المجئ الثاني

أولًا: الرجاء المبارك
المجيء الثاني للمسيح هو أمل كل المؤمنين وانتظارهم. منذ أن صعد المسيح إلى السماء، والأنظار تشخص إلى السماء في انتظار مجيء المسيح ثانية.
ومنذ القديم والمسيحيون ينتظرون مجيء المسيح القريب “بَعْدُ قَلِيلٌ جِدًَا سَيَأَتيِ اَلآَتيِ وَلاَ يُبْطِئُ” (عبرانيين10: 37)
وكانت التحية المعروفة بين المسيحيين الأولين عبارة “مَاَرَانْ أَثَا” وهي كلمة آرامية معناها “رَبِنَا آَتٍ”. وقد دعا بولس الرسول المجيء الثاني للمسيح بالرجاء المبارك. يكتب إلى تلميذه تيطس ويقول : “لأَنَهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اَلله اَلمْخُلِّصَةُ لجِمَيِعُ اَلْنَاسِ مُعَلِّمَةٌ إِيَاَنَا أَنْ نُنْكِرَ اَلْفُجُورِ وَاَلْشَهَوَاتُ اَلْعَاَلمَيِةُ وَنَعِيَشُ بِاْلتَعَقٌلِ وَاَلْبِرِّ وَاَلْتَقْوَى فيِ اَلْعَالمِ اَلحَاضِرِ مُنْتَظِرِينَ اَلْرَجَاءُ اَلمُبَارَكُ وَظُهُورُ مجَدْ اَلله اَلعَظِيْمُ وَمخُلَصُنَا يَسُوعُ اَلمسَيِحُ” (تيطس 2: 11-13). ويقول الوحي في رؤيا يوحنا اللاهوتي : “وَهَاَ أَنَاَ آَتيِ سَرِيْعًَا وَأُجْرَتيِ مَعِي لأُجُاَزِي كُلُّ وَاَحِدٍ كَمَا يُكُونُ عَمَلَهُ ” (رؤيا 22: 12). والمؤمنون حتى اليوم ينتظرون هذا الرجاء المبارك. وتمر السنوات وما يزالون ينتظرون. يهاجم الملل والشك البعض، ويتعجلون تحقيق وعد الرب بالمجيء، لكن التوقيت عند الله يختلف عن التوقيت عندنا. “وَلَكْنَ لاَ يُخْفَىَ عَلِيْكُمْ هَذَا اَلْشَيءُ اَلْوَاَحِدُ أَيْهُاَ اَلأَحِبَّاءُ أَنَ يَوْمًَا وَاحِدًا عِنْدَ اَلْرَبُّ كَأَلَفِ سَنَةٍ وَأَلَفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاَحِدٍ. لاَ يَتَبَاَطَأ اَلْرَبَّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يحَسِبُ قَوْمٌ اَلْتَبَاطُؤ لَكِنَّهُ يَتَأَنىَ عَلَيْنِاَ وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يُهْلِكَ أُنَاَسٌ بَلْ أَنْ يُقِبْلَ اَلجَمِيعَ إِلىَ اَلْتَوْبَةُ ” (بطرس الثانية 3: 8-9). الله لا يُغَيِّر كلامه أو يلغيه، لكنه يتأنى حسب رحمته؛ ليعطي الفرصة للناس ليرجعوا عن شرورهم، ويشدد إيمان المؤمنين المجاهدين الصابرين، ويعزي المتألمين المضطهدين. ويتأنى وينتظر لإعداد العالم والناس لذلك الحدث العظيم.
ثانيًا: نبوات المجئ الثاني في الكتاب المقدس.
