عيد الشكر

«شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ» (أفسس 5: 20).
يعود الاحتفال بعيد الشكر إلى عام 1620، حيث لجأ كثير من الإنجليز إلى أمريكا هربًا من الاضطهاد الديني في بلادهم، وبعد رحلة طويلة وصل الألاف منهم إلى مدينة بليموث، بولاية ماساتشوستس، وبسبب قلة خبرة أولئك المهاجرين في الزراعة توفي الكثير منهم؛ تدخّل رئيس قبيلة هنديّة، لإنقاذهم ومساعدتهم من هذه المعاناة، فعلَّمهم الزراعة والصيد، وفي أول موسم حصاد (1621)، حصدوا غلالاً وافرة فأقاموا وليمة حصاد وشكر وصلاة تعبيرًا عن شكرهم لله لما أنعم به عليهم، ولهؤلاء الهنود الذين ساعدوهم، وتناقل الأمريكيون هذا التقليد تعبيرًا عن الشكر والامتنان؛ وفي عام 1941 أقرَّ الكونجرس الأمريكي الاحتفال بهذا العيد ليكون الخميس قبل السبت الأخير من شهر نوفمبر من كل عام.
أما عن عيد الشكر الذي نحتفل به ككنيسة إنجيليّة مشيخيّة خلال شهر مارس من كل عام، يعود تاريخه إلى عام 1919م، عندما اجتاز مسيحيو مدينة أسيوط في اضطهاد مؤلم، فقررت السيدات ضرورة الاجتماع معاً في الكنيسة، للصوم والصلاة حتى ينتهي الضيق، فرفعن صلوات حارة للرب، الذي استجاب ورفع الضيق.
وفي العام التالي اجتمعن وقررن أن يكون هذا اللقاء عيداً سنوياً للكنيسة، وبعدها تطورت الفكرة ليتم جمع تقدمة سنوية تُساهم في الخدمة، انتشرت الرؤية إلى بقية البلاد والمجامع في ربوع بلادنا، واختارت السيدات شهر مارس من كل عام لاحتفالات الشكر، ولقد تبنّت رابطة السيدات العامة عام 1954م، تنظيم هذه الخدمة وهذا العيد، ليكون دافعاً لنمو حياة الشكر في الشعب عامة.
هذه هي قصة خدمة الشكر التي نعرفها اليوم في كل كنائس الجمهورية، مع مساهماتها المالية التي تدعم مشاريع الكنيسة العامة.
يَا رَبُّ، نشكرك لأنك وحدك تستحق الشكر، ولأنك تسمع الصلاة، وتسرع لرفع الضيق والظلم والاضطهاد، ونشكرك لأجل المرأة وخدمتها ودورها في تأسيس عيد الشكر في كنيستنا، أو ليست هي عضواً في جسدك، كنيستك المحلية أو العامة، ساعدنا لنشكر كل حين. آمين.