تأملات

سبت لعازر .. أنا هو القيامة

“أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” (يوحنا 11: 25).

أَصَابَ لعازر مَرَضٌ مُمِيتٌ، أرسلت الأختان، مرثا ومريم، للرب يسوع لإخباره بمرض لعازر حبيبه، وكانتا تنتظران منه أن يأتي ليشفيه. لكنه تأخَّر حتى مات لعازر ودُفن. عندئذ أخبر يسوع تلاميذه قائلاً «لعازر حبيبنا قد نام». وذهب بهم إلى بيت عنيا. فلاقته مرثا بعتاب قائلة «لو كنت ههنا لم يمت أخي». فطمأنها الرب قائلاً «سيقوم أخوك». فقالت إنها تعلم أنه سيقوم في اليوم الأخير. كانت مرثا تعلم وتؤمن بالقيامة، وميعادها وهو اليوم الأخير. ولم تعلم ولم تؤمن، بَعد، من هو القيامة. فأعلن لها الرب ما لم تفهمه «أنا هو القيامة».

لقد أراد المسيح نقل مرثا – ونحن معها -من الإيمان بعقيدة إلى الإيمان بشخص. فالقيامة كعقيدةٍ أمرٌ أو حدثٌ عام يشترك فيه كل الناس، أبرار وأشرار. أما الإيمان بشخص المسيح، فيعطي اليقين بأنَّه هو القيامة ذاتها والحياة ذاتها. ونلاحظ أن المسيح لم يَقُل لها «أنا أهب القيامة، أنا أهب الحياة»، كأنَّ الحياة شيء منفصل عنه. بل هو أصل الحياة وينبوعها. وهنا نرى قوة القيامة وقوة الحياة في شخص الرب يسوع.

أكدَّ يسوع أنَّ القيامة حدث حاضر، لأنَّه هو القيامة والحياة، وكل مَن يؤمن به، وكان ميتًا بالخطايا والذنوب، يقيمه من موت خطاياه، ويمنحه حياة أبديّة.

ربما تمتلئ حياتنا بالفواجع والأحزان، ربّما قد خسرت أعزّ الأصدقاء أو الأقرباء، ربما لديك تساؤلات، وحيرة مما يحمله لك المستقبل، لا تخف. ضع ثقتك في المسيح قاهر الموت وواهب الحياة الأبدية، يجبيك عن تساؤلاتك، ويمنحك حياة. إنَّ قبر لعازر الميت المُقام لا يزال شاهدًا على معجزة قيامته، في بلدة بيت عنيا، والذي تغيَّر اسمها اليوم ليُصبح قرية “العازرية”.

يَا رَبُّ، أشكرك لأنك أنت القيامة والحياة، وهبت لعازر وغيره الحياة، وأقمتهم من موت خطاياهم، وأجسادهم، وما زلت تهب الحياة لكل مَن يؤمن بك، ساعدني أن أحيا لك، شاهدًا عن معجزة إقامتك لي، ومنحي الحياة فيك. أمين.

د. القس نصرالله زكريا

* تخرج في كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة 1989م.
* سِيمَ قسًا وراعيًا للكنيسة الإنجيلية المشيخية في أبو حنس المنيا
* المدير التنفيذي لمجلس الإعلام والنشر
* مدير تحرير مجلة الهدى منذ عام 2006
* مؤسس موقع الهدى، وموقع الإنجيليون المشيخيون.
* له من المؤلفات ما يزيد عن أربعين كتابًا.
زر الذهاب إلى الأعلى