ميلاديات

بركات تجسد المسيح

نعيش فى مجتمع كبير ينكر ألوهية المسيح بل ويعتبره من الكفر أن تقول أن المسيح هو اله. لذلك نجد أن تاريخ الكنيسة المصرية كله هو الدفاع عن ألوهية المسيح. هذا جعلنا نهمل الكلام عن ناسوت المسيح وأنه كان إنسانا كاملاً.

نحن نؤمن أن يسوع كان إلها كاملاً وإنسانا كاملاً والطبيعتان متحدتان بغير امتزاج أو اختلاط ولم يفارق اللاهوت الناسوت لحظه واحدة ولا طرفة عين. المسيح كان إنسانا كاملاً (يو1: 4) ” الكلمة صار جسداً وحل بيننا” لفظة ” جسد” تعنى الإنسان بكامله وليس فقط جسد الإنسان دون نفسه. عبارة صار جسداً أى صار إنسانا بترجمة أدق ” صار بشراً “. الكلمة اليونانية هنا هى ” ساركس ” ” σαρξ” وهى ترجمة للعبرية ” بسر” التى تعنى بالعربية ” بشر” فلقد دخل عالمنا وأصبح إنسانا مثلنا تماماً.

 يقول يوحنا: ” الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا” (1يو1: 1) ويؤكد قائلاً: ” كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد فهو من الله وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد فليس من الله وهذا هو روح ضد المسيح….” (1يو4: 2، 3)، أغناطيوس الأنطاكى: ” إن من ينكر حقيقة بشرية المسيح هو فى نفس الوقت ينكر حقيقة الفداء، لأنه لو لم يكن يسوع سوى جسد ظاهرى فهو لم يتألم إلا ظاهرياً ونحن لم نحصل على الفداء إلا فى الظاهر”. القديس ايريناوس أسقف ليون” إن المسيح لأجل محبته اللامتناهيه قد صار مثلنا لكى يجعلنا مثله”.

كلفن: ” إن من يقولون بأن المسيح كان إنسانا فحسب أو إلها فحسب. هم أناس منحرفون ومذنبون وواقعون تحت ضلال خطير. والقول بأنه كان إلها فحسب دون أن يكون إنسانا أيضا يسلب المسيح عطفه ولطفه وحنانه العظيم واختباره لآلام البشر…..”.

كاتب الرسالة الى العبرانيين هنا ينبر على إنسانية يسوع ويؤكد ذلك قائلاً: ع14 ” إذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم اشترك هو أيضا كذلك فيهما” ع17 ” من ثم كان ينبغى أن يشبه إخوته فى ” كل شئ “. 4: 15 ” لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا بل مجرب فى كل شئ مثلنا”. انه ينبر على أن المسيح كان إنسانا كاملاً والبركات التى نلناها بسبب ذلك.

فما هي هذه البركات؟

أولاً: أباد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أي إبليس:-

” فإذ” “επειουν” تأتى بمعنى ” كما أن ” الأولاد جميعاً لهم طبيعة واحدة كذلك دخل الابن هذه الشركة ” تشارك ” “κεκοινωνηκεν” تعنى تقاسموا معاً فى الدم واللحم وتأتى فى زمن المضارع التام ” اشترك ” ” μετεσχεν ” تفيد الاشتراك فى زمن الفعل الماضى التام. والتنبير هنا على أنه فى فترة زمنية محددة تم هذا.

” الدم واللحم ” يذكر الدم قبل اللحم فى اليونانية على غير عادة اليهود والمسيحيين والسبب طبعاً أنه مشغول بدم المسيح لأنه عنصر الكفارة. وفى موضع آخر يقدم الدم على الجسد أيضاً (عب10: 19) فالكفارة هي الموضوع الرئيسي.

اشترك هو ” كذلك ” كلمة لها وزن لاهوتي كبير إذ تعنى بالمثل كماً وكيفاً. لقد أخذ طبيعة الإنسان وكان إنسانا كاملاً لكى يستطيع أن يتعامل مع نقاط ضعف الإنسان أصبح إنسانا.

