تأملات

يوم الرب يوم عيد

«وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً» (تكوين 2: 3).

كلمة “عِيْدٌ” هي في الحقيقة “مَوْعِدٌ لِلمُقَابَلَةِ” بين الله وشعبه، وهي نفس الكلمة المُستعملة في (خروج 22:25) “وَأَنَا أَجْتَمِعُ بِكَ هُنَاكَ”. ولأنَّ كلمة “عِيْد” في العبريّة تحمل معنى “الفرح” أو “البهجة”، صارت الأعياد مواسم أو مناسبات للبهجة والفرح، أصبحت “مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً” (لاويين 23: 2).

وتبدأ المحافل المقدسة بيوم الرب، حيث مَنَحُهُ اللهُ عِيدًا وَرَاحَةً لِلإِنْسَانِ قائلًا: “سِتَّةَ أَيَّامٍ يُعْمَلُ عَمَلٌ وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا لاَ تَعْمَلُوا. إِنَّهُ سَبْتٌ لِلرَّبِّ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ” (لاويين 23: 3).

إنَّ كلمة “سَبْت” في العبريّة تعني “رَاحَةٌ”، إنها أمرٌ إلهيٌ بالراحةِ من جميع الأعمال، والتفرغ للعبادة والتمتع بمقابلة الله، يقول: “إِنَّهُ سَبْتٌ لِلرَّبِّ”، وقد استمر السبت يومًا مخصصًا للرب، طوال العهد القديم؛ ولمَّا حاد الإنسان عن هذا المفهوم صَحِّحْهُ المسيح قائلًا: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ” (مرقس 2: 27).

وقد تحول يوم السبت بتلقائيّة إلى يوم الأحد، لأنّ: المسيح قام ظافرًا منتصرًا على الموت فجر الأحد، (لوقا 21: 1-7)، وقد ظهر لتلاميذه عشيّة يوم الأحد (يوحنا 20: 19، 26)؛ وهو اليوم الذي حلَّ فيه قد الروح القدس على التلاميذ (يوحنا 20: 20-23)، وفيه امتلأ التلاميذ من الروح يوم الخمسين (أعمال 2: 41)، وفيه اجتمع التلاميذ معًا للعبادة وكسر الخبز (أعمال 20: 7)، وقد دعاه يوحنا الرائي بيوم الرب إذ قال: “كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ” (رؤيا 1: 10).

والسؤال: كيف نقدس يوم الرب ونحتفل به؟ إنَّ الهدف من “يوم الرب”، هو التلاقي مع الله، وإن كان ينبغي علينا أن نعبد الله ونتلاقى معه كل يومٍ، علينا أن نُكرِس له يومًا خاصًا، لعبادته بشكلٍ مميز، يوم شركة معه ومع أبنائه وأعضاء جسده، وليكن هذا اللقاء في بيت الرب في كنيسته.

يَا ربُّ، أشكرك لأنك منحتني كل أيام الأسبوع للعمل، والإنجاز، لكنك اخترت يومًا وخصصته ليكون يومًا مميزًا في علاقتي بك، ساعدني أن أخصص هذا اليوم لعبادتك والشركة معك بالطريقة التي أردتها وتريدها. آمين.

د. القس نصرالله زكريا

* تخرج في كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة 1989م.
* سِيمَ قسًا وراعيًا للكنيسة الإنجيلية المشيخية في أبو حنس المنيا
* المدير التنفيذي لمجلس الإعلام والنشر
* مدير تحرير مجلة الهدى منذ عام 2006
* مؤسس موقع الهدى، وموقع الإنجيليون المشيخيون.
* له من المؤلفات ما يزيد عن أربعين كتابًا.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى