إصلاح إنجيليالكالفينية

المبادئ الكالفينية

بعد الانطلاقة القوية للإصلاح الإنجيلي في القرن السادس عشر، وتأكيد قادته على أهم المبادئ التي تُميز هذه الحركة المُصلحة، سواء في تعاليمهم أو عظاتهم، أو كتاباتهم، وقد جاء فيما كتبه المُصلح جون كالفن في كتاب: «مبادئ الإيمان المسيحي»،–وفي كُتبٍ أخرى- شرحٌ وافٍ لأهم مبادئ الكنيسة المُصلحة، لكن تلك المبادئ لم تلق قبولاً عند اللاهوتي الهولندي والأستاذ في جامعة ليدن جاكوب أرمينيوس، الذي اعترض على ثلاثة مبادئ من تلك التي نظَّر لها كالفن كتابياً، وهي المبادئ المعروفة بالاختيار غير المشروط، والكفارة المحدودة، والنعمة التي لا تقاوم، وكان بعد وفاة أرمينيوس أنَّ أتباعه أضافوا اعتراضين آخرين على عقيدتي الفساد الكليّ والضمان الأبدي للمؤمنين.

هذا الاختلاف دعا الحكومة الهولندية لعقد مجمع لاهوتي لدراسة هذه الاختلافات، في مدينة دورترخيت Dordrecht الهولندية عام 1618م، ولمدة سبعة شهور وبعد انعقاد 154 جلسة توصل المجتمعون في مايو 1619م، إلى قرارٍ يدين أفكار أرمينيوس وأتباعه، وخرج هذا المجمع بوثيقة تُسمى وثيقة النقاط –المبادئ- الكلفينيّة الخمسة»، وهي تعتبر الأساس اللاهوتي والعقيدي للكنيسة الإنجيليّة المشيخيّة في العالم، وتتلخص هذه المبادئ في هذه النقاط:

  1. الفساد الكُليّ Total Depravity
  2. الاختيار غير المشروط Unconditional Election
  3. الكفارة المحدودة Limited Atonement
  4. النعمة التي لا تقاوم Irresistible Grace
  5. مثابرة القديسين Perseverance of the Saints أو الضمان الأبدي.

وبأخذ الحرف الأول من كل نقطة، يتكون الاسم الشهير لهذه النقاط الخمس والمعروف بزهرة التيوليب «TULIP». وبدراسة هذه المبادئ الخمسة، نجد تشابكاً وتداخلاً وارتباطاً وثيقاً يجمع بين هذه المبادئ معاً، فإما أن يُقبَّلوا جميعاً، أو لا يقبلوا، فمن يؤمن بمبدأ لابد وأن يؤمن قطعاً بالمبادئ الأربعة الأخرى.

د. القس نصرالله زكريا

* تخرج في كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة 1989م.
* سِيمَ قسًا وراعيًا للكنيسة الإنجيلية المشيخية في أبو حنس المنيا
* المدير التنفيذي لمجلس الإعلام والنشر
* مدير تحرير مجلة الهدى منذ عام 2006
* مؤسس موقع الهدى، وموقع الإنجيليون المشيخيون.
* له من المؤلفات ما يزيد عن أربعين كتابًا.
زر الذهاب إلى الأعلى