عيد الإصلاح الإنجيلي

“لأَنَّ عَزْرَا هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ وَالْعَمَلِ بِهَا وَلِيُعَلِّمَ إِسْرَائِيلَ فَرِيضَةً وَقَضَاءً”(عزرا 7: 10)
يحتفل الإنجيليون حول العالم بعيد الإصلاح، وذلك يوم 31 أكتوبر من كل عامٍ، ففي ليلة 31أكتوبر عام 1517م، علَّق الراهب الأوغطسيني مارتن لوثر على باب كاتدرائية ويتنبرغ بألمانيا، أطروحاته الخمس والتسعين والتي أعلن فيها اعتراضه على صكوك الغفران وغيرها من فسادٍ كان قد نخر في الكنيسة الرومانيّة وباباواتها. وقد منعت السلطة الكنسيّة الكتاب المقدس عن متناول أيدي العامة، الكتاب المقدس، الذي هو كلمة الله القادرة أن تُحكم الناس للخلاص كان مُحرمًا تداوله وقراءته، حتى الأساقفة أنفسهم لم يعتبروه أمرًا مخجلًا أن يعترفوا أنهم لم يقرأوا في حياتهم أي جزء من الكتاب المقدس، وهكذا الحال مع العبادة الدينية، فقد استخدمت الكنيسة لغة غير التي يتكلم بها الناس، لغة لاتينيّة لا يفهمها المتعبد وعامة الشعب،وربما أغلب الكهنة، كما باعت الكنيسة صكوكًا لغفران الخطايا لكل مَن يدفع، حتى أنها كانت تُعِّلم بأنَّ صكوك الغفران هي أثمن وأشرف هبات الله، ولا توجد خطيّة مهما عظمت لا تستطيع صكوك الغفران التكفير عنها”.
هذا ما أثار حفيظه لوثر، أغفران الله يُباع ويُشترى؟! أهذا ما تُعلِّم به الكنيسة؟ أهذا هو تعليم الكتاب المقدس؟ وكانت قضيّة صكوك الغفران من أهم الاعتراضات التي كتبها لوثر في إطروحاته التي علَّقها على باب كاتدرائية وتنبرج، ومنها كانت صيحة الإصلاح التي دوَّت في تاريخ الكنيسة.
لم تكن الخمس والتسعين أطروحة إعلاناً لتأسيس الكنائس الإنجيلية، بل كانت في طبيعتها أطروحات لاهوتية، تحاول إصلاح الكنيسة من داخلها، ومع أنَّ لوثر لم يكن أول المصلحين الذين نادوا بإصلاح الكنيسة، إلا أن إطروحاته أُعتبرت الشرارة الأولى والمؤثرة التي أشعلت نار الإصلاح في الأوساط الكنسيّة في ألمانيا وأوروبا والعالم أجمع.
ولقد اتخذت الكنائس الإنجيلية من هذه الحادثة رمزًا وعيدًا لانطلاق حركة الإصلاح الإنجيلي داخل الكنيسة.
يا ربُّ لا تجعلني أشعر بأني صغيرًا، أو أقليِّة وسط مجتمعٍ مغاير، فقد بدأ الإصلاح برجلٍ واحد، بمنشورٍ واحد، بكنيسةٍ واحدة، فتغيَّر تاريخ الكنيسة .. وبدأ عصر النهضة فتغيَّر تاريخ أوربا ..والعالم أجمع.