الرسالة بطرس الثانية | المقدمة | الكنز الجليل
الكنز الجليل في تفسير الإنجيل
شرح رسالة بطرس الثانية
للدكتور . وليم إدي
الغاية من كتابة هذه الرسالة التحذير من المعلمين الكاذبين والأخطار التي كانوا عرضة لها من أولئك المعلمين (ص ٢: ١ وص ٣: ٧). والإنباء بالهلاك الذي لا بد من أن يكون نصيب أولئك المضلين وحث المؤمنين على الثبات في الإيمان والبنيان في المعرفة والقداسة (ص ١: ١١ وص ٣: ١٧ و١٨). ولعله بعد أن كتب الرسالة الأولى لتعزيتهم في الضيقات والاضطهادات بلغه نبأ وجود المعلمين الكاذبين في تلك الكنائس فرأى من الضرورة أن ينبه الكنائس على الخطر منهم وأن يستعمل السلطان الذي أعطاه المسيح الرسل على مقاومة المضلين.
مقدمة
المقدمة
اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ
مقدمة
تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.
ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.
هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً – وهو صاحب حقوق الطبع – بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.
ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».
القس ألبرت استيرو
الأمين العام
لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى
المقدمة
في الكاتب
هو بطرس الرسول بدليل قوله في بدء الرسالة «سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ الخ» (ص ١: ١). وإنه كتب قبل هذه الرسالة غيرها بدليل قوله «هٰذِهِ أَكْتُبُهَا ٱلآنَ إِلَيْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً الخ» (ص ٣: ١). وإنه كان مع المسيح يوم التجلي (ص ١: ١٦ – ١٨) وهذا يوافق ما عُرف من أمر بطرس (متّى ١٧: ١ – ٨). وفيها إشارة إلى إنباء المسيح بموته هو (ص ١: ١٤). وهذا على وفق قول يوحنا فيه (يوحنا ٢١: ١٨ و١٩). ونسبت الكنيسة المسيحية هذه الرسالة إليه بعد الفحص والتدقيق وهذا كاف لإزالة الشكوك التي نشأت عن كونها قد كتبت مؤخراً وأنها لم تُكتب إلى كنيسة معيّنة لكي تحرص عليها. وتعليمها وأسلوب كلامها موافقان لخُطب بطرس المذكورة في أعمال الرسول ولما في رسالته الأولى.
في من كُتبت هذه الرسالة إليهم
إن الذين كتب إليهم هذه الرسالة هم الذين كتب إليهم الرسالة الأولى بدليل قوله «هٰذِهِ أَكْتُبُهَا ٱلآنَ إِلَيْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً» (ص ٣: ١) وهم أعضاء كنائس أسيا الصغرى المتشتتون في بنتس وغلاطية وكبدوكية وأسيا وبيثينية (١بطرس ١: ١).
في زمان كتابة هذه الرسالة ومكانها
لا دليل قاطع على تعيين مكان كتابة هذه الرسالة وزمانها والمرجّح أنها كُتبت قبل أن توفّي بقليل بدليل قوله فيها «عَالِماً أَنَّ خَلْعَ مَسْكَنِي قَرِيبٌ» (ص ١: ١٤). وقول المسيح له «مَتَى شِخْتَ فَإِنَّكَ تَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ، وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لاَ تَشَاءُ» (يوحنا ٢١: ١٨). فالبدع التي نشأت في الكنيسة وناقضها الرسول في هذه الرسالة تستلزم أنها كُتبت مؤخراً وإنها كُتبت قبل خراب أورشليم إذ لا إيماء إلى ذلك الخراب فيها وكان ذلك الخراب السنة ٧٠ ب. م. فتكون قد كُتبت بعد الرسالة الأولى أي نحو سنة ٦٩ ب. م. والمرجّح أنها كُتبت في بابل حيث كُتبت الرسالة الأولى لعدم ذكره تغيير المحل كما كان يتوقع لو غيّره. وبابل إما أن تكون المدينة المشهورة في الشرق أو أن يكون اسماً مجازياً لرومية.
في الغاية من هذه الرسالة
الغاية من كتابة هذه الرسالة التحذير من المعلمين الكاذبين والأخطار التي كانوا عرضة لها من أولئك المعلمين (ص ٢: ١ وص ٣: ١٧). والإنباء بالهلاك الذي لا بد من أن يكون نصيب أولئك المضلين وحث المؤمنين على الثبات في الإيمان والبنيان في المعرفة والقداسة (ص ١: ١١ وص ٣: ١٧ و١٨).
ولعله بعد أن كتب الرسالة الأولى لتعزيتهم في الضيقات والاضطهادات بلغه نبأ وجود المعلمين الكاذبين في تلك الكنائس فرأى من الضرورة أن ينبه الكنائس على الخطر منهم وأن يستعمل السلطان الذي أعطاه المسيح الرسل على مقاومة المضلين. ومن ضلالات أولئك المضلين:
إنكار الرب الذي اشتراهم.
توغلهم في الشهوات الجسدية الفاسدة الحيوانية (ص ٢: ١٠ – ١٩).
سلوكهم بتشويش وعدم ترتيب (ص ٢: ١٠ – ١٢).
سلوكه بالخداع والطمع.
تكبّرهم وادعاؤهم الحرية (ص ٢: ١٧ و١٨).
تركهم الآراء الأولى الإنجيلية في شأن الآداب حتى صاروا أردأ من الأمم.
إنكارهم تعليم الرسول في أمر انتهاء العالم وإتيان يوم الدينونة.
وصرّح الرسول بكل غيرة واجتهاد بإبطال هذه الضلالات عند مجيء المسيح ثانية وبالتغيّرات التي تكون حينئذ وحثهم أن يعيشوا كما يليق بالذين يتوقعون هذه الحوادث ذات الشأن. ومما يستحق الاعتبار شدة المشابهة بين هذه الرسالة ورسالة يهوذا.
التالي |