كولوسي

الرسالة إلى أهل كولوسي | المقدمة | الكنز الجليل

الكنز الجليل في تفسير الإنجيل

شرح الرسالة إلى أهل كولوسي

للدكتور . وليم إدي

تمهيد

موضوع هذه الرسالة عظمة الرب يسوع المسيح وكمال ما أتى به من الفداء وأنه صورة الإله غير المنظور وأنه فيه حل كل ملء اللاهوت منذ الأزل وأنه خالق كل البرايا وأنها به تقوم وأنه رب كل ما في السموات والأرض مما يرى ومما لا يرى وإن كل المسيحيين متحدون بالمسيح وحده اتحاد الأعضاء بالرأس. وأنه به صالح الكل لله وأنه به ينال المؤمنون السلام والحياة والخلاص والسعادة ويحصلون على كل الفضائل والنعمة ليستطيعوا إتمام كل الواجبات وذلك يكون بواسطة الإيمان به والطاعة والشركة معه والصلاة له حتى يكون المسيح لهم وفيهم. والغاية من بيان عظمة المسيح وكمال عمله هي التحذير من بعض الضلالات التي هي خليط من الفسلفة اليونانية والأوهام اليهودية المعروفة بتاريخ الكنيسة ببدع الغنوسيين. فإنهم اعتقدوا وجود كائنات روحية بين الله والبشر تستحق العبادة وقالوا بأنها دون الله وأعظم من سائر الملائكة والناس وأنها هي التي أبدعت المادة التي هي علة الخطيئة. وأن نيل القداسة يكون بقهر الجسد وإماتته وأنه يجب أن يحفظ بعض الرسوم اليهودية من تقديس السبوت والأهلة والتمييز بين الأطعمة وتحريم أكل اللحم والزيجة. ولذلك حذرهم الرسول من الفلسفة الباطلة والسلوك بمقتضى المبادئ العالمية والتقاليد اليهودية والنوافل كزيادة التواضع وفرط إماتة الجسد وعبادة الملائكة وغير ذلك من تعاليم الباطنيين والأسينيين. والأسينيون (وهم فرقة اليهود أشد من الفريسيين تمسكاً بالرسوم الموسوية) احتقروا الزيجة وامتنعوا عن تناول اللحوم ونهوا عنها كل إنسان بقولهم «لا تمس ولا تذق ولا تجس» فأبان الرسول دفعاً لهذه البدع عظمة فضل المسيح على كل الكائنات وأنه أكمل عملاً كافياً للتطهير والتقديس وأن الإنسان بواسطة المسيح يموت للعالم (فلا يحتاج إلى أن يميت الجسد على ما رأوا) ويقوم مع المسيح للحياة الروحية والطهارة والقداسة. ومما يستحق الاعتبار واللالتفات إليه أن ليس في هذه الرسالة اقتباس وإثبات من العهد القديم ولا توبيخ للمؤمنين على سوء معاملتهم في الأدب أو في نظام الكنيسة كما جاء في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس. نعم إن فيها تحذيراً من الخطايا التي بين الأمم لكن لا دليل على أن مؤمني كولوسي سقطوا فيها.

مقدمة

المقدمة وفيها سبعة فصول

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

مقدمة

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً – وهو صاحب حقوق الطبع – بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو        

