تأملات

رأس السنة

“كَلَّلْتَ السَّنَةَ بِجُودِكَ وَآثَارُكَ تَقْطُرُ دَسَماً” (مزمور 65: 11).

ونحن في نهايّة العام، نتذكر كيف بدأ هذا العام الجديد وكأنه بالأمسِ القريب، اثني عشرة شهرًا مرت سريعًا وكأنها ساعات، وها قد جاء اليوم الذي نُقيِّمُ فيه عامًا قد انقضى من أعمارنا، فرصةٌ كانت ممنوحة لنا، تُرى كيف كان عامنا؟ كيف نستقبل عامًا جديدًا؟

ما أروع أن نستقبل عامنا الجديد بإعادة تقييم لِما تعهدنا به في مثل هذا اليوم قبل عامٍ، وما مرَّ بنا وما فعلنا خلال هذا العام،

كم من إحساناتٍ جديدة أنّعم الله بها علينا، ونسينا أن نشكره عليها؟ كم كلمات خرجت من أفواهنا، أو أفعالٍ فعلناها وسببت ألمًا وجرحًا لمن حولنا؟ كم من علاقاتٍ فَتُرت أو تَكَسّرت؟ كم من ظروف مررنا بها، ضيق، مرض، ألم، حزن وموت أصدقاء أو أقرباء، وأثَّرت فينا؟ كم من عهودٍ قطعناها على أنفسنا ولم ننفذ منها إلا القليل؟

    تعالوا بنا، ونحن نستقبل عامًا جديدًا، لنشكر الله على جوده ووجوده معنا خلال عامٍ مضى، نشكره على وعوده الجديدة والمتجددة والتي تشمل كل أيام السنة، ولنُعِد ترتيب أولوياتنا، وعلاقاتنا، ولنفكر في اتخاذ قراراتٍ تُغير شكل حياتنا، لِنَعُد للرب لِيجْبُرَ كسرنا ويشفينا، ويمنحنا توبةً وحياة جديدة، ليكن هو الأول والآخر، الألف والياء، البدايّة والنهايّة.

لنبدأ عامنا الجديد مع الرب وليدم سلامه معنا في هذا العام وليثبت كلامه فينا. آمين.

د. القس نصرالله زكريا

* تخرج في كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة 1989م.
* سِيمَ قسًا وراعيًا للكنيسة الإنجيلية المشيخية في أبو حنس المنيا
* المدير التنفيذي لمجلس الإعلام والنشر
* مدير تحرير مجلة الهدى منذ عام 2006
* مؤسس موقع الهدى، وموقع الإنجيليون المشيخيون.
* له من المؤلفات ما يزيد عن أربعين كتابًا.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى