ذبيحة الأضحى

ما معنى رمز الذبيحة؟ ماذا يقول الأنبياء عنها؟ من هو أول من ذبح خروف؟
ما علاقة الذبيحة بالغفران؟ وما هي الذبيحة التي قد تعطيك غفران أبدي للخطية؟
صديقي(تي)، كلمة الله لديها كل الأجوبة المتعلقة بعيد الأضحى، إذا قرأت هذه الورقة كاملة، ستفهم معنى الذبيحة، وسبب الذبيحة، من آدم أول رجل إلى اليوم معك أنت.
آدم وحواء
آدم: أول رجل في العالم والذبيحة الأولى
تكوين 3: 21: “وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما”. (موسى)
لما كان آدم بالجنة، أوصاه الله قائلا: “من جميع شجر الجنة، تأكل أكلا، أما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها، موتا تموت”. هل تعرف مــاذا فعل آدم وحواء؟ نعم، أكلوا من الشــجرة، تعـدَّوا وصيـة الرب، رفضوا كلمة الرب، وتبــــعوا تجـربة الشيطان، ولهذا السبب أُخرجهم الله من الجنة، فقبل الخطية كانا عريانين، بدون الشعور بالخجل، والآن في العالم، ماذا يفعل الله؟ هل يتركهما عريانين؟ أو يغطي خطيتهما؟ أخد الله جلد خروف، وألبس الرب الإله آدم وحواء بجلد ذلك الخروف حسب النبي موسى. وكيف يقدر الله أن يأتي بجلد خروف بدون أن يذبحه ويسفك دمه؟ غير ممكن، الله ذبح وسفك دم الخروف، وما هي خطية هذا الخروف ليستحق الموت؟ هو مجرد حيوان، الإنسان هو الذي أخطأ، هو الذي استحق الموت.
لكن الرب برحمته وحكمته، وضع خطة “ليغطي” ذنوب الإنسان بموت ذلك الخروف، كما أعلن عن خطته الأبدية عن خروف سيموت لأجل كل العالم.
إبراهيم وذبيحة ابنه:
تكوين 22: 1- 8: “وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم. فقال: ها أنذا فقال: خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، واذهب إلى أرض المريا، وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك، فبكر إبراهيم صباحا وشد على حماره، وأخذ اثنين من غلمانه معه، وإسحاق ابنه، وشقق حطبا لمحرقة، وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله، وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد، فقال إبراهيم لغلاميه: اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما.
فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحاق ابنه، وأخذ بيده النار والسكين. فذهبا كلاهما معا وكلم إسحاق إبراهيم أباه وقال: يا أبي. فقال: هأنذا يا ابني. فقال: هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمحرقة، فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني. فذهبا كلاهما معا”
إبراهيم وذبيحة ابنه
بعد 19 جيل كان رجل اسمه إبراهيم، وكان تقيا في عيني الله، فقد طلب منه الرب أن يقدم ابنه كذبيحة له، وقرر إبراهيم أن يخضع لإرادة الرب، فسافر هو وابنه إلى أرض المريا، وبينما كانا صاعدين إلى الجبل لتقديم المحرقة، سأل الابن أباه إبراهيم “أين الخروف للمحرقة؟”، فأجاب إبراهيم: “الله نفسه سيدبر الخروف للمحرقة”. قال إبراهيم هذا الرد لأنه فهم خطة الله للخلاص وأنها ليست من صنع إنسان لكنها بتدبير إلهي هو وحده يراه، وعندما رفع إبراهيم السكين جاءه ملاك الرب بخروف ليموت عوضا عن ابنه.
فهذه القصة لم تكن مجرد تجربة لإيمان إبراهيم، بل كانت كشف من الله لخطة الخلاص التي أعدها لبني البشر، فمن هذه القصة نتعلم كيف حسِب الله إبراهيم بارا لثقته به تعالى. هل سبق وتساءلت لماذا قد يطلب الرب من إبراهيم أن يذبح ابنه؟ لأنه من آدم والخروف الأول الذي مات من أجل ذنوبه، إلى وقت إبراهيم كان الله يطلب دم الخروف، ومع إبراهيم هي أول مرة التي كان يطلب فيها الله حياة شخص كذبيحة، ولكن في آخر لحظة أمسك الرب سكين إبراهيم عن ابنه، لأنه حتى ابن إبراهيم كان خاطئا، ودم شخص خاطئ غير كاف لغفران الخطايا، لأن القربان يجب أن يكون نقيا بلا ذنوب. لوكان لدى إبراهيم ابن بدون ذنوب لكان من الممكن أن يموت كقربان، لكن أين يمكن أن تجد شخص كامل بدون خطية، مستعد للموت لأجل كل العالم؟
موسى وخطة الله بدم الخروف:
في زمن العهد القديم، كلم الله موسى قائلا له أن يخبر الشعب أنه في اليوم الأول من ذلك الشهر يجب أن يذبح كل بيت خروفا. كيف ولماذا؟
موسى وخطة الله بدم الخروف
الله نفسه أخبرنا عن مواصفات الخروف ولماذا، قال: ” تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة تأخذونه من الخرفان أومن المواعز* 6 ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية* 7 ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها” سفر التكوين 12: 5\7 وفي الآية 13 : ” ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر” كان الله سيرسل ملاك الموت ليأخذ حياة بكر أطفال مصر وكل من لم يؤمن به ( كانت خطة الله ليكمل قصده للخلاص لشعبه ) ولكن كل من آمن وقدم الذبيحة، وليس فقط الذبيحة بل ويضع الدم في عتبة بيته يخلص من يوم الرب المهوب.
أما الآن ففي رسالة عبرانيين 10: 11\ 18 “11 وكل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مرارا كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية* …14 لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين* …17 ولن أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد* 18 وانما حيث تكون مغفرة لهذه لا يكون بعد قربان عن الخطية”
إن الله قد عمل ذلك مع الشعب القديم ليخبرنا عن خطته وعن غفرانه الأبدي والمجاني والنابع منه شخصيا، من هو هذا الحمل أو الخروف الذي أعده الله لنا بحيث لم يعد من داع لأي قربان أو أضحية أخرى؟
إشعياء النبي: النبوءة عن الحمل الذي سيكون الذبيحة الأبدية:
إشعياء 53: 3- 9: “محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به 4 لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومدلولا. 5 وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا. 7 ظلم أما هو فتذلَّل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازّيها فلم يفتح فاه. 8 من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفي جيله من كان يظن أنه قُطِعَ من أرض الأحياء أنه ضرب من أجل ذنب شعبي. 9 وجعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته. على أنه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غشٌّ”
نبوءة أشعياء عن الحمل الذي سيكون الذبيحة الأبدية
من إبراهيم إلى إشعياء (حوالي 600 سنة قبل الميلاد) 15 جيلا، جاءت نبوة إشعياء من الله، في هذه النبوة يتكلم النبي عن رجل مولود من امرأة، سيكون بدون ذنب، ولكن سيتألم من أجل كل الناس الخطاة، وهذا الرجل سيكون مذبوح من الله نفسه كالخروف الأول الذي مات من أجل آدم وحواء، ولكن هذا الرجل لن يموت من أجل خطايا شخص واحد، بل من أجل كل خطايا الناس في العالم. ودم تلك الذبيحة سيعمل أكثر من مجرد تغطية الخطايا، حيث أن الذبيحة: الشخص الذي سيرفع الخطية، هو سيتحمل في جسده العقوبة عن كل خطايا البشر. هذا هو الرجاء الذي انتظره كثيرون، والكثير من الأنبياء تنبؤوا عنه، كالخروف الذبيحة الذي سيتمم خطة الله، وبعد موت هذا الرجل لن يكون من ضرورة أن تكون هناك ذبائح ومُحرَقَاتٌ أُخرى، لأنه سيكون ذبيحة كافية لكل الناس الذين قبلوه وآمنوا به. فهل تعلم يا صديقي(تي) من هو هذا الخروف الذبيحة؟ وأين هو؟
يحيى النبي (يوحنا المعمدان)، النبي الذي أرانا عن حمل الله:
يوحنا النبي الذي أرانا عن حمل الله
يوحنا كان نبيا مختارا من بطن أمه، جاء في القرن الأول ليتمم خدمة جد مهمة، خدمته كانت أن يقوم ويهيئ الطريق أمام المسيح يسوع، وهو وُلد 6 أشهر قبل ولادة المسيح، ورآه مباشرة لأول مرة في البرية، حيث كان يوحنا يعمد بالماء، ولما رأى المسيح، رفع صوته وأشار إليه، وقال: “هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يوحنا 1: 29). بعد حوالي 725 سنة من بعد إشعياء النبي، الله يكمل نبوءته أمام النبي يوحنا.
يسوع المسيح، حمل الله الذي يرفع ذنوب العالم:
كالخروف الأول الذي مات من أجل خطية آدم، هكذا المسيح الذي كان بلا خطية، لأنه ولد من عذراء، من روح الرب وليس من رغبة جسد، هو الذي تنبأ بموته، وتنبؤ كذلك بأنه سيقوم من الأموات في اليوم الثالث، وكان الكثير من الشهود حاضرين في ذبيحته، هو سلم نفسه لليهود والعسكر الروماني، وهم صلبوه في نفس اليوم الذي يحتفلون فيه بعيد العبور الذي يسميه اليهود “عيد الفصح” نفس اليوم الذي أمر في الله الشعب بأن يذبحوا خرفان في مصر، هكذا هو رفع ذنوب كل العالم وكل من يؤمن به، في كل الأجيال للأبد.
أيضا، هل يمكن لذبيحة عيد الأضحى أن تغفر ذنوبك؟ الجواب هو: ليس بدم الخروف الذي هو حيوان تغفر الخطايا، ولكن بدم الذبيحة التي اختارها الله، هو حمل الله الذي تكلم عنه إشعياء النبي، وشاهده يوحنا النبي.
بمقدورك أن تتأكد اليوم من غفران خطاياك الأبدي، بالإيمان بموت المسيح الكفاري والبديلي عنك وعن كل الناس، من أجل رفع خطيتك وخطية كل العالم.
وكل خروف مات وذبح كمحرقة للرب قبل المسيح، ما كان إلا رمزًا وكشفًا لذبيحة المسيح، وخطة الله المتمثلة في موت يسوع كذبيحة عنك وعن كل الناس.
عن موقع:
http://www.elhaq.com/hiwar/59-sacrifice-day/385-adha-sacrifice