من الذى له سلطان الموت؟ هل فعلاً إبليس هو صاحب السلطان على الموت؟

السلطة النهائية للموت فى يد الله، راجع (تث32: 39، مت10: 28، رؤ1: 18) وهو الذى أصدر حكم الموت (تك2: 17، 3: 19 ) وبيده حياة البشر (تث32: 39) ” أنا أنا هو وليس اله معى. أنا أميت وأحيي” رؤ1: 17، 18 ” أنا هو الأول والآخر.. ولى مفاتيح الهاوية والموت”. والشيطان لا يفعل إلا ما يسمح به الرب (اى1: 12، 2: 6) لماذا أطلق على الشيطان أن له سلطان الموت؟

لان الشيطان مصدر كل خطية والخطية تنتج موتاً (رو6: 23) بذلك يكون للشيطان سلطان فى عالم الموت وقد دعاه المسيح انه ” قتالاً ” (يو8: 44).

فهو له سلطان الموت ليس بإطلاق معناها ولا باعتباره حقاً شرعياً له ولا وهب سلطانا رسميا يفعل بموجبه ما شاء ولكن باسلوب المكر والخداع فقد أدخل الخطية وأجرة الخطية موت.

البركة الأولى ” أباد إبليس”

” يبيد ” لا يقصد بتلك الابادة ابادة شخصيته بل ابادة سلطانه.

قال المسيح:” الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجاً” (يو12: 31) ” رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء “

بولس:” إذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهاراً….” (1كو2: 15)

” نسل المر أه يسحق رأس الحية” كلمة ” يسحق أو يبيد ” لا تعنى ابادة كاملة فمن الواضح أن الشيطان لا يزال حياً ولا يزال يعمل لكن الكلمة تعنى ” يجعله غير فعال وعديم التأثير” لقد جرد من سلاحه

(1يو3: 8) ” لأجل هذا اظهر ابن الله لكى ينقض أعمال إبليس”

عندما كان المسيح بالجسد هزم إبليس فى أكثر من موقعة؛ فى بداية خدمته على جبل التجربة متى 4، وهزمه فى حياة الناس. لقد كان الشيطان يصرخ أمامه.

وبموته على الصليب أكمل هزيمة إبليس تماماً إذ كشف كذبه وخداعه وأعلن أمام العالم كله” أن الله محبة “

وبدخوله الى الأقداس وجد فاءً أبديا عندما قدم نفسه ذبيحة عن خطايا الإنسان كان حمل الله الذى يرفع خطايا العالم. بموته نيابة عنا وحمله خطايانا دينت الخطية فى جسده على الصليب وأصبح الأمر الواقع ” لا شئ من الدينونه الآن…. ” (رو8: 1-4) لقد حمل هو نفسه خطايانا فى جسده على الخشبة (1بط2: 24)

لقد ربط المسيح إبليس وقيده. راجع (مت12: 22-29 ” يربط ” هى ” قيده ” (رؤ20: 2) رئيس هذا العالم قد دين (يو16: 11)، ” الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجاً وأنا إن ارتفعت اجذب الى الجميع” (يو12: 20-23)

إن كان الشيطان قد أُبيد لماذا نرى الشر يملأ العالم؟

جزء كبير من الشرور بسبب حرية إرادة الإنسان، فالإنسان حرا يختار الشر بكامل حريته. لقد قيد الشيطان وربط بالنسبة للكنيسة حتى تنطلق وتؤدى رسالتها ” أبواب الجحيم لن تقوى عليها” لم يقو على الكنيسة فى يوم من الأيام، هل استطاع هيرودس، نيرون، دقلديانوس، دومتيان أن ينتصر على الكنيسة.

ملايين الكتب التى كتبت ضد المسيح لم تفعل شيئاً، الكنيسة وصلت والرسالة اخترقت كل دول العالم، الصين- إيران- أفغانستان- المغرب- تونس- ليبيا ” قاوموا إبليس فيهرب منكم ” من الذى يهرب لقد هزمه المسيح بصليبه.هناك من يرعبون الناس من الشيطان وكأنه فى كل مكان ويقدر أن يفعل كل شئ وكأن المسيح لم يهزمة ولم يسحقه بصليبه. يصورونه يمشى من خلف كل إنسان يسبب له الأزمات والكوارث.

نحن بنعمة المسيح ندوس إبليس تحت الأقدام، نحن جعلنا الشيطان شماعة نعلق عليها كل ما نفعله.

نكتة الراهب الذى كان يشوى البيضة والشيطان قال لا تصدقه أنا واقف لكى أتعلم منه. عدو الخير مهزوم مهزوم لا مكان ولا مجال له بيننا.

ثانياً: حررنا من عبودية الخوف من الموت:

” الخوف ” مرض قاتل يحطم الإنسان، الإنسان يخاف المرض، الموت، البطالة……الخ

” الخوف ” فى حياتك هو بمقدار بعدك عن الله كلما اقتربت من الله كلما تلاشت مخاوفك.

قبل المسيح ومن يعيش بدون المسيح يرتعب من الموت. لأنه ماذا ينتظره بعد الموت؟ إن الموت عدو مرعب ومخيف، فكرة الموت تزعج الإنسان وترعبه. هناك قلق دفين يندس فى خلايا كل إنسان من الموت.

نخاف الموت لأنه المجهول الذى يحيل كل شىء الى لا شئ.

بوسويه: اهتمام الناس بدفن أفكارهم عن الموت لا يقل شأناً عن اهتمامهم بدفن موتاهم.

فرويد: الكائن البشرى وان ابعد عن تفكيره فكرة الموت فإنها تبقى فى اللاشعور، وانعدام وجودها شئ مستحيل وتبقى ماثلة كأجل محتوم ومقلقه جداً له.

أونامونو: الإنسان يخشى الموت لأنه لا يدرى على وجه التحديد ما الذى ينتظره بعد الموت.

زكريا إبراهيم: حينما أفكر فى اننى لا محالة مائت واننى لابد من أن أموت وحدى فان الجزع يستولى على نفسى حتى أكاد أتصور نفسى ميتاً فى أعماق قبر مظلم ساكن وما فى الموت من رهبة إنما يجئ من انه يسلمنى الى الآخرين فأصبح عندئذ موضوعاً يحكم عليه من الغير.

شخص آخر: ” لماذا كتب على أن أموت وحدى؟ يخيل الى انه ليس اقسى على نفسى من أن اشعر اننى سأموت وحدى والعالم مستمر من بعدى فالموت وحدة أليمه مخيفة مرعبة تهوى بالإنسان الى قاع العدم وعلى غير ميعاد وقبل الآوان ودون سابق إنذار”

كثيرون يرتعبون من الموت، يضعون السلاح تحت وسائدهم لكنهم لا يذوقون طعم النوم، هناك من يمشون وحراستهم معهم والكلاب تنبح من حولهم خوفاً من الموت.

يعتق απαλλαςν يحرر- يخرج من الاستعباد.

المسيح بموته وقيامته أبطل الموت لا بمعنى أوقف الموت كلا بل أبطل رعبه وجرده من حقيقته. ” أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل” نزع السم مثل الثعبان المنزوع السم مع الحاوى.

لقد انتصر المسيح فى حياته على الموت وأقام ثلاثة من الموت. ابنة يايرس+ ابن أرملة نايين+ لعازر ” لعازر هلم خارجاً ” يقدم عملاً ظاهرياً لكى يبرهن به على حقيقة عميقة وإعلان عظيم أعلنه عن نفسه” أنا هو القيامة والحياة من آمن بى…” وعندما قام هو بنفسه اثبت وأعلن وبرهن على أن الموت ليس النهاية وإننا ما دمنا معه وفيه فلن يهزمنا الموت ولن يطوينا القبر. لقد قام دائساً الموت بقوة قيامته، هناك العديد من الأمراض النفسية والجسدية التى تنشأ نتيجة الخوف من الموت.

طالما متنا مع المسيح وقمنا معه لن يسود علينا الموت أبدا، سنموت بالجسد ولكن نبقى أحياء.

آخر عدو يبطل هو الموت (1كو15: 26) يبطل باليونانية *” καταργειται” بمعنى ينمحى abolished يتحطم destroyed موت المسيح وقيامته أعلنت نهائياً أن إبليس لم يعد له سلطان الموت. لم يقدر أن يبقى على يسوع فى القبر، قيامة المسيح أفقدت الموت شوكته” أين شوكتك يا موت” الموت لا يحابى أحداً؛ الموت حقيقة ولكن الإنسان يهرب منها. فكرة العبودية مألوفة فى ع. ج لكن الكلمة المستخدمة هنا هى  ” douleia” لا ترد إلا فى (رو8: 15، 22، غلا4: 24، 5: 1) ولكن ولا موضوع من هذه يشير الى عبودية الموت.

الذين يرفضون هبة الخلاص هم فقط الذين لا زالوا فى قبضة الموت.

يستخدم الشيطان سلاح الخوف من الموت لكى يتسلط به على رقاب الناس وأفكارهم.

لقد نزع المسيح بقيامته سلطان الموت من يد الشيطان وجعلنا ننام مطمئنين حتى على فراش المرض والموت.كلام نورمان فنسنت بل ” أنا اعلم اننى موجود كما أنا والموت لن يغير إلا فى جسدى”

سمعان الشيخ” الآن تطلق عبدك يا سيد ” (لو2: 29)

بولس: ” لى اشتهاء أن انطلق….” الكلمة3)،(2تى4: 6)” فانى الآن اسكب سكيباً ووقت انحلالى قد حضر…” الكلمة لها عدة معانى وهى:-

(1) إطلاق سجين: سجين المرض- الادويه- المستشفيات- السرير- الألم – الجسد. ” الآن اعرف بعض المعرفة ولكن حينئذ… وجه لوجه سأراه وجها لوجه فى سماه”

(2) انحلال السفينة للإبحار لتعود الى ميناؤها بعد رحلة طويلة.

(3) فك ربط الخيمة (2كو5: 1-8) ” إن نقض بيت خيمتنا الأرضي…”

(4) حل الثور من على النير (مت11: 28- 30) ” الثقل الشديد الموضوع على رقبة الثور” الموت لا يسلمنا الى العدم أو المجهول بل الى أحضان يسوع. نغمض أعيننا هنا لنفتحها على السماء والابديه.

هل أنت تخاف من الموت؟

هل أنت مستعد للموت؟

هل تعرف مفهومنا عن الحياة الأبدية؟

إنها تبدأ هنا على الأرض، إنها الحياة فى المسيح.

هل أنت تعيش فى عبودية الخوف من الموت؟

الوهم يقتلك- القلق – الشك

تعال للمسيح – استعد للقاء إلهك.

ثالثا: أصبح لنا رئيس كهنة أمينا ورحيماً:-

هناك مشكلة وصعوبة فى فهم ع 16

ما المقصود بكلمة ” يمسك ” فى أصلها تحتمل عدة معانى.

هناك عدد من المفسرين يقول أنها تعنى الاغاثه والاجاره اى أن المسيح اعرض عن إغاثة الملائكة الساقطين وإجارتهم ولكنه أجار نسل إبراهيم.

عدد كبير يفسرها على أن المسيح لم يأخذ لنفسه صورة الملائكة بل صورة نسل إبراهيم وهذا توافقه الترجمة اليسوعية. ” فانه لم يتخذ الملائكة قط بل إنما اتخذ نسل إبراهيم”.   والكلمة ” اتخذ” تعنى أن المسيح لم يتخذ لنفسه طبيعة الملائكة بل طبيعة نسل إبراهيم. فالمعنى لم يمسك ملائكة بل نسل إبراهيم بمعنى انه من نسل إبراهيم. وذكر الملائكة هنا يتمشى مع القرينة لأنه أعلن سمو الإنسان عن الملائكة.

ما معنى كلمة يمسك؟

ذهبى الفم ” من يجرى وراء آخر ويمسك به”

وستكوت ” المسك للمعونة”

موفات” المعونة” فقط واستند على أنها جاءت فى (عب8: 9) بمعنى أخذ باليد. يوم أمسكت بيدهم.

متى المسكين يشرحها من (اش41: 8، 9) ” وأما أنت يا إسرائيل عبدى يا يعقوب الذى اخترته نسل إبراهيم خليلى. الذى أمسكته من أطراف الأرض ومن أقطارها دعوته وقلت لك أنت عبدى اخترتك ولم أرفضك”.

لقد امسك بإبراهيم وهو فى أور الكلدانيين ” امسك” تفيد الاختيار لب عملية الخلاص العظيم.

مسك كأنها تعنى وضع عليه يده، كذلك الله هنا يمسك بنسل إبراهيم.

عبارة” نسل إبراهيم” واضح معناها فقد قال الله لإبراهيم ” فى نساك تتبارك جميع قبائل الأرض” (تك12: 1- 3، 15: 1- 6، 17: 1- 18)

بولس” فى نسلك الذى هو المسيح” (غلا3: 16).

