حياة يسوع

لماذا كل هذا؟

يقف الإنسان مذهولًا متعجبًا متحيرًا أمام قصة يسوع المسيح، بكل ما حفلت به من أحداث عظيمة، وتعاليم سامية، ومعجزات خارقة، وموت أليم، وقيامة مجيدة، وصعود عجيب إلى السماء. على مدى ثلاث وثلاثين سنة ونصف، جاء المسيح من اللابداية، هبط طفلًا في مذود، عاش حياة قصيرة، انتهت في الجلجثة على الصليب، ومَرَّ بالقبر، وخرج منه غالبًا الموت،

ثم عاد ثانية إلى اللانهاية في السماء. في حيرة وتعجب يسأل الإنسان. لماذا؟ لماذا حدث كل هذا؟ لماذا؟ أي سبب وراء ذلك كله؟

أولًا: الخطية

الخطية شر عظيم. وكما وصفها الكتاب المقدس هي خاطئة جدًا. خلق الله العالم بدون خطية. خلق الفلك لامعًا مبهرًا طاهرًا. خلق النبات غنيًا وافرًا مثمرًا. خلق الحيوان زاحفًا عائمًا طائرًا. خلق كل شئ حسنًا. ثم توج الخلقية بخلق الإنسان وكان ذلك حسنًا جدًا. عمل الله الإنسان على صورته كشبهه. إرادة حرة. نفس طاهرة. روح مقدسة. أعطاه سلطانًا على كل ما خلق، وأسكنه في جنة واسعة عامرة بكل الخير. وأوصاه أن يأكل من جميع شجر الجنة إلا شجرة معرفة الخير والشر، التي عقاب الأكل منها الموت. وعاش الإنسان في رفقة الله وصحبته، في علاقة حلوة وشركة رائعة. وحل بالجنة عنصر دخيل. دخل الشيطان في الحية، وهمس بخبث في أذن الإنسان أنه إن أكل الثمرة المحرمة تنفتح عيناه، ويصبح كالله في المعرفة. ورغم معرفة آدم بصدق الله وحده، انغوى ومد يده وأكل من الشجرة. ودخلت الخطية جوفه، وسرت اللعنة في عروقه. بطاعته للشيطان جاءت الخطية إليه تجر خلفها الموت. انقطعت العلاقة مع الله، انفصلت الشركة بين الإنسان والله. وخرج آدم من الجنة الطاهرة، انتهت رفقته مع الله القدوس. وعاش الإنسان في الأرض الملعونة، وتوارثت الأجيال الطبيعة الخاطئة وحكم الموت. ويقول بولس الرسـول: “بِإنْسَانٍ وَاَحِدٍ دَخَلَتْ اَلخَطِيَةُ إِلىَ اَلعَالمِ وَبالخَطِيَةِ اَلمَوْتِ وَهَكَذَا اجْتَازَ اَلمَوتُ إِلىَ جمَيِعُ اَلنَاسِ إِذْ أَخْطَأَ اَلجَمِيعُ” (رومية 5: 12). ويعلن داود النبي قائلًا : “بِالإِثمِ صُوِّرْتُ وَبِاَلخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بيِ أُميِ” (مزمور 51: 5) عرف آدم وحواء وأولادهما من بعدهما الخير والشر، واختار الإنسان عمل الشر، فحل عليهم حكم الموت. تسربت الخطية، وتتسرب حتى اليوم إلى البشر، وأصبح الجميع خطاة بالطبيعة الشريرة التي ورثوها بالأفعال التي يعملونها. “اَلْجَمِيعُ زَاَغْوُا وَفَسَدُوا مَعًَا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًَا. لَيْسَ وَلاَ وَاَحِدٍ” (رومية 3: 1-12).

ثانيًا: موقف الله

الله كلي القداسة والبر، يكره الشر ويُسَر بالخير. لا يطيق الله الإثم، وعيناه لا تنظران الشر. حين أخطأ آدم وعصا الله، ودخلت الخطية حياته، شوهت ولوثت وأفسدت عمل الله الخارق السامي في خلق الإنسان. دخلت النجاسة جسده ونفسه وروحه، فلم يعد في الإمكان استمرار العلاقة بين الله القدوس والإنسان النجس. وحدث الانفصال أي الموت الروحي للإنسان. والخطية إساءة إلى الله. عندما نقترف الخطية، فإننا نعصي إرادة الله ووصاياه، ونُلَطِّخ الصورة التي خلقها، وننكر فضله، ونستهين بقداسته. لذلك يقول داود النبي حين أخطأ : “إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأَتُ وَاَلْشَرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ” (مزمور 51: 4) أدان الله الخطية وجعل عقابها الموت. “.. أُجْرَةُ اَلخَطَيْةُ مَوْتٍ..” (رومية 6: 23). وعدالة الله تحتم توقيع القصاص على الإنسان المخطئ. وكما أن الله في كماله هو القدوس الحق فهو أيضًا المحب الرحيم. لذلك لم يُفنِ الله آدم بعد أن أخطأ، بل وضع أمامه الطريق للخلاص. ومحبة الله لا تتعارض مع عدالته، لذلك أعد الله السبيل للغفران، ودبر خطة الفداء. يقول الوحي المقدس: إن الله لا يُسَر بموت الشرير، “بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ اَلْشِرِّيرُ عَنْ طَرِيِقهِ وَيحَيْاَ” (حزقيال 33: 11)، وإنه “يُرِيْدٌ أَنَ اَلجمَيِعَ يخَلُّصُونَ وَإِلىَ مَعْرِفَةِ اَلحَقَّ يُقْبِلُونَ”(1تيموثاوس2: 4).

ثالثًا: موقف الإنسان

يولد الإنسان بالخطية. ويتراكم عليه الإثم وهو يحيا في عالم شرير فاسد، ويجد نفسه غارقًا في الشر. ويحاول الهرب من وجهه الله كما فعل آدم قديمًا، حين ناداه الله وهو في الجنة، ولكن إلى أين يستطيع الهرب، ، وحتى متى يمكن أن يختبئ يقول المرنم “أَيْنَ اَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ اَهْرَبُ إِنْ صَعِدتُ إِلىَ اَلْسَمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاَكَ وَاِنْ فَرَشْتَ فيِ اَلهَاوَيِةَ فَهَا أَنْتَ” (مزمور 139 : 7،8).

لكن الإنسان فيه جوع حقيقي لأن يكون في علاقة صحيحة مع الله، فحاول جاهدًا أن يقاوم الخطية بقوته الذاتية لكنه فشل، فالخطية ليست أعمالًا خاطئة فقط، بل هي أفكار وشهوات وغرائز وطبيعة شريرة تسيطر عليه وتستعبده. يقول بولس الرسول: “فَإِنيِ أَعْلَمُ أَنَهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فيِ جَسَدِي شَئٌّ صَاِلحُ. لأِنَ اَلإِرَاَدَةَ حَاَضِرَةٌ عِنِدْي وَأَمَا أَنْ أَفْعَلَ اَلُحُسنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لأَنيَّ لاَ أَفْعَلَ اَلصَاِلحُ اَلَّذِي أُرِيـدُهُ بَلْ اَلْشَرَّ اَلَّذِي لَسْتُ أُرِيُـدهُ فَإِيَاَهُ أَفْعَلَ” (رومية 7: 18،19).

