القيامة ولاهوت الرجاء

تشكلت حياة الكنيسة عبر تاريخها بالخبر السار في الميلاد، وخبرة الألم في الصليب، وقوة الانتصار في القيامة، وعلى قدر ما كانت القيامة حدثٌ تاريخيٌ صادقٌ وصحيحٌ حسبما ورد في الإنجيل هي أيضًا اختبارًا روحيًا متجددًا وملموسًا في حياة البشر الذين يحيون في نصرة على كل أشكال وصور المعاصي والشرور المختلفة.
ففي خبرة القيامة يتحرر الإنسان من الخوف، والشك، والحزن، واليأس، ويحيا على رجاء أفضل رغم كل الظروف الصعبة المحيطة به. انعكاس فكر القيامة على حياة الكنيسة والبشر، يمثل نقطة الانطلاقة الحقيقية في تاريخ التجديد والتطوير. فرغم الظلم والفساد المتمثل في منظومة كل من: السلطة الدينيَّة اليهوديَّة، والسلطة السياسيَّة الرومانيَّة والتي دفعت إلى أنْ يموت يسوع المسيح على الصليب وهو برئ، لم تقف الحياة عند الموت ولم تمت أمال البشرية في القبر، ولكن من القبر (الموت) كانت القيامة (الحياة)، فكانت القيامة مؤسِّسة للاهوت الرجاء والأمل في كل المواقف الصعبة التي مرت بها البشرية والكنيسة عبر التاريخ.
وإذ نحتفل معًا بالقيامة نحن نحتفل بالرجاء وفي رحلة حياتنا المصرية نحتاج أكثر من أي وقت مضى أنْ نؤسس معًا لاهوت الرجاء لكي نتعامل مع كافة القضايا بمنظور مختلف يحكمه الأمل والتفاؤل فتتشكل حياتنا بالخبر السار، ونتألم على واقعنا الذي دخلت إليه قيم كثيرة تدعو لليأس والسلبية، فنحاول التغيير بحمل صليب الإلتزا م والمسئولية في بذل محب وعطاء صادق في الحياة الدينية والمدنية، ونكمل مسيرة الإصلاح والتنوير التي بدأت مستلهمين من وحي وروح القيامة لاهوت الرجاء الذي يعطي القدرة على التغيير لمجتمع أفضل لخير الإنسان المصري، والحلم بمجتمع عربيّ مستقر خال من النزاعات والعنف.
نحن في احتياج ماس إلى فكر ولاهوت القيامة لكي يخرجنا من دوامة الياس وحياة اللا معنى التي تخيم على مجتماعاتنا من جراء الظلم والتمييز والفقر وفساد الأنظمة، إلى حياة الأمل والرجاء والحلم بغد أفضل يسود فيه العدل والسلام والخير والمساواة. وتكون رسالة القيامة المتجددة والمستمرة: نعم يوجد رجاء!