متى هنرى ” لم يمسك الملائكة بل يمسك نسل إبراهيم” لان طبيعة الملائكة لا تصلح أن تكون ذبيحة كفارية عن خطية الإنسان. لقد اخذ طبيعة النفس البشرية التى أخطأت حتى تتألم.

يقول متى المسكين يمكن وضع الآيات كالآتي:

” فإذ قد تشارك الأولاد فى الدم واللحم اشترك هو أيضا فيها لأنه ليس القصد أصلا أن يمسك الملائكة بل نسل إبراهيم. من ثم كان ينبغى أن لا يكون ملاكاً بل أن يشبه إخوته فى كل شئ”.

ع 17 ” من ثم ” “οθεν” تعنى ( لذلك ) ” كان ينبغى ” تحتمها الخطة أو النتيجة المطلوبة أو المشيئة.

الترجمة الصحيحة للآية:” ولكى يكون رئيس كهنة رحيماً وأميناً فى ما للناس، من ثم ” لذلك ” كان ينبغى ” يتحتم ” أن يشبه إخوته فى كل شئ”.

” فى كل شئ ” ” κατα παντα” أى لا أن يشبه إخوته شكلاً أو ظاهريا فقط بل فى كل شئ ” بمعنى التمام والكمال” انه يرد على بدعة الدوستيه Docetics لقد كان إنسانا كاملاً.

حزن (مت26: 38) – بكى (يو11: 35) – عطش(يو19: 28) – أهين (يو8: 49)، خيانة (لو 22: 48) لاحظ (7: 25)

” مجرب فى كل شئ مثلنا ” (عب4: 15، 16)

لقد بلغ أعلى مقدرة وكفاءة على الرحمة.

الرحمة تخصنا نحن

الامانه فيما يختص بالله فقد وفى كل مطاليب العدالة بكل دقة وأمانة.

” رحيم وأمين ” لم ترد أول الكلمتين فى هذه الرسالة إلا هنا وخارجها لا توجد إلا فى التطويبات حيث وعد الرحماء أن يرحموا. إلا أن فكرة تقديم الرحمة كثيرة الورود ويمكن أن تقال أنها الصفة السائدة فى موقف الله تجاه البشر.

تتعلق الامانه فى حالة رئيس الكهنة بأمور الله اى تلك الجوانب التى تتعلق بالله” يكفر خطايا الشعب ” يكفر ” hilaskomai” لا يتبعه مفعول به يعين الأشياء المقدم عنها الكفارة، فهو استخدام مدهش بمعنى استرضاء الله للصفح عن خطايا الشعب.

يتكرر الفعل فى ع. ج مرة واحدة فى (لو18: 13) فى صرخة العشار طالباً الرحمة. الله ذاته هو الذى قدم الكفارة ولم يكن غاضباً (رو3: 25) وذلك من فرط محبته للبشر (رو5: 8). وكان القصد من الكفارة هو إعادة الإنسان الى علاقته مع الله.

رئيس كهنة أميناً

رئيس الكهنة لم يكن أميناً فقد كان تحت الضعف وكان يقدم ذبيحة عن خطايا نفسه أولا قبل أن يقدم ذبيحة عن خطايا الشعب.

رحيماً

لقد عرف معنى أن يكون رضيعاً لا حول ولا قوة له وأن يكون مراهقاً، وفقيراً، اختبر التعب والعطش والجوع(يو4: 6- 8) اختبر مشاعر الرفض والازدراء وعانى من الظلم والافتراء والتعيير، كما اختبر الآلام الجسدية والنفسية.

لاحظ الفرق بين عالى رئيس الكهنة (1صم2: 27- 36) وبين المسيح فعالى لم يستطع أن يقود أبناءه للسير فى طريق الرب بأمانة- كما اتهم حنه ظلماً عندما كانت تصلى وظن أنها سكرى(1صم1: 9- 18) أما المسيح فقد كان رحيما تجاه الشعب أمينا تجاه الرب.

يقول: الكأس التى اعطانى الآب ألا اشربها؟

رئيس كهنتنا رحيم، بمعنى يعرف طبيعة الإنسان، يقدر ضعف الإنسان، يعرف الظروف التى يمر بها الإنسان.

يوحنا ” يا اخوتى اكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا ولكن إن اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح وهو كفارة ليس لخطايانا بل لخطايا كل العالم”.