وفي محاولات الإنسان للحصول على غفران الله واسترضائه، مارس الصلاة والصوم وأعمال الخير، لكن الخطية تقف فاصلًا بينه وبين الله، فلا تجدي الصلاة. يقول الوحي المقدس: “آَثَامَكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةٌ بَيْنَكُمُ وَبَينَ إِلهَكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهُهُ عَنْكُمْ حَتىَ لاَ يَسْمَعُ” (إشعياء 59: 2). والخاطئ حين يصوم، يصوم خوفًا من الله وعملًا على استرضاءه، ولا فائدة من صومه. والأعمال الصالحة أيضًا مثل الصدقة والإحسان لا تفي مطالب عدالة الله، ولا توفر للإنسان الطبيعة الروحية التي تتوافق مع قداسة وبر الله اللازمة لعودة العلاقة معه.

رابعًا: الفداء

حين اكتشف آدم وحواء أنهما عريانان بسبب الخطية، أرادا ستر نفسيهما بأوراق الشجر، لكن الأوراق جفت وسقطت. فصنع الله لهما أقمصة من جلد الحيوان وألبسهما. وتم ذبح الحيوان وتنفيذ الموت فيه ليستر بجلده خطية الإنسان. حل الموت الذي كان يجب أن يحل بآدم وحواء بالحيوان، الذي مات فداء عنهما؛ وحين رفع إبراهيم يده بالسكين ليذبح ابنه، أرسل الله له كبشًا ليفديه به. الفداء تعويض. والخلاص يتم بضحية تقدم عوضًا عن الجاني الأصلي. ويؤكد الكتاب المقدس أن الفداء لا يتم إلا بسفك الدم : “بِدُونَ سَفْكِ دَمٍ لاَ تحَصِلُ مَغْفِرَةٌ” (عبرانيين 9: 22) وكما قال الله لموسى النبي : “لأَنَ نَفْسَ اَلجسَدِ هِيَ فيِ اَلدَّمُّ.. لأَنَ اَلدَّمُّ يُكَفِرَ عَنْ اَلْنَفْسُ” (لاويين 17: 11). خلاص النفس يأتي بسفك الدم. ولكي يتم إيفاء عدالة الله، وتنفيذ الحكم الذي أصدره الله بالموت، كان لابد أن يتوفر فادٍ يُسفك دمه ليفدي الإنسان، ولتتحقق عدالة الله، ويحصل الإنسان على الطبيعة الروحية التي تتفق وقداسة الله، حتى تعود العلاقة من جديد بين الله والإنسان كما كانت في الجنة قبل سقوط آدم.

خامسًا: الفادي

وحتى تكون الفدية مقبولة، لابد أن تكون مساوية في القيمة للشيء المطلوب فداؤه، فالتعويض لابد أن يعوض الخسارة في القيمة تمامًا. ولفداء الإنسان، يجب أن يكون الفادي إنسانًا. ولفداء كل إنسان، أي البشرية جميعها منذ الخليقة حتى القيامة لابد أن تكون قيمة الفادي تسـاوي ذلك كله. ولماَّ كان الفداء عن الخطية، فلابد أن يكون الفادي طاهرًا خاليًا تمامًا من الخطية. فمَن الذي تتوفر فيه كل هذه الشروط؛ ليكون مناسبًا ومقبولًا ليحمل بنفسه العقاب ويفدي الإنسان؟ الجاني هو الإنسان المحكوم عليه بالموت وليس له مهرب منه. والمجني عليه هو الله الحي الذي لا يموت.

إن الطريق الوحيد لتوفير الفداء للإنسان، هو أن الله نفسه يصبح إنسانًا، ليحمل حكم الموت بنفسه عن الإنسان. والله سبحانه هو وحده القادر على أن يصبح إنسانًا، وينفذ الحكم في نفسه، ويتم الفداء، ويكون الإيمان به وبعمله هذا هو السبيل الوحيد، لعودة العلاقة الروحية المقدسة بين الله والإنسان.

سادسًا: المسيح يسوع

وفي المسيح يسوع تم ذلك فعلًا، أصبح غير المحدود محدودًا. حَلَّ في بطن العذراء مريم بالروح القدس وبدون زرع بشر، فَوُلِد المسيح إنسانًا يقول الكتاب المقدس “.. لمَا جَاَءَ مِلءُ اَلْزَمَانُ أَرْسَلَ اَلله ابنِهِ مَوْلُوَدًَا مِنْ اِمْرَأةً تحَتْ اَلْنَامُوسِ ليِفْتَدِي اَلَّذيِنَ تحَتَ اَلْنَامُوسِ” (غلاطية 4: 4). ولد المسيح خاليًا من الخطيئة، وقد تحدى العالم والتاريخ قائلًا “من منكم يبكتني على خطية؟” (يوحنا 8: 46). ومع أنه عاش إنسانًا بكل مشاعر الإنسان، لكنه كان حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 1: 29). ولأنه هو الله غير المحدود فقد كتب الرسول بولس “عَظِيمٌ هُوَ سِرَّ اَلْتَقْوىَ اَلله ظَهَرَ فيِ اَلجَسَدِ..” (تيموثاوس الأولى 3 : 16). ولذلك فإن نفس المسيح كانت تساوي نفوس البشر جميعًا. كان قادرًا أن يهب الحياة الروحية للناس. وعاش المسيح على الأرض يُعَلِّم ويصنع المعجزات ويغفر الخطايا. وتحققت فيه كل نبوات الأنبياء عن الفادي. ومات وقام من الموت غالبًا الموت، كاسرًا شوكته، رافعًا على كتفيه خطايا البشر جميعًا، محررًا الإنسان من حكم الموت، واهبًا الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. وهكذا أصبح المسيح الطريق الوحيد الذي به يأتي الإنسان إلى الله. ويقول الكتاب المقدس : “كَمَا رَفَعَ مُوسَى اَلحَيَّةَ فيِ اَلْبِّرِيِة هَكَذَا يَنْبَغْيِ أَنْ يُرْفَعُ ابْنَ اَلإنِسَانِ لِكَي لاَ يَهْلِكُ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونَ لَهُ اَلحَيِاةَ الأَبَديَّةِ” (يوحنا 3: 14-15). ويقول بطرس الرسول: “عَاَلِمِينَ أَنْكُمْ اُفْتُدِيْتُم لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى.. بَلْ بِدمٍ كَرِيمٍ. دَمُ اَلمسَيِحِ مَعْرُوفًَا سَابِقًَا قَبْلَ تَأسِيسَ اَلعَالمِ” (بطرس الأولى 1: 18-19) ويقول بولس الرسول: “مُتَبرِرِينَ مجَاَنًَا بِنْعمَتِهِ بِاَلفِدَاءِ اَلَّذي بِيَسُوعُ اَلمَسَيِحِ اَلَّذي قَدْمَهُ اَلله كَفْاَرَةً” (رومية 3: 24). في المسيح غفران الخطايا “كل من يؤمن به ينال غفران الخطايا” (أعمال الرسل 10: 43)، والتبرير التام فيه لأن المسيح “أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَاَيَانَا وَأُقِيمَ لأِجْلِ تَبرِرِنَاَ” (رومية 4: 25). وعادت العلاقة من جديد بين الله والإنسان في المسيح يسوع، وتم الخلاص من حكم الموت والدينونة الأبدية.

سابعًا: الحياة الجديدة

  1. ولادة جديدة: لا إصلاح للطبيعة القديمة بالأعمال الصالحة، لكن لابد من خليقة جديدة في المسيح. موت الإنسان القديم وولادة الإنسان الجديد، قال المسيح لنيقوديموس : “اَلحْقُّ اَلحْقُّ أَقُولُ لَكَ إِنْ كَاَنَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتُ اَلله” (يوحنا 3: 3).
  2. الروح القدس: بعد أن صعد المسيح إلى السماء حل الروح القدس في التلاميذ. والروح القدس يحل في كل مؤمن بالمسيح. “إِذْ آَمَنْتُمْ خُتِمْتمُ بِرُوحِ اَلموَعِدِ اَلْقُدُّوسِ” (أفسس 1: 13)، وحين يؤمن الإنسان بالمسيح فإن الله الروح القدس يحل في ذاك الإنسان.
  3. أولاد الله: حين نؤمن بالمسيح ونقبله ربًا لنا وفاديًا ومخلصًا، نصبح أولاد الله “وَأَمَا كُلُّ اَلَّذِينَ قَبِلوه فَأَعطَاهُمْ سُلْطَاَنًا أَن يَصِيروُا أَولاَدَ الله أَي المَؤُمْنُونَ بِاسمِهِ” (يوحنا 1: 12). “اُنْظُرُوا أَيَةَ محَبَةٍ أَعْطَاَنَا اَلآبُ حَتىَّ نُدْعَى أَوْلاَدَ اَلله” (يوحنا الأولى 3: 1).
  4. الحياة الأبدية: في المسيح يسوع لنا حياة أبدية. “اَلله أَعَطَاَنَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَهَذِهِ اَلحَيَاةُ هِيَ فيِ إبْنِهِ” (يوحنا الأولى 5: 11)، ونحصل على هذه الحياة الجديدة بالإيمان “لأَنَكُمُ بِالْنِعَمةُ مخُلَصَّوُنَ بِالإِيمَانِ وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمُ. هُوَ عَطِيَّةُ اَلله. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيِلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٍ” (أفسس 2: 8،9).

ثامنًا : لذلك…

* لكي تتبرر من الحكم الذي صدر على آدم وكل ذريته بالموت….

* لكي تتحرر من الطبيعة الشريرة التي ورثتها، وتنال طبيعة روحية جديدة…..

* لكي تنال بنوة الله، والحق في الحياة الأبدية في ملكوت الله…..

* لكي تحيا بالروح القدس حياة الغلبة والنصرة والسعادة والسلام والفهم والحكمة…

تعال إليه الآن، افتح قلبك له، فهو يقول: “هَنْذَاَ وَاقِفٌ عَلَى اَلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سمَعِ أَحَدٌ صَوْتيِ وَفَتَحَ اَلْبَابِ أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي” (رؤيا يوحنا 3: 20).

تاسعًا: تلخيص

كل ما حدث للإنسان جاء نتيجة عدم طاعته لله، وسقوطه الإنسان في الخطية، فانقطعت الصلة بينه وبين الله، مما جرَّ عليه شرورًا كثيرة، وأصبح مستحقًا الموت. وفي رحمة الله، أعد خطة لفداء الإنسان من خلال المسيح يسوع، الذي جاء إلى العالم، ومات حاملًا خطايا البشرية جميعها على الصليب، وقام غالبًا الخطية، رافعًا عنا الحكم الأبدي. هو الفادي الوحيد، الذي فيه لنا حياة روحية جديدة متاحة لكل مؤمن به.

عاشرًا: دعاء

ربي وسيدي… في وسط ظلمة الخطية التي تحيط بي، وتحت سلاح الدينونة المُسَلَّط على عنقي، وأنا عالـِم أن علىَّ حكمًا بالموت، آتي إليك ناظرًا إلى المسيح المرفوع على الصليب ليتمم لي الفداء، ويحقق لي المصالحة مع الله. آتي إليك يا رب لتسامحني، وتغفر خطاياي، وتجعلني أعيش في المستوى الذي تريده أنت لي. آمين… والرب معك.

د. القس نصرالله زكريا

* تخرج في كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة 1989م.
* سِيمَ قسًا وراعيًا للكنيسة الإنجيلية المشيخية في أبو حنس المنيا
* المدير التنفيذي لمجلس الإعلام والنشر
* مدير تحرير مجلة الهدى منذ عام 2006
* مؤسس موقع الهدى، وموقع الإنجيليون المشيخيون.
* له من المؤلفات ما يزيد عن أربعين كتابًا.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى