القيامة

القيامة والرجاء

هل يوجد رجاء ؟…من منا لم يشعر يوما بان قارب طموحاته واماله قد تحطمت، من منا لم يضيع منه الرجاء يومًا، ونسأل هل يوجد رجاء، للأبناء الذين فقدوا الاباء بسبب عنف الأشرار والارهاب هل يوجد رجاء للآباء الذين ضاع ابناءهم بسبب الادمان هل يوجد رجاء للأطفال للأمهات للشباب الذين يتطلعون لمستقبل

مشرق هل للمرضى والضعفاء والفقراء…. هل لكل هؤلاء يوجد رجاء؟ نعم يوجد رجاء عندما نقف امام مسيح قهر الموت وقام يوجد رجاء وعندما نقف امام قبر المسيح الفارغ يوجد رجاء

كان موت المسيح بالنسبة للتلاميذ، يمثِّل لهم كارثة ثقيلة لا خروج منها! – حيث يصف الاب متى المسكين هذه اللحظات قائلا – “وبالرغم من تحذيراته الكثيرة لهم، فقد كانوا ينتظرون أن يُعلن نفسه للعالم ملكاً على عرش داود. ولكن حوادث الصلب المريعة بدَّدت أحلامهم وأوقعتهم في مأزق شديد الضيق، ودخلوا في حالة فقدان الأمل. ولكن، وبحسب الواقع، وجدوا أنفسهم في حالة عار يحاصرهم، فمعلِّمهم العظيم صلبوه ومات أشنع ميتةٍ، وماذا يتبقَّى لهم ؟ وجدوا أنفسهم منظورين من الدولة والشعب الحزن واليأس والخوف يحاصرهم

ولكنهم، وبإيحاء من رجاء متعثِّر، فضَّلوا أن يجتمعوا في أُورشليم إلى أن ينجلي الموقف، ولكن في خفية دخلوا وأغلقوا الأبواب على أنفسهم وجلسوا يتحاورون. عبروا يوم السبت، وكان سبتاً عظيماً وأول أيام العيد، بلا تعييد ولا رجاء. ولكن ما طرأ على تفكيرهم قط أنه قد تكون قيامة أو يقوم الجسد من بين الأموات، مع أنه قد سبق ونبَّه قلوبهم كثيراً جداً أنه لن يكون موت إلاَّ وبعده قيامة.

ولكن كانت هناك امرأة، صحيح قد لفَّها الحزن ولفَّت نفسها بالسواد، ولكن قلبها المحب جداً للمسيح كان يشدّها شداً إلى القبر! لقد اتفقت مع أُخريات أن يزرن القبر ومعهن حنوط للجسد، قامت والظلام باقٍ، وذهبت تتحسَّس الطريق إلى “باب المدينة” الغربي، ؛ ولكن بوصولها إلى الباب وجدته موصداً، فجلست على الأرض تنتظر انبثاق النور الذي يأذن بانفتاحه، لأنه لا يُفتح إلاَّ عندما يشرق أول شعاع من الشمس. وبمجرَّد أن انفتح الباب، انسلَّت إلى الخارج مسرعة، ومن ورائها بقية النسوة حاملات الطيب الكثير.

جئن إلى القبر، والخوف يملأ قلوبهن، ووقفن أمام القبر من بعيد أمام سؤال حيَّرهنَّ جميعاً! مَنْ يُدحرج لنا الحجر؟ والحجر ثقيل لا تحرِّكه إلاَّ أيدٍ قوية، والضعف أخذ منهن كل مأخذ! ولمَّا اقتربن، فجأة نظرن وإذا الحجر مدحرج عن فم القبر ومسنود على الجدار وحده. تقدَّمن والخوف والفزع يتقدَّمهن خطوة وراء خطوة، وإذ بدأ شعاع الشمس يتسلَّط على فم القبر، اقتربن وتجاسرن بأن مددن رؤوسهن لينظرن. فإذا، وللمفاجأة المذهلة، ملاك لابس لباساً أبيضَ لامعاً جالساً على حافة القبر، وخاطبهن: لا تندهشن! أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب – قد قام – ليس هو ههنا، هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن إلى تلاميذه وقولوا لهم ولبطرس: إنه يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه كما قال لكم: » فخرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرحٍ عظيم، راكضتين لتخبرا تلاميذه«(مت8:28).

وقد ُتركت اللفائف على حالها التي كانت ملفوفة به حول الجسد ومنديل الوجه موضوعاً بحاله، وكأن الجسد تبخَّر أو انسحب وترك مكانه في اللفائف خالياً؛ هنا القيامة تصرخ في وجوهنا! والعجيب أن اللفائف لم تهبط وتترك شكلها الدائري، بل بقيت ملفوفة حول نفسها. “إنه إعجاز القيامة!! يهزنا حتى الاعماق نعم لقد قام المسيح لذا يوجد رجاء

1-   يوجد رجاء لأنه احبني

فمن فرط حبه لي مات من أجلى ومن فرط قوته قهر ملك الاهوال ومن فرط عظمته جلس في يمين العظمة في السماويات ولو كنت انا الخاطئ الوحيد في هذا الوجود لكان المسيح احبني ومات من أجلى

2-  يوجد رجاء لان القيامة هي النهاية

قصة المسيح لم تنته بالموت على الصليب لكن الحقيقة الكتابية تقول إن القيامة هي النهاية، فعند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم، ان الألم جزء من الحياة والايمان لا يعفينا من الضيقات فكل النساء يلدن الاولاد الضيقات وحدها تلد الرجال واعلم ان نهاية الانسان هي بداية الله فكما انه ليس كل طريق وعر طريق مرفوض كذلك ليس كل طريق ممهد طريق صحيح فطريق القيامة والفجر الجديد مر حتما بطريق الجلجثة والصليب لقد ولد لكي يموت ومات لكي يقوم وقام لكي يجلس حيث كان اولا

فقد سبق القيامة حزن ويأس وكأبة وخوف ثم جاءت النصرة والفرح والرجاء

المؤكد ان النصرة في النهاية نصيب ذاك الذي كان يجول يصنع خيراً، ويشفي كل مرض في الشعب.. فتح أعين العميان، شفي الأبرص، أقام الأعرج، أخرج الأرواح الشريرة والشياطين هربت بكلمة منه، أقام الميت، علم الناس وأنار الاذهان والقلوب

اذن لا موت لإنسان يحيا مع المسيح قيامة السيد المسيح تشهد لقوة الله فالإيمان بالقيامة يعني الايمان بالله لان القيامة من الموت ليست من افعال الطبيعة البشرية فالطبيعة البشرية تنتهي بالموت اما قيامة السيد المسيح فكانت البشارة بأول فعل حياة دائم يغزو طبيعتنا البشرية المائتة ليعطيها حياة ابدية جديدة وينزع منا كل خوف حتى من الموت فقد قال بفمه الطاهر “انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا” ان قيامة السيد المسيح ليست حدث موسمي بل حدث يومي متجدد لا ينتهي تأثيره ولا يتوقف فاعليته في حياة كل من اختبر الحياة مع المسيح فالقيامة قوة يجب ان نختبرها انها قوة انتقلت من السيد بموته وقيامته الى كل من يؤمن به حتى ان الذين رقدوا في المسيح رقدوا على رجاء القيامة.

3-  يوجد رجاء لان المسيح حي

ميلاده الفريد وحياته العجيبة هي المقدمة الطبيعية والمنطقية لقيامته المجيدة فالذي دخل دنيانا من باب لم يفتح الا له لذا كان من المنطقي والطبيعي ان يخرج من عالمنا من نافذة لم يفتحها سواه بالقيامة (ق رضا عدلي)

فالقيامة بالنسبة للمسيح ليست معجزة فهذا هو الطبيعي قال قبل القيامة ” انا هو القيامة والحياة…” فكيف لمن اقام غيره ان لا يقم نفسه كيف لمن اقام لعازر بعدما انتن وابن ارملة نايين وابنة يايرس ان يمسكه القبر او يغلبه الموت والسؤال الاهم اذن – والذي يطرحه الاب متى”- ليس كيف قام المسيح بل كيف مات المسيح ؟ كيف استطاع ان يموت؟ فمن الذي يموت البار ام الخاطئ فالموت اجرة الخطية فكيف يموت من ليس له خطية؟”