راجع (عب7: 25) فمن ثم يقدر أن يخلص الى التمام الذين يتقدمون به الى الله إذ هو حى فى كل حين ليشفع فيهم”.

” رحيم ” ليس المقصود الرحمة على إطلاقها بل الرحمة مقترنة بهذه الوظيفة باعتبار علاقة المسيح بمن يكهن لهم ومن اجلهم وهم خطاة مجربون ولذلك هو يترفق بهم وبجهالتنا ويرثى لضعفاتنا.

وجوده فى بيت الآب يشفع فينا، هو حى ليشفع فينا. ” لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح”؛ الإنسان الذى ذاق كل أنواع التجارب” لنا شفيع عند الآب يسوع المسيح….”

ما أروع أن ندرك أن لنا رئيس كهنة أمين ورحيم.

أمين دفع دمه ثمناً لخطايانا، لم يقدم ذبائح حيوانيه. ورحيم بنا لأنه يعرف ضعفنا ويعرف المجتمع الذى نعيش فيه والظروف كلها.

رابعاً: يقدر أن يعين المجربين:

” يعين “تعنى حرفياً ” الإسراع تجاوباً مع صرخة طفل ” تخيل كيف تؤثر فينا صرخة الطفل. وتعنى تقديم المساعدة فى وقت الاحتياج لها.

على اى أساس يقدر؟ ما المقصود بكلمة يقدر؟

إن قدرة يسوع على إعانة المجربين نابعة من انه تألم مجرباً. إن نقطة الالتقاء هنا بين يسوع وشعبه ليست فى المماثلة فى طبيعة التجربة بل فى آلام التجربة وفى (4: 15) نجد إيضاح لهذه الفكرة. إن قدرة يسوع هى نتيجة طبيعية لان يسوع مشابهاً لإخوته.

ذهبى الفم: ” لم يعد يجهل آلامنا، وهو لا يعلمها بصفته إلها فقط ولكن كانسان قد أدرك التجارب إذ تجرب بها، فلأنه تألم كثيراً هكذا يعرف كيف يعطف ويتعاطف، وهو يدرك التجارب ليس بأقل مما نعانيه لأنه هو نفسه عاناها”.

لقد أصبح يعرف كيف يعالج الألم وكمحام ذاق الظلم يعرف كيف يحامى عن المظلوم، وكقائد ذاق مذلة الأسر ودخل البوتقة يعرف كيف يخلصنا.

هو لا يتعامل كطبيب فقط بل كطبيب أصيب بالمرض من قبل، هو يحامى عنا كمحامى اختبر الظلم من قبل. ما الذى عاناه يسوع عندما كان إنسانا؟

الاتهامات الباطلة:

كم مرة تعرض يسوع لاتهامات باطلة: برئيس الشياطين يخرج الشياطين. مختل العقل.به شيطان.

بعد أن شفى مريض بركة بيت حسدا طلبوا أن يقتلوه. بعد إقامة لعازر طلبوا أن يقتلوه

هل جربت أن لا تحب إلا الشوك والشر بدلاً من الخير الذى تزرعه؟

الشعور بالوحدة: (مت26: 56) حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا ساعة الصلاة (مت26: 40) أما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة.

الغدر والخيانة: مع يهوذا آكل خبزى رفع على عقبه

إنكار احد تلاميذه له

اختبار الظلم فى المحاكمة.

كيف يعين المجربين:

مارك ماكمن:” الألم آت آت لا محالة لأنه خيط فى نسيح الحياة”

الله يتوحد بنا فى آلامنا” من يمسكم يمس حدقة عينه” ” شاول شاول لماذا تضطهدنى” ” كنت مريضاً….. كنت محبوساً”

الرب صالح؛ الرب صالح للكل ” احمدوا الرب لأنه صالح”، ” كل عطية كاملة وكل موهبة تامة هى من فوق من عند أبى الأنوار”

هو يعطى نعمة لاحتمال التجربة، كما فعل مع بولس ” تكفيك نعمتى لان قوتى…..”

هو يحول الألم لخيرنا كما فعل مع يوسف

هو ينضجنا بنعمته ونحن فى قلب التجربة.

هو ينقذنا بمعجزة

د. القس عزت شاكر

راعي الكنيسة الإنجيلية في مدينة نصر.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى