعَلَى جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ ٱلَّذِينَ مَعَهُمْ».
لا نعلم شيئاً من أمر المذكورين في هاتين الآيتين إلا أنهم مسيحيون وأصحاب لبولس ولعلهم أقل اشتهاراً من الإخوة المذكورين آنفاً.
استدل أكثر المفسرين على أن قوله «الإخوة الذين معهم» في (ع ١٤) يشير أنه كان عندهم مجتمع مخصوص للصلاة أن مثل هذا معنى قوله «جميع القديسين الذين معهم» في (ع ١٥). ولعل أكيلا وبريسكلا أخبراه بكل أمكنة الاجتماع المسيحي في رومية يوم لقياه في كورنثوس. ومن الأدلة على أن بطرس الرسول لم يكن في رومية أن بولس لم يسلم عليه.
١٦ «سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كَنَائِسُ ٱلْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ».
١كورنثوس ١٦: ٢٠ و٢كورنثوس ١٣: ١٢ و١تسالونيكي ٥: ٢٦ و١بطرس ٥: ١٤
سَلِّمُوا… بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ قال ذلك باعتبار أن المسيحيين أهل بيت واحد فإن المسيحيين الأولين اعتادوا أن يظهروا محبتهم الأخوية بالتقبيل أي أن يقبل الرجال الرجال والنساء النساء (انظر ١كورنثوس ١٦: ٢٠ و١تسالونيكي ٥: ٢٦ و١بطرس ٥: ١٤). وفي تاريخ الكنيسة أن المسيحيين بقوا يأتون ذلك مدة طويلة على أثر تناول العشاء الرباني علامة المحبة والإخاء والتسوية ولكن العوائد تغيّرت على توالي الأزمنة وما يناسب في عصر لا يناسب في كل العصور.
كَنَائِسُ ٱلْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تكلم بولس بهذا بالنيابة عن كنائس كورنثوس وما حولها حيث كتب الرسالة ونستنتج من كلامه أن تلك الكنائس كثيرة وأنها تهتم بكنيسة رومية وأنها عرفت أن بولس يكتب إلى الرومانيين وأن رباط المحبة بين المسيحيين شديد وأن بَعد بعضهم عن بعض.
١٧ «وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا ٱلَّذِينَ يَصْنَعُونَ ٱلشِّقَاقَاتِ وَٱلْعَثَرَاتِ، خِلاَفاً لِلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ».
أعمال ١٥: ١ و٥ و٢٤ و١تيموثاوس ٦: ٣ و١كورنثوس ٥: ٩ و١١ و٢تسالونيكي ٣: ٦ و١٤ و٢تيموثاوس ٣: ٥ وتيطس ٣: ١٠ و٢يوحنا ١٠
في هذه الآية والآيتين اللتين بعدها تحذير للكنيسة من الخطر الناشئ من فساد تعليم المعلمين الكذبة وسوء سيرتهم. إن بعض هؤلاء كان من متنصري اليهود الذين أوجبوا على متنصري الأمم الخضوع لكل الرسوم الموسوية ووصفهم الرسول في (كولوسي ٢: ١٠ – ٢٣ و١تيموثاوس ٤: ١ – ٨).
وأوصى بولس الكنيسة بأمرين الأول أن تراقب أولئك المعلمين ولا تسمح لهم أن يعلّموا ضلالاتهم في الخفاء والثاني أن تعتزلهم كل الاعتزال.
١٨ «لأَنَّ مِثْلَ هٰؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ، وَبِٱلْكَلاَمِ ٱلطَّيِّبِ وَٱلأَقْوَالِ ٱلْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ ٱلسُّلَمَاءِ».
فيلبي ٣: ١٩ و١تيموثاوس ٦: ٥ كولوسي ٢: ٤ و٢تيموثاوس ٣: ٦ وتيطس ١: ١٠ و٢بطرس ٢: ٣
لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا… بَلْ بُطُونَهُمْ أي أنهم جسدانيون يبتغون منفعة أنفسهم وأسباب معاشهم لا مجد المسيح وامتداد ملكوته.
وَبِٱلْكَلاَمِ ٱلطَّيِّبِ الخ إنهم كانوا يخدعون البعض بالتمليق ومدح أنفسهم فيدّعون التقوى والغيرة للحق كذباً. فيغشون بذلك البسطاء من الإخوة ويضلّونهم (قابل هذا بما في فيلبي ٣: ١٨ و١٩ و٢تيموثاوس ٣: ٥ و٦).
١٩ «لأَنَّ طَاعَتَكُمْ ذَاعَتْ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، فَأَفْرَحُ أَنَا بِكُمْ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ».
ص ١: ٨ متّى ١٠: ١٦ و١كورنثوس ١٤: ٢٠
لأَنَّ طَاعَتَكُمْ ذَاعَتْ إِلَى ٱلْجَمِيعِ أي طاعتكم للحق أو لمرشديكم في الدين فإن كان المراد هو الأول كان قصده بذلك أن يحذروا من أن يخسروا تلك الشهرة الحسنة بسمعهم المعلمين الكذبة المفسدين ويسقطوا في ضلالهم. وإن كان المراد الثاني كان قصده تحذرهم كثيراً لأنهم اعتادوا أن يقبلوا بكل ترحيب المرسلين الصادقين إليهم ويطيعوهم الطاعة الكاملة وهذا يوافق سائر الآية وما كُتب في (٢كورنثوس ١٠: ٦ وفيلبي ٥: ٢١).
فَأَفْرَحُ أَنَا بِكُمْ أي بطاعتكم لمرشديكم وخلوّكم من سوء الظن بهم ولكن أخشى عليكم أن تضلوا بذلك فأريد أن تكونوا حكماء أيضاً.
حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ أي لفعل الخير ولوقاية أنفسكم من خطر الضلال.
وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ كيلا تضروا واحداً وهذا كقول المسيح لتلاميذه «كُونُوا حُكَمَاءَ كَٱلْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَٱلْحَمَامِ» (متّى ١٠: ١٦).
٢٠ «وَإِلٰهُ ٱلسَّلاَمِ سَيَسْحَقُ ٱلشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعاً. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ».
ص ١٥: ٣٣ تكوين ٣: ١٥ ع ٢٤ و١كورنثوس ١٦: ٢٣ و٢كورنثوس ١٣: ١٤ وفيلبي ٤: ٢٣ و١تسالونيكي ٥: ٢٨ و٢تسالونيكي ٣: ١٨ ورؤيا ٢٢: ٢١
إِلٰهُ ٱلسَّلاَمِ أي محب السلام ومنشئه بين الناس وكاره الخصومات والانشقاقات المذكورة آنفاً (ع ١٧).
سَيَسْحَقُ ٱلشَّيْطَانَ عدو الله والحق الذي يهيّج المعلمين الكذبة على زرع الشقاق (٢كورنثوس ١١: ١٤) والعبارة مبنيّة على الوعد المذكور في (تكوين ٣: ١٥).
سَرِيعاً في هذا تعزية للمؤمنين بأنهم لا يكلفون زماناً طويلاً بمقاومة المعلمين الكذبة وأن أضاليلهم لا تمتد في الكنيسة الأولى.
إن حفظ الكنيسة في حداثتها من كثرة الضلال التي عُرضت له برهان على اعتناء الله بها وحمايته لها.
نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الخ هذه بركة وطلبة اعتاد الرسول أن يختم رسائله بها. لعل بولس قصد أن تكون نهاية الرسالة هنا ثم استحسن تذييلها بما يأتي كما فعل في (١كورنثوس ١٦: ٢٣ و٢٤ وفيلبي ٤: ٢٠ – ٢٣ و٢تسالونيكي ٣: ١٦ – ١٨ و٢تيموثاوس ٤: ١٨ و١٩).
٢١ «يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ ٱلْعَامِلُ مَعِي، وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي».
أعمال ١٦: ١ وفيلبي ٢: ١٩ وكولوسي ١: ١ و١تسالونيكي ٣: ٢ و١تيموثاوس ١: ٢ وعبرانيين ١٣: ٢٣ أعمال ١٣: ١ أعمال ١٧: ٥ أعمال ٢٠: ٤
في هذه الآية والآيات الثلاث بعدها تحيّات من رفقاء بولس وأنسبائه وأصدقائه إلى مسيحي رومية وتكرير البركة التي في (ع ٢٠).
تِيمُوثَاوُسُ ذُكرت ترجمته في (أعمال ١٦: ١) وذُكر حضوره مع بولس في كورنثوس في (أعمال ٢٠: ٤).
لُوكِيُوسُ لعل هذا الإنسان هو القيراوني المذكور في (أعمال ١٣: ١).
يَاسُونُ المرجّح أنه كان من تسالونيكي وأن بولس وسيلا كانا ضيفيه فيها (أعمال ١٧: ٥).
سُوسِيبَاتْرُسُ لعله سوباترس البيري المذكور في (أعمال ٢٠: ٤).
أَنْسِبَائِي (ع ٧ و١١).
٢٢ «أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي ٱلرَّبِّ».
تَرْتِيُوسُ لا نعلم شيئاً من أمره غير ما في هذه الآية من أن بولس كلّفه بكتابة ما أملاه في هذه الرسالة كما اعتاد في إنشاء سائر رسائله وكان يكتب بيده عبارة في النهاية دلالة على أن الرسالة منه انظر (١كورنثوس ١٦: ٢١ وغلاطية ٦: ١١ وكولوسي ٤: ١٨ و٢تسالونيكي ٣: ١٧). ونعلم أيضاً أنه كان مؤمناً بالمسيح لأنه سلّم على مسيحيي رومية «في الرب» فلا عجب من أن خاطبهم بصيغة التكلّم.
٢٣ «يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ ٱلْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ ٱلْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ ٱلأَخُ».
١كورنثوس ١: ١٤ أعمال ١٩: ٢٢ و٢تيموثاوس ٤: ٢٠
هذه الآية وما بعدها من كلام الرسول لا من كلام ترتيوس.
غَايُسُ الظاهر أنه كان من كورنثوس وأنه هو الذي عمده بولس هناك (١كورنثوس ١: ١٤). ذُكر في الإنجيل ثلاثة أُخر بهذا الاسم غايس المكدوني (أعمال ١٩: ٢٩) وغايس الدربي (أعمال ٢٠: ٤) وواحد كتب يوحنا الرسول إليه الرسالة الثالثة وهل هو أحد هؤلاء الثلاثة ذلك لا نعلمه.
مُضَيِّفِي حين كتابة هذه الرسالة لكنه في أول سكنه في تلك المدينة سكن مع أكيلا وبريسكلا (أعمال ١٨: ١ – ٣) ثم سكن مع يستس (أعمال ١٨: ٧).
مُضَيِّفُ ٱلْكَنِيسَةِ كُلِّهَا كان كريماً يطعم كل محتاج في الكنيسة كما أطعم بولس ولعل بيته كان مجتمع الإخوة للعبادة.
أَرَاسْتُسُ لعله هو رفيق بولس ومساعده المذكور في (أعمال ١٩: ٢٢ و٢تيموثاوس ٤: ٢٠).
خَازِنُ ٱلْمَدِينَةِ أي حافظ مال الحكومة في كورنثوس ولعله ترك الخازنية عندما آمن بالمسيح وأخذ يخدم الإنجيل.
كَوَارْتُسُ ٱلأَخُ أي المؤمن.
٢٤ «نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ».
ع ٢٠ و١تسالونيكي ٥: ٢٨
هذه الآية مكرر الآية ٢٠.
٢٥ «وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ، حَسَبَ إِنْجِيلِي وَٱلْكِرَازَةِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، حَسَبَ إِعْلاَنِ ٱلسِّرِّ ٱلَّذِي كَانَ مَكْتُوماً فِي ٱلأَزْمِنَةِ ٱلأَزَلِيَّةِ».
أفسس ٣: ٢٠ و١تسالونيكي ٣: ١٣ و٢تسالونيكي ٢: ١٧ و٣: ٣ ويهوذا ٢٤ ص ٢: ١٦ أفسس ١: ٩ و٣: ٣ – ٥ وكولوسي ١: ٢٧ و١كورنثوس ٢: ٧ وأفسس ٣: ٥ و٩ وكولوسي ١: ٢٦
هذه الآية وما بعدها إلى نهاية الأصحاح تسبيح لله وخاتمة ثانية للرسالة. ولعله كتبها بيده بعد أن راجع الرسالة كلها فكأن قلبه امتلأ بمراجعتها سروراً بما فيها من الحقائق فمزج التسبيح بالتعظيم للإنجيل.
لِلْقَادِرِ أي لله الحكيم في (ع ٢٧). أخذ يسبّح الله مبتدئاً بذكر قدرته لأنه بها يجري كل مقاصد نعمته العظيمة ومنتهياً بذكر حكمته.
أَنْ يُثَبِّتَكُمْ في إيمان الإنجيل حتى لا تشكوا في حقائقه فترتدوا عنه وتسقطوا. ومن التعازي العظمى للمسيحيين أن ثبوتهم غير متوقف على قدرتهم بل على قدرة الله.
حَسَبَ إِنْجِيلِي أي بمقتضى الحقائق التي علّمتكم إياها باعتبار كوني رسول يسوع المسيح.
وَٱلْكِرَازَةِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ هذا تفسير قوله «إنجيلي» وفيه بيان أن موضوع إنجيله يسوع المسيح.
حَسَبَ إِعْلاَنِ ٱلسِّرِّ هذا بدل من قوله «حسب إنجيلي» والسر هنا ما لا يستطيع عقل الإنسان أن يدركه من تلقاء نفسه فأعلنه الله بوحيه. وجاء بهذا المعنى في (١كورنثوس ٢: ٧ – ١٠ و٤: ١ وأفسس ٦: ١٩ وكولوسي ١: ٢٥ – ٢٧ و٢: ١٠). ومن الأسرار التي أعلنها الله «دعوة الأمم» (أفسس ٣: ٤ – ٦) و «رجوع اليهود إلى المسيح» (رومية ١١: ٢٥) و «تغيير الأجساد يوم القيامة» (١كورنثوس ١٥: ١٥). ومراده «بالسر» هنا كل ما أُعلن في الإنجيل من أمور الفداء بيسوع المسيح كما في (١كورنثوس ٢: ٧ – ٩ وكولوسي ١: ٢٦). وذهب بعض المفسرين إلى أن الرسول لم يُرد «بالسر» هنا سوى دعوة الأمم.
مَكْتُوماً فِي ٱلأَزْمِنَةِ ٱلأَزَلِيَّةِ ظل مجهولاً منذ القدَم إلى أن استحسن الله إعلانه للناس.
٢٦ «وَلٰكِنْ ظَهَرَ ٱلآنَ، وَأُعْلِمَ بِهِ جَمِيعُ ٱلأُمَمِ بِٱلْكُتُبِ ٱلنَّبَوِيَّةِ حَسَبَ أَمْرِ ٱلإِلٰهِ ٱلأَزَلِيِّ، لإِطَاعَةِ ٱلإِيمَانِ».
أفسس ١: ٩ و٢تيموثاوس ١: ١٠ وتيطس ١: ٢ و٣ و١بطرس ١: ٢٠ أعمال ٦: ٧ وص ١: ٥ و١٥: ١٨
ظَهَرَ ٱلآنَ بتعليم المسيح والروح القدس.
جَمِيعُ ٱلأُمَمِ أي كل شعوب الأرض من اليهود وغيرهم (متّى ٢٨: ٢٩ ومرقس ١٣: ١٠ ولوقا ٢٤: ٤٧).
بِٱلْكُتُبِ ٱلنَّبَوِيَّة إن سرّ الفداء أُعلن بعض الإعلان في أسفار الأنبياء لكنه أُعلن كل الإعلان في العصر الإنجيلي. قابل هذا بما في (ص ١: ٢ و٣: ٢١ و١١: ١٨ – ٢٠ وأعمال ١٨: ٢٨ وكولوسي ١: ٢٦ وأفسس ٣: ٥ و١٠ و٢تيموثاوس ١: ٩ وتيطس ١: ٢ و١بطرس ١: ٢٠ ورؤيا ١٣: ٨).
وخلاصة ما قيل هنا في شأن الإنجيل ثلاثة أمور الأول أنه كان مكتوماً والثاني أنه أُعلن بعض الإعلان في كتب العهد القديم والثالث أنه أُعلن الإعلان التام في عصر المسيح.
حَسَبَ أَمْرِ ٱلإِلٰهِ ٱلأَزَلِيِّ أي أُعلن بمقتضى أمر الذي كان قد كتمه وأراد أن يُعلن لليهود أولاً ثم لسائر الناس (ص ١: ٥).
لإِطَاعَةِ ٱلإِيمَانِ المراد بالإيمان هنا المعلنات المطلوب أن يؤمن الناس بها وإطاعة تلك المعلنات هي غاية إعلان الإنجيل.
٢٧ «لِلّٰهِ ٱلْحَكِيمِ وَحْدَهُ، بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، لَهُ ٱلْمَجْدُ إِلَى ٱلأَبَدِ. آمِينَ».
١تيموثاوس ١: ١٧ و٦: ١٦ ويهوذا ٢٥
(كُتِبَتْ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ مِنْ كُورِنْثُوسَ عَلَى يَدِ فِيبِي خَادِمَةِ كَنِيسَةِ كَنْخَرِيَا)
هذه الآية تكملة التسبيح الذي ابتدأه في (ع ٢٥) ووقع وصف الإنجيل معترضاً فيه.
لِلّٰهِ ٱلْحَكِيمِ هذا بدل من قوله «للقادر» في (ع ٢٥) فسبّح الرسول الله بأن نسب إليه الحكمة في إنشاء عمل الفداء وإعلانه في الكتاب.
وَحْدَهُ زاد الرسول هذا لبيان أن لا حكيم في المخلوقات بالنسبة إلى الله (لوقا ١٨: ١٩ ويوحنا ١٧: ٣ و١تيموثاوس ٦: ١٥ و١٦).
بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ هو الذي أعلن للناس حكمة الله العظمى بتجسده وعمله الذي يشمل موته وقيامته وصعوده وشفاعته. إنه أعلنها ولا يزال يعلنها.
لَهُ ٱلْمَجْدُ إِلَى ٱلأَبَدِ أي ليكن له الخ وهذا الطلبة بيان لما يشتهيه الرسول وهو دعوة لكل مؤمني رومية وكل قراء هذه الرسالة إلى نهاية الزمان إلى مشاركته في التسبيح لله بأن ينسب إليه القدرة والحكمة والمجد.
جمع الرسول في هذا التسبيح بعض الحقائق الجوهرية التي بسط الكلام عليها في هذه الرسالة منها أن تعليمه (الذي هو أيضاً تعليم المسيح) واسطة حياة روحية لسامعيها وأن الأسرار المعلنة الأن في الإنجيل أُعلنت قبله بعض الإعلان في أسفار الأنبياء وأُثبت فيها وإن من غايات إعلانها أن يسمعها الأمم ويطيعوها وإن عمل الفداء من أعظم معلنات حكمة الله الفائقة.
الملحق بعد ختم الرسالة وهو كُتبت إلى أهل رومية الخ لا يوجد في النسخ القديمة ولا نعلم من أضافه ولا في أي عصر أُضيف ولكننا نعلم أنه لم يوجد قبل القرن التاسع للميلاد والظاهر أنه صحيح وإن لم يكن من الوحي.
فوائد
- إنه يجب على كل من المسيحيين أن يرحب بأخيه ويساعده على قدر طاقته وأن يأتي ذلك بمقتضى الدين والإنسانية دينية (ع ١ و٢).
- إنه يجب أن تحترز من أن يحملك كون المسيحي من أقربائك أو أهل وطنك أو أصدقائك على الغفلة عما هو أهم من ذلك وهو كونه قريبك في المسيح فعليك أن تحسبه «حبيباً في الرب» و «معيناً في الرب» وأن «تقبله في الرب» (ع ٣ – ١٢).
- إن النساء أخذن يجتهدن في خدمة الإنجيل بنشاط منذ أول عهده فإنهن أنفقن أموالهن على المسيح وهو على الأرض وذلك مما لم يسبقهنّ أحد من الرجال إليه ورافقنه في الجولان بغيرة لم تكن لغيرهن. وهن الأُلى كن آخر من بقين عند الصليب وأول من ذهبن إلى القبر. وكانت فيبي خادمة الكنيسة ومعينة بولس وغيره من خدمة الدين وتريفينا وتريوفوسا وبرسيس تعبن كثيراً في الرب (ع ١ و٢ ٣و ٦ و١٢).
- إنه يجب على المسيحيين أن ينتبهوا لحفظ سلام الكنيسة وطهارتها وأن لا يغفلوا عن الذين يزرعون الانشقاقات ويضعون العثرات بانحرافهم عن الإيمان وأن ينفصلوا عنهم وأن لا يعطوهم فرصة لزرع الفساد وإيقاع الأضرار في الكنيسة (ع ١٧).
- إنه يجب على المسيحيين أن يكونوا ودعاء كالحمام وحكماء كالحيات ويحترسوا من أن يكونوا علّة الانشقاقات والعثرات ومن أن يُخدعوا وينقادوا إلى الشر (ع ١٩).
- إن الكنيسة مهما تعبت واضطربت من الضالين فإنهم لا ينتصرون عليها لأن المسيح أخذ ينقض قوة الشيطان وسيسحقه كل السحق تحت رجليه (ع ٢٠).
- إن الثبوت الذي يجب على الكنيسة هو الثبوت في الإنجيل وكرازة يسوع المسيح لا في الرسوم وأوامر الناس فإن الذي يُثبت الكنيسة الله وحده وعليه يجب أن تعتمد وأن تعطيه كل المجد والشكر (ع ٢٥ و٢٧).
- إن الله أنشأ سرّ الإنجيل منذ الازل وأعلنه بالأنبياء والرسل ويسوع المسيح وأمر بأن ينادى به بين كل الشعوب (ع ٢٥ و٢٦).
- إنه لا حكيم إلا الله فإنه «إلى ملائكته ينسب حماقة» وحكمة البشر تجاه حكمته جهل فيستحق أعظم الإكرام وأكمل الخضوع فليس للإنسان أن يشك في صدق إعلانه أو حكمة قضائه بل عليه أن يقول مع الرسول دائماً: لِلّٰهِ ٱلْحَكِيمِ وَحْدَهُ، بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، لَهُ ٱلْمَجْدُ إِلَى ٱلأَبَدِ. آمِينَ
السابق |