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

المقدمة وفيها سبعة فصول

الفصل الأول: في مدينة كولوسي

كولوسي مدينة في فريجية على الجنوب الغربي من أسيا الصغرى في وادي نهر ليكوس وهو فرع من نهر مياندر عند حضيض جبل كدموس. وفي ذلك الوادي على أمد عشرة أميال أو اثني عشر ميلاً مدينتان الأولى هيرابولس (ص ٢: ٢١ و٤: ١٣ و١٦) والثانية لاودكية (ص ٤: ١٣) وكولوسي أصغر كل منهما. ذكرها من مؤرخي اليونان هيرودوتس واسترابوا وغيرهما ووصفوها بالسعة والنجاح وكثرة السكان وأنها اشتهرت كثيراً بالتجارة. وفي سنة ٦٦ ب. م أي بعد قليل من كتابة هذه الرسالة قُلبت المدن الثلاث بالزلزلة لكنها جُددت سريعاً. وكانت فريجية في عصر بولس من الأملاك الرومانية استولى عليها الرومانيون سنة ١٣٣ ق. م وكانت السكة السلطانية بين أفسس ونهر الفرات تمر بها. ولم يبق منها اليوم سوى أطلالها من قناطر وحنايا وحجارة منحوتة وكسر من الخزف. وعلى أمد نحو ثلاثة أميال من تلك الأطلال قرية اسمها خوني وهي أقرب ما يكون إليها من الأرض المسكونة.

الفصل الثاني: في كنيسة كولوسي

لم يذكر لوقا في أعمال الرسل كنيسة كولوسي مع أنه ذكر كنيسة أفسس وهي غير بعيدة عنها ونستنتج من ذلك أن بولس لم يؤسسها بنفسه ولم يزرها قبل كتابة هذه الرسالة كما يظهر من مقابلة ما في (ص ٢: ١ بما في ص ١: ٤). لكنه أقام سنتين بأفسس قصبة الكورة التي فيها كولوسي فلا بد من أن زاره كثيرون من أهلها ومنهم أبفراس (ص ٤: ١٢). والمرجح أنه آمن بالمسيح بواسطة بولس وأن بولس أرسله إلى مدينته للتبشير فيها وفي هيرابوليس ولاودكية بدليل قوله فيه «ٱلْعَبْدِ ٱلْحَبِيبِ مَعَنَا، ٱلَّذِي هُوَ خَادِمٌ أَمِينٌ لِلْمَسِيحِ لأَجْلِكُمُ» (ص ١: ٧). وشهد الرسول بصحة تعليمه في (ص ١: ٧ و٢: ٦) ومدح غيرته في الوعظ والصلاة (ص ٤: ١٢). ومحبته لبولس حملته على أن يذهب إلى رومية ويشاركه في السجن (ص ١: ٨ وفليمون ٢٣) فيظهر من ذلك أن أبفراس كان أول مبشر في كولوسي أرسله بولس نائباً عنه في مدة إقامته بأفسس سنة ٥٥ و٥٦ (أعمال ١٩: ١٠) في نحو ست سنين قبل كتابة هذه الرسالة وذلك بعد ما «ٱجْتَازَ بِٱلتَّتَابُعِ فِي كُورَةِ غَلاَطِيَّةَ وَفِرِيجِيَّةَ يُشَدِّدُ جَمِيعَ ٱلتَّلاَمِيذِ» (أعمال ١٨: ٢٣). ولو كان قبله لكان زار هذه الكتيبة حينئذ لا محالة ووكّل إليه تأسيس الكنيسة فيها والاعتناء بها وبالكنيستين في هيرابوليس ولاودكية (ص ٤: ١٢ و١٣). فإذاً لنا أن نعد تأسيس كنيسة كولوسي إحدى نتائج أعمال بولس بواسطة أبفراس. وأشار إلى هذا لوقا بقوله «وَكَانَ ذٰلِكَ مُدَّةَ سَنَتَيْنِ، حَتَّى سَمِعَ كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ جَمِيعُ ٱلسَّاكِنِينَ فِي أَسِيَّا، مِنْ يَهُودٍ وَيُونَانِيِّينَ… هٰكَذَا كَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ تَنْمُو وَتَقْوَى بِشِدَّةٍ» (أعمال ١٩: ١٠ و٢٠).

وكان فليمون أحد أعمدة كنيسة كولوسي صديق بولس وشريكه فالمرجّح أنه اجتمع به في أفسس وآمن بواسطته وكان له يد في تأسيس الكنيسة ونموها. ولذلك اعتبر بولس أن تلك الكنيسة كنيسته (ص ١: ٢٧ و٢: ١ و٢). ولم يذكرها يوحنا الرسول في رؤياه بين كنائس أسيا السبع ولعل علة ذلك أنها كانت معدودة أنها تابعة كنيسة لاودكية لأنها أعظم منها عدداً وغنىً.

كان أكثر أعضاء كنيسة كولوسي من متنصري الأمم (ص ٢: ١٣) ومنهم من متنصري اليهود (ص ٢: ١٦ – ٢). فهم أولاد الألفين الذين نقلهم اسكندر الكبير من بلاد ما بين النهرين وبابل إلى مدن فريجية وليكية ولعل بعضهم ممن أتوا تلك المدن من اليهودية للاتجار.

الفصل الثالث: في كاتب هذه الرسالة

لا ريب في أن كاتب هذه الرسالة بولس كما قيل في (ص ١: ١ و٣٤ و٣٥) وكل ما ذُكر فيها موافق لما عُرف من أمر بولس فإنه ذُكر فيها أتعابه الرسولية وما قاساه من اليهود لكونه رسول الأمم وأشير فيها إلى سجنه (ص ٤: ٣ و١٠ و١٨). وذُكر فيها ثمانية أرفاق للكاتب معلوم أنهم أصدقاء بولس. وتعليمها على وفق تعليم بولس وأسلوب الكتابة أسلوبه ونسبها إليه كل معاصريه من الكتبة المسيحيين.

الفصل الرابع: في زمان كتابة هذه الرسالة

المرجّح أن هذه الرسالة كُتبت في رومية سنة ٦٢ ب. م في نحو الوقت الذي كُتبت فيه الرسالة إلى أفسس والرسالة إلى فليمون في أيام سجن الرسول (ص ٤: ٣ و١٠ و١٨).

الفصل الخامس: في الدواعي لكتابة هذه الرسالة

من الدواعي لكتابة هذه الرسالة مجيء أبفراس من كولوسي إلى رومية بأنباء أحوال الكنيسة فأخبر بولس بإيمان أعضائها ومحبتهم ورجائهم فسره ذلك كثيراً وأنبأه أيضاً بأنه عرضت فيها بعض الضلالات المخيفة فحزن بذلك وأخذ يكتب تحذيراً لهم من الإصغاء إلى تعليم الكذبة ومن الانحراف عن الإيمان الإنجيلي الطاهر وإثباتاً لتعليم أبفراس بعد رجوعه إليهم بشهادته الرسولية بصحة تعليمه. ومنها مجيء أنسيموس إليه آنفاً من كولوسي وتنصره بواسطته وكان حيئنذ يقصد أن يرجعه إلى سيده «لا عبداً بل أخاً محبوباً» فوجه ذلك أفكاره إلى الكتاب والتوصية في أن يرسلوا هذه الرسالة إلى لاودكية ويقرأوا رسالته إليها. فإنه استغنم فرصة الكتابة ليرسل الرسالة معهما (ص ٤: ٩). ومنها توصيته بمرقس ابن أخت برنابا الذي كان بولس يتوقع إرساله إليهم بعد قليل (ص ٤: ١٠). ومنها توقع بولس أنه متى أُطلق من السجن يزوره كما يتبين مما كتبه إلى فليمون الكولوسي وهو قوله «أَعْدِدْ لِي أَيْضاً مَنْزِلاً، لأَنِّي أَرْجُو أَنَّنِي بِصَلَوَاتِكُمْ سَأُوهَبُ لَكُمْ» (فليمون ٢٢). ولا نعلم هل تم لبولس ذلك أو لا لكن نعلم أنه كان في ميليتس بين الوقتين اللذين سُجن فيهما في رومية (٢تيموثاوس ٤: ٢٠).

الفصل السادس: في موضوع هذه الرسالة وغايتها ومضمونها

موضوع هذه الرسالة عظمة الرب يسوع المسيح وكمال ما أتى به من الفداء وأنه صورة الإله غير المنظور وأنه فيه حل كل ملء اللاهوت منذ الأزل وأنه خالق كل البرايا وأنها به تقوم وأنه رب كل ما في السماوات والأرض مما يرى ومما لا يرى وإن كل المسيحيين متحدون بالمسيح وحده اتحاد الأعضاء بالرأس. وأنه به صالح الكل لله وأنه به ينال المؤمنون السلام والحياة والخلاص والسعادة ويحصلون على كل الفضائل والنعمة ليستطيعوا إتمام كل الواجبات وذلك يكون بواسطة الإيمان به والطاعة والشركة معه والصلاة له حتى يكون المسيح لهم وفيهم.

والغاية من بيان عظمة المسيح وكمال عمله هي التحذير من بعض الضلالات التي هي خليط من الفسلفة اليونانية والأوهام اليهودية المعروفة بتاريخ الكنيسة ببدع الغنوسيين. فإنهم اعتقدوا وجود كائنات روحية بين الله والبشر تستحق العبادة وقالوا بأنها دون الله وأعظم من سائر الملائكة والناس وأنها هي التي أبدعت المادة التي هي علة الخطيئة. وأن نيل القداسة يكون بقهر الجسد وإماتته وأنه يجب أن يحفظ بعض الرسوم اليهودية من تقديس السبوت والأهلة والتمييز بين الأطعمة وتحريم أكل اللحم والزيجة. ولذلك حذرهم الرسول من الفلسفة الباطلة والسلوك بمقتضى المبادئ العالمية والتقاليد اليهودية والنوافل كزيادة التواضع وفرط إماتة الجسد وعبادة الملائكة وغير ذلك من تعاليم الباطنيين والأسينيين. والأسينيون (وهم فرقة اليهود أشد من الفريسيين تمسكاً بالرسوم الموسوية) احتقروا الزيجة وامتنعوا عن تناول اللحوم ونهوا عنها كل إنسان بقولهم «لا تمس ولا تذق ولا تجس» فأبان الرسول دفعاً لهذه البدع عظمة فضل المسيح على كل الكائنات وأنه أكمل عملاً كافياً للتطهير والتقديس وأن الإنسان بواسطة المسيح يموت للعالم (فلا يحتاج إلى أن يميت الجسد على ما رأوا) ويقوم مع المسيح للحياة الروحية والطهارة والقداسة. ومما يستحق الاعتبار والالتفات إليه أن ليس في هذه الرسالة اقتباس وإثبات من العهد القديم ولا توبيخ للمؤمنين على سوء معاملتهم في الأدب أو في نظام الكنيسة كما جاء في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس. نعم إن فيها تحذيراً من الخطايا التي بين الأمم لكن لا دليل على أن مؤمني كولوسي سقطوا فيها.

ومضمون هذه الرسالة بعد المقدمة المشتملة على التحية والشكر لله على ما أظهره الكولوسيين من الرجاء والمحبة والصلاة بغية تقدمهم في المعرفة والإتيان بالثمر (ص ١: ١ – ١٢) أربعة أقسام:

الأول: الجزء التعليمي في شخص المسيح وعمله (ص ١: ١٣ – ٢٩) وفيه أن في المسيح النجاة والفداء (ع ١٣ و١٤). وإن المسيح رأس كل شيء في الخليقة والفداء وأن فيه كل الملء (ع ١٥ – ١٩). وأنه أصلح كل شيء لنفسه بدم صليبه (ع ١٠ – ٢٣). وأن الرسول سر بشدائده من أجل المسيح وأتعابه في خدمته وأنه وُكل إليه أن يعلن السر الذي كان مكتوماً وهو خلاص الأمم بالإيمان (ع ٢٤ – ٢٩).

الثاني: الجزء الخارجي (ص ٢: ١ – ٢٣) وفيه بيان اهتمامه بأهل كولوسي لكي يبقوا مؤسسين ثابتين في الإنجيل الذي تعلموه وأن يحذروا من العدول عن التمسك بالمسيح الرأس بواسطة تعليم الفلسفة الباطلة والأوهام اليهودية التي فيها إنكار رئاسة المسيح (ع ١ – ١٥) وتحذيرات خاصة من الرسوم الخارجية (ع ١٦ و١٧). ومن عبادة الملائكة (ع ١٨ و١٩) بناء على كونهم أمواتاً مع المسيح (ع ٢٠ – ٢٣).

الثالث: الجزء العملي وهو أنه يجب عليهم أن يعيشوا كما يحق للذين قاموا مع المسيح (ص ٣: ١ – ٢٥ و٤: ١ – ٦). وفيه وجوب أن يمتنعوا عن عدة شرور وهي أن يتجنبوا الشرور التي تختص بالإنسان العتيق (ع ٥ – ١١) وأن يمارسوا الفضائل المختصة بالإنسان الجديد (ع ١٨ و١٩). وواجبات بعض الأولاد والوالدين لبعض (ع ٢٠ و٢١) وواجبات كل من العبيد والسادة للآخر (ع ٢٢ – ٢٥ وص ٤: ١). ووجوب الصلاة والسهر والشكر مع الصلاة الخاصة من أجل الرسول (ص ٤: ٢ – ٤). وما يجب على المؤمنين لغيرهم (ع ٥ و٦).

الرابع: الجزء الشخصي (ص ٤: ٧ – ١٨). وفيه أنباء أحواله وكلام على هذه الرسالة وفي تيخكس وأنسيموس (ع ٧ – ٩). وتسليم من رفقاء بولس بأسمائهم (ع ١٠ – ١٤). وتحيات إلى بعض أصدقائه بأسمائهم والكلام على الرسالة إلى أهل لاودكية (ع ١٥ – ١٧). والخاتمة والدعاء (ع ١٨).

الفصل السابع: في مقابلة هذه الرسالة بالرسالة إلى أفسس

إن بين هذه الرسالة والرسالة إلى أفسس مشابهة قوية وهذا مما يتوقع أن كونهما من كاتب واحد في وقت واحد وموضوع واحد وحملهما مُرسل واحد. وأشرنا إلى ذلك في مقدمة رسالة أفسس. ومن وجوه المشابهة أن في رسالة أفسس وهي مشتملة على مئة وخمس وخمسين آية ٧٨ عبارة توجد أيضاً في الرسالة إلى كولوسي ومنها إن في كلتيهما بياناً لعظمة المسيح واتحاد المؤمنين به يهوداً وأمماً بمنزلة أنه رأس. إلا أنه أبان في الرسالة إلى أفسس أنه رأس الكنيسة وفي الرسالة إلى كولوسي أنه رأس كل شيء. وما عبر به في رسالة أفسس بدون احتجاج أو إشارة إلى منكر عبر به في رسالة كولوسي مع المقاومة للمعلمين الكاذبين على إنكارهم. والكلام في رسالة أفسس عام يصح أن يوجه إلى كنائس كثيرة وفي رسالة كولوسي خاص للتحذير من ضلالات معيّنة. وذكر في رسالة أفسس أنه باني هيكل الحق كما كان سليمان باني الهيكل الأول وذكر في رسالة كولوسي أنه بانٍ وجندي يبني بيد ويحارب الضلالات بالأخرى كما فعل نحميا في بناء الهيكل الثاني. وأبان في كل من الرسالتين أن علة سجنه في رومية مناداته بأن للأمم حقاً في كنيسة المسيح كاليهود (كولوسي ١: ٢٤ و٤: ٣ وأفسس ٣: ١). وفي الرسالتين تحذير من الكذب ليس في غيرهما (كولوسي ٣: ٩ وأفسس ٤: ٢٥). إن الله حوّل نتيحة الضلالات في كنيسة كولوسي خيراً لكل الكنيسة في كل عصر وأرض لأنه لولاها لم تحصل الكنيسة على هذا البيان لعظمة المسيح ورئاسته العامة وكمال عمل الفداء به.

التالي
زر الذهاب إلى الأعلى