كما تنبأ الأنبياء في القديم عن مجيء المسيح الأول، وتمت النبوات تمامًا طبق الأصل، في مولده وحياته وموته وقيامته، هكذا تنبأ الأنبياء عن مجيئه الثاني. يقول إشعياء النبي عن قضاء المسيح عند مجيئه : “فَيَقْضي بَيْنَ اَلأَمُمِ وَيَنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيِريْنَ فَيَطْبِعُونَ سُيُوفِهِم سِكَكًَا وَرِمَاحِهِمْ مَنَاَجِلُ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةً عَلَى أُمَّةٍ سَيَفًْا وَلاَ يَتَعَلَمُونَ اَلحَرَبِّ فِيَمَا بَعْدٍ” (إشعياء 2: 4). وعن عدالة المسيح حين يعود ليحكم الأرض، وعن السلام الذي يسود يقول : “وَيَقْضيِ بِالعْدلِ لِلْمَسَاكِينَ وَيحَكُم بِالإِنْصَافُ لِبَائِسِي الأَرَضِ وَيضْربُ اَلأَرَضِ بِقَضِيْبِ فَمِهِ وَيمُيِتُ اَلمُنَافِقُ بِنَفْخِةِ شَفَتْيِه. وَيَكُونُ اَلْبرُّ مَنْطِقَهَ مَتْنَيْهِ وَاَلأَمَانَةُ مَنْطِقَهَ حَقَوَيْهِ فَيَسْكُنَ اَلْذِئْبَ مَعَ اَلخَرُوفِ وَيَرْبُضَ اَلنِمَرَ مَعَ اَلجَدْيُ وَاَلْعِجَلَ وَاَلْشِبَلَ وَاَلمُسَمَّنَ مَعًَا وَصَبيٌ صَغِيرُ يَسُوَقُهَا. وَاَلْبَقَرَةُ وَاَلْدَّبَةُ تَرْعَيَانُ. تَرْبُضُ أَوَلاَدِهمِا مَعًَا وَاَلأَسَدُ كَاْلَبَقَرُ يَأُكُلُ تِبْنًَا وَيَلْعَبُ اَلْرَضِيعُ عَلَى سِرْبُ اَلْصِّل وَيمَـُدَ اَلْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرُ اَلأَفُعُوَانِ لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فيِ كُلُّ جَبَلٍ قُدْسِيٌّ لأَنَ اَلأَرْضَ تمَتْلَئَ مِنْ مَعْرِفَـةِ اَلْرَبُّ كَمَا تُغَطِي اَلميِــَاهُ اَلْبَحرُ” (إشعياء 11: 4-9).
وفي العهد الجديد نقرأ قول المسيح : “أَنَا أَمْضِي لأُعِدُّ لَكُمْ مَكَانًَا. وَإِنْ مَضَيِتُ وَأَعْدَدَتُ لَكُمُ مَكَاَنًا آَتيِ أَيْضًَا وَأَخُذُكُمْ إِليَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًَا” (يوحنا 14: 2،3). ويكتب بطرس الرسول بالوحي : “سَيَأتيِ كَلِصٌ فيِالَّلْيلِ يَوَمَ اَلرَبَّ اِلْذِي فِيِه تَزُولُ اَلْسَمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ وَتَنْحُلُّ اَلْعَنَاصِرُ محُتَرقِةً وَتحَتَرِقُ اَلأَرْضَ وَاَلمَصْنُوعَاتُ اَلتِي فِيِهَا” (2بطرس 3: 10). ويقول يعقوب الرسول “فَتَأَنَّوا أَنتُم وَثَبِتُوا قُلُوبِكُمْ لأَنَ مجَيء اَلْرَبِّ قَدْ اَقَتَرَبَ” (يعقوب 5: 8). ويكتب بولس الرسول بالروح القدس عن مجيء المسيح الثاني مرات كثيرة بوضوح في رسائله يقول : “إِنَنَا نحَنُ الأَحَيَاءَ اَلْبَاقِينَ إِلىَ مجَيءُ اَلْرَبَّ لاَ نَسْبِقُ اَلْرَاقِدِينَ. لأَنَ اَلْرَبَّ نَفْسَهُ بهِتَافٍ بِصَوتُ رَئَيِسَ مَلاَئَكَةً وَبُوقُ اَلله سَوْفَ يَنزْلُ مِنَ اَلْسَمَاءِ وَالأَمْوَاتَ فيِ اَلمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوْلًا. ثمُ نحَنُ اَلأحَيَاءَ اَلْبَاقِينَ سَنَخْطَفُ جمَيِعًَا مَعَهُمْ فيِ اَلْسُحُبِ لمِلاقَاةَ اَلرَبَّ فيِ اَلهَوَاءِ. وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ اَلْرَبِّ” (تسالونيكي الأولى 4: 15-17). ويتنبأ يوحنا الرسول في رؤيته : “هُوَذَا يَأَتيِ مَعَ اَلْسَحَابِ وَسَتَنْظُرهُ كُلَّ عَينٍ وَاَلْذِينَ طَعَنُوهُ وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جمَيِعَ قَبَائِلَ اَلأَرْضُ. نَعَمْ آمِينْ” (رؤيا 1: 7).
وكما تحققت نبوات المجيء الأول للمسيح حرفيًا لابد وأن تتحقق النبوات الخاصة بمجيئه الثاني، فالمسيح لابد أن يأتي كما وعد وتنبأ الأنبياء، وكما ينتظره المؤمنون. وقد أكد هذه الحقيقة للتلاميذ الواقفين يشخصون إلى السماء، يراقبون المسيح وهو صاعدًا، والسحابة تأخذه عن عيونهم ليختفي عنهم، ملاكان “.. قَاَلاَ أَيِهُاَ اَلْرِجَالُ اَلجَلِيِليِوُنَ مَا بَاَلَكُمُ وَاَقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلىَ اَلْسَمَاءِ. إِنَ يَسُوعُ هَذَا اَلْذَي اِرْتَفَعَ عَنْكُمُ إِلىَ اَلْسَمَاءِ سَيَأَتيِ هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًَا إِلىَ اَلْسَمَاءِ” (أعمال الرسل 1: 10-11).
ثالثًا : علامات تسـبق المجئ الثاني للمسـيح (لوقا 21)
سأل التلاميذ المسيح عن موعد مجيئه الثاني وعلامات ذلك. أكد المسيح لهم عدم معرفة أحد للموعد إلا الله وحده. لكنه ذكر لهم بعض العلامات التي سوف تحدث قبل المجئ :
1- حروب، وأخبار حروب، وصراع بين الشعوب والأمم في كل العالم.
2- زلازل، وهزات أرضية، وبراكين، وأعاصير، وفيضانات، وسيول.
3- أحداث فلكية غريبة في السماء، وعلامات في الشمس والقمر والنجوم.
4- أمراض، وأوبئة، وجفاف، ومجاعات، وكوارث.
5- اضطهاد المؤمنين، والقبض عليهم، ومحاكمتهم، وإيداعهم السجون، وقتلهم.
6- خيانات بين الأهل والأخوة والأصدقاء.
* ومن العلامات أيضًا :
7- انتشار الحركات الروحية، ووصول الإنجيل إلى العالم.
8- تمادي الناس في الفجور والخلاعة والشر، وتمتلئ الأرض بالفساد.
9- مشاكل إقتصادية في كل مكان بالعالم شرقًا وغربًا.
10- ارتداد عظيم في الكنيسة، وظهور أعداء المسيح وضد المسيح.
11- رجوع بعض اليهود إلى المسيحية، وانضمامهم إلى شعب الله المؤمن بالمسيح.
رابعًا: كيفية المجئ الثاني للمسيح.
من النصوص الصريحة الواضحة في الكتاب المقدس، أن المسيح كما صعد إلى السماء وأخفته سحابة عن أعين تلاميذه، هكذا سيجيء من السماء ببهاء ومجد عظيمين علانية بشكل ظاهر، سيراه سكان العالم من أدناه إلى أقصاه. يأتي كشمس البر، والأموات يقومون، ويقف الجميع أمام كرسي المسيح للحساب. ثم الاحتفال بالمسيح على العرش. وحين يجئ المسيح سيأتي فجأة دون توقع أو انتظار “فيِ سَاعَةً لاَ تَظُنْونَ يَأَتيِ ابْنُ اَلإنِسَانَ”، وقد قدم المسيح لتوضيح هذا الأمر مثل العذارى الحكيمات والجاهلات، وكيف جاء العريس في موعد لم يتوقعنه، وقال في نهاية المثل: “فَاسْهَروا إِذًْا لأَنَكُمُ لاَ تَعْرِفُونَ اَلْيَومَ وَلاَ اَلْسَاعَةِ اَلْتيِ يَأَتيِ فِيَهَا ابْنُ اَلإنِسَانَ”. وسينزل المسيح من السماء بهتاف وأبواق عزف جوقة الملائكة. ويطلق البوق الأخير. بوق مناداة المفديين جميعًا لملاقاة الرب في الهواء.
خامسًا: قيامة الأموات
حين يُبوِق البوق الأخير، يقوم الأموات من الموت. فما أن يُسمع صوت المسيح قادمًا في مجيئه الثاني حتى يقوم الأموات. الذين في القبور يقومون، تتجمع بقاياهم المختلطة بالتراب ويقومون. الذين ماتوا في البحر والتهمتهم الأسماك، والذين احترقوا بالنار واختلطوا بالرماد. الجميع يقومون. قال المسيح: “لاَ تَتَعَجَبُوا مِنْ هَذَا. فَإِنَهُ تَأَتيِ سَاَعَةُ يَسْمَعُ فِيِهَا جمَيِعَ اَلْذِيِنَ فيِ اَلْقُبُورِ صَوَتَهُ. فَيَخْرُجُ اَلْذِين فَعَلَوا اَلْصَاَلحِاَتِ إِلىِ قِيَامَةَ اَلحَيَاةِ وَاَلْذِينَ عَمَلَوُا اَلْسَيَآتِ إِلىَ قِيَاَمَةِ اَلْدَيْنُونَةِ” (يوحنا 5: 28، 29).
سادسًا: الوقوف أمام كرسي المسـيح
ويجلس المسيح على عرشه، ويصور الوحي المقدس ذلك العرش في رؤيا يوحنا اللاهوتي، فيقول يوحنا الرائي: “ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًَا عَظِيَمًا أَبْيَضٌ وَاَلجَالِسُ عَلَيِهِ اَلْذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبْتُ اَلأَرْضُ وَاَلْسَمَاءِ وَلمَ يُوجَدُ لهَمُا مَوْضِعَ. وَرَأَيْتُ اَلأَمْوَاتَ صِغَارًَا وَكِبَارًَا وَاَقِفِينَ أَمَامَ اَلله وَاْنفَتَحتَ أَسْفَارَ وَاَنْفَتَحَ سِفْرًَا آَخَرَ هُوَ سِفْرُ اَلحيَاةِ وَدِينَّ اَلأَمْوَاتُ ممِاَ هُوَ مَكْتُوبٌ فيِ اَلأسَفَارِ بحِسَبِ أَعْمَالهَمْ” (رؤيا 20: 11،12)، والمسيح هو الديان. هو وحده الديان. المسيح هو صاحب الحق أن يدين الناس. هو الذي حمل خطايا البشر. وهو الذي مات نيابة عن البشرية جمعاء. فإذا كان قد وفَّى دين الناس، فقد انتقل له حق وسلطان الدينونة. قال المسيح: “اَلآبُ لاَ يُدِينَ أَحَدًا بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلُّ اَلْدَيْنُونَةِ لِلإْبنِ” (يوحنا 5: 22). ويقول المسيح: “اَلحقَّ اَلحقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَ مَنْ يَسْمَعَ كَلاَميِ وَيُؤْمِنُ بِالَذَي أَرْسَلَنيِ فَلَهُ حَيْاةً أَبَدِيَّةً وَلاَ يَأَتي إِلىَ دَيْنُونَةً بَلْ قَدْ انْتَقَلَ مِنَ اَلمَوتِ إِلىَ اَلحَياةِ” (يوحنا 5: 24). وقال أيضًا عن الإبن أن الله: “أَعْطَاهُ سُلْطَانًَا أَنْ يُدِينَ أَيْضًَا لأَنَهُ ابْنُ اَلإنْسَانِ” (يوحنا 5: 27)، فالمسيح هو الديان. ويصور المسيح مشهد الدينونة في إنجيل متى الإصحاح الخامس والعشرين. يجلس المسيح على كرسي مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب، ويبدأ التمييز بين الخطاة الأشرار، والصالحين الأبرار. فيجعل الأبرار عن يمينه، والأشرار عن يساره. ويبدأ الحساب، ويكافئ الصالحين ويباركهم ويقول لهم : “تَعَالُوا يَا مُبَارَكِيِ أَبيِ رِثُوا المَلَكُوتُ المُعَدُّ لَكُمُ مُنْذُ تَأسِيْسِ اَلعَالمِ” (متى 25: 34)، وللخطاة يقول: “إِذْهَبُوا عَنـِي يَا مَلاَعِينُ إِلىَ اَلْنَارِ اَلأْبَدِيَةِ اَلمُعَدَةُ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتَهُ” (متى 25: 41)، ويمضي الأشرار إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية.
سابعًا: النهاية اللانهائية
وتزول الأرض وتنحل وتنتهي. وكما يقول بطرس الرسول… تزول السموات بضجيج وصخب عظيمين. وتنحل العناصر محترقة، ويرتفع اللهب، ويتطاير الشرار، وتتوالى الانفجارات الكونية حتى تزول الأرض وكل ما عليها، والسماء وكل ما بها. وتبدأ السماء الجديدة والأرض الجديدة. الأشرار يُلقون في نار جهنم إلى الأبد. حيث نار لا تنطفئ، ودود لا يموت، وعذاب لا ينتهي، وبكاء وصرير أسنان. والأبرار يتمتعون في السماء مع المسيح، ويكونون مع الرب كل حين وإلى الأبد. ويرسم الوحي المقدس في رؤيا يوحنا اللاهوتي ذلك فيقول الرائي : “ثُمَّ رَأَيْتُ سمَاءً جَدِيَدةٌ وَأَرْضًَا جَدِيَدَةً لأَنَ اَلْسَمَاءِ اَلأُولىَ وَاَلأرْضَ اَلأُولىَ مَضَتَا وَاَلْبَحْرَ لاَ يُوجَدُ فيِ مَا بَعْدِ… وَسمَعِتَ صَوْتًَا عَظِيمًَا مِنَ اَلْسَمَاءِ قَاِئُلًا هُوَذَا مَسْكَنَ اَلله مَعَ اَلْنَاسِ وَهُوَ سَيَسْكُنَ مَعَهُمْ وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًَا وَاَلله نَفْسَهُ يَكُونَ مَعَهُمْ إِلهًَا لهُمْ. وَسَيَمْسَحَ اَلله كُلُّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونهِمِ وَاَلمَوتَ لاَ يَكُونَ فيِ مَا بَعْدٍ وَلاَ يَكُونُ حُزِنٌ وَلاَ صُرَاخٍ وَلاَ وَجَعٍ فيِ مَا بَعْدٍ لأَنَ اَلأُمورَ اَلأُولىَ قَدْ مَضْتَ ” (رؤيا 21: 1-4). ويصف المدينة، وكلها من الذهب النقي، وأساساتها من الأحجار الكريمة، ثم يقول: “وَلمْ أَرَ فِيْهَا هَيِكَلًا لأِنَ اَلْرَبَّ اَلله اَلْقَادِرُ عَلَى كُلُّ شَئ هُوَ وَالخَرَوُفُ هَيْكَلُهَا. وَالمَدِينَةُ لاَ تحَتاَجُ إِلىَ اَلْشَمْسِ وَلاَ إِلىَ اَلْقَمَرَ لِيُضِيَئا فِيَهَا لأَنَ مجَدُ اَلله قَدْ أَنَارَهَا وَالخَرَوُفِ سِرَاجُهَا” (رؤيا 21: 22، 23)
ثامنًا: والآن
والآن وأنت ما زلت تمتلك الحياة وتمتلك الوقت وتمتلك القرار. الآن أين تريد أن تكون؟ أي مصير تختار؟ الله بكل رحمته وسلطانه يترك لك الخيار. هل تريد أن تقضي أبديتك في نار لا تطفأ، وبين دود لا يموت، ووسط عذاب لا ينتهي؟ أم تريد أن تقضيها في المدينة السماوية الأبدية؟ مع المسيح إلى الأبد في حضرته ورفقته الدائمة؟ الآن تستطيع أن تختار. بعدئذٍ لن تكون لك فرصة للإختيار. المسيح الآن مخلص، لكنه بعد ذلك ديان. “اَلَذي يُؤْمِنُ بِالإبْنِ لَهُ حَيَاةً أَبَدِيَةً وَاَلذَي لاَ يُؤِمنُ بِالإِبنُ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يمَكُثُ عَلَيْهِ غَضَبَ اَلله” (يوحنا 3: 36).
تاسعًا: تلخيص
مجيء المسيح الثاني هو الرجاء المبارك للمؤمنين، وكما تنبأ الأنبياء عن مجيئه الأول تنبأوا عن مجيئه الثاني. وكما تحققت النبوات في الماضي، ستتحقق في المستقبل. وهناك علامات في الكتاب المقدس تسبق المجئ الثاني، كما أن هناك تصويرًا عن خطوات وأحداث المجئ. ويحاسب المسيح البشر جميعا ويذهب الأشرار إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى الحياة الأبدية في ملكوت الله. وهكذا تأتي النهاية اللانهائية. في يدك أنت اختيار نهايتك اللانهائية بالإيمان بالمسيح، أو بعدم الإيمان به.
عاشرًا: دعاء
ربي وسيدي…
في النهاية آتي إليك في رهبة وتقديس وإجلال. يا رب السماء والأرض. يا من بيدك مصير البشر جميعًا. آتي إليك وأنا واثق أنني في المسيح يسوع لي حياة أبدية. آتي إليك بكل قلبي لأقدم لك الشكر؛ لما فعلته لأجلي على الصليب، والذي فتح أمامي الطريق إلى السماء. أصلِّي إلهي لأجل البعيدين عنك لكي يعرفوك ويتبعوك، ويكون لهم الحق في الحياة الأبدية التي تهبها لكل من يؤمن بك. آمـين.. والرب معك.