كيف ولماذا يموت من لم يعرف الشر الذي قال من منكم يبكتني على خطيه وشهد له الاعداء لم يتكلم انسان قط مثل هذا الانسان وقال بيلاطس عنه انا لست أجد فيه علة واحده. نعم يا للرروعة فسيدي فعل ذلك من أجلي أنا ولأن خطايانا عليه كانت دخيلة لذا مات المسيح ولان عصمته فيه كانت اصيلة لذا قام المسيح

4-  لان دم المسيح يطهر من كل خطية

في بعض الاحكام القديمة كانوا يربطون القاتل بالقتيل حتى ينتقل عفن الميت الى الحي وهذا ما حدث مع ادم ونسله وكنا نحتاج الى دم اخر يطهر ودم يسوع المسيح يطهر من كل خطية هذا هو حمل الله الذي اتى ليرفع خطية العالم لماذا نصدق اننا سقطنا في ادم ولا نصدق اننا قمنا في المسيح لماذا نصدق نداء البؤس والشقاء ولا نصدق دعوة الله ان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس

الناس شبعت شعارات والناس ما عادت تطيق الشعارات… المسيح رجل افعال وليس رجل شعارات عندما قال انا هو نور العالم…بعدها ذهب وفتح عين الاعمى وعندما قال انا هو خبز الحياة أشبع الجموع وسدد احتياجاتهم وعندما قال انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا نادى لعازر الذي مات وأنتن لعازر هلم خارجا… نعم اتي برهانك ان كنت صادقا فقام من الموت ظافرا

5-  لان القيامة ترفعنا فوق الياس والظروف فوق الاحباط والكآبة

 قيامة المسيح كانت البشارة بأول فعل حياة دائم يهب لنا الرجاء ويرفع منا كل يأس ويشفي فينا كل اكتئاب ويبدد عنا كل خوف من موت ومن كل ما يؤول الى موت.

رسالة القيامة هي رسالة الرجاء والباب المفتوح، رسالة القبر الفارغ والنفوس المتفتحة للحياة الراجية في إله حي محب غفور صالح هي رسالة رجاء للامة وللوطن للكبير والصغير للقريب وللبعيد

6-  ولأن القيامة تصحح لنا المفاهيم وتعيد لنا البهجة

(سأل احدهم هل انتماءك للوطن ام للدين سؤال محزن ينم عن جهل بالوطن وبالدين ايضا فهل يمكن ان يضعني الدين تحت هذا الضغط ان اختار بين الوطن والدين فاذا انحزت لوطني اصبح خائنا للدين وكافرا به واذا اخترت الدين اهمل وطني واخونه وابيعه هل يمكن ان يستقطبني الدين ضد الوطن وهذه جهالة فالإيمان الحقيقي بالله الصالح يجعلني وطنيا مضاعفا فالوطن هم ناسي واهلي واصدقائي واحبائي وكل شخص اتعامل معه واتقابل معه الوطن هو كل شخص مصري يحب بلده، الدين يجعلني امينا للوطن محبا للجميع نافعا للكل ومسيحي يجعلني اخضع للقوانين واحترم السلطات واصلي لأجل الرؤساء وكل من وضعهم الله في مسؤولية فكلما كنت اكثر قربا من الله كنت اكثر حبا للوطن وللناس فالانتماء لله يجعلني في وحدة مع الاخرين

ان كان العالم اليوم اقوى بأسلحته وأغنى بثرواته أكثر تقدمًا بمعارفه واختراعاته لكنه أكثر تعاسة وشقاء وافلاس

برهنت القيامة لنا على ان قوة النفوذ بالحب اقوى وأبقى وأقدر من نفوذ القوة بالعنف والوعيد والتهديد والسلاح والارهاب نعم سيمضي العنف وسينتهي الارهاب ويمضي هؤلاء خائبين بلا ثمر لأنهم لم يعرفوا محبة الاوطان وستبقى مصر الجميلة وشعبها الاصيل فهذه هي ارادة الله.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى